ملحق ب: رسالة لي

عزيزي كيلسي

أهلًا يا رجل، هذا أنا، أو أقصد هذا أنت في المستقبل، بعد مرور ١٥ عامًا. كيف حالك مع عام ١٩٩٧؟ أعرف أنك تستعدُّ للالتحاق بالجامعة، ولذا أردت أن أقدم بضع كلمات للتشجيع وبعض نصائح أيضًا.

(١) احصل على دكتوراه في مجال غير محدد

في الوقت الحالي، ليس لديك أدنى فكرة عما تريد أن تكونه حين تكبر. لديَّ خبر سيئ: ها نحن في عام ٢٠١٢، وما زلت لا أعرف ما الذي أريد أن أكونه حين أكبر.

ولكن هذا في الحقيقة أمر رائع. فسوف يأخذك فضولك إلى أماكن لن تصدق أنك ستذهب إليها. لنَفترض أنك في مرحلةٍ ما ستُسافر إلى بنجلاديش لأنَّ ملابسك الداخلية تُصنع هناك. إنها قصة طويلة؛ طويلة بما يكفي لتأليف كتاب (فكرة رائعة، أليس كذلك؟).

ليس لديك تخصُّص. لم تحسم قرارك بعد. لا بأس في هذا. الكثير من زملائك في الدراسة يَعتقدون أنهم يعرفون ما الذي يريدون أن يكونوه، ولكنهم في الحقيقة لم يحسموا قرارهم أيضًا. في الواقع، الطالب الجامعي يُغيِّر تخصَّصه في المعتاد ثلاث مرات، والشخص العادي يُغيِّر وظيفته في المعتاد عشر مرات ما بين عمري ١٨ عامًا و٤٢ عامًا. احصل على درجة الدكتوراه في مجال غير محدَّد. اترك فضولك يختار لك الطريق.

(٢) عدم إجادة لغة ثانية سيكون واحدًا من أكثر الأشياء التي ستَندم عليها

أول عام لك في الكلية لن يكون النقطة الأكثر تألقًا وإشراقًا في مشوارك الأكاديمي. ولكنَّك ستُتقن خطة الانتشار الهجومي في لعبة البلاي ستيشن مادن إن إف إل. دعنا نقول إن تقديرك الدراسي التراكمي لن يزيد عن عدد الياردات القليلة التي يقطعها لاعب الظهير الخلفي باري ساندرز؛ اللاعب المحترف بفريق ديترويت ليونز والمدرج اسمه بقاعة مشاهير كرة القدم الأمريكية.

في الواقع، مع أول يوم لك في الكلية وفي أول محاضرة لك، يُطلَب منك مغادرة قاعة الدرس. هل تتذكَّر اختبار اللغة الإسبانية الذي كان من المُفترض أن تخوضه لتَنتقل إلى دراسة المستوى الثاني من اللغة الإسبانية؟ حسنًا، كان ينبغي عليك أن تخوض هذا الاختبار. أعرف أنك كنتَ رئيس نادي اللغة الإسبانية بمدرسة ميسيسناوا فالي الثانوية، ولكن لنكن صُرَحاء هنا، لم تكن مضطرًّا لتحدُّث اللغة الإسبانية كي تكون رئيس نادي اللغة الإسبانية بالمدرسة. كان كل ما كنتَ مضطرًّا إليه هو تناول كميات مهولة من الطعام المكسيكي. أما في مادة المستوى الثاني من اللغة الإسبانية، فأنت مُضْطَر لتحدُّث الإسبانية بالفعل. كان ينبغي عليك أن تعود لدراسة مادة المستوى الأول للغة الإسبانية بدلًا من إغفال مادة اللغة الإسبانية لصالح دراسة اللغة اللاتينية التي لن تُضطر إلى تحدُّثها.

لن تندم أبدًا على تعلم شيء.

(٣) لن تعرف أبدًا أي مادة ستُغير حياتك

في العام المُقبِل، ستدرس مادة الأنثروبولوجيا بالصدفة. كل ما ستعرفه في ذلك الوقت أن علم الآثار هو مجال فرعيٌّ للأنثروبولوجيا وأن إنديانا جونز هو عالم آثار رائع للغاية، وفي أعماق نفسك ستتمنى أن تقف يومًا ما وسط الأحراش وتَصرُخ في شخص نازي قائلًا: «هذه قطعة أثرية تخصُّ المتحف!» أجل، هذا سبب سخيف جدًّا لاختيار دراسة المادة، ولكن هذه المادة ستقودك إلى اختيار الأنثروبولوجيا كمادة تخصُّص، وهو ما سيزيد فضولك للتعرف على الطريقة التي تعيش بها الشعوب الأخرى حول العالم، وستُعلِّمك التعاطف مع الآخرين؛ فالفضول والتعاطف هما أهم أداتَين بالنسبة إليك.

ستتعرَّف على العولمة في محاضرة لعلم الاجتماع، وستتعرف على الإبادة العرقية وعمالة الأطفال والمصانع المستغلة. ستعالج هذه الدروس برأسك لا بقلبك، وستحصل على تقدير جيد جدًّا في المادة، ولكن هذه المادة ستزرع فيك بذرة ستنمو لتصير فكرة كبيرة.

(٤) كن جزءًا من مجتمعك المحلي

على مدار السنوات الأربع القادمة، لديك فرصة لتصير جزءًا من جامعة ميامي ومجتمع مدينة أوكسفورد بولاية أوهايو. احتضِن موطنك الجديد. لن يكون لديك وقت لتتطوَّع وتتبرَّع وتُشارك في المكان الذي تعيش فيه أكثر من الوقت الذي تملكه حاليًّا. في عام ٢٠١٢، سيكون لديك طفلان وزوجة (هل يُمكنك أن تصدق أن آني ستتجاوز معك الظروف السيئة وتتزوَّج منك؟!) ووظيفة ذات متطلبات كثيرة، ولكنك ستجد الوقت لتكون جزءًا من مجتمعك المحلي. إذا كان بإمكاني أن أفعل ذلك، فأنت تستطيع فعله كذلك. قلِّل من لعب لعبة البلاي ستيشن مادن إن إف إل ساعتين في الأسبوع وتطوَّع. أعدك بأنك ستنال أكثر مما ستعطي.

(٥) سافر

ابحث عن طريقة للدراسة بالخارج. اعمل في وظيفتَين في فترة الصيف. تخلص من بطاقات البيسبول التي تجمعها. زر قسم البعثات بالجامعة واسأل عن المِنَح الدراسية المتاحة. فمقدار ما يُمكنك تعلمه من كتاب أو من أستاذ جامعي محدود. اخرج إلى العالم وجرِّب بنفسك.

ستتعلَّم من الناس الذين يعيشون في الأكواخ الطينية والأكشاك الصغيرة أكثر مما ستَتعلمه من أستاذ جامعي. ولكن قبل أن تُسافر وتتسرَّب من التعليم، اعلم أن الدراسة الجامعية ستُعدُّك بطريقة فريدة لتلقِّي هذه الدروس العملية.

(٦) تعليمك الجامعي عديم القيمة

ستتخرَّج وتحصل على شهادة في الأنثروبولوجيا، وسيَشتري والداك بروازًا لامعًا ورائعًا لتُعلَّق شهادتك على الحائط. أكره أن أقول لك ذلك، ولكن الشهادة لا قيمة لها. لن تحصل على وظيفة لأن لديك شهادة في الأنثروبولوجيا. ولكن إليك النقطة المهمة: شهادتك لا تُقدَّر بثمن.

«تعليمك الجامعي بمنزلة طريق أكثر من كونه ورقة تستغلُّها للحصول على وظيفة أفضل أو مستقبل أكثر إشراقًا.» ستتعلم أشياء من الجامعة بالفعل. لا تنسَ أن تفعل ذلك.

(٧) الطريق

بعد مرور بضع سنوات على تخرُّجك، ستعمل كمُدرِّب غطس وستُسافر كثيرًا. بالنسبة إلى الغرباء عنك، ستبدو شخصًا بلا وجهة محدَّدة؛ شخص في العشرينيات من عمره بلا هدف. لن تعرف وجهتك، ولكن يومًا ما ستقف أمام مصنع ملابس في هندوراس وستَتضَّح لك الحكمة من كل شيء. وكل هذه المقررات التي درستها في تخصُّصك في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع التي كنتَ تظن أنك لن تستفيد كثيرًا منها، وتلك الشهادة التي لم تَستخدمها مطلقًا للحصول على وظيفة، وحبك للسفر والترحال، كل هذا سيقودك إلى تلك اللحظة؛ سيَمنحك الهدف والوجهة. وهذه اللحظة ستُغيِّر حياتك. وسيتضح لك أن هواياتك واهتماماتك وحبَّك للاستطلاع أمور من شأنها أن تضع قدمَيك على الطريق الذي كان من المفترض أن تقطعه دومًا.

إذا احتجتَ، أنت أو أي شخص قرأ هذا الكتاب، إلى تشجيع خلال المسيرة، فأرسل لي رسالة على البريد الإلكتروني التالي: [email protected] أو يمكنك أن تحصل على نصائحي الإرشادية للمُبتدئين نحو التحول إلى مُواطن عالمي ومحلي بزيارة الموقع التالي: www.kelseytimmerman.com/GoGlocal.
كيلسي

ملحوظة: إذا دخلت حمَّامًا في كمبوديا ووجدت عامل الحمام يرتدي ربطة عنق فراشية الشكل حمراء، فاستَدِر واركض.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤