تنويه من أجل الطبعة السادسة

لقد أنجزتُ هذا الكتاب خلال عامي ١٩٨٧–١٩٨٨م، وكانت مَراجعي في علم آثار فلسطين تنتمي بالطبع إلى سبعينيات القرن العشرين وما قبلها. ولكن هذا العلم كان يشهد خلال السبعينيات نشاطًا محمومًا من قِبَل فريقٍ من علماء الآثار الإسرائيليين قاموا بمسحٍ شامل للضفة الغربية التي قامت عليها مملكتا إسرائيل ويهوذا، مُزوَّدين بأحدث تقنيات التنقيب وبفريقٍ من الاختصاصيين في شتى العلوم المساعِدة لعلم الآثار، ولم تُنشَر نتائج هذا المسح وتوضع بين أيدي الباحثين إلا في أواسط الثمانينيات. واستنادًا إلى هذه النتائج يمكننا القول الآن بكل ثقةٍ علميةٍ أن ما يُدعى بالمملكة الموحدة لكلِّ إسرائيل بملوكها الثلاثة شاؤل وداود وسليمان لم يكن لها وجود خلال القرن العاشر قبل الميلاد، وهي الفترة المفترضة لقيامها، وأن عاصمتها أورشليم إما كانت مدينةً مهجورة، أو بلدة صغيرة لا يُعتدُّ بها ولا تَصلُح لأن تكون عاصمة لمملكة مهمَّة.

وبما أن هذه المعلومات الجديدة لم تكن في حوزتي أو في حوزة غيري خلال تأليفي لهذا الكتاب، فقد كنتُ أكتفي فقط بإثارة الشكوك كلما جئت للحديث عن هذه المملكة وحكامها وعاصمتها، دون أن أُبديَ في ذلك قولًا قاطعًا لأنني لم أكن أملك برهانًا يُخوِّلني ذلك. لهذا فإنني أنصح القارئ الراغب في الاطلاع على خلاصاتي في هذه المسألة الرجوع إلى مؤلفي «آرام دمشق وإسرائيل - في التاريخ والتاريخ التوراتي»، ومؤلَّفي الآخر «تاريخ أورشليم».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤