من هو حامد؟

اجتمع المغامرون الخمسة و«زنجر» في حديقة «عاطف» في صباح اليوم التالي … وكان «تختخ» قد أحضر معه ورقة عليها رسم متقن بالحجم الطبيعي لنعل الحذاء المطاط، بنقوشها المتقاطعة.

وقال «تختخ» متفاخرًا وهو يقدم الرسم للأصدقاء: رسم ممتاز … أليس كذلك؟ إنني رسَّام عظيم.

وانتهز «محب» و«عاطف» الفرصة، وأطلقا على «تختخ» دشًّا باردًا من النكت حتى احمرَّ وجهه خجلًا، ولكن «لوزة» تدخَّلت لوقف الحملة قبل أن ينسحب «تختخ» غاضبًا، وقالت: إنه مجرد «هزار» يا «تختخ»، إنما الرسم ممتاز فعلًا، أتمنَّى أن أرسم مثله.

وقال «محب» وهو يُخرج من جيبه دفترًا صغيرًا: لقد سجَّلت هنا كل ما عثرنا عليه من أدلَّة.

وبعد أن راجعها مع الأصدقاء، أخذ الرسم من «تختخ»، وأعطاه ﻟ «عاطف» وطلب منه أن يُخفيَ الرسم والدفتر وقطعة القماش في فتحة بجوار الحديقة.

واتفق الأصدقاء على أن تذهب «نوسة» و«عاطف» لمقابلة «فاطمة» الطباخة، وأن يذهب «تختخ» و«محب» لمقابلة سائق الأستاذ «حنبلي» فقالت «لوزة»: وأنا، ألست مغامرةً أنا أيضًا. أليس لي عمل؟

محب: خذي «زنجر» واذهبا في نزهة.

فردَّت «لوزة» في سعادة: طبعًا أستطيع القيام بهذه المهمة، وقد أحصل على «دليل» أيضًا.

واتجه «محب» و«تختخ» ناحية منزل الأستاذ «حنبلي» وكان «الجاراج» بجانب المنزل فلمَّا اقتربا منه سمعا صوت شخصٍ يُغني ومياهًا تتساقط فهمس «محب»: إن السائق يغسل العربة، ويمكننا أن نسأله عن شخص وهمي، ثم نعرض عليه المساعدة في غسل العربة، وسوف يرحب طبعًا.

وتقدم «محب» من السيارة قائلًا: صباح الخير، إنك تقود سيارة مدهشة.

السائق: فعلًا، فهي من ماركة «رولز رويس» أغلى سيارة في العالم.

محب: هل عندك مانع أن نساعدك في غسلها؟ إنني أساعد أبي.

السائق: لا بأس، وشكرًا مقدمًا.

ولم تمضِ دقيقة حتى كان الولدان والسائق مشتركين في العمل وفي الحديث عن الحريق فقال السائق: كان عملًا مفزعًا هذا الحريق، والناس تقول: إنه عمل مُدبَّر قام به شخصٌ يريد الانتقام من الأستاذ «حنبلي» …

محب: وهل تعرف أحدًا على خلافٍ مع الأستاذ؟

السائق: إن «حامد» سكرتير الأستاذ هو آخر شخصٍ رأيته يتشاجر معه، وقد طرده من العمل صباح يوم الحادث.

محب: ولماذا طرده الأستاذ؟

السائق: لقد لاحظ الأستاذ أن «حامد» يستعمل ملابسه؛ لأنهما متماثلان في الحجم تقريبًا، فقامت بينهما خناقة ضخمة، انتهَتْ بطرد «حامد».

محب: وهل كان «حامد» ثائرًا لهذا التصرُّف؟

السائق: طبعًا، وقد حضر عندي، وقال إن الأستاذ يستحقُّ علقةً لأنه يُسيء معاملة الناس، ثم انصرف في الحادية عشرة صباحًا عائدًا إلى والدته.

وأخذ الولدان يُفكِّران في «حامد»، وقد بدا لهما أنه الشخص الذي أشعل الحريق انتقامًا من «حنبلي». وفجأةً انطلق صوتٌ كالرعد من النافذة صائحًا: عبده، ألم تنتهِ من تنظيف السيارة؟ هل أدفع لك مرتبك لله!

وتبادَلَ الصديقان والسائق تحيةً سريعة، ثم أسرعا بالانصراف وقال «تختخ»: أعتقد أن «حامد» هو الذي فعلها، وستكون هذه المعلومات مفاجأةً ﻟ «عاطف» و«نوسة».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤