الفصل الثالث

الصيدلة في مصر القديمة

(١) مصادر معرفتنا الطب والصيدلة في هذا العصر

حضارة مصر القديمة هي بلا نزاع من أعرق الحضارات وأغناها، ومنذ مائة سنة بعد أن تمكَّن علماء الآثار من حل لغز الكتابة الهيروغليفية انكبُّوا على قراءة آلاف النصوص التي أُخْرِجت من رمال مصر أو اكتُشِفَت على جدران مقابر الفراعنة، ويمكننا أن نلخص مصادر معرفتنا لحالة الطب والصيدلة في مصر القديمة على الوجوه الآتية:

(١-١) الهياكل العظيمة والموميات

من المعروف أن المصريين كانوا شديدي الحرص على الاحتفاظ بأجساد أمواتهم وتحنيطها، والفحص الدقيق لهذه الموميات سمح للعلماء أن يصلوا إلى بعض النتائج الخاصة بالأمراض التي تترك أثرًا في الجسد،١ فقد فحص العلماء هذه الجثث فحصًا دقيقًا، وحللوا ما استطاعوا تحليله إما تحليلًا كيماويًّا، وإما بواسطة الميكروسكوب، فأدت أبحاثهم إلى الوقوف على بعض الأمراض مثل: الالتهاب العظمي المفصلي rheumatoid arthritis، والنقرس gout والتهاب النتوء الحلمي mastoid disease والتهاب فيما حول الزائدة الدودية والتصاق الجمجمة بأعلى العامود الفقري وهو نتيجة المرض المسمى spondylitis deformans … إلخ.

(١-٢) الآثار Monuments

من صور ونقوش وألواح المقابر funeral stones, stela وتصاوير على جدران الهياكل والمنازل وأوانٍ مزخرفة وتماثيل، إذ يُلاحظ عليها بشكل واضح كلَّ الوضوح رسوم للنباتات التي كانت موجودة في مصر القديمة، وأحيانًا يُعثر في المقابر على بقايا قرابين أُهْدِيَت للموتى.

(١-٣) أنباء المؤرخين

ومن أهمهم هيرودوت وديودور الصقلي وقد طوَّفا بمصر وكتبا عنها.

أما هيرودوت فهو مؤرخ يوناني زار مصر ووصل إلى الشلال الأول، كما أنه زار سوريا وجاوز بابل وسوسا وهمذان، وتنقَّل بين شواطئ البحر الأسود وجنوب روسيا، وكان غرضه من هذه الرحلات أن يكتب تاريخ الحرب اليونانية الفارسية أو الحروب الميدية، وأراد أن يتفهَّم عقائد الشعوب التي يزورها وخصائص حضارتها ومسالك تفكيرها، والأرجح أن رحلته كانت حول سنة ٤٤٨ق.م. ومكث في مصر حوالي ثلاثة أشهر ونصف، وبعد طوافه الدلتا ركب النيل إلى أسوان ونزل في الأشمونين والأقصر وفي طريقه راجعًا زار منخفض الفيوم وبحيرة قارون.

إلا أن هيرودوت لم يكن يعرف اللغة المصرية، فاضطرَّ أن يستعين بمترجمين مما جعل أخباره تعتمد على علمهم أو جهلهم على السواء.

ويقرر هيرودوت في مواضع متعددة من تاريخه أنه استقى معظم أخباره من كهنة منف، وأغلب الظن أنه اتصل بالكُتَّاب والمسجلين في المعابد، ولم يكن هؤلاء على علم غزير؛ ولذا يجب ألا نسلم بكل ما جاء في تاريخه — خاصة فيما يتعلق بالطب والمادة الطبية — بدون شيء من التحفُّظ، وقد تعرض لذكر الزراعة في مصر وعن العادات المصرية والطقوس الدينية، وقد جاء في كتابه وصف عن التحنيط نذكره فيها بعد.

أما ديودور الصقلي فقد زار مصر في عام ٥٩ق.م. وأودع وصفه للبلاد المصرية وملاحظاته على شعبها بكتاب سماه «خزانة التاريخ»، وكان هذا السِّفْر مؤلفًا من أربعين جزءًا ولم يبقَ منه إلا بعض الأجزاء ومنها التي تخص مصر، كان غرضه الأول في تاريخه بيان ما يمكن أن تستفيد منه من أنظمة كل دولة، وحاول أن يتفهَّم الدين المصري باعتبار أنه أصل الديانة اليونانية، ويُعتبر الكتاب الأول من تاريخه «الذي يكاد يكون مقصورًا على تاريخ مصر أدق وأوفى رواية أدبية بعد كتاب هيرودوت في تاريخ البلاد ووصف آثارها وتقاليد أهلها.»٢

(١-٤) البرديات Papyri

ولكن أكثر المصادر إسهابًا في وصف الأمراض والمادة الطبية — بلا نزاع — القراطيس الطبية التي عُثِرَ عليها في مصر في أواخر القرن الماضي، ولأهميتها نعطي عن كل واحدة منها مميزاتها.

(٢) البرديات الطبية

(٢-١) بردية كاهون Kahûn Medical Papyrus

اكتشفها السير فلندرس بيتري Sir Flinders Petrie في الفيوم سنة ١٨٨٩م في أطلال كاهون، وهي بلدة من الأسرة الثانية عشر (١٩٠٠ق.م).

جزء منها مخصَّص للبيطرة، وجزء آخر لأمراض النساء، يحتوي على ٣٥ وصفة خاصة بأمراض النساء وتشخيص قدرة التناسل عند المرأة وجنس الطفل.

(٢-٢) بردية أدوين سميث Edwin Smith

اكتُشِفَت في قبر في ضواحي الأقصر سنة ١٨٦١م، واشتراها الأثري الأمريكي أدوين سميث ودرسها العالم الأمريكي James Henry Breasted من جامعة شيكاجو (وكان صيدليًّا قبل اشتغاله بالآثار).

طول البردية ٤٫٦٨ أمتار.

مميزاتها:
  • (١)

    قِدَمها: كُتِبَت النسخة سنة ١٧٠٠ق.م. ولكن أكبر الظن أنها نُقِلَت عن نسخة ترتفع إلى ٣٠٠٠ق.م.

  • (٢)

    تحتوي على وصف أحوال مرضية ولكن لا تعطى وصفات لعلاجها.

  • (٣)

    رُتِّبَت الأحوال المرضية حسب الأعضاء.

  • (٤)

    في كل جزء رُتِّبَت الأحوال حسب خطورتها المتصاعدة.

  • (٥)

    تعطي فحصًا مدققًا للمريض.

  • (٦)

    تعطي بيانًا عن مصير المريض.

(٢-٣) بردية إيبرس George Ebers Papyrus

اكتشفها العالم الألماني جورج إيبرس في الأقصر وكانت مدفونة في حفرة عميقة بجنوب مدينة «هبو» Habou في دير المدينة، وهي الآن في ليبنزج Leipzig في ألمانيا، تحتوي على ٨١١ وصفة طبية، طولها عشرون مترًا وعرضها ٣٠ سنتيمترًا وفيها ٢٢٨٩ سطرًا، تُرْجِمَت وفُسِّرت مرارًا، تشتمل على أسماء الأدوية لكل عضو في الإنسان.

(٢-٤) بردية هيرست Hearst

عَثَرَ على هذه البردية في ربيع ١٩٠١م أعضاء لجنة أبحاث هيرست في دير البلاص، وقد وجدها فلاح في وعاء أثناء الحصول على سباخ.

وأول من فتح هذه البردية هو الدكتور بوخارد Borchardt والمستر Reisner، ومن طريقة الفتح لوحظ أن البردية لم تُفْتَح منذ كتابتها.

عرض القرطاس: ١٧٫٢ سنتيمترًا.

٢٧٣ سطرًا.

٢٦٠ وصفة.

تاريخه: في نفس العهد الذي كُتِبَ فيه قرطاس إيبرس وهي تشبه بردية إيبرس في كثير من الوصفات، ولكنها ليست نسخة منها، وبمقارنة هاتين البرديتين نلاحظ أن:
  • (١)

    يحوي كل منهما معلومات ليست موجودة في الأخرى.

  • (٢)

    توجد بعض الوصفات بعينها نصًّا في كل منهما.

  • (٣)

    يختلف ترتيب الوصفات في البرديتين.

  • (٤)

    بعض وصفات بردية هيرست ذُكِرَت في بردية إيبرس تحت عناوين مختلفة.

  • (٥)

    يوجد بعض الوصفات مكرَّرة في كل منهما.

(٢-٥) بردية لندن London

حصل عليها متحف لندن عام ١٨٦٠م. بها نقص في أولها وآخرها، طولها: متران وعشرة سنتيمترات، تحتوي على ٦٣ وصفة سحرية لمعالجة أمراض العيون والنساء وخصوصًا للحروق.

(٢-٦) بردية برلين Berlin

وُجِدَت في ضواحي القاهرة بجوار أهرام سقارة، وأُهْدِيت إلى متحف برلين عام ١٨٨٦م.

طولها ٥١٦ مترًا وعرضها عشرون سنتيمترًا، وتحتوي على ١٧٠ وصفة.

وتكلَّم جالينوس عن بردية برلين في كتبه عند ذكر العقاقير التي كان يستعملها قدماء المصريين باسم الإلهة «إيزيس»، ويتضح مما ذُكِرَ في بعض عبارات البردية أنها منسوخة عن كتاب قديم يرجع تاريخه إلى عهد خليفة الملك مينا أول فراعنة مصر.

(٣) الغذاء والصحة العمومية

كان المصريون يأكلون الخبز بكثرة لدرجة أنهم لُقِّبوا ﺑ «أكلة الخبز»، وقد حُلِّلت عينة من هذا الخبز واتضح أنه مكوَّن من عجين خشن، فيه كمية كبيرة من غلاف الحبوب وأيضًا من التبن وحبيبات الحنطة والشعير.

وكانوا يأكلون الخضروات إما نيئة في حالتها الطبيعية وإما مطبوخة، فمن الخضار النيئ: البصل والخيار والثوم والفجل واللفت، أما المطبوخ منه: العدس والفصوليا والخرشوف والقلقاس والهليون asparagus والبنجر والقرنبيط.

أما الفاكهة فأهمها: العنب والتين والبلح والرمان والشمام والخروب والزيتون والمشمش.

وكانوا يأكلون اللحم والسمك، وكان طعام الأطفال قوامه خبز الذرة واللبن والزيت.

المشروبات: الماء وبيرة الشعير والنبيذ.

وبعض الأغذية كانت محرَّمة مثل: لحم الخنزير والفول، والتحريم أشد للكهنة؛ فكان يُحرَّم عليهم أكل البصل لأنه يثير العطش، والسمك لتقويته القوة الجنسية، وكان يعتبر أكل الإيبس (أبو منجل) ibis ولحم البقر والتمساح وفرس البحر خرقًا للقدسيات.

وقد ذكر هيرودوت أن المصريين كانوا يتعاطون المسهلات في وقت معين كل شهر تقريبًا؛ لأنهم كانوا يعلقون أهمية كبرى على الأمعاء وخروج المواد البرازية من الجسد أثناء المرض، فاستعملوا لذلك الملح والمر واللبن والتقاوي ولبن الأتان وورق السنط والنيلة والعرعر وورق الخروع وحب الملوخية … إلخ، وكانوا يستعملون المواد المقيئة والحقن الشرجية، ويصف هيرودوت المصريين بأنهم — بعد الليبيين — أصح شعوب العالم أجسامًا.

وقد أبدى المصريون في ميدان الصحة العمومية اهتمامًا كبيرًا، وقد كشفت أعمال الحفريات عن طرق كانت تُتَّبع لجمع ماء المطر وتصريف الفضلات بأنابيب من النحاس.

وكانت الحياة اليومية منظمة بموجب قوانين دقيقة، هي مزيج من الطقوس الوثنية والعلاج الطبي.

وكانت مقتضيات النظافة متزايدة فيما يخص الكهنة؛ إذ يستحمون مرتين في النهار ومرتين في الليل، ويرتدون ثيابًا بيضاء ويقصُّون شعرهم كل ثلاثة أيام تفاديًا للحشرات.

ومن عاداتهم ختان الذكور وحرَّموا الإجهاض وعاقبوا من يفعله عقابًا شديدًا.

وكانت للأطفال تدبيرات صحية خاصة: فكان يُلَف المولود في ثياب فضفاضة من الكتان الأبيض، وكان يُغذَّى بعد الفطام بلبن الجاموس وبعدئذٍ بالخضروات، ولغاية سن الخامسة كان الأطفال يسيرون بدون ثياب ويلعبون ألعابًا صحية كالكرة والطوق، وكانت للأطفال الذين هم أكبر سنًّا ألعاب دقيقة.

وأثناء بناء الأهرامات كانت تُوزع الثياب ويزور الطبيب العمال بانتظام، كما كان يجب على العمال كل سنة أن يحرقوا عششهم ويبنوا أكواخًا جديدة.

(٤) المادة الطبية

لقد استعمل قدماء المصريين — لمعالجة أمراضهم — شتى المواد ليس لما قد تحتويه من عناصر فعَّالة فحسب، بل أيضًا بدافع اعتقادات بدائية هي أقرب إلى السحر منها إلى العلم، وعندما تقرأ في القراطيس الطبية أسماء بعض المواد التي كانت تُستعمل لديهم مثل: روت السلحفاة أو إفرازات الذباب أو بول الأطفال، لا نستطيع إلا أن نعجب من أناس أبدوا في ميادين أخرى من الطب — الجراحة مثلًا — براعة فائقة وقوة ملاحظة مدهشة.

غير أنه يجب ألا ننسى أن قوة العادات المتوارثة جيلًا بعد جيل شديدة الوطأة على مجتمع ساذج سريع التأثر، وأن الحدود التي تفصل بين الطب والسحر والدين كانت حينذاك من الميوعة بحيث إن كثيرًا من الوصفات كانت لا تخلو من مسحة سحرية واضحة، هذا على الأقل في القرون المتوغلة في القدم، ولكن رويدًا رويدًا أخذت الوصفات تقتصر على النباتات العديدة التي كانت تنبت في مصر أو تُستورد من الخارج.

وحتى القرن الماضي كانت معظم معلوماتنا الخاصة بالمادة الطبية المصرية القديمة مستقاة مما ورد في مؤلفات المؤرخين اليونانيين، فيذكر ثاوفراسطس وديسقوريدس وجالينوس باستمرار وصفات طبية يقولون: إنهم أخذوها عن الأطباء المصريين أو بالأحرى — كما يقول جالينوس — عثروا عليها في مكتبة هيكل إيمحوتيب بمنفيس عندما انكبُّوا على دراسة المؤلَّفات المحفوظة فيها، التي كانت لا تزال في متناول الأطباء حتى القرن الثاني ب.م. وفي نفس هذه المكتبة كان أبقراط قد اطلع — قبل ذلك بسبعة قرون — على أسرار الطب المصري.

ولكن ابتداءً من الربع الأخير من القرن الماضي نُشِرَت البرديات الطبيعة وعُثِرَ في المقابر التي اكتُشِفَت على بقايا من النباتات المصرية القديمة، فأصبح من الميسور دراستها دراسة مباشرة، وتعددت الأبحاث فعلًا في هذا الميدان، واشتهر من العلماء: شواينفورت Schweinfurth ولوريه Loret وشاسينا Chassinat وكايمر Keimer.
وقد اهتم بعض العلماء المصريين بجمع هذه الأبحاث فلخَّصوها ونقلوها إلى العربية مثل: شكري صادق والأستاذ عبد العزيز عبد الرحمن، وواصل بعضهم هذه الأبحاث مثل الدكتور صابره جبره.٣

وقد لخصنا بقدر المستطاع هذه الأبحاث ورتَّبنا فيما يلي النباتات حسب الترتيب الأبجدي العربي لكي تكون سهلة المنال:

الأبنوس Dalbergia melanoxylon: توجد أشياء كثيرة في متاحف أوروبا مصنوعة من خشبه مثل: كراسي وصناديق وتماثيل وعصي وأيادي مرايات وملاعق ومحابر للكتابة، وهي مستخرجة من المقابر القديمة التي فتحها الأثريون.

وكانت نشارته مستعملة في الطب كما أشار إلى ذلك ثاوفراسطس وديوسقوريدس.

أبو النوم Papaver somniferum: انظر خشخاش.
الأثل والطرفاء Tamarix nilotica: يقول هيرودوت وبليني: إنه قديم في مصر، وقد وُجِدَت قطع صغيرة منه في بلدة طوبة بالكاب، وفروع كاملة في تابوت من أيام الأسرة العشرين، وقد ذكر فلوتارخوس في رسالته الخاصة بإيزيس وأوزيريس أن هذا الشجر كان مقدَّسًا عند المصريين ومكرسًا لأوزيريس.

وقد ورد ذكره في قرطاس إيبرس.

إذْخِر Andropogon schoenantus: ذُكر كثيرًا في الوصفات القديمة لتحضير العطور تحت أسماء مختلفة مصل «قصب إثيوبيا أو خيزران السودان»، وهذا دليل على أنه كان يُستورد من الخارج.
آس Myrtus communis: يوجد فروع منه في أيدي الراقصات المصريات المرسومة صورهنَّ على جدران المقابر، كان يُسْتَعْمَل في صناعة أكاليل الزينة ويُزْرَع في حدائق المعابد.
البابونج (الأقحوان) Matricaria camomilla: استُعْمِل في قرطاس هيرست.
المردقوس أو المرزنجوش Origanum majorana: نبات يظن ديوسفوريدس أنه كان ينبت في مصر، وقد وُجِدَت بعض جذوره في جبانة هوارة اليونانية الرومانية.
البردي Cyperus papyrus: نبات مائي كان يُزْرَع أولًا في أقسام الوجه القبلي، ثم زُرِعَ في كثير من أقسام الوجه البحري، ويمتاز بساقه المثلث القطاع، ويبلغ طول الساق مترين في المتوسط، وكان يستعمله الفقراء غذاء فيقطعون الجزء الأسفل من سوقه مما يلي الجذر ويمصُّونه أو يسلقونه ويأكلونه، وكانوا بخلاف ذلك يصنعون من سوقه اللينة سلات ونعالًا وأقفاصًا وفحمًا جيدًا وقوارب خفيفة للسير بها في الترع.
وأهم استعماله هو صنع القراطيس اللازمة للكتابة، وقد وصف بليني طريقة تحضيره وقال: «تُقطع أطراف السيقان ويُشَق كلٌّ منها نصفين بالطول وتُفْصَل قشوره عن بعضها بإبرة، وتوضع في الشمس لتجف، ثم تعطن وتُدق وتُجفف مرة أخرى، ثم تُفرش بجوار بعضها على هيئة الحصير وتُدْهَن بالغراء، ثم تُوضع طبقة منها متعاكسة فوق طبقة أخرى، ثم تُدَق الطبقتان بلطف لتتفرطح القشور ويُملأ الفراغ الذي يوجد بينهما، ثم تُكيَّس وتُجفَّف جيدًا وتُدْهَن بزيت الشربين أو ما يماثله ثم تُصْقَل حتى تصير ملساء.»٤

وكانت مدينة سايس (صار الحجر) أهم مركز لصناعة هذه القراطيس، وهذه الصناعة كانت محتكرة لدى الحكومة، وقد وُجدت سوقه وأزهاره في توابيت بعض ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وكان يُرمز به عن الوجه البحري.

برسيم Trifolium alexandrinum: عُثِرَ على بعض منه في جبانتي: كاهون وهوارة.
بسلة Pisum sativum: وُجِدَ بكثرة في جبانتي: هوارة وكاهون.
بصل Allium cepa: ذكره كثير من الكُتَّاب المتقدمين، وقد ذكر الكتاب المقدس أن العبرانيين عندما تركوا مصر أخذوا يصبون إلى بصل مصر، وقد ذكر هيرودوت أن العمال الذين اشتغلوا ببناء الأهرام استهلكوا منه مقدارًا كبيرًا جدًّا.

وقد شُوهدت في المقابر القديمة رسوم باقات منه ووُجد في يد مومياء، وعُثِرَ على مقدار منه في جبانة هوارة، وقد شُوهدت صور كهنة يمسكون في أيديهم البصل، كما شوهدت رسوم بعض المذابح مغطاة به.

وقد ذكرته بعض القراطيس الطبية؛ فتوجد وصفة مرهم في قرطاس هيرست لعلاج نوع من الروماتزم يتركَّب من الشحم ورواسب الخمور والبصل وغيرها.

بصل العُنْصُل أو بصل الفأر أو الأسكيل Scilla maritima: يوجد على صدر مومياء امرأة وعلى فم وعيني مومياء أميرة مصرية.
بَطْباط أو شبط الغول Polygonum aviculare.
البُطْم (الضرو) Pistacia terebinthus: ذكر الراتنج الذي يخرج منه في النصوص القديمة، كان يُسْتَحْضَر في تحضير العطور.
البطيخ Citrullus vulgaris: وُجد ورقه في تابوت كاهن بجهة الدير البحري، ثم عثروا على لبِّه في مقبرة قديمة.
البطيخ Cucumis colocythides: صغير الحجم، وُجِدَت بذوره في أمعاء جثث بقيت فيها من عصر ما قبل التاريخ.
البلاسم Burséracées: المر Balsamodendron myrrha، وقد وُجد قطع منه في جبانة هوارة، والنوع المعروف باسم B. gileadense وقد وُجد صمغه في بعض المقابر، وكان المصريون يستجلبون المر من سواحل البحر الأحمر.
البلح Phanix doctylifera: ذُكِرَ في القراطيس الطبية وكان يُحضر منه نوع من النبيذ.
البلوط Quercus suber: عُثِرَ على بعض قشوره في جبانة هوارة، وذكر ثاوفراسطس وبليني أنه كان يوجد في إقليم طيبة غابة كبيرة مغروسة بأشجار متنوعة ومنها شجر البلوط.
البوص الفارسي Arundo donax: قد وُجِدَ في طيبة بهيكل مدينة «آبو» رسم من رسوم الصيد والقنص يُرى فيه رمسيس الثالث مطاردًا أسدًا بين بوص مزروع، وكان يُصنع منه سهام ومنافيخ وتقافيص وتعاريش وتُستعمل أوراقه في صناعة الحصر. كان يستعمله المصريون لإدرار البول وذُكر في قرطاس إيبرس.
البَيْلسان Momordica balsamina: «نبات كان يُغْرَس في عين شمس إلى زمن غير بعيد، ورآه عبد اللطيف البغدادي المؤرخ بعينه، وقد اختفى أثره من مصر في أوائل القرن السابع عشر، وكان دهن البيلسان يُجْنَى ويقدَّم دائمًا إلى الخزينة الملوكية لنفاسته وجزيل فوائده.»
التُّرْمُس Lupinus termis: وُجِدَت قشوره في إحدى المقابر القديمة.
التفاح Pyrus malus: تذكر الآثار أن رمسيس الثاني غرس أشجار التفاح في حدائقه بالوجه البحري، وأن رمسيس الثالث أعطى كهنة طيبة ٨٤٨ سلة تفاح.
التوت Morus nigra.
التين Ficus carica: وُجِدَت ثمره في المقابر القديمة. «وفي مقابر بني حسن صورة تمثل جني التين، والناظر في تلك الصورة يجد قرودًا تتسلَّق الشجر لتجني التين وتلقيه، فيتناوله الرجال الجالسون تحت الشجر ويضعونه في السلال.»

وكان التين مستعملًا كغذاء ويدخل في وصفات طبية، كما كان يُصْنَع منه خمر.

وقد ذُكِرَ التين مرارًا في القراطيس الطبية، فجاء مثلًا ذكره في قرطاس إيبرس ٤٧ مرة، وأكثر استعماله كملين ومسهل، وفي كثير من الأحيان كان يُحضر نوع من شراب التين من عصارة أو لب الثمار ممزوجًا بالبيرة الحلوة، وكان يُسْتَعمل أيضًا لأمراض الصدر والقلب والمعدة والكبد.

الثوم Allium sativum: عُثِرَ بالقرب من طيبة على حزمة من الثوم لا تزال فيها الأوراق، وفي مقابر دراع أبو النجا على ثلاث حزم من الفروع والأوراق ملفوفة ومحزومة بسعف النخل، وقد ذكرت التوراة الثوم على أنه من أرض مصر.
الجاوي Styrax benzoin: عُثِرَ على راتنج الجاوي في مقابر هوارة.
الجُلُبَّان Lathyrus sativus: عُثِرَ عليه في دير «أبو النجا» بقرب طيبة بين نباتات أخرى.
الجميز Ficus sycomorus: وُجِدَ رسمه في كثير من المقابر، وقد عثروا على ثمره في سلال، وفروعه وورقه في بعض التوابيت والمومياوات، وخشبه في أبواب وموائد وتماثيل، ويُرى في رسم بسقارة رجلان فوق شجرة جميز عالية يقطفان منها الثمر ويلقيانه في سلال تحتها، وكان الجميز من الأشجار المقدسة، وذُكِرَ اسمه في مئات من الوصفات الطبية.

ويخرج منه عصير يسمى «لبن الجميز» وهو يُجْمَع في أوعية فيجمَّد ويصير لونه أحمر ورديًا، وهو يترك على الأصابع بقعًا سوداء.

جوز الطيب أو جوز بوا Myristica fragrans.
حَب العزيز Cyperus esculentis: وُجِدَ في مقبرة الشيخ عبد القرنة كوبة مملوءة منه، وذكر ثاوفراسطس أن قدماء المصريين كانوا يستعملونه للتفكه به.
حَب البركة Nigella.
الحشيش Cannabis sativa.
حصا لبان (إكليل الجبل) Rosmarinus officinalis: ذُكِرَ في قرطاس إيبرس ضمن وصفة نافعة لالتهاب الكبد.
الحمص (الملانة) Cicer arietinum: وُجِدَ في المقبرة اليونانية الرومانية بهوارة.
الحميض Rumex dentelatus: وُجِدَ في مقبرة في طيبة وعليه ثماره.
الحناء Lawsonia inermis: وُجِدَت مومياء عديدة محناة الأيادي، وعُثِرَ في بعض المقابر على قطع من خشبها وبعض من أوراقها، وذكر ديوسقوريدس في مادته الطبية أن الحناء كانت مستعملة عند قدماء المصريين مع أشياء أخرى لصبغ الشعر، وأيد قوله هذا بليني.
الحور Populus alba: ذُكِرَ في قرطاس إيبرس.
الخُرْنوب أو الخروب Ceratonia siliqua: شجر قال عنه ثاوفراسطس: إنه كان يُسمى عند القدماء «تين مصر»، وقد وُجِدَ في مقابر كاهون وهوارة قرون الخروب وبزوره، كما وُجِدَ في لوحة رسم خروبة ضمن قرابين مقدَّمة للموتى.

وعُثِرَ على عصا في تابوت أثبت الفحص الميكرسكوبي أنها مصنوعة من الخرنوب.

وقد ذُكر ثمر الخرنوب في قرطاس إيبرس ضمن المسهلات، وكان خشب الخرنوب مستعملًا في النجارة الدقيقة، وقد عُرِفَ عندهم بميل لونه إلى الحمرة وصلابته.

الخروع Ricinus communis: عُثر على حبوبه، وذكر الكتاب المتقدمون أن الخروع قديم في مصر، وأن المصريين استخرجوا منه زيتًا يستضيئون به، وكان قدماء المصريين يستعملون زيت الخروع مسهلًا ويدهنون به شعورهم ليلينها وينمِّيها.
وقد ذكره هيرودوت فقال:٥ «والمصريون الذين يعيشون حول المستنقعات يتخذون زيتًا من ثمار نبات الخروع، ويسميه المصريون «كيكي»، وهم يستخرجونه بالطريقة الآتية: يبذرون هذا الخروع على حوافي الأنهار والبحيرات (ينمو نوع بري منه من تلقاء نفسه في بلاد اليونان)، والذي يبذر في مصر يحمل ثمارًا كثيرة ولكنها كريهة الرائحة، وبعد أن يجمعوا هذه الثمار يقطُّها البعض ويعصرها، أما البعض الآخر فيحمِّصونها ويغلونها ويجمعون ما يُقطر منها، وهذا السائل يكون لزجًا ولا يقل صلاحية عن زيت الزيتون للمصباح إلا أن له رائحة كريهة.»
الخس Lactuca sativa: وُجِدَ في بعض المقابر على شكل رسوم أوراق ملوَّنة باللون الأخضر الضارب الزرقة، وعُثِرَ على حباته بين نباتات أخرى وكان رمزًا للخصب، ذُكِرَ في قرطاس إيبرس ثلاث عشرة مرة في وصفات نافعة لوجع الجنب وقتل الدود والنزلات الحادة.
خشب الورد أو زمر السلطان Convulvus scoparius: بالدلك تشم منه رائحة الورد، كان يُسْتَعمل في أكثر وصفات العطور لا سيما في بخور الكيفي، وفي مصر الآن عشرة أنواع منه.
الخطمي Alcea ficifolia: وُجِدَ زهره في الأكاليل التي كانت موضوعة على جثتي أعحمس الأول أمنوفيس الأول، ويُشاهد أيضًا في بعض الحدائق المصرية القديمة، ونظرًا لجمال زهورها اسْتُعْمِلت في صناعة الباقات والأكاليل الجنائزية.
الخشخاش Papaver somniferum: وُجِدَ منه ثمرة في حفائر دير المدينة غرب الأقصر، وقد عُثِرَ على بقايا ثمرة منه بين كمية من القرطم في إحدى مقابر كوم أوشيم في الفيوم، وقد ذُكِرَ في قرطاس إيبرس إحدى وعشرين مرة واستُعْمِلَ لخاصيته المسكِّنة.
الخوخ Amygdalus persica: وُجِدَ في جبانة هوارة مع اللوز والقراصيا.
الخيار Cucumis sativus.
الدار صيني Laurus cinnamomi: كان يدخل خشبه في تحضير العطور.
الدوم أو المقل Douma thebaica أو Cucifera أو Hyphaene: وُجِدَ رسمه في كثير من الآثار مع النخل، وعُثِرَ على ثمره ضمن قرابين الموتى في كثير من مقابر الأسرة الثانية عشرة لا سيما جبانة كاهون.
الذرة الرفيعة Sorghum vulgare: مرسوم في بعض الآثار ووُجِدَت حبوبه في بعض المقابر، وقد وُجِدَ في بعض الأدراج الفرعونية بقايا وأشكال تشير إلى النوع المعروف باسم S. saccharatum وهو المذكور في التوراة باسم الدخان (سفر حزقيال بالإصحاح الرابع)، والذي يُعْرف عند العرب باسم الدخن.

وكان يُصنع من الذرة الرفيعة خبز كما أشار إلى ذلك هيرودوت.

رِجْل اليمامة Delphinium orientale: وُجِدَ زهره حافظًا جميع خواصه الطبيعية في تابوت أعحمس الأول ضمن إكليل كان موضوعًا فوق الجثة.
الرِّجلة Portulaca oleracea.
الرشاد Lepidum sativum.
الرمان Punica granatum: أقدم رسم لشجر الرمان، وُجِدَ في مقبرة بتل العمارنة من أيام أمنحتب الرابع أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة.

وقد استُعْمِل قربانًا للموتى، واستُعْمِل قشره في الطب لقتل الديدان، ويُظن أنه كان يُستخرج من الرمان شراب، والظاهر أن غرس الرمان انتقل من مصر إلى الواحات الداخلة وكثر فيها حتى صار شرابه من أهم محصولاتها في أيام البطالسة.

فيذكره قرطاس إيبرس لقتل الوحيدة: «يؤخذ قشر الرمان ويُنْقَع في الماء، ثم يُعْصَر ويزاح السائل ويُشْرَب مرة واحدة.» وفي وصفة أخرى: «يُؤخذ قشر الرمان ويُعْجَن مع البيرة ويُتْرَك ليُنْقَع في إناء حتى الصباح ويصفَّى خلال قطعة قماش ثم يُشْرَب.»

الزعتر Thymus.
الزعفران Crocus sativus: أُدْخِلَ في كثير من الوصفات الطبية، وذُكِرَ اسمه مرارًا في قرطاس إيبرس.
زمر السلطان Convolulus scoparius: انظر خشب الورد.
الزيتون Olea europaea: وُجِدَت أكاليل كثيرة منه على رءوس الموميات، كان المصريون القدماء يستعملون زيت الزيتون في الطب وللاستصباح وللغذاء، وذكر ثاوفراسطس أنه كان يوجد كثير من أشجار الزيتون في ضواحي طيبة.
الزيزفون Tilia europea: ذكره ثاوفراسطس أنه كان ينمو في مصر، وعُثر على بقايا منه في هوارة.
سذاب البر Anethum graveolens.
سراج الغولة Colchicum.
السُّعد Cyperus longus: كان قدماء المصريين يسمون مناطق المستنقعات حقول السعد، وذكر ثاوفراسطس أنه كان ينمو على ضفاف النيل.
سُعْد الحمار Cyperus rotundus: جذوره عطرية جدًّا وهو ينمو في الأماكن كثيرة المياه.
السلق Beta vulgaris.
السمار Juncus maritimus.
السماق Rhus glabra: ذُكِرَ في قرطاس إيبرس.
سَمُر أو سَمُرة Acacia spirocarpa: استُعْمِلت زهورها في العلاج وفي تحضير العطور.
السمسم Sesamum indicum: وُجِد رسم في مقبرة رمسيس حيث يُرى بعض الخبازين وهم يضيفون على العجين بعد البزور العطرية.
السنط Acacia: على أنواع كثيرة:
  • (١)
    السنط النيلي Acacia nilotica: قد وُجِد زهره في أكاليل على جثتي أعحمس الأول وأمنحتب الأول من ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وكان المصريون القدماء يصنعون من خشبه أشياء كثيرة مثل: توابيت للموتى وأثاث للبيوت وتماثيل وسفن وألواح لأشغال النجارة الدقيقة، ويستخرجون منه صمغًا.
  • (٢)
    الطلح Acacia seyal: كان هذا الشجر مستعملًا في تركيب من الوصفات الطبية النافعة للأمراض الباطنية وأمراض العيون.
  • (٣)
    Acacia farnesiana: كانت تُسْتَعمل زهرته في الطب وتدخل في تركيب أغلب الروائح العطرية.
  • (٤)
    السنط العربي Acacia Arabica: كانت تُسْتَعمل قرونه في الدباغة.
سوسن Iris sibirica: هذا نوع لا يوجد في مصر الآن، الموجود هو البصيلة iris sisyrinchium.
السيكران Erigeron aegyptiacus: ذكره هورابولون فقال: «إن المصريين القدماء كانوا إذا أرادوا أن يصفوا رجلًا معتادًا على إهلاك الضأن والمعيز يرسمون قطيعًا من هذه المواشي تأكل السيكران، والسبب في ذلك هو أن تلك الحيوان إذا أكلت من النبات المذكور ماتت في الحال من العطش» (شكري صادق، ص١٤٧).
شبث Anethum graveolens: قد جاء في قرطاس إيبرس أنه يشفي وجع الرأس، وورد في قرطاس برلين أن بزوره تُنْقَع لمعالجة بعض أمراض أوعية الساق.
شجرة الخطاطيف Chelidonium majus.
شعير Hordeum vulgore: عُرِضَ في المتحف المصري خبز من الشعير عُثِرَ عليه في مقبرة يرجع عهدها إلى عصر بناء الأهرام، وكان المصريون يستخرجون من الشعير جعة (بيرة)، وقد عُثِرَ في مقبرة بطيبة على كمية من الشعير لها جذور يبلغ طولها بضع سنتيمترات، وهي مربوطة ببعضها وموضوعة على صدر المومياء.

وذكر أحد المؤرخين أن المصريين كانوا يصنعون مزامير صغيرة من سوق هذا النبات، ويُعْرَف منه نوعان: الشعير الأحمر والشعير الأبيض.

وقد وُجِدَ في بعض النصوص الهيروغليفية نوع من الشعير كان ينبت حاليًّا من القشر كالقمح تمامًا، وكانوا يعتقدون أن الخبز في الدار الآخرة يُصْنَع منه.

الشمار Anethum foeniculum: ذُكِرَ في قرطاس إيبرس تحت اسم بسباس وهو الاسم الذي احتفظ به العرب.
الشيبة Parmelia funfuracea: يُحتمل أن قدماء المصريين استعملوا الشيبة لتساعد العجين على الاختمار بسرعة.
الصبر Aloes.
الصفصاف Salix safsaf: كانت العادة أن يُثنى ورقه ويُخْلَط ويزين بوريقات الزهر التويجية، وتُصْنَع منه أكاليل لتُوضع على جثث الموتى، وكان من عادات الملوك في قسم دندرة أن ينصبوا شجرة صفصاف أمام تمثال المعبودة هاتور في أحد الأعياد الدينية.
الصندل Santalum album: عُثِرَ في مومياء على قطع من خشبه مخلوطة مع نطرون مسحوق.
الضرو Pistacia lentiscus: انظر البطم.
عباد الشمس Helianthus annus.
العدس Ervum lens: قال عنه هيرودوت: إنه كان غذاء العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرام، وقد ذكر بليني أنه يوجد منه نوعان في مصر.
العرعر Juniperus phœnicea: وُجِدَ ثمره ضمن قرابين مقدَّمة للموتى، ويوجد بمتحف فلورنسا مع بعض راتنجه وآلة لطبع الأقمشة مصنوعة من خشبه.

وكانوا يصنعون من خشبه عصيًّا ونبابيت وأبوابًا وتوابيت للموتى وبعض آلات خاصة بالصنائع، ومن زهره صبغة للأقمشة تلونها باللون الأزرق، ويدخل أيضًا في تركيب بعض الوصفات الطبية والروائح العطرية.

العنبر Cenlaurea depressa: عُثِرَ على إكليل في مقبرة ترجع إلى الأسرة الحادية والعشرين مكوَّن من أوراق اللبخ وزهور العنبر.
الغاب Cypcrus alopecuroides: وُجِدَ في مقبرة بالجبلين حصيرة أثبت الفحص الميكروسكوبي أنها مصنوعة من سوقه.
الغار Laurus nobilis: كان يُصْنَع من أوراقه أكاليل.
الفجل Raphanus sativus: ذكر هيرودوت أن العمال الذين شيَّدوا الأهرام كانوا يأكلونه ووُجِدَ رسمه في بعض الآثار، وعُثِرَ على فجلتين في مقابر كاهون.
الفستق Pistacia vera.
الفول Vicia foba: وُجِدَ منه كمية كبيرة من حبوبه في المقابر، ويظهر من الرسوم التي وُجِدَت في مقابر العائلات الأولى أنه كان يُقدَّم ضمن قرابين الموتى.
القادروس الشربين Pinus cedrus: يظهر في مقبرة «تي» في سقارة عاملان وهما يشتغلان في خشب الشربين، ويوجد في متحف برلين نشارة الشربين كانت في الأصل داخل مومياء، وقد استُعْمِل زيت القادروس في عملية التحنيط.
القثَّاء Cucumis chate: رسم في بعض الآثار، كان يدخل ضمن القرابين المقدَّسة التي تقدَّم للموتى.
القراصيا Prunus cerasus.
القرطم (أو العصر) Carthamus tinctorius: قد وُجِدَ إكليل مصنوع من ورق الصفصاف وزهر القرطم على مومياء أمنحتب الأول أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر، وقد أثبت التحليل الكيماوي أن الأقمشة الملوَّنة باللون الأحمر التي وُجِدَت في المقابر القديمة المصرية مصبوغة بصبغة القرطم، وقد ذكر بليني أن المصريين القدماء كانوا يستعملون زيته بكثرة، ويستدل من رسم وُجِدَ في مقبرة سيتي الأول أن القرطم كان يُقدَّم قربانًا.
القرفة Laurus cassia: كان يُستعمل خشبه في تحضير الروائح العطرية لا سيما في تركيب البخور المقدس المعروف بالكيفي.
القطن Gossyplum herbacium: شجرة ذكرها بليني وقال: إنها كانت تُزْرَع بمصر، وقال هيرودوت: إن المصريين كانوا يلبسون الملابس القطنية، ولكن أثبت الفحص الميكروسكوبي أن الملابس التي عُثِرَ عليها حول الجثث كانت مصنوعة من الكتان، عُثِرَ على بذورها في وعاء في طيبة.
قصب الدريرة Acorus calamus: كان يسميه قدماء المصريين «القصب العطري» ويدخل في جميع وصفات العطور القديمة.
قصب السكر Saccharum aegyptiacum: جميع الأقلام التي وُجِدَت في التوابيت مصنوعة منه.
القمح Triticum vulgare: وُجِدَ في كثير من المقابر، وقد جربت زراعته بعد أن مضت عليه تلك الألوف من السنين ولكن لم تنجح هذه الزراعة، وعندما يُغْلَى بالكحول يترك مادة راتنجية عند مزجها بالماء، مما جعل الباحثين يفكرون أن قدماء المصريين قبل وضعه في القبور دهنوه بورنيش لحفظه.

وقد عُثِرَ على أنواع أخرى من القمح، ويُرى القمح مرسومًا في كثير من الآثار وخصوصًا ضمن قرابين الموتى وكان له فوائد طبية عظيمة.

الكتان  Linum usitatissinmum: ٦ كانت تُصْنَع منه الملابس وأكفان الموتى، وقد دلَّ الفحص الميكروسكوبي أن جميع الأقمشة التي وُجِدَت في المقابر والأماكن الأثرية مصنوعة منه لا من القطن، وقد اشتهرت مصر بصناعة المنسوجات الكتانية مما جعل الأمم المعاصرة تقتنيها منها، وكان يُصْنَع منه أربعة أصناف.

وقد أتقن المصريون صناعة التخييش والتطريز بأسلاك الذهب والرسم بالإبرة.

الكراث Allium porrum: ذُكِرَ اسمه في الأسفار المقدسة، وقال عنه بليني: إنه نبات مصري.
الكرفس Apiens graveolens: وُجِدَ في عنق مومياء بطيبة إكليل من البشنين الأزرق والكرفس، والظاهر أن الكرفس كان يُقدَّم قربانًا للموتى.
الكرْم والعنب Vitis vinifera: وُجِدَت رسوم عناقيده وتعاريشه في كثير من آثار الطبقة القديمة، وعُثِرَ على زبيبه بين قرابين الموتى في عدة مقابر.

واشتهرت عدة مدن مصرية بصناعة النبيذ مثل: مريوط وسمنود وتنبس وقفط وأسوان، وكان يوجد منه أنواع كثيرة، وكان حصرم العنب يُسْتَعمل في الطب لمعالجة بعض الأمراض الباطنة، وكان يُقدَّم النبيذ في المواسم والأعياد والمجتمعات للنساء والبنات على السواء.

الكرنب Brassica oleracea.
الكزبرة Coriandrum sativum: كانت تُقدَّم كهدايا في المقابر، جاء ذكرها في الكتاب المقدس.

الخروج ١٦ / ٣١: وسماه آل إسرائيل المن وهو كبذر الكزبرة أبيض وطعمه ﮐ «قطائف بعسل».

العدد ١١ / ٧: «وأما المن فكان كبذر الكزبرة ولونه كلون المقل.»

«عرف قدماء المصريين أن القليل منها مع النبيذ ينبه غريزة الشهوة، بينما الكثير منها يلعب بالرأس، وكان الأطباء في تلك العهود ينسبون لها خاصية طرد الديدان وللإكثار منها خاصية التأثير على المخ كمنوم ومخدر» (عبد الرحمن، ص١١٠).

الكمثرى Pyrus communis.
الكمون Cuminum cyminum: كان يُسْتَعمل كهدايا للمعابد وكدواء ذكي أكثر من سنين مرة في القراطيس كطارد للأرياح ومسهل وطارد للديدان، «وللاستعمال من الظاهر في شكل أقماع ولغيار الجروح ذات الرائحة الكريهة» (عبد الرحمن، ص١١١).
اللبخ Balanites aegyptiaca: كان يُقدَّم قربانًا للموتى، كان المصريون يأكلون اللب ويستعملون الأوراق في ضفر الأكاليل.
لسان الحمل Alisma plantago: كان النساء المصريات يجدلن من زهره وزهر اللوطس عقودًا يضعنها حول أقناعهن للزينة.
اللفاح (المندراك أو اليبروح) Mandragora: رُسم ضمن النقوش التي في حجرة الزراعة بمعبد الكرنك، استعمل في صناعة الباقات والأكاليل الجنائزية.
اللوز Amygdalis communis.
اللوطس Nymphae: هو على ثلاثة أنواع: اللوطس الأبيض واللوطس الأحمر واللوطس الأزرق، وهو ينبت في الأنهار والمستنقعات.
أما اللوطس الأبيض ويُسمَّى بالشنين الخنزيري أو عرائس النيل أو السوسن Nymphae latus فقد وُجِدَ مرسومًا على كثير من الآثار القديمة، وقد وُجِدَت أيضًا أزهار النبات نفسها في كثير من المقابر، وكذلك إكليل كامل منها على جثة رمسيس الثاني، كان هذا النبات مستعملًا أيضًا كمرطب، وكانوا يأكلون جذوره مشوية ومسلوقة ويصنعون من بزوره فطيرًا يأكلونه كحلوى.
أما اللوطس الأحمر ويُسمى أيضًا بالبقلي القبطي Nelumbium speciosum، فقد ذكره جميع المؤرخين القدماء الذين تكلَّموا عن مصر، وقد وصف ثاوفراسطس أثماره فقال: إنها كثيرة الثقوب مثل مصفاة الرشاشة، ولأزهاره وريقات توبجية وردية سماها هيرودوت: «زنابق النيل الحمراء» أو عرائس النيل، وأوراقه درقية مستديرة على شكل القبعة المستديرة، وكان المصريون يعتبرونه مقدسًا، وكانوا ينحتون رءوس أغلب الأعمدة في الهياكل والدور على مثال اللوطس الأحمر دون سواه.

وللوطس خاصية غريبة: وهي أن معظم أزهاره تنقبض عند غروب الشمس وتغور في الماء حتى تشرق عليها شمس الصباح فتفتحها؛ ولذا رَمَزَ المصريون باللوطس للشمس المشرقة، ولهذا السبب كرسوه للإله هورس.

وقد سمى ابن البيطار هذا النوع بعدة أسماء منها الفالس القبطي والجامسة.

أما اللوطس الأزرق أو البشنين الأعرابي فاسمه Nymphaea coerulea، وُجِدت رسومه في الآثار القديمة، وكان المصورون يضيفون إلى لونه الطبيعي ألوانًا أخرى زاهية ليزيدوه بهجة.
الليمون Citrus limonum.
المخيط Cordia myxa: ذكر بليني أن المصريين القدماء كانوا يصنعون من ثمر المخيط نبيذًا.
الملوخيا Corcorus olitorius.
المنتنة (زربيح) Chenopodium murale: عُثِر على بذوره في طوبة في هرم دهشور.
الميعة Styrax officinale: كانت تُستعمل الميعة السائلة في تحضير العطور.
نارجيل (دله ويسمى الرنج) Hyphaera Argun: موطنه بلاد النوبة، عُثِرَ على ثماره في مقابر كاهون وفي مقبرة في ذراع «أبو».
النبق (السدر) Zigyphus spina Christi: شجر وُجِدَ ثمره في كثير من المقابر، وكان من ضمن قرابين الموتى، وكان المصريون يصنعون من ثمره خبزًا حلوًا ويُدْخِلونه في تركيب الوصفات الطبية، كما جاء في قرطاس إيبرس الذي ذكره ست عشرة مرة.
النخل والثمر Phœnix dactylifera: ذُكِرَ اسمه ووُجِدَ رسمه في كثير من الآثار، فضلًا أن التمر وُجِدَ في جملة مقابر، وكان التمر يُؤكل ويُصْنَع منه خمر وعسل، ويدخل في تركيب الوصفات الطبية لا سيما المليِّنات.

وكان جريد النخل مستعملًا في صناعة العصي والعكاكيز والأقفاص والكراسي الخفيفة، أما خوصه فكان مستعملًا في صناعة الحصر والسلال ونعال الموتى، وكانت أفلاق النخل تدخل في صناعة الأعمدة وضمن أدوات البناء.

أما الليف فكانوا يستعملونه في الاغتسال ويفتلون منه حبالًا.

وكان المصريون ينثرون سعف النخل في الطرق التي تمر بها الجنازات.

النرجس Narcissus tazzetta.
النعناع الفلفلي Mentha piperata: وُجِدَ ضمن إكليل في مقبرة بجهة الشيخ عبد القرنة، كان مستعملًا في الطب وفي تحضير الروائح العطرية.
النيلة Indigofera tinctoria: حلَّل الكيماويون المادة الزرقاء الملوَّنة بها الأقمشة القديمة المصرية فوجدوا أنها هي النيلة بذاتها.
هليلج أو هلج Balanitea aegyptiaca: عُثِرَ على ثمارها في مقابر كاهون، وكانت تُسْتَعمل بين التقدمات الجنائزية، وتوجد عصا مصنوعة منها.
الهليون Asparagus officinalis: وُجِدَ مرسومًا في كثير من الآثار، وهو يُرى ضمن قرابين الموتى في مقابر الأسرات المنفية.
الورد Rosa sancta: حبشي الأصل، وقد وُجِدَ اسمه في بعض النصوص الديموطيقية.
الياسمين Jasminum sambac: نبات وُجِدَ إكليل منه في دفينة الموميات الملوكية التي عُثِرَ عليها في الدير البحري.
اليبروح Mandragona: انظر اللقاح.
اليسر Moringa aptera: وُجِدَ منه حبوب وبضع قرون، كان مزروعًا بكثرة في صحراء طيبة الشرقية، وكان يُسْتَخرج من ثمره زيت ثمين يدخل في تركيب الروائح العطرية.
وكان هذا الزيت على نوعين: أحمر وأخضر، وقد أطلق بليني اسم Myrobolanum على اليسر ويقول: إنه أحمر في مصر وأخضر في بلاد العرب.
الينسون Anisun.

وبجانب هذه النباتات التي كانت تكون الجزء الأساسي في معالجة الأمراض كان يوجد عدد من المنتجات الحيوانية والمنتجات المعدنية يستعملها الأطباء في وصفاتهم.

وأهم المنتجات الحيوانية هي: الأفاعي، دهن الإوز، دم الإبل، دهن البقرة ولبنها ومخها ولحمها وحافرها ومرارتها، بول الذكر وغائطه، البيض، روث ودهن التمساح، غدد الثور ومنفحته ومرارته، الجراد (مصحون في هاون)، جلد محروق، الحرزون (دمه وشعره وخرؤه ودهنه)، روث ولبن وأذن وإحليل وحافر وشحم الحمار، خصية حمار أسود، صوف الخروف، خنزير (دمه ولحمه ودهنه وروثه)، زبدة زنبور (روثه)، سرطان (مرارته)، سلحفاة (باغه وكبده)، سمان (دمه)، سمك (زيته)، شحم فك حمار، شمع، ظبي (قرنه وروثه) عاج، عجل (دمه وقرونه)، عسل شمع، ريش عقاب، غائط ذكر وغائط طفل ناشف، غزال (روثه وقرنه)، دهن فأر، قشدة، قط (روثه ورحمه ودهنه وشعره)، شوك القنفذ، الكلبة (رحمها ودمها وروثها ورجلها)، لحم نتن، لحم ماعز، نحل (دمه وخرؤه)، دم النسر، دم الوطواط، وعل (دهنه وأذنه وشحمه).

أما المنتجات المعدنية فأهمها: الإثمد، التراب، الجرانيت، حديد (برداة وخلات) حجر، حجر مر، حجر من مصب الماء، رصاص (صدأ وخلات) رخام ناعم، رمل، زيت جبلي، سلقون، صدأ مسحوق، طباشير مسحوق، طمي، طوب، طين أسواني، فخار، كبريت العمود مسحوق، كهرمان، لازورد منقى، ماء بئر، وماء بحيرة، وماء طلق، ماء قربة جديدة، مواد، ملح، بارود، ملح بحري وجبلي، نحاس زاج وسلفات وخلات، نطرون.

ولا يزال عدد غير قليل من هذه الأدوية لم تُعْرَف هويتها حتى الآن، كما أن من المرجح أن عددًا منها كانت تُسْتَعمل بدافع اعتقاد سحري، أو كانت تنتمي إلى ما سُمِّي «الصيدلة الوحلية».٧
وقد درس العالم دينكلر٨ طريقة تحضير العقاقير قبل تقديمها للمرضى فهناك الجرع والدهانات والمراهم والحبوب والقطرات واللبخ والبخور والحقن الشرجية … إلخ، وكان الأطباء يستحضرون أيضًا منقوع النبات أو مغلياتها، إما في النبيذ أو في الجعة (البيرة العذبة) أو في المياه المعدنية، وقد اعتنوا اعتناءً خاصًّا بالمستحضرات النافعة؛ لتحسين الجسم ووسائل الزينة (إطالة الشعر وتحسين بشرة الوجه وتجديد الجلد وتزكية رائحة الفم … إلخ).
وإننا نذكر هنا — على سبيل المثال — بعض التذاكر التي وردت في البرديات الطبية:٩
  • (١)
    مثال الأفرجة لدرء سلالة البول Incontinence of urine برشان، سعد، بيرة، يُغْلَى ويصفَّى ويُشْرَب على أربعة أيام.
  • (٢)
    مثال المراهم، وصفة لإزالة التيبيس الحاصل في أي عضو Cramp حنظل، شمع عسل، بذر كتان، ملح بحري، صرام،١٠ يُدْهَن به العضو المصاب.
  • (٣)

    مثال المروخ لتغيير الجلد: عسل، نطرون، ملح بحري، يُصْحن معًا وتُدْهن به الأعضاء.

  • (٤)

    مثال للبخور، مر ناشف برشان كندر، سعد ذر صوص مصطكى إذخر فينيقي ينسون سماق، تُطْحَن ناعمًا وتُمْزَج وتُحْرَق فوق النار.

  • (٥)

    مثال للحبوب لتعطير فم السيدات: يُضاف إلى الوصفة السابق ذكرها عسل، وأنضجها معًا واصنعها حبوبًا، ويمكن استعمال هذه الحبوب للمضغ لتحسين رائحة الفم كما يمكن وضعها فوق النار لاستعمالها بخورًا.

  • (٦)

    مثال لقطرات العين: إثمد عسل، يُقطر في العين.

  • (٧)

    مثال للبخ، لبخة للأصبع المريض: مسحوق بلح صابح، عسل، صدأ رصاص، حنظل، كندر، ورق سنط، ورق نبق، مر، تُطْبَخ هذه الأصناف وتوضَع لبخة على المحل المريض.

  • (٨)
    مثال الشيافات الشرجية suppositories لالتهاب الشرج: دقيق الفول، نطرون، مر، خشخاش، برشان، حب عرعر، كندر، دقيق حنظل، كمون عسل، تُمْزج هذه الأصناف معًا وتُعمل حبوبًا وتُوضع في الشرج مدة أربعة أيام.
  • (٩)

    مثال حقن لالتهاب المهبل: كندر كركر ناعم: يُمْزجان في لبن بقري ويصفَّى ويُحقن هذا السائل في الفرج المريض.

  • (١٠)

    مثال اللعوك: دواء للأسنان للمضغ: عم (نبات)، بيرة عذبة، سطاح (نبات) يُمضغ ويُقْذَف به على الأرض.

  • (١١)

    مثال الغرغرة، علاج لالتهاب اللسان: كندر كمون، صدأ رصاص، دهن أوز، عسل، ماء، يغرغر به تسع مرات.

  • (١٢)

    مستحضرات لإزالة الروائح الكريهة: كندر وبن، برشان مر، يُخْلط ويُسْتَعمل دهانًا.

وقد درس الدكتور حسن كمال القراطيس الطيبة وجمع العقاقير حسب مفعولها، وهذه هي بعض النتائج التي وصل إليها:١١

المسهلات: الحنظل والعرعر والتين والينسون والخروع وبذر الملوخية الثوم والمخيط وملح الطعام والمر والتقاوي وورق السنط والنيلة.

(٤-١) أهم العقاقير المستعملة في أوجاع الرأس

الحنظل الأخضر، النطرون الخشخاش، خانق الذئب، الكندر، الكمون، حب العرعر، النعناع الجبلي الإثمد، بذر الكتان كعلاج موضعي، نبيذ البلح، خلات الرصاص كعلاج موضعي.

(٤-٢) العقاقير المستعملة لعلاج العيون

  • (١)

    لاحتقان العين: إثمد مداد، حنظل أخضر يوضع على ظهر العين، كربونات الزنك (؟)، مر أخضر توضع فوق الجفن، سلفات أو صدأ الرصاص فوق الجفن.

  • (٢)

    لفرز الدموع: صدأ الرصاص، كندر فوق الجفن، مر حنظل، سعد كحل، سلفات النحاس لبخة.

  • (٣)

    لآلام العين: نطرون فوق الجفن، سلفات النحاس، صدأ الرصاص إثمد دهان كحل إثمد.

  • (٤)

    لضعف النظر: إثمد، صدأ الرصاص فوق الجفن، سلفات النحاس يُوضع في العين، صدأ الرصاص.

  • (٥)

    لورم العين: إثمد أو سلفات النحاس يوضع فوق الجفن.

  • (٦)

    لقرحة القرنية وعتامها: إثمد يوضع في العين، مداد يوضع في العين.

  • (٧)

    للرمد الصديدي: إثمد أو نطرون يوضع فوق الجفن، صدأ رصاص.

  • (٨)

    الرمد الحبيبي: إثمد حنظل، سلفات النحاس يوضع فوق الجفن، ورق الخروع فوق الجفن.

  • (٩)

    لالتهاب العين أثناء الزكام: إثمد سلفات النحاس، مداد يوضع فوق الجفن.

(٤-٣) العقاقير المستعملة لعلاج الأنف

نعناع فلفلي يُستعمل نشوقًا.

(٤-٤) العقاقير المستعملة لعلاج الأذن

  • (١)

    لضعف حاسة السمع: خانق الذئب، كندر، كركم لبخة.

  • (٢)

    نزول الصديد من الأذن: زيت الخروع وزيت زيتون دهان، إثمد.

(٤-٥) العقاقير المستعملة للشعر

لضعف نمو الشعر: زيت الخروع دهان.

(٤-٦) العقاقير المستعملة لأمراض الفم

لأمراض الصدغ: خيار شمبر، بلح، جذور الخشخاش، حب عرعر، يشرب لالتهاب الفم: ثوم، حب الخشخاش، حب العرعر، صدأ الرصاص، يُنْقَع ويغرغر به.

لالتهاب اللثة: ذر صوص، كندر ينقع ويشرب، صدأ الرصاص يوضع في زيت ويُسْتعمل غرغرة.

(٤-٧) علاج العقد الخنزيرية بالعنق

نظرون علاج موضعي، خلات الرصاص موضعي.

(٤-٨) العقاقير المستعملة لأمراض الثدي

  • (١)

    لورم أو تقيح الثدي: حنظل، نطرون لبخة، ملح، تين لبخة.

  • (٢)

    لالتهاب الثدي: صدأ رصاص علاج موضعي، ملح وحنظل علاج موضعي.

(٤-٩) العقاقير المستعملة لأمراض المعدة

  • (١)

    انتفاخ البطن: المسهلات.

  • (٢)

    ألم المعدة عند تعاطي الطعام: الخشخاش.

  • (٣)

    القيء: كمون يؤخذ بالفم، سنط، حنظل يؤخذ بالفم، ثوم يؤخذ بالفم، نعناع فلفلي يؤخذ بالفم.

  • (٤)

    الإسهال: صمغ، صدأ رصاص يؤخذ بالفم.

(٤-١٠) العقاقير المستعملة لأمراض الأمعاء

  • (١)

    لانتفاخ البطن: المسهلات.

  • (٢)

    إمساك شديد: المسهلات.

  • (٣)

    إسهال شديد: صمغ، صدأ رصاص يؤخذ بالفم.

  • (٤)

    مغص: كمون لبخة، مر، كندر لبخ، نعناع فلفلي لبخ.

  • (٥)

    لطرد الديدان من الأمعاء: قشر الرمان، كمون، ملح، حنظل.

(٤-١١) العقاقير المستعملة في أمراض الكبد

الخشخاش والكندر والتين والمخيط تؤخذ بالفم، صدأ رصاص يؤخذ بالفم، نبيذ، عرعر، بيرة عذبة تؤخذ بالفم، حنظل، نطرون تؤخذ بالفم.

(٤-١٢) العقاقير المستعملة للمجاري البولية

  • (١)

    للبول الدموي: الصمغ، زيت الخروع والعرعر، والحنظل والسنط والبلح والإثمد تؤخذ بالفم، حب العنب يؤخذ بالفم، الخشخاش، البيرة العذبة، الليمون تؤخذ بالفم.

  • (٢)

    التهاب المثانة: الصمغ، العرعر، البيرة العذبة، كركم جبلي، حنظل، بابونج تؤخذ بالفم.

  • (٣)

    وجود الصديد بالبول: بيرة عذبة.

  • (٤)

    كثرة الأملاح بالبول: بيرة عذبة، نبيذ، حنظل، ملح بحري تؤخذ بالفم.

(٤-١٣) العقاقير المستعملة لأمراض الشرج

يوضع حجر ساخن على الشرج، العرعر، الكندر، صدأ الرصاص، المر، العسل، الكمون، ماء حنظل، خشخاش، إثمد، نطرون، تؤخذ حقن شرجية.

(٤-١٤) العقاقير المستعملة لأمراض العظام

  • (١)

    كسور العظام تُعالج بوضع بعض العقاقير كالزبدة على الكسر نفسه مع استعمال الرباط اللازم.

  • (٢)

    التهاب العظام: يعالج موضعيًّا بالحنظل وورق الزيتون والشمع.

(٤-١٥) العقاقير المستعملة لأمراض الأصابع

  • (١)

    الالتهاب العام للأصبع: برادة الحديد، صدأ الرصاص، علاج موضعي.

  • (٢)

    نطرون، شحم علاج موضعي، زيت الزيتون دهان، بذر كتان لبخة، كندر، بابونج، صمغ علاج موضعي.

(٤-١٦) العقاقير المستعملة لأمراض المفاصل

المصطكى والزيت لبخ، النبيذ علاج موضعي.

(٤-١٧) العقاقير المستعملة للولادة وأمراض النساء

  • (١)

    سقوط الرحم: تجلس المرأة على حجر مغطى بمسحوق الأرز ويضاف إليه بعض البيرة، تغمس خرقة بصدأ الرصاص والمر وتوضع أعلى الرحم.

  • (٢)

    لنزول الصديد من الرحم: حثالة الجعة توضع على الفرج.

  • (٣)

    حكة الفرج: خيار شمبر، بخور، حقن مهبلية، كندر وكركم حقنة مهبلية.

(٤-١٨) العقاقير المستعملة لعلاج الأمراض الباطنية

  • (١)

    التهاب الأعصاب: خانق الذئب والعرعر والجعة العذبة علاج موضعي.

  • (٢)

    الضعف العام الناشئ عن فقر الدم: حنظل، زيتون، جعة عذبة يؤخذ بالفم، نبيذ يؤخذ بالفم.

  • (٣)

    الحميات: حنظل، كندر علاج موضعي، جعة عذبة، نطرون علاج موضعي، جعة عذبة تؤخذ بالفم.

  • (٤)

    صراخ الأطفال: خشخاش يؤخذ بالفم.

(٤-١٩) العقاقير المستعملة للأمراض الجلدية

  • (١)

    الجرب: نبيذ، نطرون علاج موضعي، حنظل، مر، خشخاش، صدأ رصاص، خل، علاج موضعي، كبريت العامود دهان، قطران دهان، صدأ رصاص دهان.

  • (٢)

    لعضة الإنسان أو الحيوان: شمع، نعناع فلفلي دهان، صدأ رصاص، كندر دهان.

  • (٣)

    للحروق: الدهن يُدْهن به، ملح: علاج موضعي، كندر، مسحوق الحديد، الزيت، علاج موضعي.

  • (٤)
    للخراجات والدمامل:
    • (أ)

      العقاقير التي تعجل بنضج الورم والصديد: اللبخ المركبة من البلح والشمع.

    • (ب)

      العقاقير التي تساعد على إفراز الصديد وإخراجه: النطرون والكندر والحنظل والإثمد والجعة العذبة وزيت الخروع علاج موضعي … إلخ.

(٥) التحنيط عند قدماء المصريين

(٥-١) مقدمة

لما كان التحنيط متصلًا اتصالًا وثيقًا بعقائد المصريين الدينية الخاصة بالحياة الأخرى، يحسن بنا أن نستهلَّ هذا البحث بنبذة مقتضبة عن الاعتقادات التي بُنِيَت عليها عملية التحنيط، ويمكننا أن نلخصها على الوجه الآتي:

في اعتقاد الشعب يتكوَّن الإنسان من ثلاثة عناصر:
  • (١)

    الجسد أو الهيكل المادي القابل للفناء.

  • (٢)
    عنصر روحي اسمه «الكا» KA وهو الجزء الأثيري من الجسم، وهو كامل الشبه به، خُلِقَ مع الشخص ويحافظ عليه في حياته، وبعد الموت يلازم الجثة في المقبرة لكي يدافع عنها في الحياة الأخرى، ويرمز لهذا «الكا» بالتماثيل التي كانت توضع مع الميت في قبره.
  • (٣)
    عنصر روحي ثاني اسمه «البا» BA بمقابلة الروح ليس قابلًا للفناء، وهو يترك الجسد عند الوفاة متجهًا نحو الآلهة، ولكنه لا يمكث في السماء باستمرار، بل يتردَّد على المقبرة التي فيها الجسد، وكانوا يرمزون لهذا «البا» في مقابرهم ورسومهم بطائر له رأس إنسان ويقبض في يده على علامة الحياة، وكانوا يرمزون له أحيانًا أخرى بطائر هابط من السماء إلى كوة المقبرة.
ولذا كان لا بد:
  • أولًا: من حفظ الجثة سليمة لكي يجدها «البا» وهذا ما يحققه التحنيط.
  • ثانيًا: من «فتح» الأعضاء الأساسية بطرق سحرية، ومراسيم دينية؛ لكي يستطيع الميت أن يسترجع حواسه ويتصل بالبا.

(٥-٢) معني الكلمة

حنَّط وأحنط الميت: عالج جثته وحشاها بالحنوط لكيلا يدركها فساد، والحناط أو الحنوط: كل طيب يمنع الفساد، والكلمات الأوربية التي تقابل التحنيط هي: Embaumement, embalmment, momification, mummification.
منذ الأسرة الثانية ظهرت طريقة بسيطة للتحنيط خاصة بالطبقات الغنية، ومن زمن الأسرة الثالثة (٢٩٠٠ق.م) حُنِّطت الأحشاء بدقة ووضعت بأربعة أوعية، وفي زمن الأسر ١٨ إلى ٢٠ (١٥٠٠–١١٠٠ق.م) وصل فن التحنيط إلى ذروته، ومنذ الأسرة السادسة كان يوجد طبقة من المحنطين Parakiste يعيشون على حدة، غير مختلطين بمواطنيهم نظرًا لمهنتهم.

(٥-٣) طرق التحنيط الممكنة

  • (١)

    حفظ الأجسام في أجواء باردة، وهذه طريقة غير معروفة عند قدماء المصريين.

  • (٢)

    حقن مواد مطهرة أو معقمة في الأوعية الدموية ومنها تنتشر إلى جميع أجزاء الجسم والأنسجة، وهذه أيضًا كانت غير معروفة عند المصريين.

  • (٣)

    تجفيف الجسم تمامًا وحفظه في معزل من الرطوبة، وهذه الفكرة هي الأساس العملي للتحنيط عند قدماء المصريين.

ولا يخفى أن الجسم الإنساني يحتوي على ٧٥ في المائة من وزنه ماء، وليس من السهل تجفيف هذه النسبة تمامًا.

وهناك طريقتان:
  • (أ)
    الحرارة.
    • (١)

      الطبيعية: حرارة الشمس.

    • (٢)

      المتولدة من الوقود.

  • (ب)

    المواد الكيماوية المجففة التي تمتص الماء.

    وليس عندنا أي دليل على أن المصريين استعملوا الحرارة المتولدة لتجفيف الجثث، وهذه الطريقة قد كانت تكلف تكاليف باهظة؛ لأنها تحتاج إلى كمية كبيرة من الوقود الذي كان نادرًا في مصر.

    أما المواد الكيماوية الرخيصة التي كان يمكن استعمالها فهي:
    • (١)

      الجير.

    • (٢)

      الملح.

    • (٣)

      النطرون.

(أ) الجير

أما الجير فليس هناك أي شاهد أو أي احتمال على أنه استُعْمِل للتحنيط، ومن الأرجح أن الجير لم يُسْتَعمل في مصر لأي عمل مما قبل عهد البطالسة.

(ب) الملح

أو كلورور الصوديوم، من المقطوع به أن الملح استُعْمِل منذ أقدم العصور في تحضير الأسماك المحفوظة المملحة، وكان استعماله في هذه الحالة كحافظ وعامل مجفف، والمعروف أن الملح لم يُسْتَعمل كما هو في التحنيط قبل العصر القبطي، وكل الآثار التي أمكن اختبارها في الموميات من كلورور الصوديوم مصدرها النطرون، أو ناتجة من الماء المستعمل للغسل، وربما كان ناتجًا عن بعض المياه المقدسة المستعملة أو من مياه الآبار التي كانت في المعابد.

والنطرون في مصر يحتوي دائمًا على كمية كبيرة من الملح، وخلاف الملح الموجود كمادة غريبة في النطرون لم يُعثر عليه قط في مخازن التحنيط التي اكتُشِفَت.

(ﺟ) النطرون

هو مركب ملحي استعمله قدماء المصريين بكثرة، وجاء ذكره في كثير من نصوصهم، وهو يوجد في وادي النطرون (البحيرة)، وفي الصعيد بالقرب من إدفو، وهذه المادة تحتوي بنسب متفاوتة على كربونات وبيكربونات الصوديوم وكلورور الصوديوم وسلفات الصوديوم ومواد غير قابلة للذوبان، وقد حلَّل الكيماوي لوكاس Lucas ١٤ عينة من نطرون وادي النطرون، فنسبة كلورور الصوديوم تتراوح من ٢ إلى ٢٥٪ وسلفات الصوديوم من آثار إلى ٣٩٪.
وكلمة نطرون Natron تقابل الكلمة المصرية القديمة Ntr، وقد ترجمها اليونانيون بكلمة Nitron واللاتينيون بكلمة Nitrum، ولكن تُرْجِمَت خطأً بكلمة Nitre وهي مادة أخرى (نيرات البوتاسيوم NO3K أو Saltpeter).
وفي مصر القديمة استُعْمِل النطرون:
  • (١)

    في المراسيم التطهيرية خصوصًا في تنظيف الفم.

  • (٢)

    في تحضير البخور.

  • (٣)

    في تحضير الزجاج، ولعله كان يدخل في صناعة بعض تراكيب كيماوية زرقاء وخضراء مستعملة كألوان.

  • (٤)

    في الطبخ وقد ذكر بليني أن المصريين يستعملون النطرون لتحضير بعض غذائهم.

  • (٥)

    في وصفات طبية.

  • (٦)

    لتبييض الكتان.

  • (٧)

    في التحنيط.

وقد استُعْمِل النطرون لصناعة الزجاج في الإسكندرية لغاية سنة ١٧٩٩م، وسبب تفضيل استعمال النطرون على الملح — مع أن الملح متوفر أكثر منه وأرخص — هو أنه كان من أهم مواد التطهير عند قدماء المصريين، وأنه من المواد المستعملة للتنظيف؛ لما لاحظوه من قوة التصبُّن، ولنفس السبب كان يضاف إلى البخور، والقاعة التي كان يُصْنَع فيها التحنيط كانت تُدْعَى «موضع التطهير».

وقد وُجِدَ النطرون فيما يخص مصر القديمة:
  • (١)

    في أوعية وجرَّات في المقابر.

  • (٢)
    في لفائف packeis في المقابر.
  • (٣)

    مدفون في حفائر مع بقايا أدوات التحنيط.

  • (٤)

    مترسِّب في خشب منضدة التحنيط وفي ألواح خشب استعملت للتحنيط.

  • (٥)

    ممزوج بمواد دهنية على بعض الموميات.

طريقة استعمال النطرون

لقد قيل مرارًا: إن النطرون كان يُسْتَعمل على صورة حمامات استنادًا على نص ورد عند هيرودوت وديودور الصقلي وفُهم على هذا النمط، فقد استعملا كلمة tatikheuousi اليونانية ومعناها أصلًا باللغة اليونانية «حفظ السمك بالملح»، وخصص هذان المؤرخان هذه الكلمة بالكلمة التي تتبعها litro أي nitro التي معناها «بواسطة النطرون»، ولما كنا نعرف أن المصريين قد حفظوا الأسماك والبطارخ وتفنَّنوا في ذلك كما تدلنا عليه رسومهم الكثيرة، وأنهم حفظوا هذه الأسماك بالملح الجاف وبنفس الطريقة التي يستعملها المصريون الآن لتحضير «الملوحة والفسيخ والسردين»، فعلى هذا القياس يمكننا أن نقول: إن هيرودوت وديودور يقصدان أن تحنيط الأجسام البشرية يكون بالنطرون الجاف.

وقد أجرى لوكاس أبحاثًا في المعمل الكيماوي لدار الآثار بالقاهرة مستعملًا في ذلك الطيور وأفراخها بعد أن انتزع ريشها وأجرى تجاربه هذه على محلول النطرون المختلف النسب ومسحوق النطرون الخام، وكان يغمر هذه الطيور في مسحوق النطرون، أو في محلوله لمدة ٤٠ يومًا، وكانت النتائج حسنة جدًّا في حالة استعمال مسحوق النطرون.

وهناك مواد أخرى استُعْمِلت للتحنيط مثل: شمع النحل (لتغطية الآذان والعيون والفم والأنف) والقطران أو القار النباتي، والتوابل أو المساحيف العطرية مثل القرفة والسليخة والزفت المعدني أو الأسفلت، والزيوت الصنوبرية والحنَّاء والعرعر والشيبة، ونبيذ النخيل والراتنجات. وقد درسها مطولًا لوكاس Lucas في كتابه فنحيل إليها.١٢

(٥-٤) وصف هيرودوت للتحنيط١٣

[فصل ٨٦]: وهناك قوم يتخصَّصون في التحنيط ويتخذونه صناعتهم، وعندما تُحمل الجثة إلى هؤلاء يعرضون على الذين يأتون بها نماذج لجثث متخذة من الخشب ومصوَّرة بحيث تحاكي الحقيقة، وتُعْزَى أحسن طرق التحنيط فيما يقولون لمن لا يصح أن أذكر اسمه في معرض الحديث في مثل هذا الموضوع.

والطريقة الثانية التي يعرضون نماذج منها تقل عن هذه إتقانًا ونفقة والثالثة أرخصها، وبعد أن يخبرهم بذلك يعرفون منهم بأي الطرق يريدون أن تُهَيَّأ الجثة، وبعد أن يتفق أصحاب الجثة على الأجر يذهبون في سبيلهم، وبعد أن يخلفوا المحنطين في محلهم ينصرف هؤلاء إلى عملية التحنيط على النحو التالي إذا كان التحنيط بأحسن الطرق: يستخرجون أولًا المخ من المنخارين بواسطة أداة حديدية معقوفة يستخرجون بعضه بهذه الوسيلة والبعض الآخر يصب عقاقير فيه.

وبعد ذلك يشق الكشح بحجر حبشي مسنون ويُخْرِجون الأحشاء كلها، وبعد أن ينظفوها ويغسلوها بخمر الملح يغسلونها ثانيةً بالتوابل المجروشة، ثم يملئون الجوف بمر نقي مجروش وسليخة وسائر الطيب ما عدا البخور ثم يخيطونها بالتالي. بعد أن يقوموا بذلك يحنطون الجثة بتغطيتها بالنطرون سبعين يومًا، ولا يجوز أن تستمرَّ عملية التحنيط أكثر من ذلك، وعندما تنقضي السبعون يومًا يغسلون الجثة ويلفُّونها كلها بلفائف مقطوعة من الكتان الرقيق النسج مدهونة بالصمغ الذي يستخدمه المصريون في أكثر الأحيان بدلًا من الغراء، وبعد أن يتسلَّم أهل المتوفَّى الجثة يصنعون تمثالًا من الخشب مجوَّفًا على هيئة إنسان ويضعون فيه الجثة، وبعد أن يدخلوها فيه يحفظونها في غرفة للدفن ويجعلونها قائمة مسندة إلى الحائط.

[٨٧]: على هذا النحو إذن يجهزون الجثث بأكثر الطرق نفقات، أما الجثث التي يطلب أصحابها الطريقة الوسطى ويهربون من النفقات فيجهزونها على النحو التالي: يملئون حقنهم بزيت الصنوبر (السدد) ويملئون به جوف الجثة، وهم لا يشجون الجثة، ولا يستخرجون الأحشاء، بل يُدْخلون الزيت من الشرج ويسدُّونه ليمنعوا الزيت من الانسياب خارجًا مرة أخرى، وبعد ذلك يحنِّطون الجثة طوال الأيام المعينة، وأخيرًا ينزلون من الجوف الزيت الذي كانوا أدخلوه من قبل، ولهذا الزيت قوة كبيرة حتى إنه ليجرف معه الأحشاء والمصارين وقد تحللت، وحيث إن النطرون يأكل اللحم فالذي يتبقى من الجثة هو الجلد والعظام فقط، وبعد أن يصنعوا ذلك يُرْجعون الجثة إلى أصحابها ولا يعنون بها بعد ذلك.
[٨٨]: وهذه هي طريقة التحنيط الثالثة وهي المستعملة في تجهيز جثث رقيقي الحال: يغسلون الجوف بزيت الفجل،١٤ ثم يحنِّطون الجثة سبعين يومًا، وبعد ذلك مباشرة يسلِّمونها لأهل المتوفَّى ليذهبوا بها.

(٥-٥) وصف ديودور الصقلي للتحنيط١٥

[٩١]: وإن مَنْ يطَّلع على شعائر المصريين الجنائزية يعجب أشد العجب لغرابة عاداتهم فيها، فعندما يموت أحدهم يلطخ جميع معارفه وأصدقائه رءوسهم بالطين، ويطوفون بالمدينة نادبين إلى أن تُوارى رفاته في القبر، ويمتنعون من الاستحمام وتعاطي النبيذ أو أي غذاء لذيذ، ولا يلبسون أي رداء زاهي اللون.

وهناك ثلاث مراتب للدفن: الأولى باهظة التكاليف والثانية متوسطة والثالثة متواضعة جدًّا، والمقول أن تكاليف المرتبة الأولى طالنط من الفضة وتكاليف الثانية عشرون منًّا وتكاليف الثالثة مبلغ زهيد جدًّا.

والآن فالذين يقومون على أمر الجثث — وهم صناع ورثوا مهارتهم عن جدودهم — يعرضون على أهل المتوفَّى قائمة بتكاليف كل مرتبة من مراتب الدفن، ويسألونهم عن الطريقة التي يريدون أن يهيئوا الجثة عليها، وبعد أن يتفقوا على جميع التفاصيل، ويستلموا الجثة يعهدون إلى طائفة اختصت بهذا الأمر وفق التقاليد المرعية، فيضع مَنْ يقال له: «الكاتب» الجثة أولًا على الأرض، ويحدد على العطف الأيسر المقدار الواجب شجه، وبعد ذلك يأخذ من يسمونه «الجراح» حجرًا حبشيًّا ويشج اللحم طبقًا للأصول المرعية، ثم يولِّي الأدبار في التو مسرعًا، فيقتفي الحاضرون أثره ويقذفونه بالأحجار ويلعنونه كأنهم يلصقون الجرم به، فقد كانوا يعتقدون أن اللعنة تحلُّ بكل مَنْ يحمل بالقوة على جثة واحد من أفراد قومه إما بجرحها أو على العموم بإدخال أي عطب عليها.

أما الذين يسمونهم «المحنطين» فهم أهل لكل تعظيم وتقدير، ويختلطون بالكهنة ويُباح لهم — بصفتهم مطهَّرين — الدخول في المعابد، وعندما يجتمعون لتجهيز الجثة التي سبق شجها يدخل أحدهم يده في الشج إلى الجوف، ويخرج كل ما فيه ما عدا الكليتين والقلب، بينما ينظف آخر الأحشاء واحدة فواحدة يغسلها بخمر البلح ومحلول التوابل، وبالجملة فكل الجسم يجهز أولًا بزيت الأرز وبعض المستحضرات الأخرى مدة تزيد على ثلاثين يومًا، ثم يجهز بالمر والقرفة ومواد من خاصتها أن تحفظ الجثة وقتًا طويلًا وتضفي عليها النضارة أيضًا.

وعندما يتم تجهيز الجثة يسلِّمونها إلى أهل المتوفَّى وقد أبقوا على كل عضو من أعضاء الجسم حتى إن الأهداب والحواجب تظل كما كانت ولا تتغير هيئة الجسم مطلقًا، بل يمكن التعرف على ملامح شكله؛ ولذلك يحتفظ كثير من المصريين بجثث أجدادهم في غرف فخمة فينظرون وجهًا لوجه إلى أسلافهم الذين قضوا نحبهم قبل أن يولدوا هم أنفسهم بأجيال عديدة، وهكذا عندما يرون جِرْم كل منهم وتفصيل جسمه وقسمات وجهه يستشعرون إحساسًا غريبًا كما لو كانوا قد عاشوا مع الذين يتطلَّعون إليهم.

١  انظر حسن كمال، كتاب الطب المصري القديم، ص٥٢-٥٣.
٢  انظر كتاب ديودور الصقلي في مصر تأليف وهيب كامل، ص١٧.
٣  انظر في ثبت المراجع أسماء مؤلفاتهم.
٤  شكري صادق، الزراعة القديمة المصرية، ص٨٦.
٥  فصل ٩٤، ترجمة وهيب كامل، هيرودوت في مصر، ص٨١.
٦  انظر بيانات طويلة في شكري صادق، الزراعة القديمة المصرية، ص٧٧–٨٤.
٧  انظر [المقدمة – اشتقاق الكلمات الدالة على الصيدلة والعقاقير].
٨  DINKLER, La science pharmaceutique chez les anciens Egyptiens, in Bull. de l’Inst. d’Egypte, série 3, vol. 9, 1899, p. 77–90.
٩  انظر كتاب حسن كمال، ص٣٣ وما بعدها.
١٠  آخر اللبن بعد التغريز.
١١  انظر كتاب الطب المصري القديم ص٣٦ إلى ص٤٣، وص٢٣٤ إلى ص٢٧٨.
١٢  A. LUCAS, Ancient Egyptian materials and industries, p. 347–37. انظر أيضًا صابر جيره، التحنيط، ص٤١–٤٨.
١٣  منقول من تاريخيه انظر وهيب كامل، هيرودوت في مصر، ص٧٥–٧٨.
١٤  ولا بماء الفجل كما ترجم الدكتور وهيب كامل، وزيت الفجل كان يُستَخْرج من البذور، وذكر بليني أن الفجل كان له قيمته؛ نظرًا لكميات الزيت الكبيرة التي كانت تُسْتَخْرج منه وهو لا يُسْتَعمل اليوم.
١٥  وهيب كامل، ديودور الصقلي في مصر، ص١٥٦–١٥٨.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤