أُلَاقِي الدَّارِعِينَ بِغَيْرِ دِرْعٍ

Wave Image
رَأَتْـــنِـــي بِـــالْـــمَـــطِــيــرَةِ لَا رَأَتْــنِــي
قَــرِيــبًــا وَالْــمَــخِــيــلَــةُ قَــدْ نَــأَتْـنِـي
وَأَخْــلَــقْــتُ الــشَّــبَــابَ وَكَــانَ بُــرْدِي
وَفَــارَقْــتُ الْــحُــسَــامَ وَكَـانَ حِـتْـنِـي
كَــــأَنِّـــي لَـــمْ أَرُدَّ الْـــخَـــيْـــلَ تَـــرْدِي
إِذَا اسْــتَــسْــقَـيْـتُـهَـا عَـلَـقًـا سَـقَـتْـنِـي
أُلَاقِـــي الـــدَّارِعِـــيـــنَ بِـــغَـــيْـــرِ دِرْعٍ
وَأَدْعُـــو بِـــالْـــمُــدَجَّــجِ لَا تَــفُــتْــنِــي
كَـــأَنَّ جِـــيَـــادَهُـــمْ أَسْـــرَابُ وَحْــشٍ
أُصَـــــرِّعُـــــهُــــنَّ مِــــنْ رُبْــــدٍ وأُتْــــنِ
وَمَــــا أُعْـــجِـــلْـــتُ عَـــنْ زَرَدٍ حِـــذَارًا
وَلَـــكِـــنَّ الْـــمُــفَــاضَــةَ أَثْــقَــلَــتْــنِــي
أَكَــلَّــتْ مَــنْــكِــبِــي سُــمْــرُ الْــعَـوَالِـي
وحَـــمْـــلُ الــسَّــابِــرِيِّ أَكَــلَّ مَــتْــنِــي
وَقَـــدْ أَغْـــدُو بِـــهَـــا قَـــضَّــاءَ زَغْــفًــا
وَتَــكْــفِــيــنِــي الْـمَـهَـابَـةُ مَـا كَـفَـتْـنِـي
وَتَــحْــتِــي الْــكَــرُّ إِدْمَــاجًــا وَفَــوْقِـي
نَـــظِـــيـــرُ الْــكَــرِّ فِــي دِيَــمٍ وَهَــتْــنِ
أَعَـــاذِلَ طَـــالَـــمَـــا أَتْــلَــفْــتُ مَــالِــي
وَلَـــكِـــنَّ الْـــحَـــوَادِثَ أتْـــلَـــفَــتْــنِــي

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال أبو العلاء هذه القصيدة على لسان رجل ترك لبس الدرع وكبر وأسن.
  • غرض القصيدة: الشكوى
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤