شعره

لابن المقفع شعر قليل وصفوه بالجودة، وهو معدود من شعراء الكُتَّاب المقلِّين، ولكنه كان لا يرتضي شعر نفسه، قيل له: لِمَ لا تقول الشعر؟ فقال: الذي أرضاه لا يجيئني، والذي يجيئني لا أرضاه، ولم يبق من شعره إلا أبيات قليلة، منها ثلاثة أبيات رثى بها صديقه يحيى بن زياد الحارثي، رواها أبو تمام الطائي في كتاب الحماسة، وهي:

رزئنا أبا عمرو ولا حي مثله
فلله ريب الحادثات بمن وقع
فإن تكُ قد فارقتنا وتركتنا
ذوي خلة ما في انسداد لها طمع
فقد جر نفعًا فقدنا لك أننا
أمنا على كل الرزايا من الجزع

وروى له الراغب الأصبهاني في كتابه المحاضرات قوله في الشراب:

سأشرب ما شربت على طعامي
ثلاثًا ثمَّ أتركه صحيحًا
فلست بقارف منه آثامًا
ولست براكب منه قبيحًا

وروى له القاضي عبد العزيز الجرجاني في كتاب الوساطة هذا البيت:

ويقتلني فيقتل بي كريمًا
يموت بموته بشر كثير

وجعله مصدرًا لقول المتنبي:

غدرت يا موت كم أفنيت من عدد
بمن أصبت وكم أَسْكَتَّ من لجب

وشعر ابن المقفع كما ترى ينادي على نفسه بأنه شعر كاتب لا شاعر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤