قَلْبِي لِعِلْمِ الْإِلَهِ بَابُ

Wave Image
قَــلْــبِــي لِــعِــلْــمِ الْإِلَـهِ بَـابُ
وَمَـــا لَـــهُ دُونَـــهُ حِـــجَــابُ
وَكُــلُّ أَحْــوَالِــنَــا تَــنَــاجَــى
وَكُـــلُّ إِدْرَاكِـــنَـــا خِـــطَــابُ
وَكُــــلُّ أَرْوَاحِـــنَـــا عَـــمَـــارٌ
وَكُـــلُّ أَجْــسَــامِــنَــا خَــرَابُ
وَكُــلُّ مَــعْــقُــولِــنَـا كُـئُـوسٌ
وَكُــلُّ مَــحْـسُـوسِـنَـا شَـرَابُ
وَكُــــلُّ أَعْـــدَائِـــنَـــا سُـــؤَالٌ
وَكُـــلُّ أَحْـــبَـــابِــنَــا جَــوَابُ
وَكُــــلُّ وَقْــــتٍ لَـــنَـــا دُنُـــوٌّ
وَكُــلُّ حِــيــنٍ لَــنَــا اقْـتِـرَابُ
وَكُـــلُّ شَـــيْءٍ لَـــهُ إِلَـــيْـــنَــا
مِـنْ حَـيْـثُ مَعْرُوفُنَا انْتِسَابُ
وَكُـــلُّ لَـــفْـــظٍ لَــنَــا رَسُــولٌ
وَكُــلُّ مَــعْــنًــى لَــنَــا كِـتَـابُ
وَرُوحُــنَــا لِــلــسِّـوَى حُـسَـامٌ
يُـخْـفِـيـهِ مِـنْ جِـسْـمِنَا قِرَابُ
ورُؤْيَــةُ الْــحَــقِّ جَــلَّ فِـيـنَـا
وَلَــيْــسَ فِـيـهَـا لَـنَـا ارْتِـيَـابُ
وَالشَّمْسُ فِي الْأُفْقِ ذَاتُ نُورٍ
وَإِنْ بَــدَا دُونَــهَــا الـسَّـحَـابُ
وَنَـــحْـــنُ مِــنْ رَبِّــنَــا كَــلَامٌ
لَـــنَــا وَأَلْــفَــاظُــهُ الْــعِــذَابُ
وَنَــــحْــــنُ قَـــوْمٌ إِذَا أَرَدْنَـــا
أَرْشَـــدَنَــا الــدُّفُّ وَالــرَّبَــابُ
وَنَـحْـنُ رُوحُ الْـجَـمِـيـعِ صِرْنَا
وَذَهَـــبَ الْـــمَــاءُ وَالــتُّــرَابُ
وَنَــحْــنُ حَـقٌّ وَنَـحْـنُ خَـلْـقٌ
وَنَــحْـنُ قَـوْسٌ وَنَـحْـنُ قَـابُ
وَكَـشَـفَـتْ وَجْـهَـهَـا سُـلَـيْمَى
وَانْــهَـتَـكَ الـسِّـتْـرُ وَالـنِّـقَـابُ
وَرَاقَ خَــمْـرُ الْـوُجُـودِ مِـنْـهَـا
وَنَــحْــنُ مِــنْ فَـوْقِـهِ حُـبَـابُ
وَحَــاصِــلُ الْأَمْــرِ كُـلُّ شَـيْءٍ
غَـــيْـــرَ إِلَــهِ الْــوَرَى سَــرَابُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مخلع البسيط
  • عصر القصيدة: العثماني

عن الشاعر

عبد الغني النابلسي الدمشقي: شاعر، وفقيه، ورحَّالة، ومتصوِّف سوري، يرجع نسَبُه إلى «عمر بن الخطاب».

وُلد «عبد الغني النابلسي» في دمشق عام ١٦٤١م في بيتِ عِلم؛ فقد كان جدُّه مدرِّسًا لجامع «درويش باشا» وناظرًا لوَقْفه، وقد تَولى أبوه المهامَّ نفسَها بعد وفاة جدِّه. كان أبوه أولَ معلِّم له؛ فقد حفظ على يدَيه القرآنَ الكريم في سِن الخامسة، وحين بلَغ العاشرة حفظ كثيرًا من المقدِّمات والمنظومات مثل: «ألفية ابن مالك في النحو»، و«الشاطبية في القراءات»، و«الرحبانية في الفرائض»، و«الجَزرية في التجويد»، كما تابَع دروس «نجم الدين الغزي» في الحديث في الجامع الأموي، وحصل على أول إجازة عامة في الحديث.

عمل «النابلسي» مدرسًا في الجامع الأموي وهو في سِن العشرين من عمره، وحين بلغ الخامسةَ والعشرين ارتحل إلى أدرنة بالدولة العثمانية ثم زار إسطنبول، وبعد عودته عُيِّن قاضيًا في حي الميدان جنوب دمشق، لكنه استقال من منصبه ليتفرَّغ للتدريس والتأليف.

تَجاوَزت مُؤلَّفاته ثلاثمائة عمل مُوزَّعة بين الشِّعر وأدب الرحلات والفقه والتصوُّف والحديث والتفسير؛ ومن أبرزها: «إيضاح المقصود من وَحْدة الوجود»، و«الوجود الحق والخطاب الصدق»، و«التعبير في تفسير الأحلام»، و«ديوان الدواوين» وهو مجموعُ شِعره، و«أسرار الشريعة»، و«الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية»، و«ذخائر المواريث في الدلالة على مَواضع الحديث»، وغير ذلك من المصنَّفات الغنية التي تُعَد مصادرَ مهمة في مجالاتها.

اشتهر بالتصوُّف ومُجاهَدة النفس حتى وصل إلى مرتبة العارفين، وكان يَتبنى أفكارَ «محيي الدين بن عربي» ويُدافِع عنه ضدَّ مُنتقِديه، ودخَل في معركة حامية مع علماء وفقهاء عصره حول أفكاره الصوفية والقول بوَحْدة الوجود، وتَعرَّض على إثرها لأزمةٍ نفسية حادة في سن الأربعين، اضطرَّ على إثرها إلى الاعتزال في بيته لمدة سبع سنوات، قضاها في التأليف والتدريس، وأسدَل شَعره في أثنائها، وأرخى لحيتَه، وطلَّق زوجته، لكنه خرج بعدها إلى الناس الذين ازداد احترامُهم له بعدَ أن كانوا قد رمَوه بالحجارة قبل خلوته.

تُوفِّي «النابلسي» عام ١٧٣١م في دمشق، ودُفِن بالقبة التي بناها في بيته، والتي أُقيم عليها جامعٌ بعد ذلك.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤