مَا ضَرَّ مَنْ لَمْ يَجِدْ فِي الْحُبِّ تَعْذِيبِي

Wave Image
مَا ضَرَّ مَنْ لَمْ يَجِدْ فِي الْحُبِّ تَعْذِيبِي
لَـوْ كَـانَ يَـحْـمِـلُ عَـنِّـي هَـمَّ تَـأْنِـيـبِـي
أَشْــكُــو إِلَــى اللــهِ عُــذَّالًا أُكَــابِـدُهُـمْ
وَمَـا يَـزِيـدُونَ قَـلْـبِـي غَـيْـرَ تَـشْـبِـيبِ
وَخَــاطِــرٍ خَــنِــثِ الْأَشْـوَاقِ تُـعْـجِـبُـهُ
سَـوَالِـفُ الـتُّـرْكِ فِـي عِـطْفِ الْأَعَارِيبِ
كَــأَنَّــنِــي لِــوُجُـوهِ الْـغِـيـدِ مُـعْـتَـكِـفٌ
مَـا بَـيْـنَ أَصْـدَاغِ شَـعْـرٍ كَـالْـمَـحَارِيبِ
كَـأَنَّـنِـي الـشَّـمْـعُ لَـمَّـا بَـاتَ مُشْتَعِلَ الْـ
ـفُـؤَادِ قَـالَ لِأَحْـشَـائِـي الْأَسَـى ذُوبِـي
لَا يَـقْـرَبُ الـصَّـبْـرُ قَـلْـبِـي أَوْ يُـفَـارِقُـهُ
كَــأَنَّــهُ الْــمَــالُ فِــي كَـفِّ ابْـنِ أَيُّـوبِ
لَــوْلَا ابْـنُ أَيُّـوبَ مَـا سِـرْنَـا لِـمُـغْـتَـرَبٍ
فِـي الْـمَـكْـرُمَـاتِ وَلَا فُـزْنَـا بِـمَـرْغُوبِ
دَعَــا الْــمُـؤَيَّـدُ بِـالـتَّـرْغِـيـبِ قَـاصِـدَهُ
فَــلَــوْ تَــأَخَّـرَ لَاسْـتُـدْعِـي بِـتَـرْهِـيـبِ
مَـــلِـــكٌ إِذَا مَـــرَّ يَـــوْمٌ لَا عُــفَــاةَ بِــهِ
فَـلَـيْـسَ ذَلِـكَ مِـنْ عُـمْـرٍ بِـمَـحْـسُـوبِ
لِلْــجُــودِ وَالْــعِــلْــمِ أَقْــلَامٌ بِــرَاحَـتِـهِ
تَـجْـرِي الْـمَـقَـاصِدُ مِنْهَا تَحْتَ مَكْتُوبِ
مَـجْـمُـوعَـةٌ فِـيهِ أَوْصَافُ الْأُلَى سَلَفُوا
كَــمَــا تُــتَــرْجَــمُ أَخْــبَــارٌ بِــتَـبْـوِيـبِ
إِذَا تَــسَــابَــقَ لِلْــعَــلْــيَــاءِ ذُو خَــطَــرٍ
سَــعَــى فَــأَدْرَكَ تَــبْـعِـيـدًا بِـتَـقْـرِيـبِ
وَإِنْ أَمَــالَ إِلَـى الْـهَـيْـجَـاءِ سُـمْـرَ قَـنًـا
أَجْــرَى دِمَــاءَ الْأَعَــادِي بِــالْأَنَــابِــيـبِ
قَـدْ أَقْـسَـمَ الْـجُـودُ لَا يَـنْـفَـكُّ عَنْ يَدِهِ
إِمَّــا لِــعَــافِــيــهِ أَوْ لِلــنَّـسْـرِ وَالـذِّيـبِ
أَمَّــا حِــمَــاهُ فَــقَـدْ أَضْـحَـى بِـدَوْلَـتِـهِ
مَــلَاذَ كُــلِّ قَــصِــيِّ الــدَّارِ مَــحْـرُوبِ
غَــرِيــبَـةُ الْـبَـابِ تُـقْـرِي مَـنْ أَلَـمَّ بِـهَـا
فَـخَـلِّ بَـغْـدَادَ وَاتْـرُكْ بَـابَـهَـا الـنُّـوبِـي
وَانْـعَـمْ بِـوَعْـدِ الْأَمَـانِـي عِـنْـدَ رُؤْيَـتِـهِ
فَـــإِنَّ ذَلِـــكَ وَعْـــدٌ غَــيْــرُ مَــكْــذُوبِ
وَاعْـجَـبْ لِأَيْـدِي جَوَادٍ قَطُّ مَا سَئِمَتْ
إِنَّ الْـــبِـــحَـــارَ لَآبَـــاءُ الْأَعَـــاجِــيــبِ
كُــلُّ الْــعُــفَـاةِ عَـبِـيـدٌ فِـي صَـنَـايِـعِـهِ
وَدَارُ كُــــلِّ عَــــدُوٍّ دَارُ مَــــلْـــحُـــوبِ
يَـا مَـانِـحِـي مِـنَـنًـا مِـنْ بَـعْـدِهَـا مِـنَـنٌ
كَـالْـمَـاءِ يَـتْـبَـعُ مَـسْـكُـوبًـا بِـمَـسْكُوبِ
مَـنْ كَـانَ يَـلْـزَمُ مَـمْـدُوحًـا عَـلَـى غَـرَرٍ
فَــمَــا لَــزِمْــتُــكَ إِلَّا بَــعْــدَ تَــجْـرِيـبِ
أَنْــتَ الَّـذِي نَـبَّـهَـتْ فِـكْـرِي مَـدَائِـحُـهُ
وَدَرَّبَـــتْـــنِــيَ وَالْأَشْــيَــا بِــتَــدْرِيــبِ
حَـتَّـى أَقَـمْـتُ قَـرِيـرَ الْـعَـيْنِ فِي دَعَةٍ
وَذِكْـرُ مَـدْحِـكَ فِـي الْآفَـاقِ يَسْرِي بِي
مَــدْحٌ يَــغَــارُ لِــمُــسْــوَدِّ الْــمِــدَادِ بِـهِ
حُـمْـرُ الْـحُـلَـى وَالْـمَـطَـايَا وَالْجَلَابِيبِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ابن نباتة المصري: شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر، ذاع صِيته في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وُلد «محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري» جمال الدين المُكَنَّى بأبي بكر والشهير ﺑ «ابن نباتة المصري» سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م في «زقاق القناديل» في الفسطاط بالقاهرة، وكان أبوه وجده من شيوخ الحديث، وأصلهم يرجع إلى «ميافارقين» من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

نشأ ابن نباتة في بيت ثري وبين أسرة ظاهرة‌ الجاه والنفوذ، في ظل أبٍ عطوف ذاع صيتُه في العلم والفضل والأدب وكثيرًا ما نرى أصداءً لفخر الشاعر بأبيه وآله في شعره. وقد تبدَّت أُولى براعم موهبته الشعرية في الثالثة عشرة‌ من عمره، مترافقة مع إقباله الشديد على توسيع مداركه وتغذية ثقافته الدينية والأدبية. وفي سنة ٧١٥ﻫ‍ انتقل ابن نباتة لسُكنى الشام ووَلِيَ نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة المسيحيين لها، واتصل في تلك الفترة بالملك المؤيد وقال فيه شعرًا كثيرًا، وحين رجع إلى القاهرة سنة ٧٦١ﻫ كان صاحب سر السلطان «الناصر حسن».

له ديوان شعر جُمع بعد وفاته وطُبع لأول مرة سنة ١٩٠١م بالقاهرة، وقد ضمَّ مجموع دواوينه وأوراقه الشعرية، ومنها: «القطر النباتي»، و«جلاسة القطر»، و«سوق الرقيق»، و«ظرائف الزيادة». كتب فيها في مختلف الأغراض الشعرية التي ميَّزت عصره، شاملة المدح والغزل والخمريات والرثاء والهجاء والوصف والشكوی والحنين إلی الوطن. وله كذلك مؤلَّفات أخرى نثرية، من بينها: «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«سجع المطوق»، و«مطلع الفوائد»، و«المفاخرة بين السيف والقلم»، و«سلوك دول الملوك» وغيرها، وأورد الصلاح الصفدي في «ألحان السواجع» مراسلاته معه.

تُوُفِّيَ ابن نباتة المصري في منزله بزقاق القناديل في القاهرة سنة ٧٦٨ﻫ/١٣٦٦م إثر معاناة مع المرض.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤