الدولة البورية

٤٩٧–٥٤٧ﻫ

ووقعت وقعةً عظيمةً بين المسلمين والإفرنج في أرض طبرية في سنة ٥٠٧ﻫ/١١١٣م، كان فيها ملك دمشق الأتابك طغتكين، ومعه صاحب الموصل مودود بن زنكي، فقتله باطني، وهو يصلي. وجاء كتاب من الإفرنج إلى المسلمين وفيه: «إن أمة قتلت عميدها، في يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها.» وفيها ملك حلب ألب أرسلان بن رضوان بعد أبيه، وقام بأمر سلطنته لؤلؤ الخادم، فلم يبقَ معه سوى الرسم. البداية والنهاية (١٢ / ١٧٦).

ولجأ صاحب الموصل الأمير أقسنقر البرشقي، الذي ولَّاه السلطان محمد بن ملكشاه صاحب العراق إلى طغتكين صاحب دمشق في سنة ٥٠٨ﻫ/١١١٤م، فاتفقا على عصيان السلطان محمد، فجرت بينهما حروب وبين نائب حمص قرجان بن قراجة ثم اصطلحوا، وجرَّد عليهم السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي سنة ٥٠٩ﻫ/١١١٥م جيشًا مع الأمير برشق بن إيلغازي صاحب ماردين إلى صاحب دمشق طغتكين، وإلى أقسنقر، ولما فرغ منهما عمد لقتال الإفرنج. ولما اقترب الجيش من بلاد الشام هربا منه وتحيزا إلى الإفرنج، ثم اعتذر طغتكين صاحب دمشق إلى السلطان في بغداد، فرضي عنه وردَّه إلى عمله. البداية والنهاية (١٢ /١٧٧).

وولد نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب بدمشق في سنة ٥١١ﻫ/١١١٧م، وفي سنة ٥٢٢ﻫ/١١٢٨م ملك تاج الملوك بوري بن طغتكين مدينة دمشق بعد وفاة أبيه، وتوفي بوري سنة ٥٢٦ﻫ/١١٣١م وخلفه ملك دمشق شمس الملوك إسماعيل بن بوري بن طغتكين، واستوزر يوسف بن فيروز، وولد السلطان صلاح الدين في سنة ٥٣٢ﻫ/١١٣٧م.

وقتل صاحب دمشق شهاب الدين محمود بن تاج الملوك بوري بن طغتكين في سنة ٥٣٣ﻫ/١١٣٨م، وحاصر زنكي دمشق سنة ٥٣٤ﻫ/١١٣٩م فحصَّنها الأتابك معين الدين ابن مملوك طغتكين، واتفق موت ملكها محمود بن بوري، فأرسل معين الدين إلى أخيه مجير الدين أرتق، وهو ببعلبك، فملكه دمشق، وقتل عماد الدين زنكي صاحب الموصل سنة ٥٤١ﻫ/١١٤٦م فخلفه على حلب نور الدين محمود، وفيها جاء نجم الدين أيوب إلى صاحب دمشق، فسلمه القلعة وأعطاه إمرة عنده بدمشق.

واستغاث مجير الدين بن أتابك دمشق بالملك نور الدين صاحب حلب على الإفرنج، في سنة ٥٤٣ﻫ/١١٤٨م فالتقى بهم بأرض بُصرى فهزمهم، ورجع إلى الكسوة، فخرج ملك دمشق مجير الدين أرتق فخدمه واحترمه، وشاهد الدماشقة حُرمة نور الدين حتى تمنوه. البداية والنهاية (١٢ / ٢٢٣).

وفي هذه السنة حاصر الإفرنج دمشق، وعليها مجير الدين أرتق وأتابكه معين الدين، وهو مدبر المملكة، فاستغاث أرتق بنور الدين محمود صاحب حلب، فانهزم الإفرنج، وتوفي معين الدين ابن أتابك العساكر بدمشق، في سنة ٥٤٤ﻫ/١١٤٩م وهو والد خاتون زوجة نور الدين. ولما مات معين الدين قويت شوكة الوزير الرئيس مؤيد الدولة علي بن الصوفي وأخيه زين الدولة حيدرة، فوقعت بينهما وبين الملك مجير الدين أرتق وحشة، فاقتتلا ثم تصالحا.

وقصد نور الدين دمشق في سنة ٥٤٥ﻫ/١١٥٠م ليأخذها، فلم يتفق له ذلك، فخلع على ملكها مجير الدين أرتق وعلى وزيره ابن الصوفي وتقررت الخطبة له بها بعد الخليفة والسلطان، وكذلك السكة. البداية والنهاية (١٢ / ٢٢٨).
حُكَّام السلاجقة
٤٧٢ﻫ أتسز يسلم دمشق لتاج الدولة تتش بن ألب أرسلان.
٤٨٨ﻫ دقائق بن تتش.
٤٩٧ﻫ بكتاش بن تتش.
دولة بوري
٤٩٧ﻫ طغتكين يعلن استقلاله.
٥٢٢ﻫ تاج الملك بوري.
٥٢٦ﻫ شمس الملك إسماعيل.
٥٢٩ﻫ شهاب الدين محمود.
٥٣٣ﻫ جمال الدين محمد.
٥٣٤ﻫ مجير الدين أرتق بن محمد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤