مِصْرٌ تُجَدِّدُ مَجْدَهَا بِنِسَائِهَا الْمُتَجَدِّدَاتِ

Wave Image
قُــمْ حَــيِّ هَـذِي الـنَّـيِّـرَاتِ
حَـيِّ الْـحِـسَـانَ الْـخَـيِّـرَاتِ
وَاخْـفِـضْ جَـبِـيـنَـكَ هَـيْـبَةً
لِــلْــخُــرَّدِ الْــمُــتَــخَـفِّـرَاتِ
زَيْــنِ الْـمَـقَـاصِـرِ وَالْـحِـجَـا
لِ وَزَيْـنِ مِـحْـرَابِ الـصَّـلَاةِ
هَــــذَا مَــــقَــــامُ الْأُمَّـــهَـــا
تِ فَــهَـلْ قَـدَرْتَ الْأُمَّـهَـاتِ
لَا تَـــلْـــغُ فِــيــهِ وَلَا تَــقُــلْ
غَـيْـرَ الْـفَـوَاصِـلِ مُـحْكَمَاتِ
وَإِذَا خَــطَــبْــتَ فَــلَا تَـكُـنْ
خَـطْـبًـا عَـلَـى مِـصْـرَ الْفَتَاةِ
اذْكُـــرْ لَـــهَـــا الْــيَــابَــانَ لَا
أُمَـمَ الْـهَـوَى الْـمُـتَـهَـتِّـكَاتِ
مَــاذَا لَـقِـيـتَ مِـنَ الْـحَـضَـا
رَةِ يَـــا أُخَـــيَّ الــتُّــرَّهَــاتِ
لَــمْ تَــلْــقَ غَــيْـرَ الـرِّقِّ مِـنْ
عُـسْـرٍ عَـلَـى الـشَّرْقِيِّ عَاتِ
خُـذْ بِـالْـكِـتَـابِ وَبِـالْـحَـدِيـ
ـثِ وَسِـيـرَةِ السَّلَفِ الثِّقَاتِ
وَارْجِـعْ إِلَـى سُـنَـنِ الْـخَـلِيـ
ـقَـةِ وَاتَّـبِـعْ نُـظُـمَ الْـحَـيَـاةِ
هَـــذَا رَسُـــولُ الـــلـــهِ لَــمْ
يُـنْـقِـصْ حُـقُـوقَ الْمُؤْمِنَاتِ
الْـــعِــلْــمُ كَــانَ شَــرِيــعَــةً
لِــنِــسَــائِــهِ الْـمُـتَـفَـقِّـهَـاتِ
رُضْــنَ الــتِّـجَـارَةَ وَالـسَّـيَـا
سَـةَ وَالـشُّـئُـونَ الْأُخْـرَيَاتِ
وَلَــقَــدْ عَــلَــتَ بِــبَــنَــاتِــهِ
لُــجَـجُ الْـعُـلُـومِ الـزَّاخِـرَاتِ
كَـانَـتْ سُـكَـيْـنَـةُ تَـمْـلَأُ الـدُّ
نْـــيَـــا وَتَـــهْـــزَأُ بِــالــرُّوَاةِ
رَوَتِ الْــحَـدِيـثَ وَفَـسَّـرَتْ
آيَ الْــكِــتَــابِ الْــبَــيِّــنَـاتِ
وَحَـــضَـــارَةُ الْإِسْــلَامِ تَــنْـ
ـطِـقُ عَـنْ مَـكَانِ الْمُسْلِمَاتِ
بَـــغْـــدَادُ دَارُ الْـــعَـــالِـــمَــا
تِ وَمَــنْــزِلُ الْــمُــتَأَدِّبَــاتِ
وَدِمَــشْــقُ تَــحْــتَ أُمــيَّــةٍ
أُمُّ الْــجَــوَارِي الــنَّــابِـغَـاتِ
وَرِيَـــاضُ أَنْــدَلُــسٍ نَــمَــيْـ
ـنَ الْـهَـاتِـفَـاتِ الـشَّـاعِـرَاتِ
•••
ادْعُ الــرِّجَــالَ لِــيَــنْـظُـرُوا
كَــيْــفَ اتِّـحَـادُ الْـغَـانِـيَـاتِ
وَالـنَّـفْـعَ كَـيْـفَ أَخَـذْنَ فِـي
أَسْـــبَــابِــهِ مُــتَــعَــاوِنَــاتِ
لَــمَّــا رَأَيْــنَ نَــدَى الــرِّجَــا
لِ تَــفَــاخُــرًا أَوْ حُـبَّ ذَاتِ
وَرَأَيْــنَ عِــنْــدَهُــمُ الـصَّـنَـا
ئِــعَ وَالْـفُـنُـونَ مُـضَـيَّـعَـاتِ
وَالْـــبِـــرَّ عِــنْــدَ الْأَغْــنِــيَــا
ءِ مِـنَ الـشُّـئُـونِ الْـمُـهْمَلَاتِ
أَقْـــبَــلْــنَ يَــبْــنِــيــنَ الْــمَآ
ثِــرَ لِــلــنَّــجَـاحِ مُـوَفَّـقَـاتِ
•••
لِــلــصَّــالِـحَـاتِ عَـقَـائِـلِ الْـ
ـوَادِي هَوًى فِي الصَّالِحَاتِ
الـــلـــهُ أَنْـــبَـــتَـــهُــنَّ فِــي
طَــاعَــاتِــهِ خَــيْـرَ الـنَّـبَـاتِ
فَأَتَــيْــنَ أَطْــيَــبَ مَــا أَتَـى
زُهْـرُ الْـمَـنَـاقِـبِ وَالـصِّفَاتِ
لَــمْ يَـكْـفِ أَنْ أَحْـسَـنَّ حَـتَّـ
ـى زِدْنَ حَـضَّ الْـمُحْصَنَاتِ
يَـمْـشِـيـنَ فِـي سُـوقِ الـثَّوَا
بِ مُــسَــاوِمَــاتٍ رَابِـحَـاتِ
يَــلْــبَــسْــنَ ذُلَّ الــسَّــائِــلَا
تِ وَمَــا ذَكـرْنَ الْـبَـائِـسَـاتِ
فَـــوُجُــوهُــهُــنَّ وَمَــاؤُهَــا
سِـتْـرٌ عَـلَـى الْـمُـتَـجَـمِّـلَاتِ
مِــصْــرٌ تُــجَــدِّد مَــجْـدَهَـا
بِــنِــسَـائِـهَـا الْـمُـتَـجَـدِّدَاتِ
الــنَّــافِــرَاتِ مِــنَ الْــجُـمُـو
دِ كَأَنَّــهُ شَــبَــحُ الْــمَــمَـاتِ
هَــلْ بَــيْــنَــهُــنَّ جَــوَامِــدًا
فَــرْقٌ وَبَــيْــنَ الْـمُـومِـيَـاتِ
لَــمَّــا حَـضَـنَّ لَـنَـا الْـقَـضِـيَّـ
ـةَ كُــنَّ خَـيْـرَ الْـحَـاضِـنَـاتِ
غَــذَّيْــنَــهَــا فِــي مَــهْـدِهَـا
بِــلِــبَــانِــهِــنَّ الــطَّـاهِـرَاتِ
وَسَـبَـقْـنَ فِـيـهَـا الْـمُـعْـلَـمِيـ
ـنَ إِلَـى الْـكَـرِيـهَـةِ مُـعْلَمَاتِ
يَـنْـفُـثْـنَ فِـي الْـفِـتْـيَانِ مِنْ
رُوحِ الـشَّـجَـاعَـةِ وَالـثَّـبَاتِ
يَــهْــوَيْـنَ تَـقْـبِـيـلَ الْـمُـهَـنَّـ
ـدِ أَوْ مُــعَــانَــقَــةَ الْــقَــنَـاةِ
وَيَـرَيْـنَ حَـتَّـى فِـي الْـكَرَى
قُــبَـلَ الـرِّجَـالِ مُـحَـرَّمَـاتِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

أحمد شوقي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.

وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.

يُعَدُّ أحمد شوقي من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية مع كل من: محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم. وقد التزم شعراء هذه المدرسة بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، إلا أنه التزامٌ مازَجَه استحداث للأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة.

بايع الأدباء والشعراء أحمد شوقي أميرًا لهم في حفلٍ أُقِيمَ بالقاهرة عام ١٩٢٧م، وظل الرجل مَحَلَّ إعجاب وتقدير ليس فقط بين الخاصة من المثقَّفين والأدباء بل من عموم الناس أيضًا، وفي عام ١٩٣٢م رحل شوقي عن عالمنا، وفاضت رُوحُهُ الكريمة إلى بارئها عن عمر يناهز أربعة وستين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤