القزويني

ولد زكريا بن محمد القزويني حول سنة (٦٠٠ﻫ/١٢٠٣م) في مدينة قزوين بالعراق العجمي. وطاف في إيران والعراق والشام. وتولى قضاء مدينتي واسط والحلة. وتوفي سنة (٦٨٢ﻫ/١٢٨٣م). وقد خلف كتابين كبيرين: الأول في الفلك والجغرافية الطبيعية عند العرب ويسمى «عجائب المخلوقات»، ولا ريب في أنه أجل ما أنتجه في هذا الميدان علماء العصور الوسطى قاطبة، والثاني في التاريخ وتقويم البلدان وما يتصل بهما، ويسمى «آثار البلاد وأخبار العباد».

وفي الكتاب الثاني ذكر بعض البلاد الفرنسية والألمانية والهولندية مثل ايطرخت Utrecht. وأبولده Fulda ومغانجة Mainz وشلشويق Schleswig وواطربورونة Paderborn. والمعروف أن القزويني اتصل بكثير من الرحالة، وقرأ آثارهم، وأفاد من مشاهداتهم. فنقل عن أبي الربيع سليمان الملتاني الرحالة الذي نفذ إلى وسط أفريقية، وعن إبراهيم الطرطوشي الأندلسي وأحمد بن عمر العذري اللذين توفيا حول سنة (٤٧٧ﻫ/١٠٨٥م) بعد أن أتيح لهما رؤية بعض المدن في فرنسا وأوروبا الوسطى.
figure
السكان البيض والسكان السود: صورة في مخطوط من الترجمة الفارسية لكتاب «عجائب المخلوقات» للقزويني، ويرجع المخطوط إلى القرن التاسع أو العاشر الهجري (١٥-١٦م). (عن سكسيان).
figure
شجرة واق واق والملكة عرجون: صورة في مخطوط من الترجمة الفارسية لكتاب «عجائب المخلوقات» للقزويني. ويرجع المخطوط إلى القرن التاسع أو العاشر الهجري (١٥-١٦م). (عن ساكسيان).

ومما نقله القزويني عن الطرطوشي حديث مدينة النساء، وقد أشار إليه الدكتور حسين فوزي في الفصل الذي عقده للكلام على جزائر النساء في كتابه «حديث السندباد القديم». نقل القزويني عن الطرطوشي أن «مدينة النساء مدينة كبيرة واسعة الرقعة في جزيرة من جزائر بحر المغرب، أهلها نساء لا حكم للرجال عليهن، يركبن الخيل ويباشرن الحرب بأنفسهن ذوات بأس شديد عند اللقاء، ولهن مماليك يختلف كل مملوك إلى سيدته، ويقوم بالسحر ليخرج مستترًا قبل انبلاج الصبح فإذا وضعت إحداهن ذكرًا وأدته في الحال».

وقد كتب المستشرق الألماني جاكوب C. jacob عدة أبحاث عما ذكره القزويني من البلاد الأوروبية وعن العلاقات التجارية بين المسلمين وسكان أوروبا الوسطى والشمالية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤