الفصل الثامن

العلاقات الخارجية للحركة العمالية المصرية

علاقة عمال مصر بالمنظمات العمالية العالمية

كانت هناك صلات محدودة بين الحركة العمالية المصرية ومنظمات العمال في الخارج لم تتعدَ حدود حضور بعض المؤتمرات الدولية لنقابات العمال، وانعكست على تلك الصلات الاتجاهات التي كانت تسيطر على حركة العمال في مصر. فحين كانت الحركة ترزح تحت سيطرة البرجوازية الوطنية — في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات — كانت ثَمة صلات بين الحركة العمالية في مصر، والاتحاد الدولي للنقابات I.F.T.U بأوروبا (ويعرف الآن باسم اتحاد النقابات الحر)، ثم تحوَّلت تلك الصلات إلى الارتباط بالاتحاد العالمي لنقابات العمال W.F.T.U حين سيطرت على الحركة القيادات اليسارية العمالية الجديدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وترجع ظروف عقد المؤتمرات النقابية العمالية إلى نمو الشعور بالحاجة إلى إقامة اتحاد عالمي لنقابات العمال ليوحد كفاح العمال ضد سطوة رأس المال العالمي، فعُقد أول هذه المؤتمرات بمدينة شتوتجارت بألمانيا عام ١٩٠١م، ثم عقد آخر في دبلن بأيرلندا في عام ١٩٠٣م، ومؤتمر ثالث في أمستردام بهولندا عام ١٩٠٥م، وتتابع عقد مؤتمرات العمال الدولية حتى عام ١٩١١م، وكان لهذه المؤتمرات أثر كبير في تنشيط الحركة النقابية في العالم، فبُثَّت الدعوة بين صفوف العمال في مختلف البلدان للاشتراك في النقابات، وترتب على هذه الدعوة ازدياد عدد المشتركين في النقابات عامًا بعد آخر. وبإعلان الحرب العالمية الأولى دبَّ الانقسام في صفوف العمال نتيجة عدم وجود الوعي الكافي بينهم، فتفرق شمل الاتحاد ولم يعقِد أي اجتماع خلال سنوات الحرب.

وما إن وضعت الحرب أوزارها في عام ١٩١٨م حتى واجه العالم موجة من الاضطراب الاقتصادي وخاصة في البلاد التي دُحرت، والمستعمرات والدول الصغرى، وكان عمال تلك البلاد هم وقود الأزمة، فلجأ العمال إلى نقاباتهم باعتبارها سلاح العمال في نضالهم الاقتصادي، فارتفع تعداد نقابيي العمال من حوالي سبعة ملايين قبل الحرب إلى خمسين مليونًا على حسب إحصاء عام ١٩٢٠م، وكانت غالبية هذا الرقم من ذوي الأجور الضئيلة في الصناعات اليدوية من النساء والأحداث وصغار الموظفين في بعض الهيئات الحكومية أو المحال التجارية، وقد انضم هؤلاء إلى نقاباتهم من أجل تحسين وسائل معيشتهم وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولجأوا إلى سلاح الإضراب والاعتصام واحتلال المصانع.

وفي هذا الجو الملبد بغيوم الاضطرابات العمالية راحت نقابات عمال الدول المحايدة مثل سويسرا وهولندا تكون اتحادًا دوليًّا لنقابات عمال العالم، اجتمع مؤتمره الأول في مدينة أمستردام في يوليو عام ١٩١٩م وحضره مندوبون عن نقابات عمال أربع عشرة دولة من الدول المنتصرة والمحايدة ليمثل عشرة ملايين عامل نقابي فقط، وأطلق عليه اسم «الاتحاد الدولي لنقابات العمال I.F.T.U» ورفض الاتحاد ضمَّ نقابات عمال البلاد المنهزمة إلى عضويته باعتبارهم مسئولين عن جريمة الحرب، برغم أن عمال تلك البلاد كانوا ضحايا الاستغلال الطبقي في بلادهم، وأول من اكتوى بنار الحرب، كذلك لم يقبَل الاتحاد عضوية عمال البلاد المستعمرة، وعاون على إنشاء مكتب العمل الدولي.١
وكان أول اتصال بين الحركة العمالية المصرية والاتحاد الدولي لنقابات العمال هو ذلك الذي تم في يوليو عام ١٩٣٠م، حين اشترك الاتحاد العام لنقابات عمال القُطر المصري في المؤتمر الخامس للاتحاد الدولي الذي عُقد في ستوكلهم، ومثل الاتحاد المصري كل من أحمد إسماعيل وإسماعيل طاهر. وحمل أحمد إسماعيل في الخطبة التي ألقاها أمام المؤتمر في ١٠ يوليو عام ١٩٣٠م على «شركات الاحتكار في مصر التي تسندها وتشد أزرها الامتيازات الأجنبية»، وشرح أحوال العمال المصريين في الصناعة والزراعة، متناولًا شروط العمل وساعاته، والحالة المعيشية والصحية للعامل المصري، وعرض أحوال العمال في مصانع السجاير ومحالج القطن، وأشاد بموقف الملك فؤاد الأول من العمال «الذي كان أول ملك مصري شُيدت في عهده مساكن العمال — بقرار من وزارة محمد محمود باشا — بشارع مدرسة الطب بالسيدة زينب على أحسن نمط وزودت بالملاعب الرياضية وبكل ما يضمن للعامل الصحة والرفاهية».٢ وتكشف هذه الكلمة عن اتجاه ممثل الاتحاد المصري الذي كان يتزعمه داود راتب بك عضو حزب الأحرار الدستوريين، فهو حين تعرض لشركات الاحتكار التي كانت تدعمها الامتيازات الأجنبية، إنما كان يعبر عن وجهة نظر البرجوازية الوطنية التي كانت تسعى لأن تجد لنفسها مكانًا في اقتصاديات البلاد بالتخلص من منافسة رأس المال الأجنبي، وهي الموجة التي أخذت في الارتفاع بعد الحرب الأولى، وتمثلت في مشروع بنك مصر، كما حرص على الإشادة بما أقدمت عليه حكومة الأحرار الدستوريين عام ١٩٢٩م من إقامة مساكن للعمال بحي السيدة زينب، ولكن تلك المساكن لم تكن من نصيب العمال إلا اسمًا فقط، فقد أجرتها حكومة صدقي إلى موظفيها وحرمت العمال من سكناها.
واشترك الاتحاد العام لنقابات عمال القُطر المصري — بعد ما آلت زعامته إلى عباس حليم — في المؤتمر السادس للاتحاد الدولي الذي عقد في مدريد في يوليو عام ١٩٣١م ومثل الاتحاد المصري سكرتيره محمد إبراهيم زين الدين الذي عرض على المؤتمر ما قامت به حكومة صدقي من تكبيل للحرية النقابية واضطهاد لأعضاء الاتحاد فأصدر المؤتمر احتجاجًا على هذه التصرفات دعا فيه جميع دول العالم إلى التدخل لدى الحكومة المصرية لإيقاف حركة القمع الموجهة ضد الحركة العمالية المصرية، وفيما يلي نص ذلك الاحتجاج:

«إن هذا المؤتمر الذي يمثِّل أربعة عشر مليونًا من العمال المنتظمين في اتحادات النقابات المنضمة إلى الاتحاد الدولي لنقابات العمال، يحتج بشدة على الاعتداء الذي توقعه الحكومة المصرية باستخدامها القوة لقمع حركة الاتحاد العام، وجهوده الطيبة في ذلك البلد، وهو يطالب حكومة العمال بإنجلترا وغيرها من الحكومات أن تستخدم مساعيها لدى الحكومة المصرية لمنعها من مقاومة حركة العمال الذين لا يستحقون الاضطهاد، ما داموا يطالبون بحقوقهم الاقتصادية وبالتشريع الذي يكفل لهم الحماية.»

وفي نفس الوقت تقرر إيفاد والتر سكفنلز سكرتير الاتحاد الدولي إلى مصر، ليتصل بالنقابيين المصريين ويدرس مشاكلهم على الطبيعة.٣
وفي خريف عام ١٩٣١م وصل سكفنلز إلى مصر، وحاولت حكومة صدقي أن تحول بينه وبين الاتصال بالعمال، ولكن الاتحاد العام لنقابات عمال القطر المصري نجح في إقامة مؤتمر بالمعادي حضره ممثلون عن ٣٣ نقابة من نقابات الاتحاد، ودام الاجتماع ثلاث ساعات وقف خلالها سكفنلز على أحوال العمال المصريين كما رواها له ممثلوهم.٤ وأوصاهم بالعمل على تحسين النقابات وإيجاد الروابط القوية بينها ومراعاة أن يكون رؤساء النقابات من العمال والاتصال بمكتب الاتحاد الدولي للاستعانة بإرشاداته على تنظيم أحوال النقابات المصرية، وطلب منهم الإعداد لمؤتمر عام يحضره عمال مصر في نوفمبر عام ١٩٣١م لمناقشة أحوالهم على أن يشترك سكفنلز في أعماله.٥
إن الساعات الثلاث التي التقى فيها سكفنلز بممثلي ٣٣ نقابة لم تكن كافية لاطلاع الاتحاد الدولي على أحوال العمال المصريين، كما أن هذا الاجتماع الذي دبره عباس حليم لم يُتِح الفرصة لسكفنلز حتى يقف على وجهة نظر بقية طوائف العمال، كما أن الحكومة لم تُتِح له فرصة زيارة المصانع والشركات ليتسنَّى له الاطلاع على أحوال العمال المصريين على الطبيعة، ولذلك لم تكن زيارة سكرتير الاتحاد الدولي لمصر على قدر كبير من الأهمية، فمنذ انقضت تلك الزيارة لم يُبدِ الاتحاد الدولي اهتمامًا بالعمال المصريين، كما لم يقُم سكفنلز بزيارة مصر مرة أخرى لحضور المؤتمر الذي وعد بالاشتراك فيه في نوفمبر عام ١٩٣١م، ولعل السبب في هذا يرجع إلى أن النقابات المصرية لم تقُم بعقد المؤتمر، واكتفى سكفنلز بتوجيه رسالة إلى العمال المصريين شكرهم فيها على ما لقيه من حفاوة حين قام بزيارة مصر، وأثنى على «إدراك العمال المصريين لأهمية التضامن الدولي الذي هو أساس الحركة النقابية الممثلة في الاتحاد الدولي لنقابات العمال»، وناشد عمال مصر أن يعملوا على توحيد صفوفهم «لكي تتقدَّم النقابات المصرية إلى المستوى الذي يتفق والأعمال العظيمة التي عليها أن تؤديها مشتركة فيها مع الحركة العمالية المنظمة في جميع أنحاء العالم»؛ لأن «العمال في جميع أنحاء العالم يسلمون بأن هناك وسيلة وحيدة فعالة لحماية مصالحهم هي الاتحاد وتحقيق التضامن بين عناصر الطبقة العاملة بتكوين النقابات القوية»، وختم رسالته بمناشدة العمال المصريين الانضمام إلى النقابات وتسديد اشتراكاتها، لكي يدعموا نضالها.٦

وانقطع حبل الاتصال بين الاتحاد العام لنقابات عمال القُطر المصري وبين الاتحاد الدولي، ويبدو أن انشغال الاتحاد المصري بدفع اضطهاد الحكومة ومقاومتها لنشاطه، وكذلك وقوع الانقسام في صفوف الحركة العمالية المصرية نتيجة الصراع الذي نشب بين الوفد وعباس حليم، قد حال بينه وبين متابعة الاتصال بالاتحاد الدولي، ولعله رغب عن هذا الاتصال حين أدرك عدم جدوى تدخله لدى الحكومة المصرية.

ولم تكن نقابات العمال المصرية هي وحدها التي نفرت من الاتحاد الدولي لنقابات العمال، فقد ضاقت معظم النقابات العمالية في بلدان العالم الأخرى بسياسة الاتحاد التي أخذت ترمي إلى عرقلة مساعي النقابات التي تستند إلى جموع العمال البائسين وعمال المستعمرات، كما دأب على اتباع سياسة المساومة التي تؤدي إلى التنازل عن بعض الحقوق المكتسبة، استنادًا إلى تأييد الأرستقراطية العمالية، وبذلك يحتفظ حتى باستقلاليته الطبقية، مما أدَّى إلى انفضاض معظم النقابات العمالية من حوله.

وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في عام ١٩٤٤م سارعت اتحادات نقابات عمال إنجلترا وفرنسا والاتحاد السوفييتي بالدعوة إلى تكوين اتحاد عالمي لنقابات عمال العالم أجمع بدون تفرقة بين الدول الكبرى والصغرى، والمنتصرة والمدحورة، وقبل الدعوة ٥٣ اتحادًا نقابيًّا، وعقد المؤتمر التمهيدي بلندن في ٦ من فبراير عام ١٩٤٥م، وقرر انتداب لجنة لوضع لائحة نظام الاتحاد وتوجيه الدعوة لعقد مؤتمر آخر يجتمع في باريس في ٢٥ من سبتمبر من نفس العام لإقرار اللائحة وإعلان تشكيل الاتحاد.٧

وفي ذلك الوقت كانت النقابات المصرية قد شبَّت عن الطوق وأخذت تتحرر قيادتها — نسبيًّا — من السيطرة البرجوازية، كما برزت في الأفق قيادات نقابية جديدة عُرفت بميولها اليسارية وبانتمائها إلى المنظمات الشيوعية المصرية، وكان أبرز هؤلاء فريقان أحدهما كان ينتمي إلى جناح النقابيين الشيوعيين الذين خرجوا على المنظمات الشيوعية التي كانت موجودة في ذلك الحين، وكوَّنوا تنظيمًا مستقلًّا اتخذ من منطقة شبرا الخيمة مركزًا لنشاطه، وتصدى لقيادته محمد يوسف المدرَّك، ومحمود محمد العسكري، وطه سعد عثمان. وثانيهما كان ينتمي إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني، اتخذ من مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية مركزًا لنشاطه، وتصدى لقيادته حسين كاظم ومراد القليوبية ومحمد عبد الحليم ودافيد نحوم.

وما أن ترددت أنباء الدعوة إلى حضور المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات العالمي W.F.T.U حتى سعى قادة مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية إلى إيفاد وفد يمثل نقابات عمال مصر في المؤتمر المزمع عقده في باريس، واتصلوا بوزارة الشئون الاجتماعية للتشاور في هذا الموضوع، فسألهم المسئولون عما إذا كانوا قد تلقوا دعوة رسمية، فأجابوا بالنفي، عندئذ أبدى المسئولون اعتذارهم عن المساهمة في إيفاد وفدٍ نقابيٍّ مصريٍّ طالما لم تُوجَّه الدعوة للنقابات المصرية.
وفي نفس الوقت دعا فريق النقابيين الذي تزعمه المدرَّك إلى تكوين لجنة تحضيرية من ممثلي جميع نقابات عمال مصر لانتخاب مندوب يمثل عمال مصر في المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات العالمي،٨ واستجاب للدعوة معظم نقابات العمال؛ فأوفدت مندوبين عنها لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية الذي عُقد بدار نقابة عمال المحال العمومية بالقاهرة في مساء ٣٠ أغسطس عام ١٩٤٥م، برياسة المدرَّك وسكرتارية طه سعد عثمان، وبدأ الاجتماع ببيان ألقاه رئيس الاجتماع تناول فيه تاريخ مؤتمرات العمال الدولية وواجب عمال مصر حيال المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات العالمي المزمع عقده بباريس، وبعد أن تداول الحاضرون في الأمر وافقت النقابات على إيفاد مندوب إلى المؤتمر، ورشح البعض محمد يوسف المدرَّك لهذه المهمة، وقام البعض بترشيح دافيد نحوم على أن يتحمل جانبًا من نفقات سفره، وأخذت الأصوات على المرشحين نداء بالاسم ففاز المدرَّك بالأغلبية، وامتنعت بعض النقابات عن التصويت، ثم اختار الحاضرون أعضاء لجنتَي المالية والدعاية اللتين تقرر إقامتهما لتقوم الأولى بجمع تبرعات النقابات لتغطية نفقات سفر المندوب، وتتولى الثانية الدعاية للمؤتمر.٩

وفي نفس الوقت قرر مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية إيفاد وفد آخر كان مكونًا من دافيد نحوم ومراد إلياس القليوبية ومحمد عبد الحليم، كما قرر حزب العمال المصري إيفاد أحمد المصري ومراد عطيه، باعتبارهما ممثلَين لعمال الإسكندرية، وأوفدت نقابة عمال النقل محمد إبراهيم زين الدين، الذي عده العمال ممثلًا للمخابرات البريطانية في المؤتمر.

ووصل الجميع إلى باريس، وادَّعى كل منهم دون غيره تمثيل العمال المصريين، فعكس هذا الخلاف انقسام الحركة العمالية المصرية وتفرق المنظمات العمالية شيعًا وأحزابًا، وتضاربت الأقوال حول من قاموا بتمثيل عمال مصر في المؤتمر، فذكر المدرَّك في البيان الذي أصدره تحت عنوان «بيان لعمال مصر» أنه قد طلبت منه لجنة التفويضات بالمؤتمر أن يصل إلى اتفاق مع دافيد نحوم حول العضوية، فاتفق معه على أن يكون الوفد المصري مكونًا من المدرَّك مندوبًا أساسيًّا لمصر، ومراد إلياس القليوبي مندوبًا احتياطيًّا، ومحمد عبد الحليم مستمعًا، ودافيد نحوم مترجمًا، وأنه نظرًا لعدم حضور الثاني والثالث اعتمد المدرَّك مندوبًا ونحوم احتياطيًّا، وذكر أن ذلك مثبت بالصفحة رقم ٢١٦ من الطبعة الإنجليزية لأعمال المؤتمر. وقد كتبنا إلى دار النشر الخاصة باتحاد النقابات العالمي بلندن (بتوصية من النقابي الشيوعي أحمد طه) نطلب موافاتنا بنسخة من الطبعة الإنجليزية لأعمال المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي، وجاءنا الرد بالاعتذار عن تلبية الطلب لنفاد الطبعة منذ عهد بعيد، وقام مستر ماكويني T. F. Mcwhinnie مدير الدار١٠ — مشكورًا — بمدنا ببعض المعلومات عن المؤتمر التي ذكر أنه قد استقاها من النسخة الخاصة بالدار. ونتبين منها أنه قد مثل عمال مصر في المؤتمر منظمتان نقابيتان هما: اللجنة التحضيرية، ومؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية. ومثل الأولى المدرَّك مندوبًا عن ٧٨ ألف عامل، أما الثانية فقد مثَّلها أحمد المصري ومراد عطية مندوبين عن ٦٠ ألف عامل، ولكننا نميل إلى الشك في الجانب الخاص بالمندوبين في هذه المعلومات، فقد ذهب أحمد المصري ومراد عطية إلى باريس كممثلَين لعمال الإسكندرية — في الظاهر — بينما كانا ممثلين لحزب العمال المصري الذي كان يتزعمه عباس حليم في الحقيقة، فليس من المعقول أن يوكَل إليهما مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية مهمة تمثيله في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي لسببين، أولهما، أن قيادة مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية كانت بأيدي النقابيين اليساريين من أعضاء الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني، وهم بحكم اتجاههم السياسي يعارضون كل ما اتصل بحزب العمال المصري باعتباره واجهة برجوازية للسيطرة على حركة العمال، وثانيهما، أن المؤتمر أوفد ممثلِين عنه لحضور المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي هم دافيد نحوم ومحمد عبد الحليم ومرد إلياس القليوبي، ولذلك لم يكن من المعقول أن يتكبد نفقات سفرهم ثم يعهد إلى غيرهم بتمثيله في المؤتمر، كما ذكر ماكويني في رسالته أيضًا أنه لم يرِد بتقارير أعمال المؤتمر أية إشارة إلى أن أحدًا من ممثلي عمال مصر قد ألقى كلمة أمام المؤتمر. ويتناقض هذا مع ما ورد بمجلة الضمير١١ من أن محمد يوسف المدرَّك قد ألقى كلمة أمام المؤتمر باسم عمال مصر، وما جاء بجريدة العمل١٢ — لسان حال حزب العمال المصري — من أن أحمد المصري تقدم إلى مؤتمر النقابات العالمي (بوصفه ممثلًا لاتحاد نقابات العمال بالإسكندرية) بالمطالب الآتية:
  • أولًا: بالنسبة لمصر:
    • (١) يجب تعديل وإتمام التشريعات الاجتماعية القائمة طبقًا لبرنامج يوضَع بالاتفاق مع ممثلي النقابات.
    • (٢) تطبيق قانون عقد العمل المشترك.
    • (٣) تحديد ساعات العمل بأربعين ساعة أسبوعيًّا.
    • (٤) إدخال نظام التأمين الاجتماعي.
    • (٥) العمل بنظام الإجازات السنوية بأجر كامل.
    • (٦) مكافحة البطالة الناشئة عن الحرب.
    • (٧) وضع حدٍّ أدنى للشروط الصحية بالمصانع.
    • (٨) تنظيم العمل الفني بالتدريب المهني.
    • (٩) إنشاء نقابات لعمال الزراعة.
    • (١٠) تأميم الصناعات الكبرى وإلغاء الاحتكارات الدولية.
    • (١١) حماية خدم المنازل.
    • (١٢) تعميم التعليم الإجباري.
    • (١٣) تطبيق مجموعة تشريعات العمل الدولية وتشريعات الملاحة.
    • (١٤) إنشاء محاكم عمَّالية.
  • ثانيًّا: بالنسبة للهيئة النقابية الدولية:
    تقترح مصر الآتي:
    • (١) تنظيم حملة دعاية واسعة النطاق لضمِّ جميع عمال العالم إلى هذه الهيئة.
    • (٢) إنشاء مكتب دائم في باريس.
    • (٣) إنشاء فروع لهذا المكتب في عواصم العالم.
    • (٤) إصدار مجلة شهرية بعدة لغات.
    • (٥) نشر جميع الكتب التي تتناول المسائل العمالية وتوزيعها في جميع أنحاء العالم.
    • (٦) إنشاء مكتب دائم للعمال العرب في القاهرة يتبع المكتب الدائم للاتحاد.
    • (٧) تنفيذ قرارات المؤتمر النقابي الدولي إجباريًّا بعد أن تقرها برلمانات كل دولة مشتركة في المؤتمر.

لذلك لا نستطيع أن نأخذ بكل ما جاء برسالة ماكويني، كما لا يمكننا الاعتماد على دوريات المنظمات العمالية المصرية وحدها كمصدر لموقف عمال مصر في المؤتمر وكل ما يمكن أن نخرج به دون أن نتورط في الخطأ، أن عمال مصر قد مثلوا في المؤتمر باتجاهين، اتجاه يساري تمثل في اللجنة التحضيرية التي كانت تضم ١١٥ نقابة بلغ عدد أعضائها ٧٨ ألفًا، ومؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية، وكان يضمُّ ٦٠ ألف عضو. واتجاه يميني تمثَّل في مؤتمر نقابات عمال الإسكندرية، واتحاد نقابات النقل بالقاهرة، ولكن الاتجاه اليساري أفلح في أن يسيطر على الموقف، وأن يكسب لمصر عضوية المجلس العام لاتحاد النقابات الدولي بانتخاب المدرَّك عضوًا بالمجلس.

ومهما يكن الأمر فقد كان المؤتمر فرصة مناسبة لالتقاء قادة عمال مصر بزملائهم قادة عمال البلاد العربية، فنسقوا العمل بينهم في المؤتمر، واستطاعوا أن يكونوا داخل المؤتمر كتلة عريضة جمعت عمال البلاد العربية، والبلاد المستعمرة، ورفعت شعار العمل في الحقل الوطني لينال كل بلد استقلاله التام. وقد نشب صراع بين ممثلي العمال العرب، وممثلي الاتحاد الصهيوني بفلسطين (الهستدروت) حول اختيار مندوب الشرقين الأدنى والأوسط في اللجنة التنفيذية لمؤتمر النقابات العالمي واستطاعت الوفود العربية كسب تأييد عمال الاتحاد السوفييتي ودول شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية؛ فتمَّ اختيار مصطفى العريس ممثل عمال لبنان مندوبًا عن الشرقين الأدنى والأوسط باللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي. كما حقق ممثلو العمال العرب انتصارًا آخر على مندوبي (الهستدروت) حين أحبطوا المحاولات الصهيونية التي كانت ترمي إلى دفع المؤتمر إلى إصدار قرار لتأييدها.١٣
وقد أوجد اتصال عمال مصر بعمال البلاد العربية خلال المؤتمر جوًّا من التعاطف بين الحركة النقابية المصرية، والحركة النقابية في سوريا ولبنان وفلسطين، وحين قامت حكومة النقراشي باعتقال بعض الزعماء النقابيين في يناير عام ١٩٤٦م، وجَّه إبراهيم بكري رئيس وفد سوريا في المؤتمر كتابًا إلى رئيس وزراء مصر احتجَّ فيه على اعتقال القادة النقابيين، وعد ما أقدمت عليه الحكومة المصرية أسلوبًا فاشيًّا يسيء إلى سمعة مصر في البلاد العربية، ويفقدها عطف وتأييد الرأي العام الديمقراطي في العالم، كما يضعف تضامن واتحاد الشعب المصري في هذه المرحلة الهامة من مراحل نضاله الوطني، ولا يخدم إلا الأوساط الاستعمارية الباغية، كما أرسل مصطفى العريس رئيس اتحاد نقابات عمال لبنان برقية احتجاج إلى رئيس الحكومة المصرية باسم عمال لبنان، وطالب بالإفراج عن المعتقلين «صونًا لسمعة مصر، واحترامًا لأبسط مبادئ الديمقراطية».١٤
واستمرت العلاقات قائمة بين اتحاد النقابات العالمي W.F.T.U والحركة العمالية المصرية بشكل أو بآخر، فبرغم عدم وجود ممثلين لعمال مصر في المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي الذي عقد بميلانو في ٩ يوليو عام ١٩٤٩م، انتخب المدرَّك مرة أخرى عضوًا بالمجلس العام للاتحاد.١٥ واشتركت اللجنة التحضيرية للاتحاد العام لنقابات عمال مصر في مؤتمر الاتحاد العالمي للنقابات المنعقد في برلين عام ١٩٥١م بممثلين هما أحمد طه وحسن عبد الرحمن وقد اتخذ المؤتمر قرارًا بالتضامن مع الشعبين المصري والسوداني في نضالهما ضد الاستعمار البريطاني.١٦

علاقة عمال مصر بعمال السودان

رأينا كيف أدَّى اتصال مندوبي المنظمات النقابية المصرية بمندوبي المنظمات العمالية العربية خلال المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات العالمي في باريس (سبتمبر عام ١٩٤٥م)، إلى إيجاد صلة تعاطف بين المنظمات العمالية المصرية والمنظمات العمالية العربية، ولكن هذه الصلة لم تصل إلى مرحلة التفكير في إقامة منظمة نقابية عربية إلا بعد عام ١٩٥٢م.

أما بالنسبة للسودان، فقد كانت علاقة المنظمات النقابية المصرية بالنقابات السودانية ذات طابع خاص بحكم ارتباط السودان بمصر، وبقضية النضال المشترك ضد الاستعمار البريطاني. وترجع علاقة عمال مصر بعمال السودان إلى منتصف الأربعينيات، حين كانت مقاليد أمور الحركة العمالية السودانية بيدِ السودانيين اليساريين الذين حرصوا على إقامة علاقات بينهم وبين المنظمات العمالية المصرية التي كانت تسيطر عليها القيادات اليسارية الجديدة.

وكان مؤتمر نقابات عمال الشركات والمؤسسات الأهلية أول اتحاد نقابي مصري يكون رأيًا في المسألة السودانية في أثناء زيارة وفد مؤتمر الخريجين السوداني لمصر في ربيع عام ١٩٤٦م، فأعلن بنشرته الخاصة أن رأى المؤتمر في المسألة السودانية ينحصر في النقاط التالية:١٧
  • أولًا: أن العمال المصريين يؤمنون بأن قضية الشعب السوداني هي قضية الشعب المصري.
  • ثانيًا: أنه لا يمكن الفصل بين القضيتين، وأنهم يحاربون كل محاولة للفصل بين القضيتين.
  • ثالثًا: أن العمال المصريين يؤمنون أن المشكلة الاستعمارية لا تُحل إلا بالكفاح الشعبي.
  • رابعًا: أن العمال المصريين يؤمنون بشعار واحد «كفاح مشترك ضدَّ عدو مشترك».

وحدث أن أضرب عمال السكك الحديدية بعطبرة يوليو عام ١٩٤٧م مطالبين بتحسين أجورهم وإنقاص ساعات عملهم وإعطائهم حق تكوين النقابات، وأيد جميع عمال السودان العمال المضربين فأعلنوا الإضراب العام لمساندتهم. وقامت حكومة السودان بمواجهة الإضراب بالعنف، ونقلت زعماء العمال إلى أقاصي السودان، ولتهدئة الحالة أصدرت ما عُرف بمشروع ولبي (نسبة إلى ولبي مدير السكك الحديدية في ذلك الحين)، وكان يقضي بأن تقسم الورش إلى عنابر ينوب عن كل عنبر لجنة من خمسة أعضاء يرأسها إنجليزي، وتقوم الإدارة باختيار وكيلها، ثم يختار العمال الأعضاء الثلاثة الآخرين وتتكون لجنة عليا من رؤساء هذه اللجان لتعبر عن رأى العمال عامة، وكان ذلك يعني أن اللجنة العليا ستضم الإنجليز وحدهم، وأن هؤلاء هم الذين سيرفعون للحكومة مطالب العمال السودانيين! لذلك أضرب عمال السكك الحديدية جميعًا يوم ٢٧ يناير عام ١٩٤٨م بمجرد إعلان المشروع احتجاجًا عليه.

وقد أثارت أساليب القمع التي اتبعتها حكومة السودان لمواجهة هذا الإضراب عاطفة العمال المصريين، فرفع محمد يوسف المدرَّك مذكرة إلى مكتب العمل الدولي، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، واتحاد النقابات العالمي — بوصفه مندوب مصر في الاتحاد العالمي للنقابات — شرح فيها قضية العمال المضربين، وطالب الحكومات المصرية والسودانية والإنجليزية باسم عمال مصر بالعمل على رفع الظلم عن أولئك العمال «ليتمتعوا بحقهم في تكوين نقابات للدفاع عن حقوقهم المهضومة عملًا بحماية الحريات الأساسية للإنسان ومنها الحرية النقابية»، كما وجه المدرَّك نداء إلى العمال المصريين في السودان — الذين كان بعضهم قد أيَّد الحكومة السودانية في موقفها من العمال المضربين — ناشدهم فيه العدول عن موقفهم، والانضمام إلى إخوانهم العمال السودانيين في نضالهم من أجل رفع مستوى معيشتهم.١٨
وظلت علاقة عمال مصر بعمال السودان محصورة في نطاق التعاطف حتى انتقلت إلى الحيز التنظيمي بعد أن نجحت العناصر السودانية في تكوين الاتحاد العام للعمال (نوفمبر عام ١٩٥٠م) بعد سلسلة من الإضرابات العامة، ورفع الاتحاد الوليد شعار «الكفاح المشترك مع الشعب المصري»، ونادى بحق تقرير المصير للشعب السوداني. وهي نفس الشعارات التي كانت ترفعها اللجنة التحضيرية لاتحاد النقابات في مصر، وهي التي كان للحركة الديمقراطية للتحرر الوطني نصيب كبير في قيادتها، كما تضمَّن ميثاق الطبقة العاملة الذي أصدرته أكثر من مائة نقابة عمالية في نهاية عام ١٩٥٢م نفس الشعارات.١٩ ولذلك كان من الطبيعي أن تقوم صلة وثيقة بين الاتحاد العام السوداني، وللجنة التحضيرية لاتحاد النقابات في مصر.
وتجلَّت مظاهر هذه الصلة في الدعوة التي وجَّهها الاتحاد العام السوداني إلى اللجنة التحضيرية لحضور مؤتمره المنعقد في ديسمبر عام ١٩٥١م، فأوفدت اللجنة التحضيرية ثلاثة مندوبين تلبية لدعوة الاتحاد السوداني، وبرغم أن المندوبين المصريين حضروا كمراقبين؛ فإنهم قاموا بإلقاء أربعة تقارير للتعبير عن وجهة نظر اللجنة التحضيرية، وتناول التقرير الأول الاتحاد العالمي للنقابات مبينًا أغراضه وكيفية تكونيه، وما حققه من أعمال، وموقفه من كفاح الشعبين المصري والسوداني، أما التقرير الثاني فكان عن مؤتمر شعوب الشرقين الأدنى والأوسط وشمال إفريقيا للسلام الذي دعا إليه مجلس السلام العالمي بالقاهرة في فبراير عام ١٩٥٢م، وفيه استعراض سريع للحرب وما جرَّته من ويلات على الشعوب الآمنة والطبقات الكادحة خاصة، وعرض لفكرة السلام، وانتهى التقرير بإبراز أهمية حضور هذا المؤتمر لِما يمكن أن يُتيحه من فرصٍ تخدم القضية الوطنية، وكان التقرير الثالث عن الكفاح المشترك وضرورته لحل المشاكل المشتركة وعلى رأسها طرد المستعمر، وتناول التقرير الرابع تاريخ وتطور الحركة النقابية المصرية، وعرض لأسباب تخلفها ومقومات نجاحها.٢٠ ولم يصلنا النصُّ التفصيلي لهذه التقارير كما لم نعثر عليها لدى أنور مقار الذي كان على رأس وفد اللجنة التحضيرية؛ فقد أودت حملة الاعتقالات التي تمَّت عقب حريق القاهرة بوثائق اللجنة التحضيرية ومن بينها هذه التقارير. ومهما يكن الأمر فقد قَضَّ نشاط المندوبين المصريين مضاجعَ السلطات الحاكمة في السودان، فأمرت بترحيلهم بالقوة بالطائرة بعد أن فرضت عليهم ضمانًا ماليًّا قدره مائة جنيه تبرَّع بدفعها أحد السودانيين.

وقامت اللجنة التحضيرية بتوجيه الدعوة إلى الاتحاد العام السوداني لإيفاد مندوبين عنه لحضور المؤتمر الذي كان مقررًا عقده في ٢٧ يناير عام ١٩٥٢م، فقبِل الاتحاد السوداني الدعوة، وأوفد أربعة مندوبين لحضور المؤتمر، ولكن صادف حضوره يوم ٢٦ يناير حريق القاهرة وإلقاء القبض على لفيف من زعماء اللجنة التحضيرية بعد إعلان الأحكام العرفية، فتدخَّل الوفد لدى رئيس وزراء مصر مطالبًا بالإفراج عن المعتقلين من زعماء اللجنة التحضيرية وأَرسل إلى السودان لتنظيم حملة جمع توقيعات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من النقابيين المصريين.

وحين عزمت اللجنة التحضيرية على عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام المصري في المدة من ١٣–١٥ سبتمبر ١٩٥٢م، جددَت الدعوة للاتحاد العام السوداني، فأرسل وفدًا لحضور المؤتمر ساهم في إعداد لائحة اتحاد عمال مصر، وحين تأجَّل عقد المؤتمر قدَّم الوفد السوداني مذكرة احتجاج إلى السلطات المصرية.٢١

لقد كانت العلاقات الخارجية للحركة العمالية المصرية تتمثل في مظهرين: أولهما، حضور بعض مؤتمرات العمال الدولية على نطاق محدود دون أن تُسهم مساهمة فعالة في نشاط المنظمات العمالية الدولية. وثانيهما، قيام علاقات التعاطف بين الحركة العمالية المصرية والمنظمات النقابية في سوريا وفلسطين ولبنان والسودان، ولكنها تطورت بالنسبة للأخيرة في مطلع الخمسينيات إلى المشاركة الإيجابية في الأعمال التنظيمية الخاصة بالحركة العمالية في كل من مصر والسودان.

١  محمد يوسف المدرَّك، عمال مصر مع عمال العالم، ص٩.
٢  من أحمد إسماعيل إلى الدكتور زكي بدوي، يوليو ١٩٤٦م، رسالة شخصية.
٣  Zaki Badaoui, Les problemes du travail, p. 35.
٤  البلاغ، ٧ / ١٠ / ١٩٣١م.
٥  المساء، ١٢ / ١٠ / ١٩٣١م.
٦  المساء، ١٥ / ١٢ / ١٩٣١م.
٧  المدرَّك، عمال مصر مع عمال العالم، ص١٠.
٨  مقابلة شخصية مع محمد يوسف المدرَّك، ٢ / ١ / ١٩٦٥م.
٩  محضر جلسة اللجنة التحضيرية، ٣٠ / ٨ / ١٩٤٥م (انظر / ملحق «٢»).
١٠  من ت. ف. ماكويني مدير دار اتحاد النقابات العالمي للنشر بلندن إلى رءوف عباس حامد، رسالة شخصية، ٧ / ٤ / ١٩٦٥م.
١١  الضمير، ٢٤ / ١٠ / ١٩٤٥م.
١٢  العمل، ١٥ / ١ / ١٩٥٠م.
١٣  الضمير، ٢٤ / ١٠ / ١٩٤٥م.
١٤  بيان مشترك من اللجنة التحضيرية ومؤتمر نقابات الشركات والمؤسسات الأهلية، فبراير ١٩٤٦م.
١٥  من ت.ف. ماكويني إلى رءوف عباس حامد، رسالة شخصية، ٧ / ٤ / ١٩٦٥م.
١٦  أحمد طه وآخرون، الطبقة العاملة والكفاح المصري السوداني المشترك، ص٣١.
١٧  المؤتمر، نشرة غير دورية، يصدرها مؤتمر نقابات الشركات والمؤسسات الأهلية، ٥، ٢٥ / ٤ / ١٩٤٦م.
١٨  الأيام، لسان حال السودانيين بمصر، العدد العاشر، ١٥ / ٤ / ١٩٤٨م.
١٩  أحمد طه وآخرون، المرجع السابق، ص٨–١٠.
٢٠  المصدر السابق، ص٤٨.
٢١  المصدر السابق، ص١١-١٢.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤