تتساءلين؟ …

تتساءلين متى يكون وداعنا؟
أترحبين إذن بيوم وداعي؟!
لا تظهري ألَم الحزينة للنوى
ودعي الشجون لقلبي الملتاع
ماذا أبحتِ؟ وما الذي ظفرتْ به
روحي بقربك غير خطفِ شعاع؟
فضلٌ علي، ولم أصنه فإنه
قد سار في شعري ونفح يراعي
غنم الذين ترنَّموا بتأوُّهي
وبَقيتُ في شَجني وفي أوجاعي!

•••

تتساءلينَ؟ … أما اكتفيت بأنني
أبكي وأضحك في خَبال الناعي؟!
أبكي جُنوحَ الحظ عني دائمًا
والحظُّ يبسمُ لي بغير قناع
عَلمته هذا التقلبَ جانيًا
والسخرَ مِن حَرقي ومن أطماعي
وكأنما الحرمانُ خِصبُ عواطفي
وكأنما الآلامُ مِنْ إبداعي!

•••

تتساءلين؟ … فأيُّ أنسٍ فاتنٍ
أسدَيتِ مُشفقةً على إشعاعي؟
أغويتِ أحلامي وغِبتِ قريرةً
ورجعت آبيةً وراء قلاع!
وغنمت تسليمي بلا شرْط ولا
قيدٍ، وما قَدَّرْتِ نُبلَ دفاعي!
ومدحتني مدْحًا رضيتُ نقيضه
لو صان لي قلبًا رهينَ ضياع!
وتركتني المهزومَ والمحرومَ والمكـْ
ـلومَ في أرَقٍ وفي استسماع
وبخلت حتى بالعناق لعلني
أمْضي الضحية في سُرور الواعي
وزعمت أنك لي! فما أقساه لي
عطفًا! وما أحلاه في الأسماع!
وقضى دلالك أن أغصَّ بقبلة
وأنا الشجاعُ فكنتُ غير شجاع!

•••

تتساءلين متى يكون وداعُنا؟
أترحبين إذنْ بيوم وداعي؟!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤