أرض كنعان
وخلال الفترة الانتقالية الثانية في مصر إبان حُكم الهكسوس، تراخت قبضة مصر عن كنعان مدة قرنين من الزمان انتعشت خلالها دويلات المدن الكنعانية، واستطاعت تدريجيًّا امتصاص موجة العموريِّين، التي اجتاحت المنطقة منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، وسببت انقطاعًا في الحضارة الكنعانية ودمارًا لأهم مواقعهم الحضارية. وإضافة إلى الدماء العمورية التي رفدت بلاد كنعان، فقد وفَدَت إليها جماعاتٌ عرقية غير ساميةٍ من الشمال، مع بدايات الانسياح الحوري الذي غمر مناطق بلاد الشام الشمالية. ومع مطلع القرن الخامس عشر، نعثر في فلسطين بشكلٍ خاصٍّ على أسماء حُكام هندو–أوروبيين، كما هو الحال في مجدو وأورشليم وأشقلون، دون أن ندري بالتفصيل عن الكيفية التي تم بها توطُّن هذه الجماعات الغربية.
إلا أن مصر بعد تحرُّرها من الهكسوس، أواسط القرن السادس عشر قبل الميلاد، عادت إلى توطيد وجودها في سوريا، وتنازعت مع الحثيِّين السيطرة على بلاد الشام حتى سقوط الإمبراطورية الحثية على يد شعوب البحر، الذين تابعوا بعد ذلك تدمير الممالك الكنعانية في طريقهم إلى مصر، حيث تكسرت موجة هجومهم العارمة أما قوة جيش رمسيس الثالث، آخر عمالقة التاريخ المصري. وقد نجم عن هجمات شعوب البحر فراغ حضاري في بلاد كنعان، أخذ الآراميون الذين بدءوا بالتوطن في سورية الداخلية بملئِه تدريجيًّا، والسير بالمنطقة نحو عصر جديد. ولم تحتفظ الهوية الكنعانية بوجودها إلا على الشاطئ اللبناني في المنطقة المحصورة بين الجبل والبحر، حيث تابعت الحضارة الكنعانية استمرارها وتطورها في حلَّتها الفينيقية الجديدة، وأيضًا في منطقة فلسطين الداخلية التي تركها الفلستيون بعد أن توطنوا في المناطق الساحلية، والتي وقعت ولمدة قصيرة نسبيًّا تحت السيطرة السياسية لكلٍّ من إسرائيل ويهوذا.
هذه المناطق الأخيرة للتواجد الكنعاني، هي التي عرفها الإسرائيليون، وهي التي تحدَّث عنها كِتاب التوراة باعتبارها أرض كنعان، وحدَّدها في التكوين ١٠: ١٩–٢٠: [وكانت تخوم الكنعاني من صيدون حينما تجيء نحو جرارة إلى غزة. وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وأدمة وصبوئيم إلى لاشع]. وهذا النص رغم عموميته وبُعده عن الدقة الجغرافية بمفهومها العِلمي الحديث، إلا أنه يشير فعلًا إلى ما تبقَّى من أرض كنعان في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد.
ولا نُريد هنا، أن ندخل في المسألة اللغوية حول أصل التسمية، رغم كثرة ما قيل في ذلك، غير أننا نودُّ أن نشير أخيرًا إلى أن الكنعانيِّين لم يتعوَّدوا استخدام اسم كنعان في الإشارة إلى أنفسهم أو أرضهم، ذلك أنَّ أرض كنعان لم تَعرف عبر تاريخها الوحدة السياسية أو السلطة المركزية. مِن هنا كانت الانتماءات دومًا لدولة المدينة، وانتسب كل فريق إلى مدينته وتَسمَّى باسمها، نستثني من ذلك الفترة التي كانت لصيدون فيها سلطة على جاراتها الفينيقية؛ حيث استعملت تسمية الصيدونيين للدلالة على الشعب الفينيقي، سواءً من قِبل الفينيقيين أنفسهم أم مِن قِبَل مَن احتكَّ بهم خلال تلك الفترة.
هذه كنعان بلاد الشام في التاريخ، وهي كنعان الوحيدة التي نَعرفها حتى الآن، فماذا قال كمال الصليبي في أمرها؟
[إنَّ أرض الكنعانيين التوراتيِّين هي في غرب شبه الجزيرة العربية وليس في فلسطين، كما يُفترض بها أن تضمَّ المنحدرات البحرية لعسير من منطقة بلحمر في الشمال عبر رجال ألمع، إلى منطقة جيزان في الجنوب، ومعظم هذه المنطقة ضمنًا. وهنا يُمكن ملاحظة وجود قريتين تُسميان «القناع» (قارن بالجذر كنع ومنه كنعن) في منطقة المجاورة شمال منطقة بلحمر. وفي الجوار الأوسع ذاته، هناك قريةٌ تُسمى «العزة» وكذلك قريةٌ تُسمى «القناع» وواحدةٌ تُسمَّى «ذي القناع» وواحدةٌ تُسمى «القنعات» وقريتان تُسميان «القنعة» توجدان في منطقة جيزان، هذا دون أن نتطرَّق إلى ذِكر أسماء الأمكنة المشتقة من الجذر نفسه في أجزاء أخرى من عسير وجنوب الحجاز. وأخيرًا هناك قريةٌ تُسمَّى «آل كنعان» (ءل كنع، وتعني حرفيًّا إله كنعان) في وادي بيشة عبر الشق المائي في منطقة المجاردة. والدليل الاسمي المتعلق بموقع الكنعانيين التوراتيِّين، تفريقًا عن أولئك الشاميين، في غرب شبه الجزيرة العربية يستدعي إعادة نظرٍ دقيقة وبالعمق في الأفكار الشائعة حول هذا الموضوع] (ص١١٠–١٠٢).
هؤلاء الكنعانيون قد بدءوا بالهجرة إلى الساحل السوري قبل هجرة الإسرائيليِّين فهم: [قد نزحوا من غرب شبه الجزيرة العربية في زمن مُبكِّر ليُعطوا اسمَهم لأرض كنعان على امتداد الساحل الشامي شمال فلسطين في المنطقة التي سمَّاها الإغريق فينيقيا … وفي كتابه عن الفينيقيين وعن سوريي فلسطين في القرن الخامس قبل الميلاد، لا يُبدي المؤرخ هيرودوتس أي شك حول كونهم من غرب شبه الجزيرة العربية. وهو يقول عن الاثنين: «هؤلاء الناس، واستنادًا إلى روايتهم نفسها، قطنوا قديمًا على البحر الأحمر، وبعُبورهم من ذلك المكان استقرُّوا على ساحل البحر في سورية، وما زالوا يقيمون.» ومهما كان شأن الهجرات الفلستية والكنعانية إلى هناك، لا بدَّ أن تكون قد نمت حجمًا على إثر الهزائم المتتالية التي ألحقها بهم بنو إسرائيل في مواطنهم الأصلية] (ص٣٣–٣٥ وخريطة الصليبي رقم ٦).
وبعد أن حدَّد الصليبي موقع أرض كنعان في المنحدرات البحرية لعسير على مسافة كبيرة من ساحل البحر الأحمر، يقوم بتحديد مواقع أهم المدن الكنعانية الفينيقية الواردة في التوراة، في المناطق الداخلية لعسير وغرب العربية:
[صور التوراتية، لم تكن مدينة على حافة البحر (يم بالعبرية)، بل الواحة الحالية الكبيرة المسماة اليوم بالتحديد «زور الوادعة» في منطقة نجران بمحاذاة بلاد «يام» (قارون مع يم بالعبرية) المجاورة للصحراء العربية الداخلية. وسفنها (ءنيوت بالعبرية) كانت في الحقيقة قوافل حيوانات محملة (الأون بالعِبرية هو أحد جانبي ظهر الدابة) … وجبيل التوراتية (جبل بالعبرية غير المحركة) ليست جبيل لبنان. وهناك جبيل معينة تقع قرب صور التوراتية هي «القابل» (القبل) في إقليم نجران. وأرواد غرب شبه الجزيرة العربية هي اليوم «رواد» في مرتفعات عسير] (ص٣٤–٣٥). [ومِن المؤكد أن «صيدن» ليست هي الميناء اللبناني «صيدون»، ومن بين أربعة صيدونات تُدعى اليوم «زيدان» أو «آل زيدان» (زيدن، قارن بالعبرية صيدن) تُوجد اليوم في أجزاء مختلفة من عسير، فإنَّ تلك الواردة في سِفر التكوين ١٩ لا بد أن تكون اليوم قرية «آل زيدان» في مرتفعات جبل شهدان، وهو قمة جبل بني مالك في أرض جيزان الداخلية] (ص٩٩).
فهل تتَّفق نصوص التوراة، مهما كانت الطريقة التي يُقرأ بها النص العبري الساكن، مع جغرافية الصليبي هذه؟ في الحقيقة، إنَّ هذه النصوص تتَّفق مع ما تحصَّل لدينا حتى الآن من دراسة السجلات القديمة لمصر وبلاد الرافدين، ومِن التدقيق في نتائج التنقيبات الأثرية. فمدن كنعان الفينيقية، هي نفسها تلك المدن البحرية التي تحدثت عنها السجلات التاريخية القديمة، وهي على الساحل السوري، وليست في عسير الداخلية. ولنبدأ بمدينة صور.
يرد ذكر صور بعد سِفر التكوين في التوراة بشكلٍ مُفصَّل، في خبر اتِّصال ملكها بسليمان: [وأرسل حيرام ملك صور عبيده إلى سليمان؛ لأنه سمع أنَّهم مسحوه ملكًا مكان أبيه؛ لأنَّ حيرام كان محبًّا لداود كل الأيام]. فيطلب سليمان من مَلِك صور أن يرسل له خشبًا من لبنان وحرفيين للبناء: [وأرسل حيرام إلى سليمان قائلًا قد سمعت ما أرسلتَ به إليَّ. أنا أفعل كل مسرتك في خشب الأرز وخشب السرو. عبيدي يُنزلون ذلك من لبنان إلى البحر، وأنا أجعله أرماثًا في البحر إلى الموضع الذي تعرفني عنه وأنفُضُه هناك وأنت تحملُه] الملوك الأول ٥: ١–٩. وفي رواية أخرى يتم تحديد المكان الذي سيتمُّ إنزال الأخشاب فيه، وهو يافا، [… ونحن نقطع خشبًا من لبنان حسب كل احتياجك ونأتي به إليك أرماثًا على البحر إلى يافا وأنت تصعدُه إلى أورشليم] (الأيام الثاني ٢: ١٦).
من الواضح هنا أن صور المقصودة هي الميناء الفينيقي المعروف على الساحل اللبناني فحيرام سينقل الأخشاب بحرًا، وسليمان سيستلمها من البحر أيضًا وينقلها بعد ذلك إلى أورشليم. فلو كانت صور المعنية هنا هي زور الوادعة بمنطقة نجران، فأيُّ سغب في أن ينقل حيرام خشب الأرز إلى شاطئ البحر حيث يستلمُه سليمان ويقفل راجعًا به إلى أورشليم، ولماذا لا تنقل الأخشاب برًّا؟ ثم إنَّ النصَّ قد حدَّد نقطة الإنزال عند ميناء يافا، ويافا التوراتية في رأي الصليبي تقع إما في منطة جيزان وهي «الوفية»، أو قرب خميس مشيط وهي «الوافية» (ص١١٧ و١٢٠)، وكلا الموقعين ببعدان مسافات شاسعة جدًّا عن شاطئ البحر. ويجب أن نُلاحظ هنا أن «الوفية» تقع في منطقة زور الوادعة نفسها، أما «الوافية» فليست بالبعيدة عن «آل شريم» التي هي أورشليم داود وسليمان عند كمال الصليبي (ص٨٣)، فلماذا تُنقل الأخشاب إلى واحدة منها ولا تُسلَّم في أورشليم ذاتها؟
وهناك أكثر من بيِّنةٍ نصيَّة على أنَّ يافا المذكورة في التوراة هي يافا الشام، وليست أيًّا من الموقعين الذين يحددهما لها الصليبي في غرب العربية. فمن سِفر عزرا ٣: ٧ نفهم بوضوح أن يافا هي ميناء بحري وليست مدينةً داخلية: [وأعطوا فضةً للنحاتين والنجارين، ومأكلًا ومشربًا وزيتًا للصيدونيِّين والصوريين، ليأتوا بخشب أرز لبنان إلى بحر يافا، حسب إذن كورش ملك فارس لهم]. ومن ميناء يافا يبحر النبي «يونان»: [فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب فنزل إلى يافا ووجد سفينةً ذاهبة إلى ترشيش، فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب. فأرسل الرب ريحًا شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيمٌ في البجر حتى كادت السفينة تتكسَّر فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد على إلهه، وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليُخفِّفوا عنهم] (يونان ١: ٣–٥).
وترشيش المذكورة هنا، هي الموقع البحري البعيد الذي كانت سفن صور تبحر إليه للتجارة، وقد كان للملك في البحر سفن تبحر إليه مع سفن ملك صور بعد أن تطورت العلاقة بينهما: [كان للملك في البحر سفن ترشيش مع سفن حيرام. فكانت سفن ترشيش تأتي مرةً في كل ثلاث سنوات حاملةً ذهبًا وفضة وعاجًا وقرودًا وطواويس] (الملوك الأول ١٠: ٢٢)، وأيضًا: [لأنَّ سفن الملك كانت تسيير إلى ترشيش مع عبيد حورام، وكانت سفن ترشيش تأتي مرةً كل ثلاث سنين] (الأيام الثاني ٩: ٢١). والطريق إلى ترشيش شاقة ومهولة: [بريح شرقية تكسر سفن ترشيس] (المزمور ٤٨: ٧).
إذن، فسفن صور المذكورة في التوراة لم تكن قوافل حيوانات محمَّلةً، كما يقول الصليبي، وهناك المزيد من البيِّنات النصيَّة على ذلك.
نقرأ في إشعيا ٢٣: ١–٨: [وحي من جهة صور ولْوِلي يا سفن ترشيش لأنَّها خربت … اندهشوا يا سكان الساحل … عند وصول الخبر إلى مصر يتوجَّعُون عند وصول خبر صور، اعبروا إلى ترشيش، ولولوا يا سكان الساحل. أهذه لكم المفتخرة التي منذ الأيام القديمة قِدمها، تنقلها رجلاها بعيدًا للتغرب؟ من قضى بهذا على صور المتوَّجة التي تجَّارها رؤساء؟].
ونقرأ في حزقيال ٢٨: ١–٩: [وكان إلى كلام الرب قائلًا: يا بن آدم، قل لرئيس صور، هكذا قال السيد الرب، من أجل أنه قد ارتفع قلبك وقلت أنا إله، في مجلس الآلهة اجلس في قلب البحار، وأنت إنسان لا إله … لذلك ها أنا ذا أجلب عليك غرباء عتاة الأمم فيُجرِّدون سيوفهم على بهجة حكمتك، ويدنسون جمالك، يُنزلونك إلى الحفرة فتموت موت القتلى في قلب البحار].
وفي سِفر حزقيال ٢٦: ٣–١٧: [ها أنا ذا عليك يا صور، فأُصعد عليك أممًا كثيرة كما يعلي البحر أمواجه، فيخربون أسوار صور ويهدمون أبراجها، وأُسحِّي ترابها عنها، وأصيرها ضِحَّ الصخر، فتصير مبسطًا للشباك في وسط البحر … لأنه هكذا قال السيد الرب. ها أنا ذا أجلب على صور نبوخذ راصر ملك بابل … بحوافر خيله يدوس كل شوارعك، يقتل شعبك بالسيف فتسقط إلى الأرض أنصاب عزك، ويَنهبُون ثروتك، ويغنمون تجارتك، ويهدمون أسوارك، ويهدمون بيوتك البهيجة، ويضعون حجارتك وخشبك وترابك في وسط المياه … كيف بدت يا معمورة من البحار، المدينة الشهيرة التي كانت قويةً في البحر هي وسكانها الذين أوقعوا رعبهم على جميع جيرانهم، الآن تَرتعد الجزائر يوم سقوطك وتضطرب الجزائر التي في البحر لزوالك].
وفي حزقيال ٢٧: ١–٤؛ و٢٥–٢٦؛ و٣٢–٢٤: [وكان كلام الرب إليَّ قائلًا: وأنت يا بن آدم فارفع مرثاة على صور وقل لصور الساكنة عند مداخل البحر، تاجرة الشعوب إلى جزائر كثيرة، هكذا قال السيد الرب. يا صور أنت قلت أنا كاملة الجمال، تخومك في قلب البحور] … [سفن ترشيش قوافلك لتجارتك، فامتلأت وتمجدت جدًّا في قلب البحار، ملاحوك قد أتوا بك إلى مياه كثيرة، كسرتكِ الريح الشرقية في قلب البحار]… [يرفعون عليك مناحة، ويرثونك ويقولون أية مدينة كصور كالمسكنة في قلب البحر. عند خروج بضائعك من البحار أشبعت شعوبًا كثيرة، بكثرة ثروتك وتجارتك أغنيت ملوك الأرض، حين انكسارك من البحر في أعماق المياه سقط متجرك وكل جمعك]. وفي زكريا ٩: ٣–٤ [وقد بَنت صور لنفسها حصنًا وكوَّمت الفضة كالتراب، والذهب كطين الأسواق هو ذا الرب يمتلكها ويضرب في البحر قوتها، وهي تؤكل بالنار].
فأين صور هذه المدينة البحرية العظيمة كما تُصورها التوراة، من الواحة الكبيرة المسماة «زور الوادعة» في غرب العربية؟
وترتبط هذ الموانئ المُتجاورة في النصوص التوراتية، بجبل لبنان، فخشب الأرز كما رأينا يَحتطِب من لبنان ويرمي في بحر يافا (الملوك الأول: ٥؛ والأيام الثاني ٢؛ وعزرا ٣) ويصنع البناءون منه سواري السفن: [أخذوا أرزًا من لبنان ليصنعوه لك سواري، صنعوا من بلوط باشان مجاديفك] (حزقيال ٢٧: ٤–٥).
وهكذا، فإن البيِّنة النصية التوراتية تَثبت مع البينات المستمدَّة من السجلات المصرية والآشورية أن المواقع الكنعانية الفينيقية المذكورة في التوراة هي تلك التي قامت تاريخيًّا على الساحل السوري، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بغرب العربية.