تَحِيَّةُ الْإِيَابِ

Wave Image
ذَاكَ لَأْلَاؤُهُ وَهَــــــــــــــــذَا رُوَاؤُهْ
وَالــضِّــيَـاءُ الَّـذِي تَـرَوْنَ ضِـيَـاؤُهْ
وَبَــهَــاءُ الــرِّيَـاضِ كَـلَّـلَـهَـا الْـغَـيْـ
ـثُ فَــتَــاهَــتْ بِـنَـوْرِهِـنَّ بَـهَـاؤُهْ
وَالـنَّـسِيمُ الَّذِي جَرَى طَيِّبَ النَّشْـ
ـرِ جَـــرَى ذِكْـــرُهُ بِـــهِ وَثَـــنَــاؤُهْ
ذَاكَ وَجْـهُ الْـمَـلِـيكِ وَجْهُ أَبِي الْفَا
رُوقِ هَــذَا سَــنَــاهُ هَــذَا سَــنَـاؤُهْ
•••
ظَـهَـرَ الـرَّكْـبُ وَالْـقُـلُـوبُ حَـوَالَيْـ
ـهِ تُــرَجِّــيــهِ وَالــنُّـفُـوسُ فِـدَاؤُهْ
تَـجْـتَـلِـيـهِ الْـعُـيُـونُ مُـسْتَبْشِرَاتٍ
وَبَــرِيــقُ الـسُّـرُورِ فِـيـهَـا وَمَـاؤُهْ
وَهُـتَـافُ الْإِخْـلَاصِ يَـخْتَرِقُ الْجَـ
ـوَّ فَــتُــمْـلِـيـهِ وَاضِـحًـا أَصْـدَاؤُهْ
وَدَّتِ الــنَّـيِّـرَاتُ لَـوْ هَـبَـطَـتْ فِـيـ
ـهِ فَـــزَادَ ازْدِهَــاءَهُــنَّ ازْدِهَــاؤُهْ
مَـوْكِـبٌ لَـمْ يَنَلْهُ رَمْسِيسُ ذُو التَّا
جَـيْـنِ فِـي عَـصْـرِهِ وَلَا خُـلَـفَـاؤُهْ
حَـكَـمُـوا شَـعْـبَـهُـمْ وَلَـمْ يَـمْـلِكُوهُ
مِــقْــوَدُ الــشَّــعْـبِ حُـبُّـهُ وَوَلَاؤُهْ
•••
عَــادَ لِــلْــقُــطْـرِ رَبُّـهُ مِـثْـلَـمَـا عَـا
دَ إِلَـى الْـمُـدْنَـفِ الْـعَـلِـيـلِ شِفَاؤُهْ
وَبَــدَا كَـالـصَّـبَـاحِ فَـانْـهَـزَمَ الـلَّـيْـ
ـلُ وَوَلَّــتْ مَــذْعُــورَةً ظَــلْـمَـاؤُهْ
مَــلِــكٌ شَــادَ لِــلْــكِــنَـانَـةِ مَـجْـدًا
أَحْـــكَــمَــتْ وَضْــعَ أُسِّــهِ آبَــاؤُهْ
كُــلُّــهُــمْ كَــانَ لِــلْــمَــحَـامِـدِ بَـنَّـا
ءً أَبِــيًّــا عَــلَــى الــزَّمَــانِ بِـنَـاؤُهْ
هِــمَّــةٌ تَــفْــرَعُ الــسَّــمَـاءَ وَعَـزْمٌ
لَـيْـسَ لِـلـسَّـيْـفِ حَـدُّهُ وَمَـضَـاؤُهْ
وَنَــفَــاذٌ فِــي الْـمُـعْـضِـلَاتِ بِـرَأْيٍ
ثَـاقِـبٍ يَـكْـشِـفُ الْـغُـيُوبَ ذَكَاؤُهْ
وَمُــحَــيًّــا فِــيــهِ مِــنَ الـلـهِ سِـرٌّ
كَــادَ يُــغْــشِــيــهِ نُـورُهُ وَحَـيَـاؤُهْ
صَــفْــحَـةٌ خَـطَّـهَـا الْإِلَـهُ فَـفِـيـهَـا
أَلِفُ النُّبْلِ — لَوْ قَرَأْتَ — وَيَاؤُهْ
•••
بَـهَـرَ الْـغَـرْبَ طَـلْـعَـةٌ مِـنْكَ كَادَتْ
تَــتَــمَــشَّــى شَـوْقًـا لَـهَـا أَرْجَـاؤُهْ
لَــمَــحُــوا عِـزَّةً وَشَـامُـوا بِـكَـفَّـيْـ
ـكَ غَـــمَـــامًــا هَــتَّــانَــةً أَنْــدَاؤُهْ
وَبَــدَا لِــلْــعُــيُــونِ وَالِـدُكَ الْـمِـسْـ
ـمَــاحُ تُــحْــيِــيــهِ ثَـانِـيًـا أَبْـنَـاؤُهْ
فِـيـكَ مِـنْهُ الْجَبِينُ وَالْخُلُقُ الرَّحْـ
ـبُ وَبُــعْـدُ الْـمَـدَى وَفِـيـكَ إِبَـاؤُهْ
لُـحْـتَ فِيهِمْ فَأَدْرَكُوا صَوْلَةَ الشَّرْ
قِ وَمَــرَّتْ بِــذِكْــرِهِــمْ أَنْــبِـيَـاؤُهْ
وَرَأَوْا فِـي الْـجَـلَالِ «تُوتَنْخَمُونًا»
صَــاعِــدًا جَــدُّهُ رَفِــيــعًــا لِـوَاؤُهْ
أَيْــنَــمَــا سَـارَ فَـالْـعُـيُـونُ نِـطَـاقٌ
وَقُــلُــوبُ الْــمُـجَـاهِـدِيـنَ وِقَـاؤُهْ
تَـتَـمَـشَّـى فِـي رَكْبِهِ الشَّمْسُ إِكْبَا
رًا وَيَــنْــشَـقُّ عَـنْ سَـنَـاهَـا رِدَاؤُهْ
أَنْـتَ أَعْلَى كَعْبًا وَأَبْقَى عَلَى الدَّهْـ
ـرِ وَإِنْ زَاحَــمَ الْــخُــلُــودَ بَـقَـاؤُهْ
لَــوْ وَزَنَّـا بِـمَـا أَقَـمْـتَ مِـنَ الـدُّسْـ
ـتُــــورِ آلَاءَهُ اخْــــتَـــفَـــتْ آلَاؤُهْ
عَـجَـزَ الـدَّهْـرُ أَنْ يُـحِـيـطَ بِـمَـعْنَا
كَ وَأَلْــقَــتْ قِــيَــادَهَــا شُـعَـرَاؤُهْ
إِنَّ مَـــنْ رَامَ لِــلْــكَــوَاكِــبِ عَــدًّا
يَــتَــسَــاوَى ابْـتِـدَاؤُهُ وَانْـتِـهَـاؤُهْ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: استقبل الشاعر الملك فؤاد عند عودته من أوروبا في نوفمبر سنة ١٩٢٧م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤