لورقة

وجاء في معجم البلدان لياقوت عن مدينة لورقة Lorca١ ما يلي:

لُوْرَقَة، بالضم ثم السكون والراء مفتوحة والقاف، ويقال لرْقة، بسكون الراء بغير واو، وقد ذكر في موضعه، وهي مدينة بالأندلس من أعمال تدمير، وبها حصن ومعقل محكم، وأرضها جُزُر لا يرويها إلَّا ما ركض عليها من الماء كأرض مصر، فيها عنب يكون العنقود منه خمسين رطلًا بالعراقي، حدَّثني بذلك شيخ من أهلها والله أعلم، وبها فواكه كثيرة. ا.ﻫ.

وجاء في نفح الطيب نقلًا عن «مباهج الفكر» أن بلورقة حجر اللازورد.
وجاء في الانسيكلوبيدية الإسلامية عن لورقة ما ترجمته:
بالعربي لورقة Luraka مدينة بإسبانية إلى الشرق بين غرناطة ومرسية، سكانها اليوم ستة وعشرون ألفًا وسبعمائة، وكان يقال لها في القديم: «اللورو Iluro»، أو «هليوكروكا Heliocroca»، هكذا عند الرومان، وأما دليل بديكر فيقول: إن الرومان كانوا يقولون للورقة: إلوكرو Ilucro، وقد كانت في عصر الإسلام بالأندلس تابعة لكورة تدمير، مشهورة بجودة أرضها وجودة ما تحت أرضها من المعادن وبحصانة موقعها؛ فإن حصنها كان من أمنع مواقع الأندلس، والبلدة على ارتفاع ٣٥٠ مترًا عن سطح البحر في سفح شارة كانو المشرفة على وادي الانتين، وقد كانت لورقة في مصيرها تتبع دائمًا مرسية، وقد كان استرجاع المسيحيين لها سنة ١٢٦٦. انتهى، بقلم ليفي بروفنسال. ا.ﻫ.

وقد ذكر ياقوت الحموي هذه المدينة في معجمه مرةً ثانية دون واو، بل بالضم ثم السكون والقاف، وقال: إنها حصن في شرقي الأندلس غربي مرسية وشرقي المريَّة، وبينهما ثلاثة أيام، ينسب إليها خلف بن هاشم اللرقي أبو القاسم، روى عن محمد بن أحمد العتبي.

ذكر من انتسب إلى العلم من أهل لورقة

منهم أبو الحسن علي بن هشام الجذامي خطيب لورقة، أخذ القراءات عن ابن هذيل، وكان صالحًا أديبًا شاعرًا، روى عنه ابن حوط، وأبو الحسن بن حفص، بقي إلى سنة ٥٧٨.

وأحمد بن عبد الملك بن عميرة الضبِّي، قال ابن عميرة صاحب بغية الملتمس: هو ابن عم أبي، يكنى أبا جعفر، كان — رحمه الله — عالمًا عاملًا زاهدًا فاضلًا، متقللًا من الدنيا، كثير الصيام، وكان — رحمه الله — إمامًا في طريقة التصوف، وكنت لا تكاد تراه في الليل إلَّا قائمًا، توفي سنة ٥٧٧، وقد أناف على التسعين. ولما اجتمع معه شيخي القاضي أبو القاسم بن حبيش بلوقة رأيته قد بكى، فسألته: ممَّ بكاؤك؟ فقال: ذكرتني رؤية ابن عم أبيك هذا من تقدَّم، هكذا كان زيُّهم وسمتهم.

ولقد بت عنده ليالي ذوات عدد، فما كان يوقظني في أكثر الليالي إلا بكاؤه في السجود، وما كان ينام من الليل إلا قليلًا، فلما وصلت من عنده مرسية حدَّثت بذلك بعض جيرانه قديمًا بلورقة فقال لي: هكذا أعرفه مذ أزيد من ثلاثين سنة. ا.ﻫ. ما قاله ابن عمه ملخصًا. وجاء في نفح الطيب أنه رحل حاجًّا وكان منقبضًا زاهدًا صوامًا قوامًا، وممن حدَّث عنه أبو سليمان وأبو محمد ابنا حوط الله، ولقيه أبو سليمان بلورقة سنة ٥٧٥.

وأبو جعفر أحمد بن سعيد بن خالد بن بشتغير اللخمي، روى عن أبي العباس العذري، وأبي عثمان بن هشام، وأبي محمد المأموني، وأبي الحسن بن الخشَّاب، وأجاز له أبو عمر بن عبد البَرِّ، وأبو الوليد الباجي وغيرهما، وكان ثقةً في روايته عاليًا في إسناده، قال ابن بشكوال في الصلة: أخذ عنه جماعة من أصحابنا، وكتب إلينا بإجازة ما رواه، وتوفي — رحمه الله — سنة ٥١٦.

وأبو القاسم أحمد بن محمد بن بطَّال بن وهب التميمي، من أهل لورقة، رحل مع أبيه إلى المشرق، ولقي أبا بكر الآجري، وروى أيضًا عن أبيه، وكان من أهل العلم مشاورًا ببلده، توفي سنة ٤١٢، ذكره ابن بشكوال في الصلة.

وعلم الدين أبو محمد المرسي اللورقي، وهو قاسم بن أحمد بن موفق بن جعفر العلَّامة المقرئ الأصولي النحوي، ولد سنة ٥٧٥، وقرأ بالروايات قبل الستمائة على أبي جعفر الحصَّار، وأبي عبد الله المرادي، وأبي عبد الله بن نوح الغافقي، وقرأ بمصر على أبي الجود غياث بن فارس، وبدمشق على التاج بن زيد الكندي، وببغداد على أبي محمد بن الأخضر، ولقي الجزولي بالمغرب، وكان متقدمًا في العربية وفي علم الكلام والفلسفة؛ يقرئ ذلك ويحققه، وأقرأ بدمشق، وشرح المفصل في النحو في أربعة مجلدات فأجاد، وشرح الجزولية والشاطبية، وكان مليح الشكل حسن البزة، توفي سابع رجب سنة ٦٦١ وكان معمَّرًا. وسمَّاه بعضهم أبا القاسم، والأول أصح. انتهى ملخصًا عن نفح الطيب.

ورفاعة بن محمد، من أهل بلَّس عمل لورقة، روى عن محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، ذكره ابن حارث، وترجمه ابن الأبَّار بجملة قصيرة.

وأحمد بن محمد بن أحمد بن «زاغنُه»، من أهل لورقة، يروي عن الحافظ بن سكَّرة، ذكره ابن عميرة الضبي في البغية.

وأبو جعفر أحمد بن يحيى بن بشتغير، من أهل لورقة، سمع هو وأخوه من الحافظ السابق الذكر، ذكره أيضًا صاحب البغية.

وأبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الأنصاري، يعرف بابن زاغنو، كذا بخط ابن الدباغ، سمع من أبي علي الصدفي وغيره، وولي القضاء ببلده فحمدت سيرته، وتوفي سنة ٥٦٠، ذكره ابن الأبَّار.

وأبو مروان عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الملك التجيبي، يعرف بابن العرَّاء، أخذ عن أبي الحسن شريح بن محمد وغيره، وتصدر للإقراء ببلده لورقة، وأخذ عنه أبو بكر بن أبي نصير قاضي المرية، وأبو عبد الله محمد بن رشيد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن علي بن باز، أخذ عنه حماسة حبيب بشرح الجرجاني، وأجاز له عن شيوخه في غرة ربيع الأول سنة ٥٥٨، ذكره ابن الأبار.

وأبو الأصبغ عبد العزيز بن الحسن القيسي، كان أستاذًا في القراءات، وله فيها تأليف مستحسن استعمله الناس، رواه عنه ابنه عمر بن عبد العزيز، وابن ابنه عبد العزيز بن عمر، ذكره أيضًا ابن الأبار.

وأبو الأصبغ عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن القيسي، أخذ القراءات عن أبيه أبي حفص عمر بن عبد العزيز، الذي أخذها عن أبيه عبد العزيز بن الحسن القيسي، وتصدَّر للإقراء، وكان شيخًا صالحًا، قال ابن الأبار إنه أخبره عنه من استجازه في سنة ٦٠٤.

وعبد الله بن أسود، ذكره ابن عميرة في البغية، ولم يزد في ترجمته على هذه الجملة: عبد الله بن أسود، لورقي، توفي سنة ٣٦٣.

ومحمد بن أبي الأسود البلسي، فقيه محدِّث، ذكره ابن الوليد الفرضي، وهو ينسب إلى بلَّس عمل لورقة.

ومحمد بن باز أبو عبد الله، من أهل بلس، أديب شاعر فقيه، كان قاضيًا ببلده، وبه مات في سنة ٥٨٧، ذكرناه هنا لأنه عمل لورقة. قال ابن عميرة الضبي: أنشدني — رحمه الله — من قوله في لابسٍ ثوبًا أخضر:

وكم قائلٍ لم يدر وجدي ولوعتي
أرى لك في خضر الملابس مذهبا
فقلت له بل فاض دمعي صبابة
فعادت ثيابي من بكائي طحلبا

ثم قال ابن عميرة: وصل الحضرة الإمامية في سنة ٥٦٧، ومدحها بقصائد مطولة، أنشدني منها قصيدة منها:

نهضوا ليوم الفتح في صيَّابةٍ
بلغوا من الأبطال ألف مُلَثَّمِ
لم يجتمع لقبيلة أمثالهم
فهم الرجاء لمنجدٍ ولمُتهم

ومحمد بن بطَّال بن وهب اللورقي، توفي سنة ٣٦٦، ذكره ابن عميرة، ولم يزد على مجرَّد ذكر اسمه، ولكن يجب أن يلاحظ أن ابن عميرة يتوخَّى الاختصار في أكثر الأحيان بخلاف ابن الأبَّار.

ويوجد للورقة ميناء على البحر يقال له «آقلة Aguilas»، والمسافة بينهما ٣١ كيلومترًا، وهناك معدن حديد، ثم بلدة اسمها «نوريا Las Norias»؛ أي النواعير، وهي على مسافة مائة كيلومتر تقريبًا من مرسية إلى الغرب، ثم يمر الخط الحديدي ببلدة يقول لها الإسبان «أوفيرة Overa»، وكان العرب يقولون لها بيرة، وهي اليوم مدينة صغيرة أهلها خمسة آلاف، وقد ذكر الشريف الإدريسي حصن آقلة، ويقال إنه حصن صغير على البحر وهو فرضة لورقة، وبينهما في البر ٢٥ ميلًا، وقال: إن من حصن آقلة إلى وادي بيرة في قعر الجون ٤٢ ميلًا، وعلى مصب النهر جبلٌ كبير، وعليه حصن بيرة المطل على البحر. وقد كانت هذه البلدة هي الحد الفاصل بين ممالك المسيحيين ومملكة ابن الأحمر آخر ممالك المسلمين بالأندلس.
وأما الجبل العالي الذي يشير إليه الإدريسي فهو شارة فيلبرة Filabra، وهناك وادٍ يقال له: وادي المنصورة، عنده معدن رصاص قلعي، وعلى مسافة ١٥٠ كيلومترًا من مرسية مدينة برشانة، وهذه هي وألبيرة كانتا داخلتين في مملكة بني الأحمر، لكنهما محل اصطدام الجيوش؛ لذلك قال لسان الدين بن الخطيب: مثلومة الأعراض والأسوار، مهطعة لداعي البوار، خاملة الدور، قليلة الوجوه والصدور، كثيرة المشاجرة والشرور، وذهل أهلها في الصلاة شائع في الجمهور.
وقال عن برشانة: حصن مانع وجناب يانع، أهلها أولو عداوة لأخلاق البداوة (إلى أن يقول): إلا أن جفنها٢ ليس بذي سور يقيه مما يتقيه، وعدوها يتكلم بملء فيه. وقال عن بلَّيش التي هي من عمل لورقة: «ثغر قصيٌّ على الأمن عصيٌّ، ويتيم ليس عليه غير العدو وصيٌّ، ماؤه معين وحُوره عين، وخلوته على النسك وسواه تُعين، ولأهله بالصيادة اهتمام، وعسله إذا اصطفَّت العسول إمام، إلَّا أنها بلدة منقطعة بائنة، وبأحواز العدو كائنة، ولحدود لورقة — فتحها الله — مشاهدة معاينة، وبرُّها الزهيد القليل يتحف به العليل، وسبيل الأمن إليها غير سبيل، ومرعاها لسوء الجوار وبيل.» انتهى.

وسنذكر تلك الأطراف عند وصولنا إلى الكلام على مملكة بني الأحمر التي كانت قاعدتها غرناطة. وأما الآن فلا يبقى علينا في هذا الجزء، الذي هو الجزء الثالث من الحلل السندسية، سوى الكلام على قرطاجنة ومرسية، وسنقدم قرطاجنة ونؤخر مرسية؛ نظرًا لما تقتضيه هذه الحاضرة من الاستقصاء، فنقول …

هوامش

(١) جاء في الروض المعطار للحميري عن لورقة ما يلي: بالأندلس، من بلاد تدمير، أحد المعاقل السبعة التي عاهد عليها تدمير، وهي كثيرة الزرع والضرع والخمر، وهي على ظهر جبل، وبها أسواق وربض في أسفل المدينة، وعلى الربض سور، وفي الربض السوق، وبها معدن تربة صفراء ومعادن مغرة تحمل إلى كثير من الأقطار، وبينها وبين مرسية أربعون ميلًا، وفيها معادن لازورد. ومن أغرب الغرائب الزيتونة التي على مقربة من حصن سرنيط، وهو حصن من حصون لورقة البرانية منها، وهي زيتونة في خرمة الجبل، فإذا كان وقت صلاة العصر من اليوم الذي يستقبل أول ليلة من شهر مايو نوَّرت الزيتونة، فلا يجن عليها الليل إلا وقد عقدت، ولا تصبح إلَّا وقد اسودَّ زيتونها وطاب، وقد عرف ذلك الخاصة والعامة ووقفوا عليه (جاءت هذه الرواية في نفح الطيب أيضًا).
وذكر إبراهيم بن يوسف الطرطوشي أن ملك الروم قال له سنة ٣٠٥: إني أريد أن أرسل إلى ملك الأندلس قومسًا بهدية (القومس هو الكونت)، وإن من أعظم حوائجي عنده وأعظم مطالبي لديه القاعة الكريمة الكنيسة التي في الدار التي فيها الزيتونة المباركة التي تنوِّر وتعقد ليلة الميلاد وتطعم من نهارها (اختلفت الرواية؛ فقد قيل إن الزيتونة المذكورة تنور وتعقد وتطعم في أول مايو؛ أي شهر أيار، وهنا تنوِّر وتعقد وتطعم ليلة الميلاد؛ أي ميلاد عيسى — عليه السلام — وهذا يكون في أواخر ديسمبر؛ أي كانون الأول.
وأما المعهود في الزيتون المعتاد الذي في الأندلس والمناطق الواقعة على مساواة الأندلس كجزيرة سردانية وجزيرة صقلية وجزيرة إكريت، وجزيرة قبرص وبلاد سورية أنه ينور في وسط فصل الربيع، ويعقد في أول الصيف ويطعم في أول الخريف، أما المعجزات فلا يقاس عليها)، فبها قبر شهيد له محل عظيم عند الله — عز وجل — فإنا نسأله مداراة أهل تلك الكنيسة وملاطفتهم حتى يسمحوا لي بعظام ذلك الشهيد، فإن حصل لي فهو أجلُّ عندي من كل نعمة في الأرض.
وبهذه الناحية موضع معروف مَنْ أراد أن يتخذ فيه جنانًا صرف إلى الموضع العناية بالتدمين والعمارة والسقي من الأرض، فتنبت الأرض هناك بطبعها شجر التفاح والكمثرى والتين والرمان وضروب الفواكه — حاشا شجر التوت — من غير غراسة ولا اعتمال، وهذا الموضع يعرف بأشكوني (وقد تقدم نقلنا ذلك). وتفسير لورقة باللطيني «الزرع الخصيب»، وهذا الاسم وافق معناه؛ لأنها من المعاقل الخصيبة وعلى نهر مجراه إلى الشرق من هذا القطر كما يختبر في أرض مصر؛ ولهذا النهر هناك مجريان: أحدهما أعلى من الثاني، فإذا احتيج إلى السقي به عُولي بالسداد حتى يرقى المجرى الأعلى فيسقى به، وعلى هذا النهر نواعير في مواضع مختلفة تسقى به البساتين، ويخرج منه الجداول العظيمة، يسقي الجدول عشرة فراسخ وأكثر.
وطعام لورقة يبقى مطمَّرًا تحت الأرض عشرين عامًا لا يغيَّر، وكثيرًا ما تُجتاح زروع لورقة بالجراد، ويزعم أهلها أنه كان فيها جرادة من ذهب طلسمًا لدفع مضارِّ الجراد فسرقت من هناك؛ فلم يزل الجراد من حينئذ ظاهرًا عندهم فاشيًا، ويزعمون أن البقر كانت لا تقتل عندهم ولا يقع عندهم فيها المَوْتَانُ العام في بعض الأعوام، حتى وجد في بعض الأساس من مباني الأول ثوران من صخر؛ أحدهما أمام صاحبه ينظر إليه، فلما انتزعت من ذلك الموضع وقع الموتان في البقر عندهم ذلك العام. ولِلُورقة الفحص الذي لا يعلم في الأرض مثله، وهو المعروف بالفندون المتصل بفحص شنقُنيرة (كذا)، ومسافة ذلك خمسة وعشرون ميلًا.
وكان قدم قرطبة أيام الأمير محمد (ابن الأمير عبد الرحمن الثاني بن الأمير الحكم الملقب بالربضيِّ بن الأمير هشام بن الأمير عبد الرحمن الداخل) قوم من وجوه المضرية واليمانية بتدمير، فسألوهم عن هذا الفحص فذكروا فضله ونمو ما يزرع فيه، فأكثروا وقالوا: إن الحبة تتفرَّع من أصلها ثلاثمائة قصبة؛ فأنكر ذلك بعضهم؛ فوجَّهوا رسولًا أمروه بإغراء اليقين، وبحمل أصول من ذلك الزرع، فأحضرها، فأحصي في كل أصل ثلاثمائة قصبة وأكثر، في كل قصبة سنبلة.
وبقرية تازة من قرى لورقة عين تخرج من حجر صلد تجري في قناة متقورة في الحجر، عمقها أكثر من قامة نحو ميلين، ثم يتصل الماء بنقب من الحجر الصلد ومناهد (من نهد أي ارتفع) مفتوحة إلى أعلى والمنافس للهواء، ثم يفضي إلى بيت في داخل الجبل ظليم مملوء ماءً، والجبل كله معتمد له على أرجل، ومن دخل إليه لا يعلم ما وراء تلك الأرجل (قوله ظليم هنا معناه ملآن، يقال: ظلم الوادي: إذا بلغ الماء منه موضعًا لم يكن بلغه من قبل، ويجوز أن يكون من ظَلَم بمعنى: حَفَر في موضع لم يكن حُفر من قبل، والأرض المظلومة: التي لم تحفر قط ثم حُفرت، والتراب الذي يخرج منها يسمَّى الظليم، ويقال لتراب القبر ظليم من أجل هذا).
وقد ذكر ليفي بروفنسال في تأليفه مجموعة الآثار الكتابية العربية في إسبانية كتابةً وجدت في لورقة، وهي على بلاطة داخلة في درج مجلس البلدية، ونصها: يا قاري الخط، سل مولاك الرحمة عليه وعلى من ترحَّم عليه.
يظهر أنها بقية كتابة على قبر.
(٢) يظهر من هنا أنهم كانوا يستعملون الجفن بمعنى داخل البلدة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤