يَا عَيْنِ جُودِي بِدَمْعٍٍ مِنْكِ مِغْزَارِ

Wave Image
يَـا عَـيْـنِ جُـودِي بِـدَمْـعٍ مِـنْكِ مِغْزَارِ
وَابْـكِـي لِـصَـخْـرٍ بِـدَمْـعٍ مِـنْكِ مِدْرَارِ
إِنِّــي أَرِقْــتُ فَــبِـتُّ اللَّـيْـلَ سَـاهِـرَةً
كَــأَنَّــمَــا كُــحِــلَــتْ عَـيْـنِـي بِـعُـوَّارِ
أَرْعَـى الـنُّـجُـومَ وَمَـا كُـلِّـفْتُ رِعْيَتَهَا
وَتَــارَةً أَتَــغَــشَّــى فَــضْــلَ أَطْــمَـارِ
وَقَـدْ سَـمِـعْـتُ وَلَـمْ أَبْـجَـحْ بِـهِ خَبَرًا
مُـحَـدِّثًـا جَـاءَ يَـنْـمِـي رَجْـعَ أَخْـبَـارِ
يَـقُـولُ صَـخْـرٌ مُـقِـيـمٌ ثَمَّ فِي جَدَثٍ
لَـدَى الـضَّـرِيـحِ صَـرِيـعٌ بَـيْنَ أَحْجَارِ
فَـاذْهَـبْ فَـلَا يُـبْعِدَنْكَ اللهُ مِنْ رَجُلٍ
دَرَّاكِ ضَــــيْـــمٍ وَطَـــلَّابٍ بَـــأَوْتَـــارِ
قَـدْ كُـنْـتَ تَـحْـمِـلُ قَلْبًا غَيْرَ مُهْتَضَمٍ
مُــرَكَّــبًــا فِــي نِـصَـابٍ غَـيْـرَ خَـوَّارِ
مِـثْـلُ الـسِّـنَـانِ تُضِيءُ اللَّيْلَ صُورَتُهُ
مُـــرُّ الْـــمَـــرَارَةِ حُــرٌّ وَابْــنُ أَحْــرَارِ
وَسَـوْفَ أَبْـكِـيـكَ مَـا نَـاحَتْ مُطَوَّقَةٌ
وَمَـا أَضَـاءَتْ نُـجُـومُ اللَّـيْـلِ لِلسَّارِي
وَلَــنْ أُسَـالِـمَ قَـوْمًـا كُـنْـتَ حَـرْبَـهُـمُ
حَـتَّـى تَـعُـودَ بَـيَـاضًـا جُـؤْنَـةُ الْـقَـارِ
أَبْـلِـغْ خُـفَـافًـا وَعَـوْفًـا غَـيْـرَ مُقْصِرَةٍ
عَــمِـيـمَـةً سَـوْفَ يَـبْـدُو كُـلُّ أَسْـرَارِ
وَالْـحَـرْبُ قَـدْ رَكِـبَـتْ جَـرْبَـاءَ بَاقِرَةً
حَـلَّـتْ عَـلَـى طَبَقٍ مِنْ ظَهْرِهَا عَارِي
شُـدُّوا الْـمَـآزِرَ حَـتَّـى يَـسْـتَـذِفَّ لَكُمْ
وَشَـــمِّـــرُوا إِنَّــهَــا أَيَّــامُ تَــشْــمَــارِ
وَابْـكُـوا فَـتَـى الْـحَـيِّ وَافَـتْـهُ مَنِيَّتُهُ
فِــي يَــوْمِ نَــائِــبَــةٍ نَــابَـتْ وَأَقْـدَارِ
كَــأَنَّــهُــمْ يَــوْمَ رَامُـوهُ بِـأَجْـمَـعِـهِـمْ
رَامُـوا الـشَّـكِـيـمَـةَ مِنْ ذِي لِبْدَةٍ ضَارِ
حَـتَّـى تَـفَـرَّقَـتِ الْأَبْـطَـالُ عَـنْ رَجُلٍ
مُــلَــحَّــبٍ غَــادَرُوهُ غَــيْـرَ مِـحْـيَـارِ
تَـجِـيـشُ مِـنْـهُ فُـوَيْـقَ الثَّدْيِ مُزْبِدَةٌ
تَــتَـابُـعًـا مِـنْ نِـيَـاطِ الْـجَـوْفِ فَـوَّارِ
تَـجَـلَّلَـتْـهُ رِمَـاحُ الْـقَـوْمِ عَـنْ عُـرُضٍ
فِـي جَـارَةِ الْـمَـوْتِ مَـطْـلُـوبًـا بِأَوْتَارِ
كَـانَ ابْـنَ عَـمِّـكُـمُ مِـنْـكُـمْ وَضَـيْفَكُمُ
فِـيـكُـمْ فَـلَـمْ تَـدْفَـعُـوا عَـنْـهُ بِإِخْفَارِ
لَـوْ مِـنْـكُـمُ كَـانَ فِـيـنَـا لَـمْ يُـنَـلْ أَبَدًا
حَـــتَّـــى تَــلَاقَــى أُمُــورٌ ذَاتُ آثَــارِ
أَعْـنِـي الَّـذِيـنَ إِلَـيْـهِـمْ كَـانَ مَـنْـزِلُـهُ
هَـلْ تَـعْـلَـمُـونَ ذِمَامَ الضَّيْفِ وَالْجَارِ
لَا نَـوْمَ حَـتَّـى تَـعُـودَ الْـخَـيْلُ عَابِسَةً
يَــنْـبِـذْنَ طَـرْحًـا بِـمُـهْـرَاتٍ وَأَمْـهَـارِ
أَوْ تَـحْـفِـزُوا حَـفْـزَةً وَالْـمَوْتُ مُكْتَنِعٌ
عِـنْـدَ الْـبُـيُـوتِ حُـصَـيْـنًا وَابْنَ سَيَّارِ
فَـتَـغْـسِـلُـوا عَـنْـكُـمُ عَـارًا تَـجَـلَّلَـكُـمْ
غَـسْـلَ الْـعَـوَارِكِ حَـيْـضًـا بَعْدَ إِطْهَارِ
حَـامِي الْعَرِينِ لَدَى الْهَيْجَاءِ مُضْطَلِعٌ
بِـــذِي سِـــلَاحٍ وَأَنْــيَــابٍ وَأَظْــفَــارِ
بِـفَـيْـلَـقِ الْـخَـيْـلِ تَـنْـزُو فِـي أَعِـنَّتِهَا
مِـثْـلَ الْأُسُـودِ تَـوَافَـتْ عِـنْـدَ جَرْجَارِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: الجاهلي

عن الشاعر

الخنساء: هي صحابيةٌ وشاعرةٌ مُخضرَمة؛ حيث أدركت أواخرَ عصر الجاهلية وبدايةَ ظهور الإسلام، وهي تُعدُّ من أشهر النساء في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، وكانت قصائدُها ذائعةَ الصِّيت وانتشرت في مختلِف أرجاء البلاد.

هي «تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد»، وقد لُقِّبت ﺑ «الخنساء» لصِغَر حجم أنفها وارتفاع أرنبته. وُلِدت عام ٥٧٥م، وهي تنتمي ﻟ «آل الشريد»، وهم ساداتُ العرب وأشرافُهم وملوكُ قبيلة «بني سليم» في الجاهلية، وقد عاشت «الخنساء» فترةً طويلة في عصر الجاهلية وبعد ظهور الإسلام، ووفدتْ بصُحْبة بَنِيها وبني عمها من «بني سليم» إلى سيدنا «محمد» — صلى الله عليه وسلم — وأعلنوا دخولَهم في الإسلام، وذلك في عام ٨ﻫ/٦٣٠م.

كانت «الخنساء» تتمتَّع بمكانةٍ مرموقة بفضل نَسَبها، فضلًا عن تمتُّعها برجاحة العقل، واتِّزان الفكر، وقوة الشخصية، وحرية الرأي، ولم يستطع أحدٌ التحدُّثَ عنها بسوءٍ أو التهجُّمَ عليها. أما عن حياتها، فتزوَّجت «الخنساء» من ابن عمها «رواحة بن عبد العزيز السلمي»، وأنجبت منه ابنَها «أبا شجرة»، وبعد انفصالها عنه تزوَّجت من «مرداس بن أبي عامر السلمي» المعروف بسَخائه وجُوده، وأنجبت منه أربعةَ أبناء استُشهِدوا جميعًا في معركة القادسية عام ١٦ﻫ.

وقد غلب على شعر «الخنساء» البكاءُ والرثاء حتى غدَتْ أشهرَ شعراء الرثاء في عصرها، وكان الرسول — صلى الله عليه وسلم — يستنشدها ويُعجِبه شِعرُها كثيرًا، وكان أكثرَ شعرها وأجوده رثاؤها أخوَيْها «صخر» و«معاوية»، وكانا قد قُتِلا في الجاهلية.

تُوفِّيت «الخنساء» عامَ ٢٤ﻫ/٦٤٥م عن عمرٍ يناهز ٧١ عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤