الجزء الثالث

في فوائد تاريخية نثرية، ومسائل استطرادية، وحوادث، وفنون اختراعية

وُضِعَت على ترتيب حروف الهجاء؛ تسهيلًا للمطالعين

حرف الألف

  • إبراهيم باشا: قدوم إبراهيم باشا بجيوش أبيه محمد علي عزيز مصر، وحصارهُ لعكَّا تسعة أشهر، وافتتحها في ٢١ أيار سنة ١٨٣١ب.م، الموافق ٢٧ الحجة سنة ١٢٤٦ هجرية، وتسلَّم عبد الله باشا أسيرًا، وأرسله لأبيه ذليلًا حقيرًا، وهو ابن محمد علي باشا عزيز مصر ابنهُ الكبير، ولد في مدينة كاڨال من بلاد الأرناووط، التي هي في بلاد الروملي بعد زواج أبيه بسنتين، وذلك سنة ١٧٨٩ب.م، وخلَفَ أَباه؛ إذ تولى خديوية مصر سنة ١٨٤٨ب.م، وتوفي في العاشر من تشرين الثاني سنة ١٨٤٨ب.م، الموافق لسنة ١٢٦٤هجرية بعد جلوسه بشهرين، وخلفه ابن أخيه عباس باشا بن ترسم باشا، وكان عمره تسعًا وخمسين سنة، وترك ثلاثة أولاد: الأكبر أحمد بك؛ ولد سنة ١٨٢٥ب.م، والثاني إسماعيل بك؛ ولد سنة ١٨٣٠ب.م، والثالث مصطفى بك؛ ولد سنة ١٨٣٣ب.م. حضور إبراهيم باشا إلى سورية ووقعة قونية سنة ١٨٣٢ب.م. خروج الدولة المصرية من الديار الشامية سنة ١٨٤٠ب.م.
  • إبَر: أول اصطناع الإبر كان في بلاد الإنكليز سنة ١٥٤٥ب.م.
  • أبو قراط المشهور ابن إقليدس صاحب الطب القديم: ميلاده في جزيرة كوص، كائنة في جزائر بحر الروم سنة ٤٦٠ق.م، وتوفي في مدينة لاريس من أعمال تساليا. قال بعضهم: هو من المعمَّرين؛ مات في عمر الثمانين سنة، وقال آخرون: في سن المائة.
  • ابن سينا: الطبيب العالم الشهير، وهو الحسن بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا البخاري، الذي تدعوه الأطبا الشيخ الرئيس، ولد في بخرميثن بلدة مشهورة من أعمال بخارا في شهر صفر سنة ٣٧٠ هجرية، موافقة إلى سنة ٩٨١ب.م، وتوفي بالقولنج في همذان يوم الجمعة من شهر رمضان سنة ٤٢٨ هجرية، الموافق سنة ١٠٣٨ب.م، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وله مؤلفات مشهورة.
  • أثينا: عاصمة اليونان، وهي من أشهر المدن القديمة. موطن لأكثر الفلاسفة والفصحاء وأصحاب الصنائع الأقدمين، وبها أبنية فاخرة لا يوجد مثلها في غيرها. أساس مملكة أثينا سنة ١٥٥٦ق.م. جلَب حروف الكتابة إلى هذه البلاد سنة ١٤٩٣ق.م. حَرْق مردونيوس إياها سنة ٤٧٩ق.م، وفي سنة ٣٨٠ق.م كان تعليم بلاتون فيها، وسنة ٣٣٠ق.م كان ظهور أريستوتاليس وتعليمه فيها أيضًا، وفي سنة ١٨٢١ب.م نهضت بلاد اليونان التي عاصمتها هذه المدينة، وبعد حروب مستطيلة وسفك دماء كثيرة استقلَّت بموازرة بعض دول الإفرنج، وأقاموا عليها ملكًا أوثو ابن ملك بافاريا، وذلك في آخر شهر آب سنة ١٨٣٢ب.م، وفي سنة ١٨٤١ب.م، وكان عدد أهلها ١٧٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٢ب.م ٢٠٠٠٠ نفس.
  • أدرنة: كانت قديمًا بلد من طراشيا، واسمها منسوب إلى الملك أدريان الذي جدَّد بناءَها، وفي سنة ١٣٦٠ب.م أخذها السلطان مراد الأول، وكانت قاعدة المملكة العثمانية من ذلك الزمان حتى يوم أخذ القسطنطينية سنة ١٤٥٣ب.م، وبقيت كرسيًّا للسلاطين حتى ابتداء القرن الثامن عشر، وفي هذه المدينة أبنية فاخرة وجوامع حسنة، وقصورٌ قديمة، ولها تجارة واسعة، وبلغ عدد أهلها في سنة ١٨٥٢ مائة ألف نفس.
  • أريسطو: فيلسوف يوناني مشهور في أثينا. ميلاده سنة ٣٨٤ق.م. تعليمه في أثينا سنة ٣٣٠ق.م، ومات سنة ٣٢٢ق.م.
  • أرمينيا: أي بلاد الأرمن. أهل أرمينيا يزعمون أنهم منذ سنة ٢٢٠٠ق.م وأنهم من نسل يافث وينتسبون إلى أرام. استقلالهم كان سنة ٣٢٥ق.م، وبقوا خاضعين إلى مكدونية مائة وثلاثين سنة. انقراض هذه المملكة سنة ٤٥٠ب.م، يحدُّها من الشمال البحر الأسود وكرجستان، ومن الشرق كرجستان أيضًا وجزءٌ من بلاد العجم، ومن الجنوب كردستان والجزيرة، ومن الغرب آسيا الصغرى، وكانت هذه المملكة قديمًا أكثر اتساعًا من ذلك، لكن أُضيف جانبٌ منها إلى المملكة الرومانية قبل التاريخ المسيحي بمدةٍ وجيزةٍ، ثم استقلَّت بعد ذلك وبقيت على استقلالها حتى تملكها الأتراك، فأُضيف جزءٌ منها إلى بلاد العجم.
  • الأردن: هو نهر مشهور في فلسطين طوله مئتا ميل، يجري بين بحيرة الحولة وبحيرة طبريَّا. أما المسافة الكائنة بين بحر الميت وبحيرة طبريا المذكورة فهي سبعون ميلًا، والمسافة الكائنة بين بحيرة الحولة وبحيرة طبريا هي ثمانية أميال، وقد يختلف عرض نهر الأردن من خمسين إلى مائة وخمسين قدمًا، وأما بحيرة الحولة فهي خمسون قدمًا فوق سطح بحر الروم، والبحر الميت أسفل من بحر الروم بألف وثلاثمائة واثنتي عشرة قدمًا.
  • الأَرُزُّ: أصله من شرقي بلاد الهند من عهد قديم الأيام؛ إذ كانوا يزرعونه هناك، وكان أول مكان زُرع فيه الأَرُز أميركا في مدينة تُدعى ڨرجينيا، وذلك سنة ١٦٤٧ب.م حيثما زُرع أولًا في هذه المدينة على وجه الامتحان مقدار نصف كيلة من الحب، فأعطت في أول سنة غلَّة ست عشرة كيلة، والذي اختبر ذلك المعلم وليم باركلي.
  • أرطاميس: هو هيكل في أفسس، كان طوله أربعمائة وخمسين قدمًا، وعرضه مائتي قدم، يشتمل على مائة وستة وعشرين عمودًا من الرخام ارتفاع كلٍّ منها سبعون قدمًا، واستمر بناء هذا الهيكل العظيم مائتين وعشرين سنة، وأحرقه رجل يسمى أرسطراطس بقصد أن يشهر اسمه وحمقه في كل العالم.
  • أرض: لا حاجة لتفسير معناها ووضعها الأصلي بإسهابٍ، فإنَّا ندع ذلك للكيماويين والطبيعيين، فنقول بوجه الإيجاز: إن الأرض هي الكرة المركبة من الجواهر الفردة التي نحن عليها، تشتمل على أرضٍ وماء، وهي على شكلٍ كرويٍّ، لكنها مسطَّحة قليلًا من ناحيتي قُطبيها، ولذلك شكلها يُدعى مسطحًا ليس كرويًّا تمامًا، وثُلثاها مغمورٌ بالمياه، وقال الجغرافيون أيضًا: إن مساحة سطحها نحو مائتي مليون ميل مربع الذي يعادل ربعه خمسين مليون ميل مربع، وهو من اليابسة وثلاثة الأرباع الباقية هي مغطاة بالماء والأرض هي أحد الكواكب السيَّارة الأصلية تدور حول الشمس بين الزُّهَرَة والمريخ، ويحيط دائرتها خمسة وعشرين ألف ميل وقطرها ثمانية آلاف ميل، وبعدها المتوسط عن الشمس نحو خمسة وتسعين مليون ميل، ومن دورانها السنوي تحصل السنة، وهي ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا وخمس ساعات وتسع وأربعون دقيقة تقريبًا، والجوُّ أو الفضاءُ المحيط بها يعلو عنها أربعين أو خمسين ميلًا، ولو فُرض أن رجلًا أراد أن يطوف حول الأرض ماشيًا بلا انقطاع للزمهُ مدة أحد عشر شهرًا، وفي سكة الحديد واحد وعشرون يومًا.
  • أزمير: وهي مدينة من برِّ الترك في آسيا، أي في برِّ الأناضول، كائنة على رأس خليج أزمير، وقد خربت بالزلازل والحروب عشر مرات، وميناها أمينٌ في الغاية، وهي ذات تجارة واسعة برًّا وبحرًا، وفيها كثير من الإفرنج، والأراضي المجاورة لها جيدة مخصبة، وفي سنة ١٨٥٢ كان فيها من السكان ١١٤٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ مائة وخمسون ألفًا، وهذه المدينة قديمة، وتاريخها مفقود بين القصص والحكايات، وكانوا قديمًا يدعونها أسمير، وأنها مدينة ومينا في غربي الأناضول، ويظهر أن «أيوليان» من مدينة «سيم» أسَّسها قبلًا وجعلها إقليمًا، ولكن من بعد ذلك سنة ٦٨٨ق.م استولت حالًا عليها أهالي مدينة كولفونيا من أعمال يونيا التي هي جزائر لليونان، وبقيت مستقلَّة نحو مائتين وخمسين سنة، وفي القرن السابع ق.م صارت أزمير تُعَدُّ من الثلاث عشرة مدن يونانية «نسبةً إلى يونيَّا في أثينا»، وعلى قول سترابو المعلم الجغرافي اليوناني أن هذه المدينة هدمها سادياط، وأصله من ليديا بلد في آسيا الصغرى، وذلك سنة ٦٢٧ق.م، وبقيت خرابًا عدة قرون، ثم عاد فجدَّد بناءَها، ووسعها أنتيكونيوس وليسيماكيوس من خلفاء إسكندر الكبير، وصارت حينئذٍ معدودة من الطراز الأول بين مدن ذلك العصر، وقد حدث فيها زلزلة سنة ١٧٨ب.م دمَّرتها، لكن جدَّد بناءَها أيضًا بعد الزلزلة مرقس أوراليوس، ثم تقلَّبت عليها الأيام وحُسِدت على سعادتها وعمرانها، وفي نهاية القرن الحادي عشر ب.م أو سنة ١٠٨٤ب.م استولى عليها الأتراك أو أحد رؤساء السلجوقيين، ثم في ذلك الحين أوشكت تخربها العمارة البزنتية، ثم جدَّد بناءَها الملك كومنينوس سنة ١٢٢٠ب.م واستولى عليها بعده أهل جينوى، وبقيت معهم إلى سنة ١٢٦٤ب.م، وبعده أخذها الأتراك بعد أن حاصرها باطلًا السلطان بايزيد الأول سبع سنين، ثم تيمورلنك سنة ١٤٠٢ب.م، وبعده استرجعها حالًا الأتراك واستولوا عليها، وقد حصل في هذه المدينة زلازل ونار شديدة في أوقات مختلفة، وفي سنة ١٨٤١ ب.م احترق فيها اثنا عشر ألف بيت، وفي سنة ١٨٤٦ب.م ألمَّت بها زلزلة أضرت بها جدًّا، وهلك فيها أُناسٌ كثيرون.
  • إسبانيا: يحدُّها شمالًا بحر بيسكي وجبال ألبرت — أو ألبرن — الفاصلة بينها وبين فرانسا، وتُدعى أيضًا جبال البرانس، وشرقًا البحر المتوسط، وجنوبًا البحر المتوسط أيضًا وبوغاز جبل طارق والأوقيانوس الأتلانتيكي، وغربًا الأوقيانوس المذكور وبرتوكال، وطول هذه البلاد ٦٥٠ ميلًا، وعرضها ٥٥٠ ميلًا، ومساحتها نحو ١٨٠٠٠٠ ميل مربع، وفي سنة ١٨٢٧ب.م كان عدد سكانها ١٠٢٥٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ثلاثة عشر مليونًا، وسنة ١٨٧١ ١٤٠٠٠٠٠٠ نفس، وكانت هذه البلاد قديمًا مشتهرة بمعادنها الغنية التي كان أهل فينيقية، يجلبون منها الذهب والفضة، وكانت جزءًا من المملكة الرومانية مدة ٤٠٠ سنة، وتاريخ استيلائهم عليها كان سنة ١٣٣ق.م، ثم استقلت بذاتها، وقد يسميها العرب أندلس نسبةً لإيالة أندلسيا التي أول من فتحها طارق بن زياد في زمن الخليفة ابن الوليد سنة ٩٢ هجرية الموافق سنة ٧١٠ب.م. دخول طارق آخر ملوكها إليها وتغلُّبه على الملك رودريك وضم إسبانيا وبورتوغال إلى الخلافة من سنة ٧١٢ إلى سنة ٧١٣ب.م. دخول العرب الإسلام إليها سنة ٧١٥ب.م. قَتْل الرهبان فيها سنة ٨٨٢ب.م. غزوات العرب فيها سنة ١١٩٥ب.م. طَرْد مائة وستين ألف يهودي منها سنة ١٤٩٢ب.م، وقوع الثورة فيها وهَرَب الملكة إيزابلَّا إلى فرنسا سنة ١٨٦٨ب.م. أما مساحة السراية الملكية العظيمة المشهورة في مدريد عاصمة هذه المملكة مع جنَّاتها أيضًا، فهي فلاحة نحو ثمانين فدَّان أرض، «والفدان في المساحة أربعمائة أو ثلاثمائة وثلاثون قصبة مربعة، والقصبة هي أربعون ذراعًا وسدس ذراع مربَّعة، وذراع المساحة هي سبع قبضات فوق كل قبضة أصبع قائمةٌ، والمربَّع عند المهندسين ذو أربعة الأضلاع كالبيت، وعند الحسابيين الحاصل من ضربِ عددٍ في نفسهِ»، ومحيطها — أي دائرتها — أربعمائة وسبعون قدمًا، وَعُلُوُّها مائة قدم، وهي تُحسب من أعظم سرايات الدنيا، بناها الملك فيلبس الخامس ملك إسبانيا، ومن مدن إسبانيا مدينة قرطبة، قيل كان عدد سكانها في سنة ١٨٥٢ب.م ٥٠٠٠٠ نفس، وكانت كرسي الخلافة في أيام حكم الإسلام في الأندلس. قيل كان بها يومئذٍ ١٦٠٠ جامع و٩٠٠ حمَّام، ومن الحوانيت ٨٠٤٥٥، ومن البيوت ٢٦٢٣٠٠، ومن السكان ١٠٠٠٠٠٠، ولم تزل بها بقايا دور الخلفاء.
  • إسكندر الأول ملك روسيا: ميلاده سنة ١٧٧٧ب.م، تولِّيهِ سنة ١٨٠١ب.م، وفاته في كانون الأول سنة ١٨٢٦ب.م، وجلوس الملك نقولا بعده على كرسي المُلْكِ في السنة المذكورة.
  • إسكندر: هو إسكندر الكبير ملك مكدونيا فاتح بلاد العجم والهند، ابن فيلبس المكدوني. ميلاده سنة ٣٥٦ق.م، هزمه أهل بلاد الفُرس سنة ٣٣٤ق.م. دخوله إلى آسيا وحصار صور وأخذها وفتحهُ للشام ومصر وقهره أهل بلاد الفرس ثانيةً سنة ٣٣٣ق.م. انتصارهُ أيضًا على داريوس ملك الفرس وحصولهُ سلطانًا على مملكة العجم برمتها ودخوله إلى القدس سنة ٣٣٢ق.م. استظهاره على مصر ورجوعهُ إلى فينيقية سنة ٣٣١ق.م، وفاتهُ في بابل سنة ٣٢٣ق.م، وهو في سن الثلاث والثلاثين سنة.
  • آسيا: يحدها من الشمال البحر المتجمد الشمالي، ومن الشرق بوغاز بيرين والأوقيانوس المحيط الفاصلان بينهما وبين أميركا، وأجزاءُ هذا الأوقيانوس المتصلة بالبر قد سميت بأسماء مختلفة على حسب ما اتصلت به، كبحر كمتشكا وبحر أوخوتسك وبحر يابان والبحر الأصفر وبحر الصين … وهلمَّ جرَّا. ثم من الجنوب الأوقيانوس الهندي، ولأقسامه أيضًا أسماءٌ مختلفة، كبحر بنكالا وبحر العرب، ومن الغرب البحر الأحمر وبرزخ السويس بينها وبين أفريقيا، وبحر الروم وبحر مرمرا وبوغاز القسطنطينية والبحر الأسود ونهر دون وجبال أورال بينها وبين أوروبا، وطول آسيا ٤٧٠٠ ميلٍ، وعرضها ٤٤٠٠ ميلٍ، وقد اختلف في مساحة القارة، فقيل إنها ٢٠٠٠٠٠٠٠ ميل مربع، وقيل ١٨٠٠٠٠٠٠، وقيل ١٦٠٠٠٠٠٠، وقيل ١٤٠٠٠٠٠٠ ميل اعتيادي مربع، واختلف أيضًا في عدد سكانها، فقيل إنه كان في سنة ١٨٥٢ب.م ٦٠٠٠٠٠٠٠٠، وقيل ٥٠٠٠٠٠٠٠٠، وقيل ٤٠٠٠٠٠٠٠٠، وقيل ٣٤٠٠٠٠٠٠٠ نفس، وإن في سنة ١٨٤١ب.م كان عدد نفوس هذه القارة أربعمائة وخمسين مليونًا من النفوس. خراب أول مملكة فيها قديمًا سنة ٧٤٧ق.م. هدمُها وخرابُها من تيمورلنك ملك التتر، وهزمُهُ للسلطان بايزيد الأول في مدينة أنكره سنة ١٤٠٢ب.م، وفي سنة ٥٤٨ق.م تغلب كورش ملك مادي وفارس على جانب عظيم منها، وبعد وفاته سنة ٣٢٣ق.م صارت آسيا جزءًا من مملكة سوريا التي كانت قصبتها حينئذٍ أنطاكية، ثم خضعت لقياصرة رومية والقسطنطينية، وفي سنة ١٣٠٥ب.م غلب على جانب عظيم منها السلطان عثمان الغازي، وفي سنة ١٤٨٦ب.م صارت كلها تابعة لسلاطين آل عثمان.
  • إسكندر الثاني إمبراطور روسيا: ميلاده سنة ١٨١٨ب.م، جلوسه في ٢ آذار سنة ١٨٥٥ب.م؛ أي حين وفاة الملك نقولا الأول.
  • الإسلامية: تأسيس الإسلامية في بلاد العرب سنة ٦١١ب.م، وقد يبتدأ في تاريخ الهجرة من سنة ٦٢٢ب.م؛ أي حينما هاجر حضرة صاحب الرسالة مكة المكرمة إلى المدينة المنوَّرة.
  • إسحاق نيوطون: هو الفيلسوف الإنكليزي المشهور في العلوم الرياضية والطب والفلك والفلسفة، وهو الذي اكتشف قاعدة الجاذبية وانحلال النور. ميلاده في ٢٥ كانون الأول سنة ١٦٤٢ب.م، وتوفي سنة ١٧٢٧ب.م.
  • إسكندرية: هي مدينة من أعمال مصر في قارة أفريقيا أول إسكلة أو مينا بحري لبلاد مصر، كانت قديمًا من أشهر مدن العالم في التجارة والعلوم، وفي سنة ١٨٤٩ب.م بلغ عدد سكانها ٦٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ب.م ٨٥٠٠٠ نفس، وهي واقعة بين فم النيل الغربي وبحيرة ماروتيس، ويوصلها بفم النيل عند مدينة رشيد قناة المحمودية التي فتحت مرة ثانية سنة ١٨١٩ب.م؛ فتحها محمد علي باشا، وطولها ٤٨ ميلًا. وهذه المدينة كانت قديمًا مبنية على البر تجاه مركزها الحالي؛ أي أنها مبنية الآن تقريبًا على جزيرة فاروس المشهورة وعلى البرزخ الذي يوصلها بالبر، ولها مينآن: أحدهما على الجهة الغربية؛ وهو الأحسن، والثاني على الجهة الشرقية؛ وهو جديد. لكنه يدعى بالمينا القديم، وهذه المدينة بناها إسكندر الكبير سنة ٣٣٢ق.م، وفي سنة ٣٠ق.م دخلت في حوزة الرومان، ثم حاصرها الملك يوليوس قيصر، وأخذها سنة ٤٧ وسنة ٤٨ق.م؛ إذ حصل بها حينئذٍ فتنة مخيفة في تلك المدة، وفي سنة ٤٩ق.م احترقت المكتبة الكبرى فيها، وقيل إن تلك المكتبة كانت تشتمل على ثلاثمائة أو سبعمائة ألف مجلد، ويدعونها مكتبة الملك بطليموس. حدوث مقتلة عظيمة فيها بأمر الملك سنة ٢١٦ب.م، وفي سنة ٦١١ قبل ذلك استولى عليها الملك كسرى الثاني ملك الفرس، «وكسرى اسم كل من ملوك الفرس، كما أن كلًّا من ملوك الروم يُسمَّى قيصرًا، والترك خاقانًا، واليمن تُبَّعًا، والحبشة نجاشيًّا، والقبط فرعونًا، ومصر عزيزًا … إلى غير ذلك. وهو معرَّب خسرو بالفارسية، ومعناه واسع المُلْك»، وسنة ٦٤٠ أو سنة ٦٤١ب.م أخذها العرب تحت قيادة عمرو بن العاص، وأتمُّوا دمار آثارها القديمة في سنة ٦٤٢ أو سنة ٦٤٤ب.م، وقرر بعض المؤرخين سنة ٦٣٦ب.م أن حريق مكتبتها الغنية كان من عمر ثاني الخلفاء، وقيل سنة ٦٤٠ أيضًا. ارتفاع منارتها خمسمائة قدم، بناها الملك بطليموس فيلادلفُس سنة ٢٨٢ق.م، ونورها منتشر إلى بعد عظيم. عمود الصواري فيها المنسوب إلى الجنرال بومباي؛ أي عمود بومباي «وهو جنرال روماني مشهور»، ارتفاعه مائة قدم، وقال بعضهم ٨٨ قدمًا، وقطره من عند قاعدته عشر أقدام، وكان بناؤُهُ إكرامًا للملك دبوكلسيان الروماني الذي حاصرها سنة ٢٩٦ب.م، بعد أن دافعت هذه المدينة ثمانية أشهر، وأخيرًا سلمت بعد أن فني منها ألوف بالسيف والنار. أما مسلَّة فرعون فيها التي دُعيت في القديم مسلَّة كليو باطرا ملكة مصر المشهورة، فكانت عمودين أحدهما قائمٌ، والآخر ساقط، وطول أحدهما خمس وستون قدمًا، وقال بعضهم ٦٤ قدمًا، والآخر سبعون قدمًا، وقطرهما عند قاعدتهما سبع أو ثمان أقدام، ونُقِلت من مقالعهما في زمن تملك الملك طوطمس الثالث سنة ١٤٩٥ق.م، وقد أعطى محمد علي باشا الساقط منهما للحكومة الإنكليزية. استيلاء نابوليون بونابارت عليها في ٣ تموز سنة ١٧٩٨ب.م. تسليم الفرنساوية هذه المدينة للدولة العلية والإنكليز، وخروجهم من بلاد مصر في آخر شهر أيلول سنة ١٨٠١ب.م، وبقيت هذه المدينة مع الدولة العلية والإنكليز من سنة ١٨٠١ إلى سنة ١٨٠٣ب.م، وفي سنة ١٨١٩ب.م حصل فتح قناة المحمودية الشهيرة مرة ثانية في هذه المدينة، وذلك بعناية محمد علي باشا، وطول هذه القناة ثمانية وأربعون ميلًا، وقد جاء في تعريف الميل أنهُ قدر مد البصر من الأرض أو مسافة من الأرض متراخية بلا حدٍّ أو مائة ألف إصبع إلَّا أربعة آلاف إصبع أو ثلاثة أو أربعة آلاف ذراع، بحسب اختلافهم في الفرسخ هل هو تسعة آلاف بذراع القدماء أو اثنا عشر ألف ذراع بذراع المحدثين، والميل الهاشمي ألف باع.
  • إشارة: اختراع سلك الإشارة سنة ١٨٤٩ب.م.
  • أفسس: مدينة قديمة مشهورة في آسيا، وهي الآن خراب. موقعها إلى جنوبي أزمير على نحو ٣٥ ميلًا، بقرب ريف البحر، ولم يبق منها إلا بعض الآثار وبعض القناطر التي كان مبنيًّا عليها هيكل أرطاميس، ومساحة هيكل ديانا المشهور فيها طوله أربعمائة وخمس وعشرون قدمًا، وعرضه مئتان وعشرون قدمًا، وقد قاومت كثيرًا الذين شنوا عليها الغارات، وابتداء انهدامها في زمن تسلط الملك طراجان، الذي نقل أبواب الهيكل المذكور إلى القسطنطينية، وخراب هذه المدينة الأخير كان في زمن تسلط الملك غالينوس سنة ٢٦٢ب.م.
  • أفريقيا: هذه القارة شبه جزيرة متصلة بقارة آسيا عند برزخ السويس، يحدها شمالًا بوغاز جبل طارق والأوقيانوس الأتلانتيكي والبحر المتوسط، وشرقًا برزخ السويس والبحر الأحمر وبوغاز باب المندب والأوقيانوس الهندي، وجنوبًا الأوقيانوس الجنوبي، وغربًا الأوقيانوس الأتلانتيكي، وشطوطها قليلة الرءوس والخلجان والأجوان والجزائر. طولها ٤٣٢٠ ميلًا، وعرضها ٤١٤٠ ميلًا، وقد حُسبت مساحتها فكانت ١١٠٠٠٠٠٠ ميل مربع، وقال بعضهم اثني عشر مليونًا، وأما أهل هذه القارة، فقد حُسب عددهم في سنة ١٨٢٧ب.م نحو ١٠٠٠٠٠٠٠٠ نفس، وقيل في سنة ١٨٤١ب.م بلغ عدد أهلها نحو ستين مليونًا، وطول بريتها ٣٠٠٠ ميل، وعرضها ١٠٠٠ ميل، وهي رمالٌ وحصيٌّ، وفي هذه القارة من اللغات نحو ١٥٠ لغة. رجوعها إلى الروم سنة ٥٣٤ب.م. غزوات الفرس فيها سنة ٦٢٢ب.م، فتوحها من الإسلام سنة ٦٤٨ب.م. تغلب المسلمين على المغاربة فيها سنة ٧٠٩ب.م، فتح فرنسا جزائر الغرب فيها وأخذها للأمير عبد القادر سنة ١٨٤٧ب.م.
  • أَلْفراد الكبير: هو ملك إنكلترا المشهور الذي أدرج علم الشرِيعة عندهم، ورتب قوة إنكلترا البحرية. ميلادهُ سنة ٨٤٩ب.م، ووفاته ٩٠٠ب.م.
  • أميركا: القسم الثاني من أقسام الدنيا الخمسة، وهي تقسم إلى قسمين يصل بينهما برزخ داريان؛ أحدهما: شمالي، ويُقال له أميركا الشمالية، والثاني: جنوبي، ويقال له أميركا الجنوبية. أما أميركا الشمالية، فمساحة سطحها ثمانية ملايين ميل مربع، وهي ثالث القارات في الاتساع، يحدها شمالًا الأوقيانوس المتجمد الشمالي، وشرقًا الأوقيانوس الأتلانتيكي الفاصل بينها وبين أوروبا وأفريقية، وجنوبًا بحر كريب وبرزخ داريان الذي يصل أميركا الشمالية بالجنوبية. عرضه خمسة عشر ميلًا فقط، والأوقيانوس المحيط، وغربًا الأوقيانوس المحيط أيضًا الفاصل بينها وبين آسيا ومضيق بيرين، وطول قارة أميركا من الشمال إلى الجنوب ليس أقل من ٩٠٠٠ ميل، وعرضها من الشرق إلى الغرب بين ١٥٠٠ ميل و١٨٠٠ ميل، وطول أميركا الشمالية من الأوقيانوس الشمالي إلى برزخ داريان هو ٤٨٠٠ ميل، وعرضها بين ٣٢٠٠ و٢٦٠٠ ميل، وقيل إن طولها ٥٢٠٠ ميل، وعرضها ٢٤٥٠ ميلًا، ومساحتها ٨ ملايين ميل مربع، ومساحة قارة أميركا بكاملها نحو ١٥٠٠٠٠٠٠ ميل مربع، وعدد أهل هذه القارة بلغ في سنة ١٨٥٢ب.م ٥٠٠٠٠٠٠٠ نفس، وقال بعضهم سنة ١٨٤١ب.م كان خمسة وأربعين مليونًا؛ منها ١٩ مليونًا من البيض، وعشرة ملايين من الهنود، وثمانية ملايين من السود؛ أي العبيد، وثمانية ملايين من أجناس مختلفة، وسنة ١٨٢٧ب.م بلغ عدد أهل أميركا الشمالية عشرين مليونًا، وسنة ١٨٥٨ب.م ٣٥ مليونًا، وهي ثالث القارات في الاتساع، اكتشافها لخريستوف كولومبوس في ١٥ آذار سنة ١٤٩٣ب.م، وبعضهم قال في ٨ أو ١٢ تشرين الأول سنة ١٤٩٢ب.م. بداية زرع القطن فيها سنة ١٧٦٩ب.م. تحريرها سنة ١٧٧٦ أو سنة ١٧٧٧ب.م. ابتداءُ الحرب بينها وبين الإنكليز في ١٨ نيسان سنة ١٧٧٥ب.م، ونهايتها في ١٩ تشرين الأول سنة ١٧٨١ب.م، وقيل إن مصالحة باريز ونهاية حرب أميركا واستقلاليَّتها التامة كانت سنة ١٧٨٣ب.م.
  • أُمَيَّة: بنو أمية هم ثاني طبقة من خلفاء الشرق، ابتداؤهم من زمن تملك معاوية بن أبي سفيان سنة ٤١ هجرية موافقة سنة ٦٦١ب.م، ودامت خلافتهم لسنة ١٣٢ هجرية الموافقة سنة ٧٥٠ب.م، وتسموا هكذا نسبةً إلى أمية سلف أو جد معاوية المذكور، ويذكرُ المؤرخون أن خلافتهم بدمشق كانت سنة ٦٦٠ب.م.
  • أنطاكية: تأسيس هذه المدينة سنة ٣٠٠ق.م، أسسها أنتيكون أحد قواد الملك إسكندر الذي تلقب بعد أخذه عدة أماكن في آسيا بملك آسيا، وأكمل بنائها سلوقيوس الذي دعاها أنطاكية باسم أبيه أنطيوخوس أو أنطيوكوس، وكانت قاعدة بلاد السلوقيين وثالث مدينة في مملكة الرومان، وكان عدد سكانها يومئذٍ سبعمائة ألف نفس. دثارها من الزلازل سنة ١١٥ب.م. محاربة الفرس إياها سنة ٢٣٢ب.م. استيلاؤهم عليها سنة ٦١١ب.م، ثم سلموها إلى مملكة بزنطا، وكانت هذه المدينة حين تأسيسها معدودة قصبة سورية؛ أي إلى نحو ثلاثمائة سنة قبل المسيح — كما ذكرنا — ويؤكد لنا التاريخ القديم أيضًا أنها كانت مدينة كبيرة زاهرة وعامرة في سوريا. موقعها على شطوط نهر أورانتوس بعيدة عن البحر وعن ميناها سلوقيا نحو خمسة عشر ميلًا. استيلاء العرب عليها تحت راية عمر سنة ٦٣٨ب.م، ثم الصليبيون سنة ١١٠٠ب.م، وفي سنة ١٢٦٨ب.م. خربها سلطان مصر، ثم تواترت عليها الزلازل، والمماليك تولوا عليها سنة ١٣٠٠ب.م، ثم الدولة العلية ١٥١٦ب.م، وقال بعضهم إن مدينة أنطاكية موقعها الآن على جانب نهر العاصي، تبعد عن البحر ست ساعات، وفيها سور عظيم باقٍ من رونقها القديم، يحيط بها من جوانبها الثلاثة، وعلى الرابع منها — وهو الشمالي — نهر العاصي المذكور، وفي سنة ١٨٥٢ب.م بلغ عدد أهلها ٩٠٠٠ نفس.
  • انكشارية: هذه اللفظة معناها عساكر جديدة بداية وجاقهم من السلطان مراد الأول، وهو السلطان الثالث من الدولة العثمانية سنة ١٣٦٢ب.م، وقد جدد هذا الوجاق وأكمل ترتيبه السلطان بايزيد الأول سنة ١٣٨٩ب.م، وقد هدم وجاقهم هذا السلطان محمود، وكان قتلهم في توركيا في شهر حزيران سنة ١٨٢٦ب.م.
  • إنكلترا: أي بلاد الإنكليز، هي أكبر أقسام مملكة الإنكليز وأخصبها تربةً وأكثرها أهلًا، وسطحها مخترقٌ بجبال منخفضة وتلال وأودية تتخللها سهول كثيرة. ولكثرة الاعتناء بأمور الزراعة قد بلغ أهلها إلى الدرجة القصوى في كل ما ينبغي لها، فصارت أكثر أراضيهم في غاية الخصب، وهي تُسقى بالأمطار صيفًا وشتاءً، وفي جهة الغرب منها قسمٌ يُدعى وايلس، كان قديمًا مملكة مستقلة، ويحدها بما فيه قسم وايلس شمالًا سكوتلاندا، وشرقًا أوقيانوس جرمانيا، وجنوبًا البوغاز الإنكليزي وبواغيز دوفر، وغربًا خليج مار جرجس وبحر أيِرلاندا. طولها ٤٠٠ ميل، وعرضها ١٥٠ ميل، ومساحتها ٥٠٠٠٠ ميل مربع، وبلغ عدد سكانها في سنة ١٨٢٧ب.م ١٢٠٠٠٠٠٠ نفس، ومساحة قسم وايلس ٨١٢٥ ميل مربع، وعدد أهله في السنة المذكورة ٧٢٠٠٠٠ نفس. هجوم الرومان عليها في زمن يوليس قيصر سنة ٥٥ق.م، ثم في زمن أغريكولا، جنرال روماني قد أتم الرومان فتح هذه البلاد. خروج الرومان منها سنة ٤٢٨ب.م، وقال بعضهم إن خروج الرومان من بريطانيا كان في سنة ٤٢٠ب.م. حربها لفرنسا سنة ١٣٨٣ب.م. انضمام أيرلاندا إليها سنة ١٨٠٠ب.م.
  • أولاد: منع الإنكليز بيع الأولاد سنة ١٨٠٠ب.م.
  • أوروبا: هذه القارة يحدها شمالًا بحر الثلج الشمالي، وشرقًا جبال أورال ونهر أورال ونهر ولكا وبحر قزبين ونهر دون والبحر الأسود وبوغاز القسطنطينية وبحر مرمرا أو بحر جزائر الروم، وجنوبًا بحر الروم وهو الذي يقال له المتوسط؛ لتوسطه بين أوروبا وأفريقية، والبحر الأسود وبوغاز القسطنطينية وبحر مرمرا وبوغاز الدردنيل وبوغاز جبل طارق، وغربًا الأوقيانوس الأتلانتيكي، ومعظم طولها من مصبِّ نهر كارا إلى رأس فنسنت يبلغ نحو ٣٤٩٠ ميل، وقيل طولها ٣٦٠٠ ميل، وقيل ٣٤٠٠ ميل، ومعظم عرضها من الرأس الشمالي إلى رأس متبان في جنوبي المورة يبلغ ٣٤٢٠ ميل، وقيل ٢٣٦٠ ميل، وقيل ٢٢٠٠ ميل، ومساحة سطحها ٢٤٥٠٠٠٠ ميل مربع، وقيل ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف ميل مربع، وقيل ثلاثة ملايين، وكان عدد سكانها في سنة ١٨٢٧ب.م مائتي مليون نفس، وفي سنة ١٨٤١ب.م ٢٣٠ مليونًا؛ أي ١٢٠ مليونًا من الكاثوليك و٥٢ مليونًا بروتستانت و٥٠ مليونًا روم وخمسة ملايين ونصف إسلام ومليونان ونصف يهود، وقيل في سنة ١٨٥٨ب.م كان عدد سكانها مائتين وثلاثة وستين مليونًا ونصفًا. اتحاد أوروبا في المتجر سنة ١٢٥٩ب.م، فوز الأتراك بالنصر تحت راية السلطان مراد الأول بعد معركة هائلة وتقريرهم فيها سنة ١٤٤٤ب.م. أخذ الأتراك بلغراد وبلاد المجر العليا وخوف أوروبا منهم سنة ١٦٤٩ب.م، وفي سنة ١٧١٨ب.م تنازل الأتراك عن بلغارد وبعض السرب والفلاخ إلى أوستريا، واستلوا على المورة من مشيخة البندقية.
  • أوقيانوس المحيط: اكتشفه «بالبوا» في ٢٥ أيلول سنة ١٥١٣ب.م.
  • أكسجين: الأكسجين هي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «أوكسو» حامض، و«جانوس» مولد. أي مولد الحامض، وهو مادة مغناطيسية سالبة متحولة إلى أنها تكون قابلة الاتحاد مع حامض ما يكون عنصري أصلي؛ أي أنه يكون أساسًا لتكوين جميع الحوامض والأملاح، وهو الجزء المحيي المكون للهواء الجوي والمساعد؛ أي النافع للاشتعال الاعتيادي وتنفس الحيوانات ذوات الدم الأحمر، وبالامتحانات الجديدة يعلم أن الأكسجين ليس هو ضروري للاحتراق في كل الأحوال أو إلى الحموضة، والأكسجين هو دائمًا سيال متلزج غير منظور وخالٍ عن الرائحة، لكنهُ أثقل جدًّا من الهواء الجوي، وفي امتزاجه مع الأزوط أو مع النيتروجين يجعل أو يكون الهواء الجوي؛ إذ يوجد من الأكسجين في الهواء نحو الخمس، وفي الماء منه نحو تسعة وثمانين بالمائة، وهو موجود في أكثر الأشياء الحاصلة عن الطبيعة: كالأثمار والحبوب والمعادن والنبات والحيوانات والحوامض والأملاح وجميع الأوكسيد، وكان الذي عرف الأكسجين هو الطبيب بريستلي الإنكليزي الكيماوي سنة ١٧٧٤ب.م، مع أن «شيل» من أسوج و«لافوازيار» من فرنسا يزعمان أنهما اكتشفا نظير هذا الاكتشاف في الوقت نفسه.
  • آلات: علم تركيب الآلات قبل ٢٥٠ق.م، وأول آلة اصطنعت لجمع الكهربائية كانت في سنة ١٦٥٠ب.م، وصانعها كان رجلًا نمساويًّا اسمه أوتوكيوريك، وشوهدت الكهربائية في جوف الأرض قبل المسيح بستمائة سنة، والكهربائية لفظة فارسية مركبة من كلمتين: «كاه» تبن، و«ربا» جاذب. أي جاذب التبن أو القش.
  • أيوبية: ظهور الدولة الأيوبية سنة ١١٧١ب.م، واستيلاؤها على مصر إلى سنة ١٢٥٠ب.م.
  • آيا صوفيا: عمار كنيسة آيا صوفيا بالقسطنطينية سنة ٥٣٢ب.م، وقرر بعضهم سنة ٥٣٥ب.م.
  • إيزابلا الثانية: ملكة إسبانيا. ميلادها سنة ١٨٣٠ب.م. جلوسها سنة ١٨٣٣ب.م، وقوع الثورة في إسبانيا، وهربها إلى فرنسا سنة ١٨٦٨ب.م.
  • إيطاليا: تغلب الرومان على كل إيطاليا سنة ٩١ق.م. حدوث الشدة والجوع الشديدين فيها سنة ٦٠٥ب.م. استيلاءُ بونابارت عليها سنة ١٨٠١ب.م.

حرفُ الباءِ

  • باكين: عاصمة الصين، محيطها خمسة وعشرون ميلًا. حريق هذه المدينة سنة ١٢١٥ب.م، ويقول الصينيون إن بناء هذه المدينة من سنة ١١٠٠ أو سنة ١٢٠٠ق.م، والصحيح أن بناءَها كان في سنة ١٢٦٧ب.م باهتمام قوبلآي خان ملك المغول حفيد جنكيزخان، الذي ولد في سنة ١٢١٤ب.م، واشتهر ملكًا سنة ١٢٦٠ب.م، وتُوفيَ سنة ١٢٩٤ب.م، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان عدد سكان هذه المدينة مليوني نفس، وقيل إن قبل ذلك في سنة ١٨٤١ب.م بلغ عدد سكانها ١٥٠٠٠٠٠ نفس.
  • بارومتر: أي ميزان الهواء والطقس، وعرَّفه بعضهم بميزان ثقل الجو أو الهواء. اختراعه من طوريشلي أحد علماء الطليان تلميذ غاليلو سنة ١٦٤٣ أو سنة ١٦٤٥ب.م، وقال بعضهم سنة ١٦٣٠ب.م، وهذا العالم أصله من مدينة فلورنسا من أعمال إيطاليا، ومات سنة ١٦٤٧ب.م، ثم أنجز هذه المأثرة العالم الفرنساوي باسكال الشهير سنة ١٦٤٨ب.م، وفي أثنائها استعمل أولًا بارومتر منتظم. والمراد في هذه الآلة اعتبار أو قياس ثقل أو ضغط الهواء، وهي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: بارو معناها ثقل، ومتر قياس.
  • البارود: في أواسط القرن السابع ب.م، قد كان اليونان المقيمون في المملكة الرومانية أيام زلتها يستعملون البارود للحرَّاقات التي كانت تحرق حتى في الماء، والمقرر أن الصينيين استعملوه في بدائة التاريخ المسيحي، وقيل إن العرب استعملوه في حصار مكة سنة ٦٩٠ب.م، وأنه لم يكن يُعرف في أوروبا إلى سنة ١٢٥٧ب.م، وقال المؤرخون: إن «روجار باكو» أحد علماء الإنكليز المنسوب إليه اختراع البارود قد وصف البارود في مؤلفاته سنة ١٢٧٠ب.م في أنه كان ألعوبة عمومية يلتهي بها الأحداث. أما استنباط البارود عمومًا فمنسوب إلى الراهب معلم الكيميا المدعو شوارتز، وأصله من جرمانيا، وذلك سنة ١٢٧٣ أو سنة ١٣٣٠ب.م، وقال بعضهم إن هذا الراهب أتقن صناعة البارود سنة ١٣٣٦ب.م. وقد دخل استعمال البارود في أوروبا وعرفت منه رزيئة القتل في القرن الرابع عشر ب.م، وقرر المؤرخون أيضًا أن اصطناعه كان لخمس خلون من تشرين الثاني سنة ١٦٥٢ب.م.
  • باريس: عاصمة فرنسا، موقعها على جانبي نهر سين، ومحيطها ٢٠ ميلًا، وهي من عهد سنة ٣٥٥ب.م، وقرر المؤرخون أن أصل هذه المدينة لم يزل غير معروف حق عرفانه، وآخر ما يعتمد عليه في ذلك هو أن قبيلة راحلة قد جاءَت وأقامت على شطوط نهر السين مع سعيتها أو قطيعها ومالها؛ أي مواشيها، وكثيرًا ما قاست من القبائل المجاورة لها شن غارات وغزوات حين لم تكن قادرة على الدفاع، وكان رجالها يحمون أنفسهم من غزو سائر القبائل وتلقبوا حينئذٍ باسم «لوتيتيا»؛ أي سكان المياه، ولما كانت هذه التسمية غير مألوفة عندهم تلقبوا حينئذٍ باسم «باريزي أو باريسي»، ولما ظفر يوليوس قيصر ببلاد «غاليا» لقي قبيلة باريزي هذه، وعاصمتها مسماة «لوتيتيا» ملتصقة بجسريْن كائنة على شط نهر السين، وقد تُوِّقت بكل شجاعة، لكنها قُهرت، وحينما جدد الملك بناء البلد الساكنة فيه بعد أن كان خرابًا في ذلك الزمان، وحصنها بالأسوار، وزاد تحصينها أيضًا، وأقام فيها قلعتين على آخر الجسرين المذكورين، وفي سنة ١٤٧٠ب.م أنشئت المطابع في باريس، وقال المؤرخون إن إنشاء المدارس فيها كان سنة ٩٠٠ب.م. وفي سنة ١٨٥٢ب.م بلغ عدد أهلها مليونًا من النفوس، وهي جميلة البناء مشحونة بالقصور والجنائن العمومية وعيون الماء والآثار القديمة ومراسح اللهو والطرب ومواضع التنزه، وبها قصر عظيم يقال له اللوفر فيه تصاوير جميلة ثمينة وتحف قديمة وحديثة مجموعة من أقطار المسكونة، وبها كنائس وأديرة عظيمة ومدارس عديدة منها مدرسة كلية، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان في مكتبتها خمسمائة ألف مجلد، ما عدا المكاتب الأخرى التي تحوي كتبًا كثيرة، حتى بلغ عدد الجميع في السنة المذكورة مليونا مجلد، وهذه المدينة مشهورة بكثرة المطابع وسهولة اكتساب العلوم بها؛ لأن أكثر المدارس والقاعات الخطابية مفتوحة لإفادة الجمهور، والدخول إليها مباح لكل من أراد الخطاب من غير مانع، وأهلها يحبون الانبساط أكثر من جميع الناس، وفي هذه المدينة أيضًا مكتبة ملكية، طولها خمسمائة وأربعون قدمًا، وعرضها مائة وثلاثون قدمًا، موقعها في محل يُدعى سوق «ريشيليا»، وقيل إن الملك لويس الرابع عشر هو مؤسس هذه المكتبة، وأن الملك لويس الثالث عشر ترك فيها ثمانية عشر ألف مجلد، وعند وفاة الملك لويس الرابع عشر المذكور كان في هذه المكتبة سبعون ألف مجلد، وأنه على موجب دفاتر سنة ١٨٣٦ب.م كان فيها ما ينوف على هذه السبعين ألف مجلد. أما عدد ما كان فيها سنة ١٨٦٢ب.م، فهو مليون وأربعمائة ألف مجلد وثلاثمائة ألف كتاب مجلد من ورق، ومائة وخمسة وعشرون ألف كتاب خط، وثلاثمائة ألف أطلس أو خارطة اعتيادية وبحرية، ومائة وخمسون ألف نوع من المسكوكات.
  • بابا بيوس التاسع: ميلاده سنة ١٧٩٢ب.م. جلوسه سنة ١٨٤٦ب.م.
  • بابل: عاصمة بلاد الكلدان، وكل مملكة بابيلونيا في العراق العربي من بلاد الترك في آسيا، كانت مبنية على نهر الفرات الذي طوله ألف وأربعمائة ميل، ومنبعه في جبال أرمينيا، ومصبه في خليج العجم. تبعد عن مكان ملتقاه في نهر التيكر ثلاثمائة ميل، وخطِئَ من قال طول الفرات ١٨٠٠ ميل، وكان مستديرها أربعين ألف متر، وكان لها ميناء جميلة، ويدخل إلى هذه المدينة بمائة بوابة من النحاس الأصفر، وكان لها جنات معلقة كانت تعد في جملة بدايع الدنيا، وكان لهذه المدينة أسوار عالية جدًّا وسعها فاحش جدًّا، وكانت محصنة بمائتين وخمسين سورًا للدفاع عن المدينة، وبها سرايات كثيرة … إلخ، أما الآن فالباقي منها آثار خرابات تكاد لا يعرف لها موضع، وقد بنى هذه المدينة نمرود سنة ٢٦٤٠ق.م، وطول أحد أسوارها كان ستين ميلًا، وعلوه خمس وثلاثون قدمًا، وعرضه سبعة وثمانون قدمًا، وله من كل ناحية خمسة وعشرون بابًا. وبناءُ برج بابل كان في سنة ٢٢٣٤ق.م، وقال بعضهم إن بناءَهُ كان في سنة ٢٣٠٠ق.م. ثم إن من المؤرخين الثقات من قال إن بناءَ نمرود لهذه المدينة كان في سنة ٢٢٣٠ أو سنة ٢٢٠٤ق.م، وقال آخرون إنها تأسست بعد الطوفان على الأرض بمائة وخمسين سنة، وفي رواية آخرين أن وقت ابتداءِ هذه المدينة المشهورة هو قيد الإشكال، فلم تنجل حقيقة أصلها بعدُ، فإن قومًا قالوا إن نمرود بناها، وخالفهم آخرون فقالوا بناها بيلوس أحد قوَّاد مملكة آشور أبو الملك نينوس ملك آشور اليوناني، ويمكن أن يقال إن بناءها كان يوم بني برجها كما جاء في التوراة: «دعنا نبني برجًا يبلغ رأسه إلى السماء»، وذلك من تاريخ أربعة آلاف سنة، وقال المؤرخون: إن بابل في الأعصر القديمة كانت من أفخر وأشهر المدن، وإن أسوارها وأبراجها وأبوابها كانت تعد من عجائب الدنيا. انتهى.
  • برلين: عاصمة ألمانيا. موقعها على نهر سبري، ومحيطها اثنا عشر ميلًا. بناها أمير جرماني يدعى البارت الذئب «من مقاطعة في بروسيا تدعى براند بورغ»، وذلك سنة ١١٤٢، واشتهرت هذه المدينة في زمن الملك فريدرك غليوم ملك بروسيا، ويدعى المنتخب العظيم، ولد سنة ١٦٢٠ب.م، وتولى من سنة ١٦٤٠ إلى ١٦٨٨ب.م، وهذا الاشتهار كما ذكر كان في سنة ١٦٥٠ب.م، وقد استولى سابقًا على هذه المدينة النمساويون والروس في سنة ١٧٦٠ب.م، والفرنسيس في سنة ١٨٠٦ب.م، وفي هذه المدينة مكتبة ملكية كانت سنة ١٨٦٢ب.م، تحتوي خمسمائة ألف مجلد وخمسة آلاف كتاب بخط اليد، وهذه المدينة جميلة المنظر، وأسواقها واسعة مستقيمة، وأبنيتها فاخرة، وهي مقام العلماء، وبها مدرسة كلية، ومدارس أخرى عديدة، وكان عدد أهلها سنة ١٨٥٢ب.م ٢٥٠٠٠٠ نفس، وناقض غيرهم أن عدد أهلها كان في سنة ١٨٤٩ب.م ٣١١٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٦٢ب.م أربعمائة وستين ألف نفس.
  • البالون أو الإيروستا: وهو مركبة أو قبة هوائية، وقد سمَّاه أحد علماء العربية في أيامنا منطارًا؛ أي المرتفع في الهواء من اختراع كافنديش أحد أطباء، وكيمياويي الإنكليز الذي اكتشف خفة الهيدروجين سنة ١٧٦٦ب.م، وعرف أنها من سبعة إلى إحدى عشرة مرة أخف من الهواء الاعتيادي، وأن الهيدروجين حينما يكون نقيًّا يكون ست عشرة مرة أخفَّ من الهواء، فالكيمياويُّ والطبيب بلاك من سكوتلاندا من بلاد الإنكليز والمعلم كافالو قد امتحنا ذلك بأن ملآ كيسًا شفافًا من الهيدروجين لإصعاده في الهواء، فتمَّ لهما ذلك فعلًا، قيل: وكان من أسباب توصلهما إلى هذه المعرفة أنهما رأيا فقاعة صابون تصعد في الهواء عند الغسل، وقال بعض مؤرخي الفرنسيس إن استنباط البالون كان في غرة كانون الأول سنة ١٧٨٣ب.م، وصانعهُ الإخوان مونغوفيه، وصعدا بهِ في الجو تلك السنة.
  • بحر الأحمر: ويسمُّونه أيضًا بحر القلزم أو خليج العرب. طوله ألف وأربعمائة ميل، وهو يفصل بلاد العرب عن أفريقيا، وقال آخرون إن طوله ألف وخمسمائة ميل.
  • البخار: أول اختراع آلة أو ماكينة بخارية، كان في سنة ١٦٤٩ب.م، وقيل أيضًا إن أول من شرع في عمل هذه الآلة هو طبيب بروتستانتي فرنساوي الأصل اسمه دينيس بابين سنة ١٦٩٠ب.م، وهو أول من ركب تلك الآلة على سفينة صغيرة في وادي فولدا في كاسل سنة ١٧٠٧ب.م، ولسوء حظه قام على سفينته بعض الأوباش في وادي الويزر وكسروها له ولم يعد في إمكانه تجديدها، ثم اعتنى في هذه المأثرة يعقوب واط من سكوتلاندا الإنكليزي المشهور وحسن الاختراع، وكاد ينجح نجاحًا تامًّا في عمل السفينة البخارية، وذلك في سنة ١٧٦٨، وسنة ١٧٦٩ب.م، ومن ثم تداولت هذا العمل أيادٍ كثيرة، ولكن لم تأتِ تلك المساعي بتمام المراد حتى سنة ١٨٠٣ب.م؛ إذ وضع روبرت فلطن الأميركاني الذي كان في فرنسا أول سفينة بخارية تامة بدواليب على نهر السين في باريز، ولكن لم يتم إنجاز هذه المأثرة في فرنسا، فذهب فلطن إلى أميركا وطنه، وهناك صار إنجازها، وفي ١٠ آب سنة ١٨٠٧ب.م نزَّل إلى البحر السفينة الأولى البخارية كلارمون، وسافرت من نيويورك إلى فيلادلفيا، وأول إنشاء أو عمل طاحون أو فابور قطن بخاري كان في سنة ١٧٨٣ب.م. أما آلة الذنب للفابورات وتُدعى عند الإفرنج هاليس أو أليس، وهي المستعملة الآن في السفن البخارية عوضًا عن الدواليب؛ فأول من فكر فيها دوكي الفرنساوي سنة ١٧٢٧ب.م، ولكن لم يتفق إنجازها إلا عن يد المهندس أريكسون من أهل أسوج في البلاد المتحدة الأميركانية سنة ١٨٤٤ب.م، واستعملت في السنة التي بعدها.
  • البرطلة: المعروفة بالبرنيطة. اصطناع البراطل كان في بلدٍ تُدعى نورمبرج أو نومبرج، وهي من مملكة بافاريا، وبافاريا هي مملكة صغيرة في جرمانيا؛ أي ألمانيا الجنوبية، وهذه البلد هي ذات صنائع وحرف شتَّى، وكان اصطناعها في هذه البلد سنة ١٣٦٠ب.م، وقال بعضهم إن مخترعها إنما هو رجل سويسري في فرانسا سنة ١٤٠٤ب.م.
  • بركة لوط أو بحر صادوم: ويدعونه أيضًا البحر الميت. هو بحيرة مالحة في فلسطين على بُعد خمسة وعشرين ميلًا في شرقي القدس الشريف، كائنة في المكان الذي كانت قائمة عليه سدوم وعموره وإداما وصبوايم، وإن مدينتي سدوم وعموره المذكورتين كان موقعهما على الطرف الجنوبي من هذه البحيرة الواقعة بين جبل مواب لجهة الشرق وجبل حبرون لجهة الغرب، وهي من سافل القدس على مسافة أربعة آلاف قدم أو ألف وثلاثمائة قدم أوطا من بحر الروم، وقال مؤرخو الإنكليز إن وسعها أو مساحتها من الشمال إلى الجنوب اثنان وأربعون ميلًا، وقال بعضهم طولها برمته ستة وأربعون ميلًا وعرضها عشرة أميال، وقال مؤرخو الفرنسيس إن طولها خمسون ميلًا، واتفقوا على عرضها، لكن بعض مهندسي الإنكليز قد قال إن معظم عرضها أحد عشر ميلًا، ثم إن القسم الجنوبي من هذه البحيرة عمقه ثلاث عشرة قدمًا، وعمقه المتوسط ألف قدم، لكن القسم الشمالي فيها عمقه ألف وثلاثمائة قدم، وهو منتهى عمقها. أما الجبال المذكورة التي تحيط بها من كل جانب فارتفاعها ليس أقل من ألفي قدم، ومياهها مرة جدًّا ثقيلة، فعوض أن ترى فيها تقاذف الأمواج بعضها مع بعض ترى ماءَها راسبًا كالزيت، وقلما يتأتَّى الغرق فيها، وقد أوهم من قال إن الطير لا تطير فوقها حذرًا من تأثيراتها الوبائية؛ فكم مرة رُئي الإوَزُّ والحمام طائرًا سفًا على وجهها.
  • البركان والزلزلة: إن الزلزلة هي حركة أو ارتعاش أو رعدة تميد بها الأرض، وقد يكون أحيانًا هذا التزلزل خفيفًا وأحيانًا يكون شديدًا، وفي أوقات أخرى تكون حركة الأرض مترددة بين الوراء والأمام أو ترتفع إلى ما قدام فقط، وقد يسبق الزلازل اعتياديًّا صوت صفير سريع أو قرقعة في الهواء كأنها تحت سطح الأرض، وهذه الحركة يميد بها جزءٌ كبير أو صغير من كرة الأرض، فحينما يكون هذا الارتجاج شديدًا يهدم ويخرب عدة أماكن من سطح الأرض، وقد ترتفع مياه البحر فتمتد إلى مسافة عظيمة مع السفن التي عليها، وتغادر السفن على الأرض بعد رجوعها، وقد تدك الجبال وتغيض العيون والبحيرات، إلى غير ذلك من الحوادث الهائلة، وتكون غالبًا مصحوبة بخروج مواد كبريتية مع أبخرة ونيران … إلخ، وقد ورد في أسبابها أقوال كثيرة أصحها قولان؛ الأول: أسسوه على الرعد، كما أنه يحصل من الكهربائية الجوية، كذلك الزلزلة تحصل من الكهربائية الأرضية. الثاني: أن الأبخرة التي تنشأ عن المواد المحترقة في بعض مواضع من طبقات الأرض تطلب الخروج إلى الخارج، ولعدم منفذ لها تشقُّ الأرض وتخرج منها، فحينئذٍ تحدث عنها الرجة المذكورة، وقال بعض الكيمياويين أن طبيعة غاز الهيدروجين الفاقعة أو المنطلقة قد تحدث زلازل وبراكين؛ وذلك لأن في أجواف الأرض مقدارًا عظيمًا من الحديد، ولوجود الماء أيضًا في الأرض بمقادير متساوية مفعم الشقوق والثقوب في الصخور، فإذا الماء ماسَّ الحديد يعطي الأكسيجين الذي فيه إلى هذا المعدن، ويصير حينئذ الهيدروجين غازًا، وحينما يمتزج هذا الغاز مع الهواء الجوي، فإن ماسَّ المادة المحترقة حدث عنه قرقعة، وهكذا نتصوَّر أن في الكهوف العظيمة التي في الأرض إذا اختلط الهيدروجين مع الهواء يصادف شيئًا ما يشعله، فهذا هو التصادم الذي يأتي عنه انقلاب الأرض، وفي بعض الأحوال مدن برمتها تدفن في هذه اللجج والأعماق. أما جبل النار؛ أي البركان، فبيانه هو فوهة أو شق يحصل في سطح الأرض أو في أحد الجبال التي ينقذف منها دخان ولهب وحجارة واندفاع أو كتلة من المعادن الذائبة أو من المواد الحجرية التي تنبعث، وتخرج من فم أو من جوانب هذا الجبل، ويخرج أحيانًا كميات وافرة بنوع أنها تدمر وتهدم المدن، وهذه الجبال توجد في جملة محال من أقطار الأرض نظير بركان أتنا وفيسيفوس في سيسيليا وإيطاليا وجبل هكلا في جزيرة أيسلاندا في الدانيمرك، وهذه الجبال لم تزل باقية تقذف من باطنها نارًا على الدوام بحيث إن الأراضي المجاورة لها تستضيءُ بنورها مدة الليل وتسافر أهلها بضوءها من محل إلى آخر، وتسمى أرضية إذا كانت البراكين في الأرض وبحرية إذا كانت في البحر، وقد يسمع من هذه الجبال صوت مخيف جدًّا يشبه صوت الرعد، وسبب وجود هذه النيران هو احتراق بعض الجواهر الكبريتية والفسفورية، وبعض مواد لغومية سهلة الاحتراق، فعند احتراقها تجتمع الأبخرة في تجويف من طبقات الأرض وتطلب المنفذ إلى الخارج، فتشق الأرض بقرقعة عظيمة، وتقذف المواد المنحصرة إلى الخارج كما تقدم آنفًا.
  • البصرة: هي مدينة في العراق العربي معرَّب بس راه بالفارسية — أي كثير الطرق — بناها الخليفة عمر سنة ٦٣٦ب.م؛ أي في القرن السابع ب.م، وهي كائنة على رأس الخليج العجمي، وموقعها على نهر الفرات بعيدة عن فم النهر المذكور سبعين ميلًا. أما الفرات فهو نهرٌ عظيم يلتقي مع دجلة في البطائح فيصيران نهرًا واحدًا، ثم يصبُّ عند عبادان في بحر فارس، وقد استولى الفرس عليها ثم الأتراك سنة ١٦٣٨ب.م، ثم أخذها الفرس ثانيةً وبقيت بأيديهم من سنة ١٧٧٣ إلى سنة ١٧٧٩ب.م، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان عدد سكان هذه المدينة ٥٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ٦٠٠٠٠ نفس.
  • بطرس الأكبر: قيصر روسيا، مؤسس بطرسبرغ عاصمة روسيا. ميلاده في ٣٠ أيار سنة ١٦٧٢ب.م على حسب التقويم القديم، وعلى حسب التقويم الجديد في العاشر من حزيران في السنة المذكورة، فكان عمره حين وفاة والده ألكسيس ميخايلوتيز أربع سنين وستة أشهر، وكانت وفاة أبيه المذكور في سنة ١٦٧٧ب.م، وله من العمر ست وأربعون سنة. تولَّى بطرس المملكة سنة ١٦٨٢ب.م، وتوليه وحده أخيرًا دون مشارك له سنة ١٦٨٩ب.م، وكان عمره إذ ذاك ١٧ سنة، وذهابه إلى بلاد هولاندا ليتعلم صنعة إنشاء السفن سنة ١٦٩٧ب.م، ووفاته في ١٠ آذار سنة ١٧٢٥ب.م أو في الواحد والعشرين من الشهر المذكور في السنة المذكورة بحسب اختلاف التقاويم الجديدة والقديمة.
  • بطرسبرغ: عاصمة روسيا، وموقعها على رأس خليج فينلاندا وعلى ملتقى نهر نافا مع الخليج المذكور، وقيل على شاطئ هذا الخليج بناها الملك بطرس الكبير سنة ١٧٠٣ب.م وقيل سنة ١٧٠٢، وهي الآن أفخر مدن أوروبا في الحسن والظرافة، ولعظم أبنيتها وكثرة قصورها سميت مدينة القصور، وفيها كنائس وغيرها من الأبنية، وهي أول مدينة متجرية لمملكة روسيا ومركزٌ لعلومها ومعارفها، وفيها مدرسة كلية معتبرة كانت سنة ١٨٤٦ب.م. تحتوي على تسعة وستين معلمًا وسبعمائة تلميذ ومكتبة فيها أربعمائة وعشرون ألف مجلد، وفي سنة ١٨٤٩ب.م بلغ عدد سكانها ٤٧٠٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٥٢ب.م خمسمائة ألف نفس، وفي سنة ١٨٦٢ب.م ٤٩٥٠٠٠ نفس. أما التاج الملكي الموجود في سرايتها الملكية، فشكله على هيئة طربوش مغشى بالجواهر الثمينة ذات اللمعان البهي مما يبهر النظر، وفيها أيضًا قضيب الملك مزدان بالجواهر الفاخرة، وفي جملتهما جوهرة كبيرة تتلألأ لا مثيل لها، وهي في قدر بيضة الحمام، اشتراها الكونت أورلوف نديم الملكة كاترينا الثانية بمائة ألف ليرة، عبارة عن خمسة وعشرين ألف كيس ومائتين وخمسين كيسًا، وقدَّمها إلى جلالتها، وبناءُ كنيسة ماربطرس في هذه المدينة من بطرس الأكبر كان في سنة ١٧١٢ب.م، وفي هذه الكنيسة مدافن كل قياصرة وقيصرات روسيا، ابتداءً من بطرس الأكبر إلى آخر قيصر توفي في روسيا، ما عدا الملك بطرس الثاني؛ فإنه مدفون في مدينة موسكو ثاني مدينة في روسيا، وكانت قصبة المملكة قديمًا وأعظم مدن أوروبا. ثم من جملة الأبنية الرحيبة في هذه المدينة المستشفى الفسيح المدعو مستشفى الأيتام، قد بنته الملكة كاترينا الثانية ملكة روسيا زوجة بطرس الثالث سنة ١٧٧٠ب.م، وجعل مساحة وِسْعِهِ مقدار ثلاثين فدان أرض تقريبًا، وموقعه في أحسن أقسام المدينة، يحتوي ستة آلاف رجل، وكان قيمة ما ينفق فيه في كل سنة خمسة ملايين ريال، عبارة عن مائتي ألف كيس.
  • بعلبك: بلدٌ في سورية بها قلعة عجيبة البناء؛ نظرًا إلى عظم حجارتها وإحكام بنيانها التي أحدها يبلغ طوله نحو سبع وعشرين ذراعًا، وعلوُّهُ نحو ست أذرع، وكذلك غلظ أعمدتها وارتفاعها والنقوش الموجودة فيها، ومنتهى أقوال المؤرخين في بناء بعلبك أنها مدينة البعل أو الشمس؛ نسبةً إلى هيكل الشمس فيها، وأنها من ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، وأن الفينيقيين بنوها لسليمان، وأن سليمان جعل هذه المدينة بيتًا لحرش لبنان هناك؛ قد بناه لزوجته المصرية، وأن أسلاف سليمان كانوا عبدة أوثان، وأن الفينيقيين هم الذين رفعوا أعمدتها العظيمة، ولما شرع سليمان الحكيم ببناء هيكل الله في أورشليم استحضر بنائين من صور، وهم أسسوا هذه المدينة، وفي الجملة أن ذلك قيد الشك والريب، فما زال مجهولًا عندهم، لا سيما أسوارها القديمة، وقد اقتصرنا عن ذكر عظم حجارتها جميعها وهياكلها القديمة، وعن الذين شنوا عليها الغارات بعد ذلك، والزلازل التي ألمَّت بها؛ لأن مرادنا الآن معرفة بناء هذه المدينة فقد وتعريفها.
  • بغداد: وتلقب بمدينة السلام وبالزوراء، هي مدينة في العراق العربي من بلاد الترك في آسيا تدعى دار الخلافة. يخترقها نهر الدجلة، ويكتنفها خندق كبير، وهي محصنة بعدة أبراج ومعاقل منيعة، قد أسسها الخليفة أبو جعفر المنصور، فأتم بناها في أربع سنوات، وكان بناؤها سنة ٧٦٢ب.م، وصارت سنة ٨٠٠ب.م كرسيًّا للخلفاء العباسيين، وبهذا التاريخ ظهر العرب في الشرق وفي إسبانيا، وقال بعضهم إن تأسيس بغداد مركز الخلافة كان سنة ٦٧٦ب.م، وقد وسع هذه المدينة هارون الرشيد الخامس من بني العباس، وزينها، واستمرت نحو خمسة أجيال عاصمة لمملكة العرب بعد الشام والكوفة وحماة، وفي سنة ١٢٥٨ب.م استولى عليها التتر تحت راية ملكهم الأمير هولاكو بن تولي من أمراء المغول سلطان دولة الفرس الجنكيزخانيين، وكان إذ ذاك انقراض الدولة العربية في خلافة المستعصم بن المستنصر، ومن ذلك الزمان تتابعت الدول عليها، وقد أخذها الأتراك العثمانيون سنة ١٥٣٤ب.م، وقد تعاصت سنة ١٦٢٣ب.م بعد أن حوصرت زمنًا طويلًا، وأخذها السلطان مراد الرابع من الأعجام سنة ١٦٣٨ب.م، وفي هذه المدينة بقايا من دور الخلفاء وقصورهم التي منها قصر زبيدة بنت جعفر المتوكل العباسي زوجة الرشيد، وكثيرٌ من الجوامع والخانات والحمامات، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان أهلها يبلغون نحو ٦٠٠٠٠ نفس، وقال بعضهم سبعين ألفًا، وكانت معدن العلماء والشعراء والفقهاء والمشاهير في كل علم وفن، ومما ذكره المؤرخون أنها سميت ببغداذ؛ لأن كسرى أهدي إليه خصي من المشرق، فأقطعه إياها، وكان لها صنم يعبدونه في المشرق يقال له البغ، فقال ذلك الخصي بغ داذ؛ أي أعطاني الصنم؛ لأن بغ صنم وداذ عطية، وقيل إن بغ بالعجمية بستان وداذ اسم رجل يعني بستان داذ، والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، والذي دعاها مدينة السلام هو المنصور؛ لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام، ولذلك يقال له نهر السلام أيضًا، وقيل لقبت بالزوراء؛ لأنه لما بناها الخليفة أبو جعفر المنصور جعل أبوابها الداخلة مزورة عن أبوابها الخارجية، وقال ياقوت في المشترك: والزوراء اسمٌ لدجلة ببغداذ، سميت بذلك لميلها وانعراجها. انتهى.
  • التبرقع: إن التبرقع في الطنافس، وسائر البقع الحاصلة من الحامض أو من القلي أو من الكلس؛ أي البياض، فإن الواسطة في إزالتها وإعادة لونها الأصلي كما كان أولًا، هي بأن تمزج نقط قليلة من كاربون الأمونيا؛ أي النشادر، مع كمية قليلة من ماء المطر الحميم، وتصب منها بتأنٍّ عليها فتذهبها لا محالة.
  • بلغار: إن استقلال البلغار كان سنة ٦٣٥ب.م.
  • البن: أصله من جنوبي بلاد الحبش؛ أي حينما كانوا يستعملونه. اتصل إلى بلاد العجم سنة ٨٧٥ب.م، ومن العجم إلى بلاد العرب أو الشرق في ابتداء القرن الخامس عشر ب.م، ومن هناك أخذ يكثر استعماله. أما دخوله إلى بلاد الإنكليز فكان برجل تركي سنة ١٦٥٢ب.م، واستعماله في فرنسا كان سنة ١٦٥٤ب.م، ولكن لم يدرج في باريس إلا في سنة ١٦٦٩ب.م، وقد نقل عن الأطباء أولًا أنَّ تناول شراب البن لا يخلو عن ضررٍ جسيم؛ قال أحدهم مرةً لفونتنال — أحد أدباء الفرنسيس — إن البن هو سمٌّ ناقع، فأجابه هذا المؤلف الثاقب العقل بالإسخان: لا جرم أنَّه سم ناقع وهذا أنا أشربُ منه منذ ثمانين سنة. أما أجود البن فهو اليماني ثم الحجازي.
  • البنادق: جمع البندقية، وهي البارودة، نسبةً إلى البندق الذي يرمى بها، وهو الرصاص المسبوك كرويًّا أو إلى بلاد البندقية، وهي آلات إطلاق البارود، وتُسمى البواريد أيضًا. قيل أول من اخترعها الطليان، وكثر استعمالها في سنة ١٤٣٠ب.م.
  • بونابرت: هو نابوليون الأول ملك فرنسا، وثاني أولاد كرلوس بونابرت. ميلاده في جزيرة كورسيكا التابعة لها مقاطعة في فرنسا تدعى أجاشيو الواقعة في الجنوب منها وذلك في ١٥ آب سنة ١٧٦٩ب.م. تجهيزه لسفر مصر وقدومه إليها سنة ١٧٩٨ب.م، وفي ٢١ تموز من السنة المذكورة ظفر بالمماليك عند الأهرام، وفتح مصر وأخذ جزيرة مالطه، وكانت حينئذٍ ملحمة عظيمة بينه وبينهم، وكان المماليك إذ ذاك تحت رئاسة مراد بك، وعند ذلك سلمت القاهرة حين تغلب على مصر، وما بقي من المماليك تفرق شملهم وتشتتوا في سنة ١٧٩٩ب.م. قدم بجيوشه ودخل فلسطين وأخذ غزة ويافا، وكان في عزمه أن يفتح سورية، وحاصر عكا، لكنه انكفَّ إلى الوراء من القوة الإنكليزية التي كان قائدها سدناي سميث، واضطر بونابرت أن يرفع الحصار عن عكا، وله تاريخ في تلك الواقعة لا محل لذكره هنا، وفي ١١ شباط سنة ١٧٩٩ المذكورة انصرف إلى فرنسا، وفي سنة ١٨٠٤ب.م كان تمليكه فيها، وفي سنة ١٨٠٦ب.م استولى على نابولي، وفي سنة ١٨١٠ب.م سجن البابا بيوس السادس، وفي سنة ١٨١٢ب.م كان حربه مع روسيا، وفي سنة ١٨١٣ب.م كان خلعه من الملك، وقرَّر بعضهم في ٣ نيسان سنة ١٨١٤ب.م، وكانت وفاته في جزيرة القديسة هيلانة، بعد أسره فيها بخمس سنوات، وذلك في ١٥ أيار سنة ١٨٢١ب.م.
  • البوسطة: كان ملوك الأشوريين هم والعجم يضعون مراسلاتهم أو بوسطاتهم في محطات لها أيام معينة للسفر، فترسل مع خيل البريد المعدة؛ لأن تنقل أوامرهم بغاية السرعة من مكان إلى آخر، ثم كان بعد ذلك في المملكة الرومانية برد أخرى يجدُّون على خيل مسرعة جدًّا بنقل الأوامر الملكية، فيبلغونها يدًا بيد، وذلك في كل مقاطعة، وكانوا يرسلون أيضًا تحارير سرية إلى بعض أماكن مع العبيد؛ لأنهم لم يكونوا يأمنون عليها طوارق الحدثان، ثم جعل شارلمان أحد ملوك فرنسا محلات للبرد التي كانت تسلم البوسطات الصادرة من الحكومة لكل مكان في المملكة، وبعد وفاة شارلمان أبطلوا ترتيب المحطات، وصاروا يرسلون رسلًا مخصوصة عند الاقتضاء، وقال بعضهم إن اختراع البوسطة وترتيبها كان في سنة ١٤٥٠ب.م، ولكن في سنة ١٤٦٤ب.م أعاد الملك لويس الحادي عشر ترتيب المحطات للبرد بعد إبطاله. أما استعمال البوسطة وترتيبها في باريس، فإنه كان في القرن الحادي عشر ب.م، وأما في غيرها من أوروبا فكان في سنة ١٥١٦ب.م.
  • بولس: كنيسة مار بولس في لوندره المشهورة قد بناها سير كريستفور رن، وابتداءُ ذلك كان في سنة ١٦٧٥ب.م، وانتهاء بنائها في سنة ١٧٠١ب.م، فيكون قد استمر مدة ست وثلاثين سنة، ورسم عمار هذه الكنيسة على شكل صليب طولها خمسمائة وعشر أقدام، وعرضها مئتان واثنتان وثمانون قدمًا، وعرض الكنيسة المذكور مائة قدم، وفوقها قبة عظيمة معلق فيها جرس وزنه ثمانية عشر قنطارًا، يسمع صوته من مسافة عشرين ميلًا، وعلوها من البلاط أربعمائة وأربع أقدام، بلغ المصروف عليها قدر أربعة ملايين من الريال، والريال يعادل ستة وعشرين غرشًا عبارة عن مائتي ألف كيس وثمانية آلاف كيس، وقال بعضهم ثلاثمائة وخمسين ألف كيس.
  • بولاق: قد حرق الفرنسيس مدينة بولاق، وهي مدينة من مصر القديمة، في سنة ١٧٩٩ب.م، وكان ذلك بمدة حصارهم القاهرة.
  • بلاطون: فيلسوف يوناني مشهور، تلميذ سوقراط. ميلاده في أثينا سنة ٤٢٩ق.م. تعليمه في أثينا سنة ٣٩٠ق.م، ووفاته سنة ٣٤٨ق.م.
  • بيروت: بيان حقيقتها بالاختصار؛ هي إحدى مدن فينيقية من أعمال سورية، كائنة على شاطئ بحر الروم، موقعها بين صيدا وجبيل على جانب الشمال الغربي من لسان طويل داخل في البحر يسمى رأس بيروت ورأس اللسان في طول شرقي ٢٨ و٣٥° وعرض شمالي ٥٠ و٣٣°، ودعيت هكذا من هيكلٍ كان بها لبعل بيريث أحد آلهة الفينيقيين المنسوب إليهم بناءَ هذه المدينة، وقيل دعيت بيروت أيضًا من كثرة آبارها؛ لأن لفظة بير في العبرانية والسريانية والفينيقية والعربية بمعنى واحد، فتكون الواو والتاءُ للجمع في العربية، وكانت تدعى دَرْبي، وكان الرومان واليونان يسمونها بيريتوس، وكان يأتيها الماء فوق قناطر عظيمة البناء تسمى قناطر زبيدة، وآثارها باقية حتى الآن في مجرى نهر بيروت. قيل إن بطليموس أبيفانوس الذي جلس سنة ٢٠٤ق.م على تخت سوريا ثم مصر قد بنى هذه القناطر، وقيل زنوبيا العربية ملكة تدمر، وأن ماء بيروت كان يأتي على هذه القناطر من ينبوع نهر بيروت، وقيل من ينبوع العرعار الكائن في أراضي المتن الأسفل شرقي قرية بعبدات مجرورًا بأنابيب حجرية لم تزل آثارها باقية بين قريتي يرمانا وبيت مري، وقيل إن هذه المياه كانت تأتي إلى الهيكل العظيم الذي كان في قمة جبلٍ شرقيها، لم تزل آثاره حتى الآن من أعمدة وخلافها، ويسمى الآن دير القلعة، وأن ماء بيروت مقسومًا إلى قسمين، الأول: يأتيها شرقًا لمصنع ومنه يتجزأ، كما يستدل من آثاره في محل القبيبات، والقسم الثاني: يأتيها جنوبًا مارًّا ما بين الحدث وأراضي الشياح لمصنع هناك، ومنه يتجزأ كما يستدل من بعض آثاره هناك، وقد نظر بهذه المدينة نقود مضروبة باسم أنطيوخوس الرابع الذي جلس على تخت سوريا سنة ١٧٦ق.م، وباسم ديمتريوس الثاني الذي جلس سنة ١٤٦ق.م، وباسم يوليوس قيصر وخلافه ممن لا حاجة إلى ذكرهم هنا، ففي سنة ١٤٠ق.م أخربها ديودوتوس أتريفون قائد جيش إسكندر بلاس ملك سورية الأنطاكي، وبقيت خرابًا خمسًا وسبعين سنة، وسنة ٦٥ق.م رممها الرومان في نفس المكان التي كانت تأسست عليه المدينة أولًا، ثم تسمت أيضًا فيلكس؛ أي جوليا السعيدة باسم جوليا ابنة أغسطوس قيصر التي زوجها بأغريبا حفيد هيرودس سنة ٣٠ق.م، وسنة ٥٥ب.م زينها الجنرال أغريبا الأكبر بالأبنية الجميلة، وسنة ٢٢٢ب.م في أيام إسكندر سافيروس قيصر أقيم بها مدرسة عظيمة لتعليم الشرائع الرومانية.

    وفي سنة ٥٠٠ب.م سماها الملك بوستنيانوس الكبير مرضعة الفقه، وفي أواسط الجيل السادس ب.م أو في السنة الخامسة والعشرين من حكم يوستنيانوس في ٩ تموز سنة ٥٥١ب.م حدث فيها زلزلة عظيمة خربت بها، وسنة ٧٠٠ب.م فتحها عمر بن الخطاب، وقال بعضهم سنة ٦٦٥ب.م، وسنة ٨٠١ب.م دهمتها بوارج الأروام، وفي أواخر الجيل التاسع ب.م حدث فيها زلزلة شديدة سقط منها جانب عظيم، وسنة ٩١٥ب.م غشي ميناها أيضًا سفن إفرنجية مختلفة، وفي سنة ٩٢٤ب.م مرَّ فيها أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد العباسي بعياله، وفي سنة ٩٦٣ب.م وقعت بيد نيكافورس فوقا ملك القسطنطينية، وفي سنة ٩٧٦ب.م بعد رجوع جوهر بالجيوش إلى مصر بعد استرجاعها سار الأمير درويش بن الأمير عمر الأرسلاني إلى دمشق، فخلع عليه هفتكين وأقرَّهُ أميرًا على بيروت وجبلها، وسنة ٩٩٣ب.م كتب ينجوتكين التركي إلى الأمير يدعوه إليه، فتأخر عنه، فولى عوضه الأمير منصورًا، وسنة ١٠٤٣ب.م ولى المستنصر بالله الأمير أبا سعيد قابوس إمارة بيروت والغرب، وسنة ١٠٩٩ب.م أعدَّ فيها واليها الأمير عضد الدولة منازل لعساكر الإفرنج المارين بها في طريقهم من أنطاكية للقدس، وسنة ١١١٠ب.م — وقال بعضهم سنة ١١٠٦ب.م — حاصرها الصليبيون تحت رئاسة بلدوين الأول ملك القدس الإفرنجي خمسة وستين يومًا حتى فتحها، وسنة ١١٦٢ب.م توفي فيها الملك بلدوين، فحملوه إلى القدس ودفنوه في مقبرة الملوك، وسنة ١١٨٢ب.م وقال بعضهم سنة ١١٨١ب.م حاصرها الملك صلاح الدين الأيوبي برًّا وبحرًا، وسنة ١١٨٦ أو سنة ١١٨٧ب.م رجع إليها الملك المشار إليه، وحاصرها ثمانية أيام بعد أن كان رحل عنها وقطع أشجارها لما بلغه خبر قدوم الإفرنج إليها وتسلمها بالأمان، وسنة ١١٩٧ أو ١١٩٥ب.م تسلمتها الإفرنج.

    وسنة ١٢٩٠ب.م قدمت جيوش الملك الأشرف إليها، فحاصرتها وفتحتها وهدمت سورها ودكت قلعتها، وكانت حصينة جدًّا، وجعلت كنيسة مار يوحنا جامعًا «وهو الجامع الكبير»، ومحت صورتها بالكلس، وسنة ١٣٣٣ أو سنة ١٣٣٤ب.م وقال بعضهم سنة ١٣٨٣ب.م ظهرت مراكب جينوا عليها، وسنة ١٣٤٥ب.م أرسل الأمير يلبغا الأتابكي نائب دمشق إليها بيدمر الخوارزمي؛ ليشرع بعمار شون وحمالات ومراكب كثيرة، وأن يحصنها جيدًا، وأن أمراء الغرب يسكنون فيها مع العساكر الشامية، ويحافظون عليها ليلًا ونهارًا، وسنة ١٣٤٨ب.م نكبت مصر وسوريا بطاعون شديد مشهور وفي جملتها هذه المدينة أيضًا، وسنة ١٣٥٠ب.م توفي الأمير ناصر الدين الحسين بن خضر التنوخي وعمره ثمانون سنة وعمر دارًا فيها على جانب البحر وعمر طباقًا فوق الأقبية، وأدار عليها سورًا، وتملك الزقاق المعروف بزقاق الخيالة، وقد ظهر آثار هذه الدار سنة ١٨٦٧ب.م عند باب الدباغة، وسنة ١٣٨٨ب.م كان القتال فيها بين أمراء الغرب التنوخيين أصحاب الملك برقوق وبين عشران البر أهل كسروان والأمراء أولاد الأعمى أصحاب منطاش وأرغون نائبه، فحاربوهم فاستظهر أهل كسروان على أمراء الغرب التنوخيين، وسنة ١٤٤٤ب.م توفي فيها الأمير عز الدين صدقة التنوخي وكان ذا سطوة، وكانت ولايته من حدود طرابلس إلى حدود صفد، وكانت العداوة بينه وبين الأمراء أولاد الحمرا الذين نزلوا من البقاع وأخذوا يسكنون في بيروت، وسنة ١٤٥٤ب.م توفي فيها الأمير زين الدين عمر بن عيسى التنوخي الذي بنى فيها قصرًا مشهورًا.

    وسنة ١٥١٧ب.م استفتح السلطان سليم الأول العثماني مصر وسورية من طومان باي وقبض عليه وأمر بصلبه على باب ذويلة في مصر، وبموته انقرضت دولة الجراكسة، وكانت مدة تملكهم في الديار المصرية والشامية ٢٦٥سنة، وصارت بيروت كباقي البلاد تحت ولاية الباب العالي، وسنة ١٥٣٨ب.م سار الأمير جمال الدين الأرسلاني بمائتي رجل منها بحرًا إلى قبرس حيث حضرت عساكر الدولة لغزوها وحضر وقائعها، وسنة ١٥٧٢ب.م امتدت ولاية الأمير منصور العساف من نهر الكلب إلى حماه بأوامر السلطان سليم الأول، وكان يولي من يده على المقاطعات من يريده، وقد بنى فيها سرايا جميلة وبنى الأمير عساف سيفا جامع دار الولاية المعروف باسمه، وسنة ١٥٩٨ب.م تولاها الأمير فخر الذين معن بعد انقراض الأمراء التنوخيين وجدد فيها في سنة ١٦٣٢ب.م بناء برج الكشاف «الذي هدم في سنة ١٨٧٣ و١٨٧٤ وبني بحجارته ومكانه سوق»، وبنى خان الوحوش والجنينات، وفي سنة ١٦٣٣ب.م توفي الأمير منذر بن سليمان التنوخي الذي بنى فيها جامع النوفرة المعروف إلى الآن بجامع الأمير منذر التنوخي، وسنة ١٦٦٦ب.م كانت واقعة عظيمة في الغلغول عند برجها بين القيسية واليمنية فقتل فيها عبد الله بن قائد بيه بن الصواف مقدم اليمنية وانكسرت عزائمهم وانهزموا منها، وسنة ١٧٧١ب.م — وقول بعضهم سنة ١٧٧٢ب.م — حاصرتها العمارة المسكوبية بإشارة من ظاهر العمر وأشهرت رجالها علامات الحرب، فأحرقوا بعض أبراجها وأطلقوا المدافع على المدينة فتملكوها ونهبوها وهدموا جانبًا منها وهربت الأمراء الشهابيين منها … إلخ. جعل أحمد باشا الجزار واليًا عليها سنة ١٧٧٢ب.م، وسنة ١٧٧٦ب.م كان تقريره فيها، وسنة ١٧٩١ب.م أخرج الجزار الإفرنج منها، وسنة ١٨٢٥ب.م — وقول بعضهم سنة ١٨٢٦ب.م — قدم إليها عمارة أروام وأطلقوا عليها المدافع ثم رجعوا عنها، وسنة ١٨٣١ب.م تسلمها إبراهيم باشا نجل محمد علي عزيز مصر الذي رصف بعض أسواقها وزرع حرش الصنوبر الذي هو إلى الآن قبليها، وكان باقيًا فيه بعض شجرات زعم بعضهم أنها من أيام الصليبيين وغيرهم إلى أنها من أيام الأمير فخر الدين المعني، وسنة ١٨٤٠ب.م فتحها المرحوم السلطان عبد المجيد العثماني وطرد إبراهيم باشا منها، وسنة ١٨٤١ب.م أمرت الدولة العلية بنقل تخت الوزارة من صيدا إليها، وقد اقتصرنا عن ذكر بعض أمور حدثت في هذه المدينة سواءَ كان قبل ميلاد السيد المسيح أو بعده لعدم شدة اللزوم بالنسبة إلى ما ذكر هنا، وأيضًا عن ذكر اختلافات المؤرخين عن أصل هذه المدينة وعن الخرائب التي كانت بها والأعمدة وحدوث الزلازل إلى غير ذلك. انتهى.

وفي سنة ١٨٦٢ب.م كان عدد سكان هذه المدينة ٥٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٧١ب.م ٨٠٠٠٠ نفس، وإنه قبل ذلك في سنة ١٨٥٨ب.م كان عدد أهلها ٤٠٠٠٠ نفس.

حرفُ التاءِ

  • التارومتر: ميزان الحرارة أو ميزان الحرارة والبرد، وهي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «تاروس» حارٌّ من «ثاري» حرارت، «ومتروس» قياس اخترعه المعلم كورنليوس دربل الهولاندي سنة ١٦٢١ب.م، وكان أول استعماله في جرمانيا ثم تفنن فيه العلماء نيوتون وأمونتون وفرنهيت وريمور وهم الأشهر.
  • ترسوس أو ترسيس: هي مدينة من آسيا الصغرى كانت عاصمة كيليكيا ذات السهول، ثم بعده في القرن الرابع ب.م صارت قاعدت كيليكيا الأولى، وهذه المدينة بناها اليونان، أو حسب الروايات بناها سار دانابال، وكانت بلد متجرية، وقد أخذها الملك إسكندر الكبير، واشتهرت ترسيس بمدرستها الفلسفية التي كانت فيها، ويقولون إن القديس بولس ولد فيها. قال أبو الفداء: ترسوس مدينة مشهورة كانت ثغرًا من ناحية بلاد الروم على ساحل البحر الشامي، وقال ابن حوقل: ترسوس مدينة كبيرة عليها سوران من حجارة، وهي في غاية الخصب، وبينها وبين حد الروم جبالٌ هي الحاجز بين الروم والمسلمين، وكان عدد سكانها في سنة ١٨٥٢ب.م ٣٠٠٠٠ نفس، وهي تُضاهي إسكندرونة في رداءة المناخ.
  • تدمر: إن هذه المدينة في العبرانية واليونانية واللاتينية تأويلها مدينة شجر النخل؛ لسبب كثرة النخل الذي كان فيها، وهي مدينة قديمة مشهورة ذات منظرٍ جميل، وكما وصفها الرومان أنها كائنة في برية في سوريا أو بلاد العرب، وكانت مدينة مثمرة فيها مياه تسقيها، وكان لها تجارة عظيمة واسعة وذات يسار عظيم، وموقعها في البرية إلى الشرق من حمص على نحو ٩٠ ميلًا، وإلى الجنوب الشرقي من حلب نحو ١٩٠ ميلًا، وإلى الشمال الشرقي من دمشق نحو ١٥٠ ميلًا، وينسبون بناءها إلى الملك سليمان بن داود (ملوك أول ٩ : ١٨) وأنه هو وسعها، وهي واقعة في وسط الطريق بين نهر أورنتوس ونهر الفرات، وفي زمن تسلط الملك هادريان اتحدت هذه المدينة مع رومية وحصلت على إكرام من الملك المومأ إليه وكانت تدفع الجزية إلى رومية، ولكن ما بلغت هذه المدينة إلى درجتها العظمى إلا في عهد الملك غالينوس، وأما الملك سبتيموس أودنا أو أودناتوس أحد ملوكها أصله من هذه المدينة، فقد اشتهر بالسطوة في عهد الملك غاليان أو غالينوس الروماني المشار إليه، وفي وقايعهِ أيضًا مع الفرس ومع كثيرين من الجبابرة الذين كانوا زهاء ثلثين من الجبابرة الظالمين وكسر وأسر الملك فالاريان بدفعه سابور وجيش فارس عند الفرات، ولذلك حظي عند الملك غالينوس بحظوة وافية فلقبه باغسطوس «إن عند الرومان كان لقبان فقط وهما: أغسطوس وقيصر؛ فأغسطوس هو ملك مالك حالًا، وقيصر ملك ولي العهد وإرث الملك.» والملك غالينوس عرَف الملك أودناتوس أنه شريكٌ له في المملكة، وبقي الملك أودناتوس مستوليًا ثلاث سنوات فقط ثم قتله ابن أخيه مونيوس، وبعد قتله تسمت أرملته زنوبيا ملكة الشرق وتولت تخت الملك وقتلت قاتل زوجها وامتدت سطوتها إلى الجزيرة وسورية، وفي مدة تسلطها خمس سنوات حصلت تدمر على نجاح عظيم، وحيث إن زنوبيا قد نبذت إذ ذاك سلطة رومية وتجاوزت أملاك بيتانيا مما حمل الملك أورليان — أحد ملوك الرومان ثاني خلفاء الملك غاليان المذكور — أن يزحف على بلاد زنوبيا بعساكره ويحاربها، ودار بينهما معركتان كانت فيهما الدائرة على زنوبيا، فوهنت قواها واستولى أورليان على تدمر، وصارت تدمر إيالة تحت تسلط الرومان وذلك سنة ١٢٧٢، أو سنة ٢٧٣ب.م. بعد أن دافعت زنوبيا في ذلك الزمان دفاعًا لا طائل له، وولت الأدبار إلى الفرات، وأخيرًا أمسكت، وفي التاريخ أن ملوك العرب استولوا أيضًا زمنًا طويلًا على تدمر، وبقوا فيها مستقلين بعض الاستقلال حتى القرن الثالث ب.م، وأخذ هذه المدينة أيضًا الإسلام تحت راية أبي بكر، وأيضًا أخذها تمرلنك سنة ١٤٠٠ب.م، وأما خرابات هذه المدينة، فلم تزل إلى اليوم عظيمة، وفيها قلعة تشبه قلعة بعلبك في الكبر، إلا أنه ليس فيها تلك القطع العظيمة من الحجارة والأعمدة، وتزعم العرب أنها من صنيع الجن، والآن لم يبق منها سوى آثار هياكلها وأبنيتها القديمة.
  • الترس: كان في القديم قبل اختراع البارود جاريًا استعمال الأتراس، أما الآن فلا يستعملها إلا البرابرة فقط أو القبائل ذات الخشونة، وقد كان اليونان في زمان الصلح بينهم يعلقون أتراسهم في الهياكل، وكانت عساكرهم تكتب أسماءها على أتراسها؛ ففي الأعصر المتوسطة كانت الخيالة يتقلدون بالسلاح والفرسان أو الجنود يلبسون الدروع الضافية وما كانوا يفتقرون إلى الترس، والدرع هي ثوب على شكل قميص صوف «فلانلا» قصير اليدين جدًّا، مشغول ومجدول بصفائح وزرد من الفولاذ أو الحديد متداخل بعضه ببعض، والترس النورماني بقي استعماله إلى أواسط القرن الثاني عشر ب.م، وكان طويلًا على شكل يدعونه عندهم شكل الشوحة أو شكل الكمثري، ثم بعد ذلك صاروا يصنعونه صغيرًا.
  • التشريح: هو تقطيع جثة الميت وتحليلها إلى دقائق شتى؛ للوقوف على بواطن أعضائه وهيئاتها وكيفية تركيبها وحقيقة أجزائها ومشتملاتها، فأول من شرَّح الجسد الحيواني ووصف الأعضاء الباطنة وصفًا دقيقًا هو أرسطوطاليس في القرن الرابع ق.م، وأول من شرح الجسد البشري هو هروفيلوس وفيلبوس في مدرسة الإسكندرية في القرن الثالث ق.م. على أن أفهام الأطباء لم تبلغ من هذا العلم إلا شيئًا يسيرًا حتى القرن السادس عشر ب.م، فاشتغل به كثيرون من علماء أوروبا، فأبرزوا من غوامضه ما فضحت به الطبيعة التي طالما خفيت أسرارها على عقول بني البشر، وبقي ذلك سايرًا على قدم النجاح والتقدم حتى القرن الحاضر.
  • التصوير: فن التصوير بألوانٍ ونقشٍ، أصله من المصريين، وهو من سنة ١٤٠٠ق.م إلى سنة انتصار العجم سنة ٥٢٥ق.م. أما أول علم التصوير بألوانٍ ممزوجة بالزيت، فإنه كان سنة ١٤١٠ب.م، واختراع تصوير الشمس الذي يدعونه «فوتوغرافيا»، وهي كلمة يونانية مركبة من لفظتين: «فوتو» و«كرافوا»؛ ففوتو: نور، وكرافوا: نقل أو رسم، فهذا اخترعه يوسف نيسافور نيبس الفرنساوي من سنة ١٨١٣ب.م، وتمم هذا الاختراع بالاشتراك مع داكار الباريزي، وظهر للوجود في ١٩ آب سنة ١٨٣٩ب.م، وكان هذا الاستنباط مقصورًا في أول الأمر على الصفائح النحاسية، وقد سمي داكار يوتيب نسبة إلى داكار الذي عاش من سنة ١٧٨٧ إلى سنة ١٨٥١ب.م. أما طريقة إخراج الصورة على الورق كما هو جارٍ الآن، فقد اخترعها فوكس تالبوت الإنكليزي سنة ١٨٣٩ب.م، وظهرت للوجود سنة ١٨٤٥ب.م.
  • التلغراف: آلة تبليغ الأخبار عن بعد بواسطة علامات معلومة، وتُعرف أيضًا بالموصل البرقي وبشريط الحديد. يونانية معناها الكتابة عن بعدٍ، وقد يميزون التلغراف الهوائي عن التلغراف الكهربائي، فعلى الأول في المخابرات الهوائية فهو بواسطة إشارات، والمعروف أنه منسوب إلى الطبيب الفرنساوي أمونطون، الماهر في العلوم الرياضية، ولكن شاب أخوان من الفرنسيس قد أخذوا هذا التصور البديع وأكملوه، وجعلوه سهل الاستعمال، وذلك في سنة ١٧٩٢ب.م، وأما الاتفاق العمومي المشتمل على فائدة هذا الاختراع، فصار الحكم عليه في أربعة أيام خلت من شهر آب سنة ١٧٩٣ب.م، وقال بعضهم سنة ١٧٩٤ب.م، وأما اختراع التلغراف البرقي فإنه كان سنة ١٧٢٩ب.م، وقبْلًا كانوا يستعملون مشاعيل النار لها علامات معروفة عندهم تشير إلى كلام أو تدل على وشك دنو العدو منهم، وكان هذا الاستعمال عند قواد عساكر الرومان، واستعمل ذلك قبائل أخرى، ثم اصطلحوا على أشكال من التلغراف سنة ١٦٨٤ب.م من الجيل السابع عشر والثامن عشر ب.م، ومما جاء أيضًا في هذا البحث أن في سنة ١٧٦٠ب.م افتكر جورج ليزاج الفرنساوي الأصل باصطناع تلغراف وأنهاه سنة ١٧٧٤ب.م، وإذ لم يكن مستوفيًا الشروط ما برحت الأيدي تتداوله حتى سنة ١٨٢٣ب.م، إذ باشر العمل به الطبيعي صموئيل مورز الأميركاني، وهو يعد المستنبط الأول للتلغراف، وسنة ١٨٤٤ب.م نصب السلك الأول بين واشنطون وبالتيمور، واستعمله من ثمَّ أكثر دول أوروبا، ما عدا إنكلترا فإنها لم تستعمل إلا الطريقة التي وضعها المهندس الإنكليزي واتستون، وسنة ١٨٥٠ب.م انتظم أول تلغراف بحري بين فرنسا وإنكلترا.
  • التقويم: إن أصل التقويم هو من روميلوس أول ملك في رومية، الذي جعل السنة ثلاثمائة يوم مقسومة إلى عشرة أشهر، وكان ابتداء ملكهِ سنة ٧٥٣ق.م. أما الملك نوما بومبيليوس خليفة الملك روميلوس المذكور — وهو ثاني ملك على رومية تولى من سنة ٧١٤ إلى سنة ٦٧١ق.م — فإنه أضاف الشهرين الباقيين، وفي سنة ٧٠٨ لرومية قد أصلح الملك يوليوس قيصر السنة ورتبها وفق سير الشمس، ومن ذلك الحين دُعي التقويم اليولياني نسبةً إلى يوليوس، الذي كانت ولادته سنة ١٠٠ق.م، ووفاته قتلًا سنة ٤٤ق.م، وقد أضيف يوم زيادة على كل أربع سنوات، ولكن وجدوا أن السنة صارت كبيرة جدًّا، وجلبت غلطًا سبعة أيام في ختام التسعمائة سنة بنوع أنه في سنة ١٥٨٢ عاد الاعتدال الربيعي إلى وراء عشرة أيام، فالبابا غريغوريوس الثالث عشر أمر بأن الخمسة أيام في تشرين الأول من هذه السنة تُدعى خمسة عشر تشرين الأول بطل السنين الكبيس الجيلية، أي التي تكون من جيل إلى جيل ما عدا سنةً في كل أربع سنوات، وهذا الترتيب أو الاصطلاح يقال له الترتيب الغريغوري أو كما تدعوه العامة الحساب الغربي الذي اختاره واستحسنه كل شعوب أوروبا ما عدا المسكوبيين والأتراك واليونان، ومع ذلك فلم يخل عن غلط قليل، وهذا الغلط ما هو إلا في يوم واحد في كل أربعة آلاف سنة. ومما جاء أيضًا في هذا الصدد في تواريخ الإنكليز عن الحساب القديم والحساب الحديث مما يدعونه تقويم غريغوريوس، وهو ترتيب السنة على حسب الإصلاح الذي أدخله البابا غريغوريوس سنة ١٥٨٢ أن الحساب القديم يتبع فيه الطريقة اليوليانية في حساب الأشهر والأيام، أو التقويم الذي رتبه يوليوس قيصر الذي بمقتضاه كل سنة رابعة تشتمل على ثلاثمائة وستة وستين يومًا، والسنين الباقية ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا، فهذا يكون على نوع ما أكثر من إحدى عشرة دقيقة في سنة واحدة وهو كثير، فالبابا غريغوريوس الثالث عشر أصلح التقويم؛ بأن قطع أو حذف عشرة أيام من تشرين الأول سنة ١٥٨٢؛ لكي يرجع أو يحيي الاعتدال الربيعي إلى اليوم نفسه أي زمن مجمع نيس «وهي مدينة من آسيا الصغرى» وذلك سنة ٣٢٥ب.م، وهذا الإصلاح قد تصحح بحكم مجلس الشورى في إنكلترا سنة ١٧٥١ب.م، وبموجبه حذف أحد عشر يومًا في أيلول سنة ١٧٥٢، وحسب اليوم الثالث اليوم الرابع عشر، وهذا الحساب دُعي الحساب الجديد، وبحسبه كل سنة تنقسم على أربعة تكون كبيسًا كما مرَّ آنفًا.
  • تمرلنك: صوابها تيمورلنك، ومعنى «تيمور» الأعرج، ويدعى تيمور الأعرج، وهو فاتح مشهور من بلاد الشرق من المغول أو ملك التتر، ولد في قرية «سيبز» في مقاطعة كيش، وهي بعيدة أربعين ميلًا جنوبي شرقي سمرقند سنة ١٣٣٥ أو سنة ١٣٣٦ب.م، وهو ابن أحد رؤساء قبيلة برلاس التركية التي سكنت مقاطعة كيش المذكورة، وهو من جهة أمه من نسل جنكيزخان، وقد دخل في العسكرية في عُمْرِ اثنتي عشرة سنة، وفي سنة ١٣٦١ب.م صار رئيس قبيلة برلاس، وانتصر على حسين خان سنة ١٣٦٦ب.م، وأخذ مدينة «بلق» سنة ١٣٦٩ب.م بعد حصارها ثلاث سنوات، ولقد تسمى سلطانًا سنة ١٣٧٠ب.م، وأذل خان خيوي في سنة ١٣٧٩ب.م. أما حربه وخرابه لسورية واستقلاله في مصر وهجومه على بغداد وحرقها التي كانت متعاصية عليه، فكان ذلك في التاسع من شهر تموز سنة ١٤٠١ أو سنة ١٤٠٠ب.م، وترك في الأماكن المشهورة في مدينة بغداد تسعين ألف جثة أشلَّاءَ من البشر، وفي العشرين من شهر تموز سنة ١٤٠٢ب.م قد هدم وخرب أماكن كثيرة في بلاد آسيا، وحارب وكسر السلطان بايزيد الأول وأسره في مدينة أنقرة أو في سهولها، ومات تيمورلنك في التاسع عشر من شهر شباط سنة ١٤٠٥ب.م، وقال بعضهم سنة ١٤١٠ بعد أن تولى ستًّا وثلاثين سنة، صرفها جميعها في المهمات الحربية، وخلف بعده ستة وثلاثين من أولاد وحفدة وسبع عشرة حفيدة، ومن أراد أن يقف على تاريخ حيوته بإسهابٍ فعليهِ بتاريخ شرف الدين علي العجمي.
  • التنويم: هو فنٌّ يظهر أنواعًا من النوم، وهي — كما يزعمون — تأثر في الجسم حال أن المخيلة أو القوة المدركة تكون مشتغلة؛ أي حاضرة ومنتبهة، وأول من علم أي كتب في هذا الموضوع في فينا هو «مسمر» بفتح الميم، وهو طبيب ألماني، وذلك سنة ١٧٧٦ب.م.
  • التوراة: اشتهار نسخ التوراة اليونانية في سنة ١٣٧ب.م، وفي سنة ١٢٧٢ب.م كان ثمنها في أوروبا نحو أربعة آلاف غرش؛ لأن هذا الكتاب كان بخط القلم قبل استنباط الطبع، وفي سنة ١٤٥٠ب.م صار طبعها باللاتينية، وكانت أول كتاب دفع للطبع، وكان ذلك في مدينة مانتس من أعمال جرمانيا، وبداية نشرها في ٧ آذار سنة ١٨٠٤ب.م.
  • توبلقين بن لامك: قيل إنه اخترع صنعة الحديد والنحاس، ولد سنة ٢٩٧٥ق.م.

حرفُ الثاءِ

  • الثريَّا: هي سبعة كواكب موقعها على عنق برج الثور، الذي هو أحد الاثني عشر برجًا المشهورة، سميت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المحل.
  • ثمودُ: هم العرب الأقدمون الذين يزعمون النبي صالحًا قد أرسل إليهم.

حرفُ الجيمِ

  • الجاذبية: عند علماء الطبيعة قوةٌ في الأجسام تجعلها قابلة للجذب أو الانجذاب كما بين الكهرباء والتبن، وعرف الجاذبية طاليس الفيلسوف اليوناني المشهور، وذلك سنة ٧٠٠ق.م.
  • الجبر: قد يُطلق الجبر عندهم، ويراد به علم الجبر والمقابلة، وهو علمٌ تعرف به المجهولات العددية من معلوماتها المخصوصة، وأول من استنبط هذا الفن ديوفانتوس — أحد علماء اليونان — في الجيل الرابع أو في الجيل السادس ب.م، واتصل إلى أوروبا بواسطة العرب سنة ٩٥٠ب.م الذين أخذوه عن هذا العالم المذكور، ولكنه أُحيي في الجيل السادس عشر ب.م بواسطة كاردان أحد علماء الطليان وطارطاليا أيضًا، لكن لم يترقَّ هذا الفن بسرعة حتى إلى نهاية القرن السادس عشر ب.م، وبدء القرن السابع عشر، حينما جعله «فيتا» و«هاريوت» و«دسكارتس» مشتهرًا كسائر العلوم، وقال بعضهم إن إدخاله في أوروبا كان في سنة ١٤٩٤ب.م، والصواب كما ذكرنا.
  • جبيل: المظنون أنها مدينة بيبلوس القديمة، وفي التوراة جيبال (ملوك أول ٥ : ١٨ حزقيال ٢٧ : ٩)، وهناك آثار قديمة من أعمدة ونواويس، وفيها قلعة عظيمة شاهقة، وفي جوارها آثار قديمة معتبرة، وروى بعضهم أنها في القديم كانت تدعى بيبلوس عند اليونانيين، وكانت تدعى جبلة أو بئر سبع، وتذكر غالبًا أنها مدينة فينيقية واقعة بين طرابلس وبيروت، وأرضها تُدعى أرض جبلية — انظر (يَشوع ص١٣ عدد ٥) — وسكانها مذكورون في جملة بنائي حيرام ملك فينيقية، الذي ساعد الملك سليمان في بناء هيكل القدس، وقيل أيضًا إنها مكان مولد «أدونيس»، وهي الآن كائنة على شاطئ بحر الروم إلى الشمال مع انحراف إلى الشرق من بيروت، وقد استولى عليها العرب مرة تحت قيادة الخليفة عمر، وقد خربت مينا جبيل في زمن حروب الصليبية الذين أخذوها واستولوا عليها سنة ١١٠٠ب.م، وبقيت مدة في حوزتهم أي مدة تملكهم في سورية، ثم استولى عليها حالًا الإسلام ثم المصريون، ثم أخذتها الدولة العلية من عزيز مصر سنة ١٨٤٠ب.م، ومعنى «أدونيس» كما روي على حسب ما جاء عندهم في معرفة سيراي حكايات آلهة عبدة الأصنام أن أدونيس هو معشوق فينوس إلاهة الجمال والمحبة، وأن أدونيس هو ابن سينيراس ملك قبرس، وأنه كان مغرمًا في الصيد، وأن خنزيرًا برِّيًّا جرحه بنابه جرحًا مميتًا، وأن فينوس إلاهة الجمال والمحبة معشوقته قد ناحت وتأسفت على فقده، ونقلته — أي حولته — إلى شقيق نعماني. «ونعماني منسوب إلى النعمان بن المنذر ملك العراق؛ لأنه مرَّ بمكان قد انفرش فيه هذا الزهر فقال ما أحسن هذه الشقائق، وأمر بحمايتها، فنسبت إليه، وقيل إن المراد بالنعمان الدم تشبيهًا لها به لحمرتها»، وأما البترون فهي المسماة عند اليونانيين بتريس، قيل بناها إيثو بعل ملك صور في عصر إيليا النبي، وعلى مسافة نصف ساعة منها قلعة قديمة على رأس صخرة عظيمة في بطن وادٍ منفرج يقال لها قلعة المسيلحة، وهي على جانب طريق طرابلس، لكنها الآن مهجورة.
  • الجدري البقريُّ: إن الجدري، هي بثورٌ حمرٌ بيض الرءوس، تنتشر في جميع البدن أو في أكثره تتنفط وتتقيح سريعًا، وهي في الغالب لا تصيب الإنسان إلا مرة واحدة، وقد تصيبه في النادر مرتين، وليس لها نظير في ذلك غير الحصبة التي هي شعبة منها، ولذلك تسميها العامة موسمًا تشبيهًا بما لا يكون في أوقات متعددة، ثم إن مرض الجدري البقري عرفه «إدوار جنر» الطبيب الإنكليزي المشهور، الذي ولد في سنة ١٧٤٩ب.م، وقول بعضهم سنة ١٧٤٦، ومات سنة ١٨٢٣ب.م، وأول معرفة له كانت أن الطبيب المذكور لاحظ أن عامة الناس الذين كانوا مكلفين بأن يعتنوا في حلب البقر في البراري كانوا يسلمون من الجدري، فالطبيب المومأ إليه بعد أن نظر في ضرع إحدى البقرات رأى فيه مرضًا حبيًّا ذا عدوى مختص في هذه الحيوانات، استدل منه وحكم أن ذلك هو تلقيح الجدري عارض من السم الذي هو تلك المادة المعدية الموجودة داخل هذه الحبوب، وأن هذه المادة المذكورة كانت تقي بنات المزارع من الجدري، ومن ذلك الزمان صار اكتشاف تلقيح علة الجدري البقرية، وصار جنر الطبيب المومأ إليه معدودًا في جملة أولئك الذين لهم أوفى فضلٍ عظيم على الجنس البشري، وكان اكتشاف هذا الطبيب لهذا التلقيح في سنة ١٧٧٦ب.م، وما أشهره إلا في ١٤ أيار سنة ١٧٩٦ب.م، بعد أن تحققه بالملاحظات والفحص والامتحان مدة عشرين سنة، وفي حزيران سنة ١٧٩٨ أشهر كتابه في العالم، فرسم ديوان أعيان دولة إنكلترا مكافأةً لهذا الطبيب على عمله المبرور جزاءً بمبلغ خمسمائة ألف فرنك، وقال بعضهم ثلاثين ألف ليرا إنكليزية، وذكر المؤرخون من المظنون أن أصل هذه العلة كانت في بلاد الهند أو بلاد الصين، ولم تعرف في أولاد العرب حتى سنة ٦٢٢ب.م، وأنها امتدت من هناك بالتدريج شمالًا وغربًا، ولم تبلغ إنكلترا حتى النصف الثاني من الجيل التاسع ب.م، وقبل جنر المذكور كانوا الأطباء في أوروبا يستعملون ما تعرفه العرب بالطعم أو المطعوم، وهو قيح يأخذونه من جدري المجدرين فيدخلونه تحت الجلد من الأصحاء، فإن المطعمين يأخذون بذلك الجدري الحقيقي، وهو لخفته لا يتضرر منه كثيرًا، فلذلك لم يمت به إلا القليل إلى أن ظهر جنر المومأ إليه فأصلح العلاج كما مرَّ.
  • جزيرة سسيليا: هي جزءٌ من مملكة نابولي، وإلى الجنوب منها جزيرة مالطة، وهي أكبر وأظرف وأثمر وأشهر جزيرة في بحر الروم، ومعظم طولها مائة وثمانون ميلًا، وعرضها ينيف عن مائة ميل، وهي منفصلة من طرفها الجنوبي لجهة إيطاليا ببوغاز مسينا الضيق الذي هو نحو ميلين من الجانب الواحد إلى الجانب الآخر، وهذه الجزيرة على شكل مثلث الزوايا، وهي تضيق بالتدريج كلما تقدمت نحو شطوطها الشرقية إلى أقصى حدها الغربي، وتتوسطها بالطول سلسلة جبال تصل إلى جوار الشط الشمالي، وترى أن أسفل قسم من هذه الجبال يبلغ علوه ستة آلاف قدم، كناية عن ألفين وخمسمائة ذراع إسلامبولي، وكلها مملوَّة زروعًا ومن النباتات الكثيرة الفاخرة، وكلما صعد الإنسان إلى أعلاها يرى الغابات التي فيها أشجار كثيرة تحيط بهذه الجبال، ولكن القسم الأعلى هو أجرد خالٍ عن الأشجار ومسوَّد من جرْي نيران فوهات البراكين المتواترة فيها. أما أودية هذه الجزيرة فهي مملوة سكانًا، وبها كثير من أشجار الزيتون والعريش والحبوب والأشجار ذات الأثمار والأعشاب أو الحشايش العطرية، وتأتيها المياه من الجداول الكثيرة الصغيرة وميناها حسنة، وبقرب الطرف الشمالي من هذه الجزيرة ترى جبل أتنا العظيم ذا شكل مخروطي محيط، قاعدته ثمانون ميلًا، وعلوه العجيب ١٠٨٧٢ قدمًا، كناية عن أربعة آلاف وخمسمائة وثلاثين ذراعًا إسلامبولية فوق سطح بحر الروم، وهذه القاعدة معمورة بالمزروعات، وفي أعلى المكان المملو أشجارًا توجد فوق الحرش الخرابات السوداء المنقذفة من فوهة هذا البركان الذي دائرة فوهتهِ مقدار ميلين، ناهيك عن غيره من البراكين الصغيرة هناك التي بقيت النار داخلها، وكانت تنبعث من جوانبها المتقطعة شذر مذر من جري النيران، وهذه الجزيرة كانت في الأعصر القديمة كرسيًّا لكثير من بلدان اليونان الزاهية، فكانوا يرحلون من بلادهم ويقطنون فيها، وكان في هذه الجزيرة قبلًا من السكان أضعاف ما فيها الآن، ثم على التوالي استولت عليها حكومة قرطجنة ثم الرومان والغوثيون وملوك اليونان والعرب والخلفاء الفاطميون … إلخ والنورمان والفرنسيس، إلى أن صارت أخيرًا مستقلة أولًا تحت حكومة إسبانيا وتحت حكومة نابولي، ومذكور في التاريخ أيضًا أن استيلاء الفينيقيين على هذه الجزيرة لم يكن زيادة عن قرن ونصف، حتى إنهم لم يتملكوا ساركوس «أحد مدنها قديمًا، وأما من مدنها المشهورة الآن فهي مدينة بالارمو» ولا النواحي المحيطة بها، وأن أهل قرطجنة المذكورين قد استولوا على القسم الغربي من هذه الجزيرة، وذلك بمعاهدة سنة ٣٤٠ق.م، ويستدل من خرابات الهياكل العظيمة التي كانت في هذه الجزيرة قديمًا أنها كانت ذات ثروة وأهمية إلى سكانها اليونانيين، ومن جملة هذه الهياكل المشهورة فيها كان هيكل يُدعى هيكل الجبابرة وهيكل المشتري المنسوب إلى أولمبيا «مدينة في اليونان» الذي هو الأكبر فيها بعد هيكل أقسوس المشهور، الذي كان أكبر بناية، وكان مُعدًّا عندهم لمقاصد دينية وهيكل الكونكورد قرب محل يُدعى «جبرجنتي»، ولا محل هنا لذكر تفاصيل الغارات التي شُنَّت عليها وتواريخ الذين استولوا عليها المذكورين قبلًا، ولقد اقتصرنا على ملخص الحال. انتهى.
  • الجزار: أصله من إيالة بوسني في بلاد الترك في أوروبا، وكان مملوكًا وبيع في مصر، ثم ارتقى بالتدريج من رتبة مملوك إلى رتبة وزير أو باشا. اسمه أحمد، وكان مشهورًا في قساوته. تولى سنة ١٧٧٦ب.م، وتوفي سنة ١٢١٩ هجرية، الموافقة لسنة ١٨٠٥ أو ١٨٠٤ب.م، وكانت وفاته في عكا، وتولى إسماعيل باشا ثم قُتل، وتولى عوضه سليمان باشا حينئذٍ، ومات سليمان باشا سنة ١٨١٩ب.م، وتولى عوضه عبد الله باشا الخزندار.
  • جعفر: «ويقال لقومه الجعافرة»، هو جعفر البرمكي وزير هارون الرشيد العباسي، وهو ابن يحيى بن خالد بن برمك المجوسي، وإليه تنسب البرامكة، وهو سادس إمام من نسل علي، ولد في المدينة سنة ٧٠٢ب.م، ومات سنة ٧٦٥ب.م.
  • الجغرافيا: والجغرافيا بتخفيف الياء صناعةٌ، يبحث فيها عن هيئة الأرض وأقسام سطحها وأنواع أهلها وحواصلها … إلى غير ذلك، ويقال لها رسم الأرض أيضًا، وهي يونانية مركبة من: جي؛ أي أرض، وكرافي؛ أي وصف، فيكون تحريرها: رسم الأرض. فأول من سعى في توسيع حدود المعرفة الجغرافية وأنشأ فيها سفرًا مخصوصًا للاكتشاف الملك «نيكو» ملك مصر سنة ٤٠٦ق.م، فإنه أرسل إلى البحر الأحمر، وإلى الأوقيانوس الهندي عمارة بحرية مملوة رجالًا من الفينيقيين، الذين رجعوا في ثالث سنة بعد أن طافوا حول أفريقية، ووصلوا إلى عواميد الملك هرقلوس أو بوغاز جبل طارق في بحر الروم إلى مصر، وعلى ما ذكر في التاريخ أن فن الجغرافية قبل هذه المدة المذكورة كان أصله منسوبًا إلى الفينيقيين، الذين كانوا يكتشفون اكتشافات عظيمة، وجالوا أفريقيا وأوروبا ثم أخذ عنهم هذا العلم واتسع عند المتأخرين الذي لا يسعنا أن نورد أسماءهم هنا.
  • جنكيزخان: ملك المغول والتتر المشهور. ميلاده في آسيا سنة ١١٦٠ب.م. توليه سنة ١١٦٤ب.م، وقال بعضهم سنة ١١٦٢ب.م، وكانت وفاته في شهر آب سنة ١٢٢٧ب.م، وقال بعضهم سنة ١٢٣٨ب.م، وكان من أعظم الظافرين والقاهرين والقاتلين وفاتحي البلدان في آسيا، ومعنى جنكيزخان؛ أي أعظم خان في الخانات أو ملك الملوك.
  • جوليوس أو يوليوس قيصر: هو جنرال روماني مشهور. ميلاده في رومية في ١٢ تموز سنة ١٠٠ق.م، ووفاته قتلًا في ١٥ آذار سنة ٤٤ق.م، وعمره ست وخمسون سنة، وبالاختصار نذكر سبب قتله وتلخيص حيوته، فنقول: بعد وفاة كرلوس رئيس الجمهورية في سلطنة رومية حين كان الرومانيون ينتخبون ثلاثة رجال فقط على السلطنة قد بطل هذا الترتيب، ووقع الجنرال بومباي الكبير الروماني هو ويوليوس قيصر المشار إليه في تنازع على الرياسة، وحدث بينهما حروب هائلة، وانتصر يوليوس قيصر على الجنرال بومباي المذكور، وإذ كان لا يوافق رومية حينئذٍ أن تعيد الجمهورية لم تجد رجلًا جديرًا بأن يتولى عليها إلا يوليوس قيصر، وقد قلدوه علامة الملك؛ الأمر الذي جعل قلقًا وشاغلًا لخواطر الرومانيين، وحينما حصلت المبادرة بتتويجه حدث شغبٌ ولجب بينهم ﮐ «كاسيوس» و«سينا» وغيرهما من أعداء يوليوس قيصر الذين أوغروا صدور الرومانيين عليه، حتى أفضى الأمر بقيصر إلى فقدان حيوتِه، وأخيرًا قد كسبوا لحزبهم «ماركوس بروتوس» في مدينة رومية، الذي كان قد حارب قيصر في فارساليا مدينة قديمة في «تساليا»، وفي هذه المدينة هزم قيصر الجنرال بومباي — المار ذكره — وكان إذ ذاك قد عفا قيصر عن ماركوس المذكور، وصنع إليه جميلًا جزيلًا واختاره ابنًا له، على أن ماركوس بروتوس ولئن كان يحب قيصر كثيرًا نظرًا لفضل قيصر عليه، فمع ذلك كان يؤثر رومية عليه، وقد دخل بهذه المواطاة بوجه الخداع على أنه محبٌّ ومكيدته كانت منصوبة من ستين عضوًا من ديوان المملكة، وقد عينوا الخامس عشر من شهر آذار فيه يباشرون فعل القتل، فيتفق أنه قبل أن يقتلوا قيصر بليلة أن كاليفورنيا زوجته ارتاعت من حلمٍ رأتهُ تلك الليلة وقصته على قيصر ونصحته أن لا يذهب في ذلك اليوم إلى الديوان.

    وكان قيصر يعتقد في التنجيم — أي بالتفاؤل والتشاؤم — وكان قبل ذلك قد نجموا له فألًا، وكانوا يقولون له إن خيالات وأحلام شهر أذار تكون سبب مماته، فأجاب قيصر بروح افتخار أن خيالات شهر أذار «أتت لكن لم تذهب»، وقبل أن يذهب قيصر إلى هيكل المشتري حيثما كان فيه الديوان واجتماعات الرومان، ضحَّى قيصر الذبائح وقدم القرابين للإلاه المشتري من أجل الخوف الذي اعتراه من جري حلم زوجته، وكانت هذه التنجيمات مشومة عليه، وبدا لقيصر أن يؤجل المجلس إلى اليوم التالي، على أن واحدًا ممن أضمر له شرًّا طلب منه أن يؤذن له بالانصراف ثم يرجع مرَّةً ثانية حينما ترى زوجته «كاليفورنيا» أحلامًا جيدة، وحينئذٍ رجع إلى كرسيه، ثم إن آخر من أصحابه أعطاه بعد ذلك ورقة تتضمن خبر المؤامرة عليه، وسأله أن يقرأها حالًا، وما كان قيصر يتناول الرقعة بيده حتى فاجأه المتوامرون عليه، واستداروا به وضايقوه من كل جانب مقدمين له إعراضًا وتطلبات، وأخيرًا دنا من قيصر «سينا» حفيد الجنرال بومباي — المار ذكره — وهو عدوه، وأوعز إليهم بالإشارة بأن نزع خلعة قيصر عنه، وفي الحال جرَّدوا جميعهم سيوفًا وتراموا عليه، وبينما هو يدافع عن نفسه في أول الأمر؛ إذ نظر «ماركوس بروتوس» — المار ذكره — يهم أن يضربَه، فصاح به قيصر «أَوَأنت أيضًا يا ابني؟!» وعندها نشروا رداءَهُ على رأسه وسقط مخضبًا بجراح كثيرة، وقيل إن قيصر قد فتح ثلاثمائة مملكة، وأخذ ثمانمائة مدينة، وهزم في وقائع مختلفة ثلاثة ملايين من الرجال منهم مليون قتل في الحرب، وبقدر ما كان قيصر عظيمًا كان إنسانًا سفَّاكًا للدم، وهكذا بادَ بسفك الدم.

  • جوستنيان الأول: ميلاده سنة ٤٨٣ب.م، جعله ملكًا على الشرق من سنة ٥٢٧ إلى سنة ٥٦٥ب.م. وقال بعضهم إن تولي جوستنيانوس إمبراطورًا على السلطنة الشرقية كان سنة ٤٩٦ب.م.
  • الجوُّ: هو الهواء، أي ما بين السماء والأرض المحيط بكرة الأرض لامتداد منها غير معروف تمامًا، إلا أنهم يزعمون أنه عالٍ عنها نحو خمسة وأربعين ميلًا أو خمسة عشر فرسخًا، وقال بعضهم: علوه من أربعين إلى خمسين ميلًا.
  • الجيولوجيا: علم الجيولوجيا منسوب إلى فلاسفة العرب في القرن العاشر والثالث عشر ب.م، ثم أتمه الإفرنج، وهذه اللفظة يونانية مركبة من كلمتين: «جي» أي الأرض، و«لوغوس» أي كلام، والمعنى: كلام عن الأرض، وهذا العلم يبحث عن طبقات الأرض أو عن تركيب وبنية الكرة المعدني وأسباب أشكالها أو هيئاتها الطبيعية، وفي هذا الفن ذكر المعادن المركبة أو الجواهر المجموعة المؤلفة منها الأرض، وذكر الأرض والاتحاد الحاصل عن كتل عنصرية مع بعضها بعض، وعن تكوينها وتأليفها ووضعها ورسمها … وهلُمَّ جرًّا.

حرفُ الحاءِ

  • الحاكم بأمر الله: هو المنصور بن نزار بن المعز لدين الله الفاطمي. بويع بالخلافة في مصر سنة ست وثمانين بعد ثلاثمائة هجرية الموافقة لسنة ٩٩٧ب.م، ولقب بالحاكم بأمر الله، فلما ادعى الألوهية لقب نفسه الحاكم بأمره، وكانت ولايته سنة الأربع والثمانين بعد الثلاثمائة هجرية الموافقة لسنة ٩٩٥ب.م.
  • الحديد والنحاس: إن وجود هذين المعدنين قديم جدًّا؛ فقد ذكرا في الإصحاح الرابع من سفر التكوين قبل الطوفان؛ حيث قيل إن توبال قايين الضارب كل آلة من نحاس وحديد. وأما كيفية استخراجهما واصطناع الآنية والآلات منهما فمجهولان، وقد عرفوا الحديد من سنة ١٥٣٧ق.م، وقيل إن المعلوم عند المتأخرين أنه عند احتراق أحراش جبل إيدا في كريت سنة ١٤٠٠ق.م سال بعض تراب هذا المعدن الحديدي وجمد فعرفوه، وينسبون إلى ذلك أول اكتشاف الحديد، غير أنه لا ينفي قدميته، وفي سنة ١٥٤٤ب.م طفقوا يسكبون الحديد. أما إنشاء سكة الحديد فكان قبل سنة ١٦٧٦ب.م، وحقق بعض المؤرخين أن إتمام انتظام سكة الحديد كان في سنة ١٨١٠ب.م، وأثبت آخرون من الفرنسيس أن اختراع آلة فابور البر الذي يسير في طريق الحديد كان في سنة ١٧٦٩ب.م، وقال غيرهم إن أول طريق حديدية تامة محكمة تجري عليها العربات بالبخار تمت سنة ١٨٢٩ب.م، وسافرت سنة ١٨٣٠ب.م من ليفربول إلى منشستر، وهي من اختراع جورج وروبرت ستيفانسون من إنكلترا، وإن اصطناع الحديد كان من هنري كورت سنة ١٧٨٠ب.م، وأول معمل لصبِّه أنشئ في إنكلترا سنة ١٧٤٠ب.م.
  • الحريري: هو الشيخ أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري الحرامي، نسبةً إلى بني حرام الشاعر، والمؤلف المشهور صاحب المقامات المشهورة التي قيل فيها:
    أُقسم بالله وآياته
    ومشعر الحج وميقاتِه
    إنَّ الحريريَّ حريٌّ بأن
    تكتبَ بالتبر مقاماته

    ولد في مدينة البصرة «مدينة في عراق العرب»، وذلك سنة ١٠٥٤ب.م، ومات سنة ١١٢١ أو ١١٢٢ب.م.

  • الحرير: أول خبر بقدم الحرير وتاريخه ورد عن أريسطوطلي الفيلسوف اليوناني الذي مات سنة ٣٢٢ق.م، وعن فرجيل الشاعر اللاتيني الذي مات سنة ١٩ق.م، وعن هوراس الشاعر اللاتيني الذي مات سنة ٧ أو سنة ٨ق.م، وعن أوفيد الشاعر اللاتيني الذي مات سنة ١٨ أو سنة ١٧ب.م، وعن بلني المعلم بالطبيعيات اللاتيني الذي مات سنة ٧٩ب.م، وعن غيرهم أيضًا. أما اصطناع الحرير الصيني فكان شائعًا في أيام المملكة الرومانية مما ينيف على أربعة آلاف وثمان سنين، ويعد محصوله في الدرجة الثانية بعد الأرز، ولا شك أنه أقدم كثيرًا من سائر الأمور التاريخية الصحيحة، وذكر المؤرخون أيضًا أنه في سنة ٥٢٢ب.م أتى القسطنطينية راهبان من الصين، وأحضرا معهما شيئًا من بزر القز كانا خبآه في عكازتيهما حذرًا من شريعة الصين، التي كانت تمنع إخراج مثل هذا الصنف من البلاد، ومن القسطنطينية اتصل إلى عدة بلدان؛ كغربي آسيا وجنوبي أوروبا وشمالي أفريقيا وإلى أميركا، وقبل خروجه من بلاد الصين قيل كانت قيمة الحرير في رومية تعادل قيمة الذهب، وأول معمل لنسج الحرير ظهر في مدينة ليون من فرنسا سنة ١٤٦٦ب.م.
  • الحساب: العد، وعلم الحساب من أصول العلم الرياضي، ويسمى علم العدد أيضًا، وهو نوعان: نظري، وهو علم يبحث فيه عن ثبوت الأعراض الذاتية للعدد وسلبها عنه، وهو المسمى في اليونانية بالأرثماطيقي، وموضوعه العدد مطلقًا، وعمليٌّ، وهو علمٌ تعرف به طرق استخراج المجهولات العددية من المعلومات العددية. أما تاريخ صناعة الحساب في البداية فهو مفقود، إلا أن معرفة أو علم الحساب ابتدأ عند اليونان الذين دعوه حسابًا، ولكن فيثغوروس وأرشميدس وأبولونيس وبابوس وبطلومي رقوا بالحساب اليوناني إلى أحسن درجة من الكمال، ومع ذلك بقي ناقصًا حيث كانوا يستعملونه بغير الأرقام، ولم يكن عندهم علامة للصفر، ثم استعملت طريقة وضع الأرقام الهندية في أوروبا بواسطة العرب في القرن الرابع عشر ب.م، «وقال بعضهم سنة ٩٩١ب.م»، ويقال لها الأرقام الهندية؛ لأن أهل الهند اخترعوها، أو لأنها وصلت إلينا منهم، كما تسمى عند الإفرنج بالأرقام العربية؛ لأنها وصلت إليهم من العرب. ثم بعد القرن الرابع عشر انتشرت معرفة الحساب في كل تلك البلاد وذلك بالتقاويم، واستمرت طريقة هذه الأرقام فلم تتجدد، ولم يشع استعمالها بين العلماء حتى القرن السادس عشر ب.م، ومما قرره المؤرخون أنه لا يعلم بوجه الحصر بداءة وضع الأرقام الهندية، ولكنه محقق أن أول استعمالها كان بين أهل الهند، وعنهم أخذها الفرس والعرب، وعن هؤلاء أخذها الأوروبيون سنة ٩٩١ب.م، كما ذكرنا. انتهى.
  • حلب: هي من أُمهات مدن سورية، وتدعى حلب الشهباء مؤنث الأشهب؛ لبياض حجارتها. وهي مدينة قديمة يُظَنُّ أنها من أيام إبراهيم الخليل، كائنة في بريةٍ خالية من الأشجار، ولها نهر يقال له قويق، تُسقى به البساتين وأهلها يشربون من مياهٍ تنبع من مكانين إلى شمالي المدينة على نحو ثمانية أميال، وهي تجري في أقنية تتفرع في البيوت والأسواق والخانات والحمامات، ويكثر في بساتينها شجر الفستق، ويوجد فيها شجر من التوت عجيب في حجمه، حتى إن البعض منه يكون محيط جذعه نحو أربع أذرع، وله ثمر يقرب من ثمر النخل، وهو شديد الحلاوة. وأسواق حلب ضيقة وأبنيتها حسنة المنظر، لكنها سخيفة لضعف حجرها وتصاغر أجزائه ورقتها، ولذلك لا تثبت على نوائب الزمان، وأسوارها قوية البناء، لكنها قد تهدمت من الزلازل، ومحيطها نحو سبعة أميال، ففي سنة ٦٣٦ب.م فتحها العرب، وفي سنة ١٢٦٠ب.م هجم على هذه المدينة المغول وأخذوها، وفي سنة ١٤٠٢ب.م أباح نهبها الملك تيمورلنك، وفي سنة ١٥١٧ب.م استولى عليها السلطان سليم الأول، وفي أرضها علامات بركانية وهي علة الزلازل التي من تواترها خربت المدينة إلا قليلًا مرات عديدة، ففي ١٣ آب سنة ١٨٢٢ وفي سنة ١٨٢٣ب.م حدث بها زلزلتان شديدتان أخربتا جانبًا عظيمًا من حلبٍ وأنطاكية والقرى المجاورة لهما، ومات بها نحو عشرين ألف نفس، وفي أواسط الجيل الثامن عشر كان أهلها يبلغون نحو مائتين وثلثين ألف نفس، وسنة ١٨٤٩ب.م كان فيها نحو سبعين ألفًا، وسنة ١٨٥٨ب.م ثمانون ألفًا.
  • حمص: مدينة من سورية، وكان سكانها في القديم يعبدون الشمس على صورة أو شكل حجر مخروط أو هرم مستدير وباسم هاليوجابال، بمعنى أنه إله الشمس عندهم، وهو أحد ملوك الرومان، واشتهر ملكًا بواسطة أهالي حمص سنة ٢١٧ب.م، وفي هذه المدينة قد هزم الملك أورليان الروماني الملكة زنوبيا ملكة الشرق التي كانت تنازعه في كرسي الملك وذلك سنة ٢٧٣ب.م، وهذه المدينة هي إلى الجنوب الشرقي من حماه على بعد نحو ٢٥ ميلًا، وهي بقرب العاصي وهناك يسمونه المقلوب، وقد استفتحها الإسلام سنة ٦٣٦ب.م، تحت راية خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح، وقال أبو إسحاق الإصطخري هي مدينة في مستواة خصبة جدًّا أصح بلاد الشام هواءً وتربةً، وفيها الآن قلعة قريبة من الخراب، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان أهلها يبلغون نحو ٢٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ٢٢٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٣٢ب.م كان حرب إبراهيم باشا مع الدولة العلية فيها، وفي سنة ١٨٤٠ب.م تم استيلاء الدولة عليها.
  • حماه: مدينة من سورية، وقد كانت غنية في متجرها قديمًا وذلك لاتصالها بمتاجر حلب، وكانت تحت حكومة أو رئاسة الأيوبيين، وهي مدينة قديمة جدًّا مبنية على جانبي نهر العاصي، وفيها نواعير وبساتين كثيرة تبعد خمسة وعشرين ميلًا عن مدينة حمص، وأهلها كانوا يبلغون في سنة ١٨٥٢ب.م نحو ثلثين ألف نفس، وقيل كان ذلك سنة ١٨٥٨ب.م. قال أبو الفداء الحموي: هي أنزه البلاد الشامية، وهي كشيزر مختصة بكثرة النواعير دون غيرها من بلاد الشام. قال بوسيفيوس المؤرخ اليهودي: بناها حمث بن كنعان بن حام بن نوح، وهي المسماة في التوراة حمث باسم بانيها كما في (سفر التكوين ١٠ : ١٨)، ولها سور عظيم.
  • حيفا: أخذها من الجنرال كليبر الفرنساوي في زمن بونابرت سنة ١٧٩٩ب.م.
  • حيات: أي قساطل أو قصاطر رصاص، اصطناعها وابتداء استعمالها لجرِّ الماء سنة ١٢٥٢ب.م.

حرفُ الخاءِ

  • خالد: أحد قواد حضرة صاحب الرسالة المشهورين، توفي سنة ٦٤٢ب.م.
  • خريستوفوروس كولومبوس: هو ملَّاح أو بحَّار شهير، ولد في مقاطعة جينوي من أعمال سويسرا سنة ١٤٤١ب.م، وفي ١٥ أذار سنة ١٤٩٣ب.م، اكتشف أميركا، وفي قول بعضهم إن اكتشافه لأميركا كان في ٨ تشرين الأول سنة ١٤٩٢ب.م، ومات في مدينة سافيل من أعمال إسبانيا في ٢٠ أيار سنة ١٥٠٦ب.م.
  • خليفة المهدي: قدومه إلى دمشق سنة ٧٥٩ب.م.
  • خلدون: ميلاد ابن خلدون المشهور كان في تونس الغرب سنة ١٣٣٢ب.م، ووفاته في مصر القاهرة سنة ١٤٠٦ب.م.
  • خليكان: مولد ابن خليكان المؤرخ والراوي المشهور كان في مدينة أربيل من كردستان مدينة من آسيا القديمة سنة ١٢١١ب.م، ومات سنة ١٢٨٢ب.م.
  • خليل الأشرف: هو سلطان مصر ابن قلاوون المدعو ملك المنصور سيف الدين، تولى من سنة ١٢٩٠ب.م؛ أي من حين وفاة أبيه إلى سنة ١٢٩٣ب.م، وقد نهب الشام وغزاها، وما لبث أن استولى على كل سورية، فأبغضه رعاياه وقتلوه.
  • خليفة أُميَّة الأول: حصاره إسلامبول سنة ٦٦١ب.م.
  • الخلفاء: الخلفاء الذين خلفوا حضرة صاحب الرسالة، وهم ثلاث طبقات متمايزة؛ الطبقة الأولى: خلفاء الشرق الذين كان كرسيهم أولًا في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة إلى حين وفاة عليٍّ وذلك سنة ٦٣٢ب.م، ثم بعده تحوَّل إلى الشام في زمن بني أُمية ثم إلى بغداد في زمن العباسيين، ودامت خلافتهم ستمائة وستًّا وعشرين سنة؛ أي من سنة ٦٣٢ إلى سنة ١٢٥٨ب.م، والطبقة الثانية: هم خلفاء قرْدوا، وهي مدينة من إسبانيا أسسها عبد الرحيم الأول نائب خلفاء الشرق في إسبانيا سنة ٧٥٦ب.م، وفيه ابتداء هذه الخلافة، وهو من عائلة أمية ودامت خلافتهم إلى سنة ١٠٣١ب.م؛ أي إلى حين تفرقهم، والطبقة الثالثة: هي من مصر، يدعى أهلها الفاطميين، وأسس خلافتهم عبد الله سنة ٩٠٩ب.م، وهم من نسل فاطمة ابنة حضرة صاحب الرسالة، وقد أوكس خلافتهم الملك صلاح الدين الأيوبي سنة ١١٧١ب.م، وجميع الخلفاء في الشرق أو في بغداد المشار إليهم قد انقلبت خلافتهم وخسروا تسلطهم وولايتهم الزمنية في عهد أمير الأمراء سنة ١٩٣٤ أو سنة ٩٣٥ب.م؛ أي حينما تسمى الرازي أمير الأمراء، وعاد مطلق السلطان باسم خليفة، ودامت الخلافة في مصر مع ذلك إلى سنة ١٥١٦ب.م أو إلى أول القرن السادس عشر، أيام فتح الإسلام مصرًّا تحت راية السلطان سليم الأول، ثم ما لبث السلطان سليم الأول أن اعتزل حينئذٍ الخلافة للعباسيين الأواخر الذين يدعون بالمتوكل.
جدول ٣-١: خلفاءُ الشرقِ وهم خلفاءُ العربِ.
أسماؤهم سنو جلوسهم ب.م سنو انتقالهم ب.م
أبو بكر «أول خليفة» ٦٣٢ ٦٣٤
عمر الأول ٦٣٤ ٦٤٤
عثمان الثالث ٦٤٤ ٦٥٥ أو ٦٥٦
عليٌّ بن أبي طالب ٦٥٦ أو ٦٥٥ ٦٦٠ أو ٦٦١
حسن ٦٦٠ أو ٦٦١ ٦٦١
بَنُو أُمَيَّة
أُمية الأول ٦٦١ ٦٨٠
يازيد الأول ٦٨٠ ٦٨٣
أمية الثاني ٦٨٣ ٦٨٣ أو ٦٨٤
مروان الأول ٦٨٣ أو ٦٨٤ ٦٨٤ أو ٦٨٥
عبد الملك ٦٨٥ ٧٠٥
الوليد الأول أبو العباس ٧٠٥ ٧١٥
سليمان ٧١٥ ٧١٧
عمر الثاني ٧١٧ ٧٢٠
يازيد الثاني ٧٢٠ ٧٢٤
هاشم ٧٢٤ ٧٤٣
الوليد الثاني أبو العباس ٧٤٣ ٧٤٤
يازيد الثالث ٧٤٤ ٧٤٤
إبراهيم ٧٤٤ ٧٤٤
مروان الثاني ٧٤٤ ٧٥٠
العباسيُّون
أبو العباس «رأس العباسيين يُلقب بالصفا» ٧٥٠ ٧٥٤
أبو جعفر المنصور ٧٥٤ ٧٧٥
محمد مهدي ٧٧٥ ٧٨٥
الهادي ٧٨٥ ٧٨٥ أو ٧٨٦
هارون الرشيد ٧٨٦ ٨٠٩
الأمين ٨٠٩ ٨١٣
المأمون ٨١٣ ٨٣٣
المعتصم ٨٣٣ ٨٤١ أو ٨٤٢
الواثق بالله ٨٤١ أو ٨٤٢ ٨٤٧
المتوكل ٨٤٧ ٨٦١
المستنصر ٨٦١ ٨٦١ أو ٨٦٢
المستعين بالله ٨٦١ أو ٨٦٢ ٨٦٦
المعتز ٨٦٦ ٨٦٩
المهتدي بالله ٨٦٩ ٨٦٩ أو ٨٧٠
المعتمد بالله ٨٦٩ أو ٨٧٠ ٨٩٢
المعتد بالله ٨٩٢ ٩٠٢
المكتفي بالله ٩٠٢ ٩٠٨
المقتدر بالله ٩٠٨ ٩٣٢
قاهر بالله ٩٣٢ ٩٣٤
رازي ٩٣٤ ٩٤٠
متكي ٩٤٠ ٩٤٤
مستكفي بالله ٩٤٤ ٩٤٤ و٩٤٩ وخلعه ٩٤٦
مؤتي ٩٤٦ ٩٧٤
طاهي ٩٧٤ ٩٩١
قادر بالله ٩٩١ ١٠٣١
قائم بأمر الله ١٠٣١ ١٠٧٥
مقتدي بأمر الله ١٠٧٥ ١٠٩٤
مستظهر بالله مرتدد أو مرتد ١٠٩٤ ١١١٨
مسترشد ١١١٨ ١١٣٥
راشد ١١٣٥ ١١٣٥ أو ١١٣٦
مكتفي لأمر الله ١١٣٥ أو ١١٣٦ ١١٦٠
مستنجد ١١٦٠ ١١٧٠
مستهدي بأمر الله ١١٧٠ ١١٨٠
ناصر لدين الله ١١٨٠ ١٢٢٥
ظاهر ١٢٢٥ ١٢٢٥ أو ١٢٢٦
المستندر أو مستنصر ١٢٢٥ أو ١٢٢٦ ١٢٤٣
معتصم ١٢٤٣ ١٢٥٨
«خلفاء قردوا وهي مدينة من إسبانيا» وتُدعى قُرْطُبَة أو قرطجنَّة
عبد الرحيم الأول الملقب بالعادل ٧٥٦ ٧٨٧
هاشم الأول ٧٨٨ ٧٩٥ أو ٧٩٦
الحاكم الأول ٧٩٥ أو ٧٩٦ ٨٢١ أو ٨٢٢
عبد الرحيم الثاني الملقب بالغازي ٨٢١ أو ٨٢٢ ٨٥٢
محمد الأول ٨٥٢ ٨٨٥ أو ٨٨٦
المنذر ٨٨٥ أو ٨٨٦ ٨٨٨ أو ٨٨٩
عبد الله ٨٨٨ أو ٨٨٩ ٩١٢
عبد الرحيم الثالث ٩١٢ ٩٦١
الحاكم الثاني ٩٦١ ٩٧٦
هاشم الثاني «مخلوع» ٩٧٦ ١٠٠٠ أو ١٠٠٦
محمد المهدي «مخلوع» ١٠٠٩ ١٠٠٩
سليمان ١٠٠٩ ١٠١٠
محمد «الأخير» أو المنتخب جديدًا ١٠١٠ ١٠١٢
هاشم «الأخير» أو المنتخب جديدًا ١٠١٢ ١٠١٥ أو ١٠١٦
حمود ١٠١٥ أو ١٠١٦ ١٠١٧
عبد الرحمن الرابع ١٠١٧ ١٠٢١
قاسم ١٠٢١ ١٠٢١
ياهيا المتاله ١٠٢١ ١٠٢٢ أو ١٠٢٧
عبد الرحمن الخامس ١٠٢٢ ١٠٢٣
محمد الثالث ١٠٢٣ ١٠٢٤
ياهي «المنتخب جديدًا» ١٠٢٤ ١٠٢٥
هاشم الثالث ١٠٢٥ أو ١٠٢٧ ١٠٣١ أو ١٠٣٦
خلفاءُ الفاطميين
عبد الله المهدي أو عبيد الله ٩٠٩ ٩٣٦
قائم أبو القاسم ٩٣٦ ٩٤٥
المنصور ٩٤٥ ٩٥٣
معزُّ لدين الله ٩٥٣ ٩٧٥
عزيز ٩٧٥ ٩٩٦
الحاكم بأمر الله ٩٩٦ ١٠٢١
ظاهر ١٠٢١ ١٠٣٦
أبو يمين أو أبو تمين مستنصر ١٠٣٦ ١٠٩٤
أبو القاسم مستعلي ١٠٩٤ ١١٠١
أبو المنصور عُمر ١١٠١ ١١٣٠
حافظ لدين الله ١١٣٠ ١١٤٩
ظافر بأمر الله ١١٤٩ ١١٥٥
فائز بن نصر الله ١١٥٥ ١١٦٠
أَحد ١١٦٠ ١١٧١
استيلاء الخلفاء المارِّ ذكرهم تقريبًا على جميع ما كان يملكه الرومانيون في الشرق كان سنة ٦٣٣ب.م.
  • الخوذة: المغفر فارسي معرَّب، وهي أداة سلاح تغطي الرأس كانت تصنع قبلًا من الجلد، وغالبًا تتمكن وتموَّه بالنحاس والذهب وتجعل ملائمة لشكل الرأس بدون صدر أو زينة، وكانت تستعمل غالبًا لأجل الصيد وشدة اللزوم إلى وقاية الرأس في زمن الحرب. أدخلت اصطناع الخوذ المعدنية، ولكن من أواسط القرن الرابع عشر ب.م إلى بدء القرن السابع عشر ب.م كانوا يلبسون الخِوَذ ذات وجوه، ينظرون من خلالها ويتصرَّفون فيها كيفما شاءُوا، ولم يزالوا يلبسون الخِوَذ حتى اليوم في بعض مأموريات، وخاصةً الخيالة أو جنود المدافع؛ أي الطوبجية.
  • خلافة: تنازُع زيد وهاشم على الخلافة سنة ٧٤٠ب.م.
  • الخيل: قد يقسم العرب الخيل في الغالب إلى خمسة أجناس، وكلها في الأصل من نجد، وقال بعضهم: هي متنوعة من خيل الجاهلية كالمشهر، وهو فرَس رئيس بني عبيدا، فإن بعضهم جعلها من أصل خيل حضرة صاحب الرسالة، والخمسة أفراس وهي رحبزا ونعمه ووجها وصبحا وحزمة، وأشهر خيل السباق عندهم هما: داحس فرس قيس بن زُهير بن جزيمة العبسي، والغبراءُ فرس حذيفة بن بدر الفزاري، وقد ذكر بعضهم أن الخيول جميعها تنسلت من حصان يُدعى زاد الرقيب، وحجرة تُدعى سردة شقابان أو الشكيبان، وكلاهما من خيل المتخير بن هشام من أمراء اليمن، ومن أجناسها مائة وستة وثلاثون من الجياد العربية، وثلاثة من خيل العجم، وتسعة من خيل التركمان، وسبعة من خيل الأكراد. أما الفرس التي أهدتها بلقيس ابنة الهدهاد ملكة سبأ المشهورة لسليمان الملك، وتُدعى الصافنة، فهي من الخيول المذكورة، واعتماد المتأخرين من العرب المستعربة في أمر تأصيل خيلهم على النقل عن روايات العرب القديمة، ويزعمون أن عندهم منها خمسة أجناس أصلية، تسلسلت من خيل حضرة صاحب الرسالة. أما أسماؤها فهي الطويسة والمعنقية والكحيل والسقلاوي والجلفة، وأنها من أقاليم مختلفة من بلاد نجد، ويتفرَّع عن هذه الخمسة أجناس أجناس شتى، فالجنس السقلاوي يتفرَّع منه الجيدران والإبريا أو العِبْرِيا ونجم لصبح، والكحيل يتفرَّع منه العجوز والقردة والشيخة والضبع وابن حويشة وحوميش وأبو معراف، والجلفة لها فرعٌ واحد فقط وهو استنمبلاط … وهلُمَّ جرَّا، وعندهم من الخيل طبقة ثانية أقل اعتبارًا من تلك، منها الهنادي وأبو عرقوب والعبيان والشراقي والشويمان والهدابة والودنه والمدهمه والغبيطة والعمرية أو الأومريا والسعدا طوقان، وقد تختلف الخيل في بلاد العرب باختلاف الأماكن والمناخات، فأكرم الخيل أصلًا يوجد في بلاد نجد، وأجمل الخيل في الحجاز، وأقواها في اليمن، وأجملها لونًا في سورية، وأهداها فيما بين النهرين، وأسرعها جريًا في مصر، وأكثرها أولادًا في البربر شرقي أفريقية، وأشدها كفاحًا في بلاد العجم وكردستان.
  • الخياطة: إن اصطناع آلة الخياطة في بلاد الإنكليز كان في الرابع والعشرين من شهر حزيران سنة ١٧٥٥ب.م.

حرفُ الدالِ

  • داريوس كودومانوس: آخر ملوك الفرس، وفاته سنة ٣٣٠ق.م.
  • الدخان: وهو التبغ، ويُعرف عند الأتراك وفي بر الشام بالتتن، ومعناه بالتركية دخان، وعند أهل مصر بالدخان أيضًا، وأهل السودان الشرقي يسمونه التابا. زعم قومٌ أنه من الهند، وآخرون أنه من مكسيكو، وبعضهم يقول إنه من جزيرة توباغو أو تباك، وكان اكتشافه فيها سنة ١٥٦٠ب.م، وهي جزيرة كائنة في بحر الجزائر الواقع بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية؛ ومن ثَمَّ قد تُلقبَ بهذا الاسم، وهذه الجزيرة قد اكتشفها خريستوفورس كولومبوس سنة ١٤٩٨ب.م، وهي الآن تختص بالإنكليز، وبعضهم يقول إن التبغ من مدينة توباسكو في خليج فلوريدا، وقرر أيضًا المؤرخون أن التبغ منسوب إلى يوحنا نيكوت سفير فرنسا حينئذٍ في مملكة البورتغال، وجلب هذا النبات إلى فرنسا من مدينة ليسبون عاصمة البورتغال، وذلك سنة ١٥٦٠ب.م.
  • الدراهم: الدرهم والدرهام، والدرهم خمسون دانقًا، وبه سُميَت القطعة المضروبة من الفضة للمعاملة؛ لأنها درهم من الفضة، كما أن الدينار مثقال من الذهب، ولذلك كانوا يتداولونها في الأخذ والعطاء بالوزن، وقيل درم بالفارسية معرَّب درخمي باليونانية، وتطلق الدراهم عند المولدين على النقود مطلقًا، ثم إن أهل قرطجنة كان عندهم نوع من مسكوك الجلد، ويحتمل كونه من الورق الجاري استعماله في البنوك مكان الدراهم، واستمر التعامل به حتى القرن الثالث عشر، وفي ذلك الوقت غيروه وجعلوه من قشر شجر التوت على شكل مدوَّر ورسموا عليه سكة الملك المالك حينئذٍ، وليس من دليل على أن اليهود كانوا يتعاملون بالمسكوكات المضروبة حتى سنة ١٤٤ق.م في زمن المكابيين، وكان اليهود يتعاملون عدا المسكوكات التي كانت جارية بالماس كدراهم؛ أي بالماس الذي كانوا يتحلون به، وعند مس الحاجة إليه كانوا يتعاملون به.

    وفي بلاد الإنكليز سنة ١٠٦٦ب.م كان يوجد ضربان من المسكوك، وهما: مسكوك حيٌّ، ومسكوك ميت، فالأول هو العبيد والماشية التي كانت تنقل مع الأرض؛ أي تصير تحت تصرف المالك، والثاني هو المعدن، وعلى ما في التوراة في (سفر التكوين ص٢٣) أن سارة زوجة إبراهيم غب أن ماتت اشترى إبراهيم من عبرون — أو عفرون — أرضًا لدفنها فيها، ووزن لعفرون الفضة التي كان يدعوها على السماع أربعمائة شاقل أو مثقال من الفضة بالتعامل الدارج عند التجار، فيستفاد من ذلك أن المسكوكات في ذلك الحين لم تؤخذ بالعد؛ بل بالوزن، وذلك المسكوك كان قطعًا من فضة مقطوعة على أوزان معلومة كالشاقل وما أشبه، لكنها ليست بمضروبة. قال هيرودوتس في كلامه عن أهل ليديا إنهم أول شعب ضربوا النقود، ولكن قد اتضح بأن ذلك غلط، وأن أهالي إيجينا في زمن فيدون ملك أرغوس أول من اخترعه سنة ٨٩٥ق.م، وفي زمن الرومان سنة ٥٧٨ق.م بمدة تملك سارفيوس توليوس أحد ملوك الرومان كانوا يستعملون مسكوكات النحاس عليها صور مواش، وما استعملوا المسكوكات الفضية حتى سنة ٢٨١ق.م، ولا الذهبية حتى سنة ٢٠٧ق.م. ثم أخذ الرومان بعد ذلك في القرن الثاني ب.م يضربون دراهم مختلفة … إلخ. ثم تطرق من بلاد اليونانيين إلى بلاد الفرس والعرب وغيرها، فاستعملت في بلاد الإنكليز سنة ٥٦٠ب.م، وامتدت إلى أوروبا، ولا محل لذكر تواريخ امتدادها إلى كل مملكة. انتهى.

  • دمشق: وتُدعى الشام أو الشأْم. قيل إنها بلاد عن مشأَمة القبلة، سُمِّيَت به لذلك أو لأن قومًا من بني كنعان تشاءموا إليها؛ أي تياسروا، أو سُميت بسام بن نوح فإنه بالشين بالسريانية أو لأن أرضها شامات بيض وحمر وسود، وهذه المدينة محسوبة من أقدم مدن العالم، انظر (تكوين ص١٤ ع١٥) على علو من سطح البحر مقدار ألفين وثلاثمائة وأربع وأربعين قدمًا، وإطارها ثمانية أميال، وكما يقول بعض المؤرخين إن هذه المدينة القديمة قد بناها عوص بن أرام من نسل نوح، وهي مذكورة في تاريخ إبراهيم، وأنها كانت مركزًا أو مقرًّا لملوك سورية مدة ثلاثة قرون، وأن بناءَها هو من أربعة آلاف وإحدى وعشرين سنة، وقول بعضهم إن دمشق سميت ببانيها دمشاق بن كنعان أو دامشقيوس. ثم في ألف وأربعمائة من هذه السنين المذكورة كانت مستقلة، وأن ملوك بابل وفارس استولوا عليها مدة أربعة قرون، ثم افتتحها اليونان الذين استولوا عليها مدة قرنين ونصف، والرومان استولوا عليها مدة سبعة قرون، والعرب استولوا عليها مدة أربعة قرون ونصف، ثم في سنة ٣٣٣ق.م استولى عليها إسكندر الكبير، وفي سنة ٥٤٠ب.م ألمَّ بها الفرس فأخربوها، وفي سنة ٦٣٤ب.م حاصرها قبائل العرب بأمر الخليفة عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وطردوا عساكر قيصر منها، وصارت كرسي الخلافة، وفي سنة ٦٦٠ب.م ابتدأت خلافة بني أمية فيها الذين تولوا فيها أكثر من تسعين سنة، وحين سقوطهم خلفهم العباسيون وجعلوا بغداد تخت الخلافة، وفي سنة ٧٠٥ب.م تسمى جامع الأموي فيها، وفي سنة ١١٥٣ب.م حاصرها الصليبيون.

    ولما تسنت الولاية للفاطميين عادت هذه المدينة تحت تسلط هؤلاء الخلفاء المصريين، على أنها لم تلبث بعده معهم حتى أخذها منهم عنوة الأتراك السلجوقيون، وبمدة السلجوقيين حاصرها عبثًا لويس السابع الفرنساوي وكونراد الثالث الجرماني اللذيْن كانا مع الصليبيين وذلك سنة ١١٤٨ب.م، وفي سنة ١٣٨٨ب.م حاصرها الملك الظاهر، ثم وفي أول القرن الخامس عشر ب.م أخذها تمرلنك، وقال بعضهم إنه دكها سنة ١٤٠٠ب.م، وقد رمم ما تعطل فيها المماليك حين توليهم على سورية، لكن أخذها منهم السلطان سليم الأول سنة ١٥١٦ أو ١٥١٧ب.م؛ إذ صارت حينئذٍ قسمًا من مملكة الدولة العلية، وفي سنة ١٨٣٢ب.م استولى عليها إبراهيم باشا وأتبعها لإيالة مصر، لكن ما لبثت أن استرجعتها الدولة العلية سنة ١٨٤٠ب.م، وفي الثالث من شهر كانون الثاني سنة ١٨٥٩ب.م ابتدى بفتح طريق المركبات أو الكروسات من بيروت إليها، ومسافة طول هذه الطريق سبعون ميلًا. أما طول جامع الأموي في هذه المدينة ذو الثلاث مآذن، فهو خمسمائة قدم، وعرضه ثلاثمائة قدم، وطول القلعة فيها ثمانمائة قدم، وعرضها ستمائة قدم، وحقق بعضهم أن طول الجامع المشار إليه بالذراع الإسلامبولي هو مئتان وأربع وعشرون ذراعًا، وعرضه مائة وسبع وثلاثون ذراعًا، وذلك بعد الضبط والاختبار. أما طول جامع عبد الملك فيها فهو ستمائة وخمسون قدمًا، وعرضه مائة وخمسون قدمًا، وقيل إن في سنة ١٨٤١ب.م بلغ عدد سكان هذه المدينة ١٢٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٢ب.م ١٥٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ب.م ١٦٠٠٠٠ نفس.

  • الدم: سائل أحمر يسري في عروق الحيوان، وهو أصل الأخلاط وقوام الحياة، وأول من عرف دورانه في جسم الإنسان إنما هو وليم هارفي فيلسوف إنكليزي مشهور سنة ١٥٩٨ب.م، وكان شابًّا في سن عشرين سنة، ولخوفه من الناس لم يعلن معرفته هذا الأمر حتى مضى عليه ثلاثون سنة، فيكون إذًا سنة ١٦٢٨ب.م، وبعضهم قال سنة ١٦١٩، لكن الأصح كما ذكرنا.
  • الدهر أو التاريخ: إن أقدم تاريخ في الدنيا عدا الصين هو تاريخ مصر التي بناها مينيس أو مصرايم سنة ٢٤١٢ق.م، أو حسب قول لبيوس بسيوس سنة ٣٨٩٣ق.م، ومع ذلك فإن المصريين لم يتقدموا جنس البشر، ويقرر المؤرخون أن التواريخ الأصلية هي تاريخ اليهود المبتدي من أربعة آلاف سنة ق.م، وعلى ما في التاريخ القديم أن التاريخ المسيحي أو العمومي ابتدأ منذ أيام ميلاد السيد المسيح، وأن سنة العالم ٤٩٦٣، وأما على موجب علم التاريخ الجديد فإن التاريخ الألومبياد «نسبة إلى جبل أولومبوس في مكدونيا» وهو تاريخ عند اليونان بدؤه من سنة ٧٧٦ق.م، وقيل إن بداءة استعمال التاريخ المسيحي في الكتابات والمعاملات كان سنة ٥١٦ب.م، وواضعه دبونيسبوس السكيثي، وقد اقتصرنا عن البحث بإسهابٍ في هذا الموضوع؛ لضيق المقام.
  • الدَّوْلَة: استيلاء الدولة العلية على قلاع البحر الأسود سنة ١٤٢٢ب.م، وتوليها الأرناوط سنة ١٤٣٢ب.م، وعلى القسطنطينية سنة ١٤٥٣ب.م، واستيلاؤها على أتينا سنة ١٤٥٦ب.م، وفي سنة ١٦١٤ب.م أخذت مدينة بلغراد وبلاد هنكاريا؛ أي المجر العلياء في النمسا، فأوجست منها أوروبا. قدوم عساكر الدولة إذ تسلمت المدن وفتحت عكا في برهة يسيرة، فانهزم إبراهيم باشا بعساكره إلى مصر، وذلك سنة ١٨٠٤ب.م، وفي سنة ١٨٢٧ كانت محاربة روسيا لها، وفي سنة ١٨٥٣ب.م كانت بداية حرب القرم، وفي سنة ١٨٥٥ب.م كان أخذ الدولة المتحدة لسيفاستبول وانتهاء الحرب المذكورة.
  • الدورة القمرية: إن الدورة القمرية مدتها تسع عشرة سنة، وحين انتهائها يظهر في وجه القمر كما كان في ابتدائه في تلك المدة عينها، حيث إن القمر بالنسبة إلى الأرض والشمس يطلع ثانية في نفس المكان الذي كان قد طلع فيه قبلًا في التسع عشرة سنة، فلذلك يدعوها أهل أتينا العدد الذهبي؛ لتعاظم ميلهم إليها وتغلب حبها على قلوبهم، كأنه أنزل عليهم بوحي أو إلهام، وهذا الاكتشاف كان من الفلكي «ماتون»، وأصله من أتينا، وذلك سنة ٤٣٢ق.م، ومات في القرن الخامس ق.م، وأهالي أتينا قد نقشوا وحفروا على ألواح من الرخام خصائص الدورة القمرية بحروف من ذهب، وآخر دورة قمرية كان ابتداؤها في أول كانون الثاني سنة ١٨٨١ب.م.
  • ديار بكر: هي إحدى مدن الجزيرة في آسيا مبنية بحجارة سوداء؛ ولذلك تسميها الأتراك قره اميد، ومحيطها نحو ثلاثة أميال، ولها قلعة مشرفة على الدجلة، والدجلة هناك نهر صغير يقطع بدون جسر ما لم يكن قد اجتمعت إليه مياه المطر، وهي على بُعد ١٨ ساعة من ماردين، وكان عدد أهلها سنة ١٨٤١ب.م ٤٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ٥٠٠٠٠ نفس، واستيلاء الإسلام عليها سنة ٩٥٨ب.م.

حرفُ الراءِ

  • الرعد: هو صوت يأتي بعد تألُّق البرق ووميضه السريع؛ أي أنه صوت يتأتى عن إطلاق أو اندفاع الجاذبية الجوية، وأسباب الرعد هي سرعة انفصال ورجوع اتصال الهواء الذي يمرُّ فيه البرق.
  • رومية: عاصمة إيطاليا من أشهر مدن الدنيا وأقدمها في الأعصار القديمة والحديثة، وهي واقعة على ضفتي نهر الطيبر الذي طوله ١٨٥ ميلًا، وبعيدة عن مخرج هذا النهر ستة عشر ميلًا، وكان دائرها خمسين ميلًا، وبنى هذه المدينة روميلوس سنة ٧٥٣ق.م، الذي كان أول ملك تسلط عليها من حين بنائها، وبقي متسلطًا إلى سنة ٧١٦ق.م وفيها مات، وفي سنة ٣٨٩ق.م كان هجوم الغاليين الأول عليها، وأخذهم إياها وحرقها تحت قيادة برنيوس، وقد أتقن روميلوس قوانينها الداخلية وأحكمَ ترتيبها، وفي هذه المدينة أبنية فاخرة وكنائس وقصور عظيمة حسنة وأثارات أو بقايا قديمة مشهورة، وأهلها كانوا يبلغون سنة ١٨٤١ب.م ١٤٩٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٢ب.م ١٧٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ١٨٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ب.م ٢٠٠٠٠٠ نفس، ويذكر المؤرخون أن هذه المدينة كانت قديمًا أكبر مدن العالم، وكانت تحتوي على مليونين من النفوس، وكان لها ست عشرة بوابة؛ منها عشر كانت محصنة بالأسوار، وفي سنة ٦٤ب.م أحرقها الملك نيرون الروماني، وفي سنة ٤٥٥ب.م أخذها وسلب ما فيها الملك جانيساريك ملك شعوب قديمة في جرمانيا، وجلب الملك طيطس الروماني إليها التحف والكنوز والأواني من هيكل القدس، ثم أرسلها من هذه المدينة في السفن إلى قرطجنة أسكلة بحرية في إسبانيا، وفُقدت حينئذ جميعها في البحر، وفي سنة ٤٧٦ب.م كان انقراض المملكة الرومانية في الغرب واستيلاء أودواكر ملك الهرول عليها، وفي سنة ٨٤٧ب.م دخل العرب في جهتها، وفي سنة ١٤٥٠ب.م بنى البابا نقولا الخامس كنيسة مار بطرس المشهورة فيها، وهي أكبر كنائس الدنيا وأشهرها، وحقق بعضهم أن بناء هذه الكنيسة كان في ١٨ نيسان سنة ١٥٠٦ب.م، وقال غيرهم سنة ١٥٩١ب.م، وواجهة أو ارتفاع هذه الكنيسة هو ثلاثمائة وثمان وسبعون قدمًا طولًا، وارتفاعها — أي علوها — مائة وثماني وأربعون قدمًا، وقيل دام الاشتغال في بنائها مائة وإحدى عشرة سنة، وأنفق عليها مائة وستون مليون من الريال، وأما قصر الفاتيكان فيها، وهو سراية حضرة البابا؛ فطوله ألف ومئتا قدم، وعرضه ألف قدم، وفي هذا القصر ما ينيف على أربع آلاف حجرة، وفيه مكتبة تحتوي على مائة ألف مجلد وخمسة وثلاثين ألف كتاب بخط اليد، وفي سنة ١٦٦٥ب.م مات فيها من الوبا في ليلة واحدة عشرة آلاف نفس، وفي سنة ١٨٠٩ب.م استولى بونابرت عليها، وفي سنة ١٨٧١ب.م دخلها الإيطاليانيون وجعلوها عاصمة المملكة وكان حينئذٍ سقوط الباباوية المدنية، وفي هذه المدينة قنوات للماء عددها أربع وعشرون، وأطولها يبلغ نحو ستين ميلًا، وآثار خرابات كثيرة من زمن قديم وأبنية وقصور عظيمة فاخرة، وكنائس بهية حسنة لا حاجة لاستيفائها هنا.
  • روسيا: يحدها شمالًا بحر الثلج الشمالي، وشرقًا جبال أورال «التي طولها ١٤٠٠ ميل وارتفاعها ٤٠٠٠ قدم» الفاصلة بينها وبين أملاكها في آسيا، وأيضًا نهر ولكا ونهر دون ونهر أورال وبحر قزبين، وجنوبًا البحر الأسود «الذي طوله ٧٦٠ ميل» والبلاد العثمانية وجبال كوه قاف وأوستريا، وغربًا البلاد العثمانية وأوستريا أيضًا وبروسيا وبحر بلتيك «الذي طوله ٨٠٠» وخليج بوثينا وأسوج ونروج، وطول هذه المملكة ١٣٠٠ ميل، وعرضها ألف ميل، ومساحتها تبلغ ١٦٢٦٦٣٠ ميلًا مربعًا، وقال بعضهم مليونان ونصف، وقيل مليونان، وفي سنة ١٨٢٧ب.م كان عدد أهلها أربعين مليونًا، وسنة ١٨٥٨ب.م كان ستة وخمسين مليونًا، وسنة ١٨٦١ب.م ستين مليونًا، وسنة ١٨٦٢ب.م نحو ثمانين مليونًا، وكانت هذه البلاد الواسعة قديمًا مقر عدة قبائل مختلفة أكثرها رحل، وفي الجيل الخامس والسادس ب.م أخذت القبائل الجنوبية منها في اكتساب الهيئة الاجتماعية من اليونانيين، وبنوا مدينة نفوغرود، ومدينة كيف والقبائل الشمالية اتحدت تحت سلطنة رجل يقال له روريك سنة ٨٢٦ب.م، فاستولى على المدينتين المذكورتين، وبقي المُلك بيد نسله إلى عصر فلادمير، وفي سنة ٨٦٢ب.م صارت تنقسم سكان هذه المملكة إلى أحزاب وجمعيات متعددة مناقضة للحكومة التي كانت في ذلك الحين، وفي سنة ٩٨٠ب.م دخَّل فلادمير الديانة النصرانية إلى المملكة، حيث كان بعض من هذه القبائل على العبادة الباطلة، وقال بعضهم إن دخول الديانة المسيحية إلى روسيا كان سنة ٩٥٥ب.م، وفي سنة ٩٨١ب.م صار فلادمير ملكًا، ودخل في النصرانية فتنصَّر معه الجانب الأعظم من رعيَّته، وفي سنة ١٣٥٨ب.م صارت مدينة موسكو عاصمة المملكة.

    وفي سنة ١٦٨٩ب.م — وقيل سنة ١٦٨٢ب.م — جلس على تخت المملكة الملك بطرس الأكبر وعمره سبع عشرة سنة، وأدخل لبلاده شيئًا من العلوم والصنائع الشائعة يومئذ في بقية بلاد أوروبا، وبنى مدينة بطرسبرج على طرف خليج فينلاند ونقل إليه كرسيه، وفي سنة ١٧٥٧ب.م كان استيلاء هذه المملكة على القرم، وفي سنة ١٧٦٢ب.م قويت شوكة روسيا في أيام الملكة كاترينا، وفي سنة ١٧٩٥ب.م انقسمت بلاد بولونيا بين أهل هذه المملكة وبروسيا وأوستريا، وفي سنة ١٨٠١ب.م زادت قوة هذه المملكة في أيام الملك إسكندر الأول، وفي سنة ١٨٣٠ب.م نهض أهل القسم الذي أخذته هذه المملكة يطلبون استرجاع حريتهم فلم ينجحوا في ذلك، وقيل إن في سنة ١٨٤١ب.م كان جيش مملكة روسيا المنظم سبعمائة ألف جندي وقوتها البحرية كسفن حربية وغيرها كانت إذ ذاك من المائتين إلى الثلاثمائة سفينة، وفي سنة ١٨٥٣ب.م كان حرب فرنسا وإنكلترا لهذه المملكة، وفي ١٧ آذار سنة ١٨٦١ب.م تحرر فيها عشرون مليون نفس الذين كانوا تحت رق العبودية، وفي السنة المذكورة قيل كان جيشها المنظم ٥٧٧٨٥٩ جنديًّا، وعمارتها البحرية ١٨٦ سفينة و٤١ مركب قلع.

  • رودس: هي جزيرة من جزائر آسيا، واقعة شرقي جزيرة كريت، لقبها اليونان باسم الورد؛ لسبب كثرة الورد فيها؛ لأن «رودون» باليونانية تأويلها ورد، وهي معتدلة الهواء مخصبة التربة، طولها نحو أربعين ميلًا، وعرضها نحو ١٥ ميلًا، ومحيطها نحو ١٢٠ ميلًا، وبينها وبين البر مسافة ثمانية أميال، وأهلها كانوا يبلغون سنة ١٨٥٢ب.م ٢٠٠٠٠ نفس، وقاعدتها مدينة رودس في جهة الشمال الشرقي، وأهلها في السنة المذكورة كانوا يبلغون نحو ٥٠٠٠ نفس، وهذه الجزيرة فتحها الإسلام في أيام معاوية بن أبي سفيان.

    وتملكها فرسان ماري يوحنا في سنة ١٣٠٧ب.م، وسكنوها، وبنوا فيها أبنية كثيرة هي باقية إلى اليوم، ثم تملكها السلطان سليمان في سنة ١٥٢٢ب.م، وفيها الصنم المشهور مسبوكًا من نحاس أصفر، ارتفاعه مائة وخمسون قدمًا، وقيل سبعون ذراعًا، ومسافة ما بين ساقيه خمسون قدمًا. كان راكبًا قديمًا فوق مدخل مرساها الشهير، وكانت جميع البواخر التي تدخل وتخرج من هذه الجزيرة تمر بين رجليه، فكان يعد من عجائب الدنيا السبع، «القدماء عدوا عجائب الدنيا سبعًا: وهي صنم رودس، وأهرام مصر، وهيكل أرطاميس في أفسس، وجنائن بابل المعلقة، وقبر ماوسوليوس، وكهف جزيرة أنتي باتروس، ولغز كريت»، قد صنعه رجل اسمه «كاريز»، وبقي يشتغل فيه اثنتي عشرة سنة، فتم عمله سنة ٢٨٨ق.م، وبقي مرفوعًا ستًّا وستين سنة، ثم سقط بزلزلة عظيمة، واشتراه بعض اليهود، وحمل نحاسه على تسعمائة جمل، يحمل كل منها اعتياديًّا كما قال بعضهم ستمائة أو سبعمائة ليبره، فيكون من المائة وخمسة أرطال إلى مائة واثنين وعشرين رطلًا ونصف، وقال آخرون: ألف ليبرا، فيكون مائة وخمسة وسبعين رطلًا، والجمل: حيوان يسميه العرب مركب البَرِّ، وهو سهل الانقياد، حقود إذا ضربه صاحبه، يترصد الظفر به ولو بعد حين، وله صبرٌ شديدٌ على الجوع والعطش؛ لصغر مرارته، وله أربع معد: يُودِعُ قبل السفرِ في إحداها مقدارًا من الماء، فيصير يمكنه أي وقت شاء أن يسحب هذا الماء من تلك الأوعية الصغيرة التي يكون موعي فيها، وبهذا يبرَّد أو يروي ظمأه ويبلل غذاه.

حرفُ الزاءِ

  • زبيدة: مصغرةُ لقب أَمَة العزيز بنت جعفر بن عبد الله المنصور العباسي؛ أي ابنة أخي الخليفة هارون الرشيد لحًّا، وأولى زوجاته الشرعيَّات. كان جدُّها المنصور يرقصها في صغرها وهو يقول: زبدة وزبيدة؛ فَلُقِّبَتْ بذلك وغلب على اسمها، وهي التي مدحها بعض الشعراء بقوله:
    أزُبيْدة ابنةَ جعفرٍ
    طوبى لزائرك المثابِ
    تعطينَ من رجليك ما
    تعطى الأكفُّ من الرغابِ

    ماتت سنة ٨٣١ب.م، وينسبون إليها بناء مدينة تبريز «مدينة في إيران العجم» سنة ٧٩٠ أو سنة ٧٩٢ب.م.

  • الزجاج: جوهر صلب سهل الانكسار، وشفاف يصنع من الرمل والقلي والقوارير، وهو قديم، وقد ذُكر في الكتاب المقدس في سفر أيوب وأمثال سليمان، وفي سنة ٣٧٠ق.م يقول ثيوفراست أحد فلاسفة اليونان إن معامل الزجاج الفينيقية كانت في مدخل نهر بيلوس في مملكة الآشوريين، ولذلك يقول المؤرخون إن الفينيقيين هم الذين استنبطوا عمل الزجاج، واشتهروا في حسن الصباغ، ولا سيما في لون الأرجوان، وبعضهم ينسب اختراعه إلى المصريين، ويقول المرجح إنهم اخترعوه أولًا، وتفننوا في اصطناعه، ولوَّنوه وذهبوه وأدخله الرومانيون إلى بلادهم منذ أكثر من قرنين قبل الميلاد، وأخذ عمله يمتد في أوروبا في القرن الثالث عشر بعد الميلاد أو سنة ١٤٣٩ب.م كما قال بعضهم، وفيه قد قيل إن أهل البندقية عملوا المرآة الأولى من الزجاج، وأما اتخاذ الزجاج واستعماله للشبابيك فكان سنة ١١٨٠ب.م، وناقض غيرهم بأن اصطناع ألواح الشبابيك منه كان سنة ٥٥٠ب.م، وفي أوائل القرن السابع عشر نقش كازيرليهامان الزجاج وخرطه، وما زال يتقدم إلى هذا اليوم.
  • زنوبيا: هي ملكة «تدمر» المشهورة، ابنة أحد أمراء العرب. أصل أبيها من الجزيرة التي تدعى بين النهرين؛ أي ما بين نهر الفرات ونهر التيكر الذي يختلط مع نهر الفرات بواسطة مجارٍ كثيرة، فسموا القسم الأعظم من نهر التيكر إلى ملتقاه مع نهر الفرات بالدجلة، ولقبوا هذه الملكة ملكة الشرق، وقد حاربت الرومان من سنة ٢٦٧ إلى سنة ٢٧٢ب.م، وقد هزمها الملك أورليان الروماني، ثم امتدت سطوته وأقرَّ كرسي ملكه في الشرق من سنة ٢٧٢ب.م إلى سنة ٢٧٤ب.م.
  • الزهرة: السبعة أزهار هي تلك النجوم السيارة الكبيرة الممتازة عن سواها من باقي السيارات، وهي تابعة للشمس، وتدور حولها كما يأتي بالإيجاز؛ الأول عطارد: نجمٌ من الخنس، وهو الأقرب إلى الشمس من سواه بين سائر السيارات، وقطره ثلاثة آلاف ومائة وأربعون ميلًا، ويدور حول الشمس مرةً في كل ثمانية وثمانين يومًا، وبعده عنها سبعة وثلاثون مليون ميل. الثاني الزهرة: وهي ثاني الكواكب بعدًا عن الشمس، ودورتها بين الأرض وعطارد، وسمَّاها الأولون نجم الصبح ونجم الغروب، وبعده عن الشمس ثمانية وستون مليون ميل، وقطره سبعة آلاف وسبعمائة ميل، ويدور حول الشمس مرة في كل مائتين وأربعة وعشرين يومًا. الثالث المريخ: وهو نجم سيار من الخنس، قيل سُمي به لسرعة سيره، وقيل لأن لونه أصفر وأحمر كالمرداسنج «والعامة تقول المراسنك»، ضوُّه أحمر فيه قتمة، وقطره أربعة آلاف ميل، وبُعده عن الشمس مائة واثنان وأربعون مليون ميل. الرابع المشتري: يقال له بالفارسية «برجيس»، وهو نجم أعظم السيَّارات جرمًا مشهور في ضيائه، قطره تسعة وثمانون ألف ميل، وبعده عن الشمس أربعمائة وتسعون مليون ميل، ويدور حولها مرة في أقل من اثنتي عشرة سنة، وهو أكبر من الأرض بألف وأربعمائة مرة. الخامس زحل: كوكب من الخنس، سمي به لبعده وتنحيه «وهو مثلٌ في العلو والبعد، ومنه قول المتنبي في مديح سيف الدولة»:
    وعَزْمَةٌ بَعَثَتْهَا هِمَّةٌ زُحَلٌ
    من تَحتِها بمَكانِ الأرض من زُحَلِ

    أي أن همته أعلى من زحل بمقدار ما زحل أعلى من الأرض؛ ولذلك يقولون له شيخ النجوم، وهو ثاني نجم المشترى في الكبر، لكنه أبعد منه عن الشمس، وقطره تسعة وسبعون ألف ميل، وبعده عن الشمس نحو تسعمائة مليون ميل، ويدور حولها مرةً في كل تسع وعشرين سنة ونصف، وجرمه أعظم من جرم الأرض بتسعمائة مرة. السادس أورانوس أو هرشل: «نسبةً للمعلم الشهير وليم هرشل مكتشفه سنة ١٧٨١ب.م»، وهو بعيد عن الشمس ألف وثمانمائة مليون ميل، وقطره خمسة وثلاثون ألف ميل، ويدور حول الشمس مرة في كل أربع وثمانين سنة. السابع نبتونوس: وهو سيار كبير كائن وراء نجم أورانوس المذكور، وقد عرف هذا السيار في مرصد باريس المدعو لافاريا، واكتشفه في المرصد المذكور المعلم «غال»، أصله من مدينة برلين عاصمة ألمانيا، وهذا الاكتشاف كان في الثالث والعشرين من شهر أيلول سنة ١٨٤٦ب.م، وبعده عن الشمس ألفان وثمانمائة وخمسون مليون ميل، ويدور حولها مرة في كل مائة وثمانية وستين سنة.

  • زيت الحجر: تدعوه العامة غازًا والإفرنج بترولًا، والبترول هو لفظة يونانية تأويلها زيت الحجر أو الصخر، وهو مادة سيالة إلتهابية أو من بعض مواد محترقة، له رائحة حريفة ذات جواهر مختلفة، ويوجد من هذه المادة التي يتركب منها هذا الزيت عدة أنواع، أعظمها تمر ظاهرًا ببعضها صادرة من الأرض وتخرج راشحة رشحًا طبيعيًّا، وتتجمع على سطح الماء في الآبار والمنابع في أقسام مختلفة في العالم، أو يجري ويسيل من أجواف وبطون الصخور، وهذا الزيت في الأصل مركب من الكاربون والأدروجين، واكتشاف هذا الزيت واستعماله في أوروبا كان سنة ١٨٥٨ب.م.
  • الزئبق والزيبق: سيالٌ معدنيٌّ، منه ما يستقى من معدنه، ومنه ما يستخرج من حجارة معدنية بالنار. معرب زيوه بالفارسية، والعامة تقول له الزيبق، وأصحاب الكيمياء المعدنية يكنون عنه بالعبد الفرَّار؛ لأنه يفر من النار، ويستخدمونه في أكثر الأعمال، وقد أبدع في التشبيه به عنترة العبسي حيث يقول:
    أُراعي نُجومَ اللَّيلِ وَهيَ كَأَنَّها
    قَوارِيرُ فيهَا زِئبقٌ يترَجْرَجُ

    وهو مشهور بذوبانه وسيلانه، حتى إنه يتجمد فقط بالبرد الشديد المشار إليه بتسع وثلاثين درجة أو أربعين درجة تحت الصفر «في الثارمومتر» أي ميزان الحرارة والبرد، وهو أثقل المعادن ثانٍ للمرسنك والذهب وما بعدها، واكتشافه كان في زمن الرومان وأريسطوطلي وثيوفراستوس من فلاسفة اليونان اللذين كانا موجودين في القرن الرابع ق.م، وذانك الفيلسوفان سمياه «أرجنتيوم فيفيوم» أي فضة حية أو سريعة، ودُعِيَ هكذا نظرًا لسيلانه وميعانه.

حرفُ السينِ

  • سامرة: مدينة في وسط فلسطين، بناها عمري سادس ملوك إسرائيل سنة ٩١٣ق.م، وروى بعض مؤرخين ثقات في سنة ٩٢٠ق.م.
  • سام: أكبر أولاد نوح، وهو أبو العرب، كما أن حام أبو العبيد، وكان مسكنُ سامٍ آسيا، وعاش ستمائة سنة؛ أي من سنة ٣٤٠٨ إلى سنة ٢٨٠٨ق.م.
  • الساعة: كما ذكر في التاريخ أن الساعات المنقولة يبين أنها كانت موجودة في الشرق في القرن التاسع ب.م؛ إذ كانت من القرن الرابع إلى القرن العاشر ب.م مجهولة غير معروفة في أوروبا، ومنبوذة في زاوية الجهل والغباوة، فكان مورد المعارف في ذلك الزمان عند العرب في أفريقية وعند مغول إسبانيا، وقد قال المؤرخون إن أول الساعات التي استعملها الناس هي الساعات المائية، وأول من اخترعها اليونان، وهي أشبه بالساعات الرملية المستعملة لحد هذا اليوم، ثم أخذها عن اليونان الرومانيون، واستعملت في رومية سنة ١٥٨ق.م، وقد أخذها العرب أيضًا عن اليونان وتفننوا في صناعتها. أما الساعات الصغيرة التي يحملها الناس، فكما يقرره هؤلاء المؤرخون أنه لا يعلم يقينًا أول مصطنع لها ولا زمن اختراعها تمامًا، وفي سنة ١٨٠٧ وفي القرن التاسع ب.م — وقيل في أواخر القرن الثامن — أهدى الخليفة هارون الرشيد أحد خلفاء الشرق ساعة إلى شارلمان ملك فرنسا، قيل إنها كانت ساعة مائية ذات ثقل لم يكن لها مثيل في أوروبا، وأما اصطناع الساعات الكبيرة الدقاقة، فإنه كان سنة ١١٢٠ب.م، وسنة ١٣٧٠ب.م اخترعت أول ساعة غير مائية استنبطها رجل ألماني يُدعى هنري روفيك، على أن تكميل صنعة الساعات؛ بل استنباطها على رأي بعضهم، كان في جرمانيا سنة ١٤٧٧ب.م، وأول ساعة برقية ظهرت هي تلك التي اخترعها ستاينهل من ميونخ عاصمة بافاريا سنة ١٨٣٩ب.م، ثم أتقنها وانستون الإنكليزي سنة ١٨٤٠ب.م.
  • السرعة: إن سرعة جري الفرس تقطع مسافة اثني عشر ألف متر في كل ساعة، وسرعة ركضه — أي استنانه — هي أربعون ألف متر في كل ساعة، وسرعة فابور سكة الحديد المعتادة هي أربعون ألف متر في كل ساعة، وأعظم سرعته في الساعة ثمانون ألف متر، والطير في طيرانه إذا انتهى في السرعة يطوي مسافة ثمانين ألف متر في كل ساعة، وسرعة كرة المدفع هي إلى مسافة ألف متر، وصوتها يصل أو يقطع بالثانية ثلاثمائة وأربعين ثانية، والأرض بدورانها على ذاتها تدور في كل ساعة مليونًا وستمائة وستة وستين ألف متر، ونور الشمس يصل إلينا في ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية، ولدورة الأرض ينبغي من الوقت قدر ما يمشي الماشي أحد عشر شهرًا بغير إبطاء، وفي سكة الحديد قدر واحد وعشرين يومًا.
  • الستينوغرافي: كلمة يونانية معناها كتابة ضيقة أو مختصرة، وهي كيفية تمكن السامع استيعاب كل ما يتكلمه الخطيب باصطلاح مخصوص، والواضع لها رامزي من اسكوتلاندا في بريتانيا سنة ١٦٨١ب.م.
  • سعيد باشا: ابن محمد علي باشا، ولد سنة ١٨٢٢ب.م، وفي سنة ١٨٥٤ب.م تولى خديوية مصر، وفي سنة ١٨٦٣ب.م تبوَّأَ مكانه السدة الخديوية إسماعيل باشا المالك حالًا.
  • سقراط: هو فيلسوف يوناني مشهور؛ ولد في أتينا سنة ٤٦٩ق.م أو سنة ٤٧٠ق.م، ومات فيها سنة ٤٠٠ أو في ٧ أيار سنة ٣٩٩ق.م، وقال بعضهم سنة ٣٩٦ بوجوب الحكم عليه أن يشرب السم. تعليمه في مدينة أتينا كان سنة ٤٤٠ق.م.
  • السكاكين أو المُدْي: اختراعها على ما روى بعضهم كان في سنة ١٥٦٣ب.م، لكن رأى مشاهير المؤرخين أن اصطناع آلات حادَّة قاطعة مصنوعة من حديد وفولاذ عمومًا، كالسكاكين والشفار والفرتيكات والموسى وما شاكل ذلك، فهي في الزمن القديم كانت تصنع من الحجار كالصوان ومن الصدَف أيضًا؛ فإنه لم يزل مستعملًا عند القبائل المتوحشة عوضًا عن الأدوات التي هي أحسن منها وأقطع، ويستفاد أن القدماء من المصريين كانوا يعرفون صنعة عمل النحاس الصلب، وكانوا يستخدمونه لبعض شئونهم؛ فأول اصطناع الآلات المذكورة قبل أوروبا كان في أميركا من يوحنا رُوصل من مدينة كرينفيلد في شهر كانون الثاني سنة ١٨٣٤ب.م.
  • السكر: ماء القصب إذا غلي واشتد وقذف بالزبد، معرَّب شكز بالفارسية، أصله من بلاد الهند في آسيا والصين؛ فإن العرب أتوا بقصب السكر من هناك إلى بلاد العرب وبلاد أوروبا في القرن الثالث بعد السيد المسيح، وذكر المؤرخون أيضًا أن العرب أتوا بقصب السكر من الأماكن المذكورة إلى رودس وقبرص وكريت وسيسيليا حين استيلائهم على هذه الجزائر في القرن التاسع ب.م، وحينئذٍ عرفوا طريقة استقطار السكر منه، وحالًا جرى اصطناعه، واستمر وشاع في بلاد الشرق. أما المؤرخون من الفرنسيس فإنهم يقولون إن أول ما استقطر السكر منه كان سنة ٦٢٥ب.م.
  • سليمان: سليمان الحكيم، هو ابن داود النبي وخليفته وثالث ملك على اليهود، كان مولده سنة ١٠٣٣ق.م، وجعله ملكًا في أيام أبيه داود سنة ١٠١٥ق.م، وقد قيل إن سليمان كان له ألف امرأة، ولكي يُرضي نساه مال إلى عبادة الأوثان، وكانت وفاته سنة ٩٧٥ق.م بعد ما ملك أربعين سنة.
  • سلوقيوس الأول: هو ملك مؤسس دولة السلوقيين في سورية أو مؤسس سلطنة سورية، ولد في سنة ٣٥٨ق.م، وبدء ولايته في سورية كان سنة ٣٠١ق.م، ومات قتيلًا سنة ٢٨٠ أو سنة ٢٨١ق.م في مكان يُدعى ليسيماكيا.
  • السلطان: هذا اللقب من القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ب.م، كان يُتلقب به وكلاء أو نواب روسا جنود الخلفاء، وبالعموم كان يُطلق على كل من كان يحوز الاستقلالية مثل الرؤساء والمتولين على الغزنويين والأمراء السلجوقيين في بغداد وقونية وحلب والشام «كذا في الأصل القديم.»
  • سليم: محاربة السلطان سليم الأول للغوري في سنة ١٥١٦ب.م، ومبايعة شريف مكة للسلطان سليم سنة ١٥١٨، وتولى السلطان سليم حلب ودمشق ومصرًا سنة ١٥١٧ب.م.
  • سليمان باشا: وفاته في عكا، وتولى عبد الله باشا سنة ١٢٣٣ هجرية الموافقة لسنة ١٨١٨ب.م.
  • السلجوقيون: هم قبيلة تركية، كانت قد توطنت قبلًا في سهل شمالي بحر قزبين، وتسموا باسم زعيمهم السلجوق، وسكنوا تحت قيادته في بخارا في القرن العاشر ب.م، وتقلدوا الإسلامية. أما حفيده طوغرول بك فقد تلقب سلطانًا، وفتح على التوالي خراسان وغيرها من المقاطعات العجمية، وأخيرًا في سنة ١٠٥٦ب.م جعل سلطانًا على بغداد، فاستولى عليها، ودعا نفسه خادمًا وحارسًا للخليفة، ولكنه في الحقيقة كان ذا سلطة ملكية ملقبًا بأمير الأمراء أو أمير المؤمنين، ومات سنة ١٠٦٣ب.م، وخلفه ابن أخيه قلب أرسلان الذي اشتهر اسمه في التاريخ الشرقي، خصوصًا بتغلباته على الملك اليوناني رومانوس الرابع، الذي أخذه أسيرًا وحبسه، وقد طرد الفاطميين من مصر وسورية، وفتح أرمينيا وجورجيا، ويقول «جيبون» المؤرخ الإنكليزي المشهور إن أحسن قسم في آسيا كان خاضعًا لأحكامه، وإن ألفًا ومائتي أمير — أو أبناء أمراء — كانت تقوم تلقاء عرشه، ومئتا ألف جندي كانت تسير تحت بيارقه، ومات قلب أرسلان سنة ١٠٧٢ب.م، وخلفه ابنه ملك شاه الذي بلغ من شهامته وامتداد مملكته أن يكون أعظم سلاطين زمانه، وقد جعل مدينة أصفهان العجم كرسيًّا له، وامتدت ولاياته وأحكامه من أول حدود إلى جوار إسلامبول، ولكثرة ما جار نوابه على النصارى الآتين لزيارة القدس الشريف مسَّت الحاجة إلى مجيء الصليبيين إليها، وفي التاريخ أن في سنة ١٠٧٤ب.م أخذ السلجوقيون أشهر مقاطعات الخلفاء الشرقية، وحينئذٍ ضعفت قوة الخلفاء، وكان تملك السلجوقيين القدس وبر الأناضول وتأسيسهم ولاية قونية، وذلك من سنة ١٠٧٦ إلى سنة ١٠٧٨ب.م، وحين وفاة ملك شاه المشار إليه سنة ١٠٩٢ب.م وقعت المنازعة على خلافة سرير الملك بين أخيه وأولاده الأربعة، ودارت بينهم حروب انتهت بقسمة المملكة السلجوقية بين أربع أنساب من العائلة الملوكية، التي منها الطائفة الملكية التي تولت العجم، والثلاث طوائف الصغرى الباقية تولت قرامان والشام والإيكونيوم، وآخر عائلة من هذه الثلاث اشتهرت بطول زمان مدتها خلافًا للآخرين، فبقيت إلى سنة ١٣٠٨ب.م، وفيها خلفها آل عثمان الذين كان بدءهم عثمان الرئيس السلجوقي، وفي معظم القرن الثالث عشر ب.م عادت السلاطين السلجوقيون يؤدون الجزية لملوك المغول المدعوين في أوروبا التتر، وهؤلاء خلفوهم في الملك وقتلوهم.
  • سورية أو سوريا: هي القسم السادس من بر الترك في آسيا، ومساحتها خمسون ألف ميل مربع، يحدها شمالًا آسيا الصغرى، وشرقًا نهر الفرات وبادية الشام، وجنوبًا بلاد العرب، وغربًا بحر الروم، وعدد سكانها — على قول بعضهم — نحو ثلاثة أو أربعة ملايين. قد حاصرتها قبائل العرب سنة ٦٣٢ب.م بأمر الخليفة عبد الله بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وكان افتتاحها سنة ٦٣٤ب.م، وقد فتحها السلطان سليم الأول سنة ١٥١٦ب.م، وولاية المصريين عليها كانت سنة ١٨٣١ب.م، وخروجهم منها سنة ١٨٤٠ب.م.
  • السيكارة: اصطناع السيكارة الإفرنجية التي «أول ما استعمل في إسبانيا» كان سنة ١٥٦٠ب.م.
  • سِيبَويه: وهو مولى لبني الحارث بن كعب، واسمه أبو بشر عمرو بن عثمان الشيرازي بن قنبر، وهو إمام النحاة اللغوي المشهور، ومعنى سيبويه بالفارسية: رائحة التفاح، قيل له ذلك لجمال صورته؛ لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحتان، وقيل لقبٌ له؛ لأنه كان أطيب الناس رائحة وأجملهم وجهًا، ولد ببيضاء، وهي قرية من قرى شيراز من أعمال بلاد الفرس الغربية، ومات مكان مولده سنة ١٨٠ب.م وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته، والاختلاف فيه كثير، ووضعوا عند رأسه بلاطة مكتوب فيها هذه الأبيات:
    ذَهَبَ الأَحِبَّةُ بَعْدَ طُولِ تَزَاوُرِ
    وَنَأَى الْمَزَارُ فأَسْلَمُوكَ وَأَقْشَعُوا
    تَرَكُوكَ أَوْحَشَ مَا يكُون بِقَفْرَةٍ
    لَمْ يُؤْنِسُوكَ وَكُرْبَةً لم يَدفَعُوا
    وَقَضَى الْقَضَاءُ وَصِرْتَ صَاحِبَ حُفْرَةٍ
    عَنْكَ الأَحِبَّةُ أَعْرَضُوا وَتَصَدَّعُوا

حرفُ الشينِ

  • الشام: حدوث زلازل عطلت أماكن كثيرة في بر الشام سنة ٥٢٦ب.م.
  • شارلمان: أول ملك في فرنسا، ويُدعى ملك الغرب، ولد في الثاني من شهر نيسان سنة ٧٤٢ب.م، وفي سنة ٧٦٨ب.م كان جلوسه وبعده خلفه السلاطين الآتي ذكرهم في الجدول الآتي وتوليهم على تخت فرنسا من شارلمان إلى الزمان الحاضر، ثم في سنة ٨٠٠ب.م كان تمليكه على إحدى المملكتين الرومانيتين وهي المملكة الغربية، وفي سنة ٨٠٧ب.م أهداه هارون الرشيد ساعةً، وفي سنة ٨٤١ب.م كان انهدام المملكة الغربية، وفي ٢٨ من شهر كانون الثاني سنة ٨١٤ كانت وفاته.
جدول ٣-٢: جدولٌ تاريخيٌّ في ابتداء سني جلوس وتولِّي سلاطين فرنسا من الملك المشار إليه إلى وقتنا هذا.
أسماؤهم سنو توليهم على المملكة ب.م
شارلمان ٧٦٨
لويس الأول ٨١٤
كارلس الثاني ٨٤٠
لويس الثاني ٨٧٧
لويس الثالث ٨٧٩
كارلس الثالث ٨٨٤
أنداس ٨٨٨
كارلس الرابع ٨٩٨
راعول ٩٢٣
لويس الرابع ٩٣٦
لوثار ٩٥٤
لويس الخامس ٩٨٦
حوْج كابتْ ٩٨٧
روبارت ٩٩٦
هنري الأول ١٠٣١
فيليب الأول ١٠٦٠
لويس السادس ١١٠٨
لويس السابع ١١٣٧
فيليب الثاني ١١٨٠
لويس الثامن ١٢٢٣
لويس التاسع ١٢٢٦
فيليب الثالث ١٢٧٠
فيليب الرابع ١٢٨٥
لويس العاشر ١٣١٤
فيليب الخامس ١٣١٦
كارلس الرابع ١٣٢٢
فيليب السادس ١٣٢٨
يوحنا ١٣٥٠
كارلس الخامس ١٣٦٤
كارلس السادس ١٣٨٠
كارلس السابع ١٤٢٢
لويس الحادي عشر ١٤٦١
كارلس الثامن ١٤٨٣
لويس الثاني عشر ١٤٩٨
فرنسيس الأول ١٥١٥
هنري الثاني ١٥٤٧
فرنسيس الثاني ١٥٥٩
كارلس التاسع ١٥٦٠
هنري الثالث ١٥٧٤
هنري الرابع ١٥٨٩
لويس الثالث عشر ١٦١٠
لويس الرابع عشر ١٦٤٣
لويس الخامس عشر ١٧١٥
لويس السادس عشر ١٧٧٤
مجلس معين لنهو أشغال العموم ١٧٨١
مجلس مركب من ثلاث طبقات من شعوب المملكة وهم الإكليروس والأشراف والعامة ١٧٨٩
مجلس شرعي أو للمحاكمة ١٧٩٢
مجلس جمهوري من رجال وأعيان الشعب ١٧٩٢
سلطنة الخوف أي حكمٌ صارم وكان يحصل كثيرًا قتل المذنبين وكان يخاف الشعب جدًّا من المتسلطين عليهم ١٧٩٣
مجلس أعلى منفذ الأحكام بمدة الانقلاب ١٧٩٥
قونسلاتو ١٧٩٩
نابليون بونابارت ١٨٠٤
لويس الثامن عشر ١٨١٤
كارلس العاشر ١٨٢٥
لويس فيليب ١٨٣٠
الجمهورية ١٨٤٨
نابليون الثالث ١٨٥٢
الجمهورية الثالثة رئيسها موسيوتييرس وسقوط الإمبراطورية ١٨٧٠
تثبيت الجمهورية الثالثة ١٨٧١
الجمهورية تنازل موسيوتييرس وقيام المارشال ماكماهون رئيسًا للجمهورية الفرنساوية ١٨٧٣
  • الشطرنج: قيل هو معرَّب شترْ رنك بالفارسية، أي ستة ألوان؛ وذلك لأن له ستة أصناف من القطع التي يلعب بها فيه، وهي: الشاه والفرزان، والرخُّ، والفرس، والفيل، والبيذق، ولكل قطعة شكل مخصوص ومشية مخصوصة، يلعبون به على رقعة ذات أربعة وستين بيتًا باثنتين وثلاثين قطعة، لكل من اللاعبيْن ست عشرة قطعة، وهي الشاه، وتُدعى النفس أيضًا، والفرذ ورخَّان وفيلان وفرسان وثمانية بياذق، وهو قديم العهد، وعرف منذ ٦٠٨ق.م، فيظهر أن لعب الشطرنج كان صورة حرب جعل إكرامًا لمخترعه «بالاماد» اليوناني، أحد رؤساء اليونان، في حصار مدينة «تروا» — مدينة في آسيا الصغرى — التي احتملت حصار عشر سنوات من اليونان، وأن «بالاماد» المذكور اخترعه في زمان حصار المدينة المذكورة؛ لكي يبدد شمل العساكر المحاربة في أيام الهدنة والتعطيل، وقيل إن واضعه الحكيم صصه، ولكن الأرجح أن لعب الشطرنج أتوا به من بلاد العجم أو من الصين، وأدخله العرب حينئذٍ، وأدخل إلى أوروبا بعد خروج الصليبيين من فلسطين، وقيل إن مصنف لعب الشطرنج هو رجل من حكماء الهند، اخترعه وقدمه إلى ملكهم الملك يلبيب جعله إكرامًا له، فابتهج منه الملك وقدم له جزاءً ما يرغبه، فطلب حبة قمح لأول بيت من بيوت الشطرنج، واثنتين للبيت الثاني، وأربعًا للبيت الثالث … وهلمَّ جرًّا بالتضعيف إلى آخر بيت أي بيت الأربع والستين، فأمر الملك وزيره أن يجري العدالة في طلبه هذا القليل، ولكنه بعد أن أجرى الحساب رأى أن كل مخازن القمح في تلك المملكة الواسعة لا تكفي أن تملأها، ومن ثم تناولت الفرس لعب الشطرنج كما ذكرنا.
  • الشمس: هي مركز نظامنا السياري، وترتيب حركة أرضنا وباقي السيارات، وهي جرمٌ كرويٌّ منير كائن بالقرب من مركز عوالمنا، تبعث النور والحرارة إلى سائر السيارات، فنورها يجعل النهار، والظلام الذي يصدر من غروبها أو من ظلال الأرض يجعل الليل، فهي منبع الحرارة والنور، وسبب حياة كل الكائنات المنتظمة. أما الفلكيون البارعون فإنهم يصفون هذا المركز المنير فإنه متجمد مظلم، وربما لا يخلو عن سكان، ومحاط بدائرة جوية منيرة أيضًا. لكن بعد الشمس عن الأرض هو نحو مائة وأربعة ملايين ميل أو مائة واثنين وخمسون ألف مليون متر، وقال بعضهم مئتا وسبعة وثلاثون ألف وخمسمائة مليون ذراع تقريبًا، ونور الشمس يصل إلينا في ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية، وهي أكبر من الأرض بألف وأربعمائة ألف مرة. ثم إنه قبل «كوبرنيكوس» أحد معلمي الفلك البروسياني كان يقال إن الشمس وكل السماء تدور حول الأرض، وأما الآن فمعلوم أن الأرض هي التي تدور والشمس هي نجم ثابت، وأنه لو فُرض أن خرج صوت من الشمس وامتدَّ إلى الأرض فيلزمه أربع عشرة سنة حتى يبلغ آذاننا.
  • الشمع: أول اصطناع شمع الشحم واستعماله للضو — وهو المعروف بالشمع الكافوري — كان في سنة ١٢٩٠ب.م.
  • شهاب: ولاية الأمير بشير شهاب الأول في دير القمر وصفد، وانقراض الأمراء آل معن سنة ١١٠٩ هجرية الموافقة لسنة ١٦٩٨ب.م، ولادة الأمير بشير الشهابي الكبير في غزير من مقاطعة كسروان سنة ١٧٦٣ب.م، وتولى سنة ١٧٨٦ب.م، وحربه أيضًا في المزة سنة ١٨٢١ب.م، وتوجهه إلى مصر سنة ١٨٢٢ب.م، وأخذه إلى مالطة سنة ١٨٤٠ب.م، ومات بالقسطنطينية سنة ١٨٥١ب.م.
  • الشورى: ابتداء مجلس الشورى أو الشوري — وهو ديوان في إنكلترا يدعى بارلمنتو ينصب لاستماع الدعاوي — عرفيًّا كان في ١٥ تشرين الأول سنة ١٢١٣ب.م، وقال غيرهم إن أول مجلس شورى ترتب في إنكلترا كان سنة ١٢٦٣ب.م.
  • شيروش ملك الفرس: هو فاتح بلاد الفرس في القرن السادس ق.م، وملك بلاد مادي، قد ولد في سنة ٥٩٩ق.م، وفي سنة ٥٣٨ق.م استولى على مدينة بابل ومدينة القدس، وكانت وفاته قتلًا في سنة ٥٣٠ق.م في بلاد شيتيا، وبعضهم قال سنة ٥٢٩ق.م.
  • الشيت أو المادام: اصطناع الشيت والمادام في أوروبا بعد دخوله من الهند إليها في سنة ١٦٧٦ب.م، ولكن لم يكثر استعماله إلا في القرن السابع عشر ب.م حيثما شاع في ذلك الوقت في كل أوروبا، وقد يسميه الإفرنج «كاليكو» بفتح الكاف وكسر اللام وسكون الواو على اسم كالكوتا مدينة في بلاد الهند على ما قيل إن أصله منها.

حرفُ الصادِ

  • الصاعقة: الصاعقة شرر من البرق وسيل أو اندفاق من السيال الكهربائي المنير مارٌّ من جهة واحدة في الفلك إلى جهة أخرى، وخصوصًا من الغيوم إلى الأرض، وعرَّفها بعضهم بأنها شررة مجتمعة تندفع دفعة واحدة حينما تتلاقى سحابة ذات كهربائية زجاجية مع سحابة أخرى، فيحدث في الهواء اهتزازات توصل لنا صوت الرعد الذي هو نتيجة ذلك الاندفاع. أما جاذبة أو مانعة الصاعقة فقد اخترعها فرانكلين الأميركاني الشهير سنة ١٧٥٢ب.م، واستعملت سنة ١٧٦٠ب.م.
  • صدوم: كان احتراق صدوم وعمورا وأدمة وصبوايم أو صبوْم بنار من السماء سنة ١٨٩٧ق.م.
  • الصابون: كان وجود الصابون على موجب ما يلي: قال المؤرخون: إن سكان مدينة «بومبي» — وهي مدينة قديمة من نابلس أو نابولي في إيطاليا بها خرابات قديمة — وجدوا فيها بناية معدة لطبخ الصابون، وظهرت على وجه الأرض بعد أن كانت مدفونة تحت الأرض منذ ألف وسبعمائة وتسع سنين، وفيها صابون كان جيدًا صحيحًا.
  • صالح: اكتشاف رأس الرجا الصالح لبرثلماوس دياس سنة ١٤٨٦ب.م، استيلاء الإنكليز عليه من الفلمنكيين سنة ١٨٠٦ب.م.
  • الصحراء الكبيرة: يحدها شمالًا أقاليم المغرب كلها، وشرقًا مصر ونوبيا، وجنوبًا دارفور وبرغو وبلاد السودان وسينكمبيا، وغربًا الأوقيانوس الأتلانتيكي، وطولها ثلاثة آلاف ميل، وعرضها ألف ميل، وهي بقعة واسعة كثيرة الرمال الثائرة، وفي أواسطها أراضٍ كثيرة تصلح للسكن، بعضها قليلة المطر، لا ينبت فيها إلا قليل من الأشجار القصيرة والأعشاب، وبعضها ذات ينابيع تخرج الأثمار والحبوب. وأعظم هذه الأراضي المسكونة فزان، قيل إنها كانت تحتوي في سنة ١٨٥٨ب.م على سبعين ألف نفس وقصبتها مورزوك، وفي هذه الصحراء كثير من الأسُود والنمورة والنعام والأفاعي الخبيثة، وسكانها قبائل غزاة من العرب والمودريين والزنج، وأخص قوتهم لحم الجمال وحليب النوق، والقوافل تجتاز فيها إلى جهات مختلفة، وهي في خطرٍ عظيم من الحيوانات والأفاعي وريح السموم ومن العطش؛ لأنه حدث حادث مهول فيها وذلك سنة ١٨٠٥ب.م، وهو هلاك قيروان أي قافلة من جري عدم وجود الماء في الطريق، كانت تحتوي على ألف وثمانمائة جمل وعلى ألفي رجل، فالجميع ماتوا ظماء.
  • الصليبيون: ابتدأ اجتماعهم للجهاد وإرسال عساكرهم لاستخلاص الأرض المقدسة في شهر تشرين الثاني سنة ١٠٩٥ب.م. تعبئة جيشهم وزحفه في الربيع سنة ١٠٩٦ب.م، وتجهيز أول عساكرهم وسفره — أي حربهم الأولى — كانت في الرابع من شهر تموز سنة ١٠٩٧ب.م، وفي سنة ١٠٩٨ب.م تملكوا أنطاكية، وفي سنة ١٠٩٩ب.م تملكوا طرابلس والسواحل، وفي ١٥ من شهر تموز من السنة المذكورة تملكوا القدس، وفي سنة ١١٠٠ب.م كانت حربهم في نهر الكلب، وفي سنة ١١٠٦ب.م فتحوا بيروت وبعضهم قال سنة ١١١٠ب.م، وفي سنة ١١٤٣ب.م كانت محاصرتهم لدمشق، ومن سنة ١١٨٩ب.م إلى سنة ١١٩١ب.م كان حصارهم لعكا وأخذها، وفي سنة ١١٩٩ب.م تملكوا القدس ثانية، وفي سنة ١٢٠٢ب.م تولوا إستنبول بعد أن كانت بيد الرومان، وحاصرها بعد ذلك قبائل مختلفة، وهم أخذوها من يد شعب يدعى «فاريك»، وهو شعب نورماندي أتى من بلاد ناروج، وفي ٣٠ من تشرين الأول سنة ١٢٧٠ب.م كانت نهاية حربهم إذ كان حينئذٍ ملكهم لويس الفرنساوي والملك إدوار الأول الإنكليزي، وغلط من زعم أن نهاية حربهم كانت سنة ١٢٨١ب.م، وسموا صليبيين؛ لأنهم حينما نهضوا لاستنقاذ الأراضي المقدسة كانوا متخذين رسم الصليب على راياتهم وملابسهم، وكانوا قومًا من الإفرنج من قبائل مختلفة.
  • صور: هي على رأس لسانٍ داخل في البحر، وهي عن صيدا بمسافة يوم إلى الجنوب، وبينها وبين عكا مسافة يوم ونصف، وهي مدينة قديمة جدًّا اشتهرت في أيام الفينيقيين بالغنى والعظمة وسعة التجارة ومعرفة الأهالي بسلوك البحر ومهارتهم في الصنائع؛ انظر نبوة أشعيا (ص٢٣ حزقيال ص٢٧)، وكانت هذه المدينة مينا فينيقية، واسم صور كان يطلق على مدينتين في فينيقية إحداهما؛ وهي المدينة القديمة، كانت على شاطئ البحر، أي على البر جنوبي مدينة بيبلوس، والثانية في جزيرة قريبة لها؛ أي اللسان المتصل الآن بالبركان يومئذٍ جزيرة، ولكن ابتدأُوا بالعمار على الجزيرة حسب تاريخ بوسيفوس، فالأولى — وهي القديمة — تأسست سنة ١٩٠٠ق.م، وقيل بناها بعض أهالي صيدون قبل بناء هيكل سليمان بنحو مائتين وأربعين سنة، وهي مذكورة أيضًا في (سفر يشوع ص١٩ وصموئيل الثاني ص٢٤)، وذكر المؤرخون المحققون أن بناء مدينة صور القديمة كان سنة ٢٢٦٧ق.م، وفي أيام شلمناصر ملك آشور سنة ٧٢٠ق.م كان الجانب الأكبر من المدينة على الجزيرة، وأخربها الملك بختنصر الأول ملك بابل ونينوى سنة ٥٧٢ق.م، غب أن حاصرها ثلاث عشرة سنة، ثم خضعت للآثوريين والكلدانيين، وأما صور الجديدة؛ أي الثانية التي كانت على الجزيرة — كما ذكر — فقد أتاها إسكندر الكبير بن فيلبس سنة ٣٣٢ق.م، وغب حصار طويل — قيل بعد سبعة أشهر — استفتحها، وكان قد ألقى خرب المدينة القديمة في البحر؛ فاتصلت الجزيرة بالبر وحدث طريق للعساكر يمشون عليه، ثم ما زال البحر يقذف الرمال على هذا الردم حتى استوى ذلك الرصيف أرضًا، واتصلت الجزيرة بالبر اتصالًا محكمًا، وحدث اللسان الذي عليه صور الآن، ثم بعد إسكندر استولى عليها الرومان ثم العرب ثم الإسلام، وأما الصليبيون فإنهم أخذوها سنة ١١٢٤ب.م، وذكر المؤرخون أن هذه المدينة خربت مرارًا عديدة ثم نهضت من خرابها، وكانت زاهية في مدة إقامة الإفرنج بأرض فلسطين، وأخيرًا خرجوا منها في أثناء سنة ١٢٩١ب.م، وخربت خرابًا كاملًا، وكانت كذلك في أيام أبي الفداء ملك حماه؛ فإنه قال في كتاب «تقويم البلدان»: «هي الآن خراب خالية …» انتهى. وقد تمت فيها نبوة أشعيا (ص٢٣ وحزقيال ص٢٦ وص٢٧)، ثم إن الفرنساويين أخذوها سنة ١٧٩٩ب.م، ولم تزل فيها آثار قديمة من أعمدة وأقنية عظيمة تحت الأرض وأبنية مردومة متهدمة، وهناك بعض حيطان كنيسة عظيمة لم تزل قائمة، وإلى الجنوب الشرقي منها على مسافة نحو ساعة مكانٌ يقال له رأس العين فيه مياه غزيرة تفور من تنور قد بُنِي حولها فانحصرت فيه، وهناك بساتين تشرب منها وأرحية تدور بها، والظاهر أن هذه كانت قديمًا مأخوذة إلى مدينة صور في أقنية قد بقي منها شيءٌ إلى الآن، وفي سنة ١٨٥٢ب.م قيل إن أهل هذه المدينة كانوا يبلغون ثلاثة آلاف نفس.
  • الصوت: هو ما يسمع عند القرع والقطع والخلع، وهو كيفية قائمةٌ بالهواء تحدث بسبب تموجه بالقرع أو القطع يحملها الهواء إلى الصماخ فيسمع الصوت على أنه يقطع في الهواء في الثانية الواحدة مسافة ألف ومائة وخمسين قدمًا، أو كما قال بعضهم إن سرعة الصوت في الهواء هي نحو ثلاثمائة وأربعين مترًا في كل ثانية، ولو قدَّرنا أن خرج صوت من الشمس وامتد على الأرض وبلغ السماع لاقتضى له أربع عشرة سنة لكي يصل أسماعنا، وصوت الرعد يجوز اثني عشر ميلًا ونيفًا في دقيقة واحدة أو نحو ميل واحد في خمس ثوانٍ.
  • صِوَر: حفر الصوَر على النحاس والخشب التي يضعونها في الكتب اخترعت سنة ١٤٥٢ب.م، وواضعها مازوفينيقيرا من فلورنسا.
  • صلاح الدين الأيوبي: المدعو الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب سلطان مصر والشام، أو سلطان سورية ومصر. أصله من الأكراد؛ أي أنه ابن أيوب الكردي، وكان صلاح الدين في خدمة نور الدين سلطان سورية، واستولى على بلاد العرب وبلاد العجم، وفتح سورية واستولى عليها وذلك من سنة ١١٨٢ إلى سنة ١١٨٤ب.م، وولد في قلعة تكريت في مدينة تيكريس من أعمال بلاد الترك سنة ١١٣٦ أو سنة ١١٣٧ب.م، وكان افتتاحه لبيروت في سنة ١١٨٦ب.م، واستخلاصه بيت المقدس من يد الصليبيين بعد حصار أسبوعين وتهزيمهم عند طبريا في الثاني من شهر تشرين الأول سنة ١١٨٧ أو ١١٨٨ب.م، وانكساره في قبرص من الملك ريتشارد الأول ملك الإنكليز الملقب بقلب الأسد وذلك في زمن حرب الصليبيين سنة ١١٩٢ب.م، ومات صلاح الدين في دمشق الشام في ٤ من شهر آذار سنة ١١٩٣ب.م وله من العمر سبع وخمسون سنة، وقد تولى مصر أربعًا وعشرين سنة، وفي الشام تسع عشرة سنة، وولد سبعة عشر ولدًا من الذكور، فتقاسموا المملكة بعده التي انقسمت إلى ثمان أو تسع مقاطعات.
  • صيداء أو صيدون: هي إلى الجنوب من بيروت مسافة يوم على شاطئ البحر، وهي صيدون القديمة، تسمت على اسم مؤسسها صيدون بكر كنعان بن حام بن نوح، وهي أقدم من صور (تكوين ص١٠ وص٤٩ يشوع ص١١ وص١٩ قضاة ص١ حزقيال ص٢٧)، وكانت هذه المدينة معدودة في جملة مدن فينيقية أو مينا لفينيقية أو لسورية وعكا وخلافها، والآن أبنيتها متينة وأسواقها ضيقة ملتوية، وأهلها كانوا يبلغون في سنة ١٨٥٨ب.م ٦٠٠٠ نفس، وكان لها قديمًا تجارة واسعة، لكنها الآن تحولت إلى بيروت، وكانت قديمًا دار الوزارة حتى قام أحمد باشا الجزار فاختار عكا لحصانتها، ثم قام بعده إسماعيل باشا ثم سليمان باشا ثم عبد الله باشا، ثم تحولت دار الوزارة إلى بيروت بعد إقلاع الدولة المصرية. غير أن النسبة لم تزل إلى صيدا باعتبار الوضع القديم، ولهذه المدينة بساتين كثيرة وجنائن واسعة فيها من أكثر أنواع الأثمار والفواكه، وهي تشرب من ماء النهر الذي يشرب منه أهل المدينة، وهو أفضل المياه عند مخرجه في الباروك وارداها عند وصوله إلى صيدا؛ لأنه يجري مسافة يوم تحت الشمس تخوضه المواشي والناس حتى يقارب المدينة، فيدخل في أقنية مبنية تحت الأرض يلقون فيها السرجين؛ لسد ما فيها من الصدوع التي تتخللها المياه فيصل الماء إلى المدينة سخنًا خبيثًا. وعلى حسب زعم هيرودتس أن صيدون وصور أساسهما كان في سنة ٢٧٠٠ق.م، أما فينيقية فهي معدودة من فلسطين وصيداء هي واقعة قليلًا عن شمالي صور، وقد اشتهرت هذه المدينة وكانت غنية في المتاجر والمعارف، وكانت صور أول إقليم لصيدا، ولم تلبث أن فاقت عليها، وذلك في زمن القوة البحرية التي كانت فيها، ولما فتح اليهود فلسطين لقبوا هذه المدينة «برابا الكبيرة»، وفي ذلك الآن امتدت حكومتها إلى الشمال الغربي في قسم من تلك البلاد نظير فينيقية، ثم خضعت لرياسة صور، وكانت هذه المدينة في سهم سبط أشير من أسباط بني إسرائيل كما قيل في (يشوع ١٩ : ٢٨)، ولكنهم لم يقدروا عليها (قضاة ١ : ٣١ و١٠ : ١٢)، وقد أذلها الملك شلمناصر ملك آشور سنة ٧٢٠ق.م، وصارت تابعة لممالك بابل والعجم وساعدت ممالك العجم المذكورة بعمارتها البحرية، والملك شيروس ملك الفرس أذعن هذه المدينة له سنة ٣٥١ق.م، وقد حدث بها عصيان أيضًا في السنة المذكورة على الملك العظيم المدعو أرتكزركش أخوس، وقد غدر بها ملكها الخصوصي فحينئذٍ أخربها سكانها وأهلكوا أنفسهم بالنار، ثم تجدد بناؤُها وفتحت أبوابها خاضعة بدون مقاومة للإسكندر الكبير بن فيلبس المكدوني ولخلفائه نحو سنة ٣٣٢ق.م، «وفي التاريخ أن في ذلك الزمان كانت هذه المدينة كالإمعة تارة تتبع سورية وأخرى تتبع مصرًا»، حتى صارت كل فينيقية تابعة للملكة الرومانية، ثم للإسلام، وقد قرر المؤرخون أن هذه المدينة قد أُخذت ونُهبت وهدمت وذلك بين سنة ١١١١، وسنة ١٢٩١ب.م.

    أي حين أخذتها الإفرنج، ثم سلمت للملك صلاح الدين الأيوبي بعد وقعة حطين سنة ١١٨٧ب.م، ثم عادت إليها الإفرنج وتسلمتها إلى سنة ١٢٩١ب.م، وبقيت في حال الخراب إلى أوائل القرن السابع عشر، وفيه أو سنة ١٦٣٠ب.م قد رمم ميناءها الأمير فخر الدين معن حتى صار يمكن للقوارب أن تدخلها، وأخذ في إقامة أبنية بها كما فعل في بيروت أيضًا، وكان بعد ذلك للفرنساويين تجارة واسعة في صيدا، وكانت يومئذٍ هي فرضة دمشق، فلما قام أحمد باشا الجزار طردهم منها سنة ١٧٩١ب.م، ومن ثم ضعفت تجارتها حتى كادت لا تستحق أن تذكر، وإلى الجنوب من صيدا على طريق صور قرية الصرفند وبقربها موقع صرفة صيدا المذكورة في الكتب المقدسة (ملوك أول ص١٧ لوقا ص٤) ويوجد في هذه المدينة وما يجاورها كثير من الآثار القديمة ومدافن لملوك سورية الأقدمين، وقد خربت هذه المدينة مرارًا بالزلازل التي حدثت فيها سنة ١٧٨٥ وسنة ١٧٩٦ب.م وخلافها، وحدث فيها أيضًا وباءٌ أضر بها، وفي سنة ١٨٤٠ب.م أطلقت القنابر عليها من أساطيل إنكلترا وغيرها من الدول المتحابة، ولها سور وقلاع، غير أنه قد تهدم جانب منها بضرب المدافع الإنكليزية كما ذكر، أما قلعتها القديمة الخربة فقيل إن بناءها كان في ابتداء التاريخ المسيحي، وأما خرابات صيدا القديمة فهي داخلة في البر نحو ميلين وعلى بعد من البحر، وفي ٢٠ كانون الثاني سنة ١٨٥٥ب.م اكتشفوا في هذه المدينة ناووسًا بين هذه الخرابات، ووجدوا فيه كتابة فينيقية، وطوله أو طول مكانه اثنتان وعشرون قصبة عبارة عن مائة وعشرة يردات أو ثلاثمائة وثلاث وستون قدمًا، ومنه يستفاد وجود مدفن للملك أشمو ناظر ملك الصيدونيين، وهو الآن في باريس في مكان يُدعى «لوفر» بضم اللام وسكون الفاء، ثم في سنة ١٨٥٤ب.م ظهر في هذه المدينة قوارير كثيرة مطمورة في الأرض داخلها نقود ذهبية من عهد الملك إسكندر الكبير، وقيمة ذلك أربعون ألف ريال عبارة عن ألفين وثمانين كيسًا.

  • الصين: مساحتها خمسة ملايين وثلاثمائة ألف ميل مربع، وقال بعضهم سبعة ملايين، وقيل ستة ملايين، وأن محيطها نحو ١٢٥٥٠ميلًا، وطول هذه المملكة ثلاثة آلاف ميل، وعرضها ألف وخمسمائة ميل، وعدد سكانها ما ينوف على ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين مليونًا، وذلك يكون ثلث العالم، وقيل إن في سنة ١٨٢٧ب.م كان عدد سكان هذه المملكة ثلاثمائة مليون نفس، وفي سنة ١٨٥٢ب.م أربعمائة مليون نفس. يحدها شمالًا سيبيريا وبلاد التتر، وشرقًا بوغاز سغاليان وبحر يابان والبحر الأصفر والبحر الشرقي، وجنوبًا بحر الصين وخليج تونكين والهند الصينية وهندستان، وغربًا هندستان وأفغانستان وبلاد التتر المستقلة، وهذه البلاد مشهورة بقدميتها، ومذكور في تواريخ أهلها أن «فوهي» هو مؤسس مملكة الصين سنة ٢٦٥٠ق.م، وهذه المملكة من أقدم الممالك، وتاريخها قد امتد من سنة ٢٢٠٠ق.م، وذهب الأكثرون إلى أن الذين أسسوها هم أولاد نوح، وذلك عند تفرقهم، وقيل إن مؤسسها نوح نفسه، ولم تعرف عند سكانها بهذا الاسم إلا سنة ٢٥٠ق.م.

    ومن غرائب الصين الأصلية السور العظيم المشهور الواقع شمالي الصين، وهو أعظم بناء أسسه إنسان يفصل بينها وبين منشوريا ومنكوليا، أوله عند البحر حيث العرض ٤ ٤٠° شمالًا والطول ٢ ١٢٠° شرقًا، وطول هذا السور يبلغ ألفًا وخمسمائة ميل، وقال بعضهم ألفًا ومائتين وخمسين ميلًا، وهو مبني بالحجارة والأجُر، وارتفاعه أربع وعشرون قدمًا، وقال بعضهم بين خمس عشرة وعشرين قدمًا، وسمكه عند أسفله خمس وعشرون قدمًا، وعند أعلاه نحو خمس عشرة قدمًا، وكان بناؤه من عهد ألفين واثنتين وثلاثين سنة وقاية من هجوم التتر على البلاد، ولكنه الآن صار في حالة الخراب. أما قيمة الجاي الذي يخرج منها ويرسل سنويًّا إلى بلاد الإنكليز وأميركا فتبلغ نحو ستين مليون ليرة إسترليني، وفي جملة أنهرها وقنواتها العديدة المسهلة التجارة الداخلية هي القناة العظيمة التي تدعى القناة السلطانية، وهي أكبر قناة في العالم طولها ستمائة ميل، وقيل إن ثلاثين ألف رجل استمروا يشتغلون في بنائها مدة تنيف على الأربعين سنة، ومما يحسبه الصينيون جمالًا في النساء هو صغر القدمين، ولذلك يأخذون الطفلة من بناتهم فيضعون قدميها في قالب من حديد مدة طويلة لأجل منع نموها، ولكن ذلك يجعلها قاصرة في المشي، ولذلك يكتفون بواحدة من بنات كل عائلة ليكسبوها هذا الحسن الغريب، وطول أحذية نسوتهم اثنا عشر حبة شعير، وعرضها ست حبات.

حرفُ الضاد

  • الضحية: هي تقديم حيوان أو شيء خلافه بأن يحرَقَ على المذبح؛ وذلك كاعتراف للقوة والعناية وكفارةً عن الإثم؛ ولتسكين الغضب أو لاستمداد لطف أو إسداء شكران على إنعامات، فالحيوانات التي تتقرَّب ضحية تدعى قرابين، أما الضحايا التي لا يحصل فيها إهراق دم فتُدعى ضحايا غير دموية؛ فالضحايا إذًا هي استغفارية أو كفارية وتضرُّعية أو ابتهالية.
  • الضباب أو الغيم: هو مجموع من أبخرة منظورة أو من ذرَّاتٍ مائية، وهي الأبخرة المتصاعدة من الأبحر والأراضي التي إذا تجمعت على بعضها تكوَّن عنها الغيم والسحاب، والتصاعد المذكور يختلف على حسب اختلاف الفصول والأقاليم ودرجة الحرارة … إلخ.

حرفُ الطاءِ

  • طاحون الماء: الطحن بواسطة قوة الماء، ينسب اختراعه إلى بليساريوس الروماني سنة ٥٥٥ب.م، أما الطاحون الهوائية فأدخلها من الشرق الصليبيون إلى أوروبا سنة ١٢٩٩ب.م، ولا يعلم بالتحقيق زمان استعمالها في المشرق.
  • طارق: كان أخذ الإنكليز لجبل طارق سنة ١٧٠٤، وطارق هو سلطان العرب من أفريقيا، قد كسر الملك روداريك آخر ملوك إسبانيا، وجعل إسبانيا قسمًا من الخلافة وذلك سنة ٧١٣ب.م، وهذا الجبل كائن في آخر مملكة إسبانيا لجهة الجنوب منها، ومنظره أغرب مناظر جبال الدنيا وأمنع حصون العالم، وفي سنة ١٨٦٢ب.م كان عدد سكانه بما فيه القلعة ٢٤٠٠٠، يبلغ ارتفاعه ١٤٣٩ قدمًا.
  • الطبنجة: وتعرف بالفَرْدِ أيضًا فارسية. اصطناع الفرد أو الطبنجة قيل إنه كان أولًا في بلاد توسكانا من أعمال إيطاليا، وعمَّ استعمالها سنة ١٥٤٤ب.م في زمن تسلط الملك فرنسيس الأول أحد ملوك فرنسا.
  • طبرية: بلد من فلسطين. قال يوسيفوس اليهودي بناها هيرودس وسماها على اسم طيباريوس قيصر، وكان هناك مدرسة مشهورة لليهود، وكان من معلميها الحاخام يهوذا، وكان ذلك بين سنة ١٩٠ وسنة ٢٢٠ب.م، وقد استفتح بلاد طبرية الإسلام في خلافة عمر بن الخطاب سنة ٦٣٧ب.م، ثم استرجعتها الإفرنج، وبقيت بأيديهم إلى سنة ١١٨٧ب.م فتغلب عليها صلاح الدين الأيوبي بعد وقعة حطين، ثم أخذتها الإفرنج سنة ١٢٤٠ب.م باتفاق مع سلطان دمشق، ثم استرجعها سلطان مصر سنة ١٢٤٧ب.م، وخُرب منها جانب كبير بزلزلة حدثت في أول سنة ١٨٣٧ب.م، وبقربها مياه سخنة وعليها حمام يغتسل الناس به يَعِدُّونها ذات فاعلية قوية في شفاء الأمراض العصبية، أو لوجع المفاصل، وقد زاد في أبنيته إبراهيم باشا صاحب الديار المصرية، وأصلح ما كان تهدم منه، وفي ما يلي هذا الحمام بحيرة عظيمة واسعة، طولها أربعة عشر ميلًا، وعرضها سبعة أميال تجتمع إليها المياه وتفيض منها جارية في نهر الأردن، وهي ذات أمواج وأسماك، وكان حولها غياض وبساتين كثيرة، ثم من طبرية إلى بانياس طريقان الواحدة عن طريق صفد وقادش نفتالي، ومسافة ذلك ثلاثة أيام، والثانية رأسًا على طريق طاحون لملاحة ومكان يدعى «دان»، وذلك بمسافة يومين، وعدد سكان طبرية قيل في سنة ١٨٦٢ب.م كانوا يبلغون ٢٥٠٠ نفسًا.
  • الطبع: المظنون أن الطباعة قديمة عند أهل الصين نقرًا على الخشب، أما اختراع الطباعة أو صناعتها على ما هي عليه الآن فكان سنة ١٤٣٦، وسنة ١٤٣٨ب.م اخترعها «كتنبرج» من مدينة «مايانس» في جرمانيا، وأشرك معه «يوحنا فيست» و«شافر» كلاهما من جرمانيا قد أكملا اختراعه، وجرَّباه سنة ١٤٤٢ب.م، ويظهر أن هذه الصنعة العظيمة قد عرفها الصينيون قبل استعمالها في أوروبا، غير أنه يظهر أن الصينيين كانوا يستعملون ألواحًا محفورة عوضًا عن حروف منتقلة، وأوَّل من صبَّ قوالب لاصطناع حروف الطبع من المعدن إنما هو بطرس شافر سنة ١٤٤٤ب.م، ومن ثم نسب إليه اختراع الطبع جميعه، ورَوَى أيضًا المؤرخون أن الطبع كان في أواسط القرن الخامس عشر في سنة ١٤٥٠ب.م، أعني أربعين سنة قبل زمن اكتشاف أميركا سنة ١٤٩٢ب.م، وأن الأحرف المنتقلة وصبها قد اخترعه كتنبرج المومأ إليه، وإن في السنة المذكورة — أي سنة ١٤٥٠ب.م — كان أول كتاب دفع للطبع هو الكتاب المقدس، وذلك باللغة اللاتينية، وكان ذلك في مدينة «مانتس» من أعمال جرمانيا، وأول مطبعة ميكانيكية — أي التي تطبع من نفسها — اخترعها نيكولسون الإنكليزي سنة ١٧٩٠ب.م.
  • الطب: في الاصطلاح علم بأصول تعرف بها أحوال أبدان الإنسان من جهة الصحة وعدمها لتحفظ حاصلةً وتحصل غير حاصلة. أما تاريخ الطب وابتداؤه فمجهولان، وآخر ما عندهم من معرفة أصله أنه مأخوذ عن اليونان نظير «شيرون» الحكيم المشهور وعن تلميذه «اسكيولابيوس» الحكيم، وأن كثيرًا من الفلاسفة اليونان اشتغلوا بهذا العلم، وعلى الخصوص أبقراط الحكيم الطبيب المشهور، الذي كان ميلاده سنة ٤٦٠ق.م، وكان إذ ذاك علم الطب آخذًا تقدمًا ظاهرًا، على أن هذا الطبيب هو أول من كتب في هذه الصناعة، بعد أن كانت سرًّا مكتومًا بين بني إقليميوس يتوارثونها خلفًا عن سلف ولا يبوحون بها لأحد؛ ولذلك يقال كان الطب معدومًا فأوجده بقراط، وكان ميتًا فأحياه جالينوس، وكان متفرقًا فجمعه الرازي، وكان ناقصًا فكمله ابن سينا، وهو الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الله بن سينا البخاري؛ فإنه اعتنى بهذه الصناعة، وزاد فيها مسائل كثيرة في العلم والعمل، ففاق كل من تقدمه؛ ولذلك يلقبونه بالشيخ الرئيس.
  • طرابلس شام: هي مدينة قديمة كانت من أجمل مدن سورية، وهي قسمان: المدينة والمينا، أما المدينة فعلى جانبي نهر أبي علي والمياه دائرة في شوارعها وأبياتها، وفي سنة ١٨٥٢ب.م قيل كان عدد أهلها ١٣٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٥٨ب.م ٢٠٠٠٠ نفس، وأما المينا فهي على رأس لسان داخل في البحر، وقيل عدد أهلها كان سنة ١٨٧١ب.م ٤٠٠٠ نفس، وهي موقع المدينة القديمة، وقيل إن أصلها من أناس رحلوا من صور وصيدا ورواد في الأيام القديمة، فبنى كل قوم مدينة لهم أو محلة كبيرة خارجة، ثم انضمت تلك الأبنية إلى واحدة ودعيت طرابلس؛ لأن معناه في اليونان المدن الثلث من «ترا» ثلاثة و«بوليس» مدينة، وكانت طرابلس القديمة معدودة من مدن فينيقية؛ فالأولى بناها أهالي صور والثانية الصيدونيون والثالثة أهالي رواد أو أراديان، ولهذه المدينة بساتين كثيرة تكثر فيها الأثمار والفواكه، وهي مشهورة بطيب السفرجل والبردقان والورد، قيل لما أتت الإفرنج إلى بر الشام في القرن الثاني عشر ب.م، بنى قلعة طرابلس ريموند من تولس سنة ١١٠٣ب.م، وكان في المينا يومئذٍ مكتبة قد أعتنى بجمعها القاضي أبو طالب حسن حتى اشتملت على ثلث مائة ألف مجلد في اللغة العربية والفارسية واليونانية، فاحترقت في افتتاح المدينة، وفي سنة ١١٠٩ب.م أخذ هذه المدينة الصليبيون، وفي سنة ١١٨٨ب.م حاصرها الملك صلاح الدين الأيوبي، فلم يقدر عليها، ثم استفتحها السلطان قلاوون سلطان مصر سنة ١٢٨٩ب.م، وقتل خلقًا كثيرًا من أهلها، ثم استرجعها ملك قبرص سنة ١٣٦٦ب.م، فأحرقها وأخرب الأماكن التي على شاطئ البحر إلى اللاذقية وأخرب جانبًا منها قبل ذلك. حدوث الزلازل عليها سنة ١٢٠٢ب.م، وسنة ١٢٨٥ب.م أيضًا وعلى شاطئ البحر في الجانب الشمالي من اللسان ستة أبراج قد بنيت للمحافظة من مهاجمة الأعداء بحرًا، ومن رأس اللسان سلسلة جزائر صغار تمتد إلى جهة الشمال الغربي نحو عشرة أميال. انتهى.
  • الطلومبة: كان استنباط الطلومبة النارية لدفع الماء وإطفاء الحريق سنة ١٦٦٣ب.م.
  • طوغرل بك: هو مؤسس دولة السلجوقيين حفيد السلجوق، كانت وفاته سنة ١٠٦٣ب.م، وله من العمر سبعون سنة.

حرفُ الظاءِ

  • الظهور: قد يحدث ظهورات جوية، منها الشفق الشمالي أو العمودي النوري، وتسمى عمومًا بالأنوار الشمالية، وهي نوع من النور أو من الشهب يظهر غالبًا في القسم الشمالي من الأفلاك، وغالبًا تكون هذه الظهورات في فصل الشتاء وفي أوقات تجلد الماء، ثم في البلدان الشمالية قد تكون في أعظم كمالها، وبما أن مجاري هذا النور هي ذات حركة مرتعشة، فيسمي سكان جزائر شيتلاند هذه الشهب أو الآثار العلوية «الرقاصات الفارحات»، وهي تتنعم أبصارهم بنورها إذ تنوَّر أرضهم، وتطرد جيوش لياليهم الشتوية الطويلة، وقد تكون هذه المناظر في الغالب عند الشفق قرب الأفق أو فوق الأفق الشمالي بدرجات قليلة ذات خط ذي لون مقتم ضارب إلى الاصفرار، وقد يستمرُّ بعض الأحيان على هذه الحالة عدة ساعات بدون أدنى حركة محسوسة أو مدركة، وبعدها تنبعث مشتهرة بسيول ومجارٍ من النور الساطعة المنيرة جدًّا صاعدة نحو سمت الرأس، وتنتشر إلى أعمدة، وتتغير إلى عشرة آلاف شكل، أو تتخذ هذه المجاري كل الأشكال، ويكون لها ألوان مختلفة؛ أي تتبدل ألوانها من الصفرة إلى لون السمرة المائل إلى الاحمرار، لكنه مظلم جدًّا أو كما قال بعضهم من اللون الأحمر الذي يضرب إلى الاصفرار إلى اللون الأحمر الناصع كلون الدم، وقد يحدث هذا الظهور أيضًا في الأماكن الواقعة في العرض الشمالي من خط الاستواء، وفي بعض الأحيان يكون منظره متموِّجًا كما حدث مرة في أميركا في آذار سنة ١٧٨٢ب.م، إذ امتد على كل أميركا فغطاها، وأحيانًا يظهر في أوقاتٍ أخرى على أماكن متفرقة، ويغطي نحو نصف الكرة، وبعض الجهلة من الناس يتشاءمون ويظنونها علامات حروب ودواهي، ولكنْ العلماء الخبيرون يعرفون أن هذه الحوادث هي ناشئة عن مجرد أسباب طبيعية، ولا علاقة لها بالحوادث المستقبلة، فهي ناتجة عن طلوع الشمس أو ظهور قوس قزَح، وقال بعضهم إنه ظهر هذا الشفق مرةً سنة ١٨٥٩ب.م في شرقي أوروبا، وحدث أيضًا في أفق سورية يوم الثلثا الواقع في ٢٥ تشرين الأول سنة ١٨٧٠ حسابًا غريبًا، ومعنى «سمت الرأس» كما تقدم «هو نقطة من الفلك ينتهي إليها الخط الخارج من مركز العالم على استقامة قامة الشخص.»

حرفُ العينِ

  • العالَم: الخلق كله أو ما حواه بطن الفلك، وكل صنف من أصناف الخلق عالم، وتكوين العالم كان قبل التاريخ المسيحي بأربعة آلاف وأربع سنين، وقرر بعضهم سنة ٤٩٦٣ق.م، ومن الخليقة إلى الطوفان ألف وستمائة وست وخمسون سنة، وقال بعضهم إن خلق العالم على حسب منطوق سفر التكوين كان من ستة آلاف سنة.
  • العازرية: طبقة أو رهبنة من المرسلين وذلك عند الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، تأسست في سنة ١٦٣٢ب.م وقال بعضهم سنة ١٦٢٥ب.م، وتسموا هكذا على اسم دير مار العازر في مدينة باريس، حيث هناك كان مركزهم الأصلي.
  • العباسيون: هم خلفاء متسلسلون من عباس عم حضرة صاحب الرسالة، وبعد قتل بني أمية قد تولى العباسيون نحو مائتي سنة، إلى أن تنصب أمير الأمراء، فعندها غادروا الخلافة وصاروا معلمين روحيين، واستمرت خلافتهم من بعد بني أمية إلى سنة ١٢٥٨ب.م. أما أبو العباس الصفاء أول الخلفاء العباسيين، فقد مات سنة ٧٥٤ب.م وخلفه المنصور أبو جعفر، ومن هذا النسل كان هارون الرشيد المشهور، ولا حاجة إلى الأسباب في هذا الصدد، وإذا أردت مزيد تفصيل فعليك بحرف الخاء اطلب الخلفاء.
  • عبد الله المهدي: هو منشئُ دولة الخلفاء الفاطميين، ولد سنة ٨٨٢ب.م، وتسمى أمير المؤمنين سنة ٩٠٨ب.م، ومات سنة ٩٣٤ب.م، وخلفه ابنه القائم بأمر الله، ويقسم الخلفاء بعده إلى ثلاثة خلفاء، وهم خلفاء بغداد وخلفاء قردوا — مدينة في إسبانيا — وخلفاء المهدي.
  • عبد الله باشا: هو والي أيالة صيدا سابقًا، كان ابن رجل من مماليك الجزار يقال له علي أغا الخزندار، ثم ارتقى إلى ولاية عكا سنة ١٢٣٥ هجرية الموافقة سنة ١٨٢٠ب.م، بعد وفاة سليمان باشا فيها، الذي تولى أيضًا أيالة صيدا بعد وفاة أحمد باشا الجزار سنة ١٢١٩ هجرية الموافقة سنة ١٨٠٥ب.م. هجوم عبد الله باشا على قلعة سنار واستيلاؤه عليها سنة ١٨٣٠ب.م، وموقع هذه القلعة على يسار ضيعة الجبة وذلك في جهة السامرة وجنين، ولقد ثبتت هذه القلعة تجاه محاصرات كثيرة.
  • العجم: هذه المملكة يحدها شمالًا بعض أرمينية وكرجستان وبحر قزبين وبحر الخزر وبعض بلاد التتر المستقلة، وشرقًا أفغانستان وبلوخستان وجزءٌ من بلاد التتر، وجنوبًا بحر الهند وخليج فارس وخليج أورمس، وغربًا خليج فارس والعراق العربي وكردستان وبعض الجزيرة وأرمينيا، ومساحتها نحو خمس مائة ألف ميل مربع، وقيل طولها ألف ميل، وعرضها ثمانمائة ميل، وأهلها كانوا يبلغون في سنة ١٨٧١ب.م نحو اثني عشر مليونًا، وقيل في سنة ١٨٥٨ب.م قبل ذلك كانوا ثمانية ملايين نفس، وكانت هذه المملكة في الأعصر القديمة أقوى الممالك في آسيا، وأما الآن قد انحطت عن شهرتها القديمة في العلوم والغنى والقوة، وقد بقي إلى الآن آثار كثيرة تدل على عظمتها القديمة، وكان يقال لها قديمًا عيلام تسمية لها باسم مؤسسها عيلام بن سام بن نوح، وقال المؤرخون: إن خوزستان أحد أقسام هذه المملكة «وهو ما يلي شرق العراق العربي»، كان قديمًا جزءًا من مملكة بابل، وكان فارس أحد أقسامها أيضًا «وهو ما يلي الشمال الشرقي من خليج فارس» مملكة مستقلة والأجزاء الشمالية كانت تابعة لمملكة آشور، ثم استقلت وقويت، وهي مملكة مادي، ثم تزوج ملك فارس بابنة ملك مادي، وولد له ابن نحو ٥٨٠ق.م، وهو الملك كورش المشهور الذي جعل فارس ومادي مملكة واحدة، وبقيت على ذلك إلى نحو ٣٣٠ق.م، لما انتصر إسكندر على داريوس، وبعد وفاة إسكندر صارت هذه البلاد لسلوقوس.

    ثم قامت قبيلة الفرثيين وأحدثت دولة أخرى وطردت الروم من بلاد فارس ومادي وبقيت هذه الدولة إلى سنة ٢٦٠ب.م، فابتدأت دولة فارسية أصلية تعرف بالدولة الساسانية نسبة إلى ساسان، وهي محلة بمرو من بلاد خراسان، وملوك هذه الدولة هم أكاسرة العجم، وفي تلك الأيام حدثت بينهم وبين الروم وقائع كثيرة، وكانت الحرب بينهم سجالًا تارة تكون النصرة للفريق منهم وتارة عليه، وقال المؤرخون: إن محاربة الروم لهم كانت سنة ٥٠٢ب.م وإبرام الصلح بينهم وبين الروم سنة ٥٩١ب.م، ثم تغلب عليهم الإسلام وفتحوا البلاد سنة ٦٣٩ب.م، وكانت الوقعة الأولى بقرب قادسية الكوفة في غربي العراق العربي، واستمرت تحت ولاية الخلفاء إلى أن قامت الدولة السلجوقية سنة ١٠٥٥ب.م، غير أن الدولة الساسانية كانت قد اختلست ما وراء النهر وانقرضت هذه الدولة قبل قيام الدولة السلجوقية، وقويت الدولة الإسماعيلية في العراق العجمي ثم تسلط التتر على تلك البلاد جميعها سنة ١٢٥٨ب.م، وذلك تحت راية ملكهم هلاكو وانقراض الدولة العربية في خلافة المستعصم بن المستنصر، وقد أخذ المسكوب أملاكًا واسعة من هذه المملكة في جهات كرجستان وشمالي أذربيجان. انتهى.

  • العرب: انتصارهم على مغاربة أفريقيا كان سنة ٧٠٩ب.م، أما بلاد العرب فيحدها شمالًا فلسطين وبعض سوريا والجزيرة، وشرقًا الجزيرة والعراق العربي وخليج أورمس وبحر فارس، ويدعى أيضًا خليج العجم وبعض بحر الهند، وجنوبًا ما بقي من بحر الهند المذكور، وغربًا بوغاز باب المندب والبحر الأحمر وبوغاز السويس وبعض الشام، ومعظم عرضها ١١٥٠ ميلًا، وقيل ألف ميل، ومعظم طولها ١٤٠٠ من الأميال الجغرافية، وقيل ١٥٠٠ ميل، ومساحتها نحو مليون ومائة ألف ميل مربع، وقيل مليون ميل، وقيل مليون وخمسمائة ألف ميل مربع، وعدد أهلها في سنة ١٨٥٨ب.م نحو عشرة ملايين نفس، وقيل إن ليس لهذه البلاد تاريخ يوثق به في الأعصار القديمة؛ ولذلك اقتصرنا عن إيراده هنا.
  • عساف: انقراض بني عساف في لبنان سنة ١٥٩٠ب.م ومواقع بني عساف النصارى في حوران كانت سنة ٦٣٦ب.م.
  • عكا: بلد في سورية من الثغور، فهي إلى الجنوب من صور على مسافة يوم ونصف، وسميت قديمًا بطلمايس (أعمال ٢١ : ٧) على اسم أحد بطلميوسية مصر، ففي سنة ١٨٩ب.م في زمن حرب الصليبية حاصرها الملك فيليب أوغسطوس الثاني ملك فرنسا، وفي سنة ١١٩١ب.م أخذها الصليبيون وفي ١٢٩١ب.م أخذها العرب، واشتهرت كثيرًا في الحروب بين الإفرنج والإسلام إلى أيام الملك الأشرف ابن الملك الظاهر برقوق فتسلمها، وقال المؤرخون: إن استيلاء الإسلام عليها كان في القرن الخامس عشر ب.م، واستمرت بأيديهم إلى سنة ١٧٩٩ب.م، التي فيها حضر نابليون بونابرت الفرنساوي وحاصرها مدة، فلم يقدر على فتحها، وكان بها أحمد باشا الجزَّار فقاومه برًّا، وأمسك عليه البحر القبطان سيدني سميث الإنكليزي، فانصرف عنها بعد ما كاد يستولي عليها، ولما خرج إبراهيم باشا صاحب مصر على السلطان محمود العثماني حاصرها نحو ثمانية أشهر، وقيل تسعة أشهر، ثم استفتحها مهاجمة في الواحد والعشرين من شهر أيار سنة ١٨٣١ب.م، وقال بعضهم سنة ١٨٣٣ب.م، وقبض على واليها يومئذٍ عبد الله باشا، وأرسله إلى القاهرة وشرع في تحصينها، وما زال يقويها بالآلات الحربية ومهمات الحصار حتى حضرت مراكب الإفرنج، وهم الإنكليز سنة ١٨٤٠ب.م، وضربتها فأخذتها فيما دون ساعة من الزمان، وحول هذه المدينة سهول مخصبة، وكان يأتيها الماء من مسافة أربع ساعات في أقنية على قناطر عالية قد بقي جانب كبير منها قائمًا إلى الآن، وفي سنة ١٨٥٨ب.م قيل كان عدد أهلها ٦٠٠٠ نفس.
  • عملة الورق: اصطناع دراهم الورق من سنة «١٧٩٠ب.م إلى سنة ١٧٩٦ب.م»، وفي هذا التاريخ نفسه صار اصطناع أربعين مليار قطعة من هذه العملة، وأما إدخال عملة الورق من الصين إلى إيطاليا فقد كان سنة ١٢٣٦ب.م.
  • عملة: أجر العمل ومنه العملة عند العامة للنقود؛ لأنها تعطى أجرةً للعمل. اختراع دولاب ضرب العملة سنة ١٦١٧ب.م، ولا يعلن التاريخ ابتداء التعامل بالفضة والذهب، غير أن في ما قرره المؤرخون أن ذلك كان سنة ألفين قبل الميلاد تقريبًا.
  • العوينات: آلة من الزجاج تُتخذ لتقوية أو إصلاح حاسة البصر، وأول من اخترع العوينات راهب من مدينة بيزا في إيطاليا يقال له إسبينا سنة ١٢٩٩ب.م.

حرفُ الغينِ

  • غازته: كلمة إفرنجية معناها جريدة حوادث وأخبار، قيل إن لفظة «كازته» تفيد سكة فينيسيا، وهي مدينة في شمالي إيطاليا وأن هذه السكة كانت ثمن أول جرنال نشر ومن ثم صار يطلق اسم كازته على جريدة حوادث وأخبار … إلخ، وذكر مشاهير المؤرخين أن ابتداء طبع الغازتات في لوندرا كان سنة ١٥٨٨ب.م، وفي أوكسفورد مدينة في إنكلترا سنة ١٦٦٥ب.م، وقال آخرون إن أول غازته نشرت كانت سنة ١٦٣٠ب.م.
  • الغرب: جزائر الغرب، واسمها القديم نوميديا، وهي مسماة الآن باسم مدينة الجزائر التي كان يقال لها جزائر بني مزغنان، فيحدها شمالًا البحر المتوسط ويدعى بحر الروم، وشرقًا تونس، وجنوبًا بلاد الجريد والصحراء، وغربًا مراكش، ومعظم طولها نحو ٥٦٠ ميلًا، وعرضها بين ٤٠ و١٠٠ ميل، وهذه البلاد كانت أيضًا تابعة المملكة العثمانية، ثم استقلت نوعًا في سنة ١٥٨٥ب.م، واشتهر أهلها كثيرًا بخروجهم في البحر للغزو والنهب، فكانوا يطوفون البحار ويمسكون سفن التجارة وينهبون أمتعتها ويقتلون من فيها أو يستأسرونهم، فحاربهم أهل أوروبا في البحر مرارًا عديدة وأتلفوا كثيرًا من سفنهم، وكانوا كل مرة يجددونها ويعودون إلى دأبهم القديم، حتى خربت مراكبهم بالكلية في وقعة حدثت لهم مع مراكب إنكلترا وهولندا في ٢٧ آب سنة ١٨١٦ب.م، وهدم نحو نصف مدينة الجزائر، وحينئذٍ اضطروا أن يطلقوا جميع الأسرى الذين عندهم، فكانوا ١٢١١ أسيرًا، وبعد ذلك صاروا يجتنبون المراكب الإنكليزية ويتعرضون للمراكب الفرنساوية وغيرهم، حتى أرسلت دولة فرنسا عسكرًا بحريًّا يبلغ عده ٣٧٥٧٧ نفرًا، فاستفتحوا مدينة الجزائر في ٥ شهر تموز سنة ١٨٣٠ب.م، وقيل إن هذا الجيش الذي هجم عليها غنم من مدينة الجزائر نحو عشرة ملايين ريال عدا المراكب الكثيرة، وغزا المخازن ومهمات الحرب إلى غير ذلك، وإن «بونا» أحد بلدان هذه البلاد الواقعة في القسم الشرقي منها المعدودة من جملة أساكلها البحرية مشهورة بالمرجان، الذي يخرج منها البالغة قيمته في السنة ثلاثمائة أو أربعمائة ألف ريال، ومن ثم امتدت الدولة الفرنساوية هناك بعد حروب شديدة مع الأهالي القائمين تحت لواء سعادة الأمير عبد القادر الجزائري الشهير، وأخذ الأمير المشار إليه إلى فرنسا، فصارت أكثر البلاد تابعة للدولة الفرنساوية، وقيل إن هذه الغلبة التامة كانت سنة ١٨٤٧ب.م، ومدينة الجزائر المذكورة هي فرضة مشهورة وهي قصبة هذه البلاد، قيل كان بها قبل حرب الفرنساوية نحو ٢٠٠٠٠ بيت.
  • غسان: مواقع أمراء بني غسان النصارى في حوران سنة ٦٣٦ب.م.

حرفُ الفاءِ

  • الفخار والصيني: الفخار قديم جدًّا، وأول ما اصطنع منه الطوب في بناء برج بابل سنة ٢٣٠٠ق.م، ولا بدَّ أنه كان قبل الطوفان، ثم تفنن فيه الناس وعملوا منه الآنية، وكان للفرس والعرب معرفة باصطناع الفخار الشبيه بالصيني، وقد أخذه الأوروبيون عنهم سنة ١٤١٥ب.م، أما الخزف المعروف بالصيني فكان يصطنعه أهل الصين ويابان في القرن الأول ب.م، وأدخله البورتوغاليون إلى أوروبا سنة ١٥١٨ب.م.
  • فخر الدين الرازي المشهور: ميلاده في بلد «رَا» أو رازي في العجم؛ أي في العراق العجمي سنة ١١٥٠ب.م، ووفاته سنة ١٢١٠ب.م.
  • الفرس: حرب الروم معهم سنة ٥٠٢ب.م، ثم حربهم مع الروم سنة ٥٢٨ب.م، عقد الصلح بينهم وبين الروم سنة ٥٩١ب.م، واعلم أن تاريخ بلاد الفرس لا يبتدئُ حقيقة إلا من الملك شيروس، وذلك سنة ٣٥٨ق.م، تسلط الفراعنة على بلاد الفرس سنة ٦٥٨ق.م.
  • فرنسا: يحدها شمالًا الخليج الإنكليزي وبوغاز دوفر وبلجيوم، وشرقًا بروسيا وجرمانيا وبافاريا وبادن وبلاد السويس وسردينيا وإيطاليا، وجنوبًا البحر المتوسط وإسبانيا، وغربًا خليج بسكي، ومسافة سطحها ٢٠٥٠٠٠ ميل مربع، وقيل ٢٠٠٠٠٠ ميل مربع، وقيل مايتان وسبعة آلاف ميلٍ مربعٍ، وطولها ستمائة وخمسون ميلًا، وعرضها خمسمائة وستون ميلًا، وعدد أهلها في سنة ١٨٢٧ب.م، قيل كان يبلغ ثلاثين مليونًا من النفوس، وفي سنة ١٨٥٢ب.م ثلاثة وثلاثين مليونًا، وفي سنة ١٨٥٨ب.م خمسة وثلاثين مليونًا، وأعلى جبال فرنسا جبل أور الذي ارتفاعه ٦٢٣٠ قدمًا، وقيل إن جيشها في زمن نابليون بونابرت كان مليون جندي، وإن في سنة ١٨٤١ب.م كان ينوف على أربعمائة ألف جندي. مهاجمة يوليوس قيصر لها سنة ٥٨ق.م، مهاجمة قبيلة الإفرنك لها واستيطانهم فيها سنة ٣٥٨ب.م. تأسيس الملكية فيها بواسطة كلوفيس أحد العائلة الميروفنجية سنة ٤٨١ب.م. حرب الإنكليز لها سنة ١٣٨٣ب.م. حربها مع النمسا سنة ١٤٧٩ب.م. حدوث طاعون شديد فيها سنة ١٧٢٠ب.م. أخذها جزائر الغرب سنة ١٨٣٠ب.م. حربها مع ألمانيا وأسر نابليون الثالث في سيدان وسقوط الإمبراطورية وقيام الجمهورية الثالثة سنة ١٨٧٠ب.م.
  • فريدريك ويلهلم الرابع ملك ألمانيا: ولادته سنة ١٧٩٥ب.م. جلوسه سنة ١٨٤٠ب.م. تتويجه إمبراطورًا على ألمانيا في فرساليا سنة ١٨٧١ب.م.
  • فرنسيس يوسف إمبراطور النمسا: ولادته سنة ١٨٣٠ب.م. جلوسه سنة ١٨٤٨ب.م.
  • فكتوريا الأولى ملكة إنكلترا: مولدها في ٢٤ أيار سنة ١٨١٩ب.م. جلوسها في ٢٠ حزيران سنة ١٨٣٧ب.م، بعد الملك وليم الرابع.
  • فلسطين: في الأصل تطلق على بلد الفلسطينيين، وعلى ما يظن أنها تمتد من بلدة تُدعى العريش إلى يافا مسافة نحو سبعين ميلًا، وعرضها من بحر الروم إلى مسافة نحو عشرة أميال شرقًا، وطول فلسطين من دان إلى بئر سبع مائة وثمانون ميلًا، وفي سنة ٧٢١ق.م أخربها الأثوريون، وفتح اليهودية حينئذٍ الملك بختنصر، ثم تولاها الكلدانيون وأهل مادي وفارس، إلى أن تغلب عليهم الملك إسكندر الكبير، وحين تقسيم تلك الأراضي الواسعة التي كان مسلطًا عليها الملك إسكندر المشار إليه، وفي عصره صارت فلسطين تحت تسلط السوريين والمصريين إلى سنة ١٣٠ق.م، وفي سنة ٧١ب.م في زمن قوة الرومان وسطوتهم في فلسطين وسورية إذ كانت سياستهم ثابتة ومن الصعب أن يقاومها شعب أو تستدرك عليها أمة نظير أمة اليهود في ذلك الزمان، وقد عصى اليهود حينئذٍ الأمر الذي أوغر صدور الرومان جدًّا من أن رعاياهم تعصاهم، ناهيك بأنها كانت تحتقرهم أيضًا؛ فصمم حينئذٍ الرومان على أن يعاقبوا اليهود عقابًا شديدًا، بحيث يبيدونهم عن آخرهم، وغب حصار طويل هائل قد أهلك الرومان منهم مليونًا ومائة ألف نفس بالجوع والنار والسيف، وأخذ طيطس ابن الملك فاسباسيان الروماني منهم مائة ألف أسير بيع منها سبعة وتسعون ألفًا عبيدًا، ما عدا جموعًا لا تحصى هلكت في أماكن أخرى في اليهودية، وحقق الرواة أن جملة من قتلوا في مدة هذه الحرب كانت ألف ألف وأربعمائة واثنين وستين ألفًا، وفي سنة ٦٣٦ب.م أخربها العرب تحت راية عمر، وفي سنة ٦٣٨ب.م استولى عليها الإسلام، وقال المؤرخون: إن في عصر موسى النبي كان عدد رجال القتال في فلسطين يزيد على نصف مليون نفس، لكن بموجب الطريقة الاعتيادية بتخمين جميع النفوس بما فيه رجال القتال، فيبلغ إذًا مما ينوف على مليونين وخمسمائة ألف نفس كما يشهد يوسيفوس المؤرخ بقوله إن في زمن طيطس كان في إقليم الجليل وحده مائة ألف مقاتل.
  • الفلك: علم الفلك علمٌ يبحث فيه عن أحوال الأجرام العلوية. أما أصله فمجهول، لكن قبل فيثاغوروس الفيلسوف لم يكن منه إلا بعض فوائد متفرقة منثورة، وهذا الفيلسوف العظيم عرف دورة الأرض اليومية على محورها وحركتها السنوية حول الشمس، ثم قاس النجوم السيارة ذوات الذنب على الطريقة الشمسية وذلك سنة ١٤٠ق.م، وبطلومي الفلكي المشهور من مدرسة الإسكندرية رتب قاعدة مطردة استصوبها جميع القبائل، وناقض فيثاغوروس في أن الأرض واقعة في مركز العالم، وأن جميع الكواكب تدور حولها، ثم في القرن الخامس عشر ب.م خطأَ كوبرنيكوس البروسياني الفلكي المشهور رأي بطلومي وعوَّل في المعرفة الفلكية على رأي فيثاغوروس.
  • فلسفة: الفلسفةُ لفظةٌ يونانية مركبة في الأصل من فيليا — أي محبة — وصوفيا — أي حكمة — فيكون تأويلها: محبة الحكمة، وتطلق في عرف المتأخرين بوجه الإجمال على بيان أسباب الأشياء المادية وغير المادية أو ذكر الأشياء مع أسبابها، وقال في التعريفات: هي في اصطلاح الصوفية التشبه بالإله حسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية، وقد يراد بالفلسفة التأنق في المسائل العلمية والتفنن فيها، ومنه قول الشاعر:
    فَقُلْ لمن يدَّعي في العلم فلسفةً
    عرفت شيئًا وغابت عنك أشياءُ

    ومفسر الفلسفة سقراط، وأول من جعل الفلسفة بعد ذلك في حالة موافقة للتعليم والقانون كان بلاطو، وذلك من سنة ٤٣٠ إلى سنة ٣٤٧ق.م.

  • فينيقية: أرض فينيقية على شاطئ بحر الروم غربي سورية، وأهلها من نسل حام بن نوح قد اختلطوا مع ذرية سام، وهي تمتدُّ من قرب جبل الكرمل جنوبًا إلى قرب مصب نهر العاصي شمالًا، وكان لها مدن كثيرة عظيمة على شاطئ البحر منها عكا والزيب ثم صور ثم الصرفند، ثم صيداء التي هي أقدم منها، ثم بيروت ثم جبيل ثم البترون ثم طرابلس ثم روعد ثم اللاذقية، وكان فيها بنايات أخرى حصينة، وقال بعضهم في تعريف فينيقية إنه يراد بها السواحل الواقعة بين مصب العاصي شمالًا، وجبال النصيرية وجبل لبنان شرقًا، ونواحي صور جنوبًا، والبحر المتوسط غربًا، وفي سنة ١٥٠٠ق.م فتحها سوسترس ملك مصر ونقش تاريخ افتتاحها على بعض الصخور بجانب نهر الكلب، وفي سنة ٦٢٥ق.م، وقال بعضهم سنة ٧٢٦ أو سنة ٧٢٥ق.م أتى سنحاريب ملك الأثوريين وفتحها وحاصر صور ثلاث عشرة سنة، ونقش ملك أثور صورته وكتب أعماله أيضًا على الصخور بجانب نهر الكلب، وفي سنة ٦٠٠ق.م صارت تحت حكم بختنصر الثاني ملك بابل، ثم انتقلت إلى الفرس وبقيت فينيقية تحت ولاية ملوك نينوى وبابل إلى ظهور إسكندر المكدوني قبل الميلاد بثلاث مائة وأربع وثلاثين سنة، فخضعت له البلاد إلا مدينة صور، فحاصرها وملأ البحر الفاصل بينها وبين البر بأخشاب وحجارة من أنقاض صور القديمة، ثم بعد وفاة إسكندر بقيت فينيقية في حوزة خلفائه تحت ولاية مصر، وغالبًا تحت ولاية ملوك أنطاكية ثم دخلت في يد الرومان، وفي سنة ٦٥ق.م صار والي سورية وفينيقية وفلسطين من قبل الرومان، وسنة ٦٣٢ أو سنة ٦٣٤ب.م أتى العرب وأخضعوها تحت راية عبد الله أبي بكر الصديق، وفي سنة ١٠٤٩ب.م أتى الإفرنج الصليبيون واستفتحوا جانبًا عظيمًا منها، وفي سنة ١١٨٧ب.م طردهم الملك صلاح الدين الأيوبي، وسنة ١٤٠٠ب.م غزاها تيمورلنك بجيوش التتر، وسنة ١٥١٦ب.م قدم السلطان سليم الأول لمحاربة الغوري واستولى على البلاد، وسنة ١٧٩٩ب.م قدِمَ بونابارت وحاصر عكا، وسنة ١٨٣١ب.م حاصرها إبراهيم باشا، وسنة ١٨٤٠ب.م قدمت العساكر البحرية وتسلمت المدن وفتحت عكا وانهزم إبراهيم باشا، وصارت فينيقية مع بلاد سورية تحت ولاية ساكن الجنان السلطان عبد المجيد العثماني.
  • فيلبس المكدوني: ملك مكدونيا أبو إسكندر ذي القرنين الملقب بإسكندر الكبير. صيرورته ملكًا على بلاد اليونان سنة ٣٣٨ق.م، ووفاته وقيام ابنه إسكندر سنة ٣٣٦ق.م، والقرنان هما كناية عن مشرق الأرض ومغربها، قيل له ذلك لاتساع ملكه أو لأنه بلغ قطري الأرض أو لضفيرتين له.
  • فينيس: هي مدينة مشهورة في إيطاليا، مبنية على اثنتين وسبعين جزيرة صغيرة متصلة ببعضها بخمسمائة جسر، وموقعها على جون أو لسان قرب خليج فينيس. كان بناؤها سنة ٤٥٢ب.م، وأهلها في سنة ١٨٤٩ب.م كانوا يبلغون ٩٧٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٦٢ب.م ١٠٦٠٠٠ نفسًا.
  • فينا: عاصمة بلاد النمسا، محيطها اثنا عشر ميلًا، وهذه المدينة مبنية على جانبي نهر الدانوب، ويقال له الطونا الذي طوله ألف وستمائة ميل، في وسط بقعة جميلة المنظر التي تعلو خمسمائة قدم فوق سطح البحر، أما علوها فوق سطح نهر الطونا المذكور فهو قليل جدًّا، وهي واقعة قرب شاطيه الجنوبي، وفيها كثيرٌ من الأبنية الفاخرة التي بينها ١٨ ساحة لاجتماع الناس، وسكان هذه المدينة كانوا يبلغون في سنة ١٨٤١ب.م ثلاثمائة وستين ألفًا، وقال بعضهم إن في سنة ١٨٥٢ب.م كانوا ثلاثمائة ألف، وفي سنة ١٨٦٢ب.م أربعمائة وسبعين ألفًا، ثم من جملة مجموع حجارة الآثار العلوية التي سقطت من الجو في عدة أقسام من الدنيا المحفوظة حتى الآن مع باقي المعادن والجواهر الثمينة في خزينة التحف في هذه المدينة حجر زنته سبعون ليبرة، عبارة عن اثني عشر رطلًا ومايتي درهم، وفي جملة هذه الجواهر المحرزة جوهرة كان قد فقدها الملك كارلس الملقب بكارلس الجسور أثناء معاركته في واقعة «كرانسون»، ولقي هذه الجوهرة رجل عسكري من بلاد السويس فباعها بريالين ونصف، وزنتها مائة وثلاثة وثلاثون قيراطًا، عبارة عن ثمانين درهمًا وثلث، وفي هذه الخزينة أيضًا زمردة زنتها ألفان وتسعمائة وثمانون قيراطًا، عبارة عن مائة وستة وثمانين درهمًا وربع، وقيل في هذه الخزينة أيضًا سيف الملك تيمورلنك المشهور، وفيها مكتبة ملكية تشتمل على ثلاثمائة وخمسين ألف مجلد وستة عشر ألف كتاب خط، وجامع هذه المكتبة الملك كرلوس الرابع.

    أما خزينة الأنتيكات في هذه المدينة فيوجد فيها مائة وخمسة وعشرون ألف صنف من العملة القديمة وخمسون ألف مسكوك بين يونانية ورومانية، ولكل هذه الأماكن الفسيحة العظيمة أيام معينة في الأسبوع للدخول إليها، قال المؤرخون: إن هذه المدينة قديمة، وفيها توفي الملك مرقس أوراليوس، وكانت تتوالى عليها هجمات الغوتيين والهونيين ويستولون عليها، ثم شارلمان الذي جعلها تحت حكومة أشراف الشرق وقسم من إيالاته، ثم استولى عليها الدوكات واستمروا مسئولين عليها إلى أواسط القرن الثالث عشر ب.م، وعندها استولى عليها الملك فرادريك الثاني، ثم الملك رودولف، وحاصرها أهالي هنكاريا وهم المجر سنة ١٤٧٧ب.م، ولم يقدروا على فتحها، ثم بعده بنحو ثمان سنين سلمت إلى مايتاس، وعندها استولى على عرش هنكاريا وبوهيميا، وجعلهما كرسي حكمه، وفي عهد مكسمليان الأول كانت هذه المدينة مقرًّا لأرشيدوكات النمسا «وهم أمراء نمساويون أشراف» ولملوك جرمانيا، وفي سنة ١٦٨٣ب.م حاصرها الجيش العثماني تحت قيادة قرا مصطفى، وكان عدده مائتي ألف جندي، وأخيرًا رفع عنها الحصار يوحنا صوبسكي ملك بولونيا المشهور، وفي سنة ١٦١٩ب.م حاصرها بروتستانت بوهيميا فلم يقدروا عليها، وفي سنة ١٨٠٥ب.م سلمت لجنود نابليون الأول، وأيضًا في سنة ١٨٠٩ب.م غب أن دافعت زمنًا قصيرًا.

حرف القاف

  • القاهرة: هي دار خديوية مصر، واقعة في شاطئ النيل الذي طوله ٢٨٠٠ ميل على مسافة ميل، أي أنها كائنة قرب يمين أو شط هذا النهر الشرقي على مسافة عشرين ميلًا، فوق منتهى الذلتا وعند العرب البحيرة، والذلتا هي الأرض الكائنة بين شطر النيل الذي يصب في بحر المتوسط قرب رشيد والشطر الذي يأخذ إلى دمياط. ومحيطها سبعة أميال، وسميت بهذا الاسم من القائد جوهر الصقلي الكاتب بوظيفة جنرال عند أول خلفاء مصر الفاطميين، المدعو المعزُّ لدين الله بن المنصور الذي أمر بوضع أساس هذه المدينة سنة ٩٦٨، وقيل سنة ٩٦٩، وقيل سنة ٩٧٠ب.م. وأصل المعز المومأ إليه من غربي أفريقيا، وروى المؤرخون أيضًا أن الذي دعاها بالقاهرة هو الخليفة نفسه؛ ليبقي ذكرًا لافتتاحه مصر، وقد أتم بناء هذه المدينة في خمس سنوات، وزادها سعةً السلاطين الذين تعاقبوا فيها الخلافة، ومن ثم صارت مصر القديمة مقرًّا للخلفاء الفاطميين.

    وفي سنة ١٢٠٠ب.م انتقل مركز الحكومة إلى القاهرة بعد أن كانت مصر القديمة هي المركز قبلًا، ومنذ ذلك الحين لقبت بمصر وصارت هي العاصمة، وممن وسعها من السلاطين توسيعًا عظيمًا السلطان صلاح الدين الأيوبي، الذي جعل المدينة الجديدة والقديمة في حكم مدينة واحدة، ودعاها مصر وبنى لها سورًا دائرته ستة وعشرون ألف ساغد، وأما القاهرة القديمة ففي التاريخ مذكور أن الذي بناها هو قاهر الرومان عمرو بن العاص سنة ٦٣٨ب.م، وبنى فيها جامعًا وتسمى باسمه كما سيذكر، وأما إنشاء الجامع الأزهر في القاهرة الذي هو أول جامع كبير فيها، فقد أنشأه القائد جوهر المذكور، وكان ابتداء بنائه نهار السبت لستٍّ خلونَ من شهر جمادى الأولى سنة ٣٥٩ هجرية الموافقة سنة ٩٧١ب.م، وأتم بناءه في سبعة من شهر رمضان سنة ٣٦١ هجرية الموافقة سنة ٩٧٣ب.م، وهو مشهور بتعليم فنون العربية والفقه، وبها جامع يدعى جامع عمرو بن العاص، وهو أقدم جامع في القاهرة بناه عمرو سنة ٢١ هجرية الموافقة سنة ٦٠٤ب.م، وجامع برقوق بناه الملك برقوق سنة ٥٢٧ هجرية الموافقة سنة ١١٣٤ب.م، وبها جامع يدعى جامع طولون أو طايلون، وهو من الجوامع القديمة فيها أيضًا، بُني قبل بناء القاهرة بتسعين سنة، وبانيه أحمد بن تايلون الذي كان واليًا على مصر سنة ٨٦٨ب.م، أو كما قال مشاهير المؤرخون إن بناء جامع تايلون كان سنة ٨٧٩ب.م، وفيها جامع كالون أو قلاوون المبني سنة ٦٨٢ب.م، وجامع السلطان حسن المعدود من أجمل الجوامع في القاهرة، قيل إن السلطان المشار إليه قطع يد البناء الذي بناه لكي لا يبني جامعًا آخر نظيره، ومن الغرائب التي توجب المشاهدة في القاهرة هي بئر يوسف التي يزعمون أن قدماء المصريين نحتوه بصخرةٍ كانت هناك، وصادفه السلطان صلاح الدين حينما كان يبني القلعة في هذه المدينة، وقطر هذه البئر خمس عشرة قدمًا، وعمقها مئتان وسبعون قدمًا، وفي أوائل القرن الخامس عشر ب.م صارت هذه المدينة من أجمل مدن الدنيا رونقًا؛ لكونها كانت مركزًا للتجارة بين أوروبا والهند ومرسى أو بندرًا لتجارة أفريقيا. وفي سنة ١٧٥٤ب.م كابدت شدائد عظيمة من جرَّى زلزلةٍ ألمَّت بها، وفي ٢١ من شهر تموز سنة ١٧٩٨ب.م، استولى عليها الفرنسيس وعلى جانب عظيم من البلاد المصرية، ثم طردهم منها الإنكليز سنة ١٨٠١ب.م، ومن هذا التاريخ إلى عصرنا هذا استولت عليها الدولة العلية، وصارت تحت حكومة خديوي مصر، وفي سنة ١٨٤١ب.م قيل بلغ عدد سكان القاهرة ثلاثمائة ألف نفس، وفي سنة ١٨٦٢ب.م أربعمائة ألف نفس.

  • قاسم بن الرشيد: قدومه إلى دمشق سنة ٨٠٤ب.م.
  • قبرس: جزيرة عظيمة في بحر الروم، طولها مائة وثمانية وأربعون ميلًا، وقيل ١٤٠ ميلًا، وعرضها مائة ميل، وقيل ٦٠ ميلًا، ومساحتها أربعة آلاف وخمسمائة ميل مربع، وتخرقها من الشرق إلى الغرب سلسلتان من الجبال يغطيهما الثلج في الشتاء، وهما تصدان الريح الشمالية في الصيف فتتسلط على الجزيرة الريح الجنوبية الحارة التي تهب من صحاري أفريقية، ولذلك هي شديدة الحر وهواها ردي، وقد كان فيها قديمًا تسع ممالك واثنتا عشرة مدينة وثمانمائة وخمس ضياع، فضلًا عن المزارع، وكان أهلها ينيفون على مليون نفس، وأما الآن — أي في سنة ١٨٥٢ب.م — فبلغ عدد سكانها نحو ٧٠٠٠٠ نفس، وهذه الجزيرة كانت قديمًا للفينيقيين الذين كانوا بجوارها، ثم أخذها اليونان وجعلوها إقليمًا مع باقي الممالك العديدة المستقلة التي أسسوها، ثم صارت هذه الجزيرة تحت تسلط الفراعنة والفرس والبطلوميين، ما عدا زمن قيصر الذي فيه استقلت تحت تسلط الملك إيفاكوراس، وذلك في القرن الرابع ق.م، وروى المؤرخون أيضًا أن استخلاصها كان سنة ٩٦١ب.م، لكن افتتاحها كان سنة ٤٨ب.م، ثم انفصلت هذه الجزيرة في عهد الصليبية عن المملكة الرومانية، وفي سنة ١١٨٩ب.م أخذها الملك ريتشارد الأول ملك الإنكليز الملقب بقلب الأسد في زمن حرب الصليبية، وفي سنة ١٥٧٠ إلى سنة ١٥٧١ب.م افتتحها الإسلام في أيام السلطان سليم الثاني، وفي سنة ١٨٣٢ب.م استولت مصر على هذه الجزيرة، ثم استرجعها الإسلام منهم سنة ١٨٤٠ب.م.
  • القبان: معرَّب كبان بالفارسية، وهو آلة توزن بها الأشياء الثقيلة، كان في عصر الرومان، ويدعى القسطاس أيضًا.
  • قبله نامه: أي البوصلة أو بيت الإبرة، يقال إن الصينيين أول من استعملها في البر منذ نحو ٤٠ جيلًا، ولا يوجد دليل لاستعمالها بحرًا إلا في القرن التاسع ب.م في أسفارهم إلى خليج الفرس والبحر الأحمر، وعن الصينيين أخذوها الهنود، وعن هؤلاء أخذها العرب، ثم أخذها عنهم الأوروبيون وهم الصليبيون في القرن الثاني عشر ب.م، وتفننوا في إتقانها ولم تستعمل عندهم قبل أواسط القرن الثالث عشر، وروى بعضهم أن اكتشافها في أوروبا كان في القرن الثالث عشر ب.م، لكن مشاهير المؤرخين قالوا إن اختراعها كان من «فلافيوجيوجا» من نابولي من أعمال إيطاليا سنة ١٣٠٢ب.م، وكانت قبلًا مجهولة عند القدماء، ويظهر أن أهالي الصين استعملوها في مدة تنيف على الألف سنة قبل التاريخ المسيحي.
  • قب إيلياس: بناء قلعة قب إيلياس سنة ١٠٣٢ هجرية الموافقة سنة ١٦٢٣ب.م.
  • القدس: هي مدينة قديمة جدًّا، وكانت تسمى قديمًا مدينة السلام أو ساليم، وعلى ما يظن أن أوَّل ملوكها كان ملكي صاداق الكاهن الملوكي الذي أخذ العشور من إبراهيم، وأما تاريخ بنائها فلم يزل مجهولًا، وهذه المدينة هي قصبة اليهودية كانت مبنية على أربعة جبال، وهي صهيون وموريا وأكرا وبزيثا، وفي سنة ١٠٠٤ أو سنة ١٠١٢ق.م كان فيها بناءُ هيكل سليمان الذي في أيامه اتسعت وتزيَّنت كثيرًا، وفي سنة ٩٧١ق.م ضايقها شيشق ملك مصر، وسلب منها الذخائر المستودعة في الهيكل، وفي سنة ٨٢٦ق.م افتتحها بواش ملك إسرائيل، ودكَّ جانبًا كبيرًا من سورها، ونهب ما وجده في الهيكل من المال، وفي سنة ٦٨٧ق.م استولى عليها أسرحدون بن الملك سنحاريب ثم أرجعها، وفي سنة ٥٨٧ أو ٥٨٨ق.م افتتحها الملك بختنصر البابلي، وهدم الهيكل الأول منها والسور والبيوت وهيكل الله، وسبا كثيرين من أهلها إلى بابل، وبقيت المدينة خرابًا وأهلها أسارى سبعين سنة، وفي سنة ٥١٥، وسنة ٥٢٥ق.م بنى عزرا ونحميا هيكلها ثانيةً، وفي سنة ٤٤٥ق.م جدَّد نحميا أسوارها، وفي سنة ١٦٩ق.م أرسل الملك أنتيخوس أبيفانوس أحد وزرائه لغزو المدينة ودك سورها.

    وفي سنة ١٤٢ق.م ظهر قوم من المكابيين، وكانوا ذوي شجاعة فأغروا اليهود بالعصيان على أنتيخوس أبيفانوس وامتلكوا المدينة إلا قلعة منيعة منها وطردوا عساكره من القلعة، وفي سنة ٦٣ق.م جاء بومبيوس القائد الروماني وافتتحها بالسيف، وقتل من اليهود اثني عشر ألفًا في ساحة الهيكل ودخلتها عساكر رومية، وبعد ذلك بنحو عشر سنين جاء كرسوس القائد الروماني أيضًا فنهب الهيكل، وفي سنة ٧١ب.م فتحها تيطس بن فسباسيانوس، وقال بعضهم سنة ٧٠ب.م، وفي سنة ١٢٤ب.م تجدد بناؤها وسميت إيليا، وفي سنة ٣٢٦ب.م بنيت كنيسة القيامة فيها، وفي سنة ٦١٣ب.م حاربها العجم، وفي سنة ٦٣٧ب.م استولى عليها العرب تحت راية الخليفة عمر، وفي سنة ٩٤٨ب.م بنى السلطان سليمان لهذه المدينة سور وهي الآن محاطة به له أربعة أبواب على الجهات الأربع وبجانب الباب الغربي القلعة وهي قديمة جدًّا حولها خليج.

    وفي سنة ١٠٧٦ب.م تملكها الإسلام مع جميع آسيا الصغرى، وفي خمسة عشر من شهر تموز سنة ١٠٩٩ب.م استولى عليها الصليبيون، وفي سنة ١١٠٠ب.م رممت هذه المدينة وصار القائد الأول عند الصليبية المدعو «كودفراي دي بويلون» ملكًا عليها، وفي سنة ١١٨٧ب.م استخلصها الملك صلاح الدين الأيوبي من أيدي الصليبيين، وفي سنة ١١٩٩ب.م استرجعها الصليبيون واستولوا عليها، وفيها جامع يسمى جامع عمر طوله ألف وخمسمائة قدم، وهو عرضه ألف قدم، وهو مركز على أساس هيكل سليمان والصخرة قائمة في وسطه، ويدعى حرم الصخرة، وهو على شكل مثمن مزخرف بالرصائف والنقوش الكثيرة، بناه عمر بن الخطاب بعد ما استفتح هذه المدينة، وأما برَك سليمان في هذه المدينة فموقعها على جنوبي غربي بيت لحم وهي ثلاث برَك تبعد عن بيت لحم ثلاثة أميال، ومساحتها ثلاثمائة قدم مربع، وعمقها أربعين قدم، وبالتفصيل نقول إن عمق البركة العليا خمس وعشرون قدمًا، وعمق الثانية أربعون قدمًا، وعمق الثالثة خمسون قدمًا، ويأتي الماء إليها كلها من الينابيع المجاورة لها ومن ماء المطر، وبيت لحم المذكورة الواقعة جنوبي القدس تبعد عن المدينة ستة أميال، قال السياح إن من القدس إلى حبرون، ويقال لها الخليل، وهي لجنوبي القدس مسيرة يوم، وأما عن طريق بيت لحم وقبر راحيل وبرَك سليمان فهو مسافة نهارين، وكل نهار سبع ساعات، ومن القدس إلى البحر الميت والأردن وأريحا مسافة ثلاثة أيام، ومن البحر الميت إلى الأردن فقط مسافة ساعة على الخيل، وإن من يافا إلى القدس اثنتي عشر ساعة أو ستة وثلاثين ميلًا — باعتبار الساعة ثلاثة أميال — وبطريقك تصادف الرملة التي هي إلى الجنوب الشرقي من يافا على مسافة ثلاث ساعات، وقرية اللدِّ وهي إلى الشمال الشرقي من الرملة على نحو ساعة، ومن القدس أيضًا إلى نابلس «أي المدينة الجديدة وهي مدينة شكيم القديمة» اثني عشر ساعة، وأما إلى بيروت عن طريق نابلس والسامرة وجنين والناصرة وجبل طبريا وكفر ناحوم وصفد وبانياس وقيسارية فيلبس والشام وبعلبك فهو ثلاثة عشر يومًا. ثم قد اختلف في عدد سكان القدس، فقيل إن في سنة ١٨٤٩ب.م كان خمسة وعشرين ألف نفس، وقال غيرهم إن في سنة ١٨٥٨ب.م كان عددهم ثمانية عشر ألف نفس، وقال آخرون في سنة ١٨٦٢ب.م كان عددهم أربعة عشر ألفًا.

  • القمر: هو جرمٌ أو دائرة كروية سماوية، تدور حول الأرض، أصغر منها بتسع وأربعين مرة، وقطره ألفان ومائة وستون ميلًا، أو هو سيارة ثانوية أو تابع للأرض، ونوره مستعار من نور الشمس يتكسر على الأرض طاردًا لظلام الليل، وهو ثاني الشمس في حجمه بحسب الظاهر، وبعده عن الأرض ثلاثمائة وأربعون مليون متر، أو كما قال بعضهم مئتان وثمانية وثلاثون ألف وخمسمائة وخمسة وأربعون ميلًا، عبارة عن خمسمائة وستة وتسعين مليونًا وثلاثمائة واثنين وستين ألفًا وخمسمائة ذراع، وقال بعضهم إن بعده عنَّا ٢٣٨٦٥٠ ميلًا. أما معلمو الفلك فقد نظروا في القمر أودية صغارًا وبراكين، غير أنه ليس له هواء، أي كرة جوية؛ لأنهم لم ينظروا فيه غيْمًا وأشعة الشمس الساطعة الآتية إليه فلا تحدث فيه أدنى انعكاس؛ أي أن نوره لا ينتقل بدونها، وهذا مما يؤذن بكونه غير مأهول البتة من ذوي طبيعتنا، ويتم القمر دورته حول الأرض في تسعةٍ وعشرين يومًا واثنتي عشرة ساعة وأربع وأربعين دقيقة وثلاث ثوان، وقد قرر مشاهير الفلكيين أنه يدور حول الأرض في مدة سبعة وعشرين يومًا وسبع ساعات وأربع وأربعين دقيقة مرة، وفي كامل مدة دورانه نراه يظهر لنا دائمًا على الأرض بوجه واحد، ولهذا السبب يقولون إنه على شكل البيضة، وإن القسم الأكبر المكشوف منه متجه نحو الأرض، وإن نصف دائرته المخالف لا يرى من عالمنا هذا أبدًا، وإن المدَّ والجزْر في البحر هما مسببان عن جاذبية القمر المتحدة مع جاذبية الشمس؛ لأن تأثير القمر المخالف على المياه في أقسام مختلفة على الأرض بعكس موازنة تلك المياه، وهذا التأثير الحاصل عن القمر هو أكثر منه عن الشمس بثلاث مرار.
  • قسطنطين: هو قسطنطين الأول الملقب بالكبير، كان توليه سنة ٣٠٦ب.م، جعل النصرانية أن تمتد في المملكة الرومانية وصير بيزنتيوم أي إسلامبول كرسي المملكة سنة ٣٢٣ب.م، وقال بعضهم إن نقله كرسي السلطنة الرومانية إلى القسطنطينية كان في سنة ٣٣٠ب.م، وتوفي سنة ٣٣٧ب.م بعد أن قسَّم المملكة بين أولاده الثلاثة قسطنطين وقسطنطيوس وقسطنس.
  • القسطنطينية: «تخت مِلْكِ السلاطين بني عثمان»، نسبةً إلى الملك قسطنطين الذي بناها، وكانت قديمًا تسمى بالرومية بوزنطيا، والآن تعرف بإسلامبول والأستانة العلية، وقوع حريقة كبيرة فيها سنة ١٥٣٩ب.م. محاربتها من مسيلمة بن عبد الملك سنة ٦٣٧ب.م. مهاجمة الخليفة معاوية لها سنة ٦٦١ب.م. تخليصها من مهاجمة المسلمين سنة ٦٦٧ب.م. افتتاحها من الإسلام سنة ١٤٥٣ب.م. استيلاء الصليبيين عليها سنة ١٢٠٢ب.م. حدوث زلزلة عظيمة فيها سنة ٧٤٠ب.م، وقيل إن أهلها كانوا يبلغون في سنة ١٨٤٨ب.م ستمائة ألف نفس، وفي سنة ١٨٦٢ب.م تسعمائة وستين ألفًا، وقد استوفينا الشرح بالتفصيل عن هذه المدينة في الجزء الأول من هذا الكتاب.
  • القطن: نبات يقوم على ساق واحد ثم يتفرع، ويحمل كنافجِ تتفتح عن شيءٍ أبيضٍ في خلالها، يُغزَل وتُنسَج منه الثياب. كان أول زرعه في أميركا سنة ١٧٦٩ب.م، وأول من أخبر عن القطن هيرودوتس المؤرخ اليوناني المشهور، قال إنه عُرف من سنة ٤٥٠ق.م، وذكر هذا المؤرخ أيضًا أشجار الهند، وقال إنه يخرج منها ثمرٌ يجزُّ بأحسن مما يجزُّ شعر الغنم … إلخ، وأول معمل لنسج القطن ظهر في إنكلترا، ثم في فرنسا في القرن السابع عشر ب.م.
  • القهوة: أول ما استعملت القهوة في لندرا كان سنة ١٦٥٠ب.م، وقال بعضهم سنة ١٦٥٢ب.م.
  • قوس قزح: قوس السحاب؛ وهو نصف دائرة يشاهد على شكل قوس، يشتمل على كثير من الألوان، وذلك في وقت استحالة السحاب إلى مطر، وهو يتكوَّن من تكسر أي انعكاس أشعة النور على قطرات الماء أو البخار، ويظهر في الجهة المقابلة للشمس من الفلك، وحينما تكون الشمس في الأفق يكون قوس قزَح على نصف دائرة، لكن لونه أضعف من القوس الأول، وسمي بذلك لتلونه من القزحة للطريقة من صفرةٍ وخضرةٍ وحمرةٍ أو لارتفاعه، وقيل قزح اسم مَلَك موكل بالسحاب، وقيل اسم مَلِك من ملوك العجم أضافوا القوس إلى أحدهما، وقيل اسم شيطان، ورُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: «لا تقولوا قوس قزَح فإن قزح اسم شيطان، ولكن قولوا قوس الله»، والعامة تُسميه قوس القدَح.

حرفُ الكافِ

  • كالكوتا: عاصمة الهند، أي هندستان أو الهند الغربية، وهي كرسي حاكم البلاد من قبل الدولة الإنكليزية ومتجرها متسع بحرًا وبرًّا، موقعها على جدول نهر الكنج يُدعى هوكلي، وهي بعيدة مائة ميل عن البحر، وينسب بناؤها إلى أيوب شارنوك سنة ١٦٨٦ب.م. استيلاء الإنكليز عليها سنة ١٧٥٧ب.م، وقيل إن عدد أهلها في سنة ١٨٥٨ب.م بلغ مائتين وثلاثين ألفًا.
  • الكروسة: إن الكروسة ذات الأربعة الدواليب وداخلها مقعدان التي تسع أربعة أنفس، وهي غير مكشوفة، فيقرر التاريخ أن مثل هذه الكروسات كانت معروفة قديمًا، وكان الفراعنة يستعملونها في مصر، وجلبت في زمن الملك سليمان إلى سورية كما تشاهد مرسومةً على مدافن مصر القديمة، وهي كالعربات أو العجال الحديثة، وقد أُنشئ مركبة واحدة مثل المرسومة هناك وأُدخلت إلى بلاد الإنكليز في القرن الأول ب.م، وذكر النبي حزقيال عجلات أهل بابل وكل الكلدانيين وغيرهم الذين كانوا يأتون القدس الشريف، وقد استعمل الرومان عدة أنواع من العربانات، أما في أواسط الأزمنة الماضية فأول عربانة جرتها الخيل كانت في غاية القرن الخامس عشر ب.م.
  • كالفين: هو يوحنا كالفين المشهور المصلح الأديان في كنائس أوروبا رفيق مارتين لوثار، وكان ابتداء هذا الإصلاح في سنة ١٥١٧ب.م، وكان ميلاد كالفينوس المذكور في ١٠ تموز سنة ١٥٠٩ب.م، في مدينة بيكاردي من أعمال فرنسا، ويزعم البعض أنه ولد في مدينة نويون في فرنسا، وفي سنة ١٥٣٦ب.م انتخب معلمًا لللاهوت وقسيسًا لكنيسة جنيفا عاصمة بلاد السويس، وتوفي في المدينة المذكورة في ٢٧ أيار سنة ١٥٦٤ب.م.
  • كاترينا الأولى: ملكة روسيا زوجة بطرس الأول، ميلادها سنة ١٦٨٩ب.م، خطبة أو زواج بطرس بها في ٢٩ أيار سنة ١٧١١ب.م. تتويجها في ١٨ أيار سنة ١٧٢٤ب.م، وفاتها سنة ١٧٢٧ب.م، ولها تاريخ لا محل لذكره هنا.
  • كاترينا الثانية: ملكة روسيا زوجة بطرس الثالث. ميلادها سنة ١٧٢٩ب.م. جلوسها وحدها بدون شريك سنة ١٧٦٣ب.م، وفاتها سنة ١٧٩٦ب.م.
  • كرلوس الأول: ملك إنكلترا من آل سطورت. ميلاده سنة ١٦٠٠ب.م، إمَاتَتهُ بحكم المجلس عليه بالموت سنة ١٦٤٩، أو سنة ١٦٤٠ب.م.
  • كبيسة: إن السنة الكبيسة كانت عند الرومان ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا، وتكمل الأرض دورانها السنوي الآن حول الشمس في مدة ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا وربع، والست ساعات الباقية أدخلوها في عصر جوليوس قيصر، فهذا هو الخلل الكائن بين تواريخ العامة وبين التغييرات الفلكية، فجوليوس قيصر ليجري هذا الفرق على وتيرة واحدة أحضر إلى رومية «صوصيجان»، وهو فلكيٌّ مشهورٌ في الإسكندرية، فأوضح أن السنة المعتادة أن تكون على ثلاث نوبات متوالية هي ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا، والنوبة الرابعة تكون ثلاثمائة وستة وستون يومًا، وأن هذا اليوم الزائد يضاف إلى شهر شباط؛ أي أنه يكون في كل أربع سنوات تسعة وعشرين يومًا عوضًا عن ثمانية وعشرين يومًا؛ فلذلك تدعى السنة الرابعة كبيسة، فكل سنة تُقْسَمُ على أربعةٍ تمامًا بدون باقٍ تكون كبيسة، وأيامها ثلاثمائة وستة وستون يومًا، فيكون شباط فيها تسعة وعشرين يومًا.
  • الكبوشية: الكبوشية فرقة من رهبان مار فرنسيس اللاتينيين، سموا به من الكابو — أي القلنسوة — التي يلبسونها، وبدءُ تأسيس جمعية الكبوشية من «ماتوباسكي» سنة ١٥٢٥ب.م.
  • الكتابة والأحرف: لا يعلم يقينًا من اخترع أولًا أحرف الهجاء، فالبعض نسبوه إلى ممنون المصري نحو سنة ٢٠٠٠ق.م، وظن البعض أنه كان قبل ذلك، ويستدل من عدة أمور على أن الكتابة استعملت أدواتها من قصب وأقلام وحبر، وقد عم استعمالها في مصر وذلك منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة قبل ميلاد الخليفة عمر، ويقال إن الفينيقيين جعلوا عندهم أحرف الهجاء بأن انتخبوا بعضًا من الأحرف الهجائية القديمة التي كانت عند كهنة المصريين ومقاطع وأصواتًا، وأنهم أصحبوا معهم صناعة الكتابة قبل عمر بزمن طويل، وذلك في تطوافهم حول بحر الروم، ويظنون أنهم هم أول من اخترعها، وأما الكتابة باليد على الأوراق والكتب فقد كان ابتداؤها على الورق من القرن السابع والثامن ق.م حتى القرن الرابع عشر ب.م، وقيل إن «كدموس» ابن أحد ملوك فينيقية ارتحل إلى المورة وبنى هناك مدينة «ثيبس» وعلم أهل المورة غرس الكرم وصناعة الكتابة بحروف هجائية كانت مستنبطة في بلاده وضع منها ستة عشر حرفًا أكملها فيما بعد بلاميدس وسيمونيدس، وكان المصريون يرسمون الأشياء بصورها أو يضعون لها علامات، وقد استنبط الفينيقيون الطريق السهلى المتعارفة وجعلوا لكل صوت أصلي علامة خصوصية، وبحسب اعتماد الأصوات يركبون العلامات، وهكذا يتهجون الكلمات كما نفعل في قراءتنا، وقد تعلم منهم أهل المورة وجميع الإفرنج هذا الفن، وذكر في تواريخ الصينيين أن «فوهي» مؤسس مملكة الصين سنة ٢٦٥٠ق.م علَّم الأهالي تربية المواشي والكتابة وقسم السنة وقرر الزواج، وكان الصينيون في القديم يستعملون الكتابة اليارغليفية، فكانوا يرسمون رأس إنسان مقرونًا بجثة حية للدلالة على رئيس أمتهم فوهي المشار إليه لما كان عليه من الحكمة والدراية في سياسة المملكة، وكانوا يرسمون رأس ثور مقرونًا بجثة إنسان للدلالة على أول من أدخل صناعة الحراثة والزراعة إلى بلادهم، ووضع النير على أعناق الثيران، ولم تبرح ملوك الصين تتقلد هذا الملك العالي الهمة إلى يومنا هذا … وهلمَّ جرًّا، والمعول هو على ما تقدم آنفًا.
  • كريت: ويقال لها أقريطش أيضًا، جزيرة إلى جنوب بلاد اليونان، كائنة في بحر الروم، عاصمتها «كاندا»، امتدادها من الشرق للغرب مائة وسبعون ميلًا، وقيل ١٧٢ ميلًا، وأثبت بعضهم مائة وستين ميلًا، وعرضها خمسة وعشرون ميلًا، ومساحتها أربعة آلاف وخمسمائة ميل مربع، ومحيطها نحو ٥٠٠ ميل، وهي غنية بالأثمار والأخشاب وسائر الحواصل، ولا سيما الزيتون، وأواسطها مخترقة بجبال شامخة، ومن مدنها كانيا في جهة الشمال الغربي، وفي سنة ١٨٥٢ب.م قيل كان عدد أهلها نحو ١٥٠٠٠ نفس، وكاندا عاصمتها المذكورة في الشمال، وأهلها كذلك في السنة المذكورة، وقد سكنها قدْمًا جماعة من المهاجرين، والمظنون أنهم كانوا من الفينيقيين وغيرهم، وعلى قول المؤرخين أن أوَّل من تولَّاها الملك «مينوس» صاحب الشرائع المشهورة بين علوم اليونان، ثم أتى إليها قبيلة من الرؤساء الذين كانوا من تبعة حكومة جمهورية، ومكثوا مستولين عليها إلى أن افتتحها الرومان سنة ٦٧ق.م، وحين تقسمت مملكة الرومان صارت كريت تابعة للشرق، وبقيت إلى سنة ٨٢٣ب.م، التي فيها افتتحها العرب، ولم تزل بقاياهم في نواحي جبل إيدا في أواسط الجزيرة، وهم يتكلمون باللغة العربية، وبقي استيلاؤهم عليها إلى القرن العاشر ب.م، وفيه استولى عليها أهل جينوا، الذين وهبوها للماركيز بونيفاس وللدوق مونت فيرات من إيطاليا، والماركيز المومأ إليه قد باعها إلى أهالي فينيسيا مدينة من أعمال إيطاليا سنة ١٢٠٤ب.م، وبقيت معهم مدة تنيف على أربعة قرون، ثم أخذها منهم الأتراك سنة ١٦٦٩ب.م بعد جهاد أربع وعشرين سنة، ثم استولت عليها الدولة العلية سنة ١٨٢١، وسنة ١٨٤١ب.م، وحدث فيها عصيان سنة ١٨٤٢ب.م، وأيضًا سنة ١٨٦٦ و١٨٦٨، وقيل إن في سنة ٩٦١ استولى عليها نيسافوروس فوقا، وسنة ١٨٣٠ وقيل سنة ١٨٣٣ب.م كانت بيد الدولة المصرية برضا الباب العالي، وأما الآن فهي كائنة تحت ظل الدولة العلية.
  • كسوف الشمس وخسوف القمر: قد عرف الفلاسفة الكسوف الذي هو من صفات الشمس بأنه استتار وجهها المواجه للأرض كلًّا أو بعضًا؛ بسبب حيلولة أي توسط القمر بينها وبين وجه الأرض. وأما خسوف القمر، فهو استتار وجهه المواجه للأرض كلًّا أو بعضًا؛ لسبب توسط الأرض بينه وبين الشمس، وذلك بأن خيال الأرض الذي يقع حينئذ عليه يظلمه كله أو قسمًا منه، ولكن لا يخفيه بالتمام على مذهب المتأخرين أو حيلولة بعض الأجرام الفلكية بينهما على مذهب القدماء، وكانت هذه المناظر من زمن طويل تجعل رغبة في قلوب الأمم الذين كانوا يحسبونها علامة غضب سماويٍّ، فكان الرومان يضرمون نارًا عظيمة لإعادة نور النجم ذي الخسوف، وكان سكان مكسيكو يخافون من ذلك ويصومون، وكان قوم من سكان بلاد في شمالي أوروبا تدعى «لابون» يطلقون البنادق تجاه السماء لكي يخوفوا الجن أو الأرواح الشريرة، وكان الصينيون يخرُّون على الأرض ضاربين جباههم عليها، وكان أهل بلاد صيام من الهند الصينية في آسيا يدقون ويعزفون بضوضاء وهيلولة كصوت الرعد … إلخ. وفي كل ذلك دلائل على أن الكلدانيين جعلوا بعض ملاحظات على الكسوف والخسوف في القرن الثامن قبل الميلاد.
  • كلوفيس الأول: هو أحد ملوك فرنسا، وهو ملك نصراني. ارتداده إلى النصرانية وتأسيسه مملكة الإفرنج سنة ٤٩٦ب.م، ولفظة «إفرنج»، معرَّب فرَنك ومعناه حرٌّ، وهي عند الأتراك واليونان والعرب تطلق على أيٍّ كان من سكان الأقسام الغربية في بلاد أوروبا كالإنكليز والفرنسيس والطليان … وهلمَّ جرًّا.
  • كليوباطرا: ملكة مصر المشهورة بالجمال، توفيت في سن ٣٩ بلسعة أفعى.
  • كهربائية: الكهربا والكهرباء صمغ شجرة الجوز الرومي، وهو أنواع، وأجودها النقي يجذب التبن والهشام إذا حكَّ، ويشاركه السندروس في ذلك، معرَّب كاه ربا بالفارسية، معناه كاه: تبن، وربا: جاذب، والكهربائية هي إحدى المواد الثلاث الطبيعية الغير القابلة الوزن، التي هي الكهربائية والحرارة والنور، ودعيت هذه المادة المنتشرة في الكون بالكهربائية؛ لأنها ظهرت أولًا في الكهرباء التي هي نوع من راتينج لا يشاهد إلا في جوف الأرض، وأصله مجهول حتى اليوم، وذلك قبل المسيح بستمائة سنة، وقد عرف القدماء بعض خصائص الكهربائية، وأول اكتشافها في أوروبا كان سنة ١٤٦٧ب.م، وأول آلة اصطنعت منها كانت سنة ١٦٥٠ب.م من رجل ألماني من مدينة مكدبورج اسمه أوتودوكبودريك، ثم تفنن فيها العلماء فتقدمت كثيرًا، ونجم عنها فوائد جزيلة كالتلغراف وغيره.
  • كوتاهية: مدينة مشهورة في برِّ الأناضول من بلاد الترك في آسيا، وهي داخل البلاد ومقر والي إيالة الأناضول. افتتاحها سنة ١٣٨١ب.م، وفي سنة ١٨٥٢ب.م قيل كان عدد أهلها ٥٠٠٠٠ نفس.
  • الكوفة: هي مدينة مشهورة في العراق العربي، وهو القسم الجنوبي من الأراضي الواقعة بين الفرات والدجلة كائنة جنوبي بغداد بقرب نهر الفرات المذكور، تأسست سنة ٦٣٦ب.م في أيام عمر بن الخطاب، وإن الذي مصرها سعد بن أبي وقاص أحد الصحابة ونقل إليها أهل الحيرة، وإلى الكوفة تنسب جماعة من النحاة، وكان أهلها ممن يوثق بعربيتهم ويستشهد بكلامهم، وهي مولد أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي المشهور بالشعر، وكان مولده بها سنة ثلث وثلث مائة للهجرة وبالقرب منها مسجد عليٍّ، وهو مدفن علي بن أبي طالب وابنه الحسين، قيل سُميت كوفة لاستدارتها واجتماع الناس بها، ويقال لها كوفان وكوفة الجند؛ لأنه اختطت فيها خطط العرب أيام عثمان، و«الخطط» جمع الخطة: الأرض التي تنزلها ولم ينزل نازلٌ قبلك، والأرض التي يختطها الرجل لنفسه بأن يعلم عليها علامة يخطها بها؛ ليعلم أنه قد اختارها ليبنيها.
  • الكيميا: الكيميا عند الأكثر يونانية معناها المكر والحيلة، وعند البعض معرَّب خيميا باليونانية أيضًا، ومعناها برءُ الساعة أو من خيموس، ومعناها عصير، وقيل الكيميا عبرانية الأصل، ومعناها من الله، ولا يبعد أن تكون الكيميا مأخوذة من مادة الكوم بمعنى الجمع أو الكمي بمعنى الستر أو القيمة، وعلم الكيميا عند القدماء علم يراد به تحويل بعض المعادن إلى بعض، وعلى الخصوص تحويلها إلى الذهب بواسطة الإكسير أي حجر الفلاسفة أو استنباط دواء لجميع الأمراض، وأما عند المتأخرين فهو علم أو صناعة يبحث بها عن طبيعة وخاصيات جميع الأجسام بواسطة الحل والتركيب، وأصل هذا العلم من مصر، وكانت الكيميا معروفة عند اليونان سنة ١٠٠٠ق.م، أخذوها عن المصريين والفينيقيين، وأقدم مؤلف تكلم عن هذا الفن هو «جوليوس ماترنيوس فرنيكوس» الذي كان في زمن تسلط الملك قسطنطين سنة ٣٤٠ب.م، وقد قال «سويداس اليوناني» في قاموسه سنة ١١٠٠ب.م عند كلامه عن هذا العلم أنه عمل الذهب والفضة، وقال «ليبافيوس» سنة ١٥٩٥ب.م أنه صنعة استحضارات كيمياوية، أي استخراج خلاصاتٍ صافية بشكل متفرق من المزيج، «ولاماري» أحد الكيمياويين الفرنساويين يقول في سنة ١٦٧٥ب.م إنه فنٌّ موضوعه أن يفرز الجواهر المختلفة التي تحدث في الأمزجة، و«بركمان» في آخر قسم من القرن الثامن عشر ب.م يقول إنه علم يبحث عن مؤلفات الأجسام من طبيعتها وخصائصها وكيفية تأليفها. انتهى.

حرفُ اللامِ

  • لبنان: انظر سفر تثنية الاشتراع الإصحاح الثالث عدد ٢٥ وما قاله موسى النبي: «دعني أعبر وأرى الأرض الجيدة التي في عبر الأردن هذا الجبل الجيد ولبنان»، ولبنان لفظة عبرانية معناها أبيض أو الجبل الأبيض، قيل سُمي به لبياض صخور الكلسية، وقيل أيضًا لبياض ثلوجه الحليبي، وقيل سميت سلسلة لبنان هكذا؛ لأن بعضًا من جري بياض جوانبه الصخرية وبعضًا لسبب الثلج الذي يغشى قممه عشرة شهور في السنة، وطول لبنان ثلاثون ساعة زمانية، وعرضه عشر ساعات، وعدد سكانه مئتان وخمسون ألف نسمة تقريبًا، وارتفاع أعلى قمة فيه تبلغ ٤٨٠٠ متر، وقال غيرهم إن بعضها يبلغ علوه ٩٠٠٠ أو ٩٥٠٠ قدم، وقال بعضهم إن معظم ارتفاع جبل لبنان هو أحد عشر ألف قدم أو ميلين، أما الأحجار المتكون منها لبنان فهي صلبة ببياض مرمريٍّ أو رخاميٍّ، وكانت تؤخذُ قديمًا من مقالعه الكرستة لأفخر أبنية العبرانيين، ومن هناك جلب سليمان الحجارة الكبيرة الكريمة المنحوتة لقيام الهيكل؛ انظر (سفر الملوك الأول الإصحاح الخامس عدد ١٣) كما يقول: «وسخر الملك سليمان من جميع إسرائيل، وكانت السخر ثلاثين ألف رجل، فأرسلهم إلى لبنان عشرة آلاف في الشهر بالنوبة يكونون شهرًا في لبنان وشهرين في بيوتهم، وكان أدونيرام على التسخير وكان لسليمان سبعون ألفًا يحملون أحمالًا وثمانون ألفًا يقطعون في الجبل ما عدا رؤساء الوكلاء لسليمان الذين على العمل ثلاثة آلاف وثلاث مائة من المتسلطين على الشعب العاملين العمل، وأمر الملك أن يقلعوا حجارة كبيرة حجارة كريمة؛ لتأسيس البيت حجارة مربعة، فنحتها بنَّاءو سليمان وبنَّاءو حيرام والجبليون، وهيَّأوا الأخشاب والحجارة لبناء البيت.»

    وفي لبنان معادن حديدية كثيرة وسواقي الماء تتشبع من الثلوج والجليد وتنحدر من على الصخور في أماكن كثيرة يتكون عنها شلالات ظريفة المنظر، التي أشار عنها سليمان في (سفر نشيد الأنشاد الإصحاح الرابع عدد ١٥) هكذا: «ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان»، وأيضًا في (سفر أرميا الإصحاح الثامن عشر عدد ١٤) هكذا: «هل يخلو صخر حقلي من ثلج لبنان، أو هل تنشف المياه المتفجرة الباردة الجارية»، وأما أرز لبنان فالكتب المقدسة تشير عنه بجملة إشارات، وهو أنه في أيام سليمان كان أحراش أرز كبيرة مغشية هذه الجبال، لكنها تناقصت في القرون الأخيرة والذي باقٍ منها للآن فهو قليل، ناهيك عن مداومة القطع منها في الأزمان، وما قطع منها وتلف من جرَّى الحروب … إلخ، وقد تركتها النسور ووحوش البر التي كانت تلتجي إليها، ففي سنة ١٥٥٠ب.م قد عدَّ أحد السياح اثنين وثمانين شجرة قديمة فيها، ومن بعد ذلك بخمسين سنة انتشأ ثلاث وعشرون، وفي سنة ١٧٣٨ب.م كان قائم فيها خمس عشرة وكان واحدة منها، ألقتها قبلًا العواصف الشديدة، وعدا هذا يوجد شجيرات صغيرة تنمو بقربها، ويقال إن هذه الأشجار من بقايا الحرش التي كان سليمان يأخذ منها الأخشاب لبناء الهيكل، وذلك من مدة تنوف عن ثلاثة آلاف سنة، وكما قيل في (سفر الملوك الأول الإصحاح السابع عدد ١) هكذا: «وبنى بيتًا وعمر لبنان …» إلخ «من أعمدة أرز وجوائز أرز …» إلخ، وقد تشاهد عند أجذاع أو قرامي الأشجار القديمة مرقوم أسماء السياح وخلافهم من الزوار. حدوث حرب أهلية في لبنان سنة ٧٥٩ب.م، ولاية فخر الدين معن في لبنان وتوابعه سنة ١٦٢٤ب.م. حدوث الحرب الأهلية الكبيرة فيه بين القيسية واليمنية في قرية عين دارا سنة ١٣٢ هجرية الموافقة سنة ١٧٢٠ب.م، وحدوث حرب أهلية أيضًا سنة ١٢٥٧ هجرية الموافقة إلى ١٤ أيلول سنة ١٨٤١ب.م، وأيضًا في أواخر تشرين سنة ١٨٤٢ب.م، وأيضًا حدوث حرب أهلية سنة ١٢٦٠ هجرية الموافقة سنة ١٨٤٤ب.م، وأيضًا سنة ١٨٤٥ب.م في شهر نيسان، وأيضًا في ٣٠ شهر آب سنة ١٨٥٩ب.م، وأيضًا سنة ١٢٧٦ هجرية الموافقة شهر أيار سنة ١٨٦٠ب.م.

  • اللغة: اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وقيل ما جرى على لسان كل قوم، وقيل الكلام المصطلح عليه بين كل قبيلة، وقيل اللفظ الموضوع للمعنى. قيل اشتقاق اللغة من لغَى بالشيء أي لهج به، ولا يبعد أن تكون مأخوذة من لوغوس باليونانية ومعناها كلمة. أما اللغات المستعملة في الدنيا أصلًا وفرعًا، فهي ٣٠٦٤ لغة منها في أوروبا ٣٥٨، وفي آسيا ٩٨٧، وفي أفريقيا ٢٧٦، وفي أميركا ١٢٦٤، والباقي وهو ١٧٩ في الجزائر، وقد كان لغة الناس واحدة، ولكن بعد أن تبلبلت الألسن تفرَّع لغات عديدة منها ما هو مستقلٌّ بنفسه ومنها ما وضع تحت أربعة أصول بدليل المشابهة بينها. الأصل الأول: اللغة السامية، ومنها العربية والسريانية وما يجري مجراها. الثاني: اللغة الهندية، ومنها الفارسية وفروعها والسنسكرية، الثالث: اليونانية، ومنها اللاتينية التي من امتزاجها مع لغات أخرى تقومت اللغة الفرنساوية ونظايرها. الرابع: الجرمانية، وهي أصل اللغة الإنكليزية ولغات أواسط أوروبا.
  • لون: الألوان الأصلية هي سبعة؛ الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، ويشتق منها باقي الألوان.
  • لوثار: هو مارتين لوثار المصلح المشهور، ميلاده في ١٠ تشرين الثاني سنة ١٤٨٣ أو سنة ١٤٨٤ب.م في مدينة إيسليبين مدينة من سكسونيا، مملكة من ممالك ألمانيا، وكان ظهوره ومناداته بالإصلاح في جرمانيا وزوينكلوس في بلاد السويس من سنة ١٥١٧ إلى سنة ١٥١٩ب.م، وكان رفاقه مالنكتون وزونكلوس وكالفين أو كالفينوس. ومات لوثيروس في ١٨ شباط سنة ١٥٤٦ب.م.
  • لندن: ويقال لها لوندرة، عاصمة المملكة البريطانية أي بلاد الإنكليز، موقعها على جانبي نهر التيمس «الذي طوله ٢١٥ ميل، وقال غيرهم ٢٣٣ ميل»، وأخصها أي ذات موقعها على الشط الشمالي من هذا النهر في مقاطعة تدعى مدلسكس، وقسم كبير منها واقع داخل مقاطعة «صوري» على الشط الجنوبي من هذا النهر على مسافة خمسة وأربعين ميلًا، فوق فمه، وقال بعضهم إنها تبعد ثلثين ميلًا عن مصبه، وطول هذه المدينة سبعة أو ثمانية أميال، وعرضها من خمسة إلى ستة، ومساحتها كلها مع صوائحها البرَّانية نحو مائة وعشرين ميلًا مربعًا، وأهلها كانوا يبلغون في سنة ١٨٤١ب.م ١٨٧٤٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٥٢ب.م مليوني نفس، وفي سنة ١٨٥٨ب.م ٢٣٦٢٢٣٦ نفسًا، وفي سنة ١٨٦٢ب.م ثلاثة ملايين نفس، وأسواقها عشرة آلاف سوق.

    وهذه المدينة مقسومة إلى ثمانية أقسام، وهي: لوندرة ووستمنستر ومارْيلبُون وفنسبري ولامبت وطورهملتس وتشيلذا وصوثورك، والناس يعبرون من أحد جانبيها إلى الآخر على ستة جسور، تدهش الناظر بظرافتها وتوجب التأمل بمنافعها، وهي خمسة من حجر وواحد من حديد، وقال بعضهم إن لها خمسة ثلاثة من حجر واثنين من حديد، وتحت أرض النهر دهليز أو سرداب معقود بالحجارة واسع، بحيث يمرُّ فيه أكبر العربات، وهو طريق لهم تحت الماء، وأسماء الجسور المشهورة المارة في هذا النهر هي: هنكرفورد وفوكسهول وصوثورك ووستمنستر ولندن وبلاك فرايارس وواطرلو وتشليزا والجسر المعلق الجديد، وهذه المدينة أعظم مدن العالم في كثرة الأهل والتجارة والغنى والجمعيات الأدبية والعلوم والفنون بالصدقة نحو الفقراء والمرضى والجهلة، وفيها كثير من الأبنية العظيمة، ومن أشهرها كنيسة مار بولس — وتقدم الكلام عنها في حرف الباء — والبرج وكنيسة وستمنستر وساحل إنكلترا. أما أسواقها فهي واسعة نظيفة مرصوفة جيدًا بالبلاط، وأبنيتها متقنة البناء طلقة المنظر، وأشهرها مبني للاستعمال وليس لقصد الزينة، وفي هذه المدينة قلما يضيع المسافر عن طريقه؛ لكون نهر التيمس يمرُّ طولًا في وسطها والأسواق الأصلية فيها كائنة على موازاته، وأسفل هذه المدينة عن بعد خمسة أميال منها تشاهد على نهر التيمس المذكور مكان يدعى «كرينوك» مشهور بمستشفى البحرية فيه، وهو معدٌّ لأجل المرضى من الملاحين، وفيه مرصد النجوم أيضًا، وأعلى هذه المدينة مكان يُدعى تشليزا، وفيه دار الشفاء للمرضى من العساكر، ومكان يُدعى «وندسور» يبعد ٢٢ ميلًا عن هذه المدينة مشهور بالقلعة التي فيه، وهي مصيف لملوك إنكلترا من زمن ينوف عن ٧٣٢ سنة، وقوع القحط العجيب في هذه المدينة سنة ١٢٥٨ب.م، وحدوث الطاعون المهول فيها الذي به فقد مائة ألف نفس، وذلك سنة ١٦٦٥ب.م، وفي ٢ و٣ و٤ و٥ أيلول حدث فيها حريق هائل تلف به ثلاث عشرة ألف بناية، وذلك سنة ١٦٦٦ب.م، وفي سنة ١٨٥١ب.م أُنشئ أول معرض عام فيها، وفي خزينة كتبها ما ينيف على نصف مليون من المجلدات، وفي خزينة تحفها من الأنتيكات المصرية الفاخرة ما لا مثل له في الدنيا، ومن التحف المودعة في خزينة الجواهر في هذه المدينة التاج الملكي المرصع بالجواهر الثمينة، وقد جعل لتتويج جلالة الملكة فيكتوريا ملكة إنكلترا المعظمة، وقيمته ستمائة ألف ريال عبارة عن واحد وثلاثين ألف كيس ومائتي كيس، ولجميع هذه المحال الفسيحة هناك أوقات معينة في الأسبوع للدخول إليها، وهذه المدينة هي قديمة جدًّا، قد حصَّنها الرومان قديمًا بالأسوار وتاريخ ابتداء بنائها مجهول، وإن تكن قد ترقَّت في عهد «ناروْ» الخامس من ملوك الرومان، وصارت تسمى إقليم جماعة المهاجرين في مدة الثمانمائة والإحدى عشرة سنة الغابرة، فقد قاست كثيرًا من البلايا لسبب ما انتشر فيها من النار والطاعون والوباء، وأما الآن فتُعدُّ من المدن الأولى في جودة مناخها وحسن سياستها، وقد اقتصرنا عن ذكر جناتها ومنتزهاتها وغيرها وأماكن الملاهي فيها، ومن جملة هذه الجنات جنات تدعى الجنات الملكية موقعها على بستان يُدعى بستان رجنت، فيها من جميع أنواع الحيوانات يزورها كل قاصد التفرُّج على غرائب هذه المدينة.

  • الليثوغرافية: وهي مطبعة الحجر، كان اختراعها سنة ١٧٩٩ب.م، ومخترعها ألويس سنفلدر من مدينة براغ في ألمانيا.
  • ليسبون: عاصمة مملكة البورتغال، مبنية على جانبي نهر تاغوس بالقرب من مصبه، وقال بعضهم إنها مبنية على فم هذا النهر، على شطه الشمالي، ومحصنة بقلعة «بيليمْ»، وميناها حسنة ولها تجارة واسعة وفيها أبنية فاخرة وقصور وساحات جميلة وبها ١٤٠ كنيسة، و٧٥ ديرًا، ولها مكتبة فيها ٨٠٠٠٠ ألف مجلد، وسكانها في سنة ١٨٥٢ب.م قيل كانوا يبلغون ٢٦٠٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٦٢ب.م ٢٧٥٠٠٠ نفس، وقد حدث فيها زلزلة مهلكة سنة ١٧٥٥ب.م، خرب فيها أكثر المدينة، ودكت سراياتها حتى صارت قاعًا صفصفًا، وأهلكت سكانها تحت خرائبها؛ إذ فتحت الأرض فاها وابتلعتهم وغشاهم البحر وأغرقهم، وكان عدد الذين هلكوا ثلاثين ألف نفس في ساعة من الزمان، وقال بعضهم: عدد الذين هلكوا ستون ألفًا.

حرفُ الميمِ

  • الماء: نقول بوجهٍ مستوفٍ مقتصرين على خلاصة معناه الضرورية، وترك خلاف شروحات للكيماويين، فالماء جسم رقيق مائع يشرب، به حياة كل نامٍ، وهو بعد الهواء لبقاء البدن بدونه أكثر من بقائه بدون الهواء، وهو أكبر جزء تكونت منه كرة الأرض؛ لأنه يغطي الجزء الأعظم من سطحها، وقال المعلمون إنه مغطى أكثر من ثلاثة أخماس من سطحها، والماء يوجد في الطبيعة على ثلث حالات، فيوجد بخارًا مكوَّنًا للسحاب والغيوم، وسائلًا ماليًا للبحار والبحيرات والأنهر، وجامدًا مكللًا للجبال العالية، ومغطيًا لأكبر جزء من الأراضي الموجودة نحو القطبين، وذلك على هيئة الثلج والجليد، والماء جسم مركب ليس بسيطًا كما كانت تزعم القدماء، وهو ثقيل شفاف، وإذا كان نقيًّا لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ومقدار قليل منه قابل الانضغاط، ويذيب أكثر الأجسام، وإذا سخن تمدد، فإن وصلت الحرارة إلى مائة درجة من ميزان الحرارة تصاعد بخارًا، وإن برد تكاثفت أجزاؤه، وذلك في الدرجة الرابعة فإن بَرَدَ زيادة عن ذلك تمدد ثم تجمد جليدًا وثلجًا وشغل مسافة تزيد عن مسافته قبل التجمد بسبع مرات، وحينئذٍ يصير أخف وزنًا وأكبر حجمًا من السائل، وقوة التمدد الناشئة من تباعد جزيئات الماء عن بعضها تكون شديدة جدًّا، حتى إنها تغلب قوة تماسك الإناء، ولو كانت مهما كانت فلو مُلئَ مدفع مثلًا من الماء ملأً تامًّا وسدَّ عليه سدًّا محكمًا بسدادة تدخل فيه بالبرم، ثم عرض الماء الذي فيه للتجلد لانكسر المدفع من سبب تمدد جزيئات الماء وشغلها مكان أكبر من المكان التي كانت عليها قبل التجمد، والماء متكون من جزءَيْن هما الإدْرُوجين والأكسجين؛ أي أنه مقدارين من غاز الإدروجين ومقدار واحد من غاز الأكسجين. وأما نسبة ثقل — أي وزن الأجزاء — التي يتركب منها فهي ٨٨٫٩ جزءًا من الأكسجين، و١١٫١ من الإدروجين، فتلفظ ثمانية وثمانين جزءًا وتسعة أعشار من الأكسجين، وأحد عشر جزءًا وعشرًا من الإدروجين.
  • مالطة: جزيرة مشهورة ببحر الروم، طولها ١٧ ميلًا، وعرضها ٩ أميال، واقعة جنوبي جزيرة سيسيليا عن بعد خمسين ميلًا عنها، ولها حصون محيطة بها عالية جدًّا، وعرض أسوارها خمسة عشر قدم، ودائرها ميلين ونصف، ويخترقها خندق مارٌّ في وسطها؛ أي من الكورنتينا إلى الميناء الكبيرة المفصول عن المدينة لوحده، طوله نحو ألف قدم، وعمقه مائة وعشرون قدمًا، وعرضه مائة وعشرون قدم، أيضًا يعبرون إليه على خمسة جسور، وكانت هذه الجزيرة في سنة ١٨٤١ب.م تحتوي على ثمانين ألفًا من السكان، وهي مشهورة أيضًا بحصونها المنيعة، وكانت قديمًا تحت تسلط وُجاق من العساكر تُدعى «كوالير ماري يوحنا» التي كانت ذات قوة وغنى، وأما الآن فهي تحت حكم الإنكليز وعاصمتها وميناها «فالاطا» التي كانت تحوي من السكان في سنة ١٨٤١ب.م على ٣٢ ألفًا.

    وفي سنة ١٨٦٢ب.م بلغ عدد سكان مالطة عدا جزيرة غزو ١١٠٠٠٠، وجزيرة غزو المذكورة هي واقعة شمالي غربيها، كان عدد أهلها في السنة المذكورة ١٧٠٠٠، وإن تكن مالطة جزيرة صغيرة، لكنها ذات أهمية عظيمة لصيانة التجارة الإنكليزية في بحر الروم، وهي كمخزن فحم للبواخر الآتية إلى الشرق، وطبيعيًّا هذه الجزيرة جرداء، ولكن ترى الآن أكثرها محروثة ومزروعة بالقطن والقمح والشعير وغير ذلك من الحبوب، ومراعي جزيرة غزو المذكورة واسعة، ولذلك ترى الأغنام فيها كثيرة، ومن أثمار هاتين الجزيرتين — أي مالطة وغزُو — الليمون والعنب، وغيرهما من الأثمار الفاخرة، وعدا عن القوت الذي يخرج من أرضها ترى كثرة وسعة صيد السمك فيها الكافي سوقها يوميًّا، والمالطيون هم أشداء أقوياء البنية، ولا محل لإطالة الشرح عنهم هنا؛ إذ ليس هو موضوع كلامنا. ثم ومن المشهور أن أول من استولى على مالطة كان الفينيقيون الذين طردهم منها اليونان، ومن بعد حصار «تروادا» رجع كثير من اليونان لأوطانهم، وما بقي تفرَّقَ على جزائر بحر الروم، وبعضهم توطن في جزيرة سيسيليا، وبنى «سيراكوس واجيريجنتي»، وفي سنة ١٧٥٨ق.م — أي من عهد ٣٦٤٥ سنة — استولى عليها وعلى سيسيليا أهالي قرطجنة الذين كانوا توطنوا على ساحل أفريقيا الشمالي، وقال المؤرخون: إن طرد اليونان من مالطة كان دونه أهوال وسفك دماء؛ لكون اليونان كانت تزداد قوتهم على الدوام، ويمدون من جزيرة سيسيليا، لكن بمجرد قيادة الجنرال «هانيبال» من قرطجنة المشهور انهزم اليونان حينئذٍ، ومدفنه قرب مكان في هذه الجزيرة يدعى «بينجيزا»، وعلى هذا المدفن حجر مربع مرقوم عليه كتابة باللغة القرطجنية تشير إلى أنه ثوى هناك، وقال المؤرخون: إن هذه الغارات من الرومان أو اليونان على مالطة التي بها كان خرابها وتدميرها من طلقات أساطيلهم كانت سنة ٢٥٧ق.م، وإنه أيضًا في زمن «أتيليوس ركيولوس الروماني» أخربتها العمارة الرومانية، وسلمت حينئذٍ للرومان سنة ٢١٨ق.م، وغب سقوط المملكة الرومانية تولاها مدة القبائل الخشنية، ومن الغوطيين الذين غزوا إيطاليا وسيسيليا واستولوا عليهما، وشنوا الغارة على قرطجنة، وسلبوا ما بها، ووصلوا إلى مالطة، وذلك سنة ٥٠٦ب.م، وبعد أن استولوا على مالطة مدة ٣٧ سنة طردهم منها جيش الملك جوستنيان، تحت قيادة «بيليزاريوس» جنرال روماني، وقال بعضهم إن استخلاص بيليزاريوس المذكور مالطة من أيدي هذه القبائل كان سنة ٥٣٣ب.م، ومن ثم بقيت هذه الجزيرة خاضعة لمملكة بيزنطيا — أي لملوك إسلامبول — إلى آخر القرن التاسع ب.م، وقال بعضهم لسنة ٨٧٩ب.م.

    ثم في أول القرن العاشر ب.م غزاها وفتحها العرب الذين في ذلك الحين غزوا كل الشرق، واستولوا على إسبانيا وبورتوكال وإيطاليا، وعلى قسم من فرنسا، ونزلوا على جزيرة غوزو المذكورة وذبحوا كل اليونان الذين كانوا فيها، ومن غوزو عبروا إلى مالطة التي دافعت حينئذٍ دفاعًا عظيمًا، وأخيرًا التزمت أن تسلم لقوَّة أعظم مما كانت، وبعد استيلائهم عليها استأصلوا وأبادوا كل اليونان واستعبدوا نساءهم وأولادهم، وأحسنوا المعاملة نحو أهالي مالطة، وأطلقوا لهم حرية الدين، وكان مركز هذه الجزيرة موافقًا لهم؛ لكون موانيها الكثيرة كانت ملجأ لغاراتهم القرصانية «أي النهب في البحر»، وبنوا قلعة على أساس مكان يُدعى «القديس أنجلوا»؛ ليحموا سفنهم من هجوم الأعداء، وبنوا أسوارًا جديدة أيضًا علاوة على تلك التي كانت مبنية حول المدينة، وبقوا مستولين عليها مدة ٢٢٠ سنة، ثم في ابتداء القرن الثاني عشر ب.م أتى النورمان ففتحوا سيسيليا وطردوا العرب منها والتحقت حينئذٍ بسيسيليا حتى القرن السادس عشر ب.م، وما قرَّره المؤرخون أن من جملة أولئك النورمان الكونت روجر المشهور كان من أصحاب الوجاهة، وسكان هذه الجزيرة كانوا يعدونه أنه منتقذهم، وعزموا أن يسموه ملكًا، وصار تتويجه حينئذٍ ملكًا على سيسيليا ومالطة مع كل مقاومة ملك القسطنطينية وبابا رومية له، وكان يعامل الأهالي بلطف ورأفةٍ عظيمة، وبنى وزيَّن كنائس كثيرة، وسمح للعرب أن يسكُّوا نقودهم الذهبية على الجانب الواحد هكذا «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» وعلى الجانب الآخر «الملك روجر»، وقال المؤرخون أيضًا إن في أواسط القرن السادس عشر — أي سنة ١٥٦٦ب.م — هاجمها الأتراك، وفي ٩ حزيران سنة ١٧٩٨ب.م استولى عليها الفرنسيس في زمن الملك كرلوس الخامس، أي حين سفر الفرنسيس إلى مصر تحت رئاسة بونابرت.

    وفي الخامس من شهر أيلول سنة ١٨٠٠ب.م حدث فيها مخمصة شديدة أضرت بها جدًّا، ثم استولى عليها الإنكليز سنة ١٨١٤ب.م، وأخذ الأمير بشير الشهابي إليها سنة ١٢٥٦ هجرية الموافقة سنة ١٨٤٠ب.م، ولم تزل هذه الجزيرة حتى الآن في حوزة دولة إنكلترا الفخيمة.

  • مادريد: قصبة مملكة إسبانيا مبنية في بقعة مقفرة في وسط المملكة، كان بناؤها في القرن العاشر ب.م، وهي مدينة حسنة كان عدد أهلها سنة ١٨٥٢ب.م نحو ١٧٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ٢١٧٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ب.م ٤٧٥٧٨٥ نفسًا، وبها أبنية كثيرة فاخرة من الدور والكنائس والمدارس والمكاتب والقصور وعلى مسافة ٢٢ ميلًا، منها دار من دور الملك تحسب من أفخر أبنية الدنيا وتقدَّم الكلام عنها في باب إسبانيا، اطلب حرف الألف، وهذه المدينة ما لها صوايج خارجة عنها قد حاصرها العرب سنة ١١٠٨ب.م، ودخلها الفرنسيس سنة ١٨٠٨ب.م، والإنكليز ١٨١٣ب.م، ثم أيضًا رجع إليها الفرنسيس سنة ١٨٢٣ب.م، وفي سنة ١٨٦١ب.م كان في مكتبتها الوطنية ٢٢٥٠٠٠ مجلد، وفي خزنة السلاح الملكية فيها ليس فقط تشتمل على أفخر المجموعات في أوروبا، لكن أيضًا على بقايا قديمة ثمينة، وهي خِوَذ الجنرال هانيبال المشهور «من مدينة قرطجنة» والملك جوليوس قيصر وعلى سيوف وخِوَذ وتروس جميع القواد والأمراء والأبطال الشجعان الذين كانوا في الأعصر المتوسطة والقديمة والحديثة.
  • المأمون: المأمون الكبير هو ابن هارون الرشيد، رابع الخلفاء العباسيين، تولى من سنة ٨١٣ إلى سنة ٨٣٣ب.م.
  • المتنبي: صاحب الديوان المشهور، وهو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي، ولد بالكوفة في كندة سنة ٣٠٣ هجرية الموافقة لسنة ٩١٦ب.م، خرج إلى بني كلب وادَّعى أنه حسنيٌّ، ثم ادَّعى النبوة فشهد عليه بالشام، وحبس دهرًا، ثم استتيب وأُطلق، وكان شاعرًا مشهورًا، ومكرَّمًا من الملوك والكبراء، وهو شاعر سيف الدولة.
  • المتوكل على الله: قدومه إلى دمشق سنة ٨٧٥ب.م.
  • محمد علي باشا خديوي مصر أو عزيز مصر: ولد في أسكلة بحرية صغيرة تُدعى كافالا، أو كما قال بعضهم إنها من بلاد الأرناءوط من أعمال الروملي، وذلك سنة ١٧٦٩ب.م، وكان توليه سنة ١٨٠٤ب.م، ومات في القاهرة في الثالث من شهر آب سنة ١٨٤٩ب.م، وقال بعضهم إنه مات في الإسكندرية في الثاني من شهر آب في السنة المذكورة بعلة سوداوية، وعمره إذ ذاك تسع وسبعون سنة، وكان أبوه أغا، وكان تعلق محمد علي أولًا على التجارة إلى سنة ١٧٩٨ب.م، ثم ترك التجارة وتعلق على الخدمة العسكرية، وقد اقتصرنا عن وصف شجاعة وفراسة هذا الرجل المشهور الحقيقة أعماله بأن تخلد في بطون الأسفار، وله تاريخ لا يسعنا أن نذكره هنا، وأما تاريخ ذبحه للمماليك هو وولده طورسم باشا فإنه كان في غرَّة آذار سنة ١٨١١ب.م.
  • محمد الغوري: هو ملك هندستان والمتولي إيالة الغوريين في العجم، تولى مشاركًا لأخيه غياث الدين سنة ١١٧١ب.م، ومات سنة ١٢٠٦ب.م.
  • محمد غياث الدين: سلطان السلجوقيين في العجم، وثاني أولاد ملك شاه. تولى كل العجم سنة ١١٠٥ب.م، ومات سنة ١١١٨ب.م.
  • مدافع: هي آلات حربية تقذف الكرات الحديدية التي تدعوها العامة كللًا على الأبراج كما يقذفها المنجنيق؛ فتهدم ما أصابته، وعلى موجب تواريخ الصينيين كما يذكر الخواجه «بارفي» في تقرير قدَّمه إلى مدرسة «الأكادمي» الفرنساوية في سنة ١٨٥٠ب.م، مآله أن المدافع كانت معروفة منذ سنة ٦١٨ق.م، وأما استعمال المدافع في مدينة فلورنس «مدينة عظيمة في إيطاليا»، فكان في سنة ١٣٢٥ب.م، وأول من استعملها في الحرب إدورد الثالث ملك الإنكليز ضد الفرنساويين، وذلك في موقعة كريسي سنة ١٣٤٦ب.م، وكان فم المدفع أوسع من أسفله، وقال بعضهم إنه يستدل ببعض الآثار القديمة على أن المدفع والبارود كانا معلومين منذ ألفي سنة في الصين.
  • مدارس: إنشاء المكاتب اليومية كان في سنة ٥٢٩ب.م، ثم انتظمت في ابتداء القرن الثالث عشر ب.م، وقال بعضهم إن وجود المدارس في أوروبا كان في سنة ١٧٨١ب.م.
  • المرايا: جمع المرآة، وهي ما تراءيت فيه من بلور وغيره، وهو اسم آلة، وقد يستعار للمكان الذي جعل منظرة، أما «بلوطوس» الشاعر اللاتيني الذي مات سنة ١٨٣ق.م، فقد ذكر وتكلم عن المرايا، ثم إنه في القرن الرابع ق.م، اشتهرت المرايا بين الرومان، ثم بعد ذلك صار اصطناعها في أوروبا وإتقانها وتلبيسها من مركب ورق التنك الزيبقي، وذلك في القرن السادس عشر، أي سنة ١٥٩٠ب.م.
  • مرسيليا: مدينة في فرنسا، وهي مرسى عظيم على شاطئ البحر المتوسط، ميناها يسع ألف ومائتي سفينة، وهي أقدم مدن المملكة بناها الفينيقيون سنة ستمائة ق.م، أي قبيلة من اليونيان الراحلة أو النازحة، وهم اليونانيون، تنسب إلى «يونيا» من أعمال اليونان، وأصل هؤلاء الجماعة من «فوسيا» في آسيا الصغرى، وكانت هذه المدينة للفينيقيين كملجأ لهم من انتقام الملك شيروس، وقال بعضهم إن بناءها كان سنة ٥٤٨ق.م، وعدد أهلها كان سنة ١٨٥٢ب.م مائة وخمسين ألفًا، وناقض غيرهم أن في سنة ١٨٤١ب.م كان عدد سكانها مائة وسبعين ألفًا، وقد أنشأت هذه المدينة أيضًا كولونيات كثيرة جميلة، واشتهرت في ذلك الحين بالعلوم والصنائع، وفي سنة ١٧٢٠ب.م حدث فيها طاعون شديد أهلك نحو أكثر من نصف سكانها، «والكولونية» جماعة من الناس يهاجرون وطنهم إلى بلاد أخرى؛ لتعميرها واستيطانها، مع بقائهم تحت ولاية بلادهم الأصلية، وربما سميت تلك البلاد بكولونية أيضًا، وهي لاتينية معناها حراثة.
  • المركب: إن القبائل القديمة التي كانت تسكن شطوط البحر المتوسط والبحر الأحمر لم يعرفوا حق المعرفة ما في بناء السفن من الأهمية؛ بل كانوا ينجحون في فن تسييرها في البحر لكونهم كانوا يباشرون أسفارًا طويلة في البحر، ومن جملة هذه القبائل الفينيقيون الذين كانوا أول من امتازوا في ذلك، وفي العهد القديم مذكور نقلًا عن تاريخ الملك سليمان ومرافقته للفينيقيين والعبرانيين في أسفارهم في البحر إلى بلدان بعيدة لجلب الخشب الذي كانوا يستعملونه في بناء الهيكل والذهب والحجارة الثمينة من أرض أوفير، ثم إن أقدم مركب مشهور كان فلك نوح الذي كان بطول ثلاثمائة ساعد، وبعرض خمسين ساعدًا وبعلو ثلاثين ساعدًا، وأما سفائن الصينيين كما يبان منقوشًا على قبورهم القديمة، فإنها كانت أباريق طويلة لها سارٍ واحد وقلع كبير مربع، وأما اليونان فقد تعلموا من الفينيقيين صعنة بناء المراكب وسفر البحر، وأهل قرنثية كانوا يجرون في بناء السفن على مثال قوالب المركب القديمة والرومان عقدوا مجلسًا للمذاكرة في لزوم نزول عمارة بحرية، وذلك سنة ٢٦٠ق.م، وفي رواية أحد المؤرخين أن إحدى سفن اليونان في عهد الملك «طراجان» اليوناني «المشهور في حكمه العادل» غرقت في بحيرة «ريكيا»، وبانت بعد أن مضى عليها ألف وثلاثمائة سنة، وهي منشأة من ألواح خشب الصنوبر والسرو ومدهونة بالزفت اليوناني وعروق هذا المركب أو خطوطه الواصلة محشاة من خِرَقِ كتان من الداخل؛ لتمنع الرشح أو الوكف، وكان خشب هذا المركب سالمًا ومحفوظًا جيدًا، ومن الخارج كان مغطًّى — أي مصفحًا — بالرصاص مسمرة بمسامير صغيرة من النحاس، وفي الأعصر المتوسطة كان قد زال وانقطع سفر البحر وبناء المراكب، وكانوا يعرفون قليلًا عن السفن في ذلك الآن، وكان الأنكلوساكسون — أي الإنكليز الساكسونيون — يسافرون إلى بلاد الإنكليز سنة ٤٤٩ب.م في مراكب قابلة الانكسار، وكانت جوانبها من قضبان متشابكة ومغشاة بالجلد، ثم بعد ذلك في سنة ٨٩٧ب.م أحكم بناء المراكب، ثم انتشر هذا العمل في أواخر القرن الرابع عشر؛ أي في سنة ١٣٤٤ب.م، وفي أواسط القرن الخامس عشر ب.م صارت السفن الكبيرة تبنى بسهولة، وفي الأعصر الخوالي كانوا يصفحون مراكبهم بالرصاص. أما تمويه السفن — أي تصفيحها بالنحاس — فإن أول ما استعمل بعد ذلك في سفائن العمارات الملكية سنة ١٧٨٣ب.م، وقال المؤرخون إن اختراع البواخر كان سنة ١٨٠٧ب.م، وقال آخرون سنة ١٨٠٣ب.م، وإن الذي اخترع آلة البخار إنما هو «يعقوب واط»، أصله من سكوتلاندا من أعمال إنكلترا، وأول من استعمل قوة هذه الآلة البخارية في البحر كان المعلم «دانيس بابان» الفرنساوي، وذلك سنة ١٧٠٧ب.م.
  • مصر: مدينة بأفريقية واقعة على برزخ السويس الذي عرضه ٥٠ ميلًا، وكان فتحه سنة ١٨٦٩ب.م بمحفل حافل، ويخترقها نهر النيل الذي طوله ٢٨٠٠ ميل، تلقب بالقاهرة وتكنى بأم الدنيا، وسيأتي ذكر بنائها. يحدُّ بلاد مصر شمالًا البحر المتوسط، وشرقًا خطٌّ مفروض من خان يونس على البحر المتوسط إلى السويس، والبحر الأحمر «طول البحر الأحمر ١٥٠٠ ميل»، وجنوبًا بلاد النوبة، وغربًا الصحراء وبلاد برقة، ومعظم عرضها ٤٦٨ ميلًا، ومعظم طولها ٢٣٠ ميلًا من الأميال الجغرافية، ومساحتها ٨٠٠٠٠ ميل مربع، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان عدد سكان هذه البلاد ٣٠٠٠٠٠٠ نفس، وقيل إن قبل ذلك في سنة ١٨٢٧ب.م كانوا سكان بلاد مصر يبلغون ٢٥٠٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ب.م ٥٥٠٠٠٠٠ نفس. مناخها حارٌّ، أما القسم أو الأراضي الكائنة على شطوط النيل فيها التي تصلح للحراثة؛ أي تلك التي يجري فيها النهر المذكور، فعرضها من ١٥ إلى ٢٠ ميلًا، وأما جميع أرض بلاد مصر بكاملها التي تحرث مع جوانب أوديتها، فهي بمساحة ١٦٠٠٠ ميل مربع. أما جانب وادي النيل الذي طوله من الشمال إلى الجنوب ٥٥٠ ميلًا فهو أجرد؛ أي غير مثمر. لكن أرض بلاد مصر مثمرة جدًّا ولها ثلاثة مواسم سنويًّا، وأشهر محصولاتها الأرز والقمح والقطن والتتن والنيل وقصب السكر ونوع من الذرة، وأشهر الآثار القديمة فيها هي الأهرام ومسلة فرعون أو عمود بومباي. ومن المدن المخروبة المشهورة فيها أيضًا مدينة ثيبس كانت إلى الجنوب منها، وهي من مصر العلياء ثم الأعمدة والمقابر … إلخ، وقد يقسمون بلاد مصر إلى ثلاثة أقسام؛ الأول: مصر السفلى وأشهر مدنها الإسكندرية ورشيد ودمياط، والثاني: مصر الوسطى وأشهر مدنها القاهرة والسويس وبورت سعيد، والثالث: مصر العليا ويقال لها الصعيد وأشهر مدنها أسيوط وأصوان. أما الأماكن المستقلة الخاضعة لبلاد مصر، فهي الأماكن المثمرة في البر الرملي أو الجرداء الكائنة غربي بلاد مصر، ثم وبلاد نوبية، وقاعدتها سنار لجهة الجنوب منها وكردوفان غربي بلاد الحبش التي قاعدتها غندار.

    أما بناء مملكة مصر قديمًا فكان من الملك مصرايم أو مينيس أو مصر بن بيص بن حام بن نوح سنة ٢٤١٢ق.م، أو حسب قول «ليبوس بسيوس» سنة ٣٨٩٣ق.م، وقال آخرون سنة ٢١٨٨ق.م، ولكن الأرجح ما ذكرناه أولًا؛ فهو أول من تملكها، وكان جلوسه سنة ٢٣٢٠ق.م، وإن أصل القبيلة المصرية وتاريخ ملكوها لم يزل مطويًّا تحت خباء الجهالة والشك، وفي سنة ١٩٢٠ق.م أتى إبراهيم عليه السلام إلى مصر، وفي زمن ملوك مصر الحديثين سنة ١٧٠٦ق.م قدم يوسف إليها الذي كانت وفاته سنة ١٦٣٥ق.م في أيام أولئك الملوك، وفي سنة ١٥٧٥ق.م استولى على كرسي المُلْك المَلِك عموصيص، وأصله من مدينة تُدعى ثيبس، وهي من مصر القديمة، وهو الذي أسس مملكة ديسبوليس المسماة أيضًا ثيبس باسم المدينة المذكورة «وهذا هو الملك الذي لم يعرف يوسف»، ومن بعده بأربع سنين ولد موسى النبي، وفي السنة الأربعين من عمره هرب من مصر، واستمرت دولة ديسبوليس في مصر سبعمائة وخمسين سنة، وفي ذلك الزمان كان تأسيس حكومة الحبشة وبقية مائة وأربع عشرة سنة، وفي ذلك الحين كانت عبودية العشر القبائل، وفي سنة ٦٦٤ق.م تقررت حكومة الصايتيين، ودامت مائة وتسعًا وثلاثين سنة، وفيه بلغ المصريون الدرجة العظمى من اليسار والتمدن، ورتبوا أمر حكومتهم جيدًا؛ إذ كانت القبائل الكثيرة العدد المحيطة بهم على جانب عظيم من التوحش والخشونة، وفي سنة ٥٢٥ق.م أضاف الملك كامبيس ملك فارس ابن الملك شيروس وخليفته مصرًا إلى باقي إيالاته، واستمرت تابعة مملكة فارس مائة وثلاثًا وتسعين سنة، وكانت في تلك المدة تجهر بالعصيان على فاتحيها، وأما الملك إسكندر الكبير الملقب بذي القرنين فلم يشقَّ عليه فتوح مصر؛ بل فتحها في أيام تملك داريوس سنة ٣٣٦ق.م.

    وقد كان بناء الإسكندرية حينئذٍ سببًا لأن تكون مصر مرسًى للتجارة الواسعة، وعزم الملك إسكندر — المار ذكره — أن يجعل فيها مركزًا لحكومة مملكته الواسعة، وحين وفاته استولى على البلاد بطولومي الأول ابن لاغوس، وفي مدة سلطنة هذا الملك القادر وخلفائه المتوالين بعده حصلت مصر على قسم عظيم من الترقِّي والنجاح كما كانت عليه قديمًا، وبقيت مرسى حسنًا للتجارة والصناعة والعلوم مدة ثلاثة قرون، غير أن تساهل ملوك مملكة مكدونيا المتأخرين وضعفهم — وآخرهم كيلو باطرا ملكة مصر — قد سهل للرومان افتتاح مصر. أما الملك أوغسطوس ابن أخي الملك جوليوس قيصر، فقد استولى عليها بعد أن صرف مدة بتعب وعناء جزيل، ثم في تالي ستمائة وست وستين سنة كانت مصر كلها تابعة ملوك الرومان واليونان، وتآلفت وتقررت فيها أحسن مقاطعاتهم، وبقيت زمنًا طويلًا تحسب عندهم مخزن مدينة رومية، وقال المؤرخون إن إخضاع الرومان بلاد مصر وضمها إلى الولايات الرومانية كان في سنة ٣٠ق.م. وأما اللبرنث الذي في مصر، فقد بناه الملك بساميتكس على شاطئ النيل، وكان هذا البناء العظيم يحوي ثلاثة آلاف بيت واثني عشر قصرًا ملكيًّا داخل باب واحد، وجميعها مسقوفة بالرخام المرمري، وكان بناؤه سنة ٦٥ب.م، وفي سنة ١١٥ب.م كان عصيان اليهود في مصر، وفي سنة ٦١٥ب.م غزاها الفرس.

    وفي سنة ٦٤٠ب.م سُلمت إلى عمرو بن العاص قائد جيش الخليفة عمر بن الخطاب، فهذا الفاتح قد قال في كتاب أرسله للخليفة المشار إليه يعلمه الحادثة وما توقع معه لما فتح المدينة: «إنني أخذت مدينة الغرب العظمى ولا يمكنني أن أصف أنواع غناها ورونقها ولا أن أعددها، غير أنني أجتذي بقولي عما شاهدته فيها أنها تشتمل على أربعة آلاف سراي أو قصر، وأربعمائة حمام، وأربعمائة مرسح لعب، واثني عشر ألف دكان لبيع البقول، وأربعين ألفًا من اليهود الذين كانوا يدفعون الجزية»، وقد بنيت مصر تحت تسلط عمر وخلفائه؛ أي كانت تابعة للخلفاء العباسيين إلى سنة ٩٦٧ب.م حينما قامت فيها الدولة الفاطمية التي بقيت إلى سنة ١١٧١ب.م؛ إذ طرد التركمان الخلفاء منها وقرر المؤرخون أن في ذلك الحين ملك عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي، وفي سنة ٧٥٤ب.م كان تأسيس مدينة بغداد، وصارت تخت الخلافة، وبعد ثلاثين سنة استولى على مصر هارون الرشيد المشهور — كما ذكرنا — معاهد شارلمان أحد ملوك فرنسا الذي كانت الرومان تخشاه، ثم طرد المماليك التركمان أيضًا سنة ١٢٥٠ب.م، وجعلوا بعد ذلك على كرسي الملك أحد رؤسائهم الخاص ولقبوه بلقب سلطان، وفي سنة ١٢٧٧ب.م كان قيام بيبرس أشهر ملوك الدولة الجركسية في مصر صاحب الفتوحات الكثيرة، ولقد دامت دولة المماليك على مصر حتى سنة ١٥١٧ب.م التي فيها السلطان سليم الأول هزم وكسر جميع المماليك وقتل آخر سلطان منهم وفرض هذا الوجاق ونظمه على منهاج جديد، وأقام عليه رئيسًا أحد الوزراء معينًا إياه رئيس مجلس مؤلف من أربعة وعشرين رجلًا من البكوات أو من رؤساء المماليك، وصارت مصر حينئذٍ إقليمًا من المملكة العثمانية في أيام السلطان المذكور حتى سنة ١٧٩٨ب.م التي فيها تسلطت عليها الفرنساوية تحت لواء نابوليون بونابارت، فحينئذٍ وهنت وضعفت قوة المماليك وبقيت في أيدي الفرنسيس إلى سنة ١٨٠١ب.م التي عندها خرج الفرنسيس من الديار المصرية، ثم رجعت إلى المملكة العثمانية، حتى تولى عليها محمد علي باشا الذي تسلط أيضًا على الديار الشامية من أثناء سنة ١٨٣٠ب.م إلى سنة ١٨٤٠ب.م، ثم عادت إلى أيدي آل عثمان وبقي محمد علي باشا متوليًا في مصر من قبل الدولة العلية، ولم تزل إلى الآن بيد نسله، وليس محل هنا لإيراد تلك الوقائع المشهورة التي حصلت هناك؛ لكونها معلومةً ولها تواريخ مخصوصة.

  • المعادن: علم صب المعادن أي تذويبها، وجعلها قوالب لأجل البيع وخلافه، حسبما يذكر المؤرخون، كان معروفًا قبل التاريخ المسيحي بألف وأربعمائة وخمسين سنة؛ انظر (سفر أيوب الإصحاح الثامن والعشرين)، وأما علم المعادن الذي يبحث فيه عن خصائص الجواهر المعدنية، ويعلمنا كيف نصفها وأن نميزها ونرتبها أو نعدها حسب طبقتها … إلى غير ذلك، فهذا العلم كان في القرن الحادي عشر ب.م، والفيلسوف والطبيب العربي المشهور المعلم أفيسينا الذي تدعوه العامة ابن سينا، فإنه قسم المعادن إلى أربع طبقات وهي: الحجارة والأملاح، «والأجسام الكبريتية أو القابلة الاشتعال والاحتراق والمعادن.»
  • معن: ولاية الأمير فخر الدين معن على لبنان وملحقاته سنة ١٦٢٤ب.م، وفاته سنة ١٦٣٥ب.م. انقراض الأمراء آل معن والسلالة المعنية وولاية الأمير بشير شهاب الأول في دير القمر وصفد سنة ١١٠٩ هجرية الموافقة سنة ١٦٩٨ب.م.
  • المغناطيس: هو حجر يجذب الحديد، معرَّب مغنيتيس باليونانية، وهو اسم موضع في آسيا الصغرى، وقد قيل إن أول من اكتشف المغناطيس الأرضي كان «روبارط نورمان» سنة ١٥٧٦ب.م، وقال بعضهم إنه اكتشف خصائص حجر المغناطيس رجل من مدينة نابلس أو نابولي «من أعمال إيطاليا».
  • المغاربة: هم يدعون أنفسهم برابرةً، والعرب تدعوهم مغاربةً، أصلهم من شمالي أفريقية، ويسميهم الرومان لسبب لون الشعب «موريتانيا» أي بلاد شعب ذي اللون أو البشرة السوداء، وهذه البلاد لم تزل تُدعى للآن موركو وتونس والجزائر … إلخ، وقد دخلوا في الإسلامية حينما فتح بلادهم العرب، وذلك في القرن السابع ب.م.
  • مغول: حربهم للتتر في جهة حمص سنة ١٢٨١ب.م، «ومغول» جمع مغل: جيل من الناس قيل هم من نسل مغل بن النجه خان بن ترك بن يافث بن نوح.
  • مكبس: أول استعمال مكبس على البخار في ٢٩ تشرين الثاني سنة ١٨١٤ب.م، وأول مكبس الآتي كان اختراعه من «نيكولسن» الإنكليزي العالم بالآلات والكيميا والطبيعيات في سنة ١٧٩٠ب.م.
  • المماليك: أصلهم عبيد من الشركس والتتر، كان دخولهم إلى مصر بواسطة السلطان الصالح في أواسط القرن الثالث عشر ب.م، وكانوا بادي بدء يتألفون من شبان آسيا، وكان يشتريهم الملك جنكيزخان عبيدًا له، ويقدمهم إلى ابن الملك الصالح المدعو طوران شاه سنة ١٢٥٠ب.م، وابتداء توليهم في مصر كان بواسطة سلطانهم نور الدين علي سنة ١٢٥٤ب.م، وقال بعضهم من سنة ١٢٤٩ أو سنة ١٢٥٠ب.م، وفي سنة ١٣٨٧ب.م تقدم المماليك البرجية على المماليك البحرية «حيث كانوا قبلًا يدعون المماليك البحرية لكونهم كانوا يتربون في جزيرة في النيل، فتسموا مماليك بحرية أو نهرية نسبةً إلى النهر.» «والبرجيون هم المؤلفون من الشراكسة ومن الكرج أو من التتر» وجعلوا عليهم رئيسًا السلطان برقوق، وبقي المُلك بأيديهم إلى سنة ١٥١٦ أو سنة ١٥١٧ب.م؛ أي إلى حين تغلب عليهم السلطان سليم الأول، وقال بعضهم إن في سنة ١٧٦٥ب.م تولى المماليك البحرية على الديار المصرية من طرف الدولة العثمانية في زمن السلطان مصطفى الثالث.
  • المملكة: تقسيم تاودسيوس أحد ملوك الرومان المملكة الرومانية إلى مملكة شرقية ومملكة غربية سنة ٣٩٥ب.م.
  • منافخ: كان استعمالها في بلاد اليونان سنة ٥٤٤ق.م.
  • المنذر: محاربته لجبل لبنان سنة ٧٥٩ب.م.
  • موسكو: هي ثاني مدن روسيا، وكانت عاصمتها قديمًا، وهي على مسافة ٤٨٧ ميلًا إلى جهة الجنوب الشرقي من بطرس برج، وكان محيطها قبلًا ٢٠ ميلًا، كائنة في وسط البلاد على شطوط نهر موسكفا، بناها «جرجس دولكوروكي» أمير كيف في أواسط القرن الثاني عشر؛ أي سنة ١١٤٧ب.م، وقطرها من الشمال إلى الجنوب ثمانية أميال، ومحيطها الآن ثلاثة وعشرون ميلًا، وكان غزو ونهب هذه المدينة من اللوتنيان ومن تتر تمرلنك في أواخر القرن الرابع عشر ب.م، وتتابعت عليها تقلبات كثيرة في القرن الخامس عشر والسادس عشر ب.م، وكادت أن تتلاشى من النار سنة ١٥٣٦، وسنة ١٥٤٧ب.م، وفي سنة ١٥٧١ب.م لما أحرق التتر ضواحيها الخارجة، وفقد قسم عظيم من سكانها، وحصلت في معامع أيضًا كان قد سببها «بسيديوس ديمترتوس»، وذلك من سنة ١٦٠٥ إلى سنة ١٦١٢ب.م الذي فيها استولى عليها أهل بولونيا والقزق، وفي ذلك الحين خرب منها جانب أيضًا.

    وفي سنة ١٨١٢ب.م دخلها الفرنسيس في ١٤ أيلول تحت قيادة «مورات» صهر نابليون الأول، وفي ١٥ أيلول في السنة المذكورة تحت قيادة نابوليون الأول المذكور، وهو بونابرت التي فيها أحرقها سكانها، وهجروها بأمر الحاكم الذي كان إذ ذاك واليًا عليها، وذهب نحو ثلثيها فريسةً للنار، ولم يبقوا لجيش الفرنسيس مأوى يأوون إليه من شدة البرد والزمهرير، فاضطروا حينئذٍ أن يخلوها، ولو لم تداهمها هذه الداهية لكانت الآن أكبر مدن أوروبا، وفي سنة ١٨٥١ب.م مدَّت طريق الحديد منها إلى بطرسبرج عاصمة روسيا، وفي ٧ أيلول سنة ١٨٥٦ب.م تتوَّج الملك إسكندر الثاني الحالي فيها، وذلك في كنيسة الصعود، وكان في ذلك الوقت احتفال عظيم مما يروق الناظر، وإلى الآن يتتوَّج ملوك روسيا بها؛ لأنها قصبة المملكة في الأصل، وإليها تنتسب البلاد، وبها قصور أكابر روسيا القدماء، وفيها مكاتب وقاعات للعلوم ومدرسة كلية وجنات، وعدد أهلها بلغ سنة ١٨٥٢ب.م ثلاثمائة ألف نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ٣٥٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٦٢ب.م ٣٦٨٠٠٠ نفس، وهي مركز تجارة برية ليست بقليلة، وفي شهر آب سنة ١٨٦٠ب.م زارها الإمبراطور إسكندر المشار إليه، وفي إحدى كنائسها برج يُدعى «برج إيوان فلكي»، ارتفاعه مئتان وسبعون قدمًا، ويشاهد من أعلاه منظر بهج جدًّا، وفيه ما ينيف على أربعين ناقوسًا عظامًا مختلفة المقادير، وبجانب قاعدة هذا البرج على بسطة أو رجل من الحجر الصواني ترى ملك جميع الأجراس والنواقيس معلقًا، وقد سبك هذا الجرس في سنة ١٧٣٠ب.م في أيام ولاية الملكة حنة إيوانونا ملكة روسيا، محيطه ٦٤ قدمًا، وقال بعضهم ٦٧ قدمًا، وعلوُّ هذا الجرس ينيف على إحدى وعشرين قدمًا، وقال بعضهم ١٩ قدمًا، ودائرته ٦٧ قدمًا، وزنته أربعمائة ألف ليبرا عبارة عن سبعمائة قنطار، وقيمة ثمنه مليونان من الريال، عبارة عن مائة وأربعة آلاف كيس، وقرَّر بعضهم أن هذا الجرس الفاقد النظير في الدنيا زنته أربعمائة واثنتان وثلاثون ألف ليبرا، فيكون إذًا سبعمائة وستة وخمسين قنطارًا، وقال آخرون ٧٤٥ قنطارًا، وفي خزينة هذه المدينة كثير من البقايا القديمة الفاخرة الثمينة من جملتها تيجان الممالك والإيالات التي كانت قهرتها دولة الروس، وفيها أيضًا أسرَّة مِلْكٌ لكثير من قياصرة روسيا نظير بطرس الأكبر وأخيه إيوان حينما تقاسموا المُلْكَ، وقيل إن في تاج بطرس الأكبر ثمانمائة وسبعة وأربعون جوهرة، وفي تاج الملكة كاترينا زوجته ٢٥٣٦، وفي هذه الخزينة أيضًا من عربات ومركبات كانت قديمًا للحكومة ومن التحف التي لا محل لإيرادها هنا، وفي خزنة السلاح فيها ترى المدافع المأخوذة من كثير من دول أوروبا — عدا إنكلترا — مصفوفة في صحنها على الترتيب، وكثير من الأسلحة … إلى غير ذلك. انتهى.

  • موسى: النبي ابن عمرام من يوخاباد، وهو معرَّب موسى بالعبرانية، ومعناه منتشل؛ لأن ابنة فرعون انتشلته من الماء. ذكر المؤرخون الثقاة أن ولادة موسى في مصر كانت سنة ١٥٧١ق.م، ووفاته على جبل نابو في فلسطين سنة ١٤٥١ق.م. اجتيازه البحر الأحمر مع نبي إسرائيل سنة ١٤٩١ق.م.
  • الموْرة: هي شبه جزيرة في جنوب بلاد اليونان ومعدودةٌ قسمًا منها، وكانت تُسمَّى عند الأتراك تريبوليزا، ويحدها من الشمال جون ليبنته، ومن الشرق جون أتينا وجون نابولي، ومن الجنوب جون قولوشينة وجون قورون، ومن الغرب خليج أركاديا، وكانت تشتمل سابقًا على إيالاتٍ عديدة كثيرة العمران وأكثر أرضها حزون ووعور، إلا أن فيها كثيرًا من السهول والهضاب البديعة والأودية النضرة ذات الخصب. يزرع فيها حب القمح، ويغرس فيها الكرم وأنواع شجر الفاكهة، وهي من أصلح البلدان وأحسنها موقعًا بالنظر إلى التجارة البحرية، وفيها للسفائن عدة مراسٍ أمينة؛ كمرسى بتراس ومينا قورون ومينا ناواران الشهيرة بالواقعة العظيمة التي حدثت فيها سابقًا بين السلطان محمود وملوك الإفرنج الذين استنصر بهم أهل مورة عندما وهنت قواهم أمام جيوش والي مصر وولده إبراهيم باشا، وتاريخ هذه الواقعة كان في العشرين من تشرين الأول سنة ١٨٢٧ب.م، وقيل ١٨٢٦ب.م، وفيها كان استقلال اليونان بموافقة الباب العالي في معاهدة أدريانوبلي سنة ١٨٢٩ب.م.

حرفُ النونِ

  • نابوليون الثالث إمبراطور فرنسا: ميلاده في قصر توليري في ٢٠ نيسان سنة ١٨٠٨ب.م. جلوسه سنة ١٨٥٢ب.م، وفاته في إنكلترا سنة ١٨٧٣ب.م.
  • النار اليونانية: كان بداءة استعمالها في القسطنطينية سنة ٦٧٣ب.م، ومخترعها كالينيكوس السوري، وهذه النار كانت تحرق في وسط الماء، والمظنون أن اختراعها كان قبل هذا العهد يرجحون ذلك لأهل الصين، وقال بعضهم إن اختراع الحراريق النارية كان سنة ٦٦٧ب.م.
  • النجم: هو جرمٌ صغير منير ظاهر عيانًا في الأفلاك، وهو يُضيءُ في الليل ما لم يظلم نوره بالغيوم أو يتوارَ لعظم أشعة الشمس الكثيرة، فالنجوم بين ثوابت وسيارة؛ فالنجوم الثوابت تعرف من لمعانها المستديم، ومن وجودها دائمًا في نفس مراكزها بالنسبة إلى بعضها بعض، والنجوم السيارة لا تلمع وهي تدور حول الشمس. إن معلمي الفلك يعدُّون النجوم الثوابت شموسًا، وإن في عددها العظيم غير المحدود لبينات على اتساع الخلقة وعظم قدرة الله الخالقة العجيبة.
  • ناصرة: بلد في فلسطين، موقعها على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من وادٍ، هي أجمل أودية سوريا، ويحيط بهذه الوادي حقول وبساتين وجنائن حسنة المنظر، وفيها دير للآتين محاط بسور، وفيه كنيسة عظيمة، وسكان هذه البلدة قيل كانوا يبلغون في سنة ١٨٦٢ب.م ثلاثة آلاف نفس، ومن الناصرة إلى طبريا رأسًا مسافة خمس ساعات.
  • النجم السيار: هو جرم فلكي أو سماوي يدور حول الشمس بسيرٍ أو بدورةٍ ذات درجة متوسطة بالمسافة عن مركز الشمس؛ أي خلافًا للقاعدة، وذلك إذ إنه يتميز عن نجمة ذات الذنب التي لها سير أو دورة حائدة عن مركزها ومخالفة للقاعدة جدًّا، فالسيارات تُدعى أحيانًا سيارات أولية لتتميز عن تلك الأجرام التي تدعى سيارات ثانوية كالقمر والنجوم الصغيرة، وهي النجوم التوابع التي تدور حول بعض من السيارات كمركزٍ لها، ومع هذا تدور حول الشمس أيضًا، فأسماء السيارات الأولية هي هذه: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، «أورانوس أو هرشل»، نبتونوس. ثم إن خمس سيارات أصغر منها سماها بعضهم «أسترويد»، وهي الأربع سيارات التي دعاها المعلم هرشل، إذ اكتشفت حديثًا بين دورتي المريخ والمشتري وهي هذه: «سيريس» اكتشفها موسيو، موسيو «بيازي» في مدينة «بالارمو» من أعمال سيسيليا، وذلك سنة ١٨٠١ب.م، «وبالاس»، «وجونو»، «وفستا» التي اكتشفها المعلم «أولبرس» وذلك سنة ١٨٠٧ب.م، وأيضًا السيارة «إسترا» المعدودة مع هذه السيارات المذكورة التي اكتشفت حديثًا بين دورتي المريخ والمشتري — كما ذكرنا — وتدور حول الشمس، وهذه السيارة «لاسترا» المذكورة، كان اكتشافها في كانون الأول سنة ١٨٤٥ب.م، وهي تدور حول الشمس في كل ألف وخمسمائة وعشرة أيام مرةً. ثم إن المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتونوس حيث لا دورة أرضية لها يسمونها أحيانًا السيارات العظمى، وأما الزهرة وعطارد حيث إنهما داخلان في الدورة الأرضية يدعيان سيارين أسفلين أو أدنيين، فالسيارات هي أجرامٌ غير منيرة؛ أي مظلمة تأخذ نورها من الشمس، ودعيت سيارات نظرًا لحركتها ودورانها؛ إذ إنها خلافًا للنجوم الثوابت التي تتميز عنها في عدم إضاءتها بينما أن النجوم الثوابت تلمع دائمًا، وإذا أردت بيان كل من السيارات المذكورة عدا عن الأرض فاطلب «الزهرة» بحرف الزاي.
  • النجوم ذوات الأذناب: هي تلك النجوم التي هي أعضاء النظام الشمسي المشتملة، سواءً كان على كل المادة التي منظرها غاس فيه قتمة كالبخار حسبما تبان صورة هذه النجوم المظلمة أو على شكل بقعة ضباب التي تنحل، وتتميز غالبًا — وليس دائمًا — بواسطة التالسكوب إلى نجوم صغيرة لا تحصى أو تشتمل على قسمٍ من هذه المادة. وهذه النجوم غالبًا تنتقل في دوراتٍ مخالفة للقاعدة جدًّا، وانبعاث أو مجتمع أشعة الشمس المندفعة تكون عليها، وتقترب هذه النجوم جدًّا إلى الشمس في أحد أقسام دوائرها التي تكون على أدنى أو أقرب مسافة فيها عن الشمس، ثم ترجع إلى الوراء منصرفة عنها بنقطةٍ دائرتها إلى مسافةٍ عظيمة جدًّا؛ أي عكس اقترابها أولًا حسبما ذكرنا، فنجم ذو ذنب حينما يكون بالتمام كاملًا يشتمل على ثلاثة أقسام، وهي جرمه أو رأسه، وعلى غطائه وغلافه الأربد كالبخار المتلبد الذي يحيط به ثم على ذنبه، ولكن قسمٌ أو أكثر من هذه الأقسام المذكورة لا بد أن يكون في هذه النجوم.
  • النساطرة: منسوبون إلى «نسطور»، رجل من مدينة مرعش، كان في القرن الخامس، أي سنة ٤٣٠ب.م، وتربَّى في أنطاكية وأقيم بطريركًا على القسطنطينية. حروب النساطرة كانت في سنة ٤٣٥ب.م.
  • نسج: إن آلة النسج الميكانيكية اخترعها جاكر الفرنساوي، وهي التي تنسج من نفسها من دون واسطة الأيدي سنة ١٨٠١ب.م.
  • النتروجين: لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «نطرو» نطرون، «وجانوس» مولد «أي مولد النطرون»، وكان يدعى قبلًا أزوت، ولم يزل الفرنسيس للآن يسمونه أزوت، والأزوت يونانية أيضًا مركبة من كلمتين: «آ» عادم أو سالب، و«زوْ» حياة أو روح، أي: عادم الروح؛ لكون هذا الغاز يميت الحيوان حينما يحاط به، وهو يشبه الأوكسجين بكونه غازًا، وحينما يكون نقيًّا فلا لون له ولا رائحة ولا طعمة، لكنه يختلف عنه في خصائصه الذاتية، وهو عنصر جوهري لحامض النتريك المُسمى بماء الفضة وجزءٌ أصلي من الهواء الجوِّي، وهو يوجد في الطبيعة في المواد الحيوانية والنباتية على هيئة أملاح ومركبات، وفي الحالة الغازية كما يوجد في الهواء فإنه يكون في الهواء الاعتيادي أربعة أخماس منه وخمس من الأوكسجين، أي أنه لو ملأنا أربعة أقداح من النطروجين وقدحًا من الأوكسجين ومزجناها معًا لخرج عنهما شيءٌ أشبه بالهواء الجوِّي، وبالنظر للثقل نرى أن المقادير مختلفة؛ لأن النتروجين أخف من الهواء بقليل، والأوكسجين أثقل قليلًا، على أن ثقل مقدارين من النتروجين مع مقدار من الأوكسجين يكونان الهواء الاعتيادي والمقداران المذكوران كل مقدار هو ١٤ جزءًا، فالاثنان ٢٨ جزءًا من النطروجين، والثالث هو ٨ أجزاء من الأوكسجين، فيكون الهواء الجوي مركبًا من ثمانية أجزاء من الأوكسجين و٢٨ جزءًا من النطروجين، وطريقة استحضاره بسيطة، وهي: ضع زجاجة شكلها على شكل الجرس؛ أي قدح كبير من زجاج يشبه قدح الشرب فوق وعاءٍ فيه ماءٌ قليل وتدخل تحته شمعة مضوية، وحينما تنطفي الشمعة يثبت لنا الحال جليًّا بأن أوكسجين الهواء فرغ وتلاشى. فالنطروجين لا يتحد مع الجسم المشتعل، أي الشمعة، فيبقى وحده، وبقدر ما تكون سرعة ملاشاة الأوكسجين وفراغه يكون صعود الماء في الزجاجة المذكورة لكي يملأ أو يشعل مكانه، وبطريقة استحضار النطروجين هكذا فهذا الغاز لا يبقى بكامله نقيًّا حينئذٍ؛ لأن بعض الأبخرة من الشمعة الشاعلة تكون قد امتزجت معه، ولكن نقاوته هذه تكفي لإظهار خصائص هذا الجوهر أو المادة المعجبة، وأول من عرف هذا الغاز هو الطبيب «روثفورد»، وذلك في سنة ١٧٧٢ب.م، وقال بعضهم سنة ١٧٧٤ب.م.
  • النظارة: آلة في طرفيها زجاجات، ينظر بها الأجسام البعيدة، كالأجرام السموية ويسميها الإفرنج بالتلسكوب. ثم إن النظارة التي تستعمل في التياطرات ومراسح اللعب وخلافها، والنظارة المكبرة التي تُدعى «دوربين»، والنظارة المقربة، كان اكتشافها جميعًا من «فينوس» أصله من هولاندا أو كان اكتشافها من أولاده اتفاقًا؛ لأنهم بينما كانوا يلعبون قد وضعوا زجاجة مجوَّفة أمام زجاجة محدَّبة أو مقعرة، وكان ذلك في سنة ١٦٠٩ب.م، وقيل أيضًا إن أول نظارة فلكية اخترعها يوحنا ليبرسهي من ميدلبورغ في هولاندا سنة ١٦٠٨ب.م، ثم تفنن فيها الفيلسوف إسحاق نيوتون والبارون هرشل والأمير روس وغيرهم، وقال آخرون إن اختراع النظارة كان سنة ١٦٤٦ب.م، ومهما يكن فإنَّا نقول إن اختراع النظارة والمكرسكوب كان في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول سنة ١٦٠٨ب.م، وفي رواية بعض المؤرخين أن اختراع المكرسكوب أو النظارة المكبرة كان سنة ١٥٧٢ من رجل هولاندي يدعى كرنيليوس دريبل، وقال بعضهم بل هو زخريا جانسن وهو هولاندي أيضًا، وذلك سنة ١٥٩٠ب.م، واختراع التالسكوب سنة ١٦٥٢ب.م، أما الستيريوسكوب — وهي النظارة ذات العينين التي تجسم بها الصوَر وتستعمل في البيوت لأجل الفرجة — فاخترع سنة ١٨٣٨ب.م، وواضعه واتستون الإنكليزي.
  • نمرُود: جبار من القدماء، هو حفيد حام، ويزعمون أنه هو الذي أسس بابل المشهورة، وفي ذلك الزمن عَيْنهِ تولى بابل حينما كان الملك آشور ملكًا على آسيا، وقيل إن نمرود هو أول ملك وأول فاتح، واستقامت له الدولة من سنة ٢٦٤٠ إلى سنة ٢٥٧٥ق.م.
  • النور: يتحرك بسرعة عجيبة، ويقطع قدر مائتي ألف ميل في كل ثانية، ويقدرون لمرور شعاع النور من الشمس على الأرض قدر سبع دقائق، وهو يصدر عن الشمس والنجوم الثوابت وعن القمر وعن السيارات بالانعكاس … إلخ، وقال بعضهم إن سرعة سير النور تعادل سبعين ألف فرسخ في كل ثانية، فيكون وصوله إلينا من الشمس في ثمان دقائق إذا كان بعدها ستة وثلاثين ألف ألف ميل، على أن الشمس بعيدة عنا نحو أربعة وثلثين مليونًا من الفراسخ، ولا يصل إلينا الضوء منها إلا في مدة ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية، وكرة المدفع تقطع هذه المسافة في اثنتين وثلثين سنة؛ أعني أنها تقطع في كل دقيقة ستة فراسخ، فلو سترت الشمس عنا دفعة واحدة لبقيت منظورة منا بعد انمحاقها مدة ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية.
  • نور الدين محمود: يدعى ملك العدل، كان سلطان سورية ومصر. توليه على حلب والشام وغيرهما سنة ١١٤٥ب.م، حين كان أخوه سيف الدين الغازي يتولى الموصل، ومات نور الدين في الشام سنة ١١٧٣ب.م، ونقل بعضهم أنه مات سنة ١١٧٤ب.م، وعمره إذ ذاك ٥٨ سنة.
  • نوح: كان دخوله للسفينة حين الطوفان على الأرض بأمر الله تعالى هو وزوجه وبنوه ونساء بنيه في السابع عشر من شهر تشرين الثاني، ونزول المطر على الأرض أربعين يومًا، واستمر الماء على الأرض مائة وخمسين يومًا، وذلك جميعه كان في سنة ٢٣٤٨ق.م، وعاش نوح من سنة ٢٩٤٨ إلى سنة ١٩٩٨ق.م؛ أي كان عمره تسعمائة وخمسين سنة، وكان له ثلاثة أولاد سام وحام ويافث، واكتشاف شجر العريش كان من نوح.
  • النواقيس أو الأجراس: إن الأجراس الصغيرة قديمة جدًّا، بدليل ما جاء في (سفر الخروج) من أنها كانت من جملة ما يتزين به رئيس الكهنة. أما الأجراس الكبيرة المستعملة في الكنائس، فأول من اخترعها باولينوس أسقف مدينة نولا في ولاية كامبانيا من إيطاليا سنة ٤٠٠ب.م، وقال بعضهم إن اصطناع النواقيس أولًا للكنائس كان سنة ٨٦٥ب.م.
  • نينوى: تدعى في اللاتيني «نينوس»، وفي اللغة الآشورية «نينوى»، وهي مدينة قديمة قديمة في آسيا أشهر مدن العالم، وللآن باقٍ من آثار خراباتها، وكانت عاصمة آسيا القديمة أي آثور أو عاصمة مملكة الآشوريين أو الآثوريين كانت واقعة على الشط الشرقي من نهر «تيكر» قبالة مدينة الموصل الحاضرة، وتبعد نحو مائتين وعشرين ميلًا عن بغداد، وبانيها أولًا الملك آشور سنة ٢٦٨٠ق.م، ثم وسعها الملك «نينوس» ملك سورية المشهور، ولقبها باسمه، وذلك سنة ١٩٦٨ق.م، ومات «نينوس» في سنة ١٩١٦ق.م، وروى الثقات أن بناء مدينة نينوى وتأسيس مملكة آسيا القديمة وعاصمتها هذه المدينة كانا في سنة ٢١٥٩ق.م، أو سنة ٢٢٠٠ق.م، وهو المرجح عندهم، وكان خراب هذه المدينة سنة ٦١٢ق.م، وقيل وجد بين أنقاض هذه المدينة جسد من خشب التوت بغير بلى أصلًا، مع أنه مضى عليه نحو ألفين وخمسمائة سنة مدفونًا تحت الأرض. أما آسيا القديمة المذكورة فيحدُّها شمالًا أرمينيا، وغربًا الجزيرة، وشرقًا مادي، وجنوبًا بابيلونيا.
  • النيل: هو نهر مشهور في أفريقيا، وأكبر نهر يصب في بحر الروم، كائن قرب مدينة الخرطوم في أيالة مصر تدعى السودان أو سنار، وهو مصطنع من نهرين أو أكثر، يقال للواحد البحر الأبيض والآخر البحر الأزرق، ويظن أنه منبجس من جبال القمر في أواسط أفريقية، أي أن أقصى ينابيعه من تلة صغيرة خارج من روضة ماء في وسط إقليم جيش، ومنبعه يبعد نحو ستة آلاف قدم علوًّا عن البحر، وطول مجرى هذا النهر برمته هو خمسة آلاف وخمسمائة كيلو متر، وقال بعضهم ٢٨٠٠ ميل، ويصب فيه أنهر ونهيرات من بلاد الحبش، وقبل دخوله إلى مصر يتعرَّض لجريانه صخور فيحدث نوع من الشلالات، وتسمى جنادل النيل، وحينما يكون هذا النهر على حالته الاعتيادية لا يصلح لركوب سفينة وسقها أكثر من ١٢٠٠ قنطار من مدخله إلى الجندل الأول، ولكن عند فيضه تجري فيه السفن الكبيرة إلى حد القاهرة؛ إذ يكون عمقه حينئذٍ نحو ٤٠ قدمًا، وقيل إن عند وصول هذا النهر إلى القاهرة ينقسم إلى قسمين، أحدهما يصبُّ بقرب مدينة رشيد، والآخر بقرب دمياط، وأما علة فيضه فهي وقوع الأمطار الغزيرة في الجبال المجاورة لمخارجه، وهو يبتدئ في الزيادة عند الانقلاب الصيفي؛ أي في آخر حزيران، ويصل إلى أعلى درجة الارتفاع عند الاعتدال الخريفي؛ أي إلى أول تشرين الأول، فيستمر على ذلك عدة أيام، ثم يأخذ في التناقص إلى الانقلاب الشتوي، وبعد انحدار الماء من الأراضي تراها مكتسية بالطين، وهو يدملها ويقويها على تغذية النبات والزروع، وكلما زاد فيض النيل زاد الخصب في بلاد مصر، وقد قال المؤرخون إنه تبرهن بمجرَّد القدمية أن من زمن ينيف عن ٣٠١١ سنة كان يصير هذا الفيضان نفسه بمدته وفصوله … إلخ.

    ثم إن ماء النيل في الغالب لا يصلح للشرب إلا بعد ترشيحه وتصفيته لما يخالطه من الأكدار، وفيه أنواع شتى من السمك، وكثير من التماسيح، وأكثرها في بلاد الصعيد، وضد التمساح حيوان صغير يقال له النمس، يأكل بيضه، ولكنه قليل لا يألف البيوت، وفي سنة ١٧٩٨ب.م كان تغلب الأساطيل الإنكليزية التي كانت تحت إمرة الأميرال نيلسون على الأساطيل الفرنسوية، وذلك عند خليج أبي قير بقرب مخرج هذا النهر، وكانت معركة هائلة، بل ملحمة، فدارت الدوائر على العمارة الفرنسوية، فتدمرت.

حرفُ الهاءِ

  • هارون الرشيد: الخليفة المشهور الخامس من بني العباس، ولد في مدينة «را» أو «راظي» في العراق العجمي سنة ٧٦٥ب.م. تولى وخلف أخاه موسى الهادي من سنة ٧٨٦ب.م، ومات سنة ٨٠٨ أو سنة ٨٠٩ب.م.
  • الهجرة: هي من الهجر، أي حين هجر حضرة صاحب الرسالة من مكة المكرمة إلى يثرب أي المدينة المنورة، ومن ثمَّ ابتدأ التاريخ الإسلامي المدعو سنة هجرية، وحدوث ذلك الهجر يوافق السنة الميلادية في السادس عشر من تموز سنة ٦٢٢، أو بموجب الحساب الفلكي في الخامس عشر من تموز سنة ٦٢٢، لكن أبو الفداء ذهب إلى أنها بعد ذلك بثمانية وستين يومًا، وقال غيره بشهرين. أما السنة الإسلامية فهي أقصر من السنة الميلادية، وبين التقاويم الإسلامية والتقاويم المسيحية دائمًا اختلاف، وأي تاريخ كان في أحدهما يمكن نقله وتحويله إلى الآخر، لكن على ترتيب مخصوص، ففيما بين جميع القبائل المتمدنة ترى البعض يجرون في حساب السنة على القمر بدون أن يلتفتوا إلى الشمس أو إلى الفصول، وسنتهم تشتمل على اثني عشر شهرًا قمريًّا أو ما بين ثلاثمائة وأربعة وخمسين يومًا وبين ثلاثمائة وخمسة وخمسين يومًا، فلذا يكون ابتداء سنتهم راجعًا إلى وراء بما ينيف على أحد عشر يومًا في كل سنة بسبب اختلاف الفصول، وتكمل دائرة الرجوع إلى الوراء والسنة كلها تزداد مرة في ثلاث وثلاثين سنة، فلذلك كل ثلاث وثلاثين سنة إسلامية توافق تقريبًا لاثنتين وثلاثين سنة مسيحية، وأما وجه العمل في ما إذا أردنا نقل أو تحويل تاريخ إسلامي إلى تاريخ مسيحي؛ أي جعله موافقًا عليه، فقال مؤرخو الفرنسيس ذلك بأن نضيف ستمائة واثنتين وعشرين سنة إلى السنة الإسلامية، ونحذف ثلاث سنوات من كل مائة سنة، وذهب مؤرخو الإنكليز إلى طريقة ثانية، وهي أن نسقط أولًا واحدًا من التاريخ الإسلامي المطلوب في كل ثلاث وثلاثين سنة وبعد ذلك نضيف إليه ستمائة واثنتين وعشرين سنة، ووجه العمل هكذا إذا أردنا أن نعرف السنة الموافقة مثلًا لسنة ١٢٧٦ هجرية، فنقسم ألف ومائتين وست وسبعين سنة على ثلاث وثلاثين سنة، والخارج بعد القسمة نسقطه من المقسوم؛ أي من السنة المذكورة، والمتبقي بعد الإسقاط نضيف إليه ستمائة واثنتين وعشرين سنة، والمجموع يكون السنة المسيحية المطلوبة الموافقة للسنة الإسلامية المذكورة هكذا.
    figure
  • هرشل: سير وليم هرشل، هو فلكي إنكليزي مشهور، ولد في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني سنة ١٧٣٨ب.م في أيالة «هانوفر» من أعمال بروسيا، وهذا الفلكي اكتشف سيارة «أورانوس أو هرشل»، نسبةً إليه، وذلك في ١٣ آذار سنة ١٧٨١ب.م، ثم اكتشف نجومًا صغيرة تابعة لنجم أورانوس المذكور، وذلك سنة ١٧٨٧ب.م، ثم اكتشف أيضًا نجمين صغيرين جديدين تابعين لنجم زحل سنة ١٧٨٩ب.م، وله اكتشافات عظيمة مشهورة خلاف هذه، ثم إن الملك جرجس الثالث أحد ملوك الإنكليز ساعد وليم هرشل وأقام له مرتبًا قدره أربعمائة ليره سنويًّا مدة حياته، وحتى لا يمطله بالعطية أقطعه ضيعة تدعى «سلو»، وهي قريبة من قصره الكائن في بلد يُدعى «وندسور»، وهو مكان في بلاد الإنكليز مخصص لمصيف ملوك الإنكليز، وقد صنع وليم هرشل المومأ إليه نظارة معظمة كان ينظر بها السيارات طولها أربعون قدمًا، عبارة عن ثمان عشرة ذراعًا، وقطر زجاجتها — أي مرآتها وهو قطرها — أربع أقدام، عبارة عن ذراعين، وسمك زجاجتها مقدار عشر حبات شعير ونصف، ووزنها ينيف عن ألفين ليبره، عبارة عن ثلاثة قناطير ونصف، وقد توصل المعلم هرشل إلى أن يجعل كل ما نظر إليه في نظارته أكبر مما هو في نفسه ستة آلاف وأربعمائة وخمسين مرة. أما نظارة الأمير «راس» فإن طولها اثنان وعشرون ذراعًا، وقطرها نحو ثلاث أذرع، وهي أكبر نظارات الدنيا، والأمير «راس» المذكور توصل إلى أن يرى بنظارته في القمر كل جسمٍ يكون قياسه مائة وخمسين ذراعًا، وقد مات وليم هرشل في بلدة «سلو» المذكورة في الثالث والعشرين من شهر آب سنة ١٨٢٢ب.م.
  • الهرم: قيل إن المقصود قديمًا ببناء الأهرام إنما هو للشمس، وذلك في زمان قوة وتسلط الصابئين أو مدافن لملوكهم، وهم كانوا عبدة أوثان، ويعبدون الشمس والأقمار والنجوم، وكان أولئك الوثنيون يسكنون بلاد الكلدان وبلاد الفرس في زمن ابتداء تكوين العالم، وتكاثروا من السكان الذين هاجروا إلى غربي أوروبا، وبقيت هذه العبادة عند الأولين إلى أن تنصروا، وقال المؤرخون: إن الأهرام كانت تبنى تذكارًا لذاك الشخص المتوفى الذي بناها أو إشارة إلى حادث أو واقعة مشهورة، وهذه البنايات العظيمة المماثلة لبناء الجبابرة كانت تبنى في مصر وفي الزمن القديم خصوصًا لمدافن الملوك أو للحيوانات التي زعموا أنها مقدسة، لكن على حسب قول المتأخرين أن الغرض من بناء الأهرام كان منع اقتحام رمال الشول أو الصحراء، وقال بعضهم من المحتمل أن هذه الأجسام العظيمة التي تبدو للناظر عن بعد ثلاثين أو خمسة وأربعين ميلًا، كان القصد فيها أن تهدي السيارة في البر أي القافلة أو المسافرين في بحر النيل، فكل هذه المذاهب بالنظر إلى حقيقة المراد ببناء هذه الأهرام هي غير سالمة من الخلاف، ثم إن بين الأهرام في مصر ثلاثة أهرام مشهورة ومتمايزة عما سواها، وهي هذه: الهرم الأول، هو هرم الملك «كيوبس» أحد ملوك المصريين يدعى الهرم العظيم، بناه الملك المذكور سنة ١٠٨٢ق.م، وعلوه من أربعمائة وثمانين قدمًا إلى خمسمائة قدم أو مائة وخمسين مترًا، وهذا الهرم قائم على قاعدة مساحة وسعها سبعمائة وأربع وستين قدمًا، عبارة عن أحد عشر فدان أرض، والملك كيوبس بانيه قد أشغل فيه مائة ألف رجل مدة عشر سنوات، وقال بعضهم عشرين سنة لكي يمدوا جسرًا من نهر النيل إلى الهرم المذكور؛ تسهيلًا لنقل الحجارة إليه، وثلاثمائة وستون ألف رجل، استمروا عشرين سنة في بنائه، والهرم الثاني بناه «سنساوفيس» ابن الملك «كيوبس» — المار ذكره — سنة ٢٠٨٣ق.م، وقاعدة هذا الهرم ستمائة وتسعون قدمًا مربعًا، وعلوه أربعمائة وسبع وأربعون قدمًا، وقد فتح هذا مرةً بادئ بدأةٍ سنة ١٢٠٠، ثم سدوه ثانيةً، وفي هذا الهرم حجرة فقط داخلها ناووس تحت الأرض، ولهذه الحجرة مدخلان، والهرم الثالث بناه «منشار»، قاعدته ثلاثمائة وثلاث وثلثون قدمًا مربعًا، وعلوه مئتان وثلاث أقدام، وفيه حجرة داخلها ناووس من حجر، وقد فُقد هذا الناووس في أحد المراكب التي كانت سائرة فيه إلى بلاد الإنكليز، لكن التابوت الخشب والموميا «أي جسم محنط» التي وجدت في مدخل هذه الحجرة هي باقية الآن في خزينة التحف والفنون في بلاد الإنكليز.
  • هرقلوس: ويُدعى هرقل كزبرج، ملك الروم من ملوك الشرق أول من ضرب الدنانير وأول من أحدث البيعة. مهاجمته للملك كسرى ملك الفرس وحصاره لإسلامبول سنة ٦١٠ب.م.
  • الهندسة: الحدُّ والقياس، وأصله أندازه بالفارسية، وفي الاصطلاح علم يبحث فيه عن أحوال المقادير من حيث التقدير. إن تاريخ فن الهندسة يقسمه «شازلس» إلى خمسة أوقات: الأول تاريخ هندسة اليونان التي استمرت نحو ألف سنة، وانتهت سنة ٥٥٠ب.م، ثم بعد مُضي الألف سنة ابتدأ الزمن الثاني في تجديد الهندسة القديمة في سنة ١٥٥٠، والزمن الثالث كان في ابتداء القرن السابع عشر، وفيه تجددت الهندسة بواسطة «رائيس كارتس كورديناتس» أحد فلاسفة الفرنسيس، والزمن الرابع كان ابتداؤه من جمعية الاختراع العالية في مباحث مثل هذه الفنون، وعمل قياسات وحسابات فيها، وذلك سنة ١٦٨٤ب.م، والمدة الخامسة هي في جيلنا، كانت من «مونغو» أحد علماء ومهندسي الفرنسيس الذي كشف وحل المشكلات الصعاب في الهندسة؛ إذ جعلها مسائل مرسومة، ومن بعد اشتهار كتاب «شازلس» المذكور في علم الهندسة دخل زمن سادس سنة ١٨٥٣ب.م، وقصارى ما نقول إن علم الهندسة أصله من فلاسفة اليونان، كطاليس وفيثغوروس وغيرهما، فهم أخذوه عن المصريين قديمًا ومن بلاد الهند.
  • الهواء: هو السائل الذي نستنشقه، وهو عديم الرائحة غير منظور، ليس له طعمة ولا لون وهو «مغاط أو مداد» ذو ثقل يتحرك بسهولة، ويكون رقيقًا وكثيفًا، فلو جزأنا قسمًا من الهواء الجوي إلى مائة جزء وكان الغازان اللذان يتكون منهما ينفصلان عنه لوجدنا أنه مركب من عشرين أو واحد وعشرين جزءًا من العنصر المعروف بالأوكسجين وتسعة وسبعين، أو ثمانين جزءًا من العنصر المعروف بالنطروجين، وبالنظر إلى الوزن، هو من ثمانية أجزاء من الأوكسجين إلى ثمانية وعشرين جزءًا من النطروجين، وفي الهواء أيضًا من البخار المائي وجزءي من الحمض الفحمي أي الكاربونيك قدر جزء في الألف، وإن يكن يتصعد من الأرض غازات مختلفة وتمتزج بالهواء، لكنها لا هي ولا الحمض الفحمي تعد أجزاء أصلية منه، فالهواء المحيط بالأرض يدعى الهواء الجوي، وثقله النوعي بالنسبة إلى الماء هو كنسبة واحد إلى ٨٢٨، وقال بعضهم إنه أخف من الماء بنحو سبعمائة وسبعين مرة، وهو ضروري لقيام الحياة، وحينما نستنشقه إلى الرِّية ينفصل منه جزء الأوكسجين عن جزء الأزوط، ويظن أنه يعطي للجسم حرارةً وتقوية أو انتعاشًا، وهو الواسطة أيضًا في توصيل الصوت، وفي بعض الأحوال يكون ضروريًّا للاشتعال، ويقدرون أن ارتفاع الهواء الجوي عنا نحو أربعة وخمسين ميلًا.
  • هيدروجين: هي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «هيدرو» ماء، «وجانو» مولد. أي: مولد الماء، وهذا الغاز هو أحد عنصري الماء، أي أن الماء متكون من تسع منه ومن الأوكسجين ثمانية أتساع، أو نقول أحد عشر جزءًا وعشرٌ منه وثمانية وثمانون جزأ، وتسعة أعشار من الأوكسجين، وغاز الهيدروجين هو سيال ذو شكلٍ أو طبيعة هوائية أو سيال متلزج؛ أي متمغط، وهو أخف من أي جسمٍ كان عرف، وأخف من كل الجواهر القابلة الوزن، وأخف من الهواء الجوي بأربع عشرة مرة، وأخف من الأوكسجين بست عشرة مرة، وثقله النوعي هو ٠٫٠٦٩٤ من الهواء هو ١٫٠٠، ولسبب خفته العظيمة يستعمل لإملاء البالونات، وهي القباب الهوائية التي تتصاعد في الهواء إلى مسافة عظيمة من الجو، وهو قابل الاحتراق بنفسه بغاية ما يكون، ويطفي ويخمد الأجسام المتقدة والملتهبة، وهو مميت وقاتل ومبطل للحياة الحيوانية، وقد عرفوا الهيدروجين في أواخر القرن السابع عشر ب.م، وقال بعضهم سنة ١٧٨١ب.م، وحينئذٍ سموه هواءً قابلًا للاحتراق، ودعي أيضًا مصدر الحرارة أو النار، وأول من تكلم في حقيقته على ما رواه بعضهم «كافنديش» الطبيب الإنكليزي والكيمياوي، وذلك سنة ١٧٦٦ب.م. ثم اعلم أنه لكون الماء مكونًا من الهيدروجين والأوكسجين، فإذا التصق الأوكسجين بمعدنٍ ما لا نطلق الهيدروجين مفرزًا ومبتعدًا عنه بشكله الغازي، واستحضاره يتم بوضع بعض برادة الحديد في قنينة أو برميل صغير له من أعلى فتحتان؛ إحداهما معدة لوضع الحمض والبرادة، وثانيتهما عليها محكم أنبوبة منحنية من الصفيح، أعني التنك، ذاهبة إلى تحت الوعاء المقصود حصر الهيدروجين داخله، ثم بعد تحضير الجهاز المذكور ووضع برادة الحديد من إحدى الفتحتين يصب عليها حمض الكبريتيك المخفف، وحين وصول الحمض إلى الحديد يحدث غليان قوي، فحالًا يتطاير غاز الهيدروجين، ويتحلل كمية من الماء إلى أوكسجين وهيدروجين، فالأوكسجين يتحد مع الحديد، فيُكوِّن أوكسيد الحديد، فيتحد بحمض الكبريتيك، فيُكوِّن كبريتات الحديد، والهيدروجين يذهب إلى الجهاز المعد له. انتهى. ثم لو حمينا الحديد حتى صار شكله أحمر، نرى أنه يحل بخار الماء الغالي باتحاده مع الأوكسجين وجعله الهيدروجين لوحده، وقال الكيمياويون إنه حينما يمتزج الهيدروجين مع الأوكسجين أو مع الهواء الجوي، فيحترق ويسمع له صوت كصوت البارود؛ وإيضاح ذلك هو أنه لو ملأنا وعاء تنك من مركب جزء واحدٍ من الهيدروجين مع جزئين من الهواء ووضعنا فلينة في الطرف المفتوح ووضعنا شمعة مضوية في خرقٍ أو ثقب له صغير، لاشتعل الغاز وامتدَّ لمقدار هكذا، حتى إنه يدفع الفلينة بقوة عظيمة وصوت عالٍ، ثم لسبب طبيعة الهيدروجين الفاقعة يظن أن هذا الغاز له دخل في حدوث الزلازل الأرضية حيث في بطن الأرض يوجد كميات وافرة من الحديد ووجود الماء أيضًا بكميات متساوية مالئًا خروق وثقوب الصخور بناءً عليه لما الماء يُلامس الحديد هناك يعطيه الأوكسيجين الذي فيه فيصير الهيدروجين غازًا، وبامتزاجه مع الهواء الجوي؛ فإن كانت ملامسته مع مادة محترقة حدث عنه ارتجاج بصوت، فهكذا في الكهوف الواسعة في الأرض إذا الهيدروجين لامس الهواء يصادف شيئًا يشعله، وبهذا التصادم والانطلاق الفاقع الذي يأتي بعده قد يقلب الأرض، وفي بعض الأحوال يخرب المدن وتضحى مدفونة في هذه الشقوق العظيمة التي تنتج عنه، وإذا أردت شرحًا مطوَّلًا فعليك بكتاب فنِّ الكيميا.
  • هيدروكرافي: وهي لفظة يونانية مركبة من كلمتين، وهما «هيدرو» ماء، «وكرافي» أو «كرافوس» وصف أو رسم، وهو علم يبحث فيه عن قياس أو مساحة وتخطيط البحور والبحيرات والأنهر وباقي الأمواه، أو هو فن عمل خارطات تظهر رسم وشكل شطوط البحور والخلجان والأجوان «ج» جون، والثغور والجزائر والرءوس والأقنية والبواغيز والمجاري والأماكن التي يصل إلى عمقها مقياس الأعماق في البحر وخلافها، فكان اصطناع هذه الخارطات المذكورة واختراع هذا الفن من الملَّاح هنري، وذلك من سنة ١٣٩٤ إلى سنة ١٤٦٣ب.م.
  • هيكل: إن أشهر هياكل الوثنيين القديمة العجيبة التي كانت تذهل الناظرين، وقد بقي منها شيءٌ إلى أيامنا هذه، هي: هيكل «بيلوس» في بابل، وهيكل «فولكان» في مصر، وهيكل «المشتري» في مدينة «ثيبس» من أعمال مصر قديمًا، ويُطلق اسم «ثيبس» أيضًا على مدينة في اليونان، وهيكل «ديانا» في أفسس، وهيكل «أبولو» في مليطوس، وهيكل «المشتري» المدعو أولمبيوس في أثينا، وهيكل «أبولو» في مدينة «دلفي»، وهيكلا الشمس والقمر في مدينة «هاليبوليس»، والثلاثة هياكل المشهورة في بعلبك، وهي الأول هيكل الشمس ويُدعى الكبير، كان طوله ٢٩٠ قدمًا، وعرضه ١٦٠ قدمًا، ومحاط بأربعة وخمسين عمودًا عظيمة، وارتفاع كل منها ٧٥ قدمًا، وقطره عند قاعدته سبع أقدام وربع، والثاني هيكل المشتري، كان أوطأ من الهيكل الكبير المذكور بعشرة أقدام، ومساحته من الخارج كانت ٢٣٠ قدمًا طولًا، ومائة وعشرين قدمًا عرضًا، ولكن أشهر جميع هذه الهياكل المذكورة هيكل الملك سليمان الذي كان لأجل عبادة الإله الحقيقي، بناه في القدس الشريف سنة ١٠٠٤ق.م. خراب هياكل الوثنيين في المملكة الرومانية سنة ٣٢١ب.م.

حرفُ الواوِ

  • الورَق للَّعب: شدَّة الوَرَق للعب المتبين أن أصلها من آسيا، ولكن الأرجح أن العرب واليهود وغيرهما من الأجناس الشرقية أدخلوها إلى أوروبا قبل القرن الثالث عشر ب.م، أي أنه في سنة ١٢٧٥ب.م، وشاع استعمال شدَّة الورق في إيطاليا سنة ١٢٩٩ب.م.
  • الوَرَق: إن القدماء لم يكونوا يعرفون الورق، وكانوا يكتبون قبلًا على ورق النخل وعلى لحاء الشجر وعلى الرَّق المطلي بالشمع وعلى ألواح الرصاص وخلافها، ثم صاروا يكتبون على قشر القصب المصري الذي كان ينبت على شواطي النيل ويدعى باللاتينية «بابيروس»، وبعد أن فتح الرومان الديار المصرية صاروا يستعملون قشر هذا القصب على وجه مخصوص في إيطاليا وفي بلاد اليونان، وقبيل التاريخ المسيحي غلب استعمال الرَّق على استعمال قشر القصب المذكور، لكن اصطناع الوَرَق أخذ عن أصحاب المعامل في «سمرقند» التي دخل إليها هذا الاصطناع من بلاد الصين سنة ٦٥١ب.م، ولكن دخول وَرَق الشرطوط كان في القرن العاشر ب.م. وأما اصطناع الورق من القطن في بلاد الشرق حين فقدَ العرب هذه الصناعة، فإنه كان حينئذٍ في إسبانيا سنة ١١٠٠ب.م، وأما ورق الكتان فاصطناعه كان بعد اصطناع ورق القطن؛ أي في سنة ١٣٠٠ أو سنة ١٣٠٢ب.م، وقد وهم من قال إن اختراع الورق كان سنة ١٤٠٩ب.م، وروى آخرون أن اصطناع الورق الأبيض كان سنة ١٦٩٠ب.م.
  • وشنطون: جورج وشنطون هو أول «برزدنت» رئيس جمهورية في أميركا الشمالية، ومؤسس الجمهورية فيها، وهو مشهور عندهم، وُلد في ٢٢ أو ١١ شباط سنة ١٧٣٢ب.م، وقيامه رئيسًا أولًا للجمهورية الأميركانية سنة ١٧٨٩ب.م، وتوفي في ١٤ كانون الأول سنة ١٧٩٩ب.م، وقيل سنة ١٧٩٧ب.م.
  • وشنطون: عاصمة الولايات المتحدة الأميركانية في أميركا الشمالية، وموقعها في مقاطعة كولومبيا. تأسست بعناية جرجس واشنطون أول رئيس مشيخة في أميركا، وتسمت باسمه وذلك سنة ١٧٩٢ب.م، وقيل ١٧٩١ب.م، وفي سنة ١٨٠٠ب.م نقل مركز الحكومة من مدينة فيلادلفيا إليها، وهي مقرٌّ لرئيس المشيخة والحكومة، وفي سنة ١٨٤٠ب.م قيل كان عدد أهلها ٢٣٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٨ب.م ٤٠٠٠٠ نفس.
  • ولتار أو فولتار: هو عالم فيلسوف مشهور، كانت ولادته في ٢٠ شباط سنة ١٦٩٤ب.م، ووفاته سنة ١٧٧٨ب.م، وله مؤلفات شتى، قيل بعضها كفرية.
  • الوهابية: ظهور الوهابي سنة ١٨٠٥ب.م، في وسط «اليمن»، أو في أواسط القرن الثامن عشر ب.م، وهم فرقةٌ من الإسلام محدثة أتباع الشيخ محمود بن عبد الوهاب رئيس هذه الأمة، ومن ثم تلقبوا بالوهابيين اعتزاءً إلى رئيسهم، وكان عليهم رئيس ثانٍ يُدعى «سعود»، واليمن: هي بلاد كائنة في جنوبي شرقي بلاد العرب.

حرفُ اللام ألف

  • اللاذقية: حدوث زلزلتين عظيمتين في هذه المدينة كادتا تدمرانها، وذلك سنة ١٧٩٦ وسنة ١٨٢٢ب.م، وهي كثيرة الزلازل كائنة على ريف البحر المتوسط، وهو بحر الروم على الشمال الغربي من رأس داخل في البحر، وبين المدينة والمينا نحو نصف ساعة، وفيها عدَّة خرابات وآثار أبنية قديمة، من جملتها بقايا عمار دير أو كنيسة قد بُنيت في القرن السادس ب.م، ويقال لها الفاروس، وفي رواية التاريخ القديم أن كان اسمها «راميطا» أولًا وأن الملك «سلوقيوس نيكاتور» — ويُدعى سلوقوس الغالب — بناها وسماها «لوديقا» على اسم أمه «لاوديق»، وبعد السلوقيين زينها الرومان، وما لبث أن أخربها التتر والمغول والأتراك، وكانت مقامًا للتنوخيين أمراء تلك الأعمال، وبها توفي الأمير محمد بن إسحاق التنوخي، وكانت للاذقية قديمًا تجارة واسعة في الخمر، ويُقال لها لاذقية العرب تمييزًا، وأهلها كانوا يبلغون في سنة ١٨٥٢ب.م ٤٠٠٠ نفس، وفي سنة ١٨٥٨ب.م ٥٠٠٠ نفس، وهذا ملخص تاريخها بالإيجاز.

حرفُ الياءِ

  • يافا: هي على شاطئ البحر وفيها آبارٌ وبساتين كثيرة، وأبنيتها جيدة متينة كلها معقودة بالحجارة ولو كانت غُرفًا عالية، ولها تجارة واسعة في محاصيل البلاد كلها في طول شرقي ٥٣ ٣٤°، وعرض شمالي ٢ ٣٢°، وهي على بعد من القدس الشريف مقدار ثلاثة وثلاثين ميلًا أو ٣٦ ميلًا عبارة عن ١٢ ساعة، وقال بعضهم ٤٠ ميلًا، وفي سنة ١٨٥٢ب.م كان عدد أهلها ٩٠٠٠ نفس، وفي أعلاها قلعة مستديرة وميناها محصنة بطابيتين؛ أي بطريتين، ومملوَّة رمالًا حتى يمكن للقوايق الصغيرة فقط أن تمُر فيها، وفي الطقس الشديد أو العواصف لا يمكن للبواخر تنزيل الركاب منها للبر إلا بعد كل عناء شديد، وهذه المدينة قديمة جدًّا حتى زعموا أنها كانت في عهد نوح قبل الطوفان، وأن نوح بنى فيها الفلك، ولقد نقل المؤرخون أن بين الأساكل البحرية التي تقسمت بين قبيلة «دان» اسم «جافو» يافا، وميناها معدودة من أقدم مواني العالم، وحيرام ملك صور كان ينقل إليها السرو والصنوبر من لبنان؛ لبناء هيكل سليمان في القدس الشريف. وقد لقبها اليهود باسم «جوبا» أي الظريفة، وقد عانت كثيرًا من الخطوب التي ألمت بها، لا سيما في وقائع المكابيين ومعارك الرومان، وصارت مأوى للقرصان، وقد أحرقها «سستيوس»، وقتل عند ذلك ثمانية آلاف من سكانها، وحقق التاريخ أن في القرن السابع ب.م قد استولى عليها العرب، وفي القرن الثاني عشر ب.م أخذها الصليبيون، وكانت مدعاةً لاهتماماتهم، ثم دخلت في حوزة سلاطين مصر، ثم أخذها الإسلام؛ أي سلاطين مصر من الصليبيين، وذلك في غاية القرن الثاني عشر ب.م، وفي القرن الثالث عشر ب.م حصنها «لويس التاسع» ملك فرنسا، ثم أخذها الفرنسيس سنة ١٧٩٩ب.م تحت قيادة نابليون بونابرت بعد حصار عظيم وقتال شديد، وقد قاسى الفرنسيس كثيرًا في هذه البلد أرزاء الوباء الفاشي حينئذٍ. وفي سنة ١٨٣٢ب.م أخذها محمد علي باشا، وفي سنة ١٨٣٧ب.م حدث فيها زلزلة دمرت جانبًا كبيرًا منها وأضرَّت بسكانها، ثم استولت عليها الدولة العلية سنة ١٨٤٠ب.م، وقيل إن سكانها في سنة ١٨٦٢ب.م كانوا يبلغون خمسة آلاف نفس، ومسافة ما بينها وبين القدس الشريف هو اثنتا عشر ساعة أو ستة وثلاثين ميلًا، باعتبار كل ساعة ثلاثة أميال.
  • يزدجرد الأول ملك فارس المشهور: هو من دولة الساسانيين. تولى من سنة ٣٩٩ إلى سنة ٤٢٠ب.م، وكان سبب وفاته أنه سقط عن ظهر الجواد، وهو آخر ملوك الساسانيين والفرس، وقد غلبه الخليفة عثمان، وصارت بلاد فارس حينئذٍ قسمًا من مملكة الخلفاء، وذلك سنة ٦٥١ب.م أو سنة ٦٥٢ب.م.
  • اليسوعيون: إن الطريقة اليسوعية أسسها «أغناطيوس دي لويولا»، وذلك في الثلثين من كانون الأول سنة ١٥٣٤ب.م، وهو من عائلة وجيهة في إسبانيا، وقد أثبتها البابا بولس الثالث؛ أي قضى بوجوب انتشارها، وكان إثباته لها في سنة ١٥٤٠ب.م، وتوفي «أغناطيوس» مؤسس هذه الجمعية سنة ١٥٥٦ب.م.
  • اليوْد: لفظة يونانية تأويلها «شبيه البنفسج أو بلونه»، اكتشفه في باريس «كورتوا» صانع ملح البارود أو الصودا، وذلك سنة ١٨١١ب.م بينما كان يحرق عشبة تُدعى العشبة البحرية؛ ليخرج منها الصودا، وتحققت معرفة اليود سنة ١٨١٢ب.م، ولاستحضاره تؤخذ المياه الآمية لصودا وإريك المستخرجة من النباتات البحرية؛ لأنها تحتوي على يودايدرات البوتاسا، فتوضع في معوجة مع حمض الكبريتيك النقي، وبواسطة الحرارة يصعد اليود على هيئة بخار بنفسجي اللون ينعقد صفايح صغيرة في عنق المعوجة، ويستحضر من الرماد الناشئ من حرق بعض النباتات البحرية، والكلام في اليود وخصائصه ومنافعه من مباحث الأطباء، فلا مساغ لذكره هنا.
  • اليونان: هذه المملكة يقال لها هلَّاس، طولها من الشمال للجنوب ٢٠٠ ميلٍ، ومن الشرق للغرب ١٦٥ ميلًا فقط، ومساحتها كلها مع جزائرها ١٥٢٠٠ ميل مربع، وقيل خمسة عشر ألف ميل مربع، وقال بعضهم ١٧٠٠٠ ميل مربع، وبلغ عدد سكانها في سنة ١٨٥٢ب.م ١٠٠٠٠٠٠ نفس، وسنة ١٨٥٧ب.م ١٠٦٧٢١٦ نفس، وبعضهم أوهم وقال إن عدد سكانها في سنة ١٨٥٨ب.م ثماني مائة وستة وخمسون ألفًا، وتقسم هذه المملكة إلى ثلاثة أقسام وهي: يونان الشمالية، والمورة، والجزائر. يحدها شمالًا المملكة العثمانية، ومن بقية الجهات البحر المتوسط، وهي مخترقة بجبال عديدة منها جبل إيتا؛ ارتفاعه ٥١١٥ قدمًا، وجبل بارناسوس؛ ارتفاعه ٥٧٥٠ قدمًا. حرب اليونان فيها مع الفرس وطلبهم الحرية وكانت نهايتها سنة ٤٦٩١ق.م، ثم حدوث حرب أهلية فيما بينهم استمرَّت ٢٧ سنة — أي من سنة ٤٣١ لسنة ٤٠٤ق.م. استيلاء فيلبس المكدوني عليها في معركة قورونيا سنة ٣٣٨ق.م، وكانت هذه المملكة قديمًا منقسمة إلى جملة ولايات جمهورية، ثم خضعت للرومان سنة ١٤٦ب.م. هجوم الملك «الإريك» عليها وهو من الغوتيين بمرافقة «جنساريك وظابرخان» له، وذلك في القرن السادس والسابع ب.م، ثم «والنورمان» في القرن الحادي عشر ب.م، وفي سنة ١٢٦١ب.م رجعت إلى المملكة الرومانية بواسطة الملك «بالولوغوس». هجوم الأتراك سنة ١٤٣٨ب.م، واستيلاؤهم عليها سنة ١٤٨١ب.م. حروب أهالي «فينيسيا» فيها، وهي مدينة من إيطاليا في القرن السادس عشر والسابع عشر، واستمرت إلى سنة ١٧١٨ب.م، وفيها استوى استيلاء الأتراك عليها وصارت حينئذ جزءًا من المملكة العثمانية، ثم نهضت بطلب الحرية سنة ١٨٢١ب.م، وبعده استقلت، وأقاموا عليها ملكًا أوثو ابن ملك بافاريا، وذلك في آخر شهر آب سنة ١٨٣٢ب.م، ثم طردوه وملكوا عليهم جاورجيوس ابن ملك دنيمارك، وكانت هذه المملكة من عهد ٢٠٣٢ سنة أم العلوم والفلسفة، ومنها ظهرت الفلاسفة العظام مثل أرسطوطاليس وأفلاطون وسقراط وغيرهم، وفيها كان منشأ علم الطب عند آل إقليميوس الذين كانوا يتداولونه لسانًا لا خطًّا، حتى ظهر منهم بقراط، فكتب كتابه المعروف بالفصول الذي شرحه ابن القف، وظهر بعده جالينوس وروفس وغيرهما، فاتسعوا فيه، وكانوا قديمًا في هذه المملكة يعبدون الأصنام ويبنون لها هياكل عجيبة تذهل الناظرين، وقد بقي منها شيءٌ إلى أيامنا هذه. انتهى.

إلى هنا تمت ترجمة كتاب التحفة السنية وتعريبه، وكان الفراغ من تبييضه في ٧ خلت من شهر تشرين الأول سنة ثلاثة وسبعين وثمان مائة وألف من التاريخ المسيحي، الموافق إلى ١٦ من شهر شعبان سنة ١٢٩٠، والحمد لله أولًا وآخرًا.

تنبيهٌ

اعلم أن طول وعرض أكثر الأماكن التي ذكرناها في هذا الكتاب مقيس بالأقدام والأميال والفراسخ حسبما أُخذت عن أصلها، فليعلم أن كل قدم منها تساوي عشرة قراريط من الذراع الإسلامبولي، فيكون كل ثلاث أقدام ذراعًا وربعًا إسلامبوليًّا، وكل ثلاث أقدام وربع يساوي مترًا، والميل في اصطلاح الإنكليز خمسة آلاف ومئتان وثمانون قدمًا، والميل الجغرافي ستة آلاف وخمس وسبعون قدمًا، والفرسخ ثلاثة أميال أو سبعة آلاف وخمسمائة ذراع إسلامبولي نحو ثمانية عشر ألف قدم، والحروف المرقومة بعد التاريخ ق.م وب.م، بمعنى: قبل ميلاد السيد المسيح وبعده.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤