الشهيد

عبس الخطبُ فابتسمْ
وطغى الهولُ فاقتحمْ
رابطَ الجأشِ والنُّهى
ثابتَ القلبِ والقدم
لم يُبالِ الأذى ولم
يَثْنِه طارئُ الألم
نفسُه طوْعُ همّةٍ
وجمتْ دونَها الهِمم
تلتقي في مزاجِها
بالأعاصيرِ والحُممْ
تجمعُ الهائجَ الخِضَمَّ
إلى الراسخ الأشَمْ
وَهْيَ من عنصر الفداءِ
ومن جوْهرِ الكرم
ومن الحقِّ جذْوةٌ
لفحُها حرَّرَ الأُمم

•••

سارَ في منهج العُلى
يطرُقُ الخُلْدَ منزلا
لا يبالي، مُكبَّلا
ناله أمْ مُجَدَّلا
فَهْو رهنٌ بما عزمْ
ربّما غالَهُ الرَّدى
وَهْو بالسجنِ مُرتهَن
لم يُشيَّعْ بدمعةٍ
من حبيبٍ ولا سَكَن
رُبّما أُدرِجَ التُّرا
بَ سليبًا من الكفنْ
لستَ تدري بطاحُها
غيَّبتْهُ أَمِ القُنن
لا تقلْ أين جسمُهُ
واسمُه في فم الزمن
إنه كوكبُ الهدى
لاحَ في غَيْهبِ المحنْ
أَرسلَ النُّورَ في العيو
نِ، فما تعرفُ الوسن
ورمى النارَ في القلو
بِ، فما تعرفُ الضَّغَن

•••

أيُّ وجهٍ تَهلّلا
يَرِدُ الموتَ مُقْبِلا
صعَّد الرُّوحَ مُرسِلا
لحنَه يُنْشِدُ الملا
أنا للّه والوطنْ
نشرت في ١٨ / ٦ / ١٩٣٤

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤