أَفْرَاحُ مِصْرَ

Wave Image
خَـلُّـوا الـسُّجُوفَ تُذِعْ مَجْلَى مُحَيَّاهَا
وَتَـنْـشُـرُ الْـمِـسْـكَ مِـنْ أَنْـفَـاسِ رَيَّاهَا
عَـقِـيـلَـةٌ فِـي جَـلَالِ الْـمُـلْـكِ نَـاعِـمَـةٌ
الــنُّــبْــلُ يَـحْـرُسُـهَـا وَالـلـهُ يَـرْعَـاهَـا
وَدُرَّةٌ لَــمْ تَــرَ الْأَصْــدَافُ مُــشْـبِـهَـهَـا
بَـيْـنَ الْـكُـنُـوزِ الْـغَـوَالِـي مِـنْ خَبَايَاهَا
وَزَهْــرَةٌ مَــا رَأَى الـنِّـيـلُ الْـوَفِـيُّ لَـهَـا
بَــيْــنَ الْأَزَاهِــرِ فِــي وَادِيـهِ أَشْـبَـاهَـا
تَـرْنُـو إِلَـيْـهَـا نُـجُـومُ الْأُفْـقِ مُـعْـجَـبَةً
تَــوَدُّ لَــوْ قَــبَــسَــتْ مِـنْ نُـورِ مَـرْآهَـا
كَأَنَّــمَــا قَــطَــرَاتُ الْــمُــزْنِ صَـافِـيَـةً
فَـوْقَ الْـخَـمَـائِـلِ طُـهْـرٌ فِي سَجَايَاهَا
•••
أَمِــيــرَةَ الــنِّــيــلِ، وَالْأَيَّـامُ مُـسْـعِـدَةٌ
بَـلَـغْـتِ مِـنْ ذِرْوَةِ الْـعَـلْـيَـاءِ أَقْـصَـاهَا
إِنْ يَـسْطَعِ الصُّبْحُ قُلْنَا الصُّبْحُ أَشْبَهَهَا
أَوْ يَسْطَعِ الْمِسْكُ قُلْنَا الْمِسْكُ حَاكَاهَا
مَـجْـدٌ تَـمَـنَّـتْ سَمَاءُ الْأُفْقِ لَوْ ظَفِرَتْ
بِـــلَــمْــحَــةٍ مِــنْ ثُــرَيَّــاهُ ثُــرَيَّــاهَــا
وَنَــفْـسُ طَـاهِـرَةِ الْـجَـدَّيْـنِ يَـسَّـرَهَـا
رَبُّ الْــبَــرِيَّــةِ لِــلْــحُــسْـنَـى وَزَكَّـاهَـا
الْـيُـسْـرُ يَـخْـتَـالُ تِـيـهًا حَوْلَ يُسْرَاهَا
وَالْـيُـمْـنُ يَـجْـرِي يَـمِـينًا حَوْلَ يُمْنَاهَا
نَـمَـتْ بِـظِـلِّ فُـؤَادٍ خَـيْـرِ مَـنْ وَجَدَتْ
بِـــظِـــلِّـــهِ زُمَـــرُ الْآمَــالِ مَــثْــوَاهَــا
أَحْـيَـتْ لَـهُ مِـصْرُ ذِكْرًا خُطَّ مِنْ ذَهَبٍ
عَـلَـى جَـبِـيـنِ الـلَّـيَـالِـي حِينَ أَحْيَاهَا
وَكَـانَ عُـنْـوَانَـهَـا الْغَالِي الَّذِي اتَّجَهَتْ
إِلَــيْــهِ بَــاسِــطَــةَ الْأَيْــدِي فَأَعْــلَاهَـا
•••
أَمِـيـرَةَ الـنِّـيلِ، غَنَّى الشِّعْرُ مِنْ طَرَبٍ
فِـي لَـيْـلَـةٍ غَـنَّـتِ الـدُّنْـيَـا بِـبُـشْـرَاهَـا
طَـافْـتْ كُـئُوسُ التَّهَانِي وَهْيَ مُتْرَعَةٌ
مِـنَ الْـمُـنَـى فَـانْـتَـشَـيْـنَا مِنْ حُمَيَّاهَا
تَـجَـمَّـعَ الْأُنْـسُ حَـتَّـى لَـمْ يَـدَعْ أَمَـلًا
لِـلـنَّـفْـسِ تَـبْـعَـثُ شَـوْقًـا خَـلْفَهُ: وَاهَا
فِـي لَـيْـلَـةٍ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ قَدْ خُلِقَتْ
جَـلَّ الَّـذِي مِـنْ سَـوَادِ الْـعَـيْنِ جَلَّاهَا!
يَـخَـالُـهَـا الْـفَـجْـرُ فَجْرًا حِينَ يَطْرُقُهَا
فَـيَـخْـتَـفِـي مِـنْ حَـيَـاءٍ فِـي ثَـنَـايَاهَا
كَأَنَّــهَــا بَــسَـمَـاتُ الْـغِـيـدِ قَـدْ مَـلَأَتْ
بِـالْـحُـبِّ وَالْـبِـشْـرِ أَحْـدَاقًـا وَأَفْـوَاهَـا
كَـانَـتْ يَـدًا مِـنْ أَيَـادِي الـدَّهْرِ أَرْسَلَهَا
بَـيْـضَـاءَ مُـشْـرِقَـةَ الـنُّـعْـمَى وَأَسْدَاهَا
هُــنَــا زِفَــافٌ، وَفِـي الْأَفْـلَاكِ هَـاتِـفَـةٌ
مِــنَ الْــمَــلَائِــكِ تَــدْعُــو رَبَّــهَـا الـلـهَ
لَـهَـا أَنَـاشِـيـدُ فِـي الْأَسْـمَـاعِ سَـاحِرَةٌ
لَــوْ كُــنَّ مِــنْ لُـغَـةِ الـدُّنْـيَـا رَوَيْـنَـاهَـا
لَــكِــنَّــهَــا نَـفَـحَـاتُ الـلـهِ خَـصَّ بِـهَـا
مِــنَ الْــبَــرِيَّــةِ أَنْــقَــاهَــا وَأَصْـفَـاهَـا
«فَــوْزِيَّـةٌ» دُرَّةُ الـتَّـاجِ الَّـتِـي لَـمَـعَـتْ
فَــوْقَ الْـجَـبِـيـنِ فَـحَـيَّـتْـهُ وَحَـيَّـاهَـا
شُـعُـوبُ مِـصْـرَ تُـفَـدِّيـهَـا وَلَـوْ نَطَقَتْ
لِــلــنِّــيــلِ أَلْــسِــنَــةٌ فُـصْـحٌ لَـفَـدَّاهَـا
•••
أَمِـيـرَةَ الـنِّـيلِ، غَنَّى الشِّعْرُ مِنْ طَرَبٍ
لَــوْلَا قِــرَانُــكَ مَــا غَــنَّــى وَلَا فَــاهَـا
إِنِّـي وَأَلْـحَـانَ شِـعْـرِي صُـنْـعُ بَـيْـتِكُمُ
فَـكَـمْ مِـنَ الْـفَـضْـلِ أَوْلَانِـي وَأَوْلَاهَـا!
لَــوْلَا مَــدَائِــحُـكُـمْ مَـا كَـانَ لِـي قَـلَـمٌ
يَـوْمًـا عَـلَـى الْأَيْـكِ وَابْنِ الْأَيْكِ تَيَّاهَا
تَأَلَّــقِــي بَــسْــمَــةً زَهْــرَاءَ مُــشْـرِقَـةً
بِأَرْضِ إِيــرَانَ، أَنْــتِ الْــيَـوْمَ دُنْـيَـاهَـا
كُــونِــي بِــهَــا قُــرَّةً لِـلْـعَـيْـنِ غَـالِـيَـةً
فَأَنْــتِ أَكْــرَمُ مَــنْ لَاقَــتْــهُ عَـيْـنَـاهَـا
وَمَـثِّـلِـي مِـصْـرَ وَالـشَّأْوَ الَّـذِي بَـلَغَتْ
فَأَنْــتِ أَصْــدَقُ بُــرْهَــانٍ لِــدَعْــوَاهَــا
•••
لَــقَــدْ قَــطَـفْـنَـا لَـكِ الْأَزْهَـارَ بَـاسِـمَـةً
وَفِـي عُـقُـودٍ مِـنَ الْـفُـصْحَى نَظَمْنَاهَا
وَقَــدْ جَـمَـعْـنَـا مِـنَ الْأَلْـحَـانِ أُغْـنِـيَـةً
لَـوْ يَـفْـهَـمُ الـطَّـيْـرُ مَـعْـنَـاهَـا لَـغَـنَّـاهَا
وَلَـمْ نَـدَعْ مِـنْ رُمُـوزِ الـسِّـحْرِ سَانِحَةً
طَـافَـتْ بِـمَـعْـنَـى الْـعُـلَا إِلَّا لَـمَـحْنَاهَا
قَـدْ ذَكَّـرَتْـنَـا لَـيَـالِـيـكِ الَّـتِـي سَطَعَتْ
أَفْـرَاحَ «قَـطْـرِ الـنَّدَى» وَالْعِزَّ وَالْجَاهَا
عُــرْسُ الْأَمَــانِـيِّ أَحْـيَـا كُـلَّ ذِي أَمَـلٍ
وَطَــافَ بِــالْــغُــلَّـةِ الـظَّـمْأَى فَـرَوَّاهَـا
وَلَــيْـلَـةٌ ظَـفِـرَ الـشَّـعْـبُ الْـوَفِـيُّ بِـهَـا
وَكَـمْ عَـلَـى الـدَّهْـرِ مَـشْـغُـوفًـا تَمَنَّاهَا
فِـــي كُـــلِّ بَــيْــتٍ أَغَــارِيــدٌ مُــرَدَّدَةٌ
سَـرَتْ فَـجَـاوَزَ نَـجْـمُ الـلَّـيْلِ مَسْرَاهَا
وَكُـلُّ رَوْضٍ يُـرَجِّـي لَـوْ سَـعَـتْ قَـدَمٌ
بِــهِ لِــيُــهْــدِي مِــنَ الْأَزْهَــارِ أَزْكَــاهَـا
وَكَـمْ تَـمَـنَّـى الـرَّبِيعُ النَّضْرُ لَوْ سَعِدَتْ
بِــحُــلَّــةِ الْــعُــرْسِ كَــفَّــاهُ فَـوَشَّـاهَـا
الْـبِـشْـرُ يَـضْـحَـكُ وَالـدُّنْـيَـا مُـصَـفِّقَةٌ
يَـهْـتَـزُّ مِـنْ نَـشْـوَةِ الْأَفْـرَاحِ عِـطْـفَاهَا
•••
يَـا ابْـنَ الْأَمَـاجِـدِ مِـنْ إِيـرَانَ نِلْتَ يَدًا
أَصْـفَـى مِـنَ الْـكَـوْكَـبِ الـدُّرِّيِّ أَمْوَاهَا
بَـنَـيْـتُـمُ الْمُلْكَ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ هِمَمٍ
شَــمَّــاءَ مَـنْ خَـلَـقَ الْأَطْـوَادَ أَرْسَـاهَـا
لَـمْ يَـتَّـخِـذْ مِـنْ مَـنَـارٍ يَـسْـتَضِيءُ بِهِ
لَــدَى الــشَّـدَائِـدِ إِلَّا الْـعَـزْمَ وَالـشَّـاهَـا
جَــلَالــةٌ كَـمْ تَـغَـنَّـى الْـبُـحْـتُـرِيُّ بِـهَـا
وَكَـــمْ تَــرَنَّــمَ مِــهْــيَــارٌ بِــذِكْــرَاهَــا!
وَدَوْلَــةٌ لِــلْـعُـلَا وَالـسَّـبْـقِ حَـاضِـرُهَـا
وَلِـــلْـــخُـــلُـــودِ وَلِـــلْإِبْــدَاعِ أُولَاهَــا
لَــنَــا صِــلَاتٌ قَــدِيــمَــاتٌ مُــحَـبَّـبَـةٌ
لِـخِـدْمَـةِ الـدِّيـنِ وَالْـفُصْحَى عَقَدْنَاهَا
ثَـقَـافَـةُ الْـفُـرْسِ قَـدْ كَـانَـتْ ثَـقَـافَتَنَا
فِــي كُــلِّ نَـاحِـيَـةٍ عَـنْـهُـمْ أَخَـذْنَـاهَـا
تَأَلَّــقَــتْ فِــي بَــنِــي الْـعَـبَّـاسِ آوِنَـةً
مَـا كَـانَ فِـي أَعْـصُـرِ الـتَّـارِيخِ أَزْهَاهَا
•••
فَـارُوقُ كَـمْ لَـكَ عِـنْـدَ الـنِّيلِ مِنْ مِنَنٍ
كَـصَفْحَةِ الشَّمْسِ بِيضٍ لَيْسَ يَنْسَاهَا
وَصَـلْـتَ مِـصْـرَ بِإِيـرَانٍ كَـمَـا اتَّـصَلَتْ
فَــرَائِــدُ الْــعِــقْــدِ أَغْــلَاهَــا بِأَغْـلَاهَـا
مِـصْـرُ الْمَجِيدَةُ تُزْهَى فِي حِمَى مَلِكٍ
لَــوْلَاهُ لَــمْ تُــشْــرِقِ الـدُّنْـيَـا وَلَـوْلَاهَـا
سَـعَـى إِلَـى الْـمَـجْـدِ نَـهَّـاضًا فَأَنْهَضَهَا
لِــلــهِ وَالْــحَـقِّ مَـسْـعَـاهُ وَمَـسْـعَـاهَـا!
فِــي كُــلِّ نَــفْـسٍ لَـهُ ذِكْـرَى مُـخَـلَّـدَةٌ
وَصُــورَةٌ مِــنْ جَـلَالٍ فِـي حَـنَـايَـاهَـا
شَـمَـائِـلُ الـسَّـلَـفِ الْأَطْـهَـارِ شِـيـمَـتُهُ
لَــمَّــا تَــجَــلَّــتْ بِــفَـارُوقٍ عَـرَفْـنَـاهَـا
سَـجِـيَّـةٌ مِـنْ فُـؤَادٍ فِـيـهِ قَـدْ رَسَخَتْ
إِذَا دَعَــتْ لِــلْــعُــلَا وَالْــمَـجْـدِ لَـبَّـاهَـا
فِـي سَـاحَـةِ الْـجَـيْـشِ حَيَّتْهُ فَوَارِسُهُ
وَفِــي الْــمَــسَـاجِـدِ حَـيَّـاهُ مُـصَـلَّاهَـا
لَـــهُ أَيَـــادٍ عَـــلَــى الْأَيَّــامِ سَــابِــغَــةٌ
فِــي كُـلِّ جِـيـدٍ مِـنَ الْأَيَّـامِ نُـعْـمَـاهَـا
•••
يَـا أُسْـرَةَ الْـمُـلْـكِ صَـاغَ الـشِّعْرُ تَهْنِئَةً
مِـنْ حَـبَّـةِ الْـقَـلْـبِ مَـعْـنَـاهَـا وَمَبْنَاهَا
أَهْـدَى الْـوَفَـاءَ جَـمِـيـلًا حِـيـنَ أَرْسَلَهَا
وَأَرْسَـلَ الْـوُدَّ مَـحْـضًـا حِـيـنَ أَهْـدَاهَا
لَا زَالَ مُــلْــكُــكُــمُ جَــمًّــا بَــشَــائِــرُهُ
وَنَـالَ مِـنْ بَـسَـمَـاتِ الـدَّهْـرِ أَسْـنَـاهَا!
وَعَــاشَ لِــلـنِّـيـلِ رَبُّ الـنِّـيـلِ سَـيِّـدُهُ
وَلِـــلـــرَّعَـــيَّـــةِ وَالْآمَـــالِ مَـــوْلَاهَــا

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: أُنشدت هذه القصيدة بدار الأوبرا في حشد اجتمع للاحتفال بزواج الأميرة السابقة فوزية من شاه إيران السابق في سنة ١٩٣٩م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤