يَا سَاهِرَ الْبَرْقِ أَيْقِظْ رَاقِدَ السَّمُرِ

Wave Image
يَــا سَــاهِـرَ الْـبَـرْقِ أَيْـقِـظْ رَاقِـدَ الـسَّـمُـرِ
لَــعَــلَّ بِــالْــجِـزْعِ أَعْـوَانًـا عَـلَـى الـسَّـهَـرِ
وَإِنْ بَــخِــلْــتَ عَــنِ الْأَحْــيَــاءِ كُــلِّــهِــمُ
فَـاسْـقِ الْـمَـوَاطِـرَ حَـيًّـا مِـنْ بَـنِـي مَـطَـرِ
وَيَــا أَسِــيــرَةَ حَــجْــلَــيْــهَـا أَرَى سَـفَـهًـا
حَــمْـلَ الْـحُـلِـيِّ لِـمَـنْ أَعْـيَـا عَـنِ الـنَّـظَـرِ
مَـا سِـرْتُ إِلَّا وَطَـيْـفٌ مِـنْـكِ يَـصْـحَـبُنِي
سُــرًى أَمَــامِــي وَتَأْوِيــبًــا عَــلَــى أَثَـرِي
لَــوْ حَــطَّ رَحْــلِـيَ فَـوْقَ الـنَّـجْـمِ رَافِـعُـهُ
وَجَــدْتُ ثَــمَّ خَــيَــالًا مِــنْـكِ مُـنْـتَـظِـرِي
يَــــوَدُّ أَنَّ ظَــــلَامَ الــــلَّــــيْــــلِ دَامَ لَـــهُ
وَزِيــدَ فِــيــهِ سَــوَادُ الْــقَــلْـبِ وَالْـبَـصَـرِ
لَــوِ اخْــتَـصَـرْتُـمْ مِـنَ الْإِحْـسَـانِ زُرْتُـكُـمُ
وَالْـعَـذْبُ يُـهْـجَـرُ لِـلْإِفْـرَاطِ فِـي الْـخَصَرِ
أَبَــعْــدَ حَـوْلٍ تُـنَـاجِـي الـشَّـوْقَ نَـاجِـيَـةٌ
هَــلَّا وَنَــحْــنُ عَـلَـى عَـشْـرٍ مِـنَ الْـعُـشَـرِ
كَــمْ بَــاتَ حَــوْلَــكِ مِــنْ رِيــمٍ وَجَـازِيَـةٍ
يَــسْـتَـجْـدِيَـانِـكِ حُـسْـنَ الـدَّلِّ وَالْـحَـوَرِ
فَــمَـا وَهَـبْـتِ الَّـذِي يَـعْـرِفْـنَ مِـنْ خِـلَـقٍ
لَــكِــنْ سَــمَـحْـتِ بِـمَـا يُـنْـكِـرْنَ مِـنْ دُرَرِ
وَمَــا تَــرَكْــتِ بِــذَاتِ الــضَّــالِ عَـاطِـلَـةً
مِـــنَ الـــظِّــبَــاءِ وَلَا عَــارٍ مِــنَ الْــبَــقَــرِ
قَـــلَّـــدْتِ كُــلَّ مَــهَــاةٍ عِــقْــدَ غَــانِــيَــةٍ
وَفُــزْتِ بِــالــشُّــكْــرِ فِـي الْآرَامِ وَالْـعُـفُـرِ
وَرُبَّ سَـــاحِـــبِ وَشْـــيٍ مِـــنْ جَآذِرِهَــا
وَكَــانَ يَــرْفُــلُ فِــي ثَــوْبٍ مِــنَ الْــوَبَــرِ
حَــسَّــنْــتِ نَــظْــمَ كَـلَامٍ تُـوصَـفِـيـنَ بِـهِ
وَمَــنْــزِلًا بِــكِ مَــعْــمُــورًا مِــنَ الْــخَـفَـرِ
فَـالْـحُـسْـنُ يَـظْـهَـرُ فِـي شَـيْـئَـيْنِ رَوْنَقُهُ
بَـيْـتٍ مِـنَ الـشِّـعْـرِ أَوْ بَـيْـتٍ مِـنَ الـشَّـعَرِ
أَقُــولُ وَالْــوَحْــشُ تَـرْمِـيـنِـي بِأَعْـيُـنِـهَـا
وَالـطَّـيْـرُ تَـعْـجَـبُ مِـنِّـي كَـيْـفَ لَمْ أَطِرِ؟
لِـمُـشْـمَـعِـلَّـيْـنِ كَـالـسَّـيْـفَـيْـنِ تَـحْـتَـهُـمَـا
مِــثْـلُ الْـقَـنَـاتَـيْـنِ مِـنْ أَيْـنٍ وَمِـنْ ضُـمُـرِ
فِـي بَـلْـدَةٍ مِـثْـلِ ظَـهْـرِ الـظَّـبْـيِ بِـتُّ بِهَا
كَأَنَّــنِــي فَــوْقَ رَوْقِ الــظَّـبْـيِ مِـنْ حَـذَرِ
لَا تَــطْــوِيَــا الــسِّــرَّ عَــنِّــي يَـوْمَ نَـائِـبَـةٍ
فَإِنَّ ذَلِـــكَ ذَنْـــبٌ غَـــيْـــرُ مُـــغْـــتَـــفَــرِ
وَالْــخِــلُّ كَــالْـمَـاءِ يُـبْـدِي لِـي ضَـمَـائِـرَهُ
مَــعَ الــصَّــفَــاءِ وَيُــخْـفِـيـهَـا مَـعَ الْـكَـدَرِ
يَــا رَوَّعَ الــلــهُ سَــوْطِــي كَــمْ أَرُوعُ بِـهِ
فُــؤَادَ وَجْــنَــاءَ مِــثْــلَ الــطَّـائِـرِ الْـحَـذِرِ
بَــاهَــتْ بِــمَــهْــرَةَ عَـدْنَـانًـا فَـقُـلْـتُ لَـهَـا
لَـوْلَا الْـفُـصَـيْـصِـيُّ كَـانَ الْمَجْدُ فِي مُضَرِ
وَقَـــدْ تَــبَــيَّــنَ قَــدْرِي أَنَّ مَــعْــرِفَــتِــي
مَـنْ تَـعْـلَـمِـيـنَ سَـتُـرْضِـيـنِـي عَـنِ الْقَدَرِ
الْـقَـاتِـلُ الْـمَـحْـلَ إِذْ تَـبْـدُو الـسَّـمَـاءُ لَـنَـا
كَأَنَّــهَــا مِــنْ نَــجِــيــعِ الْـجَـدْبِ فِـي أُزُرِ
وَقَـاسِـمُ الْـجُـودِ فِـي عَـالٍ وَمُـنْـخَـفِـضٍ
كَـقِـسْـمَـةِ الْـغَـيْـثِ بَـيْـنَ الـنَّجْمِ وَالشَّجَرِ
وَلَــوْ تَــقَــدَّمَ فِــي عَـصْـرٍ مَـضَـى نَـزَلَـتْ
فِــي وَصْــفِــهِ مُـعْـجِـزَاتُ الْآيِ وَالـسُّـوَرِ
يُـبِـيـنُ بِـالْـبِـشْـرِ عَـنْ إِحْـسَـانِ مُـصْـطَنِعٍ
كَــالــسَّــيْــفِ دَلَّ عَـلَـى الـتَّأْثِـيـرِ بِـالْأَثَـرِ
فَــلَا يَــغُــرَّنْــكَ بِــشْــرٌ مِــنْ سِــوَاهُ بَــدَا
وَلَــــوْ أَنَـــارَ فَـــكَـــمْ نَـــوْرٌ بِـــلَا ثَـــمَـــرِ
يَـا بْـنَ الْأُلَـى غَـيْـرَ زَجْرِ الْخَيْلِ مَا عَرَفُوا
إِذْ تَـعْـرِفُ الْـعُـرْبُ زَجْـرَ الـشَّـاءِ وَالْـعَـكَـرِ
وَالْــقَــائِــدِيـهَـا مَـعَ الْأَضْـيَـافِ تَـتْـبَـعُـهَـا
أُلَّافُــــهَــــا وَأُلُــــوفُ الــــلَّأْمِ وَالْــــبِـــدَرِ
جَـمَالَ ذِي الْأَرْضِ كَانُوا فِي الْحَيَاةِ وَهُمْ
بَـعْـدَ الْـمَـمَـاتِ جَـمَـالُ الْـكُـتْـبِ وَالـسِّـيَرِ
وَافَـقْـتَـهُـمْ فِـي اخْـتِـلَافٍ مِـنْ زَمَـانِـكُـمُ
وَالْـبَـدْرُ فِي الْوَهْنِ مِثْلُ الْبَدْرِ فِي السَّحَرِ
الْـــمُـــوقِـــدُونَ بِـــنَـــجْــدٍ نَــارَ بَــادِيَــةٍ
لَا يَـحْـضُـرُونَ وَفَـقْـدُ الْـعِـزِّ فِـي الْـحَضَرِ
إِذَا هَــمَــى الْــقَـطْـرُ شَـبَّـتْـهَـا عَـبِـيـدُهُـمُ
تَــحْــتَ الْــغَـمَـائِـمِ لِـلـسَّـارِيـنَ بِـالْـقُـطُـرِ
مِـــنْ كُــلِّ أَزْهَــرَ لَــمْ تَأْشَــرْ ضَــمَــائِــرُهُ
لِـــلَـــثْـــمِ خَــدٍّ وَلَا تَــقْــبِــيــلِ ذِي أُشُــرِ
لَــكِــنْ يُــقَــبِّــلُ فُــوهُ سَــامِــعَـيْ فَـرَسٍ
مُـقَـابَـلِ الْـخَـلْـقِ بَـيْـنَ الـشَّـمْـسِ وَالْـقَمَرِ
كَأَنَّ أُذْنَـــيْـــهِ أَعْــطَــتْ قَــلْــبَــهُ خَــبَــرًا
عَــنِ الــسَّــمَــاءِ بِـمَـا يَـلْـقَـى مِـنَ الْـغِـيَـرِ
يُـــحِــسُّ وَطْءَ الــرَّزَايَــا وَهْــيَ نَــازِلَــةٌ
فَـيُـنْـهِـبُ الْـجَـرْيَ نَـفْـسَ الْـحَادِثِ الْمَكِرِ
مِــنَ الْــجِــيَــادِ الــلَّــوَاتِـي كَـانَ عَـوَّدَهَـا
بَـنُـو الْـفُـصَـيْـصِ لِـقَـاءَ الـطَّـعْـنِ بِـالـثُّـغَرِ
تَـغْـنَـى عَـنِ الْـوِرْدِ إِنْ سَـلُّـوا صَـوَارِمَـهُمْ
أَمَــامَــهَــا لِاشْــتِــبَــاهِ الْـبِـيـضِ بِـالْـغُـدُرِ
أَعَـــاذَ مَــجْــدَكَ عَــبْــدَ الــلــهِ خَــالِــقُــهُ
مِـنْ أَعْـيُـنِ الـشُّـهْـبِ لَا مِـنْ أَعْـيُنِ الْبَشَرِ
فَـالْـعَـيْـنُ يَـسْـلَـمُ مِـنْـهَـا مَـا رَأَتْ فَـنَـبَتْ
عَــنْــهُ وَتَــلْـحَـقُ مَـا تَـهْـوَى مِـنَ الـصُّـوَرِ
فَــكَــمْ فَــرِيـسَـةِ ضِـرْغَـامٍ ظَـفِـرْتَ بِـهَـا
فَــحُــزْتَـهَـا وَهْـيَ بَـيْـنَ الـنَّـابِ وَالـظُّـفُـرِ
مَــاجَـتْ نُـمَـيْـرٌ فَـهَـاجَـتْ مِـنْـكَ ذَا لِـبَـدٍ
وَالــلَّــيْــثُ أَفْــتَــكُ أَفْــعَــالًا مِـنَ الـنَّـمِـرِ
هَــمُّــوا فَأَمُّــوا فَــلَــمَّـا شَـارَفُـوا وَقَـفُـوا
كَــوَقْــفَــةِ الْـعَـيْـرِ بَـيْـنَ الْـوِرْدِ وَالـصَّـدَرِ
وَأَضْــعَـفَ الـرُّعْـبُ أَيْـدِيـهِـمْ فَـطَـعْـنُـهُـمُ
بِــالــسَّــمْــهَــرِيَّــةِ دُونَ الْــوَخْــزِ بِــالْإِبَـرِ
تُـلْـقِـي الْـغَـوَانِـي حَـفِـيـظَ الدُّرِّ مِنْ جَزَعٍ
عَـنْـهَـا وَتُـلْـقِـي الـرِّجَـالُ السَّرْدَ مِنْ خَوَرِ
فَـكَـمْ دِلَاصٍ عَـلَـى الْـبَـطْـحَـاءِ سَـاقِـطَـةٍ
وَكَــمْ جُــمَــانٍ مَــعَ الْـحَـصْـبَـاءِ مُـنْـتَـثِـرِ
دَعِ الْـــيَـــرَاعَ لِـــقَــوْمٍ يَــفْــخَــرُونَ بِــهِ
وَبِــالــطِّــوَالِ الــرُّدَيْــنِــيَّــاتِ فَـافْـتَـخِـرِ
فَــهُــنَّ أَقْــلَامُــكَ الــلَّاتِــي إِذَا كَــتَــبَـتْ
مَـــجْـــدًا أَتَـــتْ بِـــمِــدَادٍ مِــنْ دَمٍ هَــدِرِ
وَكُـــلِّ أَبْـــيَـــضَ هِــنْــدِيٍّ بِــهِ شُــطَــبٌ
مِــثْــلُ الــتَّــكَــسُّـرِ فِـي جَـارٍ بِـمُـنْـحَـدَرِ
تَـــغَـــايَـــرَتْ فِــيــهِ أَرْوَاحٌ تَــمُــوتُ بِــهِ
مِــنَ الــضَّــرَاغِــمِ وَالْــفُـرْسَـانِ وَالْـجُـزُرِ
رَوْضُ الْــمَــنَــايَــا عَــلَـى أَنَّ الـدِّمَـاءَ بِـهِ
وَإِنْ تَـــخَـــالَـــفْــنَ أَبْــدَالٌ مِــنَ الــزَّهَــرِ
مَـا كُـنْـتُ أَحْـسَـبُ جَـفْـنًـا قَـبْـلَ مَـسْكَنِهِ
فِـي الْـجَـفْـنِ يُـطْـوَى عَـلَـى نَـارٍ وَلَا نَـهَرِ
وَلَا ظَــنَــنْــتُ صِــغَـارَ الـنَّـمْـلِ يُـمْـكِـنُـهَـا
مَـشْـيٌ عَـلَـى الـلُّـجِّ أَوْ سَـعْيٌ عَلَى السُّعُرِ
قَـالَـتْ عِـدَاتُـكَ لَـيْـسَ الْـمَـجْـدُ مُـكْـتَسَبًا
مَـقَـالَـةَ الْـهُـجْـنِ لَـيْـسَ الـسَّـبْقُ بِالْحُضُرِ
رَأَوْكَ بِــالْــعَــيْــنِ فَـاسْـتَـغْـوَتْـهُـمُ ظِـنَـنٌ
وَلَــمْ يَــرَوْكَ بِــفِــكْــرٍ صَــادِقِ الْــخَــبَــرِ
وَالـنَّـجْـمُ تَـسْـتَـصْـغِـرُ الْأَبْـصَـارُ صُـورَتَـهُ
وَالـذَّنْـبُ لِـلـطَّـرْفِ لَا لِـلـنَّـجْمِ فِي الصِّغَرِ
يَـا غَـيْـثَ فَـهْـمِ ذَوِي الْأَفْـهَامِ إِنْ سَدِرَتْ
إِبْــلِــي فَــمَــرْآكَ يَـشْـفِـيـهَـا مِـنَ الـسَّـدَرِ
وَالْــمَــرْءُ مَــا لَــمْ تُــفِــدْ نَـفْـعًـا إِقَـامَـتُـهُ
غَـيْـمٌ حَـمَـى الـشَّمْسَ لَمْ يُمْطِرْ وَلَمْ يَسِرِ
فَـــزَانَــهَــا الــلــهُ أَنْ لَاقَــتْــكَ زِيــنَــتَــهُ
بَـــنَـــاتِ أَعْــوَجَ بِــالْأَحْــجَــالِ وَالْــغُــرَرِ
أَفْــنَــى قُــوَاهَـا قَـلِـيـلُ الـسَّـيْـرِ تُـدْمِـنُـهُ
وَالْـغَـمْـرُ يُـفْـنِـيـهِ طُـولُ الْـغَـرْفِ بِـالْـغُمَرِ
حَـتَّـى سَـتَـرْنَـا بِـهَـا الْـبَـيْـدَاءَ عَنْ عُرُضٍ
وَكُـلُّ وَجْـنَـاءَ مِـثْـلُ الـنُّـونِ فِـي الـسَّـطَرِ
عَــلَــوْتُــمُ فَــتَــوَاضَــعْــتُــمْ عَـلَـى ثِـقَـةٍ
لَـــمَّـــا تَـــوَاضَـــعَ أَقْـــوَامٌ عَـــلَــى غَــرَرِ
وَالْــكِــبْــرُ وَالْـحَـمْـدُ ضِـدَّانِ اتِّـفَـاقُـهُـمَـا
مِــثْــلُ اتِّــفَــاقِ فَــتَــاءِ الــسِّـنِّ وَالْـكِـبَـرِ
يُــجْــنَــى تَــزَايُــدُ هَـذَا مِـنْ تَـنَـاقُـصِ ذَا
وَالـلَّـيْـلُ إِنْ طَـالَ غَـالَ الْـيَـوْمَ بِـالْـقِـصَرِ
خَــفَّ الْــوَرَى وَأَقَــرَّتْــكُــمْ حُــلُــومُــكُـمُ
وَالْــجَــمْــرُ تُــعْــدَمُ فِــيـهِ خِـفَّـةُ الـشَّـرَرِ
وَأَنْــتَ مَــنْ لَــوْ رَأَى الْإِنْـسَـانُ طَـلْـعَـتَـهُ
فِي النَّوْمِ لَمْ يُمْسِ مِنْ خَطْبٍ عَلَى خَطَرِ
وَعَــبْــدُ غَــيْــرِكَ مَــضْــرُورٌ بِــخِــدْمَـتِـهِ
كَـالْـغِـمْـدِ يُـبْـلِـيـهِ صَـوْنُ الـصَّـارِمِ الـذَّكَرِ
لَــوْلَا قُــدُومُــكَ قَــبْــلَ الــنَّــحْــرِ أَخَّــرَهُ
إِلَــى قُــدُومِــكَ أَهْــلُ الــنَّــفْـعِ وَالـضَّـرَرِ
سَــافَــرْتَ عَــنَّــا فَــظَــلَّ الـنَّـاسُ كُـلُّـهُـمُ
يُــرَاقِــبُــونَ إِيَــابَ الْــعِــيــدِ مِــنْ سَـفَـرِ
لَــوْ غِــبْــتَ شَــهْـرَكَ مَـوْصُـولًا بِـتَـابِـعِـهِ
وَأُبْــتَ لَانْــتَــقَــلَ الْأَضْـحَـى إِلَـى صَـفَـرِ
فَــاسْـعَـدْ بِـمَـجْـدٍ وَيَـوْمٍ إِذْ سَـلِـمْـتَ لَـنَـا
فَـــمَـــا يَــزِيــدُ عَــلَــى أَيَّــامِــنَــا الْأُخَــرِ
وَلَا تَــــزَلْ لَــــكَ أَزْمَــــانٌ مُـــمَـــتِّـــعَـــةٌ
بِــالْآلِ وَالْــحَــالِ وَالْــعَــلْــيَــاءِ وَالْـعُـمُـرِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤