رَشِيد

Wave Image
جَــدِّدِي يَـا رَشِـيـدُ لِـلْـحُـبِّ عَـهْـدَا
حَـسْـبُـنَـا حَـسْـبُـنَـا مِـطَـالًا وَصَـدَّا
جَـدِّدِي يَـا مَـدِيـنَـةَ الـسِّـحْـرِ أَحْـلَا
مًـا، وَعَـيْـشًـا طَـلْـقَ الْأَسَارِيرِ رَغْدَا
جَـدِّدِي لَـمْـحَـةً مَـضَـتْ مِنْ شَبَابٍ
مِــثْــلَ زَهْــرِ الــرُّبَـا يَـرِفُّ وَيَـنْـدَى
وَابْـعَـثِـي صَـحْـوَةً أَغَارَ عَلَيْهَا الشَّـ
ـيْـبُ، حَـتَّـى غَـدَتْ عَـنَـاءً وَسُـهْدَا
وَتَـعَـالَـيْ نَـعِـيـشُ فِـي جَـنَّـةِ الْـمَـا
ضِـي، إِذَا لَـمْ نَـجِـدْ مِنَ الْعَيْشِ بُدَّا
ذِكْــرَيَــاتٌ، لَـوْ كَـانَ لِـلـدَّهْـرِ عِـقْـدٌ
كُـنَّ فِـي جِـيـدِ سَـالِفِ الدَّهْرِ عِقْدَا
ذِكْــرَيَــاتٌ مَـضَـتْ كَأَحْـلَامِ وَصْـلٍ
وَسُــدًى نَــسْـتَـطِـيـعُ لِـلْـحُـلْـمِ رَدَّا
قَـدْ رَشَـفْـنَـا مَـخْـتُـومَـهُـنَّ سُـلَافًـا
وَشَـــمَــمْــنَــا رَيَّــا شَــذَاهُــنَّ نَــدَّا
وَالْــهَـوَى أَمْـرَدُ الْـمُـحَـيَّـا يُـنَـاغِـي
فِــتْــيَــةً تُــشْـبِـهُ الـدَّنَـانِـيـرَ مُـرْدَا
عَــبِــثُـوا سَـادِرِيـنَ، فَـالْـجِـدُّ هَـزْلٌ
ثُـمَّ جَـدُّوا، فَـصَـيَّـرُوا الْـهَـزْلَ جِدَّا
وَيْحَ نَفْسِي، أَفْدِي الشَّبَابَ بِنَفْسِي
وَجَـــدِيـــرٌ بِــمِــثْــلِــهِ أَنْ يُــفَــدَّى
إِنْ عَــدَدْنَــا لِــيَــوْمِــهِ حَــسَــنَـاتٍ
شَـغَـلَـتْـنَـا مَـسَـاوِئُ الـشَّـيْـبِ عَـدَّا
جَــذْوَةٌ لِـلـشَّـبَـابِ كَـانَـتْ نَـعِـيـمًـا
وَسَــلَامًــا عَــلَــى الْــفُــؤَادِ وَبَــرْدَا
قَــدْ بَــكَــيْــنَــاهُ حِــيــنَ زَالَ؛ لِأَنَّــا
قَــدْ جَـهِـلْـنَـا مِـنْ حَـقِّـهِ مَـا يُـؤَدَّى
وَقَـــتَـــلْـــنَــاهُ بِــالْــوَقَــارِ ضَــلَالًا
وَهْـــوَ مَـــا جَــارَ مَــرَّةً أَوْ تَــعَــدَّى
مَـا عَـلَـيْـهِـمْ إِنْ هَـامَ عَـمْـرٌو بِـهِـنْدٍ
أَوْ شَــدَا شَــاعِــرٌ بِأَيَّــامِ سُــعْــدَى
شُـغِـفَ الـنَّـاسُ بِـالْفُضُولِ وَبِالْحِقْـ
ـدِ، فَإِنْ تَــلْــقَ نَـعْـمَـةً تَـلْـقَ حِـقْـدَا
•••
أَرَشِـــيـــدٌ، وَأَنْـــتِ جَــنَّــةُ خُــلْــدٍ
لَــوْ أَتَــاحَ الْإِلَـهُ فِـي الْأَرْضِ خُـلْـدَا
حِـيـنَ سَمَّوْكِ «وَرْدَةً» زُهِيَ الْحُسْـ
ـنُ، وَوَدَّ الْـــخُـــدُودُ لَــوْ كُــنَّ وَرْدَا
تَــوَّجَــتْ رَأْسَــكِ الــرِّمَــالُ بِـتِـبْـرٍ
وَجَـرَى الـنِّـيلُ تَحْتَ رِجْلَيْكِ شَهْدَا
وَأَحَــاطَــتْ بِــكِ الْـخَـمَـائِـلُ زُهْـرًا
كُــلُّ قَــدٍّ فِــيــهَــا يُــعَــانِــقُ قَــدَّا
وَالـنَّـخِـيـلُ النَّخِيلُ! أَرْخَتْ شُعُورًا
مُــرْسَــلَاتٍ، وَمَــدَّتِ الــظِّــلَّ مَـدَّا
كَـالْـعَـذَارَى يَـدْنُـو بِـهَا الشَّوْقُ قُرْبًا
ثُــمَّ تَــنْأَى مَــخَــافَـةَ الـلَّـوْمِ بُـعْـدَا
حَــوْلَ أَجْــيَــادِهَـا عُـقُـودُ عَـقِـيـقٍ
وَنُــضَــارٍ، صَــفَـاؤُهُ لَـيْـسَ يَـصْـدَا
يَــا ابْــنَــةَ الْــيَـمِّ لَا تُـرَاعِـي فَإِنِّـي
قَـــدْ رَأَيْــتُ الْأُمُــورَ جَــزْرًا وَمَــدَّا
قَـدْ يَـعُـودُ الـزَّمَـانُ صَـفْـوًا كَـمَا كَا
نَ، وَيُـمْـسِـي وَعِـيـدُهُ الْـمُـرُّ وَعْـدَا
كُـنْـتِ مُـذْ كُـنْـتِ وَالـلَّيَالِي جَوَارِيـ
ـكِ، وَكَــانَ الـزَّمَـانُ حَـوْلَـكِ عَـبْـدَا
كُـلَّـمَـا هَـامَـتِ الـظُّـنُـونُ بِـمَـاضِـيـ
ـكِ رَأَتْ عَــزْمَـةً وَأَبْـصَـرْنَ مَـجْـدَا
بِـكِ أَهْـلِـي، وَفِـيـكِ مَـلْـهَى شَبَابِي
وَلَــكَــمْ فِـيـكِ لِـي مَـرَاحٌ وَمَـغْـدَى
لَـوْ أَصَـابَـتْـكِ مَـسَّـةُ الـرِّيـحِ ثَارَتْ
بِــفُــؤَادِي عَــوَاصِـفٌ لَـيْـسَ تَـهْـدَا
أَنَــا مِــنْ تُـرْبِـكِ الـنَّـقِـيِّ وَشِـعْـرِي
نَـفَـحَـاتٌ مِـنْ وَحْـيِ قُدْسِكِ تُهْدَى
كُـنْـتُ أَشْـدُو بِـهِ مَـعَ الـنَّاسِ طِفْلًا
فَـتَـسَامَى فَصِرْتُ فِي النَّاسِ فَرْدَا
مِــنْ رَزَايَــا الــنُّــبُــوغِ أَنَّــكَ لَا تَـلْـ
ـقَــى أَنِــيــسًــا، وَلَا تَــرَى لَـكَ نِـدَّا
قَــدْ جَــزَيْــنَـاكِ بِـالْـحَـنَـانِ حَـنَـانًـا
وَجَــزَيْــنَــا عَـنْ خَـالِـصِ الْـوُدِّ وُدَّا
لَـيْـتَ لِـي بَـعْـدَ عَـوْدَتِـي فِيكِ قَبْرًا
مِـثْـلَـمَـا كُـنْـتِ مَـنْـبِـتًـا لِـي وَمَـهْدَا
•••
أَصَــحِـيـحٌ أَنَّ الْـخُـطُـوبَ أَصَـابَـتْـ
ـكِ، وَأَنَّ الْأَمْــرَاضَ هَــدَّتْـكِ هَـدَّا؟
وَغَـدَا «الْـفِـيـلُ» فِـيـكِ دَاءً وَبِـيـلًا
نَــافِــثًــا سُــمَّــهُ مُــغِـيـرًا مُـجِـدَّا؟
كَــمْ رَأَيْــنَـا مِـنْ عَـامِـلٍ هَـدَّهُ الـدَّا
ءُ، وَأَرْدَاهُ وَقْـــــعُـــــهُ فَــــتَــــرَدَّى
كَــانَ يَــسْــعَـى وَرَاءَ لُـقْـمَـةِ خُـبْـزٍ
وَلَــكَــمْ جَــدَّ فِــي الْـحَـيَـاةِ وَكَـدَّا
فَـغَـدَا كَـالـصَّـرِيـعِ يَـلْـتَـمِسُ الْجُهْـ
ـدَ لِــيَـحْـيَـا بِـهِ فَـلَـمْ يَـلْـقَ جُـهْـدَا
إِنْ مَـشَـى يَـمْـشِ بَـائِـسًا مُسْتَكِينًا
كَأَسِــيــرٍ يَــجُــرُّ فِـي الـرِّجْـلِ قِـدَّا
خَــلْــفَـهُ مِـنْ بَـنِـيـهِ أَنْـضَـاءُ جُـوعٍ
وَهْـوَ لَا يَـسْـتَـطِـيـعُ لِـلْـجُـوعِ سَدَّا
كُـــلَّـــمَـــا مَـــدَّ كَـــفَّـــهُ لِـــسُــؤَالٍ
أَشْــبَــعَـتْـهَـا الـلِّـئَـامُ نَـهْـرًا وَطَـرْدَا
أَمِــنَ الْــحَــقِّ أَنْ نَــعِـيـشَ بِـطَـانًـا
وَيَـجُـوعَ الْـعَـلِـيـلُ فِـينَا وَيَصْدَى؟
•••
وَلَــكَــمْ تَــلْــمَــحُ الْــعُــيُـونُ فَـتَـاةً
مِــثْــلَ بَــدْرِ الـسَّـمَـاءِ لَـمَّـا تَـبَـدَّى!
هِـيَ مِـنْ نَـغْـمَـةِ الْـبَـشَـائِـرِ أَحْـلَـى
وَهْــيَ مِــنْ نَــضْـرَةِ الْأَزَاهِـرِ أَنْـدَى
تَــتَــمَــنَّـى الْـغُـصُـونُ لَـوْ كُـنَّ قَـدًّا
حِـيـنَ مَـاسَتْ، وَالْوَرْدُ لَوْ كَانَ خَدَّا
حَـوَّمَـتْ حَـوْلَـهَـا الْـقُـلُـوبُ فَـرَاشًا
وَمَـشَـتْ خَـلْـفَـهَا الصَّوَاحِبُ جُنْدَا
وَارْتَـدَتْ بِـالْـخِـمَـارِ فَـاخْتَبَأَ الْحُسْـ
ـنُ، يُــثِــيـرُ الـشُّـجُـونَ لَـمَّـا تَـرَدَّى
لَــعِــبَــتْ بِــالـنُّـهَـى فَأَصْـبَـحَ غَـيًّـا
كُــلُّ رُشْــدٍ، وَأَصْـبَـحَ الْـغَـيُّ رُشْـدَا
حَـسَـدَ الـدَّهْـرُ حُـسْـنَـهَـا فَـرَمَـاهَـا
بِــسِــهَــامٍ مِــنَ الْــكَــوَارِثِ عَـمْـدَا
طَـرَقَـتْـهَـا الْـحُـمَّـى الْخَبِيثَةُ تَرْمِي
بِــشُــوَاظٍ، يَــزِيــدُهُ الــلَّـيْـلُ وَقْـدَا
رَوْضَـةٌ مِـنْ مَـحَـاسِـنٍ غَـالَـهَا الْإِعْـ
ـصَـارُ حَـتَّـى غَـدَتْ خَـمَـائِلَ جُرْدَا
حَـلَّ دَاءُ الْـفِـيـلِ الْـعُـضَـالُ بِرِجْلَيْـ
ـهَــا، وَأَلْــقَــى أَثْــقَـالَـهُ وَاسْـتَـبَـدَّا
كَــمْ بَـكَـتْ أُمُّـهَـا عَـلَـيْـهَـا فَـمَـا أَغْـ
ـنَـى نُـوَاحٌ، وَلَا الـتَّـحَـسُّـرُ أَجْـدَى!
وَيْحَهَا، أَيْنَ سِحْرُهَا؟ أَيْنَ صَارَتْ؟
أَيْــنَ وَلَّــى جَــمَــالُـهَـا؟ أَيْـنَ نَـدَّا؟
أَيْـنَ أَيْـنَ ابْـتِـسَـامُـهَـا؟ ذَهَـبَ الْأُنْـ
ـسُ، وَمَـالَ الـزَّمَـانُ عَـنْـهَـا وَصَـدَّا
أَيْـنَ فَـتْـكُ الْعُيُونِ؟ لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْـ
ـرُ سُـيُـوفًـا لَـهَـا، وَلَـمْ يُـبْـقِ غِـمْـدَا
أَيْــنَ خَــلْــخَـالُـهَـا؟ لَـقَـدْ خَـلَـعَـتْـهُ
وَهْـيَ تَـبْـكِـي أَسًـى وَتَـنْفُثُ صَهْدَا
طَــارَ خُــطَّــابُــهَـا فَـلَـمْ يَـبْـقَ فَـرْدٌ
وَتَــوَلَّــى حَــشْــدٌ يُــحَـذِّرُ حَـشْـدَا
لَــسَـعَـتْـهَـا بَـعُـوضَـةٌ سَـكَـنَـتْ بِـئْـ
ـرًا، وَقَـدْ كَـانَ جِـسْـمُـهَـا مُـسْـتَعِدَّا
إِنَّ هَــذَا الْـبَـعُـوضَ أَهْـلَـكَ «نُـمْـرُو
ذَ» وَأَفْــنَــى مَــا لَـمْ يُـعَـدَّ وَأَعْـدَى
فَـــاحْـــذَرُوهُ فَإِنَّـــهُ شَــرُّ خَــصْــمٍ
وَتَــصَــدَّوْا لِــحَــرْبِــهِ إِنْ تَــصَـدَّى
جَـرِّدُوا حَـمْـلَـةً عَـلَـى الْـفِـيلِ أَنْجَا
دًا كِــرَامًـا، وَمَـزِّقُـوا الْـفِـيـلَ أُسْـدَا
أَرَشِــيــدٌ دُونَ الْــمَــدَائِــنِ تَـبْـقَـى
مُــسْــتَــرَاضًــا لِــكُــلِّ دَاءٍ وَوِرْدَا؟
يَـفْـتِـكُ الـسُّـمُّ فِـي بَـنِـيـهَـا فَلَا تَرْ
فَـــعُ كَـــفًّـــا، وَلَا تُـــحَــرِّكُ زَنْــدَا؟
ثُــمَّ تُــلْــقِــي الــسِّــلَاحَ إِلْـقَـاءَ ذُلٍّ
وَالْــجَــرَاثِــيــمُ حَـوْلَـهَـا تَـتَـحَـدَّى
يَـا لَـعَـارِي! فَـلَـيْـتَ لِي بَيْنَ قَوْمِي
بَــطَــلًا يَـكْـشِـفُ الـشَّـدَائِـدَ جَـلْـدَا
ظَــمِــئَ الــشِّـعْـرُ لِـلـثَّـنَـاءِ، فَـهَـلْ آ
نَ لَـهُ أَنْ يَـفِـيـضَ شُـكْـرًا وَحَـمْدَا؟

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: غاب الشاعر عن بلده رشيد فترة طويلة، فأنشأ هذه القصيدة عام ١٩٤١م يشيد فيها بجمالها ومجدها القديم، ويتألم لانتشار داء الفيل فيها، ويحث أهلها على استئصاله.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤