دَعَاكَ الْهَوَى وَاسْتَجْهَلَتْكَ الْمَنَازِلُ

Wave Image
دَعَـاكَ الْـهَـوَى وَاسْـتَـجْـهَلَتْكَ الْمَنَازِلُ
وَكَـيْـفَ تَصَابِي الْمَرْءِ وَالشَّيْبُ شَامِلُ
وَقَـفْـتُ بِـرَبْـعِ الـدَّارِ قَـدْ غَـيَّـرَ الْـبِـلَى
مَــعَــارِفَــهَـا وَالـسَّـارِيَـاتُ الْـهَـوَاطِـلُ
أُسَـائِـلُ عَـنْ سُـعْـدَى وَقَـدْ مَـرَّ بَـعْـدَنَا
عَـلَـى عَـرَصَـاتِ الـدَّارِ سَـبْـعٌ كَـوَامِـلُ
فَـسَـلَّـيْـتُ مَـا عِـنْـدِي بِرَوْحَةِ عِرْمِسٍ
تَــخُــبُّ بِــرَحْــلِــي تَــارَةً وَتُــنَــاقِــلُ
مُــوَثَّــقَــةِ الْأَنْـسَـاءِ مَـضْـبُـورَةِ الْـقَـرَا
نَــعُــوبٍ إِذَا كَــلَّ الْـعِـتَـاقُ الْـمَـرَاسِـلُ
كَأَنِّـي شَـدَدْتُ الـرَّحْـلَ حِـينَ تَشَذَّرَتْ
عَــلَــى قَــارِحٍ مِــمَّــا تَـضَـمَّـنَ عَـاقِـلُ
أَقَــبَّ كَــعَــقْــدِ الْأَنْــدَرِيِّ مُــسَــحَّــجٍ
حَــزَابِــيَّــةٍ قَــدْ كَـدَّمَـتْـهُ الْـمَـسَـاحِـلُ
أَضَــرَّ بِــجَــرْدَاءِ الــنُّـسَـالَـةِ سَـمْـحَـجٍ
يُــقَــلِّــبُــهَــا إِذْ أَعْــوَزَتْــهُ الْــحَــلَائِـلُ
إِذَا جَــاهَــدَتْـهُ الـشَّـدَّ جَـدَّ وَإِنْ وَنَـتْ
تَـــسَـــاقَـــطَ لَا وَانٍ وَلَا مُـــتَــخَــاذِلُ
وَإِنْ هَــبَــطَــا سَــهْـلًا أَثَـارَا عَـجَـاجَـةً
وَإِنْ عَــلَــوَا حَـزْنًـا تَـشَـظَّـتْ جَـنَـادِلُ
وَرَبِّ بَـنِـي الْـبَـرْشَـاءِ ذُهْـلٍ وَقَـيْـسِـهَا
وَشَـيْـبَـانَ حَـيْـثُ اسْـتَبْهَلَتْهَا الْمَنَاهِلُ
لَــقَـدْ عَـالَـنِـي مَـا سَـرَّهَـا وَتَـقَـطَّـعَـتْ
لِـرَوْعَـاتِـهَـا مِـنِّـي الْـقُـوَى وَالْـوَسَـائِـلُ
فَـلَا يَـهْـنِـئِ الْأَعْـدَاءَ مَـصْـرَعُ مَـلْـكِهِمْ
وَمَــا عَــتَــقَــتْ مِــنْـهُ تَـمِـيـمٌ وَوَائِـلُ
وَكَــانَــتْ لَــهُـمْ رِبْـعِـيَّـةٌ يَـحْـذَرُونَـهَـا
إِذَا خَـضْـخَـضَـتْ مَـاءَ السَّمَاءِ الْقَبَائِلُ
يَـسِـيـرُ بِـهَـا الـنُّـعْـمَـانُ تَـغْـلِي قُدُورُهُ
تَـجِـيـشُ بِأَسْـبَـابِ الْـمَـنَـايَـا الْمَرَاجِلُ
يَـــحُــثُّ الْــحُــدَاةَ جَــالِــزًا بِــرِدَائِــهِ
يَـقِـي حَـاجِـبَـيْـهِ مَـا تُـثِـيـرُ الْـقَـنَـابِـلُ
يَــقُـولُ رِجَـالٌ يُـنْـكِـرُونَ خَـلِـيـقَـتِـي
لَـــعَـــلَّ زِيَـــادًا لَا أَبَـــا لَـــكَ غَـــافِــلُ
أَبَــى غَــفْــلَــتِــي أَنِّـي إِذَا مَـا ذَكَـرْتُـهُ
تَـــحَـــرَّكَ دَاءٌ فِـــي فُـــؤَادِيَ دَاخِـــلُ
وَإِنَّ تِـــلَادِي إِنْ ذَكَـــرْتُ وَشِــكَّــتِــي
وَمُــهْــرِي وَمَـا ضَـمَّـتْ لَـدَيَّ الْأَنَـامِـلُ
حِــبَــاؤُكَ وَالْــعِــيـسُ الْـعِـتَـاقُ كَأَنَّـهَـا
هِـجَـانُ الْـمَـهَـا تُـحْـدَى عَلَيْهَا الرَّحَائِلُ
فَإِنْ تَــكُ قَــدْ وَدَّعْــتَ غَــيْــرَ مُـذَمَّـمٍ
أَوَاهِــيَ مُــلْــكٍ ثَــبَّــتَــتْــهَــا الْأَوَائِـلُ
فَــلَا تَــبْــعَــدَنْ إِنَّ الْــمَــنِــيَّـةَ مَـوْعِـدٌ
وَكُــلُّ امْــرِئٍ يَـوْمًـا بِـهِ الْـحَـالُ زَائِـلُ
فَـمَـا كَـانَ بَـيْـنَ الْـخَـيْـرِ لَوْ جَاءَ سَالِمًا
أَبُـــو حُـــجُـــرٍ إِلَّا لَـــيَـــالٍ قَـــلَائِـــلُ
فَإِنْ تَـحْـيَ لَا أَمْـلَـلْ حَيَاتِي وَإِنْ تَمُتْ
فَـمَـا فِـي حَـيَـاتِـي بَـعْـدَ مَوْتِكَ طَائِلُ
فَآبَ مُـــصَـــلُّـــوهُ بِــعَــيْــنٍ جَــلِــيَّــةٍ
وَغُــودِرَ بِــالْــجَــوْلَانِ حَــزْمٌ وَنَــائِــلُ
سَقَى الْغَيْثُ قَبْرًا بَيْنَ بُصْرَى وَجَاسِمٍ
بِـغَـيْـثٍ مِـنَ الْـوَسْـمِـيِّ قَـطْـرٌ وَوَابِـلُ
وَلَا زَالَ رَيْــحَــانٌ وَمِــسْــكٌ وَعَــنْـبَـرٌ
عَــلَــى مُــنْــتَـهَـاهُ دِيـمَـةٌ ثُـمَّ هَـاطِـلُ
وَيُــنْــبِــتُ حَــوْذَانًــا وَعَـوْفًـا مُـنَـوِّرًا
سَأُتْــبِــعُــهُ مِـنْ خَـيْـرِ مَـا قَـالَ قَـائِـلُ
بَـكَـى حَـارِثُ الْـجَـوْلَانِ مِـنْ فَـقْدِ رَبِّهِ
وَحَــوْرَانُ مِــنْـهُ مُـوحِـشٌ مُـتَـضَـائِـلُ
قُــعُــودًا لَــهُ غَــسَّــانُ يَـرْجُـونَ أَوْبَـهُ
وَتُــرْكٌ وَرَهْــطُ الْأَعْــجَـمِـيـنَ وَكَـابُـلُ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال النابغة الذبياني هذه القصيدة يرثي بها النعمان بن الحارث.
  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الجاهلي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤