احتجاز

بعد أن غادرَ الجميع القاعة، جمعَ ويل متعلقاته، ومسحَ السبورة، وتوجَّه إلى مكتبه. وبمجرد أن وصلَ، لمحَ جيه تي وكيسي يتحدَّثان في مكتب كيسي. في الحقيقة، كان جيه تي هو مَنْ يتحدَّث طوال الوقت تقريبًا. وكان كيسي يعَضُّ على شفتَيه كما لو كان يتلقَّى التوبيخ.

وبعد نحو نصف ساعة، نهضَ جيه تي وغادرَ الشركة دون أن ينطق بكلمة. تردَّد ويل للحظة، ثم ذهبَ ليرى كيسي.

سألَ ويل: «كيف الحال؟» وأحسَّ أن هذا خيرٌ من أن يسأل «ماذا حدث؟»

هزَّ كيسي رأسه. وقال: «هذا غير معقول، غير معقول بالمرة.»

أغلقَ ويل الباب وانتظرَ أن يبدأ كيسي الحديث.

كيسي: «أولًا: أخبرني أنه حرص أن يكون لطيفًا في رسالته لي. وقال إنه يرى أن اجتماعاتنا سيئة جدًّا، وأنها إذا كانت مؤشرًا حول كيفية إدارة الأمور هنا …» ولم يُكمِل كيسي حديثه.

اندهشَ ويل: «ماذا؟» ثم أضافَ مستوضِحًا: «وماذا قال بعد ذلك؟»

كيسي: «لا شيءَ. لم يقل أكثر من ذلك.»

تمنَّى ويل لو أنه حضر هذا النقاش وتحدَّث بلطف إلى جيه تي. وقال لكيسي: «عليك أن تتصل بويد جاستن وتطلب منه أن يجعل هذا الرجل يكف عن انتقادك.»

كيسي: «حسنًا، من السذاجة أن يخطر ببالك.»

ويل: «لماذا؟ هل اتصلت به؟»

كيسي: «لا. ولكن جيه تي اتصل به بعد الاجتماع مباشرةً.»

ذُهِلَ ويل: «ماذا؟»

كيسي: «وسوف يأتي إلى هنا هو وجيه تي في سبتمبر ليحضرا أحد اجتماعاتنا.»

رنَّ جرس الهاتف. نظرَ كيسي إلى شاشة إظهار رقم الطالِب ليرى مَنْ المُتصل. ثم قال: «ذكرناه، فألقت به الريح.»

ويل: «جيه تي؟»

هزَّ كيسي رأسه بالنفي. ثم قال: «إنه ويد جاستن. ابقَ هنا.»

لم يكن ويل في حاجة إلى إذنٍ، فقد كان يريد البقاء.

رفعَ كيسي سماعة الهاتف. وقال: «أنا كيسي.»

ظلَّ ويل ينظر إلى كيسي لمدة ثلاث دقائق كاملة لم ينطق فيها كيسي بكلمة سوى «نعم. هذا صحيح. أفهم ذلك.» وأخيرًا، أنهى المكالمة بفتور قائلًا: «أقدِّر لك ذلك يا ويد. شكرًا لك.»

وما إن وضعَ كيسي السماعة حتى جلسَ ليستخدم جهاز الكمبيوتر الخاص به ليدوِّن بعض الملاحظات دون أن يلتفت إلى مساعِده.

كان ويل مندهشًا. فسأل مستفسِّرًا: «ماذا حدث؟»

نظرَ كيسي إلى أعلى. وقال: «معذرةً يا ويل. كنت أراجع جدول مواعيدي.»

ويل: «إذن ماذا قال ويد؟»

هزَّ كيسي رأسه مستنكِرًا. ثم قال: «لا أفهم هذه الشركة. لقد قال لي ويد جاستن للتو إنه يتعيَّن عليَّ ألا أدع جيه تي يرهبني. وقال لي: إنه يثق بي، وإنه يعلم أنني سأقود الشركة نحو النجاح.»

تجهَّم ويل. وقال: «تقود الشركة نحو النجاح؟ ماذا يقصد بذلك؟»

كيسي: «لا أعلم. ولكن ربما نعرف عندما يأتي لحضور ذلك الاجتماع في سبتمبر.» نظرَ كيسي مرة أخرى إلى جهاز الكمبيوتر. ثم قال: «أي بعد خمسة أسابيع بالضبط من اليوم.»

قال ويل معلِّقًا: «تلك الشركة غريبة.»

اعترضَ كيسي: «لا.» ثم قال: «بل قُلْ «هذه» الشركة غريبة. نحن جزءٌ منها الآن.» وتوقَّفَ للحظة. ثم تابعَ: «نحن جزءٌ منها خلال الأسابيع الخمسة المقبلة على الأقل.»

تمنَّى ويل فجأةً لو أن وظيفته المؤقتة لم تكن مثيرة إلى هذا الحَدِّ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤