الفصل الخامس

حول أسلوب في العتب١

قصير جدًّا هذا الحديث؛ لأن الأدباء الذين خاصمهم الأستاذ الرافعي وخاصموه لم يتركوا لي موضعًا في صحيفة الأدب، ولكني أردت مع هذا أن أتحدث إلى هؤلاء الأدباء بشيء من العتب قليلًا، قد كنت أحب لهم و«للسياسة» وللأدب أن يؤثروا الحلم ويأخذوا بأنفسهم بلين القول وشيءٍ من الصفح والإغضاء، ولكن الأستاذ الرافعي نالهم بالأذى، فأخرجهم ذلك عن طورهم وتجاوزوا في ردهم على الأستاذ ما يحبون ونحب إلى ما نكره ويكرهون، ولولا أن لهم حق الدفع عن أنفسهم لاعتذرت إليهم من نشر ما كتبوا، ولولا أني لا أبيح لنفسي المسخ والتشويه لحذفت مما كتبوا شيئًا كثيرًا، ولكن «السياسة» تنشر لهم اليوم وتتم ما جاءها في هذا الشأن غدًا معتذرة إلى الكتاب جميعًا من إقفال هذا الموضوع الذي تجاوز البحث الأدبي النافع إلى ما يكره الأدباء.

ولدينا كلمة للأستاذ الرافعي لا نستطيع أن ننشرها، فنعتذر إلى الأستاذ، ونظنه يفهم، ونظن غيره يفهم أن «للسياسة» الحق في ألا تنشر شتم كتابها ومحرريها في غير حقٍّ وفي غير فائدةٍ ولا نفع.

١  راجع السياسة في ٢٠ و٢١ يونيو سنة ١٩٢٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤