التخطيط

كان ويل مُحبَطًا، إلا أنه رأى أن نظريته عن الصراع لم تكن خطأً تمامًا. بل كانت ناقصة فحسب.

ولذا، عادَ إلى كتبه باحثًا عن مزيد من الإجابات. وتساءلَ: «ماذا — غير الصراع — يسهم في روعة العمل السينمائي؟» وعلى مدى الأسبوع التالي راحَ يقرأ سيناريوهات أفلام ويشاهد أفلامًا ويراجع بعض المذكرات التي كتبها أثناء دراسته بالجامعة، لكنه لم يصل إلى شيء.

وزارَ والدَيه أكثر من مرة لطلب مشورة والدته. وأخيرًا، بدأت بذور الحل تنمو.

فذات ليلة — وهو ينظِّف غرفته — لفتَ نظره كتاب «تاريخ التلفزيون» قابعًا في خزانة ملابسه. ودون أن يشعر، وجدَ ويل نفسه لا يزال يقرأ حتى بزوغ الفجر.

وقبل أن يستحم ويستعد للتوجُّه إلى العمل، بدأت عناصر الفكرة تتجمَّع في ذهنه.

ولذلك، عادَ ويل إلى حضور سلسلة جديدة من الاجتماعات في الشركة. ودون النظر إلى الموضوعات المطروحة للمناقشة، راحَ يجبِّر نفسَه على حضور أية اجتماعات يسمحون له بمتابعتها.

وكان يمضي الليل في مشاهدة التلفزيون متنقلًا بين القنوات المختلفة، مستغرقًا في التفكير في نظريته التي كانت ملامحها تتشكَّل شيئًا فشيئًا. وكان يتصل بمنزله للحصول على المزيد من الاستشارات من والدته بخصوص العمل، الأمر الذي سيعرف لاحقًا أنه كان محوريًّا في بناء نظريته. وعندما جاء مساءُ الأحد، كان مرهقًا. لكنه كان مُفعَمًا بالأمل.

لم يكن باقيًا على موعد الاجتماع سوى أسبوعَين، وكان ويل واثقًا أن لديه فرصة جيدة لمساعدة كيسي وفريقه في حل لغز مشكلتهم الكبرى. ولكن ما لم يكن يعرفه هو أنه ربما لا تُتاح له الفرصة ليفعل ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤