الفصل الرابع

يهوذا وإسرائيل

في بحثه عن يهوذا وإسرائيل في غرب العربية، تتجلى كل سلبيات المنهج اللغوي لكمال الصليبي. فهنا يقوده السعي وراء تطابقات الأسماء إلى نتائج تَتنافى ونصوص التوراة التي يَعتمِد عليها باعتبارها مضمونًا تاريخيًّا ثابتًا. فأرض يهوذا ليست تلك التي رُسمت لسبط يهوذا وبنيامين في أيام يشوع، والتي شكَّل معظمها فيما بعد مملكة يهوذا الجنوبية، بل هي كامل الجانب البحري من عسير الجغرافية، من الشقِّ المائي لامتداد السراة وحتى صحراء تهامة الداخلية؛ أي بمعنى آخر كل أراضي إسرائيل التوراتية. أما إسرائيل فليست أرضًا، بل تسمية للشعب الذي أتى أصلًا من جبال السراة وسكن في أرض يهوذا. وعلى ذلك، فلا وجود لأرضٍ محدَّدة شغلتها مملكة يهوذا، ولا لأخرى شغلتها مملكة إسرائيل، بل كان لكلٍّ من السلطتين المركزيتين في أورشليم والسامرة مدن وقرى مبعثرة في كامل أرض يهوذا، تدين بالولاء لها، وتتداخل مع مدن وقرى الجماعة الأخرى، وهذه بدورها تتداخل مع مدن وقرى الفلستيين كما أوضحنا في فصل سابق (ماذا عن الفلستيين؟). وهذه ظاهرة سياسية فريدة في التاريخ، حيث تحكم ثلاث سلطات مركزية مستقلة أرضًا مشتركة تضم مجموعاتٍ بشريةً موزعة حسب ولاءاتها السياسية، دون أن تختص كل مجموعة بأرض ذات تخوم واضحة.

فيما يتعلَّق بيهوذا يقول الصليبي: [والواضح أن «يهوذا» كان اسمًا جغرافيًّا قبل أن يصبح اسمًا لقبيلة من بني إسرائيل. وصيغته العبرية «يهوده» هي اشتقاق من «يهد» المماثلة للعربية «وهد» وهو جذر يُفيد معنى الانخفاض. ومِن الجذر «وهد» بالعربية الوهد والوهدة بمعنى المُنخفِض أو الهوَّة في الأرض. ويهود ويهوده التوراتيتان تأتيان من العبرية يهد، ولا بد أنهما كانتا تعبيرَين طبوغرافيَّين ساميين قديمين يحملان المعنى نفسه. والواقع أن الأرض الهضبية الممتدة على الجانب البحري من عسير الجغرافية، ليست مجرد أرض تحتوي على قمم وسلاسل مُتضافرة فيما بينها، بعضها يبرز من الامتداد الرئيسي للسراة وأخرى تقف معزولةً وهناك، بل هي أيضًا تحتوي على وِهاد مُنخفِضة تتعرَّج بين القمم والسلاسل، ولا شك أن هذا هو ما أعطى يهوذا اسمها القديم].

[ويُمكن للباحث أن يدرس أمثلة كثيرة من النص التوراتي لكي يُبرهن على أنَّ أرض يهوذا التوراتية كموطن لبني إسرائيل على وجه العموم وليس لقبيلة يهوذا وحدها، كانت تضم المُنحدَرات البحرية لعسير وجنوب الحجاز حتى مُرتفعات الطائف. وأحد الأمثلة الواضحة يأتي من سِفر عزرا ٢: ٣–٦٣؛ وسِفر نحميا ٧: ٨–٦٥ عن عودة بني إسرائيل من الأسر في بابل إلى أرض يهوذا. وهذان النصان، وباختلافات ضئيلة يُدرِجان أسماء المجموعات العائدة من بني إسرائيل استنادًا إلى البلدان والقرى الأصلية لها، وليس استنادًا إلى الأسرة أو القبيلة في أية حال، كما جرى الاعتقاد حتى الآن. وباستعراض النصينِ يُمكن للباحث المزود بخريطة مفصَّلة لشبه الجزيرة العربية، وبالمعاجم المتوفرة عن أسماء الأماكن بالعربية كموجه مضاف، أن يعثر على الأكثرية العُظمى من البلدان والقرى التي أوردها سِفرا عزرا ونحميا كمواقع ما زالت موجودةً، وتحمل الأسماء نفسها، أو بصيغ من هذه الأسماء يَسهل التعرف إليها بشكل مباشر؛ وذلك في أجزاء من غرب شبه الجزيرة العربية، تمتد بشكلٍ تقريبيٍّ من جوار الطائف والليث شمالًا وحتى منطقة جيزان في الجنوب] (ص١٥٧).

والحقيقة أنَّ هذه الأطروحة لا تجد لها سندًا من نصوص التوراة، والكتاب لم يُشِر في أي موضع من أسفاره، تلميحًا أو تصريحًا إلى منطقة ما اسمها يهوذا كانت موطنًا لبني إسرائيل. فأرض يهوذا التوراتية هي التخوم التي قسمت في أرض كنعان للسبط الذي ينتسب إلى جده الأعلى «يهوذا». وقد حدد سِفر يشوع بدقة وتفصيل المدن والقرى التي كانت نظريًّا من نصيب يهوذا، وشكَّلت فيما بعد مع نصيب سِبط بنيامين مملكة يهوذا، وهي حسب يشوع ١٥: [هذا نصيب سِبط بني يهوذا حسب عشائرهم. وكانت المدن القصوى التي لسِبط بني يهوذا إلى تخوم آدون جنوبًا. فيصيئيل وعيدر وياجور وقينة وديمونة وعدعده وقادش وحاصور ويثنان، وزيف وطالم ويعلوت، وحاصور وحدته وقريوم وحصرون، هي حاصور. وأمام وشماع ومولاده، وحصر جده وحشمون وبيت فالط، وحصر شوعال وبئر سبع وبزيوتية وبعلة وعييم وعاصم، والتولد وكسيل وحرمة، وصقلع ومدمنة وسنسنة، ولباوت وشحليم وعين ورمون. كل المدن تسعٌ وعشرون مع ضياعها. في السهل: أشتاول … (يلي ذلك تعداد لتسعٍ وثمانين موقعًا بين مدينة وبلدة وقرية)].

لم يلجأ الصليبي، كما يُحتِّم عليه منهجَه في مقابلة أسماء الأمكنة والمواقع إلى البحث عن الأمكنة الواردة أعلاه في غرب العربية، والتي يَبلغ تعدادها مائة وثلاثين موقعًا، بل لجأ إلى تحليل أسماء المجموعات العائدة من السَّبي البابلي، وافترض أن تلك الأسماء تُشير إلى البلدان والقرى الأصلية التي تركها المنفيون، وانتهى من ذلك إلى لائحة طويلة بأسماء مواقع موجودة في غرب العربية تتطابق، بعد عمليات معقَّدة من القلب والإبدال، مع أسماء فئات العائدين. إلَّا أنَّ المشكلة التي لم يُشِر الصليبي إلى طريقةٍ لحلها، هي أن أسماء هذه المواقع التي عثر عليها لم ترد في التوراة بتاتًا، ولم تجرِ الإشارة إلى أي منها كموقع من مواقع يهوذا أو إسرائيل، أو حتى كموقع مرتبط بالروايات الأقدم الخاصة بالآباء. وبمعنًى آخر، فإنَّ كمال الصليبي لم يقف عند حدود منهجه في مقابلة أسماء المواقع التوراتية مع أسماء مواقع قائمة في غرب العربية اليوم، بل تعدَّى ذلك إلى ابتكار أسماء مواقع غير موجودة أصلًا في التوراة وطابقها على أسماء مواقع قائمة في غرب العربية.

ولنتابع بالتفصيل فيما يأتي أسماء المجموعات العائدة، وكيف عثر الصليبي على أسماء مواطنها الأصلية في أرض يهوذا المفترضة. وإنِّي لأحثُّ القارئ غير المتخصِّص على الصبر والأناة في متابعة قائمة الأسماء الطويلة وتحليلنا لها، لما تلقيه من أضواء على منهج الصليبي وكيفية استخداماه له.

(١) الكهنة

يرى الصليبي أن اسم هذه الفئة «كهنيم» بالعبرية يجب ألا يُؤخذ على أنه صيغة الجمع لكلمة «كهن» أو «كاهن» بالعِبرية، بل على أنه جمع ﻟ «كهني» منسوبةً إلى «كهن» كاسم مكان يجدُه في «قهوان» بمنطقة جيزان. كما يرى أن تعداد هذه الفئة البالغ ٤٤٨٩، أي عُشر عدد الإسرائيليِّين العائدين، يجعل من الصعب تصور أن واحدًا من كل عشرة رجال كان كاهنًا.

ولكن العجب مِن ارتفاع نسبة الكهنة بين العائدين يزول إذا عرفنا الدور الذي لعبه الكهنوت والكهَّان في الحياة الدينية والعامة كما رسمتها التوراة فقد بدأ الكهنوت من أيام موسى عندما سَنَّ النظام الجديد له، وتعيَّنت رُتبة الكهنوت في عائلة هارون (الخروج ٢٨) وكُرِّس هؤلاء للرب باحتفال عظيم. وفي أيام يشوع خُصِّصت للكهنة ثلاث عشرة مدينة مع مسارحها في نصيب يهوذا وشمعون وبنيامين (يشوع ٢١: ١٣–١٩)، مما يُشير إلى عددهم الكبير بالنِّسبة إلى بقية الشعب. وفي أيام داود قسم الكهنة إلى ٢٤ فرقةً، وازداد عددهم وتعددت الأسر التي ينتمون إليها (الأيام الأول ٢٤: ٤) فإذا أضَفنا إلى ذلك كله أن السبي البابلي قد طال عِليَة القوم ونُبلاءهم وترك فقراء الأرض، أدركنا السبب الكامن وراء زيادة نسبة الكهَنة في سبي يهوذا. أما عن «كهن» التي يجدها الصليبي في «قهوان» بمنطقة جيزان، فلم تَرد كاسم مكانٍ في أي موضعٍ من أسفار التوراة، ولم تَرتبط بأية حادثة توراتية ضئيلة كانت أم كبيرة.

بعد ذلك يَنتقِل الصليبي إلى تحليل أسماء المجموعات المنضوية تحت الكهن كما وردت في سِفري عزرا ونحميا.
  • (١)

    بنو يدعيا (يدعية) يجد موطنهم في «وادعة» (ودع بلا تصويت) في وادي نجران.

    وفي الحقيقة، لم يرد في التوراة اسم يدعيا أو يدعية باعتباره موقعًا، بل ورَد مرارًا كاسم عَلمٍ وأول يدعيا مرَّ ذِكره كان رئيسًا لفرقة الكهنة الثانية أيام الملك داود (الأيام الأول ٢٤: ٧)، وإليه تُنتسب مجموعة بنو بدعيا العائدة من السَّبي.

  • (٢)

    بنو إمير (ءمر). يجد موطنهم في واحدة «الأمار» في منطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية، شمال منطقة نجران.

    بينما لم يرد في التوراة موقع بهذا الاسم، بل ورَد كاسم عَلمٍ وهو رئيس فرقة الكهنة السادسة عشرة أيام الملك داود (الأيام الثاني ٢٤: ١٤)، وإليه تُنتسب مجموعة بنو إمير العائدة من السبي.

  • (٣)

    بنو فشحور، يجد موطنهم في «الحرشف» من قُرى يام نجران بينما لم يَرِد هذا الاسم في التوراة في غير هذا الموضع بتاتًا.

  • (٤)

    بنو حاريم (حرم) يجد موطنهم في «وادي حرم» عند الحد الغربي لمنطقة اليمامة.

    لم يرد الاسم في التوراة كموقع، وإنما كاسم علمٍ، وهو رئيس فرقة الكهنة الثالثة (الأيام الثاني ٢٤: ٨)، وإليه تنتسب مجموعة بنو حاريم العائدة. كما تَسمَّى بالاسم نفسه رجل من الجيل الثاني بعد السَّبي (نحميا ١٢: ١٥) وآخرون غيره (نحميا ١٠: ٥؛ وعزرا ٢١: ٣٢).

(٢) اللاويون

الزمرة الثانية من العائدين هي مجموعة اللاويين (ﻫ - لويم). ويرى الصليبي في «لويم» جمع «لوي» نسبة إلى «لو» أو «لوه»، وأن هؤلاء لم يكونوا لاويين كهنوتيًّا، بل كانوا مجتمَعًا يعود في أصله إلى ما هو اليوم قرية «لاوه» (لوه بلا تصويت) في وادي أضم.

وفي الحقيقة، لم يرد في التوراة أي موقع باسم «لوه»، أما «لاوي» فاسم علمٍ معروف، وهو لاوي بن يعقوب، رأس سِبط اللاويين، وقد أوكلت إلى هؤلاء منذ أيام موسى رعاية الشئون المقدَّسة وخدمة تابوت العهد (الخروج ٣٢: ٢٦–٢٩، والعدد ٣: ٩ و١١–١٣ و٤١ و٤٥ و٨: ١٦–١٨) وقد بلغ تعدادهم في ذلك الوقت ٢٢٠٠٠ (العدد ٣: ٤٣ و٤٦)، وكانت هذه الخدمة وراثية في سلالتهم، فلماذا لا يكون اللاويون في عداد العائدين من السَّبي؟ ولماذا يُفضِّل الصليبي ابتكار موطنٍ لهم لم يرد ذِكره في التوراة؟ أما المجموعات المنضوبة تحت هذه الزمرة فهي:
  • (١)

    بنو يشوع. يجد الصليبي موطنهم في قرية «شعية» في منطقة الليث على مسافة ما إلى الأسفل من وادي أضم.

    بينما لم يَرد اسم الشعية في التوراة باعتباره موقعًا … أما يشوع فهو مِن أشهر أسماء الأعلام التوراتية، فبالإضافة إلى يشوع بن نون هناك عدد كبير ممَّن تسمَّى بهذا الاسم من الأشخاص البارزين في الرواية التوراتية. ومنهم رأس عائلة لاوية عاد إلى أورشليم في قافلة الراجعين من السبي.

  • (٢)

    بنو قدميئيل (قدمي ءل) يجد موطنهم في قرية «القدمة» في الجوار السابق (ءل - قدم قارن مع قدميئيل).

    لم يرد في التوراة موقع بهذا الاسم، بل هو اسم علمٍ تسمَّى به عديدون، ومنهم لاوي عاد مع عائلته من السبي، وكان من المشرفين على بناء الهيكل (عزرا ٢: ٤؛ و٣: ٩).

  • (٣)

    بنو هوديا (هودوية) يجد موطنهم في قرية «الهُدية» في وادي أضم.

    لم يرد في التوراة موقع بهذا الاسم، بل هو اسم علمٍ تَسمَّى به البعض ومنهم هودويا بن هونأة من بني يامين (الأيام الأول ٩: ٧)، ورئيس عائلة من بني لاوي عاد مع عائلته من السبي (عزرا ٢: ٤٠).

(٣) المغنون

المغنون «ﻫ - مشرريم» هم الزمرة الثالثة من العائدين بمَن فيهم بنو آساف. ويجد الصليبي موطنهم في قرية «المسرة» في منطقة بارق غرب منطقة المجاردة بعسير. وإلى الشرق من المسرة توجد قرية «آل يوسف» (يسف لا تصويت) التي يعتقد أنها آساف.

لم يَرِد ذِكر موقعين بهذا الاسم في التوراة بأي صيغة كانت. أما «ﻫ - مشرريم» باعتبارهم المغنين أو الموسيقيِّين؛ فقد كانوا يُؤلِّفون مجموعة مهمَّة من اللاويين أبرزهم الملك داود لأداء التراتيل والأناشيد الدينية بمُصاحبة العيدان والرباب والصنوج. وكان آساف الذي ينتمي إليه فريق المغنِّين العائدين من السبي أحد رؤساء هذه المجموعة: [وأفرز داود ورؤساء الجيش للخدمة بني آساف وهيمان ويدثون، المتنبئين بالعيدان كل هؤلاء تحت يد أبيهم لأجل غناء بيت الرب بالصنوج والرباب والعيدان، لخدمة بيت الله تحت يد الملك] (الأيام الثاني ٢٥: ١–٦)، فلماذا لا يكون المغنون بما فيهم بنو آساف في عداد العائدين مِن السبي؟

(٤) البوابون

البوابون (ﻫ - شعريم) هم الزمرة الرابعة من العائدين. وعند الصليبي لم يكن هؤلاء من البوابين، بل جاءوا من المكان المسمَّى حاليًا «الشعراية» (شعري بلا تصويت) في منطقة الطائف.

لم يرد في التوراة ذِكر لمثل هذا الموقع. أما ﻫ - شعريم باعتبارهم البوابين، فقد كانوا جماعةً مفرزة لحراسة باب المدينة والهيكل (صموئيل الثاني ١٨: ٢٦؛ والملوك الثاني ٧: ١٠). وقد بلغ عدد البوابين على أبواب هيكل أورشليم ٤٠٠٠ بواب (الأيام الأول ٢٣: ٥). وكان لهم رؤساء يديرونهم حسب مراتبهم (الأيام الأول ٢٦: ١–١٣؛ والأيام الثاني ٨: ١٤). أما المجموعات المنضوية تحت هذه الزمرة فهي:
  • (١)

    بنو شلوم (شلوم)، ويجد موطنهم الأصلي في «الشمول» بمنطقة الشراية الآنفة الذِّكر.

    لم يَرد في التوراة ذِكر لمثل هذا الموقع، بينما ورد «شلوم» كاسم علمٍ مرارًا كثيرة. فهو شلوم بن نفتالي، مؤسس عشيرة المشليميين (العدد ٢٦: ٤٩)، وشلوم رئيس بوابي قدس الأقداس (الأيام الأول ٩: ١٧) وشلوم بن يابيش الذي قتل الملك زكريا (الملوك الثاني ١٥: ٨–١٥) وشولم أحد أفراد أسرة رؤساء الكهنة التي مِن صادوق (الأيام الأول ٦: ١٢–١٥)، وشلوم أحد أفراد أسرة رؤساء الكهنة التي من صادوق (الأيام الأول ٦: ١٢–١٥)، وشلوم عم النبي إرميا (إرميا ٣٢: ٧–٨).

  • (٢)

    بنو آطير (ءطر) يجد موطنهم في «وترة» بالجوار نفسه:

    لم يرد ذِكر في التوراة لمثل هذا الموقع بل هو اسم علمٍ ويعني بالعبرية «المغلق» أو «الذي يُغلق»، ولذا يغلب أن اسم رأس المجموعة العائدة كان مسمى لوظيفة من وظائف البوابين.

  • (٣)

    بنو عقوب (عقوب) يجد موطنهم في «عقيب» بالجوار نفسه:

    لم يرد ذكر هذا الموقع في التوراة، بل هو اسم علم لرأس عائلة من بوابي الهيكل على بابه الشرقي (الأيام الأول ٩: ١٧) وإليه تَنتسب المجموعة العائدة من البوابين.

  • (٤)

    بنو طلمون (طلمن) يجد موطنهم في «المنطلة»:

    لم يرد ذكر لمثل هذا الموقع في التوراة، بل هو اسم علم لبواب مِن بني لاوي: [والبوابون شلوم وعقوب وطلمون وأخيمان وإخوتهم، شلوم الرأس وحتى الآن هم في باب الملك إلى الشرق. هم البوابون لفِرق بني لاوي]. الأيام الأول ٩: ١٧–١٨.

  • (٥)

    بنو حطيطا (حطيط). يجد موطنهم في الحويط:

    ورَد حطيطا كاسم علم مرةً واحدة، وهو رأس أسرة رجع أفرادها من السَّبي البابلي (عزرا ٢: ٤٢).

  • (٦)

    بنو شوباي (شبي) يجد موطنهم في «الثوابية» بالجوار نفسه:

    وقد ورَد شوباي كاسم علمٍ مرةً واحدة في الكتاب، وهو لاوي من عائلة البوابين عاد مع أسرته من السبي (عزرا ٢: ٤٢).

(٥) خدم المعبد

خدم المعبد (نتينيم) هم الزمرة الخامسة من العائدين. ويرى الصليبي أنهم لم يكونوا بالتأكيد خدم معبد، بل كانوا قبيلة منتشرة في مواقع مختلفة من مناطق جيزان ورجال ألمع وقنا والبحر. والمناطق الثلاث هذه متاخمة لبعضها البعض في جنوب عسير. وربما كان موطن القبيلة الأصلي إحدى قريتين تسميان الآن «طناطن» (طنطن).

وفي الحقيقة فإن «نتينيم» تعني بالعربية «المُكرسون» وهم جماعة كرسها الملك داود لخدمة الهيكل وخدمة الكهنة اللاويين (عزرا ٨: ٢٠). وكان موسى من قبلُ قد كَرَّس لهذا العمل جماعة المديانيين (عدد ٣١: ٤٧). ثم عيَّن يشوع لهذا العمل الجبعونيين وعهِد إليهم باحتطاب الحطب وسقي الماء للعابدين ولمذبح الرب (يشوع ١٩: ٢٢–٢٧). ولما كان عدد المجموعات المنضوية تحت هذه الزمرة ٣٥ مجموعةً فإننا سنَختار بضع عينات عشوائية منها:
  • (١)

    بنو لبانة (لبنة)، وجد موطنهم في «اللبانة» في منطقة جيزان.

    لم يرد في التوراة موقع بهذا الاسم، ولم يرد أيضًا كاسم علمٍ إلا في سِفر عزرا ٢: ٤٥ كاسم لرأس أسرة من خدم المعبد العائدين من الأسر. ويبدو أن الكلمة مشتقة من الوظيفة التي كان يمارسها هؤلاء في خدمة المعبد ﻓ «اللبونة» بالعبرية تعادل «اللبان» بالعربية، وهو صمغ عطري أبيض اللون أو مصفرُّه، يشتعل فتنبعث منه رائحة عطرة، وكان إحدى المواد التي يتركَّب منها دهن المسح المُستعمَل في تكريس الكهنة لوظيفتهم المقدسة. (الخروج ٣٠: ٣٤) كما كان يُضاف مع الزيت إلى التقدمة (سِفر اللاويين ٢: ١–٢ و١٥ و١٦).

  • (٢)

    بنو رآيا، وجد موطنهم في «راية» بمنطقة جيزان.

    لم يرد موقع بهذا الاسم في التوراة، بل هو اسم علمٍ ورد مرتين في الكتاب إضافة إلى سِفرَي عزرا ونحميا، فهو رآيا بن شوبال، أحد أحفاد يهوذا من حصرون (الأيام الأول ٤: ٢)، وهو رآيا بن ميخا من سبط رآويين (الأيام الأول ٥: ٥).

  • (٣)

    بنو صين، وجد موطنهم في «رضوان» في منطقة «جيزان»، أو «الرازنة» في رجال ألمع.

    لم يرد موقع بهذا الاسم في التوراة، بل هو اسم علمٍ آرامي تَسمَّى به أحد ملوك دمشق (الملوك الثاني ١٥: ٣٧، ١٦: ٥–٩).

  • (٤)

    بنو نقودا، وُجد موطنهم في «ناجد» في منطقة جيزان. إلا أنَّ ما لم يَنتبِه إليه الصليبي قبل أن يُحدِّد موطن بني نقودا، هو أن سِفر عزرا قد وضعهم مع الأُسر التي لم تَستطِع إثبات انتمائها إلى بني إسرائيل (عزرا ٢١: ٥٩) فكيف نبحث في أرض يهوذا المُفترضة عن موطن لجماعة لم يَعترف النص التوراتي بصحَّة نسبهم؟

  • (٥)

    بنو سيسرا، رجَّح أن موطنهم «شرس» في شمال اليمن أو «شرسي» في منطقة الطائف.

    بينما الكلمة اسم علمٍ كنعاني قديم تسمَّى به قائد جيوش ملك حاصور (القضاة ٤: ٩) ولا أثر لها في التوراة كاسم موقع.

(٦) عبيد سليمان

عبيد سليمان (عبدي شلمة) هم الزمرة السادسة من العائدين، ويجد موطنَهم في قرية «آل عبدان» في ناحية فيفا من منطقة جيزان، وقرية «آل سلمان يحيى»؛ حيث تميز «آل عبدان» عن غيرها من القرى التي تحمل الاسم نفسه بتعريفها ﺑ «عبدان سلمان» (قارن مع عبيد سليمان).

هنا يَبلغ منهج الصليبي أقصى درجات افتتانه بمقابلة أسماء المواقع، دون النظر إلى أيَّة بيِّنة منطقية أخرى. فالقريتان الحديثتان «آل عبدان» و«آل سلمان يحيى» والتي تُعرَف الأولى بالثانية تمييزًا لها، يُفترض أنهما كانتا قائمتين قبل ثلاثة آلاف عام، وإن إحداهما في تلك الأيام كانت تعرف بالأخرى تمييزًا لها عن «عبدانات» كانت قائمةً أيضًا كما هو الحال اليوم.

وعلى كلٍّ فخُلاصة القول في موضوع عبيد سليمان، كما نفهم من سِفر عزرا ٢: ٥٥–٥٨، أنهم كانوا عبيدًا عُينوا لمساعدة النتينيم (خدم المعبد) منذ أيام سليمان؛ لأنَّ عدد هؤلاء لم يكن كافيًا لأداء المهام الموكلة إليهم. ولا يُوجد في أسفار التوراة أي موقع مُشتق اسمه من هذه الكلمة. ولما كانت قائمةً المجموعات المنضوية تحت هذه الزمرة طويلة جدًّا، فإنَّنا سنختار أيضًا بضع عينات عشوائية منها، إضافة إلى عينات أخرى من بقية أسماء الأسر التي لا تنتمي إلى إحدى هذه الزمر الستة:
  • (١)

    بنو آرح. وجد موطنهم في «الرحاء» أو «الورخة» في منطقة الطائف، بينما الكلمة اسم علمٍ تسمَّى به رئيس من أشير (الأيام الأول ٧: ٣٩) وذلك إضافة إلى آرح الوارد في نحميا ٦: ١٨ الذي تزوَّجت حفيدته بطوبيا العموني (نحميا ٦: ١٨ و٧: ١٠).

  • (٢)

    بنو حاريم. وجد موطنهم في «عربات حارم» في منطقة محايل.

    بينما الكلمة اسم علمٍ تسمَّى به رجل من نسل هارون، كونت أسرته الفرقة الثالثة من الكهنة أيام داود (الأيام الأول ٢٤: ٨)، ويغلب الظن أن هذه المجموعة العائدة تنتمي إليه. ولدينا اثنان يحملان الاسم نفسه وذلك في نحميا ١٢: ١٥ و١٠: ٥.

  • (٣)

    بنو عناثوت، وُجد موطنهم في «عنطوطة» في منطقة جيزان.

    بينما الكلمة اسم علمٍ تسمَّى به ابن باكر البنياميني، ورئيس بيت في قبيلته (الأيام الأول ٧: ٨). وهو أيضًا واحد من الذين ختموا العهد مع نحميا بعد العودة من السبي (نحميا ١٠: ١٩). وهناك مدينة تحمل هذا الاسم أيضًا في نصيب بنيامين قرب أورشليم (إرميا ١: ١)، وفي موقعها الآن قرية صغيرة اسمها «عناتا».

  • (٤)

    بنو برزلاي الجلعادي. وجد موطنهم في البرصة، ولكنه اسم علمٍ تَسمَّى به رجل من جلعاد كان صديقًا لداود (صموئيل الثاني ١٩: ٣١). وقد أوصى داود ابنه سليمان أن يُحسن إلى أولاده ويجعلهم من الآكلين على مائدته (الأيام الأول ٢: ٧). وهناك برزلاي المحولي حمو ميكال ابنة شاؤل (صموئيل الثاني ٢١: ٨)، وبرزلاي ثالث تزوج من ابنة برزلاي الجلعادي وتسمَّى باسمهم، وهو الذي عاد خلفاؤه من السبي (عزرا ٢: ٦١–٦٢).

  • (٥)

    بنو يوآب يجد موطنهم في «الباب» في بلاد غامد، أو «بواء» في منطقة الطائف.

    والكلمة اسم علمٍ تَسمَّى به ابن سرايا أبو جماعة من الصناع (الأيام الأول ٤: ٤)، وأيضًا بكر أولاد صيرويه أخت داود ورئيس جيشه (الأيام الأول ٢: ١٦ و١١: ٦).

  • (٦)

    بنو باني. يجد موطنهم في قرية «البني» أو «البنياء» في منطقة الطائف.

    والكلمة اسم علمٍ تعني بالعبرية «بنَّاء» كما في العربية. وقد تسمَّى به خمسة أفراد على الأقل (راجع صموئيل الثاني ٢٧: ٣٦ والأيام الأول ٩: ٤ و٦: ٦٤ ونحميا ١١: ٢٢ و٣:  ١٧ و٩: ٤).

  • (٧)

    بنو طوبيا. يجد موطنهم في «بوط» بوادي «الجائرة» في منطقة الليث.

    والكلمة اسم علمٍ. فإلى جانب أربعة أشخاص معروفين في التوراة بهذا الاسم. هناك سِفر معروف بين أسفار الأبوكريفا باسم «سِفر طوبيا» نسبة إلى الشخصية البارزة فيه واسم طوبيا.

إن ما قدمناه أعلاه من تحليلٍ لأسماء المجموعات العائدة من سِبط يهوذا إلى أورشليم بعد أن سمح «قورش» الفارسي للمنفيين بالعودة، يكفي للدلالة على أنه لم يكن هناك في أي وقتٍ من الأوقات أرض في غرب العربية اسمها يهوذا. فالمجموعات العائدة جلُّها ينتسب إلى أعلام هم مؤسسوها، أو هي زمر ذات وظائف دينية معروفة وقائمة منذ الألف، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بأسماء أماكن موجودة في غرب العربية.

(٧) ماذا عن إسرائيل؟

إذا كانت يهوذا هي أرض الشعاب والوِهاد على امتداد الجانب البحري لجنوب الحجاز وعسير، فإنَّ أرض إسرائيل، في رأي الصليبي، لا بد أن تكون في الأصل مُرتفعات السراة هناك. فالاسم بالعبرية «يسره ءل» الذي نصَّ سِفر التكوين بوضوحٍ على أن معناه السراة هناك. فالاسم بالعبرية «يسره ءل» الذي نصَّ سِفر التكوين بوضوحٍ على أن معناه «يجاهد مع الله» له في رأيه تفسير آخر، حيث «يسره» هي اسم قديم من الفعل نفسه بمعنى الكلمة العربية «سرو» أو «سري» والسرو هو ما ارتفع من الوادي وانحدر على غلظ الجبل. والسراة من سري هي أعلى كل شيء.

وبذلك فالاسم «يسره ءل» يعني «سراة إيل» أي «سراة الله» حيث الإشارة هنا إلى مرتفعات السراة بين الطائف واليمن (ص١٩٥ وما يلي من فصل إسرائيل والسامرة).

ونحن من حيث المبدأ مع كل اجتهاد يلقي ضوءًا على نصٍّ غامض أو حادث تاريخي مُلتبس، ولكننا في الوقت نفسه مع مبدأ «لا اجتهاد في وجود النص» عندما يكون النص واضحًا كل الوضوح مانعًا لأيِّ اجتهاد أو تفسير كما هي الحال في النص التوراتي حول أصل اسم إسرائيل أوي يسره ءل. ففي سِفر التكوين الإصحاح ٣٢، يظهر ليعقوب بعد عبوره مخاضة يبوق إنسان اشتبك معه في صراع حتى طلوع الفجر. ولم يكن خِصم يعقوب في هذا الصراع سوى الرب نفسه: [فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حُقَّ فخذه فانخلع حُقُّ فخذ يعقوب من مصارعته معه، وقال أطلَقَني لأنه قد طلع الفجر، فقال لا أطلقك إن لم تُباركني. فقال له ما اسمك؟ فقال يعقوب. فقال لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل؛ لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت. وسأل يعقوب وقال أخبرني باسمك، فقال لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه هناك فدعا يعقوب اسم المكان فينيئيل قائلًا لأني نظرت الله وجهًا لوجه ونجَّيت نفسي].

ونحن لا نَستبعد أن يكون في النص التوراتي أعلاه، نوع من الإيتولوجيا Aetiology في تفسير اسم إسرائيل، لولا أنَّ الصليبي قد أغلق هذا الباب عندما وصف الإسرائيليِّين بأنهم [الوحيدون الذين فهموا أنفسهم تاريخيًّا وعبَّروا عن ذلك بطريقة واضحة مُنسجِمة] (ص٥٣). فكيف تسنَّى لهم والحالة هذه نسيان موطنِهم القديم في جبال السراة، وكيف غاب عنهم معنى اسم إسرائيل منسوبًا إلى تلك الجبال فوقفوا أمامه حائرين يَبتكرُون القصص لتفسيره؟

ولتتابع مع الصليبي. فشعب إسرائيل [لا بدَّ أنه كان في الأصل مجموعة قبائل بلاد السراة في غرب شبه الجزيرة العربية وقد اتَّحدت هذه القبائل في زمنٍ ما وأصبحت شعبًا استوطن أرض يهوذا، وأقام لنفسه هناك مملكة في أواخر القرن الحادي عشر أو مطلع القرن العاشر قبل الميلاد … ولكن مملكة «كل إسرائيل» لم تعمر طويلًا، وسرعان ما فقدت وحدتها السياسية، وبحلول النصف الثاني للقرن العاشر قبل الميلاد، كانت تُسيطِر على أراضيها سلالتان مُتنازعتان من الملوك، ملوك يهوذا وعاصمتهم في «آل شريم» (الموقع المقترح لأورشليم التوراتية)، وملوك إسرائيل … والواقع هو أن الانقسام بين يهوذا وإسرائيل لم يكن جغرافيًّا بقدرِ ما كان انقسامًا في الولاء السياسي والديني بين أبناء الشعب الواحد والأرض الواحدة. ويبدو أن ملوك يهوذا وإسرائيل كانوا يُسيطرُون في أحوال كثيرة على مواقع مختلفة في المنطقة ذاتها، وكثيرًا ما كانت هذه المواقع قريبةً من بعضها البعض] (ص١٩٧ و١٩٨).

وكلام الصليبي يعني أن ملوك إسرائيل كانوا يحكُمون في السامرة، ولمدة مائتي عام منذ تأسيس مملكتهم إلى دمارها وإلحاقها بآشور، مجموعة من المدن لا تربطها أرض واحدة، بل تتبعثر في غرب العربية من شمالها إلى جنوبها وتتداخَل مع المدن التابعة لمملكة يهوذا، وأنَّ مملكة يهوذا كانت في وضع مشابه إلى حين دمار إسرائيل وإلحاق مدنها بآشور، حيث أصبحت مدنها حينذاك مُتداخلةً مع مدن وقطاعات يُديرها وُلاة آشوريون. هذه الصورة المعقَّدة والفريدة من نوعها في التاريخ للخارطة السياسية لغرب العربية. تزداد تشوُّشًا إذا أخذنا في الحسبان مدن الفلستيين التي وزعها الصليبي بين مدن يهوذا وإسرائيل، وكثيرًا من المدن الآرامية التي حشرها بين هذه جميعًا. وسنُوضِّح فيما يأتي ما نعنيه، بأمثلة قليلة تفي بالغرض استمدَّت معلوماتها من طبوغرافية الصليبي.

ففي منطقة القنفذة الساحلية، تقع «شمران» التي يجد فيها الصليبي الموقع القديم لمدينة السامرة عاصمة إسرائيل (ص٢٠١)، وهناك «جيعون» عاصمة الملك داود و«لخيش» و«عزيقه» و«بيت لحم» (ص٢٠٣) التابعة ليهوذا، وهناك «مقدي» التي هي «مجدو» التابعة لإسرائيل (ص١١٩)، وهناك «شقلة» التي هي «أشقلون» مدينة الفلستيين الشهيرة (ص٢٥٣)، وهناك «قرقرة» الآرامية التابعة لمملكة «حماة» أو «أمط» بمنطقة الطائف (ص٣٧)، وهناك «شكيم» التابعة لإسرائيل (ص٢٠٠).

وفي منطقة الليث في أقصى شمال عسير، نجد «غزة» التابعة للفلستيين (ص٢٥٢) و«عيطام» التابعة ليهوذا (ص٢٠٢، ٢٠٣)، و«دان» التابعة لمملكة إسرائيل (ص٣٠٢).

وفي منطقة رجال ألمع الواقعة في وسط عسير، نجد «أشدود» مدينة الفلستيين (ص٢٥٢)، و«صهيون» مدينة داود المختلفة عن أورشليم والتابعة حكمًا ليهوذا، و«بيت رحوب» و«آرام صوبة» التابعتين للآراميين التوراتيين (ص٣٠).

وفي منطقة جيزان بأقصى الجنوب، نجد «جت» مدينة الفلستيين (ص٢٥٣)، و«دمشق» الآرامية (ص٣٠ و٢٩١)، و«يافا» الكنعانية (ص١٢٠)، و«جازر» التابعة ليهوذا (ص١١٨).

وهنا يحقُّ لنا أن نتساءل: هل نحن أمام جغرافيا بشرية وسياسية، أم أمام عدة تمرينات في مقابلة أسماء المواقع؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤