غضبة الأحرار

إلى الصديق سلوم مكرزل صاحب (الهدى) في عيد ميلاده:

إذن لم يعد في القوس للصبر منزعُ
ولم يبقَ غير الثأر للنَّاس مفزعُ
لخير لهم أن يشبهوا الريح ثورة
عن الريح تستبكي كما تتوجعُ
لخير لهم أن يلثموا النطع والردى
عن الذل حين الحر للبغي يركع
حيينا إلى عهد به الجبن دولةٌ
وفيه الأبي الشهم عانٍ مضيَّع
وأصبح فيه اللص ينهب جهرة
وأصبح رب الحق يرجو ويضرعُ
ولم يسعف الظلاَّم من جبروتهم
بأكثر ممن للأذاة تطوعوا
فواعجبًا تسعى الضحايا لحتفها
وبالشرف المحيي لها ليس تقنعُ
ووا أسفًا للجهل يغلب أمةً
فلا الجيش يجديها ولا المال ينفع
ووا ضيعة الآمال في عهد شيعة
تجافت وجافتها المكارم أجمعُ
كأنَّ لها حظًّا بتدويخ شعبها
فمن يدها يسقى الردى ويجرَّعُ
وفي كل يوم نكبة بعد نكبة
تزعزعها، لو أنَّها لا تزعزع
فما هذه الأقدار تسحق أمة
وتترك جلاَّدًا لها يتمتعُ؟!
إذا الأمم استخذت ودانت لغيرها
فلا الوهم يغنيها ولا الزهو يرفع
تفوِّت غنمًا بعد غنم، ويدعي
مضللها أضعاف ما يتصنع!

•••

هنيئًا أبا الأحرار بالقدح نلته
وسامًا، وقد هان الوسام المرصعُ
ستذكرك الأجيال خادم مبدأ
ودينٍ له الأجيال تعنو وتخشعُ!
١٩٤٩

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤