أَبْدِ سَنَا وَجْهِكَ مِنْ حِجَابِهِ

Wave Image
أَبْــدِ سَـنَـا وَجْـهِـكَ مِـنْ حِـجَـابِـهِ
فَـالـسَّـيْـفُ لَا يَـقْـطَـعُ فِـي قِـرَابِهِ
وَالــلَّــيْـثُ لَا يُـرْهَـبُ مِـنْ زَئِـيـرِهِ
إِذَا اغْــتَــدَى مُــحْـتَـجِـبًـا بِـغَـابِـهِ
وَالـنَّـجْـمُ لَا يَـهْدِي السَّبِيلَ سَارِيًا
إِلَّا إِذَا أَسْـــفَـــرَ مِـــنْ حِــجَــابِــهِ
وَالـشُّـهْـدُ لَـوْلَا أَنْ يُـذَاقَ طَـعْـمُـهُ
لَــمَــا غَــدَا مُــمَــيَّــزًا عَـنْ صَـابِـهِ
إِذَا بَـــــدَا نُـــــورُكَ لَا يَــــصُــــدُّهُ
تَــزَاحُـمُ الْـمَـوْكِـبِ فِـي ارْتِـكَـابِـهِ
وَلَا يَــضُــرُّ الْــبَـدْرَ وَهْـوَ مُـشْـرِقٌ
أَنَّ رَقِــيــقَ الْــغَــيْـمِ مِـنْ نِـقَـابِـهِ
قُـمْ غَـيْـرَ مَأْمُـورٍ وَلَـكِـنْ مِـثْـلَـمَـا
هُــزَّ الْـحُـسَـامُ سَـاعَـةَ اجْـتِـذَابِـهِ
فَـالْـعُـمْـيُ لَا تَـعْـلَـمُ إِرْزَامَ الْـحَـيَـا
حَـتَّـى يَـكُـونَ الـرَّعْدُ فِي سَحَابِهِ
كَــمْ مُــدْرِكٍ فِــي يَـوْمِـهِ بِـعَـزْمِـهِ
مَـا لَـمْ يَـكُـنْ بِالْأَمْسِ فِي حِسَابِهِ
مَـنْ كَـانَـتِ الـسُّـمْـرُ الـلِّدَانُ رُسْلَهُ
كَـانَ بُـلُـوغُ الـنَّـصْـرِ مِـنْ جَـوَابِـهِ
لَا تُـبْـقِ أَحْـزَابَ الْـعُـدَاةِ وَاعْـتَـمِدْ
مَـا اعْـتَـمَـدَ الـنَّـبِـيُّ فِـي أَحْـزَابِـهِ
وَلَا تَــقُــلْ إِنَّ الــصَّــغِـيـرَ عَـاجِـزٌ
هَـلْ يَـجْـرَحُ الـلَّـيْثَ سِوَى ذُبَابِهِ؟
فَــارْمِ ذُرَى قَــلْــعَــتِـهِـمْ بِـقَـلْـعَـةٍ
تَــقْــلَــعُ أُسَّ الــطَّـوْدِ مِـنْ تُـرَابِـهِ
فَإِنَّــــهَــــا إِذَا رَأَتْـــكَ مُـــقْـــبِـــلًا
مَـادَتْ وَخَـرَّ الـسُّـورُ لِاضْـطِـرَابِـهِ
إِنْ لَـمْ تُـحَـاكِ الـدَّهْـرَ فِـي دَوَامِـهِ
فَإِنَّــهَــا تَــحْــكِـيـهِ فِـي انْـقِـلَابِـهِ
وَاجْــلُ لَــهُــمْ عَـزْمًـا إِذَا جَـلَـوْتَـهُ
فِـي الـلَّيْلِ أَغْنَى اللَّيْلَ عَنْ شِهَابِهِ
عَـزْمُ مَـلِـيـكٍ يَـخْـضَـعُ الـدَّهْـرُ لَهُ
وَتَــسْـجُـدُ الْـمُـلُـوكُ فِـي أَعْـتَـابِـهِ
تُــحَــاذِرُ الْأَحْـدَاثُ مِـنْ حَـدِيـثِـهِ
وَتَـجْـزَعُ الْـخُـطُـوبُ مِـنْ خِـطَابِهِ
قَـدْ صَـرَفَ الْحِجَابَ عَنْ حَضْرَتِهِ
وَصَــيَّــرَ الْــهَـيْـبَـةَ مِـنْ حِـجَـابِـهِ
إِذَا رَأَى الْأَمْـــرَ بِــعَــيْــنِ فِــكْــرِهِ
رَأَى خَــطَــاءَ الـرَّأْيِ مِـنْ صَـوَابِـهِ
وَإِنْ أَجَــالَ رَأْيَــهُ فِــي مُــشْـكِـلٍ
أَعَــانَــهُ الْــحَــقُّ عَــلَــى طِــلَابِـهِ
تَـــنْـــقَـــادُ مَـــعْ آرَائِـــهِ أَيَّـــامُــهُ
مِـثْـلَ انْـقِـيَـادِ الـلَّـفْـظِ مَعْ إِعْرَابِهِ
لَا يَـزْجُـرُ الْـبَـارِحَ فِـي اعْـتِـرَاضِهِ
وَلَا غُــرَابَ الْــبَـيْـنِ فِـي تَـنْـعَـابِـهِ
وَلَا يَـرَى حُـكْـمَ الـنُّـجُـومِ مَـانِـعًـا
يُــرَدِّدُ الْــحَــزْمَ عَــلَــى أَعْــقَـابِـهِ
يُــقْــرَأُ مِــنْ عُــنْــوَانِ سِــرِّ رَأْيِــهِ
مَــا سَـطَّـرَ الْـقَـضَـاءُ فِـي كِـتَـابِـهِ
قَـــدْ أَشْــرَقَــتْ بِــنُــورِهِ أَيَّــامُــهُ
كَأَنَّــمَــا تَــبْــسِــمُ عَــنْ أَحْـسَـابِـهِ
يَــكَــادُ أَنْ تُــلْــهِـيـهِ عَـنْ طَـالِـبِـهِ
مَــطَـالِـبُ الْـحَـمْـدِ وَعَـنْ شَـرَابِـهِ
مَــا سَــارَ لِــلــنَّــاسِ ثَـنَـاءٌ سَـائِـرٌ
إِلَّا وَحَــــطَّ رَحْــــلَـــهُ بِـــبَـــابِـــهِ
إِذَا اسْـــتَـــجَــارَ مَــالُــهُ بِــكَــفِّــهِ
أَدَانَـــهُ الْــجُــودُ عَــلَــى ذَهَــابِــهِ
وَإِنْ كَـسَـا الـدَّهْـرُ الْأَنَـامَ مَـفْـخَرًا
ظَــنَــنْــتَــهُ يَــخْــلَـعُ مِـنْ ثِـيَـابِـهِ
يــا مَــلِــكًــا يَــرَى الْــعَـدُوُّ قُـرْبَـهُ
كَـالْأَجَـلِ الْـمَـحْـتُـومِ فِي اقْتِرَابِهِ
لَا تَــبْــذُلِ الْــحِـلْـمَ لِـغَـيْـرِ شَـاكِـرٍ
فَإِنَّــهُ يُــفْــضِــي إِلَــى إِعْــجَـابِـهِ
فَـالْـغَـيْـثُ يُـسْـتَسْقَى مَعَ اعْتِبَابِهِ
وَإِنَّــمَــا يُــسْأَمُ فِــي انْــسِــكَـابِـهِ
فَـاغْـزُ الْـعِـدَى بِـعَـزْمَـةٍ مِنْ شَأْنِهَا
إِتْــيَــانُ حَـزْمِ الـرَّأْيِ مِـنْ أَبْـوَابِـهِ
تُـسْـلِـمُ أَرْوَاحَ الْـعِـدَى إِلَـى الرَّدَى
وَتُـــرْجِـــعُ الْأَمْـــرَ إِلَــى أَرْبَــابِــهِ
حَــتَّــى يَــقُــولَ كُــلُّ رَبِّ رُتْــبَـةٍ
قَــدْ رَجَــعَ الْــحَــقُّ إِلَـى نِـصَـابِـهِ
قَــدْ رَفَــعَ الــلـهُ الْـعَـذَابَ عَـنْـهُـمُ
فَــشَـمِّـرُوا الـسَّـاعِـدَ فِـي طِـلَابِـهِ
رَنَــوْا إِلَــى الْـمُـلْـكِ بِـعَـيْـنِ غَـادِرٍ
أَطْـمَـعَـهُ حِـلْـمُـكَ فِـي اقْـتِـضَابِهِ
إِنْ لَـمْ تُـقَـطِّـعْ بِـالـظُّبَى أَوْصَالَهُمْ
لَــمْ تَـقْـطَـعِ الْآمَـالَ مِـنْ أَسْـبَـابِـهِ
لَا تَـــقْـــبَـــلِ الْـــعُـــذْرَ فَإِنَّ رَبَّـــهُ
قَـدْ أَضْـمَـرَ الـتَّصْحِيفَ فِي كِتَابِهِ
فَــتَــوْبَــةُ الْــمُــقْــلِــعِ إِثْــرَ ذَنْـبِـهِ
وَتَــوْبَــةُ الْــغَــادِرِ مَــعْ عِــقَــابِــهِ
لَــوْ أَنَّـهُـمْ خَـافُـوا كِـفَـاءَ ذَنْـبِـهِـمْ
لَـمْ يُـقْـدِمُـوا يَـوْمًـا عَـلَى ارْتِكَابِهِ
فَـاصْـرِمْ حِـبَـالَ عَـزْمِـهِـمْ بِصَارِمٍ
قَـدْ بَـالَـغَ الْـقُـيُـونُ فِـي انْـتِـخَابِهِ
كَأَنَّــمَــا الـنَّـمْـلُ عَـلَـى صَـفْـحَـتِـهِ
وَأَكْـــرُعُ الـــذُّبَــابِ فِــي ذُبَــابِــهِ
يَــعْــتَــذِرُ الْــمَـوْتُ إِلَـى شَـفْـرَتِـهِ
وَتَــقْــصُــرُ الْآجَــالُ عَـنْ عِـتَـابِـهِ
شَيْخٌ إِذَا اقْتَضَّ النُّفُوسَ قُوِّضَتْ
وَلَا تَــزَالُ الــصِّـيـدُ مِـنْ خُـطَّـابِـهِ
يُـذِيـقُـهُـمْ فِـي شَـيْبِهِ أَضْعَافَ مَا
أَذَاقَــهُ الْــقُــيُــونُ فِــي شَــبَـابِـهِ
يَــا مَــلِــكًــا يَــعْــتَـذِرُ الـدَّهْـرُ لَـهُ
وَتَـــخْـــدُمُ الْأَيَّــامُ فِــي رِكَــابِــهِ
لَـمْ يَـكُ تَـحْـرِيـضِـي لَـكُـمْ إِسَاءَةً
وَلَـمْ أَحُـلْ فِـي الْـقَـوْلِ عَـنْ آدَابِهِ
وَلَا يَـعِـيـبُ الـسَّـيْـفَ وَهْوَ صَارِمٌ
هَــزُّ يَــدِ الْـجَـاذِبِ فِـي انْـتِـدَابِـهِ
ذِكْـرُكَ مَـشْـهُـورٌ وَنَـظْـمِـي سَـائِـرٌ
كِــلَاهُــمَــا أَمْــعَـنَ فِـي اغْـتِـرَابِـهِ
ذِكْــرٌ جَــمِــيــلٌ غَـيْـرَ أَنَّ نَـظْـمَـهُ
يَـزِيـدُهُ حُـسْـنًـا مَـعَ اصْـطِـحَـابِـهِ
كَــالــدُّرِّ لَا يُـظْـهِـرُ حُـسْـنَ عِـقْـدِهِ
إِلَّا جَــوَازُ الــسِّــلْـكِ فِـي أَثْـقَـابِـهِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال صفي الدين الحلي يحرض السلطان الملك المنصور نجم الدين غازي صاحب ماردين، على حضوره حصار قلعة أربل حين أرسل الجيوش، ولم يحضرها سنة ٧٠٢م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرجز
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤