الفصل الخامس عشر

خطابات متنوِّعة متعلِّقة بعلم النبات

١٨٧٣–١٨٨٢

[يتضمَّن هذا الفصل سلسلةً من الخطابات المنوَّعة عن موضوعات متعلِّقة بعلم النبات. يُظهر بعضها تنوُّع الموضوعات التي كانت تُثير اهتمامَ والدي في علم النبات، بينما يورد بعضها الآخر ذِكرًا لأبحاث لم تكتمل قَط.]

الأدمة في الأوراق والثمار

[كانت دراساته التي أجراها عن مغزى وجود «الأدمة»، أو الطبقة الشمعية التي تُغطِّي العديد من الأوراق، واحدةً من تلك الأبحاث التي بقيت غيرَ مكتملة حتى وقت وفاته. لقد جمع كميةً كبيرة من الملاحظات عن الموضوع، وآمُل أن أنشر جزءًا منها عمَّا قريب.١

أرسل أحدُ أوائل خطاباته عن هذا الموضوع في أغسطس ١٨٧٣ إلى السير جوزيف هوكر، قائلًا:

«أريد قليلًا من المعلومات منك، وإذا لم تكن تعرفها بنفسك، فأرجو أن تسأل عنها بعض حكماء كيو.

لماذا يكون للأوراق والثمار لدى عددٍ كبير جدًّا من النباتات غلافٌ واقٍ متمثِّل في طبقة رقيقة من مادة شمعية (مثل الكرنب الشائع)، أو شَعر دقيق، فتبدو هذه الأوراق أو الثمار وكأنها مغطَّاة بزجاج رقيق عند غمرها في الماء؟ إنه لمنظرٌ جميل حقًّا أن يضع المرء قرنًا من البازلاء الشائعة، أو حبة عُليق في الماء. أجد أن العديد من الأوراق تكون محميةً على هذا النحو عند السطح السفلي وليس العلوي.

كيف للماء أن يُلحق ضررًا بالأوراق إذا كان ذلك صحيحًا أصلًا بالفعل؟»

وبخصوص هذه النقطة الأخيرة، قال في خطاب إلى السير توماس فارار:

«أصبحت الآن مهووسًا بمسألةِ تسبُّب قطرات الماء في ضرر الأوراق. أرجو منك أن تسأل السيد بين٢ عمَّا إذا كان يعتقد، «من واقع تجربته الشخصية»، أن قطرات الماء تضر الأوراق أو الثمار في صوباته الزجاجية. يُقال إن القطرات تُحدِث تأثيرًا كتأثير العدسات الحارقة؛ إذا صحَّ ذلك، فهي لن تكون مُضِرةً إطلاقًا في الأيام الغائمة. إنني أرغب بشدة في معرفة رأيه نظرًا لفطنته. أتذكَّر أنني حين كنت أُنبت سحلبيات في الصوبة، نُصحت بألَّا أُبلِّل أوراقها، لكنَّ هذا الموضوع لم يخطر ببالي آنذاك قَط.

استمتعتُ جدًّا بزيارتي لك، وأنا متيقن تمامًا من أنني لا يُمكن أن أجد في إنجلترا كلها مُضيفًا أكرم منك ولا أكثر إبهاجًا.»

وبعد ذلك بسنوات، انشغل بالموضوع مُجدَّدًا، وقال في خطاب إلى السير جوزيف هوكر (بتاريخ ٢٥ مايو ١٨٧٧):

«أعكف على مراجعة ملاحظاتي القديمة عن «الأدمة» الموجودة على النباتات، وأظن أن الموضوع جديرٌ جدًّا بالمتابعة ومواصلة البحث فيه، وإن كنت أشكُّ بشدة في إحراز أي نجاح. هل أنت مستعد لمساعدتي وأنت تعرف أن النجاح ليس سوى احتمال؛ لأنني لا أستطيع فِعل أي شيء إطلاقًا دون مساعدتك؟»]

من تشارلز داروين إلى آسا جراي
داون، ٤ يونيو [١٨٧٧]

… أحاول الآن التوصُّل إلى فائدة «الأدمة» أو وظيفتها؛ أعني ذلك الإفراز الشمعي الموجود على أوراق النباتات وثمارها، لكنني أشكُّ بشدة في أنني سأنجح. هل تستطيع أن تمدَّني بأي دليل أهتدي به؟ هل هذه النباتات أكثرُ شيوعًا في المناخ الدافئ أم الأبرد؟ أسألُ لأنني كثيرًا ما أتمشَّى في الخارج تحت المطر الغزير، ويمكنني أن أرى قطرات الماء تتدحرج كالزئبق على أوراقِ قلةٍ قليلة من ذوات الفلقتَين البرية. أمَّا في حديقة أزهاري، وصوبتي الطبيعية التدفئة وصوباتي الصناعية التدفئة، فيوجد العديد من النباتات التي تتدحرج علها قطراتُ الماء. ولهذا أسأل مُجدَّدًا: هل النباتات المحمية بالأدمة شائعةٌ في سهولكم الغربية «الجافة»؟ يظن هوكر أنها شائعة في رأس الرجاء الصالح. سأتحيَّر إذا كانت شائعةً في ظروفٍ مناخية شديدة الجفاف، وأنا أجد الأدمة شائعةً جدًّا على أشجار السنط والأوكالبتوس في أستراليا. بعض أشجار الأوكالبتوس التي لا يبدو أنها مغطَّاة بالأدمة تُحمى بشرتها بطبقة من مادةٍ ما تذوب في الكحول المغلي. هل توجد أيُّ أوراق أو ثمار محمية بالأدمة في مناطق القطب الشمالي؟ إذا استطعت أن تنير ظلمات جهلي، كما فعلتَ مِرارًا كثيرةً جدًّا، فأتوسَّل إليك أن تفعل، وإلا فلا تُكلِّف نفسك عناء الرد.

لك خالص مودتي
سي داروين

من تشارلز داروين إلى دبليو ثيسلتون داير
داون، ٥ سبتمبر [١٨٧٧]
عزيزي داير

أكتب إليك خطابًا قصيرًا لأشكرك. أؤكِّد أننا كنا سننهار لولا لُطفك. على أية حال؛ فقد فهِمنا بوضوح أن الأدمة لدى بعض النباتات (لا سيما العصارية منها) تكبح التبخُّر، وتمنع لدى بعضها الآخر هجماتِ الحشرات، أمَّا لدى «بعض» نباتات الشواطئ فهي تمنع التضرُّر من الماء المالح، وأعتقد أن وظيفتها لدى القليل من النباتات منْع التضرُّر من الماء النقي الخالص الذي يستقر على الأوراق. وهذه الأخيرة حتى الآن هي أبرز النقاط المشكوك فيها والشائقة بخصوص حركات النباتات …

من تشارلز داروين إلى إف مولر
داون، ٤ يوليو [١٨٨١]
سيدي العزيز

لطفك لا حدود له، ولا أستطيع أن أصفَ لك كَمَّ الاهتمام الذي أثاره خطابك الأخير (المؤرَّخ بتاريخ ٣١ مايو) في نفسي. لديَّ أكوام من الملاحظات عن تأثير الماء المستقر على الأوراق، وحركاتها (كما افترضتُ) للتخلُّص من القطرات. غير أنني لم أتفحَّص هذه الملاحظات منذ فترة طويلة، وكان قد خَطَر ببالي أن فكرتي ربما تكون محضَ وهمٍ، لكنني كنت قد عقدتُ العزم على البدء في إجراء التجارب فور عودتي إلى المنزل، والآن في ظل وجود خطابك «الذي لا يُقدَّر بثمن» عن وضعية أوراق النباتات المختلفة في أثناء المطر (لديَّ حالة مشابهة في أشجار السنط من جنوب أفريقيا)، سأكون مُتحفِّزًا للعمل بكل حماسة.

القابلية للتباين

[يشير الخطاب التالي إلى موضوعٍ أثار بالغَ اهتمام والدي؛ وهو دراسة أسباب القابلية للتباين بالتجربة. كانت التجارب المشار إليها مُخطَّطًا لها إلى حدٍّ ما، وقد بدأ والدي بعضَ العمل الأولي صوب الغاية المُوضَّحة أدناه، لكنَّ الأبحاث هُجِرَت في نهاية المطاف.]

من تشارلز داروين إلى جيه إتش جيلبيرت٣
داون، ١٦ فبراير ١٨٧٦
سيدي العزيز

عندما التقيتك في الجمعية اللينية، تكرَّمتَ بالقولِ إنك ستساعدني بتقديم النصيحة، وهذا سيكون قيِّمًا للغاية لي ولابني. سأبدأ بذكرِ غرضي، وآمُل أن تسامحني على هذا الخطاب الطويل. إنَّ جميع علماء التاريخ الطبيعي يُقِرون بعدم وجود معضلة مُحيِّرة فيما يتعلق بالأسباب التي تؤدِّي إلى تباين الغالبية العظمى من النباتات المزروعة، وما من تجربة حتى الآن قد نجحت في إلقاء أي ضوء على هذا الموضوع. وأنا أعكفُ منذ عشر سنوات على إجراء تجارب في النباتات الملقَّحة تلقيحًا ذاتيًّا والملقَّحة تلقيحًا متبادلًا، وقد أصابتني نتيجةٌ واحدة غير مباشرة بذهول شديد؛ ألَا وهي أنني بعد أن زرعت نباتاتٍ في أُصص تحت الزجاج على مدار عدة أجيال متعاقبة، في ظروفٍ شبه متماثلة، مع تلقيحها ذاتيًّا في كل جيل، وجدتُ أن لون الأزهار غالبًا ما يتغيَّر، واللافت جدًّا أنها أصبحت في بعض الأنواع الأكثر قابليةً للتباين، مثل الدندل والقرنفل وما إلى ذلك، ثابتةً تمامًا، كأزهار نوعٍ برِّي.

قادتني هذه الحقيقة وحقائقُ عديدة أخرى إلى الظن بأن سبب التباين لا بد أن يكون كامنًا في امتصاص هذه النباتات موادَّ مختلفةً من التربة عندما لا تُعيق قدراتِها على الامتصاص نباتاتٌ أخرى تنمو مختلطةً معها في الطبيعة. لذا أرغب أنا وابني في إنبات نباتاتٍ في أُصص في تُربة خالية تمامًا، أو شبه خالية تمامًا قدْر المستطاع، من كل المواد التي تمتصها النباتات، ثم نُعطي عدة نباتات من نفس النوع، على مرِّ عدة أجيال متعاقبة، محاليلَ مختلفةً بالقدرِ الذي ربما يكون متوافقًا مع حياتها وصحتها. فهل تستطيع أن تنصحني بالكيفية التي أجعل بها التربةَ شبه خالية من كل المواد التي تمتصها النباتات طبيعيًّا؟ أفترض أن الرمل الفضي الأبيض، الذي يُباع لتنظيف لجام الخيول وما إلى ذلك، يكاد يكون سيليكا خالصة، ولكن ما الذي عليَّ فعله للحصول على الألومينا؟ فمن دون بعض الألومينا، أتصوَّر أن إبقاء التربة رطبةً وصالحة لنمو النباتات سيكون مستحيلًا. أفترض أن الطين الذي يُغسَل مرارًا وتكرارًا في الماء سيظل ينتج مادةً معدنية لحمض الكربونيك الذي تُفرزه الجذور. أريد كميةً كبيرة من التربة؛ لأن التجارب ستكون بلا جدوى لو لم نستطِع أن نملأ عددًا يتراوح بين عشرين وثلاثين من أُصص الأزهار المتوسِّطة الحجم كل عام. فهل تستطيع أن تقترح أي خطة؟ لأنك إذا لم تستطِع، يؤسفني القول إنه لن يكون مجديًا على الإطلاق أن نبدأ في محاولة اكتشافِ ما إذا كانت القابلية للتباين تعتمد إطلاقًا على المادة الممتصة من التربة. وبعد الحصول على نوع التربة الضروري، تتمثَّل خطتي في أن أسقي مجموعةً من النباتات بنترات البوتاسيوم، ومجموعةً أخرى بنترات الصوديوم، ومجموعةً أخرى بنترات الكلس، مع إعطاء كل المجموعات أكبرَ قَدرٍ ممكن يبدو أنها تستطيع تحمُّله من فوسفات الأمونيا؛ لأنني أريد أن تنمو النباتات بأقصى قدرٍ ممكن من الغزارة والحيوية. أظن أن النباتات المسقية بنترات الصوديوم ونترات الكالسيوم ستحتاج إلى بعض البوتاسيوم، لكنها ربما ستحصل على ما هو ضروري تمامًا لها من تربةٍ كالتي سأُضطر إلى استخدامها، ومن مياه الأمطار المُجمَّعة في الخزانات. يُمكنني استخدام ماء عَسِر من بئرٍ عميقة محفورة وسط الطباشير، لكن النباتات كلها ستحصل في هذه الحالة على كلس. إذا لم تَنمُ النباتات التي سأعطيها نترات الصوديوم ونترات الكالسيوم، فربما سأُعطيها قليلًا من الشبَّة.

أُدرك تمامًا مدى جهلي الشديد، ومدى بدائية أفكاري، وإذا كان بوسعك أن تقترح أيَّ محاليل أخرى فمن المحتمل أن تتأثَّر النباتات بها، فسيكون هذا كرمًا بالغًا منك. أفترض أنه لا توجد سوائلُ عضوية تمتصها النباتات وأستطيع شراءها؟

يجب أن أعتمد على أن كرمك سيجعلك تسامحني على إزعاجك بخطابٍ طويل جدًّا كهذا.

وسوف أظل يا سيدي العزيز صديقك المخلص
تشارلز داروين
[الخطاب التالي المُرسَل إلى البروفيسور سيمبر٤ متعلِّق بالموضوع نفسه:]

من تشارلز داروين إلى كيه سيمبر
داون، ١٩ يوليو ١٨٨١
عزيزي البروفيسور سيمبر

سُررتُ جدًّا بتلقي خطابك، لكني لم أتوقَّع أن تردَّ على خطابي السابق … لا أستطيع تذكُّر ما كتبته إليك، لكني متيقن من أنه كان يُعبِّر بكل تأكيد عن الاهتمام الذي أُثير في نفسي بقراءة كتابك.٥ رأيتُ أنك تُبالغ في تقديرِ وزن تأثير البيئة «المباشر»، لكني لا أعرف ما إذا كنت قد قلتُ ذلك أم لا؛ لأنني كنت سأراه تصرُّفًا وقِحًا مني أن أنتقد كتابك دون أن يُطلَب مني ذلك، وما كان ينبغي أيضًا أن أقول ذلك الآن لولا أنني بُهرت بالمقال الذي كتبه البروفيسور هوفمان عن عمله في دورية «بوتانيشا تسايتونج» عن قابلية النباتات للتباين، ومن المُدهش حقًّا مدى ضآلة التأثير الذي أحدَثه بزراعةِ نباتات معينة في ظروفٍ غير طبيعية، مثل وجود الملح والكلس والزنك وما إلى ذلك، على مدارِ أجيال «عديدة». وفوق ذلك، اختيرت النباتات التي كانت أكثرَ قابليةً للتباين في مثل هذه الظروف، بِناءً على وجودِ أشكال قريبة الصلة بها مُكيَّفة لهذه الظروف. صحيح أنني في البداية قد بالغتُ في الاستهانةِ بوزن تأثير الظروف المباشر، لكن ورقة هوفمان البحثية جعلتني مُتردِّدًا. ربما يَلزمُ تعرُّض المئات من الأجيال لهذه الظروف. إنه موضوعٌ مُحيِّر جدًّا. ليتني لم أكن طاعنًا جدًّا في السن، وكنت أحظى بمزيد من العافية؛ لأنني أرى مساراتٍ بحثية أُريد اتباعها. يُشكِّك هوفمان حتى فيما إذا كانت النباتات تتباين تحت ظروف الزراعة أكثرَ من تباينها في موطنها الأصلي وتحت ظروفها الطبيعية. إذا صحَّ ذلك، فإن كل التباينات المذهلة التي تحدُث لدى كل النباتات المزروعة تقريبًا لا بد أن تكون ناجمةً عن الانتقاء والاستيلاد من الأفراد المتباينة. خَطرت هذه الفكرة ببالي منذ سنوات عديدة، لكني خفتُ أن أنشرها؛ لأنني ظننت أن الناس سيقولون: «يا لمبالغته في تقدير أهمية الانتقاء!»

بالرغم من ذلك، «يتحتَّم» عليَّ أن أعتقد أن الظروف المتغيِّرة تحثُّ على القابلية للتباين، لكنها «في معظم الحالات» تُؤثِّر تأثيرًا غير مباشر تمامًا. غير أنها، كما قلتُ، معضلة محيِّرة جدًّا. أرجو أن تسامحني على كتابة خطاب طويل كهذا؛ فأنا لم أكن أنوي ذلك عندما قعدتُ لأكتبه.

إنني في غايةِ الأسف، من أجلك ومن أجل العلم، لسماع أنك مُرهَق من فرط العمل، وأن قدرًا هائلًا من وقتك ينقضي في العمل الرسمي.

أرجو أن تتقبَّل بالغ إخلاصي يا عزيزي البروفيسور سيمبر
تشارلز داروين

العفصات

[قُبَيل وفاة والدي بوقت قصير، بدأ إجراءُ تجاربَ على إمكانية إنتاج العفصات بطريقةٍ اصطناعية. ويتضح اهتمامه بهذه المسألة في خطابٍ إلى السير جيه دي هوكر (بتاريخ ٣ نوفمبر ١٨٨٠):

«سُررتُ بمقالة باجيت؛٦ أسمعُ أنه يدرس الموضوع من حينٍ إلى آخرَ منذ شبابه … إنني سعيد جدًّا بأنه سلَّط الضوء على موضوع العفصات؛ فأنا دائمًا ما أراه موضوعًا مثيرًا جدًّا للاهتمام، ولو كنتُ أصغر سنًّا لتولَّيت البحث فيه بنفسي.»

كان اهتمامه بهذا الموضوع مرتبطًا برغبته الحاضرة دائمًا في تعلُّم شيءٍ ما عن أسباب التباين. صوَّر لنفسه عفصاتٍ عجيبة تُدفَع إلى الظهور على مبايض النباتات، وبهذه الطريقة ظن أن البذرةَ ربما تتأثَّر، وبذلك تنشأ ضروبٌ جديدة. أجرى عددًا كبيرًا بعضَ الشيء من التجارب بحقنِ كواشفَ متنوِّعة في أنسجة الأوراق، وقد ظهرت بعض المؤشِّرات الطفيفة على النجاح.]

التجمُّع

[يعطي الخطاب التالي فكرةً عن موضوعِ آخِر أوراقه البحثية المنشورة.٧ إن المظاهر التي لاحظها في الأوراق والجذور قد استرعت انتباهه؛ بسبب علاقتها بظواهرِ التجمُّع التي كان مهتمًّا بها اهتمامًا عميقًا عندما كان يعمل على جنس الندية:]

من تشارلز داروين إلى إس إتش فاينز٨
داون، ١ نوفمبر، ١٨٨١
عزيزي السيد فاينز

لأنني أعرف مدى انشغالك الشديد، فعارٌ كبير عليَّ أن أُزعجك. لكنك غنيٌّ جدًّا بمعرفتك الكيميائية عن النباتات وأنا فقير جدًّا، ومن ثمَّ أُناشد إحسانك بصفتي رجلًا فقيرًا. سؤالي هو: هل تعرف أيَّ مادة صلبة في خلايا النباتات يُذيبها الجلسرين والماء؟ سوف تفهم حَيرتي فهمًا أفضل إذا أعطيتك الحقائق؛ ذكرتُ لك أنه إذا اقتُلِع أحدُ نباتات نوع فربيون ببلوس من الأرض بلُطف، ووُضِعت الجذور وقتًا قصيرًا في محلولٍ ضعيف من كربونات الأمونيا (تبلغ نسبة المادة إلى الماء فيه ١ إلى ١٠٠٠٠، والذي يظل فعَّالًا لمدة ٢٤ ساعة)، فإن الصفوف الطولية المتناوبة (في العموم) من الخلايا في كل جُذير، من قلنسوة الجذر إلى أعلى قمةِ الجذر نفسها (دونًا عن الساق الخضراء بحسبِ ما رأيته حتى الآن) تصبح ممتلئةً بحبيباتٍ بُنية شبه شفافة من المادة. وهذه الحبيبات المستديرة كثيرًا ما تلتحم معًا، بل تندمج في كتلة واحدة. تُنتج فوسفات الأمونيا الخالصة أيضًا ونترات الأمونيا الخالصة التأثيرَ نفسه الذي تُنتجه كربونات الصوديوم الخالصة (وإن كان على نحوٍ أبطأ).

الآن، إذا سُقِيَت شرائحُ أحد الجذور أسفل غطاء زجاجي رقيق بالجلسرين والماء، تختفي كل حُبيبة من الحبيبات التي لا حصر لها في الخلايا بعد بضع ساعات. ما الرأي الذي ينبغي أن أُكوِّنه عن ذلك؟ …

سامحني على إزعاجك إلى هذا الحد، لكني يجب أن أذكر أن الجذور إذا غُمِست في ماء مغلي، فلن تترسَّب المادة، وبعد ذلك لا يكون لكربونات الأمونيا أي تأثير. ينبغي أن أقول إنني وجدتُ الآن أن المادة الحُبيبية تتكوَّن في الخلايا أسفل البشرة الرقيقة مباشرة، وفي بضع خلايا أخرى بالقرب من النسيج الوعائي. إذا كانت الحبيبات مكوَّنةً من بروتوبلازم حي (لكني لا أستطيع أن أرى أي آثار للحركة فيها)، فينبغي أن أستنتج أن الجلسرين قتلها، وأن التجمُّع توقَّف مع انتشار جسيمات بالغة الصغر إلى حدٍّ غير مرئي؛ لأنني رأيت ظاهرةً مشابهة في جنس الندية.

إذا كنت تستطيع أن تساعدني، فأرجو أن تفعل، ولتسامحني على أي حال.

مع بالغ إخلاصي
سي داروين

تجارب السيد توربِت على مرض البطاطس

[كان السيد جيمس توربِت، من بلفاست، منهمكًا طوال السنوات الاثنتَي عشرة الأخيرة في المهمة الصعبة، التي نجح فيها إلى حدٍّ كبير، المتمثلة في إنباتِ ضروبٍ من البطاطس المُقاوِمة للفطريات. اهتمَّ والدي اهتمامًا بالغًا بعمل السيد توربِت، وتراسَل معه من عام ١٨٧٦ فصاعدًا. وقد أُرسِل الخطاب التالي، الذي يُقدِّم سردًا واضحًا عن طريقةِ السيد توربت وأرجحية نجاحها من وجهة نظر والدي، بغرضِ اقتراح إمكانية الحصول على دعم حكومي للعمل:]

من تشارلز داروين إلى تي إتش فارار
داون، ٢ مارس ١٨٧٨
عزيزي فارار

أرى أن خطة السيد توربِت التي تهدُف إلى القضاء على مرض البطاطس أفضلُ خطة قد اقتُرحَت على الإطلاق. إنها تتمثَّل، كما تعرف من خطابه المطبوع، في إنباتِ عددٍ هائل من شتلات ناتجة من أصلَين أبوَين مُلقَّحَين تلقيحًا متبادلًا، وتعريض هذه الشتلات للعدوى، وإبادة كل الشتلات التي أُصيبت بلا رحمة، وإنقاذ تلك التي أظهرت أفضلَ قدرة على المقاومة، وتكرار هذه العملية في أجيال بذرية متعاقبة. يستند إيماني بأرجحية أن يُحرز نتائجَ طيبةً من هذه العملية، إلى حقيقة أن كل الصفات، أيًّا كانت، تتباين من حين إلى آخر. فمن المعروف مثلًا أن بعض الأنواع والضروب من العنب أفضلُ قدرةً على مقاومة حشرة الفيلوكسرا من أنواعٍ وضروب أخرى. وقد وجد أندرو نايت ضربًا أو نوعًا من التفاح لم تهاجمه المكورات إطلاقًا، وثمَّة ضربٌ آخر لوحظ في جنوب أستراليا أيضًا. وثمَّة ضروبٌ مُعيَّنة من الخوخ تقاوم العفن الفطري، ويُمكن ذِكرُ حالات عديدة أخرى كهذه. لذا ليس من المستبعَد جدًّا إنبات ضرب جديد من البطاطس يقاوم الفطريات مقاومةً تامة، أو على الأقل مقاومةً أفضلَ بكثير من أي ضرب موجود. أمَّا بخصوص التلقيح المتبادل بين شتلتَين مختلفتَين، فقد تأكَّد أن الذريةَ التي تُنبَت بهذه الطريقة تَرِثُ تكوينًا أكثرَ حيويةً بكثير، وعادةً ما تكون أخصبَ من الشتلات الناتجة من أصلٍ أبوي مُلقَّح ذاتيًّا. إضافةً إلى ذلك، فمن المرجَّح أن يكون التلقيح المتبادل قيمًا جدًّا في حالةِ البطاطس بالأخص؛ إذ يوجد سببٌ وجيه لاعتقادِ أن حشراتنا المحلية نادرًا ما تُلقِّح الأزهارَ تلقيحًا متبادلًا، وبعض الضروب تكون عقيمةً تمامًا ما لم تُلقَّح بحبوبِ لقاح من ضربٍ مختلف. يوجد بعضُ الأدلة على أن التأثيرات الإيجابية الناتجة من تلقيحٍ متبادل تُنقَل على مرِّ أجيال عديدة؛ لذا لن يكون من الضروري تلقيحُ الشتلات تلقيحًا متبادلًا في كل جيل، مع أن هذا سيكون مُستحسنًا؛ لأنه من شبه المؤكَّد أن التلقيح بهذه الطريقة سيُنتج عددًا أكبرَ من البذور. وينبغي مراعاة أن التلقيح المتبادل بين النباتات المُنبَتة من درنات النبات نفسه، وإن كانت ناميةً على جذورٍ مختلفة، لا يُحدِث تأثيرًا إيجابيًّا بدرجةٍ أكبر ممَّا يُحدثه التلقيح المتبادل بين زهرتَين على نفس النبتة المفردة. بالنظر إلى الموضوع ككل، أرى أنها ستكون مصيبةً قومية إذا لم تستفِد الحكومة، أو جهةٌ عامةٌ ما، من البذور المُلقَّحة تلقيحًا متبادلًا التي توجد لدى السيد توربِت والتي أُنتِجَت من أصلٍ أبوي قد أظهَر بالفعل بعضَ القدرة على مقاومة المرض، ولم تستمر عمليةُ الانتقاء على مرِّ أجيال عديدة أخرى.

إذا تولَّت الجمعية الزراعية هذه المهمة، فإن معرفة السيد توربِت المُكتسَبة بالخبرة ستكون قيِّمةً جدًّا، وهو يورد في خطابه المطبوع موجزًا عامًّا للخطة. سيكون ضروريًّا أن تُجمَع الدرنات التي أنتجها كل نبات، على حدة، وتُفحَص بعناية في كل جيل لاحق.

سيكون من المستحسن أن يُزرَع صنفٌ ما من البطاطس مُعرَّض جدًّا للمرض بأعداد كبيرة بالقرب من الشتلات لينقل العدوى إليها.

بصفة إجمالية، ستتطلَّب التجربة عنايةً شديدة وصبرًا بالغًا، كما أعرف من التجربة التي عايشتها مع عملٍ مشابه، وربما يكون من الصعب إيجادُ أيِّ شخص يواصل التجربةَ بطاقةٍ كافية. لذا أرى أنه من المستحسن جدًّا أن يتلقَّى السيد توربِت منحةً صغيرة ليواصل العمل بنفسه.

استنادًا إلى تقاريره، فقد كُلِّلَت جهوده في وقتٍ قصير بنجاحٍ أكبرَ ممَّا كان يُمكن توقُّعه، وأظن أنك ستتفق معي في أن أيَّ أحد يتمكَّن من إنبات بطاطس مقاوِمة للفطريات سيكون نافعًا فريدًا من نوعه لعامة الناس.

لك بالغ إخلاصي يا عزيزي فارار
تشارلز داروين

[بعد مزيد من المشاورات مع السير توماس فارار والسيد كيرد، اقتنع والدي بأن محاولةَ الحصول على دعمٍ حكومي ميئوس منها. وأرسل خطابًا بهذا المعنى إلى السيد توربِت، مضيفًا: «ستكون محاولةُ الحصول على تبرُّع من بضعة مزارعين بارزين أثرياء أقلَّ عناءً من محاولة الحصول على دعم من الحكومة. أظن أن هذا اقتراح لا يُمكنك الاعتراض عليه؛ لأنك لم تطلب شيئًا، ولن يكون لك أيُّ علاقة بالتبرُّع. فالحق أنني أرى في هذا الأمر مجاملةً لك.» نُفِّذت الفكرة المطروحة هنا، ومُكِّن السيد توربِت من مواصلة عمله بمساعدة تبرُّع مالي أسهَم فيه السير تي فارار والسيد كيرد ووالدي وبضعة أصدقاء.

لاقى تعاطفُ والدي وتشجيعه تقديرًا كبيرًا من السيد توربِت، الذي يقول لي إنه كان سييأس من المحاولة من وقتٍ طويل لولاهما. وستوضِّح بضعة مقتطفات بالأمثلة تعاطفَ والدي مع جهد السيد توربِت ومثابرته:

«إنني معجَب بروحك التي لا تُقهَر. إذا كان أي شخص يستحق النجاح على الإطلاق، فهو أنت، وأنا ما زلت عند رأيي الأصلي المؤمن بأن احتماليةَ نجاح مساعيك إلى إنماء ضربٍ مقاوم للفطريات من البطاطس كبيرةٌ جدًّا.

من المؤكَّد أن أي شخص رائد في أي مجال جديد سيصادف إحباطات عديدةً؛ لذا آمُل أن تحافظ على تحَلِّيك بالروح المعنوية العالية، مع أننا لم نساعدك إلا بأقل القليل.»

يقول لي السيد توربِت إنه لا يزال (في عام ١٨٨٧) ينجح في إنماء ضروبٍ ذات قدرات ملحوظة على مقاومة المرض، لكن هذه المناعة ليست دائمة، وبعد بضع سنوات، تُصبح الضروب عُرضةً لهجمات الفِطر.]

فهرس كيو لأسماء النباتات، أو «الفهرس الدارويني»

[وَرَد ذِكرٌ لعلاقة والدي بفهرس أسماء النباتات، الذي هو قيد الإعداد الآن (١٨٨٧) في كيو، في ورقة السيد بي دايدون جاكسون البحثية في مجلة «جورنال أوف بوتاني»، ١٨٨٧، الصفحة ١٥١. ويقتبس السيد جاكسون التصريحَ التالي الذي قاله السير جيه دي هوكر:

«قُبَيل وفاة السيد تشارلز داروين، أبلغ السير جوزيف هوكر بأنه كان ينوي أن يُخصِّص مبلغًا ماليًّا سنويًّا كبيرًا على مرِّ عدة سنوات لمساعدة عملٍ واحد أو عدة أعمال تحمل فائدةً عَمَلية لعلم الأحياء، أو لدعمها من أجل تطويرها، وبأنه سيضع بهذا الأمر بنودًا في وصيته إذا لم تكتمل هذه النيَّات في حياته.

من بين أمورٍ أخرى مرتبِطة بعلم النبات، كان للسيد داروين اهتمامٌ خاص بأهميةِ وضعِ فهرس كامل لأسماء أجناس النباتات المعروفة لدى علماء النبات وأنواعها وواضعي هذه الأسماء، مع بلدانهم الأصلية. فلا يوجد عملٌ حالي من هذا النوع سوى فهرس ستودِل، ومع أن عمره الآن يبلغ حوالي نصف قرن، كان السيد داروين قد وجده ذا عونٍ كبير له في أبحاثه التي أجراها بنفسه. كان ضرورةً لا غنى عنها لكل مؤسَّسة نباتية، سواء بصفته قائمةً تضم كلَّ النباتات المزهرة المعروفة، أو بصفته مصدرًا يضم واضعي أسمائها، أو بصفته تلخيصًا للجغرافيا النباتية.»

يُمكن القول إن عدد النباتات الموصوفة قد تضاعف منذ عام ١٨٤٠، عندما نُشر فهرس ستودِل؛ لذا أصبح الآن مُتخلِّفًا جدًّا عن مواكبة مُتطلَّبات العمل المُتعلِّق بعلم النبات. ولسدِّ هذه الحاجة، كانت هناك نسخةٌ من الفهرس في المعشبة في كيو تُحدَّث من حين إلى آخر بإدراج أوراق التعديلات الجديدة بها، وذلك بمساعدة «تبرُّعات يجود بها كرماءُ في السر».٩
اختبر والدي نفسُه، كعلماءِ نباتٍ آخرين، قيمةَ عمل ستودِل، كما يقول السير جوزيف هوكر. فقد كان يحصل على نباتاتٍ من كل أنواع المصادر، وكثيرًا ما كانت هذه النباتات تحمل تسمياتٍ خاطئة، فارتأى أنه من الضروري الالتزام بالتسميات المقبولة، ليتمكَّن من نقلِ معلوماتٍ دقيقة عن النباتات التي دَرَسها للباحثين والعلماء الآخرين. وغالبًا ما كان يهتم أيضًا بمعرفةِ البلد الأصلي لنباتاته التي كان يُجري عليها التجارب. ولذا كان من الطبيعي أن يدرك أنه من المُستحسن إكمالُ النسخةِ التي يجري تحديثها من الفهرس ونشرها في كيو. ثم إن رغبته في المساعدة لتحقيق هذا الهدف قد عزَّزت أيضًا إعجابَه بالنتائج التي يجب على العالم أن يشكر عليها الحدائق الملكية في كيو، وامتنانه للمساعدة التي لا تُقدَّر بثَمن التي تلقَّاها على مرِّ سنواتٍ عديدة من مدير الحدائق وموظفيها. فقد قال بكل صراحة إنه يرغب في «تقديم المساعدة بطريقةٍ ما في العمل العلمي الذي يُجرى في الحدائق الملكية»،١٠ وكان هذا ما دفعه إلى أن يعرِض التبرُّع بأموال لإكمال «فهرس كيو لأسماء النباتات».

الفقرة التالية، التي أَدين بها للبروفيسور جود، مهمةٌ جدًّا؛ لأنها تُوضِّح الدوافع التي حرَّكت والدي في هذا الشأن. كتب البروفيسور جود قائلًا:

«في زيارتي الأخيرة إليه، أخبرني بأن دخله قد ازداد جدًّا مُؤخَّرًا، بينما بقيت حاجاته كما هي؛ إذ كان حريصًا جدًّا على تكريس كلِّ ما كان يستطيع ادِّخاره للإسهام في تقدُّم علم الجيولوجيا أو علم الأحياء. راح يتحدَّث بطريقةٍ مُؤثِّرة جدًّا عن أنه يَدين بالكثير من سعادته وشهرته لعلوم التاريخ الطبيعي، ممَّا كان عزاءً له في حياته التي ربما كانت ستصبح مؤلمةً دون ذلك، وناشدني، إذا كنت أعرف أيَّ بحث يمكن أن يُدعَم بمنحة مالية قدرها بضع مئات من الجنيهات، أن أبلغه بذلك؛ لأنه سيَسعَد إذا شعر بأنه يُسهم في تشجيع تقدُّم العلم. وأخبرني في الوقت نفسه بأنه كان يقترح الاقتراح نفسَه على السير جوزيف هوكر والبروفيسور هكسلي بخصوص علم النبات وعلم الحيوان على الترتيب. لقد بُهرت جدًّا بالجدية الصادقة والعاطفة العميقة، اللتَين كان يتحدَّث بهما عن مقدارِ ما يَدين به للعلم، ورغبته في تشجيع مصالحه.»

طلب والدي من السير جوزيف هوكر «أن يأخذ في حسبانه، بمساعدة الموظفين المعنيين بعلم النبات في كيو والراحل السيد بينثام، نطاقَ العمل المقترَح وغايته، وأن يقترح أفضلَ السبل لتنفيذه. وفي أثناء فِعل ذلك، استفاد السير جوزيف كذلك من المعرفة والخبرة العظيمة لدى البروفيسور آسا جراي، من كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية، والسيد جون بول، زميل الجمعية الملكية.»١١

دُرست خطةُ العمل المُقتَرَح بعناية، واستطاع السير جوزيف هوكر أن يأتمن على تفاصيل إعدادها السيدَ بي دايدون جاسكون، سكرتير الجمعية اللينية، الذي تُؤهِّله معرفتُه الواسعة بمؤلَّفات علم النبات لهذه المهمة. يُمكن القول إن فكرة والدي الأصلية التي كان يعتزم فيها إنتاجَ طبعة معاصرة من فهرس ستودِل قد تُركت تقريبًا، وصار الهدف الآن بدلًا منها إنشاءُ قائمة بالأجناس والأنواع (مع المراجع)، بالاستناد إلى كتاب «أجناس النباتات» الذي وضعه بينثام وهوكر. ويُمكن تقدير حجم الطبيعة الهائلة للعمل الجاري في كيو بحقيقةِ أن البعض يعتقد أن وزن مخطوطة الفهرس حاليًّا (في عام ١٨٨٧) يتجاوز طنًّا كاملًا. يمضي العمل قُدُمًا بخطًى ثابتة تحت إشراف السير جوزيف هوكر؛ لأنه يُنفَّذ بحماسة باهرة من السيد جاكسون، الذي يكرِّس نفسه بلا هوادة لهذا المشروع، الذي يستفيد فيه أيضًا من الاهتمام الحماسي بالعمل لدى البروفيسور أوليفر والسيد ثيسلتون داير.

سيكون فهرس كيو، الذي من المرجَّح جدًّا أن يُصبح جاهزًا للإرسال إلى المطبعة في غضونِ أربع سنوات أو خمس، تخليدًا مناسبًا لذكرى والدي، ويُمكن القول إن إسهامه في إتمامه يُوضِّح جزءًا من شخصيته؛ وهو تعاطفه الحاضر دائمًا مع الأعمال الواقعة خارج نطاق أبحاثه، واحترامه للجهد الدقيق الصبور في كل فروع العلم.]

هوامش

(١) نُشر جزء صغير عن العلاقة بين الأدمة وتوزيع المسام على الأوراق في دورية «جورنال أوف ذا لينيان سوسايتي»، ١٨٨٦. ونَشر تشيرسك (دورية «لينيا»، ١٨٨١) نتائج مُطابقة لبعض النتائج التي توصَّلت إليها أنا ووالدي، وهي أن طبقة الأدمة تُقلِّل النتح. وقد نَشَر جارو الحقيقة نفسها سابقًا في عام ١٨٥٠.
(٢) البستاني الذي كان يعمل لدى السير توماس فارار.
(٣) الدكتور جيلبيرت، الحاصل على زمالة الجمعية الملكية، والمؤلِّف المشارك مع السير جون بينيت لوِز في كتابة سلسلة طويلة من الأبحاث القيِّمة في مجال الزراعة العلمية.
(٤) أستاذ علم الحيوان في فورتسبورج.
(٥) نُشر هذا الكتاب في «السلسلة العلمية الدولية»، في عام ١٨٨١، بعنوان «الظروف الطبيعية للوجود من حيث تأثيرها على الحياة الحيوانية».
(٦) «المرض في النباتات»، بقلم السير جيمس باجيت. طالِع دورية «ذا جاردنرز كرونيكل»، ١٨٨٠.
(٧) دورية «جورنال أوف ذا لينيان سوسايتي». المجلَّد التاسع عشر، عام ١٨٨٢، صفحتا ٢٣٩ و٢٦٢.
(٨) مُحاضر في علم النبات في جامعة كامبريدج.
(٩) «تقرير حدائق كيو»، ١٨٨١، الصفحة ٦٢.
(١٠) طالِع دورية «نيتشر»، ٥ يناير ١٨٨٢.
(١١) مجلة «جورنال أوف بوتاني»، نفس الموضع المذكور سلفًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤