الفصل التاسع

العالم الهيلانستيكي في عهد «بطليموس»

شاءت الأقدار أن يتولى عروش العالم الهيلانستيكي في الفترة التي عاش فيها «بطليموس الرابع» ملكان آخران مقدونيان؛ وهما «أنتيوكوس الثالث» الذي اعتلى عرش السليوكيين عام ٢٢٣ق.م وكان في الثامنة عشرة من عمره و«فليب الخامس» الذي تولى ملك «مقدونيا» عام ٢٢٠ق.م وهو في السابعة عشرة من عمره، ومن ثَم نرى أن كلًّا من «أنتيوكوس الثالث» و«فليب الخامس» و«بطليموس الرابع» كان متقاربًا في السن مع زميليه، ومما يلفت النظر أنه في هذه الفترة التي حكم فيها هؤلاء الملوك الثلاثة الذين كانوا يُعدُّون خلفاء على إمبراطورية الإسكندر الأكبر؛ أخذت بوادر قوة روما وبطشها، وحسن سياستها تظهر في عالم البحر الأبيض المتوسط، ولن يخطئنا الصواب إذا قلنا إنه بانتهاء حكم هؤلاء الملوك الثلاثة، كان سلطان روما قد أخذ يُفرَض على هذه الممالك المقدونية الأصل بصورة محسة، وقد كانت الأحوال مهيئة في تلك البلاد؛ لتظهر عليها روما، وتفرض سلطانها، وتبسط نفوذها على شئونها بصفة مباشرة وغير مباشرة.

ولا غرابة في ذلك فقد كان «بطليموس» «فيلوباتور» عندما تولى عرش ملك مصر، وهو في الثانية والعشرين من عمره؛ ذا طبع قلب، مخنَّث الروح والجسم إذا صدَّقنا ما نقله لنا المؤرخون عنه، ولا أدل على ذلك من أنه قد أمضى السبع عشرة سنة التي حكمها تحت سيطرة وزير كان كل همه أن تكون مقاليد الأمور في يده مهما كلفه ذلك؛ ومن ثم كان الضمير والأخلاق والسمعة لا تعني عنده أي شيء، وهذا الوزير هو «سوسيبيوس» الذي صوَّره لنا مؤرخو عصره بأنه آلة عتيقة للأحقاد والدسائس والمؤامرات، ويجب أن يُنسَب لهذا الطاغية الجزء الأعظم من مسؤلية الأعمال الفظيعة التي ارتكبها الملك الفتى، وبخاصة الفظائع التي وقعت في بداية حكمه، وقد ذكر لنا المؤرخ «بوليبيوس» ضحاياه على حسب ترتيبها التاريخي١ وهم «ليزيماكوس» عمه وأخوه «ماجاس» وأمه «برنيكي» و«كليومنيس» ملك إسبرتا الذي كان لاجئًا في بلاط «بطليموس الثالث» والده، وكان صاحب نفوذ على أتباعه الذين جاءوا معه عند لجوئه إلى مصر، وأخيرًا «أرسنوي الثالثة» التي قُتِلت غدرًا، كما سنرى فيما بعد على يد «سوسيبيوس» و«أجاتو كليز» زميله في الغدر والخيانة وسوء الخلق.
هذا، ولا نعرف في الواقع شيئًا عن أصل «سوسيبيوس» هذا، وكل ما قيل إنه ابن «دبوسكوريد» الإسكندري كما قيل إنه من المحتمل أنه كان ابن «سوسيبيوس» أحد ضباط حرس الملك «بطليموس الثاني».٢

ومما لا شك فيه أن «بطليموس الرابع» كان قد بدأ في قطع دابر الذين كانوا يضايقونه أو يشعر بأي حرج من جانبهم، وتلك كانت سياسة اخْتَطَّها «سوسيبيوس» لهذا الملك الغِرِّ؛ فكان أول من فتك به هذا الملك هو عمه «ليزيماكوس» ابن الملك «بطليموس الثاني» و«أرسنوي الأولى»، ثم قضى على حياة أخيه الصغير «ماجاس»، وذلك عندما أحسَّ أنه كان صاحب مكانة عظيمة أكثر مما يجب بين رجال الجيش.

وقد حدثنا «بلوتارخ»٣ أن «بطليموس الرابع» كان يخشى بأس أخيه، وأخيرًا فتك بأمه «برنيكي» التي قيل عنها إنها كانت ترغب في أن تجعل «ماجاس» يعتلي عرش مصر، وذلك بتحريض الجنود المرتزقين على القيام بثورة على «بطليموس الرابع»، وقد كان من جرَّاء عملها هذا أنه اعتقلها في القصر الملكي تحت حراسة «سوسيبيوس»؛ ويقال إنه دسَّ لها السم أو أمر بسمها، وفي كل جرائم القتل هذه نجد أن «سوسيبيوس» وزير «بطليموس» كان الآلة الرهيبة الحادة لتنفيذ مَأْربه.

وبعد الانتهاء من سلسلة هذه الجرائم البشعة جاء دور «كليومنيس» ملك إسبرتا المنفي في مصر، وكان صاحب نفوذ على الجنود المرتزقين، وكان لا يريد أن ينزل عن هذا النفوذ للوزير «سوسيبيوس» إلا بشروط، ومن ثَم أصبح «كليومنيس» موضع شك ومخاوف، وبخاصة عندما نعلم أن «أنتيجونوس دوسون» قد مات في شتاء عام ٢٢١-٢٢٠ق.م وبموته انتعشت آمال «كليومنيس» في ملك إسبرتا، ومن أجل ذلك طلب إلى ملك مصر أن يجعله على رأس جيش، أو على الأقل يُسمَح له بأن يبحر مع خلصائه ليسترد ملك إسبرتا، وعندما فطن الغادر «سوسيبيوس» للحلم الذي كان يأخذ على «كليومنيس» كل مشاعره أراد أن يستغل هذا الموقف؛ ليتخلص منه، وفي الوقت نفسه يجعله يقوم بدور هام في الاستعداد لتنفيذ الضربة المزدوجة التي كان فيها القضاء على «ماجاس» و«برنيكي» غدرًا.

وبعد أن أغراه «سوسيبيوس» بالآمال البراقة التي كانت تصبو إليها نفسه أسرَّ إليه أنه يظن من المستحسن أن يتخلص من كلٍّ من «ماجاس» و«برنيكي» ومضايقاتهما، غير أنه كان يخشى بأس «برنيكي» الجريئة، وبخاصة من الأجانب والجنود المرتزقين الذين كانوا يميلون إليها ولابنها، وقد أخذ الزهو والغرور يستحوذان على مشاعر «كليومنيس»، وظن أنه بذلك يمكنه أن يصل إلى ما تصبو إليه نفسه، وعلى ذلك فإنه أكَّد له مساعدته، وقد ضمن له ألا تُقْدِم الجنود المرتزقين بأية حركة عصيان، بل على العكس سيساعدونه، وقد زاد يقين «كليومنيس» عندما قال له: إن لدينا هنا حوالي ثلاثة آلاف أجنبي من البلوبونيز وألف من الكريتيين الذين على أثر إشارة منا يكونون في خدمتك ومد المعونة لك.٤

هذا ما حدثنا به «بوليبيوس» الذين كان يعطف بصورة ما على «كليومنيس» عدو الآخيين اللدود. أما «بلورتاخ» الذي كان يُطْري «كليومنيس» ويكيل له المديح في ترجمة حياته، فإنه لم ينكر أن بطله كان قد انخدع بأضاليل «سوسيبيوس» ووثِق بإغراءاته التي صادفت هوًى في نفسه، وبخاصة عندما نعلم أن الأخير قد جعله يشترك معه في المجلس السرِّي الذي أوضح له فيه «بطليموس» خطته للقضاء على أخيه «ماجاس»؛ غير أنه يضيف قائلًا: إنه على الرغم من أن كل شيء قد جعل «بطليموس» مرتبطًا بإنجاز هذا العمل الدنيء فإنا نجد «كليومنيس» يتنحَّى عن هذه الجريمة قائلًا إنه يفضل للملك — إذا أمكن — أن يكون له عدة أخوة، وذلك محافظة على سلامة الدولة وثباتها، وقد أشار «سوسيبيوس» الذي كان يتمتع بأكبر نفوذ بين سُمَّار الملك؛ أنه ما دام «ماجاس» على قيد الحياة فلا يمكن الوثوق في إخلاص الجنود المرتزقين.

وعندئذ أجاب «كليومنيس» أنه ليس في الأمر ما يدعو إلى القلق وعدم الثقة، وذلك لأنه يوجد بين رجال الجيش أكثر من ثلاثة آلاف من الأجانب من أهالي «بولوبنيز» المخلصين له، وأنهم عند أول إشارة سيكونون مستعدين للحرب،٥ ومما سبق نفهم أن رأي كل من «بوليبيوس» و«بلوتارخ» يدل على أن «كليومنيس» كان مستعدًّا لارتكاب الجريمة حبًّا في نيل مأربه؛ وهو العودة لبلاده بجيش لاسترداد ملكه الذي طُرِد منه.

وعلى أية حال نفهم أن «سوسيبيوس» قد انتهز فرصة جرأة «كليومنيس» ليفيد منها في القضاء على «برنيكي» أم «بطليموس الرابع»، غير أنه في الوقت نفسه كان يخشى بأسها وبأس جنوده المرتزقين؛ ولذلك عمل على أن يقصيه من المسرح الذي كان يقوم هو فيه بالدور الرئيسي.

ومن ثَم نلحظ أنه منذ هذه اللحظة نجد «سوسيبيوس» الذي كانت له الكلمة العليا في القرارات الملكية قد أخذ في العمل على مضايقة «كليومنيس»؛ وذلك بمحاولته رفض كل ما يرمي إليه للوصول لتنفيذ غرضه، وفي الوقت نفسه نفهم أن «كليومنيس» لم يكن في مقدوره أن يخفي قلقه وقلة صبره، كما أنه قد أظهر في الوقت نفسه ازدراءه واحتقاره لما كان يدور في البلاط الملكي من مجون وخلاعة ودعارة. غير أن «سوسيبيوس» كان له بالمرصاد؛ إذ نجده يَشِي «بكليومنيس» عند الملك بقوله: إنه يفكر في القيام بثورة في الجيش يوقد نارها الجنود المرتزقة إذا لم يساعده البلاط على إجابة مطالبه، وعلى أثر ذلك أمَر «بطليموس» باعتقاله، وإقامة حرس عليه في بيت عظيم، ولكنه في الوقت نفسه أمر باستمرار صرف معاشه، على أن تؤخذ الاحتياطات حتى لا يفر من معتقله.

غير أن اعتقال «كليومنيس» أثار مرارة في نفسه، ومن ثم نجده قد خرج من معتقله بحيلة لم نجد تفسيرًا لها، ولكن كان في ذلك نهايته، ويقال: إن «كليومنيس» بعد أن أسكر حراسه في يوم كان بلاط الملك يلهو في «كانوب»، خرج مع ثلاثة عشر من رفاقه الذين كانوا معه في المعتقل مسلحين بالخناجر في وضح النهار في شوارع الإسكندرية، وقد خُيِّل إليهم أنهم بعملهم هذا سيُثِيرون باسم الحرية الشعب، ويحرضونه على القيام بفتنة، غير أنهم كشفوا في نهاية الأمر أنهم كانوا واهمين، وفي غفلة من أمرهم؛ إذ قد طافوا أنحاء الإسكندرية ومعهم حاكمها الذي كان معتقلًا معهم، ولكن سكان المدينة قابلوهم بكل فتور وعدم اكثراث.

والواقع أنه كان من الصعب أن يفهم الإنسان ماذا كان يريد «كليومنيس» الذي انقلب في طرفة عين إلى رجل فوضوي، وقد أراد الخارجون معه أن يستولوا على قلعة المدينة، ويفتحوا أبواب السجون، ويهدموا أسوارها بالمساجين الذين في القلعة، غير أن إشارة الخطر كانت قد أُعطِيَت للحراس، وعندما رأت هذه الفئة القليلة من الخارجين أنهم أصبحوا ولا حول لهم ولا قوة، وأن الموت لا بد ملاقيهم لا محالة فضلوا الانتحار على التسليم والقتل بيد غيرهم، وعلى ذلك كان مصيرهم على حسب المثل العربي المأثور: بيدي لا بيد عمرو، وقد فصَّل المؤرخ «بلوتاخ» القول في هذه المأساة التي انتهت بموت أولاد «كليومنيس» وزوجه الذين نُفِّذ فيهم حكم الإعدام على يد جلاد عام ٢١٩ق.م.٦

وبعد هذا الحادث رأى «بطليموس» أنه قد أصبح حرًّا طليقًا، وبذلك يكون في مقدوره أن يقيم الولائم وأحفال الخلاعة والفجور؛ إذ كان يعتقد في قرارة نفسه أنها هي الهدف الوحيد من الحياة الدنيا، ولا غرابة فقد زال من طريقه الشخص الذي كان يخشى بأسه، وأصبح لا يخاف النقد اللاذع، أو لوم الرأي العام الذي كان يرتكن عليه «كليومنيس»، ولا ندهش إذن في أن نرى «بطليموس الرابع» قد انزلق في طريقه الضالة، والواقع أن هناك ملوكًا كانوا بطبيعتهم مفطورين على الخلاعة والفساد، والتمتع بما لديهم من سلطان مستبد، ولكن «بطليموس الرابع» قد فاق في فسوقه وخلاعته ودعارته كلَّ معاصريه، وربما كان سبب ذلك: أنه كان قد تولَّى عرش الملك ودم الفساد والفسوق يدب في عروقه فعلًا، وذلك لأنه كان يضرب بأعراقه في ذلك إلى جده «بطليموس الثاني» الذي كان منغمسًا في اللذات والشهوات حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وذلك على الرغم مما عُرِف عنه من نشاط وكفاية في النواحي الاقتصادية، على أننا لا نرى على حسب ما رواه المؤرخون القدامى أنه قد جمع رذائل كل أجداده، بل وزاد فيها بصورة مبالغ فيها، وكذلك لم يبرز في أخلاقه شيء من الميزات العقلية التي أضفت على «بطليموس الثاني» سماتٍ كثيرة من سمات العظمة والجد والمبادرة.

ولا نزاع في أن «بطليموس الرابع» لم ينهج سبيل الدعارة واللهو وحسب، بل كان فضلًا عن ذلك غير مبالٍ بأخلاق الأفراد الذين وضع في أيديهم مقاليد أمور الدولة ما داموا يقدمون له كل سبل الحياة التي تنطوي على الشهوات، وما داموا يعفونه من أعباء الحكم ومتاعبه ولو كلفه — كما رأينا — قتل عمه وأخيه وأمه.

وقد كان هناك — على رأس أصدقائه وسُمَّاره فضلًا عن «سوسيبيوس» — رجل آخر يُدعَى «أجاتوكليس» الذي كان هو وأخته «أجاتوكليا»، إن صح لنا القول، وزير ملذاته وشهواته قبل كل شيء، وعلى أية حال كان هذان الرجلان يقومان بتسيير شئون البلاد الداخلية والخارجية، وقد شاءت الظروف أن الأحوال في البلاد عند تولي «بطليموس» الحكم كانت تسير على ما يرام؛ فقد كان السلام مخيِّمًا على ربوع أرض الكنانة، في حين كانت الحروب الطاحنة تدور رحاها في أنحاء العالم المُتمَديِن الذي حوله وقتئذٍ.

فمن ذلك أن ملك مقدونيا الجديد «فليب الخامس» الذي خلَّف مربيه «أنتيجونوس دوسون» عام ٢٢٠ق.م كان منهمكًا في شئون بلاد اليونان؛ ولذلك لم يكن هناك خوف من ناحيته في أن يتدخل في شئون الأرخبيل، أو يهاجم شاطئ تراقيا حيث كانت مصر لا تزال محتفظة بالفتوح التي أحرزها «بطليموس الثالث»، والواقع أن موت «دوسون» قد أرخى العنان لأهالي «أيتوليا»، وبخاصة الدمار الذي كان يحدثه قرصانهم، الذين كان لا يُرجَى إصلاحهم؛ إذ كانوا يعيثون فسادًا في البر والبحر، مما أدَّى إلى إشعال نار حرب أهلية امتد لهيبها مدة ثلاثة أعوام (٢٢٠–٢١٧ق.م) وقد اشتبك فيها من جهة المقدونيون وحِلْف الآخيين، ومن جهة أخرى الأيتوليون، وحلفاؤهم الليسيدمونيون والإيليون.٧

وفي هذه الفترة كان «بطليموس الثالث» قد قطع علاقته مع الآخيين ولذلك لم يحْمِهم، ومن جهة أخرى كانت مصر قد فضَّت علاقتها مع اللاسيدمونيين، ومن أجل ذلك لم تهتم بهذه الحروب، يُضاف إلى ذلك أن بلاط الإسكندرية لم يحرِّك ساكنًا عندما استولى الحزبان المتحاربان على جزيرة كريت وجزر «سيكلاد» وقضيا على نفوذ «بطليموس» فيها، ولم يهتم «بطليموس الرابع» بجزر «سيكلاد» التي كانت تحت الحماية المصرية لدرجة أنه لم يعرف إذا كانت لا تزال في حوزته حتى الآن أم لا، وذلك عندما بدأ «ديمتريوس» الفاروسي الذي كان يعد مخاطرًا شريرًا — وكان قد أمضى حياته في بيع خدماته وخيانة رفاقه — يخرب جزر «سيكلاد» في خلال الحروب الأهلية السالفة الذكر (٢٢٠ق.م).

هذا، ونجد أن أهالي «رودس» هم الذين أخذوا في مطاردته؛ لأنهم أخذوا على عاتقهم حراسة الأرخبيل اليوناني، وذلك لصالح سوق تجارتهم، غير أنهم لم يسعوا في مد سلطانهم على هذه المحمية المهجورة، وبخاصة لأن «رودس» كانت تحرص على عدم قطع علاقتها مع مصر، هذا فضلًا عن أن أهالي هذه الجزيرة كانوا قد بدءوا في إعلان الحرب باسم حرية التجارة على البيزنطيين الذين كانوا قد أعلنوا جمع ضرائب على السفن الخارجة عن نطاق البحر الأسود ٢٢٠-٢١٩ق.م وقد حافظوا كذلك — لنفس الأسباب — على مراسليهم من أهالي «سينوب» وهم الذين ضايقهم «ميتراديس» الثاني، ومن ثَم أخذ الفريقان المتحاربان في البحث عن حلفاء؛ فتحالف البيزنطيون مع «آتالوس» ملك «برجام»، كما تحالف أهل «رودس» مع عَدوَّيْ «أتالوس» وهما «بروسياس» Prusias ملك بثينيا Bithynia وآخاوس Achaos نائب الملك في آسيا الصغرى وابن عمه. غير أن «آخاوس» قد تدبر الأمر، أو يُحتَمل أنه قد تنحَّى عن خروجه على مليكه؛ فقد كان من جهته هو في حاجة إلى حلفاء، وبعبارة أخرى كان أكثر استعدادًا لتقبل المساعدة من أهالي «رودس» على عدوه «أنتيوكوس»، وقد أخذت حكومة «رودس» على نفسها أن تفاوض بدلًا عنه في الإسكندرية، ومن ثَم نجد أن وزراء «بطليموس الرابع» — طوعًا أو كرهًا — كان من واجبهم أن يصوِّبوا أنظارهم بعض الشيء لما هو جارٍ خارج أرض الكنانة.
١  Polybius, XV, 25.
٢  Joseph. Ant. XII, 282.
٣  Plut. Cleom. P. 33.
٤  Polybius V. P. 36.
٥  Plut. Cleom., 33.
٦  Niese II. P. 364.
٧  Polyb. Book, IV and V, 1–3.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤