نَعَمْ تِلْكَ بَيْنَ الْوَادِيَيْنِ الْخَوَاتِلُ

Wave Image
نَـعَـمْ تِـلْـكَ بَـيْـنَ الْـوَادِيَـيْـنِ الْـخَـوَاتِلُ
وَذَلِــــكَ شَــــاءٌ دُونَـــهُـــنَّ وَجَـــامِـــلُ
فَـمَـا كُـنْـتَ إِذْ بَـانُـوا بِـنَـفْـسِـكَ فَـاعِـلًا
فَـــدُونَـــكَــهُ إِنَّ الْــخَــلِــيــطَ لَــزَائِــلُ
كَأَنَّ ابْــنَــةَ الْــقَــيْـسِـيِّ فِـي أَخَـوَاتِـهَـا
خَــذُولٌ تُـرَاعِـيـهَـا الـظِّـبَـاءُ الْـخَـوَاذِلُ
قُـــشَـــيْـــرِيَّـــةٌ قَـــتْـــرِيَّـــةٌ بَـــدَوِيَّــةٌ
لَــهَــا بَــيْــنَ أَثْــنَــاءِ الـضُّـلُـوعِ مَـنَـازِلُ
وَهَــبْــتُ سُــلُــوِّي ثُــمَّ جِــئْـتُ أَرُومُـهُ
وَمِـنْ دُونِ مَـا رُمْـتُ الْـقَـنَـا وَالْـقَـنَـابِلُ
هَـوَانَـا غَـرِيـبٌ شُـزَّبُ الْـخَـيْـلِ وَالْـقَـنَا
لَـــنَـــا كُــتُــبٌ وَالْــبَــاتِــرَاتُ رَسِــائِــلُ
أَغَـرْنَ عَـلَـى قَـلْـبِـي بِـخَـيْلٍ مِنَ الْهَوَى
فَــطَــارَدَ عَــنْــهُــنَّ الْــغَـزَالُ الْـمُـغَـازِلُ
بِأَسْــهُــمِ لَــفْــظٍ لَــمْ تُـرَكَّـبْ نِـصَـالُـهَـا
وَأَسْـيَـافِ لَـحْـظٍ مَـا جَـلَـتْـهَا الصَّيَاقِلُ
وَقَـائِـعُ قَـتْـلَـى الْـحُـبِّ فِـيـهَـا كَـثِـيـرَةٌ
وَلَــمْ يُــشْــتَــهَـرْ سَـيْـفٌ وَلَا هُـزَّ ذَابِـلُ
أَرَامِــيَــتِــي كُــلُّ الــسِّــهَـامِ مُـصِـيـبَـةٌ
وَأَنْــتِ لِــيَ الــرَّامِــي فَـكُـلِّـي مَـقَـاتِـلُ
وَإِنِّـــي لَـــمِــقْــدَامٌ وَعِــنْــدَكِ هَــائِــبٌ
وَفِـي الْـحَـيِّ سَـحْـبَـانٌ وَعِـنْـدَكِ بَـاقِلُ
يَــضِــلُّ عَــلَــيَّ الْـقَـوْلُ إِنْ زُرْتُ دَارَهَـا
وَيَــغْــرُبُ عَــنِّــي وَجْـهُ مَـا أَنَـا فَـاعِـلُ
وَحُــجَّــتُـهَـا الْـعُـلْـيَـا عَـلَـى كُـلِّ حَـالَـةٍ
فَــبَــاطِــلُــهَــا حَــقٌّ وَحَــقِّــيَ بَــاطِــلُ
تُــطَـالِـبُـنِـي بِـيـضُ الـصَّـوَارِمِ وَالْـقَـنَـا
بِــمَــا وَعَــدَتْ جَــدَّيَّ فِــيَّ الْـمَـخَـايِـلُ
وَلَا ذَنْـــبَ لِـــي إِنَّ الْـــفُــؤَادَ لَــصَــارِمٌ
وَإِنَّ الْــحُــسَــامَ الْـمَـشْـرَفِـيَّ لَـفَـاصِـلُ
وَإِنَّ الْــحِــصَــانَ الْــوَالِــقِــيَّ لَــضَـامِـرٌ
وَإِنَّ الْأَصَــمَّ الــسَّــمْــهَــرِيَّ لَــعَــاسِــلُ
وَلَــكِــنَّ دَهْــرًا دَافَــعَــتْــنِـي صُـرُوفُـهُ
كَـمَـا دَافَـعَ الـدَّيْـنَ الْـغَـرِيـمُ الْـمُـمَـاطِلُ
وَأَخْــلَافُ أَيَّــامٍ إِذَا مَــا انْــتَــجَـعْـتُـهَـا
حَــلَــبْــتُ بَــكِــيَّــاتٍ وَهُــنَّ حَــوَافِــلُ
وَلَـوْ نِـيـلَـتِ الـدُّنْـيَـا بِـفَـضْـلٍ مَـنَـحْتُهَا
فَـضَـائِـلَ تَـحْـوِيـهَـا وَتَـبْـقَـى فَـضَـائِـلُ
وَلَــكِــنَّــهَــا الْأَيَّـامُ تَـجْـرِي بِـمَـا جَـرَتْ
فَــيَــسْـفُـلُ أَعْـلَاهَـا وَيَـعْـلُـو الْأَسَـافِـلُ
لَـقَـدْ قَـلَّ أَنْ تَـلْـقَـى مِـنَ النَّاسِ مُجْمِلًا
وَأَخْـشَـى قَـلِـيـلًا أَنْ يَـقِـلَّ الْـمُـجَـامِـلُ
وَلَسْتُ بِجَهْمِ الْوَجْهِ فِي وَجْهِ صَاحِبِي
وَلَا قَــائِـلًا لِـلـضَّـيْـفِ هَـلْ أَنْـتَ رَاحِـلُ
يَـنَـالُ اخْـتِـيَـارَ الـصَّفْحِ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ
لَــهُ عِــنْــدَنَــا مَــا لَا تَــنَــالُ الْـوَسَـائِـلُ
لَــنَــا عَـقِـبُ الْأَمْـرِ الَّـذِي فِـي صُـدُورِهِ
تَــطَــاوَلُ أَعْــنَــاقُ الْــعِـدَا وَالْـكَـوَاهِـلُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو فراس الحمداني: هو شاعر وقائد عسكري وأمير بالدولة الحمدانية، عاصَر «المتنبي» ونافَسه في بلاط «سيف الدولة».

وُلد «أبو فراس الحارث بن حمدون الحمداني» في منبج بسوريا عام ٣٢١ﻫ/٩٣٣م، وقيل بالموصل شماليَّ العراق، وتَيتَّم وهو في الثالثة من عمره، فنشأ في رعاية ابن عمه «سيف الدولة»، فقرَّبه إليه حين رأى منه نبوغًا في شعره وقوةً وحُسن تخطيطٍ في المعارك.

كان «أبو فراس الحمداني» أحد أهم مُجالِسي «سيف الدولة» في مجلسه الخاص الذي كان يُدعى إليه الشعراء، وكان يُجزل له العطاءَ حتى منحه ضَيْعة في منبج، بالإضافة إلى توليته عليها وهو في السادسة عشرة من عمره.

جمع نَظمُ «أبي فراس» كلَّ ألوان الشعر، فكان فيه الغزل والفخر والرثاء والوصف والحِكم، وكان أعظمها «الروميات» التي نظَمها وهو في الأَسر، فأخرج فيها عميقَ مشاعره وأصدق أقواله.

حافَظ «أبو فراس الحمداني» على ممارسة هواية الصيد وعقد مجالس الشعر والأدب، وكانت له انتصاراتٌ عديدة على جيش الروم، وأُسر عدة مرات فدَاه فيها «سيف الدولة»، كان آخرها وهو عائد من إحدى رحلات الصيد، فجُرح وأُسر، وراسَل «سيف الدولة» أكثر من مرة حتى جفاه «سيف الدولة» بسبب وشاية بعض المقرَّبين منه، فطال الأَسر لأربع سنوات، فأرسل إليه قصيدته المشهورة: «أراك عصيَّ الدمع شِيمتُك الصبر»، وكان لهذه المدة من الأَسر أثرُها الكبير في صَقل موهبة «أبي فراس» وتهذيب وِجدانه الذي أخرج لنا «الروميات» (نسبةً إلى اسم السجن).

وبعد خروجه من الأَسر تولَّى حمص حتى وفاة «سيف الدولة» عام ٣٥٦ﻫ، فأصبح حاجبُ «سيف الدولة» وصيًّا على ابنه «أبي المعالي»، فوشى الحاجب ﺑ «أبي فراس»، فسيَّر إليه «أبو المعالي» جيشًا أرداه قتيلًا وقطع رأسه عام ٣٥٧ﻫ/٩٦٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤