الفصل الثاني عشر

المطاردة

كانت السماء لا تزال مرصعة بالنجوم عندما أيقظ هوكاي الجميع. قال: «هيا بنا، واحترسوا، لا تطئوا فوق أي شيء سوى الأحجار أو الأخشاب. هذا لن يخلف أثرًا يستطيع أحد اقتفاءه سوى الحيوانات. لا تطئوا فوق الحشائش، لأنها ستظهر آثار الأقدام.»

وعندما وصلوا إلى الشواطئ الرملية للبحيرة قال هوكاي: «علينا أن نسرع كي نسير مع المد والجزر، وهو سيمحو كل آثارنا.»

لم ينطق دانكن بكلمة واحدة أثناء تجديف هوكاي ورفيقيه في المياه، وعندما أصبحوا وسط البحيرة قال: «مع وجود الأعداء من خلفنا ومن أمامنا، لا بد أننا في خطر.»

ابتسم هوكاي وقال: «إذا سبقناهم فقد نحظى بفرصة للنجاة.»

قاد تشينجاتشجوك وأنكس الزورق عبر الجداول الصغيرة بين الجزر الصغيرة. سار الزورق في الجداول لبعض الوقت حتى رفع أنكس مجدافه وأشار تجاه الغابة.

قال دانكن: «لا أرى شيئًا!»

همس هوكاي: «دقق النظر، هناك دخان بجانب ذلك الضباب، لقد أشعل أحدهم نيرانًا.»

قال دانكن: «حسنًا، هيا بنا. ليس من المحتمل أن يكونوا كثيرين. ماذا لو كانت كورا وأليس معهم؟»

قال هوكاي: «لا نستطيع معرفة عددهم من تلك النيران المشتعلة. لا نريد أن نندفع. يمكن أن نرسو بالقارب الآن ونسلك طريقنا بين الجبال، ما رأيك يا أنكس؟»

لم يجب الموهيكان الشاب، بل غمر مجدافه في النهر. وعرف هوكاي أن هذه إجابته، فأسرعوا في التحرك نحو الشاطئ.

قال هوكاي: «انظروا هناك! هناك زورقان بالقرب من الدخان.» ثم أشار إلى الأجمة، حيث أخفى رجال الهيرون زورقين.

صاح دانكن: «لقد عثرنا عليهم!»

وعندئذ سمعوا صوت صيحة عالية، فقد رآهم أحدهم! قفز رجال الهيرون عند الشاطئ في زوارقهم وبدءوا في مطاردة دانكن والآخرين.

جدف أنكس وتشينجاتشجوك بكل قوتهما.

وقال هوكاي: «لنحافظ على المسافة التي تفصلنا عنهم؛ حينها لن يستطيعوا اللحاق بنا.»

وبمجرد أن بدءوا في الابتعاد حتى أطلق أنكس صيحة، فقد رأى زورقًا آخر يقترب منهم من الجهة الأخرى. التقط هوكاي مجدافًا وجدف به في الماء.

صاح الجنرال مونرو: «اتجه نحو الصخور، نستطيع قتالهم على اليابسة.»

كان هذا سباق سرعة: من يستطيع الوصول إلى الشاطئ أسرع؟ كان رجال الهيرون يتفوقون على هوكاي ورفاقه. وكلما اقتربوا من الشاطئ زاد أنكس وتشينجاتشجوك وهوكاي من سرعة تجديفهم في الماء. وأخيرًا اتسعت المسافة الفاصلة بين الزورقين. جدف ركاب الزورقين بكل طاقتهم للوصول إلى اليابسة.

لكن بدلًا من أن يرسو هوكاي بزورقه عند الشاطئ الجنوبي من الجزيرة، وجه الزورق بعيدًا. واستسلمت بقية الزوارق وعادت أدراجها، لكن هوكاي أصر على الاستمرار في التجديف. جدف هوكاي ورفيقاه عدة ساعات أخرى، حتى وصلوا إلى خليج بالقرب من الشاطئ الشمالي للبحيرة. وفي النهاية رسوا بالقارب عند الشاطئ، وصعد هوكاي ودانكن فوق جرف عال ليتفحصا المكان.

أشار هوكاي قائلًا: «انظر، هناك، إنه زورق. سيتعقبنا رجال الهيرون فور أن يعم الظلام. سيريدون مباغتتنا، كي يقبضوا علينا على حين غرة.»

نزل هوكاي ودانكن من فوق الجرف، وأخبر هوكاي تشينجاتشجوك وأنكس ما رآه. اتفقوا على التحرك بسرعة، فحملوا زورقهم وبدءوا في السير على امتداد طريق واسع، ثم عبروا جدول ماء ووصلوا إلى منطقة صخرية صغيرة، وعند هذه النقطة تحرك هوكاي وأنكس وتشينجاتشجوك بعناية إلى الخلف لترك آثار خاطئة لتعقبها.

وصلت المجموعة إلى جدول آخر صغير قادهم إلى البحيرة وركبوا في زورقهم. كانت الشجيرات الكثيفة تعلوهم، وتخبئهم عن الأنظار. جدفوا حتى رأى هوكاي أنهم أصبحوا في أمان ليرسوا، ثم ارتاحوا حتى عم الظلام. وعندما غربت الشمس جدفوا مرة أخرى إلى الشاطئ الغربي. خبئوا الزورق عند الشاطئ وانطلقوا؛ فقد حان وقت البحث عن كورا وأليس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤