ترويض التنين

هذا التنينُ المتعددُ لا يحمل رأسًا،
قد يحملُ قلبًا يتقلبُ،
تنساق ضحاياه لقوة عينيهِ،
هو الأعمى عَمَّا بين يديهِ،
عن داخلهِ، وعن الشمس،
وعن …
هذا التنينُ هلاكٌ أسطوريٌّ
يحمل روحَ الأنثى،
منتسبًا للنرجس، منتميًا للزئبق،
يقبع في الأعماق،
وينفث ترياقًا سحريًّا.

•••

قلتُ لها: أيتها الآمرةُ؛
فقالت: أنا نصفك، كلُّك، أكبرُ،
أتقاسمني موتي؟!

•••

ذابَتْ في صمتي،
وطغَتْ في صوتي،
حاولتُ أطمئنها،
أرجعها راضيةً؛
لامَتْني كالعادة،
فتأثَّمتُ بلا إثمٍ،
لا مَتْني يتسعُ، ولا كوني،
لا زَمَني الوحشي،
الطلسمُ كتاب مفتوح يقرؤُهُ الأُمِّي.

•••

أتصعلكُ حول براكيني،
أتسوَّل نبضًا،
أحشرهُ في نفس مكتظَّة،
كي يبعث في نفس اللحظة،
فلماذا أشحذ أشباح شياطيني،
وأعود إلى طيني؟!

•••

وتجلى التنين نباتًا نورانيًّا
برءُوس الزهرِ، وأعناق الأنهارِ،
وأحداقِ الأقمارِ، وأجسامِ الأرضِ الخضراءِ،
يمد جناحيه بعرضِ الكونِ،
ولا يحجبُ شمسًا.
قلتُ: احتشدي في ذاتي، واحتلي ذراتي،
أيتها الملهمةُ،
فهذا جوهركِ — بلا زيفٍ —
قبسٌ من روحِ اللهِ.
أعيذكِ من شرِّ الوسواسِ الخناسِ،
فلا تنفصمي؛
كوني الوجهَ المشرقَ للمرآة.

•••

أتَمَلَّاكِ الصمتَ القابعَ في وجهي،
والصخبَ النابضَ في عينيَّ.

•••

قالت: خذني مُتَّكأً ما شئتَ،
ولكن رَوِّضْ قلبك كي لا تزعجني،
أو فابعدني عن طوفانِ دماك.

•••

قلتُ لها: ضدِّي أم أنتِ قريني؟
وكلانا بحرٌ وسفينة.

•••

ما بين ملاكٍ يركبني،
أو شيطان أركبهُ
تتنازَعُني
أمواجٌ متوترةٌ،
نيرانٌ متواترةٌ،
موجاتُ هوًى عبر جهازٍ عصبيٍّ آليٍّ،
بالعاطفةِ وباللذة.

•••

منْ أسكنَ هذي الموسيقى،
هائمةً، حالمةً، حاكمةً،
تستشري في مستويات شعوري،
كاملةً أو مبتسرة؟
من سوَّاني؟
ألهمني مسرى تقواي، وأشواك فجوري؟

•••

قالت: أخرجني إن شئتَ، أو اخرج مني،
أو فاضبطْ كهربةَ الحرفِ على أجهزتي،
وارسم منحنياتك طوعًا لي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤