الواحة والهجير

(ردٌّ على كتاب من الصديق الشاعر نعمه الحاج.)

إلى الأديب أديب النفس والخلق
الشاعر الفذ في لحن وفي عبق
شكري لودِّ كريمٍ لست أعهده
إلا بأنداء زاهي الفجر والشفق
وفي (الطبيعة) في شتى مفاتنها
تحنو عليَّ حنو الأم في قلقي
غناء في صمتها أضعاف ما نطقت
أنغام صدَّاحها بالحب والحرق
تشربت روحها روحي وجاوبها
قلبي وذهني بإيماني ومعتنقي
كذا كتابك إذ وافى بجنته
مجلى من اللطف للألباب والحدق
والنَّاس بين حقير في مداركه
وبين عانٍ من الأحقاد مختنق
لا يغنم الحرُّ إذ يشقى ليسعدهم
إلَّا ضروبًا من التجريح والحمق
أهلًا بحبك واساني وأسعدني
في عالمٍ عاثرٍ بالمين والملقٍ
كأنني واحة يودي الهجير بها
وودك المحض صوب العارض الغدق
١٩٤٩

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤