الفصل الخامس

ماذا عن الفلستيين؟

في أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد، تعرَّضت الحضارة المِسينية١ على البرِّ اليوناني إلى سلسلة من الهجَمات البربرية دمرت كل مراكزها الحضَرية الهامَّة، وأدَّت إلى تشتُّت أهلها في الأصقاع المجاورة، وكمون المد الحضاري في اليونان وفي جزر بحر إيجة التي تعرَّضت للخطر ذاته. ويبدو أن ضغط البرابرة على اليونان وحضارة بحر إيجة، قد أدى إلى سلسلة من تحركات الشعوب الغالبة منها والمغلوبة، بحثًا عن مواطن جديدة للاستقرار بعيدًا عن عالم قد تمَّ تهديمه تمامًا، وعمَّته الفوضى والاضطراب والفقر المدقع. وقد وصلت طلائع هذه الفئات الهائمة إلى شماليِّ أفريقيا وتعاونت مع الليبيِّين الذين كانوا يتربَّصون منذ زمن للانقضاض على مصر، فتقدَّموا جميعًا نحو الدلتا في محاوَلة للاستقرار فيها. ولكن الفرعون «مرنفتاح» استطاع القضاء عليهم وردهم عن حدود مصر البرية والبحرية عام ١٢٢٠ق.م.

وفي الوقت نفسه تَقدَّمت حملة أخرى من نقطة ما من الأرخبيل الإيجي فحطَّت على شواطئ آسيا الصغرى ودمَّرت المملكة الحثية التي لم تَقُم لها قائمة بعد ذلك، ثمَّ توجَّهت نحو بلاد الشام فسقطت أمامها ممالك سورية الشمالية مِن أُوغاريت إلى كركميش. بعد ذلك تقدَّمت هذه الشعوب نحو أواسط سورية حيث أقامت لها محطَّة مُستقرَّة في مملكة «آمورو» تحفزًا للانقضاض مرةً أخرى على مصر، أسمن الطرائد في ذلك العصر. وفي طريقها إلى مصر أشاعت الدمار في مَمالك الدويلات الفلسطينية، ولكن المصريين استطاعُوا ردَّهم للمرة الثانية عن حدودهم؛ إذ قام الفرعون رمسيس الثالث بتشتيتهم والقضاء عليهم نهائيًّا كقوة ضاربة قادِرة على التحرُّك العسكري؛ وذلك حوالي عام ١١٩١ق.م. ومنذ ذلك الوقت اختفى ذِكرهم من التاريخ. وبعد الهزيمة التي حلَّت بهم، سمح الفرعون المصري لقِسمٍ منهم وهم البيلست أو الفيليست بالتوطُّن على الساحل الفلسطيني الأدنى.

وقد دعيت هذه الموجات التي غزَت بلاد الشرق الأدنى القديم بشعوب البحر؛ لأن مصدر انطلاقها كان من جزء بحر إيجة على ما تذكُره السجلات المصرية. فمن سجلِّ حملة رمسيس الثالث، نعرف أن خمسة شعوب انطلقت مِن جُزُرها الشمالية هي: «التجاكر» و«الوشوش» و«الشيكليش» و«البيلست» و«الدينيان»، فقضَت على «حاتي» و«كود» و«كركميش» ثم تقدمت إلى مصر من آمورو، ولكن الفرعون بادَرها بالتحرُّك نحو بلاد «زاهي» حيث شتَّتهم واستأصلَ شأفتَهم إلى الأبد.٢ وقد أمكن لعِلم الآثار تتبُّع تحركات شعوب البحر، من خرائب الحضارة المسينية في اليونان إلى الدَّمار الفاجع للمَملكة الحثية في آسيا الصغرى إلى أوغاريت وكركميش وبقية دويلات ممالك بلاد الشام. ونظرًا لعدم اهتمام مصر بمَناطق نفوذِها السابقة في بلاد الشام، فقد قامت بعض الفئات التي شتَّتها رمسيس الثالث بالتوطُّن في مناطق الساحل السوري، وأسَّسوا لهم خمس مدن وهم المعروفون في التوراة باسم الفلسطينيِّين.٣

هذه باختصار أخبار شعوب البحر التي أتَت بالفلستيين التوراتيين إلى بلاد كنعان. فماذا قال كمال الصليبي في أمر الفلستيِّين؟ يقول في مقدمته وقبل الدخول في مقارناته اللغوية، ما يلي:

[الفلستيُّون، بين شعوب العهد القديم هم الأكثر وضوحًا والأكثر إثارة للحيرة في آنٍ معًا. وإثارتهم للحيرة لا تبدو مبعث دهشة؛ إذ إن الباحثين دأبوا على البحث عن موطنهم التوراتي في المكان الخطأ. ولأنه أشير إلى الفلستيِّين في بعض الفقرات على أنهم «كريتيون» (كرتي، نسبة إلى كرت)؛ فقد ساد الاعتقاد بأنهم كانوا في الأصل «شعب بحر» من أصل عرقي غامض توطَّن أصلًا في جزيرة كريت في البحر المتوسط، ثم انتقل مِن هناك واستقرَّ في ساحل فلسطين. والأمر المؤكد هو أن الفلستيين الذين تتحدث عنهم التوراة العبرية لم يكونوا فلستيي فلسطين، ولا هم أتوا على كل حالٍ مِن جزيرة كريت. ولا بدَّ أن كرت التوراتية (صموئيل الأول ٣٠: ١٤ صفنيا ٢: ٤–٥، حزقيا ٢٥: ١٥–١٦) كانت وادي «كريت» (كرث)، وهو رافد لوادي «تيه» في مُرتفعات رجال ألمع، وهناك واحة تُسمَّى «الكراث» (كرث) في وادي بيشه، حيث هناك قرية تُسمَّى «الفلسة» (قارن مع العِبرية فلشت التي يكون جمع النسبة إليها فلشتيم أي فلستين)] (ص٢٤٥–٢٤٦).

وبعد أن يجد لكل مدينة من مدن الفلستيين الخمس مكانها في غرب العربية، يَنتهي إلى القول: [ومهما كانت الأماكن الأخرى التي وُجد فيها الفلستيُّون التوراتيُّون، فقد كانت لهم مدنهم الرئيسية في الجانب البحري من عسير وجنوب الحجاز … وذلك حتى زمن ملوك إسرائيل الأوائل الذين قضوا عليهم أو على وجودِهم المُستقلِّ في تلك المناطق. (وربما كان في ذلك ما يُفسر هجرة الفلستيِّين إلى الشام حيث أعطوا اسمهم لأرض فلسطين)، وقد كانت أراضيهم هناك مُتداخلة مع أراضي بني إسرائيل والشعوب المحلية الأخرى. وليس في التوراة العبرية ما يُفيد بأنهم كانوا في الأصل مُستوطنين غرباء في البلاد، وصلوا إليها كأهل بحرٍ من الخارج. وهذا الرأي ما هو إلا من تصوُّر الباحثين التوراتيين، وليس هناك ما يُسنده إطلاقًا …] (ص٢٥٣–٢٥٤).

والحقيقة، فإن السند الذي لا يَتصوَّر الصليبي وجوده إطلاقًا، يأتي من النصوص التوراتية ذاتها، ومن مقاطع أغفل الصليبي الإشارة إليها تمامًا. فإضافة إلى وصف التوراة للفلستيين بأنهم كريتيُّون كما هو الأمر في سِفر صفنيا ٢: ٤–٥؛ وحزقيا ٢٥: ١٥–١٦، فإنه يَنسبهم إلى جزيرة «كفتور» وهو الاسم التبادلي، في التوراة لجزيرة كريت المعروفة في البحر المتوسِّط. نقرأ في سِفر إرميا ٤٧: ٤ [بسبب اليوم الآتي لهلاك كل الفلسطينيين، ليَنقرض من صور وصيدون كل بقيةٍ تُعين؛ لأن الرب يُهلك الفلسطينيِّين، بقية جزيرة كفتور]، فهم إذن أهل بحر أتوا من جزيرة. وكذلك هم غرباء عن كنعان أتوا إليها من الخارج شأنهم في ذلك شأن الإسرائيليِّين. نقرأ في سِفر عاموس ٧: ٩ [ألم أصعد إسرائيل من أرض مصر؟ والفلسطينيين من كفتور؟] وفي سِفر التثنية ٢: ٣٢ [… والعويون الساكنون في القُرى إلى غزة، أبادَهم الكفتوريُّون الذين خرجوا من كفتور وسكنوا مكانهم].

وكفتور هذه، لم تَرِد في التوراة فقط، بل في العديد من نصوص الشرق القديم. ففي أسطورة بعل وعتاة الأوغاريتية تَبعث الإلهة «عشيرة» برسولها إلى كفتور، التي هي كريت في نصوص أوغاريت، لإحضار إله الحرف والصناعة من هناك ليبني بيتًا للإله بعل.٤ كما ترد كفتور في النصوص المصرية بصيغة «كيفتو» للدلالة على كريت وجزر بحر إيجة، وحذف الراء من الاسم في الهيروغليفية وارد؛ لأن الراء في كفتور هي لاحقة وليسَت من أصل الكلمة.٥
أما السند الآخر الذي لا يَتصوَّر الصليبي وجوده، فيأتينا من علم الآثار فلقد أعطت نتائج التنقيب الأركيولوجي على الساحل الفلسطيني معلومات وافرة عن بدايات الاستيطان الفلستي ونشوء مدن الفلستيين الخمسة: غزة وجت وأشقلون وأشدود وعقرن، التي تمَّ التعرُّف عليها جميعًا. فمع بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، يَظهر بشكلٍ مفاجئ في المنطقة الساحلية الفلسيطينية نمط من الخزف غير معروف في كنعان قبل ذلك، وهذه الخزفيات التي اكتُشفت على وجه الخصوص في المواقع الخمسة المذكورة أعلاه، تُشبه الخزفيات السائدة في بحر إيجة في تلك الفترة، دون أن تكون نسخًا مُطابقة لها، مما يدلُّ على أنها قد صُنعت محليًّا من قِبَل مهاجرين أتوا من تلك المنطقة، ولم تُجلب معهم من موطنهم الأصلي. وبعد فترة قصيرة تغدو هذه الخزفيات النمَط السائد في مواقع الفلستيين التاريخية، مع تواجُد عرضي في بعض المناطق المتاخمة لهم، ولكنها تنعدم كليًّا في المناطق الداخلية من فلسطين. ومن الملفت للنظر أن الخزف الفلستي يظهر في معظم المواقع الفلستية بعد طبقة من الخرائب والحرائق التي تَحجب طبقات كنعانية أسبق، مما يدل على أن شعوب البحر قد عادت إلى سكن المواقع التي دمرتها إبان اجتياحها الأول.٦ وسنعمد فيما يلي إلى تقديم مثالَين يفيان بالغرض، الأول من موقع «أشقلون» والثاني من موقع «أشدود».
أشقلون، مدينة كنعانية قديمة على ساحل فلسطين، ورد ذِكرها في سجلات الفرعون رمسيس الثاني الذي حكم منذ عام ١٢٩٠ق.م.، أي قبل فترة لا بأس بها مِن توطُّن الفلستيين في فلسطين، كما ورد ذِكرها في سجلات الملك الآشوري تغلات فلاصر الثالث في القرن الثامن قبل الميلاد.٧ وقد تم التعرف عليها في موقع عسقلان الحديثة منذ الحملة التنقيبية الأولى مِن قِبَل صندوق اكتشاف فلسطين ببريطانيا، وذلك بين عامي ١٩٢٠–١٩٢١م. وقد بيَّنت التنقيبات أنَّ الطبقة الآثارية العائدة لعَصر البرونز الأخير، وقد دُمِّرت تمامًا وتغطَّت بطبقة من الرماد سمكها ٥٠سم، تحجب تحتها مدينة نموذجية كنعانية. وفي الطبقة الآثارية التي تلتها مباشرة، تظهر الخزفيات الفلستية الغربية عن أرض كنعان.٨
وعلى مسافة ١٥كم تقريبًا إلى الشمال الغربي من عسقلان، تمَّ التعرُّف على مدينة «أشدود» قرب بلدة «أسدود» الحالية، حيث جرت الحملة التنقيبية الرئيسية بين عامي ١٩٦٢ و١٩٧٢م بإشراف البروفيسور M. Dothan. وقد تبيَّن أن الموقع كان مسكونًا منذ العصر النحاسي، إلا أنَّ المدينة المسورة تعود إلى عصر البرونز الوسيط حوالي عام ١٧٠٠ق.م.، واستمرت مزدهرةً إلى عصر البرونز الأخير؛ حيث ورد ذِكرها في سجلات أوغاريت كمدينة مشهورة بتصنيع النسيج. وقد دُمرت هذه المدينة في نهاية القرن الثالث عشر واختفَت تحت طبقة سميكة من الرماد، وعندما أُعيد بناؤها في الطبقة التالية، تأخَّر ظهور الخزفيات الفلستية قليلًا ثم سادت الموقع بشكلٍ كامل، وظهر إلى جانب الفخاريات الفلستية أختام أسطوانية عليها كتابات تَنتمِي إلى الزمرة القُبرصية الإيجية، كما عُثر على تماثيل للإلهة الأم، مصنوعة وَفق الأسلوب الكريتي المعروف. إلا أنه في أشدود بشكلٍ خاص، يظهر بشكل تدريجي وواضح كيفية ذوبان الشخصية الحضارية الفلستية في الشخصية الكنعانية. فمنذ القرن العاشر، يبدأ النمط الخزفي الفلستي في الاختفاء ليحلَّ محلَّه النمط الكنعاني المعروف في عصر الحديد، وتختفي تماثيل الآلهة الكريتية ليتحوَّل الفلستيون إلى الآلهة المحلية٩ التي نجد أسماءها في التوراة، مثل الإله «داجون» الإله السوري القديم المعروف في نصوص أوغاريت وإيبلا. وفي الحقيقة، لم يكن هذا التحوُّل صعبًا بسبب قرب العبادة الكيريتية من العبادة الكنعانية وتَماثُل آلهتها مع الآلهة الكنعانية.

نَكتفي بهذا القدر من البينات النصية والأركيولوجية التي لم يعبأ بها كمال الصليبي أو لم يكن على علمٍ بها، لنُتابعه في بحثه عن مدن الفلستيين الخمس في غرب العربية، ونجده يعثر على «غزة» في موقع «العزة» الحالي في وادي أضم، و«أشدود» في «السدود» في منطقة رجال ألمع، و«أشقلون» في «شقلة» بجوار مدينة «القنفذة»، و«جت» في «الغاط» بمنطقة جيزان، و«عقرون» في «عرقين» بوادي عتود الفاصل بين رجال ألمع ومنطقة جيزان (ص٢٥٢–٢٥٣). ولكن نظرة سريعة على خارطة الصليبي رقم ٣، تُظهر أمرًا غاية في الغرابة، فالمدن الخمس التي عُثر عليها في غرب العربية، تتوزَّع على مسافات شاسعة جدًّا عبر بلاد عسير من أقصاها إلى أقصاها، وتتباعَد عن بعضها مئات الكيلومترات أحيانًا عبر مساحات مليئة بمدن الشعوب الأخرى التي تعرَّف عليها الصليبي هناك، مثل أهل يهوذا وأهل إسرائيل والكنعانيِّين والآراميين. فالعزة (غزة) الواقعة في منطقة الليث، والغاط (جت) الواقعة في منطقة جيزان، تبعدان عن بعضهما حوالي ٧٠٠كم. والسدود (أشدود) تبعد عن شقل (أشقلون) أكثر من ٢٠٠كم. وعرقين (عقرون) تبعد عن شقلة حوالي ٥٠٠كم. فكيف تسنَّى لشعب واحد، كان عبر أسفار التوراة عدوًّا تقليديًّا للإسرائيليين، أن يبني مدنه الخمس على هذه الأرض الواسعة، وفي مواقع مُتبعثِرة عبر أراضي الأعداء؟ لقد ذَكر الصليبي مسألة التداخل بين أراضي الفلستيين والإسرائيليِّين، عندما عرج مطولًا على قصة شمشون في التوراة (ص٢٤٥–٢٥٥). ولكن التداخُل شيء والتبعثُر شيء آخر. ولقد كانت أراضي الفلستيين عند حدودهم الشرقية متداخلةً مع أراضي غيرهم، مما أثبته توزع الفخاريات الفلستية، إلا أن الأرض التي شغلوها على الساحل الفلسطيني كانت أرضًا متَّصلة، بمُدنها التي يسهل التوصُّل بينهما والانتقال والتنسيق وتجهيز الجيوش التي كانت تُواجه الإسرائيليين تحت راية فلستية موحَّدة.

وإذا عدنا إلى البيِّنة النصية مرةً أخرى وجدنا كل الشواهد المؤيدة لوجود أرض واحدة متَّصلة للفلستيين، قائمة على وجه التحديد في المنطقة الساحلية، لا في المناطق الداخلية حيث عثر كمال الصليبي على معظم مدن الفلستيين، والتي تتوزَّع بعيدًا عن ساحل البحر بمئات الأميال. نقرأ في حزقيا ٢٥: ١٦ [فلذلك هكذا قال السيد الرب. ها أنا ذا أمدُّ يدي على الفلسطينيين وأَستأصِل الكريتيِّين وأهلك بقية ساحل البحر] وفي صفنيا ٢: ٤–٥ [لأنَّ غزة تكون متروكة، وأشقلون للخراب. أشدود عند الظهيرة يَطردونها، وعقُرون تستأصل. ويل لسكان ساحل البحر أمة الكريتيين].

هذه أسانيد الرأي الذي يقول عنه الصليبي [ما هو إلا مِن تصوُّر الباحثين التوراتيِّين، وليس هناك ما يُسنده إطلاقًا] (ص٢٥٤).

١  نَستعمِل هنا كلمة «مسيني» و«مسينية» كترجمة لكلمة Mycenae المنسوبة إلى مدينة Mycenae وذلك جربًا على المُصطلح الشائع في المراجع العربية إلى وقتٍ قريب إلا أنَّنا نودُّ التنبيه إلى أن مُصطلح «موكيني» و«موكينييه» قد بدأ يحلُّ في العربية محل الأول، وهو الأصح.
٢  J. A. Wilson, Egyptian Historical Texts (in: Ancient Near Eastern Texts), op. cit., pp. 262–263.
٣  الفلسطينيُّون في الترجمات العربية للتوراة كلمة غير دقيقة الترجمة ومتأثِّر بالاسم الحالي لفلسطين باللغة العربية.
٤  H. L. Ginsberg, Ugaritic Myths (in: Ancient Near Eastern Texts), op. cit., p. 183.
٥  C. H. Gordon, The Ancient Near East, Norton, New York, 1965, p. 183.
٦  K. Kenyon, Archaeology in the Holy Land, op. cit., pp. 214–15, 224–25.
٧  James Pritchard, Ancient Near Eastern Texts, op. cit., pp. 214–15, 224–25.
٨  K. Kenyon, op. cit., p. 215.
٩  Ibid., pp. 215.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤