إِلَى الْقَزْوِينِي

Wave Image
قِــفْ بِــالــدِّيَــارِ الــدَّارِسَــاتِ وَحَــيِّــهَـا
وَاقْـــرَ الــسَّــلَامَ عَــلَــى جَآذِرِ حَــيِّــهَــا
وَانْــشُــدْ هُــنَــالِــكَ لِــلْــمُـتَـيَّـمِ مُـهْـجَـةً
فَــنِــيَــتْ مِــنَ الْأَهْــوَاءِ فِــي عُــذْرِيِّـهَـا
وَسَــلِ الْــمَــنَــازِلَ هَــلْ عَــلِـمْـنَ بَأَنَّـنِـي
قَــدْ شَـفَّ جُـثْـمَـانِـي الْـهَـوَى بِـظُـبَـيِّـهَـا
يَــا قَــلْــبُ أَيُّ هَــوًى أَصَــابَــكَ عِـنْـدَمَـا
أُصْــمِــيـتَ بِـالـلَّـحَـظَـاتِ مِـنْ ثُـعَـلِـيِّـهَـا
رَشَأٌ إِذَا أَبْـــدَى ابْـــتِـــسَـــامَــةَ شَــائِــقٍ
أَجْــرَى الْـمَـدَامِـعَ مِـنْ عُـيُـونِ عَـصِـيِّـهَـا
شَــغَــلَ الْــقُــلُــوبَ بِــحُــبِّــهِ وَلَـطَـالَـمَـا
فَــتَــكَــتْ ضِــعَــافُ لِـحَـاظِـهِ بِـقَـوِيِّـهَـا
مَــنْ لِــي بِــلَــثْــمِ مُــقَــبَّــلٍ مِــنْ شَـادِنٍ
عَــذْبِ الــثَّـنَـايَـا الْـوَاضِـحَـاتِ شَـهِـيِّـهَـا
يَــا عَــاذِلًا صَــدَعَ الْــقُــلُــوبَ بِــلَــوْمِــهِ
مَــهْــلًا فَــلَــيْــسَ خَــلِـيُّـهَـا كَـشَـجِـيِّـهَـا
مَـنْ ذَا اسْـتَـطَـاعَ يَـرُدُّ عَـنْ غَـيِّ الْـهَـوَى
فِـــئَـــةً تَـــرَى كُــلَّ الــرَّشَــادِ بِــغَــيِّــهَــا
دَعْ يَــا عَــذُولُ أَخَــا الْــغَــرَامِ مُـعَـظِّـمًـا
لِـــلـــدَّارِ يَــلْــثِــمُــهَــا كَــرَامَــةَ مَــيِّــهَــا
كَأَفَـاضِـلِ «الْـفَـيْـحَـاءِ» حَـيْـثُ تَفَاخَرَتْ
بِــسَــرِيِّــهَـا الْـجَـحْـجَـاحِ وَابْـنِ سَـرِيِّـهَـا
الــسَّــيِّــدِ الــسَّــنَــدِ الْــهُــمَــامِ مَــحَـمَّـدٍ
فَــرْعِ الــنُّــبُــوَّةِ وَابْــنِ خَــيْــرِ وَصِـيِّـهَـا
كَــمْ شَــاعَ لِــلْــفَــيْــحَــاءِ بَــيْـنَ بِـلَادِنَـا
شَــرَفٌ حَــوَتْــهُ بِــفَــضْــلِ قَــزْوِيـنِـيِّـهَـا
ذَاكَ الَّــذِي كَــمْ مِــنْ مَــنَــاهِــلِ فَـضْـلِـهِ
فَـــازَتْ مُـــحَــلَّأَةُ الــنُّــفُــوسِ بِــرِيِّــهَــا
يَــا سَــيِّــدًا فِــي الْـمَـجْـدِ أَحْـرَزَ شُـهْـرَةً
مَــلَأَتْ مَــسَــامِــعَــنَــا بِــصَـوْتِ دَوِيِّـهَـا
وَالَــتْــكَ نَــفْــسِــي تَـرْتَـدِي بِـكَ سُـؤْدُدًا
وَقَــدِ ارْتَــدَتْــهُ فَــكُــنْــتَ خَـيْـرَ وَلِـيِّـهَـا
لِـــمَ لَا أَسُـــودُ بِـــحُـــبِّـــكُــمْ فِــي أُمَّــةٍ
فَــرَضَ الْــمُــهَــيْــمِــنُ حُــبَّ آلِ نَـبِـيِّـهَـا
زَهَـتِ الْـمَـكَـارِمُ فِـيـكَ حَـيْـثُ لَـبِـسْـتَـهَا
شِـــيَـــمًــا تَــزَيَّــا الْأَكْــرَمُــونَ بِــزِيِّــهَــا
فَـعَـشِـقْـتُ مِـنْـكَ عَـلَـى الْـبِـعَـادِ خَـلَائِقًا
شَغَلَتْ — وَحَقِّكَ — مُهْجَتِي عَنْ حَيِّهَا
فَإِلَـــيْـــكَـــهَـــا عَـــذْرَاءَ عَــزَّ قِــيَــادُهَــا
لَــوْلَا مَــدِيــحُــكَ لَــمْ تَــبُــحْ بِــرَوِيِّــهَــا
وَافَـتْـكَ فِـي «رَمَـضَـانَ» تَـنْـشُـرُ مِـدْحَةً
عَــبَــقَــتْ تَـهَـانِـيـكَ الْـحِـسَـانُ بِـطَـيِّـهَـا
لِــتَــشُــدَّ مَــعْــكَ عُــرَا الْــوِدَادِ وَثِــيـقَـةً
بِـــيَـــدٍ، وَلَاؤُكَ كَــانَ خَــيْــرَ حُــلِــيِّــهَــا
إِنِّـــي لَأَغْـــبِــطُــهَــا إِذَا هِــيَ أُنْــشِــدَتْ
بِــنَــدِيِّ عَــفِّ الــنَّــفْــسِ مِــنْـكَ زَكِـيِّـهَـا
وَغَــدَتْ تُــجِــيـدُ الْـمَـدْحَ مِـنْـكَ لِـسَـيِّـدٍ
شَــهْــمِ الْــغَــطَــارِفَــةِ الْــكِــرَامِ أَبِــيِّـهَـا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤