الْهَوَى فِي طُلُوعِ تِلْكَ النُّجُومِ

Wave Image
الْـهَـوَى فِـي طُـلُـوعِ تِـلْـكَ الـنُّـجُـومِ
وَالْـمُـنَـى فِـي هُـبُـوبِ ذَاكَ الـنَّـسِيمِ
سَـرَّنَـا عَـيْـشُـنَـا الـرَّقِـيـقُ الْحَوَاشِي
لَــوْ يَــدُومُ الــسُّــرُورُ لِلْــمُـسْـتَـدِيـمِ
وَطَـرٌ مَـا انْـقَـضَـى إِلَـى أَنْ تَـقَـضَّى
زَمَـــنٌ مَـــا ذِمَـــامُـــهُ بِــالــذَّمِــيــمِ
إِذْ خِـتَـامُ الـرِّضَـا الْـمُـسَـوَّغِ مِـسْـكٌ
وَمِــزَاجُ الْــوِصَــالِ مِــنْ تَــسْــنِـيـمِ
وَغَـرِيـضُ الـدَّلَالِ غَـضٌّ جَنَى الصَّبْـ
ـوَةِ نَــشْــوَانُ مِـنْ سُـلَافِ الـنَّـعِـيـمِ
طَــالَــمَــا نَــافَــرَ الْــهَــوَى مِـنْـهُ غِـرٌّ
لَــمْ يَـطُـلْ عَـهْـدُ جِـيـدِهِ بِـالـتَّـمِـيـمِ
•••
أَيُّــهَــا الْــمُــؤْذِنِـي بِـظُـلْـمِ اللَّـيَـالِـي
لَــيْـسَ يَـوْمِـي بِـوَاجِـدٍ مِـنْ ظَـلُـومِ
قَمَرُ الْأُفْقِ — إِنْ تَأَمَّلْتَ — وَالشَّمْـ
ـسُ هُـمَـا يُـكْـسَـفَـانِ دُونَ الـنُّـجُومِ
وَهُـوَ الـدَّهْـرُ لَـيْـسَ يَـنْـفَـكُّ يَـنْـحُـو
بِـالْـمُـصَـابِ الْـعَـظِـيـمِ نَحْوَ الْعَظِيمِ
•••
بَــوَّأَ اللــهُ «جَــهْـوَرًا» شَـرَفَ الـسُّـؤْ
دَدِ فِـي الـسَّـرْوِ وَاللُّـبَـابِ الـصَّـمِـيمِ
وَاحِــدٌ سَــلَّــمَ الْــجَــمِــيـعَ لَـهُ الْأَمْـ
ـرَ، فَـكَـانَ الْـخُـصُوصُ وَفْقَ الْعُمُومِ
قَــلَّــدَ الْــغُــمْــرُ ذَا الـتَّـجَـارِبِ فِـيـهِ
وَاكْــتَــفَـى جَـاهِـلٌ بِـعِـلْـمِ الْـعَـلِـيـمِ
خَـطَـرٌ يَـقْـتَـضِـي الْـكَـمَـالَ بِـنَـوْعَيْ
خُـــلُـــقٍ بَـــارِعٍ وَخَـــلْــقٍ وَسِــيــمِ
•••
أَيُّــهَــا ذَا الْــوَزِيــرُ هَــا أَنَــا أَشْــكُـو
وَالْــعَــصَــا بَــدْءُ قَـرْعِـهَـا لِلْـحَـلِـيـمِ
مَـا عَـنَـانَـا أَنْ يَـأْنَـفَ الـسَّـابِـقُ الْـمَرْ
بَـطَ فِـي الْـعِـتْـقِ مِـنْـهُ وَالـتَّـطْـهِـيمِ
وَبَـقَـاءُ الْـحُـسَـامِ فِـي الْـجَفْنِ يَثْنِي
مِــنْــهُ بَـعْـدَ الْـمَـضَـاءِ وَالـتَّـصْـمِـيـمِ
أَفَــصَـبْـرٌ مِـئِـيـنَ خَـمْـسًـا مِـنَ الْأَيَّـا
مِ، نَـــاهِـــيــكَ مِــنْ عَــذَابٍ أَلِــيــمِ
وَمُــعَــنًّــى مِــنَ الــضَّــنَـى بِـهَـنَـاتٍ
نَــكَــأَتْ بِــالْــكُــلُـومِ قَـرْحَ الْـكُـلُـومِ
سَــقَــمٌ لَا أُعَــادُ فِــيــهِ وَفِــي الْـعَـا
ئِــدِ أُنْــسٌ يَــفِــي بِــبُـرْءِ الـسَّـقِـيـمِ
نَــارُ بَــغْــيٍ سَــرَى إِلَــى جَـنَّـةِ الْأَمْـ
ـنِ لَـظَـاهَـا فَـأَصْـبَـحَـتْ كَـالـصَّـرِيمِ
•••
بِـأَبِـي أَنْـتَ — إِنْ تَـشَأْ — تَكُ بَرْدًا
وَسَــــلَامًــــا كَـــنَـــارِ إِبْـــرَاهِـــيـــمِ
لِلـشَّـفِـيـعِ الـثَّـنَـاءُ، وَالْحَمْدُ فِي صَوْ
بِ الْــحَــيَــا لِلــرِّيَــاحِ، لَا لِلْــغُــيُـومِ
وَزَعِــيــمٌ بِــأَنْ يُــذَلِّلَ لِــي الــصَّــعْـ
ـبَ مَــثَـابِـي إِلَـى الْـهُـمَـامِ الـزَّعِـيـمِ
وَوِدَادٌ يُـــغَـــيِّـــرُ الـــدَّهْــرُ مَــا شَــا
ءَ وَيَــبْــقَــى بَــقَــاءَ عَـهْـدِ الْـكَـرِيـمِ
وَثَــنَــاءٌ أَرْسَــلْــتُــهُ سَــلْــوَةَ الــظَّـا
عِــنِ عَــنْ شَــوْقِـهِ وَلَـهْـوِ الْـمُـقِـيـمِ
فَـهْـوَ رَيْـحَـانَةُ الْجَلِيسِ — وَلَا فَخْـ
ـرَ — وَفِــيـهِ مِـزَاجُ كَـأْسِ الـنَّـدِيـمِ
لَـمْ يَـزَلْ مُـغْـضِـيًـا عَـلَى هَفْوَةِ الْجَا
نِـي مُـصِـيـخًـا إِلَـى اعْـتِـذَارِ الْكَرِيمِ
وَمَــتَــى يَــبْــدَأِ الـصَّـنِـيـعَـةَ يَـولِـعْـ
ـكَ تَــمَــامُ الْــخِـصَـالِ بِـالـتَّـتْـمِـيـمِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الأندلسي

عن الشاعر

«ابن زيدون»: شاعر أندلسي هو من أبزر شعراء قرطبة وإشبيلية في عصره، له قصة شهيرة جمعت بينه وبين شاعرة الأندلس «ولَّادة بنت المستكفي».

وُلد أبو الوليد «أحمد بن زيدون المخزومي» في «قرطبة» بالأندلس عام ١٠٠٣م لأسرة تنتمي إلى بني مخروم، وقد تعلم الأدب والشعر واللغة منذ حداثته على يد أبيه وعلماء «قرطبة» التي كانت في ذلك الوقت منارةً للعلم والفن والأدب والطرب، فحفظ السير والحكم والأمثال والشعر العربي.

اشتهر «ابن زيدون» في مجالس قرطبة الأدبية والاجتماعية بخفة الظل والميل للدعابة ونال شعره شهرة واسعة في المنتديات الأدبية التي كانت النساء ذوات المكانة العالية تديرها، وكان الشعراء يطمعون في مكانة وحظوة لديهن، مثل محبوبة «ابن زيدون» «ولادة بنت المستكفي» التي أفرد لها أروع قصائده وتنافس على الفوز بقلبها مع غريمه «ابن عبدوس».

اشترك «ابن زيدون» في الثورة التي قام بها «ابن جمهور» على آخر خلفاء بني آمية والتي ما نجحت حتى اتخذه وزيرًا له وكاتبًا ولُقب ﺑ«ذي الوزارتين»، ولكن ما لبث أن أوقع المنافسون بينه وبين «ابن جمهور» فعزله وألقى به في السجن وهناك كتب له مجموعة من القصائد والرسائل النثرية يحاول استمالته مجددًا وأن يبرئ نفسه، كما كتب من الأسر أروع أشعاره لاستعطاف «ولادة» ولكن دون جدوى. واستطاع «ابن زيدون» الهرب من السجن حتى احتل «المعتمد بن عباد» مدينة «قرطبة» وضمَّها إلى ملكه فأعاده وزيرًا مرة أخرى. وبعدها أُرسل «ابن زيدون» إلى «إشبيلية» لتهدئة الفتنة التي ثارت فيها واستمر في الإقامة بها.

وﻟ«ابن زيدون» ديوان شعر يتميز بتنوع موضوعاته وسهولة لغته، كما ترك مجموعة من الرسائل التي توضح سمات عصره السياسية والاجتماعية، وقد وصف النقاد شعره بأنه بليغ رغم إيثاره التراكيب الشعرية البسيطة. كما تميز «ابن زيدون» بالبناء التصويري الشعري الذي تبدو فيه الطبيعة والمكان الذي كان يقطن فيه مصورةً بشكلٍ متميز، والبناء الموسيقي الذي اتسم بحسن التقسيم والإيقاعات المتتالية في الأوزان والقوافي.

وقد توفي «ابن زيدون» بعد أن داهمه المرض أثناء إقامته في «إشبيلية» ودُفن بها وذلك في عام ١٠٧١م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤