الجزء الثاني

أسماء السلاطين من آل عثمان والسلالة الطاهرة العثمانية

وفيه جدول أسماء السلاطين من آل عثمان العظام والسلالة الطاهرة العثمانية، من عهد نوح إلى عهد المرحوم السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل.

إن السلاطين السالفين الذين تولوا تخت السلطنة من زمان آدم إلى زماننا على صنفين: الأول هو الذين جلسوا على سرير الملك قبل حضرة الرسالة، وهم على أربع طبقات كما تحقق من صحف الرواة؛ الطبقة الأولى: هم البشداديون، والثانية: الكيانيون، والثالثة: الإشكانيون، والرابعة: الساسانيون، وعددهم اثنان وسبعون ملكًا كما حققه نقلة الآثار القديمة الثقات، وكانت مدة جلوسهم على تخت الملك أربعة آلاف ومائة وإحدى وثمانين سنة وبعض أشهر، وجميعهم تسلسلوا من نسل كيومرث؛ أعني ابتداؤهم من كيومرث، وانتهاؤهم في يزدجرد آخر ملوك العجم، وفيه انقطع النسل. أما الصنف الثاني من السلاطين، فهم الذين تكللوا بتاج الملك بعد حضرة الرسالة على عشر طبقات:
  • الأولى: بنو أُميَّة الذين تولوا السلطنة بعد حضرة الأصفياء المشهورين، وعددهم أربعة عشر ملكًا، وكانت مدة سلطنتهم إحدى وتسعين سنة.
  • والثانية: العباسيون الذين تولوا تخت الخلافة بعد بني أمية، وعددهم سبعة وثلاثون، واستمرت خلافتهم خمسمائة وثلاثًا وعشرين سنة وأحد عشر شهرًا ويومًا واحدًا.
  • والثالثة: هم السامانيون، وعددهم تسعة، ومدة سلطنتهم بقيت مائة وست سنوات.
  • والطبقة الرابعة: آل بويَّة، وعددهم ستة عشر، ومدة سلطنتهم كانت مائتين وستًّا وثلثين سنة.
  • والخامسة: السبكتكينيون، وعددهم أحد عشر، ومدة دولتهم مائة واثنان وسبعون سنة.
  • والسادسة: الخوارزميون، وعددهم تسعة أنفس، ومدة ولايتهم مائة واثنان وثلاثون سنة.
  • والسابعة: ملاحدة الموت، وهم اثنا عشر نفسًا، وقد ضبطوا زمام الملك مدة مائة وأربع وسبعين سنة.
  • والثامنة: السلجوقيون، وعددهم أربعة عشر، وسلطنتهم دامت مائة وتسعًا وستين سنة.
  • والتاسعة: الجنكيزيون، وعددهم ثمانية.
  • والطبقة العاشرة: هي آل عثمان، فظهر نسلهم الأثيل من يافث بن نوح، واتصل إلى عثمان خان الغازي، وهو خان بن خان خلفًا عن سلف، وفي مذهب أهل الحساب والكشف أن سلطنتهم اتصلت إلى المهدي، فيسلَّمون الأمانة أبقى الله سلطنتهم ما توالى المَلَوان.

فهذا المجموع من طبقات سلاطين الأرض وملوك الدنيا الذين بعضهم مرسوم وبعضهم لحق رسمهم بالحقيقة، وسندرج — إن شاء الله — السلسلة الآتية مرسومة من الابتداء حتى الانتهاء، عبرةً لأولي الألباب والتبصر؛ لأن كلًّا من الملوك السالفين بعد أن كان في الأفلاك كوكبًا ساطعًا، وللورى سيدًا مدبرًا، قد عاد لا وجود له البتة، ولم يبقَ لهُ سوى الذكر في بطون الأوراق، وذلك دليل على أن هذا المُلك الفاني لا بقاءَ له ولا دوام. أما بيان طبقة آل عثمان، فهو على ما بالأخبار من أن خبر الفارسين في الزمان آخر أهل الروم، فخبر الفارسين هو هؤلاء؛ لأنهم مظهر السلطنة، ومعدن الخلافة، وهذه السلالة الطاهرة لآل عثمان هي خان بن خان من نسل يافث إلى نوح، وكل فرعٍ كريم من أصل عثمان الغازي حتى اليوم، وقد قرَّ الرأي العام بحسب المعدلة، وقد دانت لأحكامهم وتابعتهم ممالك الروم والعرب والعجم، وقد خرجت أجداد عثمان خان الغازي آتية من تركستان وضبطت بلاد خراسان والعراق والأزاربچان، واستولت عليها، وقد توقفوا في طرق الأخلاط مائة وسبعين سنة، حتى خرج جنكيزخان وأتى لولاية الروم أرطغرل مع أربعمائة خان من خدمه وحشمه، وكان في ذاك الزمان في بلاد الروم السلطان علاء الدين بن كيقباد بن كيخسرو بن مسعود السلجوقي، فاحترم أرطغرل خان الغازي، ووهب له المكان المسمى جبل قرحة الكائن في جوار أنكوريا، وقد حدثت في ذاك الزمان محاربة بين علاء الدين والتتر، فساعده أرطغرل خان، وانهزمت التتر، فدعا السلطان علاء الدين أرطغرل خان الغازي أخاهُ، وقد غزا أيضًا السلطان علاء الدين أهالي القسطنطينية في بلاد الروم، وفعل أرطغرل خان عدة فعائل في ذلك الآن، حتى انهزمت أهالي القسطنطينية، فوَكَل إليه حينئذٍ السلطان علاء الدين تدبير ولاية سكوتلي وأرمول وطوماليج وتوابعها، ثم تولى السلطان علاء الدين، وجلس مكانهُ السلطان علاء الدين بن فرامرز في زمن السلجوقيين أيضًا سنة ستمائة وثمانين للهجرة، ووافق حينئذٍ قدوم عساكر التتر إلى مدينة أركلي، فجعل السلطان علاء الدين المذكور عثمان خان الغازي قائمقامًا عوضهُ وأرسله في غزوةٍ، فذهب وبطش بعساكر التتر، وقد باشر أيضًا عثمان الغازي غزوات في تلك الجهة، وفتح قلاعًا كثيرة، وغنم غنائم وافرة بعث بها إلى السلطان علاء الدين مبشرًا إياه بالنصر، فأعطى السلطان علاءُ الدين لعثمان الغازي طبلًا وعَلَمًا، ففتح في ذاك الوقت قلعة مليجوك، وأخذها عنوةً، وسقطت دولة السلجوقيين حينئذٍ حتى لم يبقَ منهم أحد في الولايات، فساد عثمان خان مناكب السلطنة، وظهرت عليه علائم الدولة والعظمة، وانقادت إليه أعيان المملكة، واستُوثِق له المُلك والسلطنة، وما برحت فروع آلهِ إلى الآن متراقية في أعراش الملك يومًا بعد آخر. ثم إن السلطان عثمان جلس مكان أرطغرل سنة ستمائة وتسع وتسعين سنة هجرية، وفتح قلعتي بلاجوك وإيناكول سنة ستمائة وخمس وتسعين قبل جلوسه، وكانت مدة سلطنته سبعًا وعشرين سنة، وبلغ من العمر تسعًا وستين سنة، وبعضهم يقول بلغ سبعين سنة، وتوفي سنة سبعمائة وست وعشرين سنة.

هذا ما جاء في بعض الأقوال عن أسماء سلسلة آل عثمان الطاهرة كما يأتي:

السلطان عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه بن قيا ألب بن قزل بوغا بن باتيمور بن قونلوغ بن تفاد بن قينون بن سافور بن بولغاي بن بايسُنقور بن توقتمور بن باسوق بن چندور بن باقي بن كوك ألب بن أرغو بن قره خان بن قونلق بن توترق بن قره خان بن بايسوق بن بلواج بن تغار بن سونچ بن چاربوغا بن قورتلمش بن قره جاه خان بن عمود بن سليمان شاه بن قره خول بن قولفاي بن باتيمور بن طوسي بن بابلق بن طورغا بن طوغمش بن كوچك بك بن أونوق بن قوتاق بن چكتمور بن طورج بن قزل بن يماق بن باشبوغا بن قورتلمش بن فورجه بن بالجق بن قوماي بن قره أوغلان بن سليمان شاه بن قولو بن بولفار بن باتيمور بن طورمش بن كوكب ألب بن أوغوز بن قره خان بن قاني خان بن بولجاي بن ماجيه بن أبي الحارث بن يافث بن نوح.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤