العلوم الإسلامية

نقتصر من أصحاب هذه العلوم على الأشهر، ولا سيما الذين اشتغلوا بالعلوم الأخرى، وفي هذا العصر ظهر الإمام محمد بن عبد الوهاب صاحب الطائفة الوهابية، فنبدأ بسيرته وما خلفه من الآثار ثم نأتي على سواه.

محمد بن عبد الوهاب (توفي سنة ١٢٠٦ﻫ): هو رأس الوهابية وإمامهم، ولد في العيينة من إقليم العارض من نجد نحو سنة ١١١٦ﻫ، وكان أبوه شيخًا فقيهًا فربي في حجره على المذهب الحنبلي، ثم انتقل لإتمام دروسه في البصرة وهم بزيارة مكة والمدينة وعاد إلى بلده، ثم تزوج في الحريملة بالعارض وأقام فيها واشتهر بين قومه بالتقوى وصدق التدين، وأنحى عليهم باللائمة لتقاعدهم عن الفروض الدينية وإهمالهم قواعد الدين الأساسية، وبالغ في تعنيفهم حتى تآمر بعضهم على قتله وتربصوا له في مكمن، فأدرك غرضهم ففر إلى بلده العيينة وأخذ يجتذب الأحزاب إليه من أهله وأبناء قبيلته بالوعظ والمراسلة والإقناع، فالتف حوله جماعة من الأنصار في بلدته وما يحيط بها، وقوي نفوذه وصار يحكم بين أتباعه بما يراه، فسعى أمير الحسا في قتله ففر وزاد أتباعه تمسكًا بدعواه، فوسطوا أمير العارض محمد بن سعود في استقدامه وحمايته فاستقدمه، فأقام في الدرعية وأحسن ابن سعود وفادته وتكاثر أنصاره، وانتشرت تعاليمه في نجد وغيرها وقد نشرنا خلاصتها في تاريخ مصر الحديث ١٥٦ ج٢ من الطبعة الثانية.
وما زال عاملًا على نشر هذه التعاليم وابن سعود ينشر نفوذه معه حتى توفي محمد وخلفه ابنه عبد العزيز، وخافت الدولة العلية على سلطانها في جزيرة العرب، فكلفت محمد علي باشا بمحاربتهم كما فصلنا ذلك في «تاريخ مصر الحديث» وغلبهم، لكن الوهابية لا تزال باقية ولها أتباع منتشرون في جزيرة العرب وغيرها، وهاك أهم ما وصلنا من تعاليمها وسائر أحوالها:
  • (أ)

    لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب ومذهبه: في الخزانة التيمورية.

  • (ب)

    التوحيد: في المتحف البريطاني.

  • (جـ)

    تفسير الفاتحة.

  • (د)

    تفسير الشهادة ومعرفة الله تعالى، كلاهما في المتحف المذكور.

  • (هـ)

    التوضيح عن توحيد الأخلاق في الرد على أهل العراق، ويشتمل على بيان الطريقة الوهابية لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، طبع بمصر سنة ١٣١٩.

  • (و)

    الأقوال المرضية في الرد على الوهابية لمحمد بن عطا، طبع بمصر سنة ١٩٠١.

  • (ز)

    الدرر السنية في الرد على الوهابية، طبع بمصر سنة ١٢٩٩.

ونشرع بعد ذلك بإيراد أشهر أئمة العلوم الإسلامية حسب المواضيع:

(١) في الحديث

  • (١)
    عبد الرءوف المناوي (توفي سنة ١٠٣١ﻫ): هو عبد الرءوف زين الدين الحدادي المناوي بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين، ولد في القاهرة سنة ٩٥٢ واشتغل من صباه بالعلوم العويصة كالتصوف ونحوه، فضلًا عن الحديث وغيره، وانقطع عن الناس للعلم، ثم دعي للتعليم في المدرسة الصالحية فعلم بها ثم اعتزل التدريس حتى توفي، وأهم مؤلفاته لما نحن فيه:
    • (أ)

      كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق: معجم يشتمل على ١٠٠٠٠ حديث استخرجها من ٤٤ كتابًا، طبع بمصر سنة ١٣٨٦ وسنة ١٢٠٥، له: مختصر لعبد الغني النابلسي (١١٤٣) اسمه كنز الحق المبين، منه نسخة في المكتبة الخديوية.

    • (ب)

      الدر المنضود في ذم البخل ومدح الجود: مجموع أمثال وحكم بهذا المعنى، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١١٢ صفحة.

    • (جـ)

      الجواهر المضية في الأحكام السلطانية: في أحوال السلطان والوزراء والوكلاء، في ليدن.

    • (د)
      الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية: هي طبقات الصوفية تشتمل على تراجم رجال هذه الطائفة في طبقات:
      • الأولى: من توفي في القرن الأول للهجرة من نساك الصحابة وزهادهم وهم ٣٦ رجلًا منهم الخلفاء الراشدون.
      • والثانية: الذين توفوا في القرن الثاني أو قبيله ومنهم التابعون ١٣٠ إنسانًا.
      • والثالثة: وفيات القرن الثالث وهم ٧٧ وهكذا إلى الخامسة فالسادسة إلى الحادية عشرة، ورجال كل طبقة مرتبون على الهجاء، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٨٨٠ صفحة، ويوجد أيضًا في المتحف البريطاني وتونس.
    • (هـ)

      الطبقات الصغرى: في التراجم أيضًا ويسمى «إرغام أولياء الشيطان» ألفه بعد شيوع كتابه الكواكب الدرية في مناقب الصوفية، ثم اختصره واقتصر على مناقب أولئك السادة، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٢٧٦ صفحة.

    • (و)

      غاية الإرشاد في معرفة أحكام الحيوان والنبات والجماد: في غوطا وباريس.

    • (ز)

      آداب الأكل والشرب: من قبيل آداب السلوك، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٨٠ صفحة.

    • (ح)

      شرح خطبة القاموس: في المكتبة الخديوية في بضع عشرة صفحة.

    • (ط)

      إتحاف السائل بفضائل فاطمة: في الخزانة التيمورية

      (خلاصة الأثر ٤١٢ ج٢).

      وقد تقدم ذكر بعض المحدثين في أثناء كلامنا في المواضيع الأخرى.

(٢) الفقه الحنفي

  • (١)
    برهان الدين الحلبي (٩٥٦): تعلم في حلب والقاهرة واشتهر بكتاب: ملتقى الأبحر في فروع الفقه الحنفي، طبع بالأستانة على الحجر سنة ١٢٧١ وترجم إلى الفرنساوية وطبع بمرسيليا سنة ١٨٨٢، وإلى التركية مع شرح الموقوفاتي، طبع بمصر سنة ١٢٥٤، وفي الأستانة سنة ١٢٦٩ وعليه شروح عديدة أحدها للحصكفي، طبع في الأستانة غير مرة.
  • (٢)
    ابن نجيم المصري زين العابدين، توفي سنة ٩٧٠، له:
    • (أ)

      كتاب الأشباه والنظائر في الفقه الحنفي، طبع في كلكلة سنة ١٨٣٦، وفي مصر سنة ١٢٩٨، وله شروح عديدة لابن حبيب الغزي ومصطفى خير الدين وعبد الغني بن إسماعيل وغيرهم، مفرقة في المكاتب.

    • (ب)

      البحر الرائق على كنز الدقائق، طبع بمصر سنة ١٣١١ في ثمانية أجزاء.

  • (٣)
    شمس الدين التمرتاشي الغزي: المتوفى سنة ١٠٠٤ تعلم بالقاهرة، وله: تنوير الأبصار وجامع البحار في الفقه الحنفي، منه نسخة خطية في مكاتب أوربا والأستانة والهند والمكتبة الخديوية، وعليه شروح منها الدر المختار للصحكفي المتوفى سنة ١٠٨٨، وشروح أخرى منها نسخ في المكتبة الخديوية، وله كتب أخرى.
  • (٤)
    أبو الإخلاص الشرقبلاوي المتوفى سنة ١٠٦٩: هو الحسن بن عمار الوفائي الحنفي من أساتذة الأزهر، له: نور الإيضاح ونجاة الأرواح في الصلوات، عليها شروح عديدة وله بضعة عشر مؤلفًا أخرى في الفقه أكثرها موجود في المكتبة الخديوية.
  • (٥)
    خير الدين الفاروقي الأيوبي العليمي المتوفى سنة ١٠٨١: ولد في الرملة وتعلم في الأزهر، له: الفتاوى الخيرية لنفع البرية، جمعه ابنه، طبع بمصر سنة ١٣٠٠ في مجلدين.
  • (٦)
    محمد بن حمزة الأيديني الكوز لحصاري (١١١٦): له رسائل كثيرة وكتب في الفقه الحنفي موجودة في المكتبة الخديوية.

(٣) الفقه المالكي

  • (١)
    أبو الإمداد برهان الدين اللقاني: من أساتذة الأزهر توفي سنة ١٠٤١، وله:
    • (أ)

      جوهرة التوحيد.

    • (ب)

      أرجوزة في علم الكلام، في المكتبة الخديوية لها شروح عديدة منها: هداية المريد في برلين وغوطا، وإتحاف المريد في أكثر مكاتب أوربا، عليه شروح لعلي العدوي طبع بمصر سنة ١٢٨١، وشرح لمحمد الأمير طبع بمصر مرارًا، وشرح للباجوري طبع بمصر مرارًا وله شروح أخرى منها: إرشاد المريد وفتح القريب للأجهوري ١٠٨٠ طبع بمصر وعليه شروح وحواشٍ أخرى.

  • (٢)
    نور الدين الأجهوري ١٠٦٦: من شيوخ الأزهر المالكية له مؤلفات عديدة في المكتبة الخديوية.

(٤) الفقه الشافعي

  • (١)
    ابن حجر الهيثمي (توفي سنة ٩٧٣ﻫ): هو أحمد بن محمد بن علي أبو العباس شهاب الدين بن حجر الهيثمي المكي الأزهري الجنيدي، علِم الفقه بمكة وتوفي سنة ٩٧٣، وله:
    • (أ)

      مبلغ الأرب في فخر العرب، في المكتبة الخديوية.

    • (ب)

      الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم، رحلة مطبوعة بمصر سنة ١٣٠٩.

    • (جـ)

      تحرير المقال في تأديب الأطفال، فيه فوائد يحتاج إليها مؤدِّب الأطفال نقلًا عن القرآن والحديث وأقوال السلف، في المكتبة الخديوية في ٤٠ صفحة.

    • (د)

      الصواعق المحرقة على أهل الرفض والزندقة: قال في سبب تأليفه: إنه أراد بيان حقيقة خلافة الصديق وإمارة ابن الخطاب فألفه وأخذ في قراءته سنة ٩٥٠ في المسجد الحرام لكثرة الشيعة والرافضة بمكة، ثم رأى أن يوسعه ويطوله ففعل وسماه الصواعق المحرقة؛ لأنه يدحض أقوال الرافضة بالأدلة، فيه أبحاث في تاريخ الأئمة الأربعة الراشدين وبعض بني أمية، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٤٨٢ صفحة، وطبع بمصر سنة ١٣٠٧ وغيرها.

    • (هـ)

      القول المختصر في علامات المهدي المنتظر: في المكتبة الخديوية.

    • (و)

      كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع، رد على كتاب فرح الأسماع برخص السماع للتونسي (٨٨٢)، في المتحف البريطاني.

    • (ز)

      تحفة المحتاج لشرح المنهاج: طبع بمصر مرارًا، وللشرواني عليه حاشية، طبعت بمصر في عشرة أجزاء سنة ١٣١٥.

    • (ح)

      الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان، طبع بمصر مرارًا.

    • (ط)

      النعمة الكبرى في المولد النبوي: في الخزانة التيمورية.

    • (ي)

      الفتاوي الهيثمية: طبعت بمصر في ٤ مجلدات.

    • (ك)

      شرح مشكاة المصابيح للتبريزي: وهو من الكتب الهامة طبع في الهند ومنه نسخة في المكتبة الخديوية.

    • (ل)

      معجم أشياخه: في المكتبة الخديوية.

  • (٢)
    وجيه الدين بن زياد المتوفى سنة ٩٧٥: هو عبد الرحمن بن عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن زياد الغيثي المقصري الزبيدي الشافعي، له بضعة وثلاثون مؤلفًا في الفقه وفروعه، موجودة في المكتبة الخديوية.
  • (٣)
    شمس الدين الشربيني الخطيب (٩٧٧)، له:
    • (أ)

      شرح منهاج الطالبين للنووي، طبع بمصر سنة ١٣٠٨ في ٤ مجلدات.

    • (ب)

      السراج المنير في التفسير، طبع بمصر سنة ١٣١١.

(٥) الفقه الحنبلي

لم يظهر في الفقه الحنبلي من يستحق الذكر، لكننا نذكر لأحدهم كتابًا هامًّا في موضوعه نعني: كتاب عمدة الصفوة في حل القهوة لعبد القادر الأنصاري الجزري، ألفه سنة ٩٦٦، بيَّن فيه أصل القهوة وتاريخها، طبع في باريس سنة ١٨٣٦.

(٦) التصوف

أما الصوفية فظهر منهم عشرات من العلماء، فهم جماعة اشتغلوا في العلوم الأخرى، وخلفوا آثارًا يستفيد منها الأديب والمؤرخ والشاعر، أشهرهم:
  • (١)
    عبد الوهاب الشعراني (توفي سنة ٩٧٣ﻫ): هو عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني ولد في ساقية أبي شعرة في المنوفية، وعاش متصوفًا في الفسطاط، واشتغل في علم الحديث وغيره، وكان له شأن عظيم حسده عليه معاصروه فناهضوه وناهضهم، فانتصر له جماعة من أهل الوجاهة والنفوذ، وفي أيامه انتقلت الديار المصرية من السلاطين المماليك إلى الدولة العثمانية وآلت مقاومة حساده إلى زيادة شهرته، فأنشأ مدرسة تبث تعاليمه وعلومه فتقاطر إليه الطلاب المريدون لحضور الذكر، وأخذ في تأليف الكتب وانتهى أمره بشيعة أو طريقة تنسب إليه، وخلف آثارًا تزيد على خمسين كتابًا في مواضيع شتى، نذكر ما يهم القراء منها وهي:
    • (أ)

      الدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة: هي موسوعة في علوم القرآن والفقه وأصوله والدين والنحو والبلاغة والتصوف، منها نسخة في المكتبة الخديوية في ٣٢ صفحة، وفي برلين وغوطا.

    • (ب)

      اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: في عقائد الصوفية منه نسخ في مكاتب أوربا، وقد طبع بمصر مرارًا.

    • (جـ)

      الميزان الخضرية: في الجمع بين الأئمة الأربعة، طبع بمصر سنة ١٢٨٦، وقد ترجمه الدكتور بيرون إلى الفرنساوية، وطبع في الجزائر سنة ١٨٧٠ و١٨٩٨.

    • (د)

      الميزان الكبرى الشعرانية: مدخلة لجميع أقوال الأئمة المجتهدين ومقلديهم في الشرعية المحمدية، طبعت بمصر سنة ١٢٧٥ و١٣٠٢ في جزءين، وقد ذكرناها عند كلامنا عن التصوير صفحة ٢٦٩.

    • (هـ)

      مشارق الأنوار في بيان العهود المحمدية: طبع في القاهرة سنة ١٢٨٧ وفي الأستانة.

    • (و)

      مختصر تذكرة القرطبي: طبع بمصر مرارًا.

    • (ز)

      لواقح الأنوار في طبقات الأخيار: وتعرف بطبقات الشعراني الكبرى، طبعت بمصر مرارًا في مجلدين كبيرين، وهي من كتب التراجم المفيدة لمشاهير الأولياء من أبي بكر إلى أيامه وبينهم من يعسر الوقوف على تراجمهم في سواها.

    • (ح)

      الطبقات الوسطى: منها نسخة في الخزانة التيمورية.

    • (ط)

      أدب القضاة: في المكتبة المارونية بحلب.

    • (ي)

      لطائف المنن والأخلاق: في ترجمة حاله، طبع بمصر غير مرة.

    • (ك)

      البدر المنير: في غريب الحديث، طبع بمصر.

    وله كتب أخرى في التصوف عمومًا وطريقته خصوصًا (ترجمته في الخطط التوفيقية ١٠٩ ج١٤ ولطائف المنن).

  • (٢)
    أيوب القرشي الخلوتي الصالحي المتوفى سنة ١٠٧١: خلف نحو ٥٠ كتابًا في التصوف وما يلحقه، موجودة خطًّا في مكتبة برلين.
  • (٣)
    محيي الدين أبو محمد البكري الصديقي الخلوتي الحنفي: المتوفى سنة ١١٦٢ ولد في دمشق ودخل الطريقة الخلوتية من صغره وحج إلى القدس، ورحل بعد ذلك إلى سائر بلاد الشام وحلب والقاهرة، وتوفي فيها، وله ٤٥ مؤلفًا في التصوف وفروعه ولا سيما في الطريقة الخلوتية، أكثرها موجود في المكتبة الخديوية وفي برلين.

    وهناك جماعة من علماء الصوفية نبغوا في هذا العصر يعدون بالعشرات أشهرهم عبد الغني النابلسي تقدم ذكره بين أصحاب الرحلات [انظر العصر العثماني: الجغرافية والرحلات].

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤