ثروة الدولة العباسية في عصر الاضمحلال

(١) تمهيد في أسباب ذلك الاضمحلال

لكل دولة أدوار شبيهة بأدوار الحياة من الطفولة إلى الشيخوخة: فالدولة العباسية بلغت شبابها في أيام الرشيد والمأمون وهو العصر العباسي الزاهر، ثم أخذت بعدهما في الانحدار نحو الكهولة فالشيخوخة، كما بلغت الدولة الأموية في الشام شبابها في أيام عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، والدولة الأموية بالأندلس بلغت شبابها في أيام الخليفة الناصر وابنه الحكم المستنصر، والدولة العثمانية بلغت ذلك الدور في أيام السلطان سليمان، وقِسْ على ذلك، وقد قسم ابن خلدون أيام الدولة إلى خمسة أطوار:
  • (١)

    الظفر.

  • (٢)

    الاستبداد.

  • (٣)

    الفراغ.

  • (٤)

    المسالمة والقنوع.

  • (٥)
    الإسراف والتبذير.١

وهو تقسيم إجمالي ربما لا ينطبق على أحوال جميع الدول انطباقًا تامًّا إلا بالتأويل، وأما تقسيمها باعتبار العمر فإنه صريح واضح، ويحسن بنا قبل التقدم إلى الكلام عن الثروة العباسية في عصر الاضمحلال أن نذكرَ أسباب ذلك الاضمحلال مما يتعلق بموضوع هذا الكتاب فنقول:

(١-١) العرب والفرس

علمت مما تقدم أن الدولة العباسية إنما قامت بنصره الفرس وخصوصًا أهل خراسان، وهؤلاء لم ينصروها إلا انتقامًا لأنفسهم من بني أمية؛ لِمَا كان من تعصبهم للعرب، واحتقارهم سائر الأمم الخاضعة لهم ولو كانوا مسلمين، فالعباسيون عرفوا للفرس فضلهم في ذلك فقربوهم واستخدموهم في مصالح الدولة، واتخذوا منهم الوزراء والعمال والكتَّاب وغيرهم، فضعف شأن العرب وصاروا ينظرون إلى الدولة نظر المحاذر المراقب ولا حيلة لهم في إرجاع نفوذهم، وبلغ الفرس أرفع المنازل عند العباسيين في أيام البرامكة، فزاد حقد العرب عليهم وسعوا في إسقاطهم رغم ما كان من جود البرامكة وكرم أخلاقهم، ولعلهم كانوا يبالغون في السخاء دفاعًا عن مركزهم، على أنهم لم ينجوا من الحساد ممن ينتصرون للعرب فوشوا بهم واتهموهم بالطمع في الملك حتى نكبهم الرشيد، ومن أشهر وشاتهم الفضل بن الربيع وهو لم يكن عربيًّا ولكنه ينتسب إلى العرب لاتصال نسبه بمولى عثمان بن عفان.٢
فلما نكب البرامكة ظن العرب أنهم سيرجعون إلى شوكتهم وسلطانهم، ثم مات الرشيد واختلف ابناه الأمين والمأمون على الخلافة، والأمين عربي الأبوين؛ لأن أمة زبيدة حفيدة المنصور، فأخذ أهل بغداد بناصره وفيهم جند العرب (الحربية)، وأما المأمون فأمه فارسية، وكان في خراسان بين أخواله وشيعته٣ فنصره الخراسانيون كما نصروا أجداده، وانتهى الخلاف بمقتل الأمين وفوز المأمون، فعاد النفوذ إلى الفرس وعادوا إلى امتهان العرب، فعظم ذلك على هؤلاء، وخصوصًا لما تولى الحسن بن سهل، وهو فارسي مجوسي الأصل حديث العهد في الإسلام، فطعنوا في إسلامه وقالوا: «لا نرضى بالمجوسي ابن المجوسي.» وتمردوا على الحكومة، ولكنهم عادوا إلى السكينة قهرًا٤ وجاء المأمون إلى بغداد واستتب الأمر له ولنصرائه، واشتغل هو بالعلم والفلسفة فجره ذلك إلى القول بأن القرآن مخلوق، فازداد العرب كرهًا له ولكنهم لم يستطيعوا رده.

(١-٢) الأتراك

فلما مات المأمون سنة ٢١٨ﻫ أفضت الخلافة إلى أخيه المعتصم بالله، وكانت أمة تركية الأصل من بلاد الصفد في تركستان٥ فشب محبًّا للأتراك، وكان قد أصبح لا يأتمن الفرسَ على نفسه بعد أن قتلوا أخاه الأمين، وهي أول مظاهر جرأتهم على الخلفاء، ولم يكن له من الجهة الأخرى ثقة في جند العرب؛ لما يعلمه من ضعفهم بعد ما سامهم إياه العباسيون من الإذلال، وزِدْ على ذلك أن أخاه المأمون أوصاه عند دنو أجله بمحاربتهم، فلم يَرَ له غنًى عن الاعتماد على من ينصره من غير الفرس والعرب، وكانت الفتوح الإسلامية قد أدركت ما وراء النهر، وكان العمال هناك يبعثون الهدايا إلى بلاط الخلفاء وفي جملتها صبيان الأتراك والفراغنة، فهان عليه اقتناؤهم لاتصال نسب أمه بهم، فاقتنى منهم ألوفًا اشترى بعضهم بالمال والبعض الآخر أتاه على سبيل الهدية، وتكاثروا حتى بلغ عددهم ثمانية عشر ألفًا٦ فضاقت بهم بغداد وضجر البغداديون من سوء تصرفهم، فابتنى لهم مدينة سامرا وأنزلهم فيها،٧ وأطلق لهم الأرزاق وجنَّد منهم الجنود، ولا ريب أنهم كانوا عونًا له في تأييد سلطانه، والفوز في حروبه ضد أعدائه من الروم والترك، ولكنهم كانوا من الجهة الأخرى سبيلًا إلى تقهقر الدولة العباسية بما كان من مطامعهم في الأموال، واستئثارهم بالنفوذ، حتى أصبحت الدولة وبيت مالها وخلفاؤها تحت رحمتهم.
وكان المأمون عالمًا حكيمًا، وكل بطانته وجلسائه من أهل الحكمة والعلم، وكان مع ذلك رقيق الجانب يُضربُ المثلُ برقَّته ودَعته، قال يحيى بن أكثم: «ماشيت المأمون يومًا من الأيام في بستان مؤنسة بنت المهدي، فكنت من الجانب الذي يستره من الشمس، فلما انتهى إلى آخره وأراد الرجوع أردت أن أدور إلى الجانب الذي يستره من الشمس فقال: «لا تفعل، ولكن كن بحالك حتى أسترك كما سترتني.» فقلت: «يا أمير المؤمنين لو قدرت أن أقيك حر النار لفعلت، فكيف الشمس؟!» فقال: «ليس هذا من كرم الصحبة.» ومشى ساترًا لي من الشمس كما سترته.»٨

وقال يحيى بن خالد بن برمك أيضًا: «كنت نائمًا عند المأمون فعطش فامتنع أن يصيح بغلام يسقيه، وأنا نائم فينغص علي نومي، فرأيته وقد قام يمشي على أطراف أصابعه حتى أتى موضع الماء، وبينه وبين المكان الذي فيه الكيزان نحو من ثلثمائة خطوة، فأخذ منها كوزًا فشرب ثم رجع يمشي على أطراف أصابعه حتى قرب من الفراش الذي أنا عليه فخطا خطوات خائف لئلا ينبهني حتى صار إلى فراشه.»

وبالغ المأمون في ملاطفة حاشيته ورجال دولته حتى طمع خدمه فيه واستخفوا به، قال عبد الله بن طاهر: «كنت عند المأمون يومًا، فنادى بالخادم: يا غلام! فلم يجبْه أحدٌ، ثم نادى ثانيًا وصاح: يا غلام! فدخل غلام تركي وهو يقول: «ما ينبغي للغلام أن يأكل ولا يشرب؟! كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام! إلى كم يا غلام؟!» فنكس المأمون رأسه طويلًا فما شككت أن يأمرني بضرب عنقه! ثم نظر إليَّ وقال: يا عبد الله، إن الرجل إذا حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه، وإذا ساءت أخلاقه حسنت أخلاق خدمه، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لتتحسن أخلاق خدمنا.»٩

•••

تلك كانت مناقب المأمون من اللطف والدَّعة والحلم، مع العلم والأدب والفضل وسعة الصدر، فخلفه المعتصم وكان عاريًا من العلم يقرأ قراءة ضعيفة١٠ وكان غضوبًا شديد النقمة١١ منصرف الهمة إلى ركوب الخيل واللعب بالصوالجة١٢ وساعده على ذلك قوة بدنه فقد كان يحمل ألف رطل ويمشي بها خطوات١٣ فرأى رجال الدولة فرقًا بعيدًا بينه وبين أخيه، فلم يخلصوا له فازداد هو رغبة في أتراكه وفراغنته، وكان مع ذلك على رأي أخيه المأمون من قبيل القول بخلق القرآن، فاستخدم العنف والشدة في تأييده حتى لقد أحضر أحمد بن حنبل الإمام الشهير وسأله عن رأيه في القرآن فلم يجب إلى القول بخلقه، فأمر بجلده جلدًا عظيمًا حتى غاب عقله وقطع جلده وحبس مقيدًا١٤ فزاد نفور عامة المسلمين منه وخصوصًا العرب وهو لا يكترث بذلك، وإنما كان معتمده على جنده الأتراك وهم حديثو العهد في الإسلام وفي التمدن الإسلامي؛ لأنهم جاءوا من بلاد كانت لا تزال في عهد الجاهلية، وكانوا حجر عثرة في طريق ذلك التمدن، ففسدت النيات واضطربت الأحوال وابتدأت الدولة في التقهقر من ذلك الحين.

(١-٣) المال

وكانت غاية المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين تأييد الإسلام ونشره ورفع شأن العرب، فلما طلب الأمويون الخلافة احتاجوا إلى المال، فبذلوا كل وسيلة في سبيل جمعه وقلت الرغبة في تأييد قواعد الدين، ولكنهم ظلوا على تعصبهم للعرب وزادوا عليه احتقارهم سائر الأمم، فكان مطمح أنظارهم «العرب والمال»، فلما تولى العباسيون أهملوا أمر العرب، واستبدلوه بنصرة الإسلام على الإطلاق، وانصرفوا في أيام زهوهم إلى الاشتغال بالعلم والفلسفة والتجارة وغيرها من عوامل التمدن، واستعانوا على ذلك بالفرس وكانوا عريقين في المدنية قبل الفتح الإسلامي، وفيهم استعداد فطري للتمدن فضلًا عن أن تأييد الدولة العباسية يعود بالعمران على بلادهم؛ لأن مركز الخلافة فيها، فاخلصوا الخدمة فعمرت البلاد ونضجت الثروة وتدفقت ينابيعها، ففاضت الأموال في خزائن الخلفاء ورجال دولتهم فأسرفوا وانغمسوا في الرخاء والرغد والترف، حتى بلغوا قمة المجد في أيام الرشيد والمأمون، فلما كانت أيام المعتصم واستكثر من المماليك الأتراك — كما تقدم — واستخدمهم في مصالح الدولة، انحصرت غاية رجال الدولة في اختزان الأموال لأنفسهم ولو آل ذلك إلى خراب البلاد؛ لأنها ليست بلادهم ولا أهلها أهلهم، وإنما كان همهم حشد الأموال وحملها إلى بلادهم١٥ وضعف الخلفاء عن رد شكيمتهم فطمع فيهم العمال والوزراء واستبدوا، وصاروا يتسابقون إلى الاستئثار بالأموال فتحولت ثروة الدولة العباسية من الخليفة وبيت المال إلى الوزراء والعمال والكتَّاب والقواد ونحوهم، فاضطر الخلفاء لإصلاح شؤونهم واستبقاء سلطانهم إلى الجند، والجند يتطلبون الأموال، والأموال عند الوزراء والعمال والكتاب، فعمد الخلفاء إلى مصادرة هؤلاء؛ أي أخذ أموالهم بالقوة، والمصادرة تحتاج إلى رجال وهم لا يعملون عملًا إلا بالمال.
فأصبح المال محور القوة لحفظ كيان الدولة، وعليه معول الخلفاء في تثبيت بيعتهم ومحاربة أعدائهم والدفاع عن حياتهم، حتى في داخل قصورهم، وامَّحت العصبية القرشية التي قضت على عيسى بن مصعب بن الزبير أن يخالف أباه مصعبًا في أثناء محاربته عبد الملك بن مروان سنة ٧١ﻫ ويسلم نفسه للقتل حياءً من قريش، وكان مصعب قد يئس من البقاء وهو يدافع عن حق أخيه عبد الله في الخلافة، فجاءه محمد بن مروان فبذل له الأمان إذا سلم فأبى ولكنه حرض ابنه عيسى على التسليم لحفظ حياته فأجابه الغلام: «لا تتحدث نساء قريش أني خذلتك ورغبت بنفسي عنك.» فقال له مصعب: «اذهب أنت ومن معك إلى عمك في مكة فأخبره بما صنع أهل العراق ودعني فإني مقتول.» فقال الغلام: «لا أخبر عنك قريشًا أبدًا، ولكن يا أبتِ الحقْ بالبصرة فإنهم على الطاعة، أو الحقْ بأمير المؤمنين.» فقال مصعب: «لا تتحدث قريش أني فررت.» ثم قال لابنه: «تقدم إني أحتسبك.» فتقدم وقاتلوا حتى قتلوا جميعًا.١٦
ثم إن ثروة الدولة تتبع حال الدولة من العسر واليسر، فلما كانت الدولة العباسية في إبان عمرانها على عهد الرشيد والمأمون كانت الثروة على معظمها فيها، ثم أخذت في التقهقر بغتة من أيام المعتصم، ويتضح ذلك جليًّا من مقابلة مجاميع القوائم الثلاث المتقدم ذكرُها وأقدمها أكثرها وهي:
  • (١)

    قائمة ابن خلدون من سنة ٢٠٤ إلى ٢١٠ﻫ ارتفاعها ٣٩٦١٥٥٠٠٠ درهم.

  • (٢)

    قائمة قدامة من سنة حوالي ٢٢٥ﻫ ارتفاعها ٣٨٨٢٩١٣٥٠ درهمًا.

  • (٣)

    قائمة ابن خرداذبة من سنة حوالي ٢٥٠ﻫ ارتفاعها ٢٩٩٢٥٦٣٤٠ درهمًا.

فترى أن ارتفاع الدولة كان في أول القرن الثالث نحو ٤٠٠ مليون درهم، ما عدا الأموال والغلات، ثم صار في الربع الأول من القرن المذكور ٣٨٨ مليون بدون غلات، ثم صار في أواسط ذلك القرن أقل من ٣٠٠ مليون، فاعتبر هذا التدريج في النقص إلى أواخر أيام الدولة، على أننا لا نستطيع إثبات ذلك صريحًا في كل العصور؛ لقلة المصادر التي بلغت إلينا في هذا الشأن، إما لعدم عناية الحكومة في تدوين الميزانيات المضبوطة، أو لضياعها في أثناء الفتن الأهلية وغيرها.

(٢) مقدار الجباية في عصر الاضمحلال

وإذا نظرنا فيما كان يجتمع ببيت المال من بقايا الجباية على توالي الأعوام، رأيناه لا يقاس بما كان يبقى فيه على عهد الخلفاء الأولين، على أنهم كانوا إذا توفق لهم خليفة حكيم يقتصد فيجمع شيئًا خَلَفَه من يسرف فيضيعه، ومن أمثالهم المأثورة أن ما جمعه السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد أنفقه الأمين (سنة ١٩٣–١٩٨)، وما جمعه المأمون والمعتصم والواثق أنفقه المتوكل (سنة ٢٣٢–٢٤٧)، وما جمعه المنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي أنفقه المقتدر (سنة ٢٩٥–٣٢٠ﻫ).

أما مقدار الجباية في العام فلم نتوفق إلى تفصيل له إلا في أيام المقتدر، إذ اضطر وزيره علي بن عيسى لتبرئة نفسه مما لحق بيت المال من العجز أن يرفع تقريرًا بما كان من مقدار الدخل والخرج لعام ٣٠٦ﻫ، وكانت نسخة هذا التقرير ضائعة حتى أظهرها البارون فون كريمر، ونشرها في كتاب سماه جباية الدولة العباسية١٧ لسنة ٣٠٦، وصدَّره بمقدمة ألمانية؛ ذكر فيها كيفية عثوره على تلك النسخة، وما عاناه في قراءتها؛ لأنها مكتوبة بخط عربي غير مألوف، وأبدى ملاحظاته على تلك القائمة مما يطول شرحه فنكتفي بذكرها كما قرأها هو.
والقائمة المذكورة عبارة عن أربعة أقسام:
  • الأول: في جباية السواد وملحقاته.
  • والثاني: في جباية المشرق، أي البلاد الواقعة شرقي السواد.
  • والثالث: جباية المغرب، أي البلاد الواقعة غربي السواد.
  • والرابع: جباية الأموال الخاصة والموقوفة.

(٢-١) جباية الدولة العباسية لسنة ٣٠٦ﻫ

وهي قائمة علي بن عيسى وزير المقتدر كما قرأها فون كريمر.

جباية السواد

حرف (أي بيان) عن السواد والأعمال المعمورة والبلاد المذكورة.
دينار
١٨٤٦١٨١ (المجموع)*
١٥٤٧٧٣٤ أموال السواد وطساسيجه وصدقات أراضي المغرب (أي الغرب) بالبصرة والمراكب بها وسائر ما ينسب إليها ويجري معها باذوريا وكلواذي ونهربين ١٦٦٢٨٣ درهمًا.
تفصيلها:
١٩٨٣١٣ الأنبار وقطربل وسد.
٧٥٥٧٦ بهرسير والرومقان وإيغار يقطين وجازر والمدينة العتيقة.
٢٥٠٠٠ كوني ونهر درقيط.
٩٥٢٦ الزاب الأعلى ونهر كشتاسب.
١٦٧٣٦ الفلوجة العليا والأرحاء.
١٣٥٨٥ الفلوجة السفلى والنهرين وعين التمر.
١٤٠٢٥٩ السيب الأعلى وسورا وبابل وخطرنية وباروسما الأعلى.
٣٨٣٥٠ نهر الملك ومورجا ونهر جوبر والأساسان والمالكيات.
٤٦٣٣٦ باروسما الأسفل.
١١٠١٥٤ طساسجة الكوفة والخزن.
٥٠٢١٩ العمارات بِسُرَّ مَنْ رَأَى.
٢٠٥٩٠ نهر بوق والدير الأسفل.
٣٤٣٠٠ بزر جسابور.
٢٠٠٣٥ الراذابان.
١٣٦٦٦ روستقباد.
٤٦٤٨٠ النهروان الأعلى وسمنطاي.
٤٠٣٢٧ النهروان الأوسط.
٦٠٥٣٢ النهروان الأسفل.
١٥٩٠٨٩ الصلح والمنازل.
٤٢٤٩٩ بادرايا وباكسايا.
٣١٠٧٢٠ واسط مع الخاصة والمستحدثة والعباسية بعد النفقات الراتبة.
١٢١٠٩٥ البصرة وكور دجلة.
٢٢٥٧٥ المراكب بالبصرة.
٤٢٧٥٠ أموال الضمانات وما يؤدى عن فصول الأنهار مما ينسب إلى مفردات.
٨٠٢٥٠ العبارة بهيت.
١٦٩٧٥ أسواق الغنم بمدينة السلام وسُرَّ مَنْ رَأَى وواسط والبصرة والكوفة.
١٦٠٠٠ الجوالي بمدينة السلام.
١٣٨٧٤ ما يؤدى إلى الحضرة عن مال الارتفاقات والشجر والمقاطعات.
ترى فرقًا كبيرًا بين هذا المجموع والمجمل المذكور في أول القائمة لعل سببه خطأ في قراءة الأعداد في الأصل، وسنعتمد على المجمل الأول.

جباية المشرق

٦٤٣٩٦٦٣ (المجموع)
١٢٦٠٩٢٢ كور الأهواز ضمانًا على إبراهيم بن عبد الله المسبع وغيره.
١٦٣٤٥٢٠ أموال فارس مع ما يسوغه مؤنس الخادم مع ما في أيدي أصحاب الأطراف مما ورد نفلًا (هبة) فقط.
٢٥٨٠٤٠ ضياع الأمراء بهذه النواحي مع مال المراكب بسيراف.
٣٦٤٣٨٠ كرمان مع ضياع الأمراء سوى مال العهد والورح وقرى المفازة وما يسوغه مؤنس الخادم عن مال الخزن والجهبذة (الصيرفة).
٨٠٠٠٠ مقاطعة عمان سوى اللطف (هدايا) المحمول إلى الحضرة.
١٥٧٠٥٢٥ ارتفاع الخراج والضياع العامة بالمشرق على العقد والارتفاع بالأمانة والضمانة.
٤٦٥٠٧٨ الخراج والأعشار والأخماس بالري والدماوند مع ما فيه مما استخرجه ابن داودان وأحمد بن علي.
١٢٢٦٤٤ الضياع بها
قزوين وزنجان وأبهر:
١١٥٧١٠ الخراج
٥٨٢٩ الضياع
قم:
١٩٧٢٢٩ الخراج
٨٠٢٢٩ الضياع
أصفهان:
٤١٠١٧٨ الخراج على العقد المجددة مع خراج الأكراد وما يغل من الإيغار وضياع السلطان.
١٨٩٣٣٤ الضياع بها
ماه البصرة والإيغارين:
١٨٥٦٣٦ الخراج
٢٦٧٥٢٠ الضياع
همدان:
١٥٠٤٨٠ الخراج
٥٥٧٨٩ الضياع
ماسبذان:
٥٧٧٤٦ الخراج
١٦٧٥٠ الضياع
١٧٦٢٥ ساوة ودار الضرب به.
١٠٥٦٧٨ ماه الكوفة بالخراج سوى الضياع الرأسية والمستحدثة والطعم.
٨٩٥٠٠ الضياع بها
٣٠٠١٥ حلوان عن الخراج والضياع.
٢٢٥١٩٣ أذربيجان وأرمينية على المعارفة التي فورق عليها سبيل السعر.

جباية المغرب

حرف الضياع والخراج العامة بالمغرب وأجناده بعد الاحتسابات التي وضعها (أي خصمها) العمال من أصول الارتفاع كما هو جارٍ في العادات وسوى مقاطعات وثمن أجناس الغنائم مع ما فورق أهل (جزيرة قبرس) على أدائه في كل سنة والأعمال المذكورة والأموال المسماة.

يكون ما يتعلق بالمغرب وأجناده ٤٧٤٦٤٩٢، تفصيله:
٤٦٥٩٣٤١ (المجموع)*
٢٩٠٧٧٣ مصر والإسكندرية بعد الاحتسابات القديمة
١٠٨٠٠٠٠ وسوى مصادرة الماذرائيين ومال المرافق والتجارة الواردة وأثمان الغنائم
جند فلسطين بعد الاحتسابات
٨٠٧٥٠ مال
٢٣٠٦٤٧ جند الأردن بعد الاحتسابات
٤٠٤٦٠ مال
١٠٢٠٦٢
١١٣٠٥٧ جند دمشق بعد الاحتسابات
٢٠٠٤٦٠ مال
١١٥١١٤ جند حمص بعد الاحتسابات
١٣٣٠٩٧ مال
١٣٣٠٩٧ جند قنسرين والعواصم بعد الاحتسابات
٣٥٢٥٧٠ مال
١٥٧٦٥ دلوك ورعبان
٥٢٩٨٥ الثغور الشامية سوى صلح (أي ما صالح عليه) أحمد بن الحسين الكاتب
٥٣٩٧ شمشاط وحصن منصور وكيسوم بعد الموضوع (أي بعد الذي وضع منه أي أسقط)
٦٥٣٣٢ مال
١٤٥٠١ سميساط وملطية بعد الاحتسابات
مال
٥٤٧٨ آمد سوى ما جمع في إقطاع وكاسة بعد الاحتسابات
٨٢٤٢٢ مال
٥٦٧٥٠ أرزان وميافارقين بعد الاحتسابات
٨٢٤٢٢ مال
٢٥٧٢٢٥ ديار مضر
٢٢٧٩٧ ديار ربيعة بعد الاحتسابات
٣٠٤٠٩٣ مال
١٧٧٥٠ الموصل ومردين وبهذرا والرساتيق الجبلية بعد الاحتسابات
٤٩٢٤٣٠ مال
٩٦٥٨٤ طريق الفرات
ترى فرقًا بين هذا المجموع والمجموع المذكور في أعلاه، وسنعتمد على ذاك.

جباية الأموال الخاصة

يكون أموال الأعمال المسماة وأموال الخاصة والأموال الموقوفة وغير ذلك.
١٧٦٨٠١٥ (المجموع)
٢٨٩٠٣٦ الضياع المستحدثة بعد الذي جرى في ضمان واسط أسوة حال الخاصة
٥١٦٤٤٧ أموال الخاصة ما كان منها بنواحي واسط فإنه أضيف إلى أموال العامة وخلط بها ودخل في حمولها ونفقاتها
١٨٥٤١١ العبر (أملاك الشواطئ أي الأملاك على السواحل)
١١٦١٦٠ الأهوار (المستنقعات)
٧٢٦٢٦ المشرق
١٠٤٠٠٠ المغرب
١٨٧٧٨ هيت وأعمالها سوى ضياع السكر
٨٢٤٠ العبر
٥٨٤٥٠ المغرب
٥٢٦٢ الأهوار
٦٢٢٠٠ المشرق
١٤٤٧٦٠ مال الضياع العباسية سوى ما هو بنواحي واسط
١٤٧٣٢ العبر
١٤٢٤٦ الأهوار
٣٠٦٧٢ المشرق
٧٥١١٦ المغرب
٤٥٧٠ مال الموقوف للمساجد سوى ما كان منها بواسط
٢٢٨٦٩ المشرق
١٢٧٦٠ المغرب
٦١٧١٢٦ مال الضياع الفراتية
١٧٠٢٢٦ العبر
١٢٩٧٢٤ الأهوار
٩٧٣٣٦ فارس
٩٥٢٧٨ المشرق
١١٤٢٢٥ المغرب
١٠٠٣١٨ مال الضياع المفردة في سنة ثلاث وثلاثمائة
٧٦٩٨٠ مال الخزن والجهبذة سوى ما يجمعه العمال مع أصول الأموال وسوى ما سوغه مؤنس الخادم منها بفارس وسوى ما دخل منها في ضمان واسط
الخلاصة
١٤٥٠١٩٠٤ دنانير
١٥٤٧٧٣٤ جباية السواد
٦٤٣٩٦٦٣ جباية المشرق
٤٧٤٦٤٩٢ جباية المغرب
١٧٦٨٠١٥ جباية الأموال الخاصة

(٢-٢) نسبة هذه الجباية إلى ما كانت عليه في العصر العباسي الأول

فمجموع هذه الجباية أكثر من ١٤ مليونًا ونصف مليون من الدنانير، وإذا تحولت إلى دراهمَ بلغت نحو جباية العصر العباسي الأول، غير أن الحال في هذه الجباية غير ما كانت عليه في ذلك العصر؛ لأن هذا المجموع لم يَفِ بالنفقات اللازمة للدولة، وكانت النفقات قد تضاعفت لأسباب سيأتي بيانها، ومن أدلة ذلك ما جاء في «عنوان السير» عن نفقات الدولة على عهد علي بن عيسى، وقد ذكرها المؤلف المذكور بنوع خاص غير النفقات الاعتيادية وهي:
دينار
٩٧٧٢٩٢٥
٣١٥٤٢٦٥ نفقات الحرمين وطريقهما
٤٩١٤٥٦ نفقات الثغور
٥٦٥٦٩ رواتب القضاة في الممالك
٣٤٤٣٩ رواتب ولاة الحسبة والمظالم في جميع البلاد
٧٩٤٠٢ رواتب أصحاب البريد
وكل هذه الأبواب لم يكن لها ذكر في قائمة المعتضد، ناهيك بزيادة الجند وغيره من أسباب النفقة، بحيث زاد الخرج على الدخل في أيام علي المذكور ٢٠٨٩٨٩٤ دينارًا.١٨
وقِسْ على ذلك أحوال بيت المال قبل المقتدر وبعده، مما يختلف باختلاف الخلفاء والوزراء وسائر الأحوال، ولكن يقال بالإجمال إن الثروة تقهقرت بعد المأمون بتقهقر الدولة وانحطت بانحطاطها، والثروة — كما قدمنا — ما يفيض من الدخل على الخرج ولذلك قلما كان يبقى في بيت المال بقية إلا في أحوال قليلة وبمبالغَ صغيرةٍ، فالمعتصم ترك في بيت ماله ٨٠٠٠٠٠٠ درهم١٩ والمستعين (سنة ٢٥١ﻫ) خلَّف في بيت المال ٥٠٠٠٠٠ دينار،٢٠ والمكتفي (سنة ٢٩٥ﻫ) خلَّف ١٥٠٠٠٠٠٠ دينار، والظاهر أنها اجتمعت بتوالي الخلفاء، فلما تولى المقتدر أنفقها كلها، وأنفق ما جمعه في أيامه من أموال المصادرة فضلًا عن الخراج،٢١ حتى قدروا ما أنفقه ضياعًا وتبذيرًا بنيف و٧٠٠٠٠٠٠٠ دينار٢٢ ما عدا نفقات الدولة، واضطر مع ذلك لاسترضاء الجند والغلمان للخلافة أن يبيع ضياعه وفرشه وآنية الذهب،٢٣ وبلغ من فقر بيت المال في أيام المطيع لله سنة ٣٦١ﻫ أنه باع ثيابه وأنقاض داره ليدفع ٢٠٠٠٠٠ درهم طُلِبت منه للجند في أثناء الفتنة ببغداد،٢٤ وكانت أحوال الخلفاء قد تغيرت في أيام الراضي بالله سنة ٣٢٢ﻫ وخرجت قيادة الأمور من أيديهم، ولم يبقَ لهم غير الخطبة والسكة.٢٥

ولاضمحلال الثروة العباسية أسباب توضح كثيرًا مما جاء في جريدة علي بن عيسى من أسماء بعض الضرائب غير المألوفة.

هوامش

(١) ابن خلدون ١٤٧ ج١.
(٢) ابن خَلِّكَان ٤١٢ ج١.
(٣) ابن الأثير ٩٢ ج٦.
(٤) ابن الأثير ١٢٩ ج٦.
(٥) ابن الأثير ٢١٥ ج٦.
(٦) القرماني ١٥٧.
(٧) اليعقوبي (كتاب البلدان) ٣٢.
(٨) العقد الفريد ٢٠٩ ج١.
(٩) المستطرف ٩٦ ج١.
(١٠) القرماني ١٥٥.
(١١) أبو الفداء ٢٧ ج٢.
(١٢) ابن الأثير ٢١٦ ج٢.
(١٣) الفخري ٢٠٩.
(١٤) ابن الأثير ١٨١ ج٦.
(١٥) ابن الأثير ٢٠٩ ج٦.
(١٦) ابن الأثير ١٥٩ ج٤.
(١٧) Ennahmebudget des Abbasiden Reiches.
(١٨) عنوان السير نقله كريمر في كتاب Einnahmebudget des Abbasiden Reiches.
(١٩) الفخري ٢٠٩.
(٢٠) الطبري ١٥٤٥ ج٣.
(٢١) ابن الأثير ٤ ج٨.
(٢٢) ابن الأثير ٩٠ ج٨.
(٢٣) صلة تاريخ الطبري ١٤٤.
(٢٤) ابن الأثير ٢٤٤ ج٨.
(٢٥) الفخري ٢٥٢ وابن الأثير ١٤٢ ج٨.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤