يَا أَيُّهَا الرِّيمُ الَّذِي صَادَنِي

Wave Image
يَـا أَيُّـهَـا الـرِّيـمُ الَّـذِي صَـادَنِـي
بِــمُــقْــلَـةٍ فِـي اللَّـحْـظِ حَـوْرَاءِ
وَحَـاجِـبٍ كَـالـنُّـونِ قَـدْ نُـمِّـقَتْ
فَــوْقَ حِــجَــاجِ الْــعَـيْـنِ زَجَّـاءِ
وَمَــحْــجِــرٍ أَنْــوَرَ مِــنْ فِــضَّـةٍ
مَــجْــلُــوَّةٍ بِــالـصَّـقْـلِ بَـيْـضَـاءِ
وَعَــارِضٍ أَظْــهَــرَ تَــشْــبِــيـكَـهُ
كَــرَوْضَـةِ الْـفِـرْدَوْسِ خَـضْـرَاءِ
شَـعْـرٌ يَـزِيـدُ الْـمُـرْدَ قُـبْحًا وَقَدْ
أَلْـــــبَـــــسَـــــهُ نُــــورٌ بِــــلَأْلَاءِ
قَــدْ مَــلَّـنِـي أَهْـلُـكَ يَـا سَـيِّـدِي
وَنَـــفَّـــرُوا عَــنِّــي بِــمَــوْلَائِــي
وَأَضْــرَمُــوا إِذْ فَــرَّقُـوا بَـيْـنَـنَـا
فِــي كَــبِــدِي نَــارًا وَأَحْـشَـائِـي
نَـارًا إِذَا مَـا الْـتَـهَبَتْ فِي الْحَشَا
لَـمْ يُـطْـفِـهَـا الْـمُـجْـهَـدُ بِـالْـمَـاءِ
إِلَّا بِــرِيــقٍ مِــنْــكَ مَــعْــسُـولَـةٍ
تَــشْــفِــى حَــرَارَاتِـي وَأَدْوَائِـي
فَـاشْـفِ غَـلِيلِي وَجَوَى حُرْقَتِي
بِــقُــبْــلَــةٍ تَــحْــبُـو بِـهَـا فَـائِـي
إِنِّــي غَــدًا مِــنْ حُـبِّـكُـمْ مَـيِّـتٌ
كَـــعُـــرْوَةٍ مِــنْ حُــبِّ عَــفْــرَاءِ
أُمْسِي وَأُضْحِي مِنْكَ فِي فِكْرَةٍ
تَــمُــرُّ إِضْــحَــائِــي وَإِمْـسَـائِـي
وَإِنْ أَنَــمْ مِــنْ لَـيْـلَـتِـي سَـاعَـةً
فَــفِــيــكَ أَحْــلَامِـي وَرُؤْيَـائِـي
فَـقُـلْ لِـمَـنْ يَـعْجَبُ مِنْ فِكْرَتِي
أُنْــبِــيــكَ يَــا عَـاجِـبَ أَنْـبَـائِـي
حُـبِّـي بَـرَى جِـسْـمِي وَأَوْدَى بِهِ
كِــتْــمَــانُ أَدْوَائِــي وَبَــلْــوَائِـي
فَــالْــيَــوْمَ أُبْــدِيــهِ لَــعَـلِّـي إِذَا
أَبْــدَيْــتُـهُ عُـوفِـيـتُ مِـنْ دَائِـي
عَـــذَّبَــنِــي صَــادٌ وَفَــاءٌ مــعًــا
أُلْــصِــقَــتَــا لِلْــحِــيـنِ بِـالْـحَـاءِ

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الغزل
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: السريع
  • عصر القصيدة: العباسي الأول

عن الشاعر

أبو نواس: هو أحد أبرز الشعراء العرب في العصر العباسي، وأشهرُ شعراء الشعر الخَمْري في تاريخ الأدب العربي كله؛ حيث اشتهر بحبه الشديد للخمر ووَصْفه ببراعةٍ وكثرة الحديث عنه، لدرجةِ أنه أفرَدَ له في أدبه بابًا مستقلًّا.

وُلِد «الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي» عام ١٣٩ﻫ/٧٥٦م ﺑ «الأهواز»، لأب دمشقي وأم فارسية، ولكنه نشأ بالبصرة وهو في عمر العامين. تُوفِّي أبوه وهو في سنٍّ صغيرة، فربَّته أمه وجعلته يعمل في العطارة وهو صبي، وأثناء عمله تعلَّم اللغةَ والأدب والشعر على يد أحد الشيوخ بالكتاب، هذا فضلًا عن دراسته علومَ الفقه والحديث وأحكام القرآن.

في سن الثلاثين من عمره، انتقل «أبو نواس» من البصرة إلى بغداد مقر الخلافة العباسية ومحط آمال الشعراء العرب وقتَذاك، وأصبح على علاقةٍ وطيدة بخلفاء «بني العباس» ومدَحهم في قصائده، خاصةً الخليفة «الأمين»؛ حيث كان نديمًا له.

أما عن شعره، فكان «أبو نواس» شُعُوبيًّا يزدري العربَ ويسخر من شِعرهم التقليدي المتمثِّل في الوقوف على الأطلال وبكاء الأحِبَّة، فدعا إلى التجديد فكان أول مَن هجَرَ الألفاظَ البدوية في شعره واستخدم الألفاظَ الحضَرية بدلًا منها، وقد غلب على قصائده ألوان الغزل والمدح، فضلًا عن الهجاء والرثاء والزهد.

تُوفِّي «أبو نواس» في عام ١٩٨ﻫ/٨١٤م، ودُفِن في تل اليهود غرب بغداد.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤