الموسوعات وأصحابها أو المؤلفون في مواضيع مختلفة

  • (١)
    رفاعة بك الطهطاوي المصري توفي سنة ١٨٧٣ / ١٢٩٠ﻫ: هو من أكبر أركان النهضة الأخيرة بمصر، وُلِد في طهطا ١٨٠١، وتلقى العلم في الأزهر حتى تعيَّن إمامًا لبعض آلايات الجند، ولما هَمَّ محمد علي بإرسال البعثة الأولى من نجباء المصريين للتوسع في العلوم في أوربا، أرسل الشيخ رفاعة إمامًا لهم، فسافروا سنة ١٨٢٦ كما تقدم في الكلام على المدارس، فتاقت نفسه إلى تلقي العلوم الحديثة، فعكف على تعلم الفرنساوية بنفسه، وطالع بها التاريخ والجغرافية وغيرهما، وأخذ في الترجمة وهو في باريس، ولما عاد سنة ١٨٣١ وقد نال الشهادات الناطقة ببراعته قلَّده محمد علي الترجمة في مدرسة الطب بدلًا من يوحنا عنحوري، ثم تولى ترجمة كتب الهندسة والفنون العسكرية سنة ١٨٣٣، وبعد سنتين أنشأ محمد علي مدرسة الألسن لتخريج المترجمين، وعهد بإدارتها إلى رفاعة مع إدارة المدرسة التجهيزية، وفي سنة ١٨٤٢ / ١٢٥٨ﻫ تشكل قلم الترجمة من أول فرقة تخرجت في مدرسته، وأنعم عليه بالرتب حتى صار رفاعة بك.
    figure
    رفاعة بك الطهطاوي.
    ولما توفي محمد علي وأصاب الآداب ما أصابها توقف العمل حينًا، ثم أُعِيد إلى نظارة قلم الترجمة، وتولى إدارة جريدة الروضة وهو في كل ذلك لا ينفك عن التأليف والترجمة إلى وفاته سنة ١٢٩٠ﻫ، وقد ملأ مصر بالمترجمين والأساتذة والمهندسين من تلاميذه أو المستفيدين من مؤلفاته، وهاك أهمها:
    • (أ)

      خلاصة الإبريز والديوان النفيس: هي رحلته إلى فرنسا، أمر محمد علي بطبعها وتفريقها على الدواوين.

    • (ب)

      التعريبات الشافية لمريد الجغرافيا، طُبِع مرارًا.

    • (جـ)

      جغرافية ملطبرن: مؤلَّف من عدة مجلدات، تبحث في الجغرافية تاريخيًّا، تُرجِم منه أربعة أجزاء طُبِعت في بولاق.

    • (د)

      قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر: ترجمه في باريس.

    • (هـ)

      المرشد الأمين في تربية البنات والبنين: للتعليم في مدارس البنات.

    • (و)

      التحفة المكتبية في النحو.

    • (ز)

      مواقع الأفلاك في أخبار تليماك، طُبِع في بيروت.

    • (ح)

      مباهج الألباب المصرية في مناهج الألباب العصرية: يبحث في آداب العصر والسياسة ومنافعه وعلومه، طُبِع بمصر.

    • (ط)

      مختصر معاهد التنصيص.

    • (ي)

      المذاهب الأربعة في الفقه.

    • (ك)

      شرح لامية العرب.

    • (ل)

      القانون المدني: عرَّبه مع آخرين.

    • (م)

      قانون التجارة: طُبِع سنة ١٢٨٥.

    • (ن)

      كتاب توفيق الجليل وتوثيق بني إسماعيل في تاريخ مصر.

    • (س)

      هندسة ساسير منقول عن الفرنساوية.

    • (ع)

      رسالة في الطب لم تُطبَع.

    • (ف)

      نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز.

    • (ص)

      له منظومات شعرية كثيرة.

    ونبغ بعده ابنه علي باشا رفاعة، وكان أديبًا ارتقى إلى وكالة نظارة المعارف، وتوفي منذ بضع سنين، وله كتاب «رقم العلم في رسم القلم» في الخط، طُبِع سنة ١٢٨٦ﻫ.

  • (٢)
    بطرس البستاني اللبناني توفي سنة ١٨٨٣ / ١٣٠١ﻫ:
    figure
    بطرس البستاني.
    هو من أسرة البستاني الشهيرة في لبنان، نبغ منها طائفة من الأدباء والعلماء والأساقفة، وكان بطرس من أعظم أركان النهضة العلمية في سوريا، وُلِد سنة ١٨١٩ في الدبية بجوار دير القمر، وظهرت نجابته وهو يتلقى مبادئ العلم، فأنفذه المطران عبد الله البستاني إلى مدرسة عين ورقة، قضى فيها عشر سنوات أتقن فيها اللغة والمنطق والتاريخ والحساب والجغرافية، واللغات السريانية واللاتينية والإيطالية، ومبادئ الفلسفة واللاهوت والقانون، وخرج من المدرسة وهو في العشرين من عمره، وأراد المطران إرساله إلى رومية للدخول في سلك الأكليروس، فلم تقبل والدته، فتعين معلمًا في عين ورقة، واضطربت أحوال سوريا في أثناء ذلك بسبب رغبة الدول في إخراج إبراهيم باشا من سوريا ونفي الأمير بشير، فنزل بطرس إلى بيروت، وكان قد تعلَّم الإنكليزية في ساعات الفراغ، والأميركان يومئذٍ قد أتوا بيروت للتبشير، فاستعانوا به في تعليم العربية وترجمة بعض الكتب، ومنهم الدكتور فانديك، فلما أراد هذا إنشاء مدرسة عبية استعان بالبستاني في إنشائها، وعلَّم فيها سنتين، ثم نزل بيروت وتعيَّن مترجمًا في قنصلية أميركا، وأعان عالي سميث ثم الدكتور فانديك في ترجمة التوراة، وعمد إلى إحياء آداب اللغة العربية، فأخذ في تأليف قاموسه محيط المحيط، وأنشأ مدرسة عالية سمَّاها المدرسة الوطنية أسسها على الحرية الدينية، فتخرج فيها طائفة من الأدباء، وفرغ سنة ١٨٦٩ من تأليف قاموسه في مجلدين كبيرين، وأنشأ مجلة الجنان ١٨٧٠، وجريدة الجنة والجنينة، ودائرة المعارف، وعونه في كل ذلك ابنه سليم المتقدم ذكره، وقد توقفت كلها الآن، وهاك أهمها:
    • (أ)
      دائرة المعارف: هو موسوعة في العلم والأدب والتاريخ، وسائر العلوم الطبيعية والرياضية والأدبية وغيرها، مرتَّبة على حروف المعجم — تعريب ما يسميه الإفرنج Encyclopaedia وهو عمل شاق لا تقوم بمثله إلا الجمعيات، لكن البستاني كان هُمَامًا، ونشطه إسماعيل باشا ماديًّا وأدبيًّا، فأصدر منها في حياته ستة مجلدات، وبدأ بالسابع، فأتم السابع والثامن بعده ابنه سليم، وتوفي قبل الشروع في التاسع، فأصدره أبناؤه الباقون وما بعده إلى الحادي عشر بمساعدة ابن عمهم سليمان البستاني ناظم الإلياذة، وهو ينتهي بمادة «عثمانية»، ثم توقف العمل.
    • (ب)

      محيط المحيط: المتقدم ذكره، وهو يمتاز عن سائر المعاجم بما أدخله فيه من المصطلحات العلمية، والألفاظ المولدة، وتفسير كثير من الألفاظ العامية السورية بما يقابلها في اللغة الفصحى، وقد رتَّبه حسب أوائل الكلم، وطبع له مختصرًا سمَّاه قطر المحيط.

    • (جـ)

      كشف الحجاب في علم الحساب.

    • (د)

      مسك الدفاتر التجارية.

    • (هـ)

      مفتاح المصباح في الصرف والنحو.

    • (و)
      وترجم كثيرًا من الكتب الدينية، وله خطب عديدة كان يلقيها في الجمعيات والأندية، وكان في عصره زعيم الحركة الأدبية في سوريا من حيث المدارس والجمعيات والجرائد والمجلات واللغة والعلم والأدب.١
  • (٣)
    مخائيل مشاقة الدمشقي توفي سنة ١٨٨٨ / ١٣٠٦:
    figure
    مخائيل مشاقة الدمشقي.

    هو من أفراد القرن التاسع عشر، نبغ في معظم علوم عصره من تلقاء نفسه بالدرس والتنقيب، وكان قوي الحجة، دقيق البحث، وعاصر أهم حوادث سوريا ونكباتها وأصيب بكثير منها؛ لأنه تولى مناصب سياسية تقضي بذلك، فقد كان سنة ١٨٦٠ التي حدثت فيها الثورة ومذبحة الشام قنصل أميركا فيها، فشاهد ما تشيب لهوله الأطفال. ودرس الطب بنفسه واشتهر بهذه الصناعة، وكان مع ذلك بارعًا في الرياضيات والموسيقى والفقه والسياسة والأدب والدين، فقضى أيامه بين تحبير وتحرير، ومجادلة ومباحثة وتأليف، لكن أكثر ما نشر من مؤلفاته جدلي، وفي جملتها البرهان على ضعف الإنسان تفنيدًا لتعليم فولتير، وطبعت له مجلة المشرق رسالةً في الصناعة الموسيقية فريدة في بابها، وكان قد دوَّن الحوادث التي شاهدها بنفسه من حوادث سنة ١٨٦٠، فنُشِرت بمصر باسم: مشهد العيان في أخبار جبل لبنان.

هوامش

(١) تفصيل ترجمته في مشاهير الشرق ٢٥ ج٢ (ط٢).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤