الأمواج

هدهدي بالهدير أيتها الأمواج قلبًا إلى حماك اطمأنا
واسكبي الراحة الحبيبة فيه، أنت برء لمثل قلبي المعنَّى
تغسلين الحصى، وتلك قلوب بُعثرت في الرمال حتَّى دفنا
ثم جددتها نشورًا وطهرًا، ثم أشبعتها حنانًا ولحنا
وأنا الخاسر الذي جاء يستجدي حياة لديك هيهات تفنى
ما ترانيمك الشجية إلا ما تمنَّى السلام لمَّا تمنَّى
تتجلى كثورة وهي أمن، وأحبُّ الثورات ما عاد أمنا
مهرجان الضوء نشوان فيه وتغنَّى الهوى به ما تغنَّى
ما له مبدأ وليس انتهاء لقلوب تراه حسًّا ومعنَى
كم رويت الغرام عن سالف الدهر وما زال ما تقصين فنَّا
وتمرين في ثوانٍ بأعمار وتلقين بعد شيبك دفنَا
وتكرين للصبى وتعودين بأسنى من الجمال وأسنى
ورتيب الحياة مهما يُحاكي بعضُه بعضَه تنوع حسنا
هجرت مهجتي الحزينة دنيا كلُّ صفو لها تقاضته دينا
وانتهت حرة إليك فما خاب لها مأمل ولم تلق مينا
كل ما قلته جميل وصدق لو أقمنا للصدق والحسن وزنا
وبحسبي أنِّي أسيرك كالضوء دفوق الشعور أحيا وأغنى
حالم فيك لست أرضى لأحلامي بتفسير فيلسوف تجنَّي
أنا حيٌّ مستغرق في الهدير العذب لا يُستعاض وحيًا ولونا
وكأنَّ الأرباب مثلي حواليه أصاخوا وما اشتهوا عنه بينا
فثملنا بما حكى واستعدنا، وحديث الأنام لغوٌ لدينا
وحياة الأرباب ليست تُعلَّى ببيان الورى وليست تدنَّى!
١٩٤٤

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤