الضريرات

(في حفلة ملجأ الضريرات بالزيتون.)

إذا عرف العقل البصير مكانه
فكل ضرير كالبصير بصير
وإنا بعصر ليس يسمو لعزة
سوى العقل، فهو الكون وهو جهير
سلام رجال النور، إن جهودكم
حياة بها لب الحياة ينير
لكم كل فخر بالذي زان حفلكم
من الحب، والحب السليم أمير
إذا أخلص الإنسان في نفع قومه
فكل صغير بالوفاء كبير
فكيف وأنتم حفلكم بات شاملًا
وتعشق منه بسمة وعبير؟
شملتم بعطف الملجأ السمح كل من
إليكم تناهت تشتكي وتشير
فبدل منها الخوف أمنًا، وأصبحت
تودع ليلًا عاقها وتسير
تسير بدنيا العلم والفهم في غنًى
من الصفو والتحرير وهو كثير
غُنيتم بما قدمتمو من مروءةٍ
عن المدح يزجى منتهاه قدير
غنيتم بهذا النصر للروح في مدًى
على الجسم في حال عداه نصير
فكل ثناء دون إحساس من لها
بإحسانكم دنيا سمت وأثير
تمثل هذا العطف تمثيل حسها
وتشهد منها حرقةٌ وزفير
ونحمد أنَّا في الأخوة هكذا
جَنان وقلبٌ نابض وضمير

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤