العلماء ممن دون أسماء النبات

ذكرنا كيف كان فصحاء الأعراب يفدون على الأمصار للتعليم وبث اللغة، وكيف كان علماء الأمصار أنفسهم ينزلون البادية لأخذ اللغة من مصادرها والتحقق منها قبل أن يدونوها، والآن نذكر العلماء الذين جمعوا أسماء النبات والشجر ودونوها وصنفوا فيها المؤلفات الممتعة اعتبارًا منهم أنها جزء من اللغة.

(١) الخليل بن أحمد AL-khalil Ibn Ahmed (١٠٠–١٧٠ﻫ/٧١٨–٧٨٦م)

هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي: ويقال: الفرهودي نسبة إلى فراهيد بن مالك بن فهم الأزدي البصري سيد الأدباء في علمه وزهده. قال السيرافي: كان الغاية في تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وروى عن أيوب وعاصم الأحول وغيرهما، وأخذ عنه الأصمعي وسيبويه، والنضر بن شميّل وأبو فيد مؤرِّج السدوسي، وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم، وهو أول من استخرج العروض وضبط اللغة وحصر أشعار العرب، وكانت معرفته بالإيقاع هو الذي أحدث له علم العروض؛ وروى أنه كان يقطّع بيتًا من الشعر فدخل عليه ولده في تلك الحالة فخرج إلى الناس وقال: إن أبي قد جن، فدخل الناس عليه وهو يقطع البيت فأخبروه بما قال ابنه، فقال له:

لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتني
أو كنتُ أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني
وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا

ووجه إليه سيلمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي وكان والي فارس والأهواز لتأديب ولده، فأخرج الخليل لرسول سليمان خبزًا يابسًا وقال: ما دمت أجده فلا حاجة لي إلى سليمان.

وللخيل من التصانيف:
  • (١)

    كتاب الإيقاع.

  • (٢)

    كتاب الجمل.

  • (٣)

    كتاب الشواهد.

  • (٤)

    كتاب العروض.

  • (٥)

    كتاب النغم.

  • (٦)

    كتاب النقط والشكل.

  • (٧)

    كتاب في العوامل.

  • (٨)

    كتاب العين في اللغة.

ويقال: إنه لليث بن نصر بن سياد، عمل الخليل منه قطعة وأكمله الليث.

وله كتاب: فائت العين، وكتاب العين، هذا يشمل جملة صالحة من أسماء النبات والشجر.

توفي الخليل سنة ١٨٠ﻫ، وقيل: ١٧٠ﻫ وله أربع وسبعون سنة.

(٢) النضر بن شميل AL-NADR Ibn Shomayl (١٢٢–٢٠٣ﻫ/٧٤٠–٨١٩م)

هو النضر بن شميّل بن خرشه بن يزيد بن كلثوم التميمي المازني: النحوي اللغوي الأديب. ولد بمرو، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل بن أحمد، وأقام بالبادية زمنًا طويلًا، فأخذ عن فصحاء الأعراب، كأبي خيرة الأعرابي، وأبي الدقيس، وغيرهما، وهو ثقة حجة احتجوا به في الصحاح، ولما ضاقت عليه الأسباب في البصرة، عزم على الخروج إلى خراسان فشيعه من أهل البصرة نحو ثلاثة آلاف من المحدثين والفقهاء واللغويين والنحاة والأدباء، فسار إلى مرو وأقام بها، فأثرى. وكان النضر من أهل السنة، وولي القضاء بمرو فأقام العدل؛ وكان متقللًا متقشفًا. وتوفي النضر بن شميل في ذي الحجة سنة ٣٠٤ﻫ (ياقوت) أو ثلاث (الفهرست).

وله من التصانيف:
  • (١)
    كتاب الصفات في اللغة (خمسة أجزاء):
    • الجزء الأول: يحتوي على خُلق الإنسان والجود والكرم، وصفات النساء.
    • الجزء الثاني: يحتوي على الأخبية والبيوت وصفة الجبال والشعاب والأمتعة.
    • الجزء الثالث: للإبل فقط.
    • الجزء الرابع: : يحتوي على الغنم، والطير، والشمس، والقمر، والليل، والألبان، والكمأة، والآبار، والحياض، والأرشية، والدلاء، وصفة الخمر.
    • الجزء الخامس: يحتوي على الزرع، والكرم، والعنب، وأسماء البقول، والأشجار، والرياح، والسحاب، والأمطار.
  • (٢)

    كتاب السلاح.

  • (٣)

    كتاب خلق الفرس.

  • (٤)

    كتاب الأنواء.

  • (٥)

    كتاب المعاني.

  • (٦)

    كتاب غريب الحديث.

  • (٧)

    كتاب المصادر.

  • (٨)

    كتاب المدخل إلى كتاب العين.

  • (٩)

    كتاب الجيم.

  • (١٠)

    كتاب الشمس والقمر … وغير ذلك.

(٣) أبو عبيدة البصري Abu Obayda AL-Basry (١١٠–٢٠٩ﻫ/٧٢٨–٨٢٤م)

أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي: مولى بني تيم؛ تيم قريش رهط أبي بكر الصديق، كان من أعلم الناس باللغة، وأنساب العرب وأخبارها، وهو أول من صنف في غريب الحديث، أخذ عنه يونس بن حبيب، وأبو عمرو بن العلاء وأخذ عن أبي عبيدة أو عبيد القاسم بن سلام، والأثرم علي بن المغيرة، وأبو عثمان المازني، وأبو حاتم السجستاني وغيرهم. قال أبو العباس المبرد: كان أبو عبيدة عالمًا بالشعر والغريب والأخبار والنسب، وقال ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وأخبارها، وقال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا إجماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة، ويحكى أنه كان يرى رأي الخوارج الأباضية، وقيل: كان شعوبيًّا يطعن في الأنساب، أرسل إليه الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه فقدم إلى بغداد سنة ١٨٨ﻫ، واتصل بالرشيد، وكانت ولادة أبي عبيدة في رجب سنة ١١٠ﻫ (ياقوت)، وقيل: سنة ١١٤ﻫ (ابن النديم)، وتوفي أبو عبيدة سنة ٢٠٨ﻫ، وقيل: سنة ٢٠٧ﻫ، وقيل: سنة ٩، وقيل: سنة ١١، وقيل: ١٣، وله ثمان وتسعون سنة.

وله من التصانيف:
  • (١)

    كتاب غريب القرآن.

  • (٢)

    كتاب غريب الحديث.

  • (٣)

    كتاب التاج.

  • (٤)

    كتاب الديباج.

  • (٥)

    كتاب خلق الإنسان.

  • (٦)

    كتاب الزرع.

  • (٧)

    كتاب الفرس.

  • (٨)

    كتاب الإبل.

  • (٩)

    كتاب الرحل.

  • (١٠)

    كتاب البازي.

  • (١١)

    كتاب الحمام.

  • (١٢)

    كتاب الحيات.

  • (١٣)

    كتاب العقارب.

  • (١٤)

    كتاب الخيل.

  • (١٥)

    كتاب أسماء الخيل.

  • (١٦)

    كتاب السيف.

  • (١٧)

    كتاب الشوارد.

  • (١٨)

    كتاب بيوتات العرب.

  • (١٩)

    كتاب القبائل.

  • (٢٠)

    كتاب مثالب العرب.

  • (٢١)

    كتاب الأيام.

  • (٢٢)

    كتاب قضاة البصرة.

وغير ذلك، فقد قيل: إن تصانيفه تقارب المائين.

(٤) الأصمعي AL-Asmaay (١٢٢–٢١٦ﻫ/٧٤٠–٨٣١م)

أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مطهر المعروف بالأصمعي الباهلي: كان الأصمعي صاحب لغة ونحو، وإمامًا في الأخبار والنوادر، والملح والغرائب. سمع شعبة بن الحجاج، والحمادين، ومسعر بن كدام، وغيرهم. وروى عنه عبد الرحمن بن أخيه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو هاشم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وغيرهم؛ وهو من أهل البصرة، وقدم بغداد في زمن هارون الرشيد، قال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة، وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: ما عبر أحد من العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.

وقال أبو أحمد العسكري: لقد حرص المأمون على الأصمعي وهو بالبصرة أن يصير إليه فلم يفعل، واحتج بضعفه وكبره، فكان المأمون يجمع المشكل من المسائل ويسيرها إليه ليجيب عنها.

وكانت ولادة الأصمعي سنة ١٢٢ﻫ، وقيل: ١٢٣ﻫ، وتوفي في صفر سنة ٢١٦ﻫ، وقيل: ٢١٤ﻫ، وقيل: ٢١٧ﻫ.

وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أن الأصمعي عاش ٨٨ سنة.

وللأصمعي من التصانيف:
  • (١)

    كتاب خلق الإنسان (ط).

  • (٢)

    كتاب الأجناس.

  • (٣)

    كتاب الأنواء.

  • (٤)

    كتاب الهمزة.

  • (٥)

    كتاب المقصور والممدود.

  • (٦)

    كتاب الفرق.

  • (٧)

    كتاب الصفات.

  • (٨)

    كتاب الأثواب.

  • (٩)

    كتاب الميسر والقداح.

  • (١٠)

    كتاب خلق الفرس.

  • (١١)

    كتاب الخيل.

  • (١٢)

    كتاب الإبل (ط).

  • (١٣)

    كتاب الشاة.

  • (١٤)

    كتاب الأخبية والبيوت.

  • (١٥)

    كتاب الوحوش.

  • (١٦)

    كتاب فعل وأفعل.

  • (١٧)

    كتاب الأمثال.

  • (١٨)

    كتاب الأضداد.

  • (١٩)

    كتاب الألفاظ.

  • (٢٠)

    كتاب السلاح.

  • (٢١)

    كتاب اللغات.

  • (٢٢)

    كتاب مياه العرب.

  • (٢٣)

    كتاب النوادر.

  • (٢٤)

    كتاب أصول الكلام.

  • (٢٥)

    كتاب القلب والإبدال.

  • (٢٦)

    كتاب جزيرة العرب.

  • (٢٧)

    كتاب الاشتقاق.

  • (٢٨)

    كتاب معاني الشعر.

  • (٢٩)

    كتاب المصادر.

  • (٣٠)

    كتاب الأراجيز.

  • (٣١)

    كتاب النحلة «كتاب النبات والشجر».

  • (٣٢)

    كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه.

  • (٣٣)

    كتاب غريب الحديث.

  • (٣٤)

    كتاب نوادر الأعراب.

  • (٣٥)

    كتاب الخراج.

  • (٣٦)

    كتاب السرج واللجام والزي والنعال.

  • (٣٧)

    كتاب النسب.

  • (٣٨)

    كتاب الأصول.

  • (٣٩)

    كتاب المذكر والمؤنث.

  • (٤٠)

    كتاب أسماء الخمر.

وغير ذلك.

(٤-١) كتاب النبات والشجر للأصمعي

طبع هذا الكتاب طبعه أغست هفنر  Auguste Haffner والأب لويس شيخو في بيروت سنة ١٩٠٨م. وفي هذا الكتاب مقدمة بسيطة في الكلام على النبات عامة، فذكر أولًا أسماء الأرض في حالاتها المختلفة من حيث قبولها للزرع والنبات، ثم أسماء النبات في حالاته من نمو، وكثرة، وقوام وازدهار، وإدراك … إلخ، ثم قسم النبات إلى أحرار وغير أحرار أو ذكور، ما رق منها ورطب.

فأحرار البقل ما رق وعتق (أي حسن وكرم)، وذكورها ما غلظ وخشن وذكر بعض أسماء النبات لكل من النوعين.

ثم قسم النبات أيضًا إلى: حمض وإلى خلة، فقال: الحمض ما كان مالحًا، والخلة ما لم يكن فيه ملوحة، وقال: إن الخلة عند الإبل بمنزلة الخبز، والحمض بمنزلة اللحم، قال: إذا أكلت الإبل الخلة صلب لحمها، واشتد طرقها، وإذا أكلت الحموض اندلقت بطونها، وكبرت أدبارها، فأسرعت الانهشام، أي السقوط والجزع، ولا تصبر صبر الخلية وأتى بأسماء الحمض.

ثم ذكر من أسماء النبات ما ينبت في السهل، وما ينبت في الرمل، من الشجر وغيره، ثم أتى بأسماء الشجر، وبلغ عدد أسماء النبات التي ذكرها نحو ٢٨٠ اسمًا، وأكثر أسماء النبات في هذا الكتاب غير محلي التحلية الكافية التي تعرفه.

(٥) هشام بن إبراهيم الكرماني AL-kermany

هشام بن إبراهيم الكرماني أبو علي: من كرنبا بلدة بالأهواز، أخذ عن الأصمعي وغيره من الكوفيين، وكان عالمًا باللغة، وأيام العرب، وأشعارها.

صنف كتبًا كثيرة منها:
  • (١)

    كتاب الحشرات.

  • (٢)

    كتاب الوحش.

  • (٣)

    كتاب خلق الإنسان.

  • (٤)

    كتاب النبات.

(٦) أبو زيد الأنصاري AL-Ansary (١١٩–٢١٥ﻫ/٧٣٧–٨٣٠م)

أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي البصري النحوي اللغوي: كان من أئمة الأدب، وإنما غلبت عليه اللغة والغريب والنوادر، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو العيناء، وأبو حاتم السجستاني، وعمر بن شبة، ورؤبة بن العجاج، وغيرهم. وكان يرمى بالقدر ولكن دفع عنه ذلك أبو حاتم، وكان ثقة في روايته، وروى له أبو داود سننه، والترمذي في جامعه.

وكان سيبويه: إذا قال: سمعت الثقة، يريد أبا زيد الأنصاري، وتوفي أبو زيد بالبصرة سنة ٢١٥ﻫ في خلافة المأمون، وقد جاوز التسعين.

وله من التصانيف:
  • (١)

    كتاب الإبل والشاة.

  • (٢)

    كتاب بيوتات العرب.

  • (٣)

    كتاب خلق الإنسان.

  • (٤)

    كتاب الجود والبخل.

  • (٥)

    كتاب الأمثال.

  • (٦)

    كتاب الحَلبة.

  • (٧)

    كتاب الجمع والتثنية.

  • (٨)

    كتاب الغرائز.

  • (٩)

    كتاب غريب الأسماء.

  • (١٠)

    كتاب الفرق.

  • (١١)

    كتاب القوس والترس.

  • (١٢)

    كتاب اللغات.

  • (١٣)

    كتاب اللبن.

  • (١٤)

    كتاب المطر.

  • (١٥)

    كتاب المياه.

  • (١٦)

    كتاب المقتضب.

  • (١٧)

    كتاب المصادر.

  • (١٨)

    كتاب النوادر.

  • (١٩)

    كتاب الوحوش.

  • (٢٠)

    كتاب النبات والشجر.

وغير ذلك.

(٧) أبو عبيد القاسم بن سلام Abu Obayd AL-Kasem Ibn Salam (١٥٧–٢٢٤ﻫ)

أبو عبيد القاسم بن سلام، وقيل: ابن سلام بن مسكين بن زيد: وكان حمالًا، كان أبوه روميًّا مملوكًا لرجل من أهل هراة، وكان أبو عبيد يخضب بالحنا أحمر الرأس واللحية، ذا وقار وهيبة، وكان أبو عبيد إمام أهل عصره في كل فن من العلم، وولي قضاء طرسوس ثمان عشر سنة، أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده، روى عن أبي زيد الأنصاري، والأصمعي، وأبي عبيدة، وابن الأعرابي، وأبي زيد الكلابي، وأبي عمر الشيباني، والكسائي، والفراء، وروى الناس في كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابًا، ويقال: إنه أول من ألف في غريب الحديث، وانقطع إلى عبد الله بن طاهر مدة، وكان إذا ألف كتابًا حمله إلى عبد الله بن طاهر فيعطيه مالًا خطيرًا، فلما وضع كتاب الغريب أهداه إليه، فقال: إن عقلًا بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش، وأجرى عليه عشرة آلاف درهم في كل شهر، وسير أبو دُلف القاسم بن عيسى إلى عبد الله بن طاهر يستهدي منه أبا عبيدة مدة شهرين، فأنفذه، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وقال: أنا في جنبة رجل لا يحوجني إلى غيره، فلما عاد أمر له ابن طاهر بثلاثين ألف دينار فاشترى بها سلاحًا وجعله للثغر، وكان قدم بغداد فسمع الناس منه كتبه وخرج إلى مكة حاجًّا ومجاورًا في سنة ٢١٤ﻫ فأقام بها إلى أن مات سنة ٢٢٣ﻫ أو ٢٢٤ﻫ في أيام المعتصم عن سبع وستين سنة، ودفن في دور جعفر، وقيل: إن مولده كان سنة ١٥٤ﻫ بهراة.

ولأبي عبيد من الكتب:
  • (١)

    كتاب غريب المصنف.

  • (٢)

    كتاب غريب الحديث.

  • (٣)

    كتاب غريب القرآن.

  • (٤)

    كتاب معاني القرآن.

  • (٥)

    كتاب الشعراء.

  • (٦)

    كتاب المقصور والممدود.

  • (٧)

    كتاب القراءات.

  • (٨)

    كتاب المذكر والمؤنث.

  • (٩)

    كتاب الأموال.

  • (١٠)

    كتاب النسب.

  • (١١)

    كتاب الأمثال السائرة.

  • (١٢)

    كتاب آي القرآن.

  • (١٣)

    كتاب أدب القاضي.

  • (١٤)

    كتاب الناسخ والمنسوخ.

  • (١٥)

    كتاب الأيمان والنذور.

  • (١٦)

    كتاب الحيض.

  • (١٧)

    كتاب فضائل القرآن.

  • (١٨)

    كتاب الحجر والتفليس.

  • (١٩)

    كتاب الطهارة.

وله غير ذلك من الكتب.

(٧-١) كتاب غريب المصنف

هذا الكتاب مقسم إلى أبواب: تشرح الأسماء والصفات والأفعال، ثم إلى أبواب خاصة بالنبات منها: باب في أشجار الجبال، وباب في ما ينبت منها في السهل وما ينبت في الرمل، وباب الحمض والخلة والعضاه، وباب أثمار الشجر، وباب ضروب النبت المختلفة، وباب الكمأة، وباب الشجر المر، وباب الحنظل.

(٨) أحمد بن حاتم Ahmed Ibn Hatem (١٦٠–٢٣١ﻫ)

ويكنى أبا نصر الباهلي: صاحب الأصمعي، روى عنه كتبه، وروى عن أبي عبيدة، وأبي زيد وغيرهما وأقام ببغداد، ومات فيما ذكره أبو عبد الله بن الأعرابي، وعمر بن أبي عمر الشيباني، في سنة ٢٣١ﻫ، وله نيف وسبعون سنة، وكان ثقة مأمونًا.

وله تصانيف كثيرة منها:
  • (١)

    كتاب الشجر والنبات.

  • (٢)

    كتاب اللبأ واللبن.

  • (٣)

    كتاب الإبل.

  • (٤)

    كتاب اشتقاق الأسماء.

  • (٥)

    كتاب الزرع والنخل.

  • (٦)

    كتاب الخيل.

  • (٧)

    كتاب الطير.

  • (٨)

    كتاب الجراد.

وغيرها.

(٩) ابن الأعرابي Ibn AL-Aaraby (١٥٠–٢٣١ﻫ)

أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي الكوفي: صاحب اللغة، كان مولى لبني هاشم، لأنه من موالي العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكان أبوه زياد عبدًا سنديًّا، وكان من أكابر أئمة اللغة المشار إليهم في معرفتها، يقال: لم يكن للكوفيين أشبه برواية البصريين منه، ورواية لأشعار القبائل ناسبًا، وكان ربيبًا للمفضل الضبي، سمع منه الدواوين وصححها، وأخذ عن الكسائي كتاب النوادر، وأخذ عن أبي معاوية الضرير، والقاسم بن معن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الذي ولاه المهدي القضاء، والكسائي، وأخذ عنه إبراهيم الحربي، وأبو عكرمة الضبي، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، وابن السكيت، وكان أحفظ الناس للغات، والأيام، والأنساب، وكان يحضر مجلسه خلق كثير من المستفيدين، ويملي عليهم. قال العباس ثعلب: شاهدت مجلس ابن الأعرابي، وكان يحضره زهاء مائة إنسان، كل يسأله، أو يقرأ عليه، ويجيب من غير كتاب، قال: ولزمته بضع عشر سنة، ما رأيت بيده كتابًا قط، وما أشك في أنه أملى على الناس ما يحمل على أحمال، ولم ير أحد في علم الشعر واللغة أغزر منه، وكان رأسًا في كلام العرب، وكان ممن وسم بالتعليم، فكان يأخذ في كل شهر ألف درهم فينفقها على أهله وإخوانه، وتماسك في آخر أيامه بعد سوء حالته.

ومن تصانيفه:
  • (١)

    كتاب النوادر.

  • (٢)

    كتاب الأنواء.

  • (٣)

    كتاب صفة النخل.

  • (٤)

    كتاب صفة الزرع.

  • (٥)

    كتاب الخيل.

  • (٦)

    كتاب النبت والبقل.

  • (٧)

    كتاب تاريخ القبائل.

  • (٨)

    كتاب تفسير الأمثال.

  • (٩)

    كتاب النبات.

  • (١٠)

    كتاب معاني الشعر.

  • (١١)

    كتاب الألفاظ.

  • (١٢)

    كتاب صفة الدرع.

  • (١٣)

    كتاب الذباب.

  • (١٤)

    كتاب نوادر الزبيريين.

  • (١٥)

    كتاب نوادر بني فقعس.

وغير ذلك.

قال أبو العباس ثعلب: سمعت ابن الأعرابي يقول: ولدت في الليلة التي مات فيها أبو حنيفة، وذلك في رجب سنة ١٥٠ﻫ، وتوفي لأربع عشر ليلة خلت من شعبان، وقال الطبري: توفي يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر المذكور سنة ٢٣١ﻫ (٣٠–٣١–٣٢) بسر من رأي، وصلى عليه قاضي القضاة أحمد بن أبي داود الأيادي، وقد بلغ من العمر إحدى وثمانين سنة، وأربعة أشهر، وثلاثة أيام، وكانت وفاته في خلافة الواثق بن المعتصم.

(١٠) محمد بن حبيب Mohmmed Ibn Habib (ت ٢٤٥ﻫ/٨٦٠م)

محمد ابن حبيب: ويكنى أبا جعفر من علماء بغداد الثقات باللغة والشعر والأخبار والأنساب، كان مؤدبًا، ولا يعرف أبوه، وإنما نسب إلى أمه، وهي حبيب، ومحمد بن حبيب مولى لبني هاشم، ثم مولى لمحمد بن العباس بن محمد الهاشمي، وأمه مولاة لهم، وكان محمد ابن حبيب يروي عن هشام بن الكلبي، وابن الأعرابي، وقطرب، وأبي عبيدة، وأبي اليقظان، وأخذ عنه أبو سعيد السكري، ومات ابن حبيب بسامرا في ذي الحجة سنة ٢٤٥ﻫ في أيام المتوكل.

وله من الكتب:
  • (١)

    كتاب النسب.

  • (٢)

    كتاب المنمق.

  • (٣)

    كتاب العمائر والربائع.

  • (٤)

    كتاب الموشح.

  • (٥)

    كتاب المحبر.

  • (٦)

    كتاب المقتنى.

  • (٧)

    كتاب غريب الحديث.

  • (٨)

    كتاب الأنواء.

  • (٩)

    كتاب الموشى.

  • (١٠)

    كتاب المذهب في أخبار الشعراء وطبقاتهم.

  • (١١)

    كتاب نقائض جرير وعمر بن لجأ.

  • (١٢)

    كتاب نقائض جرير والفرزدق.

  • (١٣)

    كتاب المفوف.

  • (١٤)

    كتاب مقاتل الفرسان.

  • (١٥)

    كتاب العقل.

  • (١٦)

    كتاب السمات.

  • (١٧)

    كتاب المقتبس.

  • (١٨)

    كتاب الخيل.

  • (١٩)

    كتاب النبات.

  • (٢٠)

    كتاب ألقاب القبائل كلها.

  • (٢١)

    كتاب القبائل الكبيرة والأيام، جمعه للفتح ابن خاقان.

وغير ذلك كثير.

(١١) ابن السكيت Ibn AL-Sekiet (١٨٦–٢٤٤ﻫ)

أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت: والسكيت لقب أبيه، كان أبوه عالمًا بالعربية واللغة والشعر، وكان يعقوب يؤدب الصبيان مع أبيه في درب القنطرة بمدينة السلام، حتى احتاج إلى الكسب، فأقبل على تعلم النحو من البصريين والكوفيين، فأخذ عن أبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني، والفراء، وابن الأعرابي، والأثرم، وروى عن الأصمعي، وأبي عبيدة، وأخذ عنه أبو سعيد السكري، وأبو عكرمة الضبي، ومحمد بن الفرج المقري؛ وكان من أعلم الناس باللغة والشعر راوية ثقة، وكان قد خرج إلى سر من رأى، فصيره عبد الله بن يحيى بن الخاقان إلى المتوكل، فضم إليه ولده يؤدبهم، وأسنى له الرزق، ثم دعاه إلى منادمته، ثم أمر الأتراك فسلُّوا لسانه وداسوا بطنه، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة ٢٤٣ﻫ، وقيل: ٤٤، وقيل: ٤٦، وبلغ عمره ٨٥ سنة.

وصنف ابن السكيت:
  • (١)

    كتاب إصلاح المنطق.

  • (٢)

    كتاب القلب والإبدال.

  • (٣)

    كتاب النوادر.

  • (٤)

    كتاب الألفاظ.

  • (٥)

    كتاب الأضداد.

  • (٦)

    كتاب الأجناس الكبير.

  • (٧)

    كتاب الفرق.

  • (٨)

    كتاب السرج واللجام.

  • (٩)

    كتاب الوحوش.

  • (١٠)

    كتاب الإبل.

  • (١١)

    كتاب الحشرات.

  • (١٢)

    كتاب النبات والشجر.

  • (١٣)

    كتاب الأيام والليالي.

وغير ذلك.

(١٢) أبو حاتم السجستاني Abo Hatem AL-Segstany (من ٢٤٨ أو ٢٥٥ﻫ)

هو أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي السجستاني: نزيل البصرة وعالمها. كان إمامًا في غريب القرآن واللغة والشعر، أخذ عن أبي زيد الأنصاري والأصمعي، وأبي عبيدة، وعمرو بن كركرة، وروح بن عبادة، وأخذ عنه المبرد، وابن دريد وغيرهما. وتوفي على ما حققه ابن دريد سنة ٢٥٥ﻫ.

وله من التصانيف:
  • (١)

    كتاب إعراب القرآن.

  • (٢)

    كتاب خلق الإنسان.

  • (٣)

    كتاب الطير.

  • (٤)

    كتاب الوحوش.

  • (٥)

    كتاب النخلة.

  • (٦)

    كتاب الحشرات.

  • (٧)

    كتاب الزرع.

  • (٨)

    كتاب اللبأ واللبن.

  • (٩)

    كتاب الكرم.

  • (١٠)

    كتاب النبات.

  • (١١)

    كتاب الإبل.

  • (١٢)

    كتاب العشب.

  • (١٣)

    كتاب الخصب والقحط.

  • (١٤)

    كتاب الشتاء والصيف.

وغير ذلك.

(١٣) السكري AL-Sokary (٢١٢–٢٧٥ﻫ)

الحسن بن الحسين بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة المعروف بالسكري أبو سعيد: النحوي اللغوي الراوية الثقة المكثر، مولود في سنة ٢١٢ﻫ، سمع يحيى بن معين، وأبا حاتم السجستاني، والعباس بن الفرج الرياشي، ومحمد بن حبيب وغيرهم؛ وكان ثقة صادقًا، وانتشر عنه من كتب الأدب ما لم ينتشر عن أحد من نظرائه، ومات السُّكَّرِيُّ في سنة ٢٧٥ﻫ في خلافة المعتمد.

وله من الكتب:
  • (١)

    كتاب أشعار هذيل.

  • (٢)

    كتاب النقائض.

  • (٣)

    كتاب النبات.

  • (٤)

    كتاب الوحوش.

وغير ذلك.

(١٤) أبو حنيفة الدينوري Abo Hanifa AL-dinory (ت ٢٨٢ﻫ)

أحمد بن داود بن ونند الملقب بالدينوري: ويسمى أيضًا أبو عبد الله بن علي العَشَّاب. أخذ عن البصريين والكوفيين، وأكثر أخذه عن ابن السكيت، وكان نحويًّا لغويًّا مهندسًا منجمًا حاسبًا، راوية ثقة فيما يرويه ويحكيه، قال ياقوت: وجدت على ظهر النسخة التي بخط ابن المسيح بكتاب النبات من تصنيف أبي حنيفة، توفي أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري ليلة الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ٢٨٢ﻫ/٨٩٥م، وقيل: توفي سنة ٢٨١ﻫ. قال أبو حيان التوحيدي: إن أبا حنيفة أحمد بن داود الدينوري من نوادر الرجال، جمع بين حكمة الفلاسفة، وبيان العرب، له في كل فن ساق وقدم وزواء وحكم، وهذا كلامه في الأنواء يدل على حظ وافر من علم النجوم، وأسرار الفلك، فأما كتابه في النبات وكلامه فيه في عروض كلام أبدى بدوي وعلى طباع أفصح عربي، وهو في الذروة في معرفة النبات وخواص الأدوية.

ولأبي حنيفة الدينوري من الكتب:
  • (١)

    كتاب الشعر والشعراء.

  • (٢)

    كتاب الفصاحة.

  • (٣)

    كتاب الأنواء.

  • (٤)

    كتاب البحث في حساب الهند.

  • (٥)

    كتاب الجبر والمقابلة.

  • (٦)

    كتاب البلدان.

  • (٧)

    كتاب النبات لم يصنف في معناه مثله.

  • (٨)

    كتاب الأخبار الطوال.

  • (٩)

    كتاب الوصايا.

  • (١٠)

    كتاب نوادر الجبر.

  • (١١)

    كتاب إصلاح المنطق.

  • (١٢)

    كتاب القبلة والزوال.

  • (١٣)

    كتاب الكسوف.

وغير ذلك من الكتب، وله كتاب في تفسير القرآن يبلغ ثلاثة عشر مجلدًا.

(١٤-١) كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري

كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري: هو أحد ثلاثة كتب اشتهر بها هذا العالم الفذ في ثلاثة علوم: علم الأنواء، وعلم النبات، وعلم القرآن، جاء في ستة مجلدات كبار، فقد استقصى أبو حنيفة في كتاب النبات ما نطقت به ألسنة العرب من أسماء النبات سواء ما يختص منها بنص اللغة أو بالنبات من جهة شرحه شرحًا علمييًّا بعد معاينة النبات في أماكنه وملاحظته بنفسه، وزاد كثيرًا فيما وجده من النبات على من تقدمه من الباحثين، فلم يترك أبو حنيفة شاردة ولا واردة إلا أثبتها في كتابه حتى فاق بهذا المصنف ما تقدمه من علماء اللغة ومدونيها والباحثين في النبات، ومن الشواهد على ذلك ما جاء في لسان العرب في حرف صعقل قال: قال ابن بري: رأيت بخط أبي سهل الهروي على حاشية كتاب: جاء على فعلول صعقوق وصعقول لضرب من الكمأة، قال ابن بري في أثناء كلامه: أما الصعقول لضرب من الكمأة، فليس بمعروف ولو كان معروفًا لذكره أبو حنيفة في كتاب النبات. هذا قول حجة من أفذاذ علماء اللغة في كتاب النبات. ومما يجب الإشارة إليه أنه لم يخرج في كتابه عن حدود النبات، فلم يذكر مادة أخرى من أي مملكة من ممالك الطبيعة.

وقد صار هذا الكتاب عمدة اللغويين الذين أتوا بعد أبي حنيفة، فما منهم إلا ونقل عنه، وعمدة الأطباء والعشابين، فلا يتخرج طبيب أو يبرز عشاب إلا بعد أن يستوعب كتاب النبات لأبي حنيفة، ويؤدي الامتحان في مواده، وقد نقل علماء اللغة هذا الكتاب في أسفارهم ولم يتركوا منه شيئًا مع اختلاف طفيف في النقل، فبعضهم ينقل عبارة أبي حنيفة كما هي، والبعض الآخر ينقلها مع قليل من التحوير، فنجد نقولًا كثيرة من كتاب النبات في أشهر كتب اللغة، كالجمهرة لابن دريد، والتهذيب للأزهري، وكتاب النبات والشجر لابن خالويه، والصحاح للجوهري، والمحكم والمخصص كلاهما لابن سيده، والعباب للصاغاني، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط لمجد الدين الفيروزآبادي، وتاج العروس للمرتضى الزبيدي، وفي كثير غيرهما في كتب اللغة على اختلافها. وقد ذكر جميعهم ذلك النقل في كتبهم، ولم يقتصر الأخذ عن أبي حنيفة على كتب اللغة، بل نقلت عنه أكثر كتب المفردات الطبية، ككتاب الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار، فقد نقل نحو ١٣٠حرفًا عن أبي حنيفة. وقد ظل كتاب النبات لأبي حنيفة في الوجود يتناقله الخلف عن السلف زمنًا طويلًا، إلى أن فقد من الوجود الآن فقدًا تامًّا، وبات هذا الكتاب طلبة العلماء والباحثين في العهد الأخير لنفاثته وعظيم فائدته فلم يظفروا منه بنسخة تشفي الغليل، وتروي الظمأ، مع شدة البحث عنه، وتفقده وتطلبه في كل مكان، وآخر العهد بهذا الكتاب أنه كان من مصادر عبد القادر بن عمر البغدادي صاحب كتاب خزانة الأدب الذي فرغ من تأليفه سنة ١٠٧٩ﻫ بمصر القاهرة.

ثم كان أيضًا من مراجع العالم اللغوي، الإمام محب الدين أبو الفيض السيد محمد مرتضى الزبيدي عند تأليفه معجمه الكبير المسمى تاج العروس من جواهر القاموس والذي فرغ من تأليفه سنة ١١٨١ﻫ، فقد نوه في مقدمة معجمه هذا على نقله كتاب النبات لأبي حنيفة، وكان النقل مباشرة لا بالواسطة إذ قال: مستمدًا ذلك من الكتب التي يسر الله تعالى بفضله وقوفي عليها وحصل الاستمداد عليها منها ونقلت بالمباشرة لا بالواسطة عنها، وذكر من هذه الكتب، كتاب النبات لأبي حنيفة، ثم انقطع خبر ذلك الكتاب من الوجود، ولم نعلم بعد ذلك أن أحدًا ظفر بنسخة منه، أو نقل عنه مباشرة، والذي تطمئن النفس إليه بعض الاطمئنان أن هذا الكتاب استوعبته بطون الأسفار والمصنفات العربية من لغوية وطبية، والتي ذكرنا بعضًا منها، ولا أظن أن شيئًا مما كان فيه قد خلت منه الكتب المذكورة، وقد حدى بي الشوق إلى هذا الكتاب أن أتفقد ما نقل عنه باسمه في مظان اللغة الموجودة فطالعتها كلها. وما قيل: إنه من قول أبي حنيفة فقد جمعته وألفت منه معجمًا مرتبًا على حروف ألف باء، وما أظن أن نباتًا واحدًا مما ذكره أبو حنيفة في كتاب النبات قد أفلت أو لم أعثر عليه، وأضفت إليه أيضًا ما قاله بعض علماء اللغة في النبات باختلاف آرائهم؛ حتى تتم الفائدة، وأسميته الجامع لأشتات النبات، وعسى أن أوفق إلى طبعه في القريب العاجل.

(١٥) الحامض AL-Hamed (ت نحو ٣٠٥ﻫ)

هو أبو موسى سليمان بن محمد بن أحمد المعروف بالحامض البغدادي: أحد أئمة النحاة الكوفيين، أخذ عن أبي العباس ثعلب، وخلفه في مقامه، وروى عنه أبو عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، وأبو جعفر الأصبهاني برزويه، قال أبو الحسن بن هارون: أبو موسى أوحد الناس في البيان والمعرفة بالعربية واللغة والشعر، وكان جامعًا بين المذهبين الكوفي والبصري، وكان يتعصب للكوفي، وكان شرس الأخلاق، ولذا قيل له: الحامض. مات في خلافة المقتدر لسبع، وقيل: لست بقين من ذي الحجة سنة ٣٠٥ﻫ.

وله من التصانيف:
  • (١)

    كتاب خلق الإنسان.

  • (٢)

    كتاب السبق والفضل.

  • (٣)

    كتاب المختصر في النحو.

  • (٤)

    كتاب النبات.

  • (٥)

    كتاب الوحوش.

وغير ذلك.

(١٦) المفضل بن سلمة AL-Mofadel Ibn Salama (ت نحو ٢٩٠ﻫ)

أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم اللغوي النحوي: كان كوفي المذهب، أخذ عن أبيه، وعن أبي عبد الله بن الأعرابي، وأبي العباس ثعلب، وابن السكيت وغيرهم. وكان موصوفًا بفرط الذكاء واستدرك على الخليل بن أحمد في كتاب العين، وخطأه وعمل في ذلك كتابًا، وكان منقطعًا إلى الفتح بن خاقان، توفي في المحرم سنة ٣٠٨ﻫ وهو غض الشباب.

وله كتب كثيرة منها:
  • (١)

    كتاب الخط والقلم.

  • (٢)

    كتاب الاشتقاق.

  • (٣)

    كتاب البارع في اللغة.

  • (٤)

    كتاب المقصور والممدود.

  • (٥)

    كتاب ضياء القلوب في معاني القرآن نيف وعشرون جزءًا.

  • (٦)

    كتاب المدخل في علم النحو.

  • (٧)

    كتاب الفاخر فيما يلحن فيه العامة.

  • (٨)

    كتاب خلق الإنسان.

  • (٩)

    كتاب جماهير القبائل.

  • (١٠)

    كتاب الرد على الخليل وإصلاح ما في كتاب العين من الغلط والمحال جلاء الشبهة.

  • (١١)

    كتاب آلة الكاتب.

  • (١٢)

    كتاب الزرع والنبات والنخل وأنواع الشجر.

  • (١٣)

    كتاب العود والملاهي.

  • (١٤)

    كتاب الطيف.

  • (١٥)

    كتاب الأنواء والبوارح.

(١٧) ابن دريد Ibn Dried (٢٢٣–٣٢١ﻫ)

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي الأزدي: اللغوي البصري، إمام عصره في اللغة والآداب والشعر الفائق، مولود بالبصرة في خلافة المعتصم سنة ٢٢٣ﻫ ونشأ بها، وتعلم فيها، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني، والرياشي، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وأبي عثمان الأشنانداني صاحب كتاب المعاني وغيرهم. ثم انتقل عن البصرة وسكن عمان وأقام بها اثنى عشرة سنة، ثم صار إلى فارس، وصحب ابن مكيال، وكان يومئذ على عمالة فارس، وعمل لهما كتاب الجمهرة، وقلداه ديوان فارس فأفاد معهما أموالًا عظيمة، وكان مفيدًا مبيدًا، لا يمسك درهمًا سخاءً وكرمًا، ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم، ثم انتقل من فارس إلى بغداد ودخلها سنة ٣٠٨ﻫ بعد عزل ابن مكيال، ولما وصل إلى بغداد عرف الإمام المقتدر خبره ومكانه من العلم، فأمر أن يجري عليه خمسون دينارًا في كل شهر، ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته. قال الخطيب: كان ابن دريد واسع الحفظ جدًّا، ما رأيت أحفظ منه، وكانت تقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها، فيسابق إلى إتمامها وتحفظها، وما رأيتها قط فرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.

وعرض عليه في رأس التسعين من عمره فالج سقي له الترياق فبرئ منه، ثم عاوده الفالج بعد حول ومات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة ٣٢١ﻫ، وفي هذا اليوم مات أبو هاشم عبد السلام بن محمد الحبائي ودفنا جميعًا في مقبرة الخيزوران، وقيل: بمقابر العباسة.

ولابن دريد من التصانيف:
  • (١)

    كتاب الجمهرة في اللغة.

  • (٢)

    كتاب الاشتقاق.

  • (٣)

    كتاب المجتبى (ط).

  • (٤)

    كتاب السرج واللجام.

  • (٥)

    كتاب الخيل الكبير.

  • (٦)

    كتاب الخيل الصغير.

  • (٧)

    كتاب الأنواء.

  • (٨)

    كتاب المقتبس.

  • (٩)

    كتاب الملاحن.

  • (١٠)

    كتاب السلاح.

  • (١١)

    كتاب زوار العرب.

  • (١٢)

    كتاب اللغات.

  • (١٣)

    كتاب غريب القرآن.

  • (١٤)

    كتاب الوشاح.

  • (١٥)

    كتاب فعلت وافعلت.

  • (١٦)

    كتاب أدب الكاتب.

وغيرها.

(١٧-١) كتاب جمهرة اللغة

ألف ابن دريد كتاب الجمهرة في فارس لابن ميكال، وقيل: ألفه للوزير ابن العلقمي، قال ابن دريد في مقدمة كتاب الجمهرة: فارتجلت الكتاب المنسوب إلى جمهرة اللغة، وابتدأت بذكر الحروف المعجمة التي هي أصل تفرع عنها جميع الكلام، وعليها مدار تأليفه، وإليها مآل أبنيته، وبها معرفة متقارذبه من متباينه، ومنقاده إلى جامحه، فأتعب من تصدى لغايته وعنَّى من سما إلى نهايته، فالمنصف له بالغلبة معترف، والمعاند متكلف، وكل من بعده له تبع … إلخ.

وأقول: إن كتاب الجمهرة هذا قد اشتمل على كثير من أسماء النبات نقلًا عمن تقدمه من اللغويين على مثال من ألف في المعاجم.

(١٨) المفجع AL-Mofaga (ت ٣٢٠ﻫ)

أبو عبد الله المفجع محمد بن أحمد بن عبيد الله: الكاتب البصري، كان شاعرًا شيعيًّا لقي ثعلبًا وأخذ عنه وعن غيره. توفي بالبصرة سنة ٣٢٧ﻫ.

ومن كتبه:
  • (١)

    كتاب الترجمان في معاني الشعر.

  • (٢)

    كتاب الحلم والرأي.

  • (٣)

    كتاب الهجاء.

  • (٤)

    كتاب الشجر والنبات.

  • (٥)

    كتاب الأغراب.

  • (٦)

    كتاب اللغز.

  • (٧)

    كتاب المنقذ في الإيمان.

  • (٨)

    كتاب عرائس المجالس.

  • (٩)

    كتاب غريب شعر زيد الخليل.

(١٩) ابن خالويه Ibn khalwya (ت ٣٧٠ﻫ)

أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان: اللغوي النحوي، من كبار أهل اللغة العربية، أصله من همذان، ودخل بغداد طالبًا للعلم سنة ٣١٤ﻫ، وأدرك جلة العلماء بها مثل: أبي بكر بن الأنباري، وابن مجاهد المقري، وأبي عمر الزاهد، وابن دريد، وقرأ علي أبي سعيد السيرافي وانتقل إلى الشام واستوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الأدب، وكانت إليه الرحلة من الآفاق، واختص بسيف الدولة بن حمدان وبنيه، وقرأ عليه آل حمدان، وكانوا يجلونه ويكرمونه، فانتشر فضله وذاع صيته، وروى عنه غير واحد من شيوخ العلم؛ ولابن خالويه مع أبي الطيب المتنبي مجالس ومباحث عند سيف الدولة، وله شعر حسن، وكان ابن خالويه عالمًا بالعربية، حافظًا للغة وخبيرًا بالقراءة، ثقة مشهورًا. مات ابن خالويه في حلب سنة ٣٧٠ﻫ.

ولابن خالويه من الكتب:
  • (١)

    كتاب الآل.

  • (٢)

    كتاب الاشتقاق.

  • (٣)

    كتاب المقصور والممدود.

  • (٤)

    كتاب القراءات.

  • (٥)

    كتاب المذكر والمؤنث.

  • (٦)

    كتاب الألفات وشرح مقصورة ابن دريد.

  • (٧)

    كتاب الأسد.

  • (٨)

    كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن.

  • (٩)

    كتاب الشجر.

(١٩-١) كتاب الشجر لابن خالويه

لم يذكر ياقوت في معجم الأدباء، ولا السيوطي في بغية الوعاة، ولا ابن النديم في الفهرست، ولا ابن خلكان في وفيات الأعيان، ولا أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء؛ أن لابن خالويه كتابًا في النبات والشجر، غير أنه قد وجدت نسخ مخطوطة في النبات والشجر، منسوبة لابن خالويه، وهي التي طبعها سنة ١٩٠٩ Samuell Nagelberg في ألمانيا وأولها: قال ابن خالويه: قرأت كتب أبو زيد على أبي عمر عن ثعلب عن ابن نجدة عن أبي زيد: أسماء الشجر … إلخ.

والقسم الأول من هذا الكتاب في مبادئ أولية من اصطلاحات تشرح الأسماء المختلفة التي تطلق على أنواع الشجر، ثم أسماء أجزاء النبات من زهر وثمر … إلخ. ثم شرح أنواع مختلفة من النبات والشجر وأسماء النبات التي ذكرها يبلغ ٢٣٠ اسمًا.

(٢٠) الأزهري AL-Azhary (ت ٢٨٢–٣٧٠ﻫ)

أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر طلحة بن نوح بن أزهر الأزهري الهروي: اللغوي، الإمام المشهور في اللغة. كان فقيهًا شافعي المذهب، غلبت عليه اللغة فاشتهر بها، وكان متفقًا على فضله وثقته، وروايته وورعه؛ ولد سنة ٢٨٢ﻫ ودخل بغداد، وأخذ عن الربيع بن سليمان، ونفطويه، وابن السراج محمد بن السري، وأدرك ابن دريد وأسرته القرامطة سنة عارضت القرامطة الحاج بالكبير سنة ٣١١ﻫ، وكان مقدم القرامطة يوم ذاك أبا طاهر الجنابي القرمطي (نسبة إلى جنابة بلدة بالبحرين) وذلك في خلافة المقتدر. قال الأزهري: وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربًا نشأوا بالبادية يتبعون مساقط الغيث أيام النجع ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمان القيظ، ويرعون النعم ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسرهم دهرًا طويلًا، وكنا نشتى بالدهناء، ونرتبع بالصَّمان، ونقيظ بالستارَين، واستفدت من مجاورتهم، ومخاطبة بعضهم بعضًا ألفاظًا جمة، ونوادر أوقعت أكثرها في كتابي يعني التهذيب، وكان أبو منصور جامعًا لشتات اللغة، مطلعًا على أسرارها ودقائقها. مات في سنة سبعين وثلاثمائة (٣٧٠ﻫ) بمدينة هراة.

وصنف الأزهري من الكتب:
  • (١)

    كتاب التهذيب في اللغة: وهو من الكتب المختارة يكون أكثر من عشرة مجلدات.

  • (٢)

    كتاب تفسير ألفاظ مختصر المزني.

  • (٣)

    كتاب علل القراءات.

  • (٤)

    كتاب التقريب في التفسير.

  • (٥)

    كتاب معاني شواهد غريب الحديث … وغيرها كثير.

وكتاب التهذيب من أوثق كتب اللغة، والمرجع لمن ألف بعده من اللغويين، كابن سيده، وابن منظور، والزبيدي وغيرهم، قال فيه: إنه اعتمد في النقل على كثير من متقدمي اللغويين، كأبي عمرو بن العلاء، وخلف الأحمر، والخليل، والمفضل الضبي، وأبي زيد سعيد الأنصاري، وأبي عمر الشيباني، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، والكسائي، واليزيدي، والنضر بن شميل، والفراء وغيرهم.

(٢١) الجوهري AL-Gohary (٣٩٣ﻫ/١٠٠٣م)

إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر الفارابي: صاحب الصحاح، كان من أعاجيب الزمان، ذكاء وفطنة وعلمًا، وأصله من بلاد الترك من فاراب، وهو إمام في علم اللغة والأدب، وخطه يضرب به المثل في الجودة، لا يكاد يفرق بينه وبين خط أبي عبد الله بن مقلة، وهو مع ذلك من فرسان الكلام في الأصول، وكان يؤثر السفر على الحضر، ويطوف الآفاق، دخل العراق فقرأ علم العربية على شيخي زمانه أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي، وسافر إلى أرض الحجاز، وشافه باللغة العرب العاربة، وطوف بلاد ربيعة ومضر، وأجهد نفسه في الطلب، ثم عاد راجعًا إلى خراسان وتطرق إلى الدامغان، فأنزله أبو علي الحسين بن علي وهو من أعيان الكتاب، ثم أقام بنيسابور ملازمًا للتدريس والتأليف، وتعظيم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر، حتى مضى لسبيله.

قال ابن فضل في المسالك: مات سنة ٣٩٣ﻫ، وقيل: في حدود الأربعمائة.

وله من التصانيف:
  • (١)

    كتاب في العروض سماه عروض الدرقة.

  • (٢)

    كتاب المقدمة في النحو والصحاح في اللغة، وسمي كذلك لأنه التزم أن يورد فيه ما صح عنده، وقد أحسن تصنيفه وجود تأليفه مع تصحيف فيه في مواضع عدة، تتبعها عليه المحققون، وقيل: إن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة، وعرض له وسوسة فانتقل إلى الجامع بنيسابور فصعد سطحه فقال: أيها الناس إني قد عملت في الدنيا شيئًا لم أسبق إليه فسأعمل للآخرة أمران لم أسبق إليهما، وضم إلى جنبيه مصراعي باب وتأبطهما بحبل، وصعد مكانًا، وزعم أنه يطير فوقع فمات، وبقي سائر الكتاب مسودة غير منقح، ولا مبيض فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع. قال ياقوت: إنه (أي الجوهري) أحسن تصنيفه، وجود تأليفه، وقرب متناوله، وآثر من ترتيبه على تقدم يدل وضعه على قريحة سالمة، ونفس عالمة، فهو أحسن من الجمهرة، وأوقع من تهذيب اللغة، وأقرب متناولًا، من مجمل اللغة.

وكان الجوهري قد صنف: كتاب الصحاح، للأستاذ أبي منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي بن أبي القاسم الأديب الواعظ الأصولي، وقد اشتمل تاج اللغة وصحاح العربية على كثير من أسماء النبات مما صح عند المؤلف من هذه اللغة.

(٢٢) ابن سيده Ibn Sieda (٣٩٨–٤٥٨ﻫ/١٠٠٧–١٠٦٦م)

هو الحافظ أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده المرسي: اللغوي النحوي الأندلسي الضرير، كان حافظًا لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها، متوافرًا على علوم الحكمة، وكان ضريرًا وأبوه ضريرًا أيضًا، وكان أبوه قيمًا بعلم اللغة وعليه اشتغل ولده في أول أمره، ثم على أبي العلاء صاعد البغدادي، وقرأ أيضًا على أبي عمر الطلمنكي، قال الطلمنكي: دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعون علي غريب المصنف، فقلت لهم: انظروا إلى من يقرأ لكم، وأمسك أنا كتابي، فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده فقرأه علي من أوله إلى آخره، فعجبت من حفظه، وتوفي بحضرة دانية عشية يوم الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ٤٥٨ﻫ وعمره ستون سنة.

وله من التصانيف:
  • (١)

    كتاب المحكم في اللغة، وهو كتاب كبير جامع مشتمل على أنواع اللغة.

  • (٢)

    وله كتاب المخصص في اللغة أيضًا وهو كبير.

  • (٣)

    كتاب الأنيق في شرح الحماسة في ستة مجلدات.

  • (٤)

    كتاب العالم في اللغة على الأجناس في غاية الإيعاب نحو مائة سفر، بدأ بالفلك وختم بالذرة.

  • (٥)

    شرح كتاب الأخفش.

وغير ذلك.

(٢٢-١) كتاب المخصص

كتاب المخصص: كتاب كبير في ١٧ جزءًا، مرتب على الأبواب، قال ابن سيده في مقدمته: وأنا واصف لفضائل هذا الكتاب، ومعدد لمحاسنه، ومنبه على ما أودعته من جسيم الفائدة ومبين ما بان به من سائر كتب اللغة حتى صار كالفصل الذي تتباين به الأنواع من تحت الجنس، وذاكرًا ما راعيت فيه من ركوب أساليب التحري وحفظ نظام الصدق وإيثار الحق، ومبين قبل ذلك لم وضعته على غير التجنيس، بأني لما وضعت كتابي الموسوم بالمحكم مجنسًا لأدل الباحث على مظنة الكلمة المطلوبة، أردت أن أعدل به كتابًا أضعه مبوبًا حين رأيت ذلك أجدى على الفَصِح المِدْرَة … إلخ.

وقال ابن سيده عن الكتب التي أخذ عنها: فأما ما نثرت عليه من الكتب فالمصنف، وغريب الحديث لأبي عبيد وغيره، وجميع كتب يعقوب، كالإصلاح والألفاظ، والفرق، والأصوات، والزِّبرج، والمكنى، والمبنى، والمد والقصر، ومعاني الشعر، وكتاب ثعلب الفصيح والنوادر، وكتابا أبي حنيفة في الأنواء، والنبات وغير ذلك من كتب الفراء، والأصمعي، وأبي زيد، وأبي حاتم، والمبرد، وكراع، والنضر، وابن الأعرابي، واللحياني، وابن قتيبة، وما سقط إلى من ذلك.

وأما من الكتب المجنسة: فالجمهرة والعين، وهذا الكتاب الموسوم بالبارع صنعة أبي علي إسماعيل بن القاسم القالي اللغوي، الوارد على بني أمية بالأندلس … إلخ.

ذكرنا أن كتاب المخصص مرتب على الأبواب، ففيه أبواب كاملة تخص الأرض ونعوتها، في كل ما يتعلق به، من خصب وجدب، ورمال، وخفوض، وارتفاع، واستواء، ومن صحة، ووبالة، وحرث، وأمراع، وإنبات، وما يتعلق به من جهة العشب، والكلأ، ونعوتها في القلة والتفرق؛ ثم أبواب في الشجر من حيث أوصافها العامة، وتوريقها، وتنويرها، وأوصافها من حيث كثرة ورقها والتفافها، وقلة الورق وسقوطه، وعظم الأشجار ودقتها، وأثمار الشجر والنبات، وعيوب الشجر من قادح وسوس، وآفات الزرع، وأَبْن الشجر، وقشره، ولحاءه، وأدوات الزرع والقطع؛ ثم أبواب في أعيان النبات والشجر، والبر والشعير، والقطاني والحب، والفاكهة وأنواعها، والكرم وأجناسه وصفاته، والنخل واغتراسه وافتساله، وبدء نباته وعيوبه وآفاته؛ وأبواب في أشجار الجبال والرمل، وما ينبت على ماء أو قريبًا منه، والنبات الذي تدوم خضرته، والشجر الشاكي، والرياحين، وسائر النبات الطيب الريح، وما لا يثبت فيها بأرض العرب، والنبات الذي يصطبغ به، ويختضب، والشجر المر والعفص؛ وباب في الكمأة وما يشاكلها، وأجناس اليقطين، والعقاقير وغير ذلك من الأبواب المطولة، مما لم يدع بعده حاجة مستفيد ولكثرة النقل فيه عن أبي حنيفة، فالمرجح بل المؤكد أن ابن سيده لم يدع حرفًا من كتاب النبات لأبي حنيفة إلا نقله عدا ما نقله، عن غيره ممن كتبوا في النبات والشجر.

(٢٣) الصاغاني AL-Saghany (٥٧٧–٦٥٠ﻫ/١١٨١–١٢٥٢م)

الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي العمري: الإمام رضي الدين أبو الفضائل الصاغاني الحنفي، حامل لواء اللغة في زمانه، ولد بمدينة لاهور سنة ٥٧٧ﻫ، ونشأ بغزنة، ودخل بغداد سنة ٦١٥ﻫ وذهب منها بالرياسة الشريفة إلى صاحب الهند فبقي مدة، وحج، ودخل اليمن، ثم عاد إلى بغداد، ثم إلى الهند، ثم إلى بغداد، وكان يقول لأصحابه: احفظوا غريب أبي عبيد القاسم بن سلام، فمن حفظه ملك ألف دينار فإني حفظته فملكتها، وأشرت على بعض أصحابي بحفظه فحفظه وملكها.

وله من التصانيف:
  • (١)

    مجمع البحرين في اللغة.

  • (٢)

    التكملة على الصحاح.

  • (٣)

    العباب وصل فيه إلى بكم.

  • (٤)

    الشوارد في اللغات.

  • (٥)

    توشيح الدريدية.

  • (٦)

    التراكيب.

  • (٧)

    فعال وفعلان.

  • (٨)

    الأضداد.

  • (٩)

    مشارق الأنوار في الحديث.

  • (١٠)

    شرح البخاري.

  • (١١)

    در السحابة في وفيات الصحابة.

  • (١٢)

    العروض.

  • (١٣)

    نقعة الصديان.

  • (١٤)

    شرح أبيات المفصل … وغير ذلك.

توفي فجأة سنة ٦٥٠ﻫ.

(٢٣-١) العباب الزاخر واللباب الفاخر

هو أشهر كتب الصاغاني: قال مؤلفه: جمع فيه ما تفرق في كتب اللغة المشهورة والتصانيف المعتبرة المذكورة، وما بلغني مما جمعه علماء هذا الشأن، والقدماء الذين شافهوا العرب العرباء، وساكنوها في داراتها، وسايروها في نقلها من مورد إلى مورد، ومن منهل إلى منهل، ومن منتجع إلى منتجع، ومن بعدهم ممن أدرك زمانهم، ولحق أوانهم، آتيًا عامة ما نطقت به العرب خلال ما ذهب منه بذهاب أهلها من المستعمل الحاضر، والشارد النادر … إلخ.

وذكر الصاغاني في العباب جماعة ممن نقل عنهم، منهم أحمد بن حاتم أبو نصر صاحب الأصمعي، وأحمد بن فارس، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبيد الهروي، وأحمد بن يحيى الشيباني المعروف بثعلب، وإسماعيل بن حماد أبو نصر الجوهري، والسري الزجاج، والحسين بن خالويه، وخالد بن يزيد مؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، وخلف الأحمر، والخليل بن أحمد، وسعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، وأبو حاتم السجستاني، وسعيد بن مسعدة الأخفش الكبير، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعلي بن حمزة الكسائي، وعلي بن حازم أبو الحسن اللحياني … إلخ. وقد حوى العباب كتبًا كثيرة في النبات والشجر.

(٢٤) ابن منظور Ibn Manzoor (٦٣٠–٧١١ﻫ/١٢٣٢–١٣١١م)

هو محمد بن مكرم بن علي، وقيل: رضوان بن أحمد بن أبي القاسم بن حقة بن منظور الأنصاري: الإفريقي المصري، جمال الدين أبو الفضل صاحب لسان العرب في اللغة، الذي جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية، ولد في المحرم سنة ٦٣٠ﻫ، وسمع من ابن المقير وغيره، وجمع وعمر وحدث واختصر كثيرًا من كتب الأدب المطولة، كالأغاني، والعقد الفريد، ومفردات ابن البيطار، ويقال: إن مختصراته خمسمائة مجلد، وخدم في ديوان الإنشاء مدة عمره، وولي قضاء طرابلس، وكان صدرًا رئيسًا فاضلًا في الأدب مليح الإنشاء، روى عنه السبكي، والذهبي، وقال: تفرد في العوالي، وكان عارفًا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، واختصر تاريخ دمشق في نحو ربعه، وعنده تشيع بلا رفض، مات في شعبان سنة ٧١١ﻫ رحمه الله تعالى.

(٢٤-١) لسان العرب

هو أجمع مصنف للغة العربية: جمع شواردها وأوابدها، فلم يفضله كتاب في اللغة أوسع مادة، ولا أغزر علمًا منه. قال ابن منظور في مقدمته: وجمع من اللغات والشواهد والأدلة، ما لم يجمع مثله؛ لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد برواية رواها، وبكلمة سمعها من العرب شفاهًا، ولم يأت في كتابه بكل ما في كتاب أخيه، ولا أقول: تعاظم عن نقل ما نقله، بل أقول: استغنى به فصارت الفوائد في كتبهم مفرقة، وصارت أنجم الفضائل في أفلاكها هذه مغربة، وهذه مشرقة، فجمعت منها في هذا الكتاب ما تفرق، وقرنت بين ما غرب منها وما شرق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع، وصار هذا بمنزلة الأصل، وأولئك بمنزلة الفروع … إلخ. جمع ابن منظور في لسان العرب فوق كتب اللغة، جميع ما صنف في النبات من كتب المتقدمين، ومن تصفحه تحقق أن ابن منظور قد استوعب كتاب النبات لأبي حنيفة وغيره من كتب النبات، فلم يترك منها شيئًا. وقد طالعت اللسان وجمعت منه جميع ما ذكره من أسماء النبات، فكان المجموع شيئًا كبيرًا لم أر مثله في مصنف آخر، من مصنفات النبات والشجر.

(٢٥) مجد الدين الفيروزآبادي EL-Faiyrozabady (٧٢٩–٨١٧ﻫ/١٣٢٩–١٤١٥م)

هو الإمام أبو طاهر محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر: قاضي القضاة مجد الدين الفيروزآبادي الشيرازي. ولد بكارزين بلدة بفارس سنة ٧٢٩ﻫ، وحفظ القرآن بها وهو ابن سبع، ثم انتقل إلى شيراز، وأخذ عن علمائها، ثم دخل العراق وأخذ عن علمائها، ثم دخل القاهرة وأخذ عن علمائها، وجال في البلاد الشرقية والشامية، ودخل الروم والهند ولقي الجَمَّ الغفير من الفضلاء، وأخذ عنهم، وبرع في الفنون العلمية، ولا سيما اللغة، ثم دخل زبيد فتلقاه الأشرف إسماعيل فبالغ في إكرامه وتزوج بابنة الشيخ، وتولى قضاء اليمن، ثم قدم مكة، وجاور بها وأقام بالمدينة المنورة، وما دخل بلدة إلا أكرمه متوليها، مثل شاه منصور بن شجاع في تبريز، والأشرف صاحب مصر، والسلطان بايزيد في الروم، وابن إدريس في بغداد، وتيمور لنك وغيرهم. وكان تيمور لنك يبالغ في تعظيمه وأعطاه عند اجتماعه به مائة ألف درهم. وتوفي في اليمن بزبيد، وقد ناهز التسعين، في ليلة الثلاثاء الموفى عشرين من شوال سنة ٨١٦ أو ٨١٧ﻫ.

وله من التصانيف:
  • (١)

    القاموس المحيط في اللغة.

  • (٢)

    اللامع والمعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب.

  • (٣)

    تسهيل الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول الإصعاد إلى رتبة الاجتهاد.

  • (٤)

    طبقات الحنفية.

  • (٥)

    البلغة في تاريخ أئمة اللغة.

وغيرها من الكتب ما يقرب من الأربعين.

أما كتابه القاموس المحيط: فإنه جمع فيه الكثير من أسماء النبات، بحيث يزيد عن غيره من كتب اللغة بنقله أسماء النبات المعربة عن اليونانية أو غيرها وأكثرها مشروح شرحًا مقتضبًا لم يبلغ فيه من الشرح ما وصفه أبو حنيفة وغيره من الأسلاف في النبات والشجر.

(٢٦) مرتضى الزبيدي Mortada EL-zobiedy (١١٤٥–١٢٠٥ﻫ/١٧٣٢–١٧٩٠م)

مجد الدين أبو الفيض محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرازق: الشهير بمرتضى الحسيني الزبيدي الواسطي، نزيل مصر. ولد في سنة ١١٤٥ﻫ ونشأ باليمن، وارتحل في طلب العلم، ثم جاء مصر في سنة ١١٦٧ﻫ، وتلقى دروسه عن أشياخ الوقت، وتقرب من إسماعيل كتخدا عزبان وأولاده، فراج أمره، واشتهر ذكره، ثم عكف على شرح القاموس شرحًا وافيًا، استوعب فيه في جملة ما استوعبه من المطولات وكتب اللغة، تذكرة الحكيم داود الأنطاكي، والمنهاج والتبيان، كلاهما في أسماء العقاقير، وكتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري، وتحفة الأحباب للملك الغساني، وغير ذلك من كتب النبات، فأتمه في عدة سنين في ١٤ مجلدًا، وسماه تاج العروس من شرح القاموس، فرغ من تأليفه عام ١١٨١ﻫ، ولما أكمله أولم وليمة جمع فيها طلاب العلم وأشياخه، وأطلعهم عليه، فشهدوا بفضله، وقرظوه. وتوفي السيد مرتضى الزبيدي سنة ١٢٠٥ﻫ (الجبرتي).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤