الطلع والزهر

إلى الصديق الشاعر نعمه الحاج في مرضه بحمَّى الطلع:

أيشكو من الطلع أندى الزهر
ومن قهر اليأس فيمن قهر؟
سلمت لنا يا رسول الجمال
(يسوع) الهوى والهدى المنتظرْ
تؤانسك المهج الشاكرات
لك الأنس في شعرك المدخر
وترعاك أطياف هذا الخريف
وقد رقصت فوق عزف المطرْ
ترتل عنك نشيد السلام
فتمضي الرياح ويصغي الزهرْ
وتهتف بالحب روح الوجود
فيهفو لها كلُّ شيء شعر١
وتورق عند حفيف الغصون
أمان، ويبسم حتى الحجر
سلمت وعوفيت من كل ضر
وحالفك المستعز القدر
وعشت تمجد في الخالدين
وخلقك دنيا تفوق البشر
ولا زلت منهض شعب أسير
يناجي السماء ويرضى الحفر
تملقه دائمًا قاهروه
وقد أورثوه صنوف الغير
فأوهم في ذله عزَّةً
وهوَّن ما حوله من شرر
أغثه وقم يا طريح الفراش
قيام النبي أمام الخطر
وجلجل بصوتك في الخافقين
ليؤمن بالحق من قد كفر
وكن كأخيك الشقي الصبور
على بره يستطيب الضررْ
يجود بأنفاسه الوافيات
لأوطانه فيلاقي البطر
ويرجمه الطغمة الهازلون
وقد خادعوا الشعب حتى انفطر٢
إذا ما تنحَّى الهداة الأساة
وخافوا مثالب غرٍّ فجرْ
فيا ويل أمتهم في الهوان
ويا ويلهم من زمانٍ أمرّ
سأرقب كتبك، شأن الحبيب
يناجي النجوم ويرعى القمر
وفي كل سطر أرى للحياة
معاني تلهمني أو سيرْ
فعجل ببرئك يا ابن السماء
فكم معجز لك قبلًا ظهرْ
حرامٌ سقامك يا من تقدَّس
عند الفنون بأسنى السُّور
حرامٌ فعد لنشيد الخلود
وأسمع (أبولُّلو) فتونَ الوتر!
١٩٤٩
١  شعر: قال الشعر.
٢  انفطر: انصدع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤