الفصل الثاني والثلاثون

مذهب: كنت فين والحب فين

تلحين المرحوم: عبده الحمولي، ووضع الأستاذ: قسطندي منسي

تجدون أعلاه ما دونه بالنوتة الإفرنجية الأستاذ: قسطندي منسي عن عبده الحمولي، وهو مذهب حجاز كار تلحينه الخاص، والغرض من تدوين هذا الدور إعطاء القارئ صورة مصغرة لنغماته، والإشارة إلى ابتكاره الذي يأتيه بما تُوحي به إليه نفسه، وتراه عينه من المرئيات المتنوعة الكثيرة، وما أقلها في عينه الصغيرة على حد قول البارودي باشا:

كالعين وهي صغيرة في حجمها
تسعُ الوجود بأرضه وسمائه

وبيانه أن النوتة مهما بلغت من الدقة لا يمكن بها تصوير نغماته لعدم وجود ربع المقام في العلامات الإفرنجية، وبدونه لا يمكن الإحاطة بتموجات صوته ولعبه بالألحان، وغريب تصرفه وبحته، ناهيك بالروح الذي به يؤدي نغماته ونبراته الخاصة به، وتعتبر حينئذ كتصميم لِبِنَاءِ نغماته، أو خطوط أولية مرسومة لتصوير شكل من الأشكال، ومما يؤيد ذلك ما قاله الأستاذ: منصور عوض بعدد ٧٠٠٤ من مقطم ١٣ إبريل سنة ١٩١٢ وهو بحروفه كما يأتي «أن الأنغام الشرقية لا يمكن تصويرها بالعلامات الإفرنجية التي وُضعت وأُلفت بها قبلاً عدة أدوار وموشحات وبشارف وخلافها، والسبب في ذلك أن «سكك» التصوير عبارة عن وضع الأنغام في غير محلها عند اللزوم، والاستزادة من التبحر في الفن، وهي تنطق كما كانت في محلها مع اختلاف الطبقة الأصلية، وذلك يحتاج طبعًا إلى ربع المقام دائمًا، ولما لم يكن ربع المقام موجودًا على الإطلاق في العلامات الإفرنجية؛ فيستحيل والحالة هذه وضع سكك التصوير بهذه العلامات».

وقد ذكر المقطم تعليقًا عليه:

(المقطم) مسألة (ربع المقام) هذه جرى لنا فيها بحث مسهب ومناقشة مستطيلة مع بعض الموسيقيين الأمريكيين قبل انتقالنا إلى هذا القطر منذ ٢٨ سنة، فليست بجديدة على سماعنا، ولكننا لا نزال نسأل الموسيقيين الشرقيين ألا يمكنكم استنباط علامة خصوصية لها تضيفونها إلى العلامات الإفرنجية ليتم بها المقصود، وقد استنبط الأستاذ: منصور عوض علامات مخصوصة إضافية للاستدلال على أصوات ربع المقام في النوتة الموسيقية الإفرنجية أجرى تسجيلها بمحكمة مصر المختلطة في سنة ١٩١٥، وتفضل المقطم الأغر بتقريظها.

figure
figure
figure
figure
figure
figure
figure
figure
figure
هذه خريطة تبين الطريق الموصل إلى ضريح المغفور له عبده الحمولي.
figure
هذا ضريح فقيد الفن المغفور له عبده الحمولي بقرافة باب الوزير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤