فَرَحُ أَوَّلِ أَبْرِيل

Wave Image
عَـــاوَدَ الـــصَّـــبَّ هَــوَاهُ
وَتَـــجَـــنَّــتْ مُــقْــلَــتَــاهُ
وَأَدَارَ الْـــوَهْـــمُ خَـــمْــرًا
دَاعَـــبَـــتْــهَــا شَــفَــتَــاهُ
عَــزَفَ الــسُّــمَّــارُ عَـنْـهَـا
وَتَــجَــافَــى صَــاحِــبَــاهُ
وَصَــحَــا مِــنْــهَــا وَلَــمَّـا
تَــلْــمُــسُ الْــكَأْسَ يَــدَاهُ
وَهْــوَ فِــي لَـيْـلَـةِ عُـرْسِ
أَشْـعَلَ الشَّمْعَ فَفَاضَ الشَّـ
ـمْــــعُ دَمْــــعًــــا وَرَثَـــاهُ
وَجَـنَـى الـزَّهْـرُ فَـفَـاضَـتْ
رُوحُــــهُ قَـــبْـــلَ شَـــذَاهُ
عَــجِــبَ الـنَّـاسُ وَقَـالُـوا
أَيْــنَ مِــنْــهُ مَـا اشْـتَـهَـاهُ
أَمُـــــزَاحٌ أَمْ خَـــــيَـــــالٌ
أَمْ جُــنُــونٌ مَــا اعْــتَـرَاهُ
أَيُّ وَهْـــــمٍ أَيُّ حَـــــدْسِ
غَـابَ فِـي لَـيْـلِ الـزِّفَـافِ
مَـــنْ تَـــمَــنَّــى أَنْ يَــرَاهُ
وَأَجَـالَ الطَّرْفَ فِي الْحَفْـ
ـلِ فَـــلَــمْ يُــلْــفِ سِــوَاهُ
وَطَـــــوَى الْأَقْـــــدَاحَ إِلَّا
قَـــدَحًـــا فِــيــهَــا عَــزَاهُ
هَـــمَّ بِــالْــكَأْسِ فَــزَلَّــتْ
عِـــنْــدَمَــا أُطْــبِــقَ فَــاهُ
وَمَــضَــتْ لَــيْــلَـةُ أَمْـسِ
وَتَــرٌ فِــي سَـكْـرَةِ الـلَّـحْـ
ـنِ تَـــدَاعَـــى طَـــرَفَـــاهُ
أَنَّ فِــي كَــفِّ الْــمُــغَـنِّـي
عُــودُهُ الــشَّــاكِــي هَـوَاهُ
وَدَّ لَــوْ يَــنْــطِـقُ هَـمْـسًـا
ضَــارِعًــا حِـيـنَ احْـتَـوَاهُ
وَانْـحَـنَـى يَـبْـكِـي عَـلَـيْـهِ
ثَـــاكِـــلًا فِـــيـــهِ رَجَـــاهُ
آهِ لَـــوْ جَـــادَ بِـــهَــمْــسِ
زَفَّ فِـي الْـفَـرْحَـةِ حُـلْـمًـا
وَمَـــعَ الْـــفَــجْــرِ طَــوَاهُ
وَشَــدَا الــشَّــاعِـرُ لَـحْـنًـا
رَجَّـــعَ الـــلَّـــيْــلُ صَــدَاهُ
فَــرْحَــةٌ عَــادَتْ نُــوَاحًـا
مُــنِــيَــتْ فِــيــهَــا مُـنَـاهُ
وَجَــنِـيـنٌ سَـكَـبَـتْـهُ الـرُّو
حُ فِــــي الْــــمِـــيـــلَادِ آهُ
كَـيْـفَ يَـا قَـلْـبُ الـتَّأَسِّـي

عن القصيدة

  • طريقة النظم: شعر مقطوعي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عزيز فهمي: شاعر مصري امتازَ بإنتاجٍ شِعريٍّ وفير، حازَ على إعجابِ مُعاصِريه في النصف الأول من القرن العشرين؛ لا سيما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

وُلِد «عزيز عبد السلام فهمي محمد جمعة» في طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّي حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسي في مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.

بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصري عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب في الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» في تحرير الصُّحف والمَجَلات التي كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا في كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ في عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزي.

أمَّا شِعْره فيتنوَّع بينَ قصائدَ طويلةٍ ومتوسطةِ الطول، ويتَّجه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و«حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية في شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. وله قصائدُ نشرَتْها مَجلاتٌ عِدَّة، منها: «الرسالة»، و«الثقافة»، و«الإرادة»، و«السياسة»، وقد نُشِر معظمُ شِعره في ديوانه «ديوان عزيز» عَقِب وفاته، وقدَّمَ للديوان الدكتور طه حسين، الذي أبدى في كلمته أسًى كبيرًا على الشاعر المُجِيد، الذي تَخطَّفَتْه يدُ المَنُون عاجلًا عامَ ١٩٥٢م في العيَّاط جنوبي القاهرة غَرَقًا في تُرْعةٍ مائية، بعدَ انقلابِ سيارةِ الأجرة التي كان يَستقِلُّها أثناءَ مُحاوَلتِه اللَّحاقَ بقطارِ الصَّعِيد ليتمكَّنَ من التَّرافُع في إحدى القضايا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤