الفصل الأول

انقضت ساعة الغداء وانصرف أفراد الأسرة كلٌّ إلى جهته، حتى «مبروك» الخادم، فرغ من معاونة «الست زنوبة» في رفع المائدة وغسل الأطباق، ثم خرج هو الآخر يجلس عند الفكهاني المجاور لحارة باب الميضة، ولبثت «الست زنوبة» وحدها في البيت، بعيدة عما يعكر صفو خلوها إلى نفسها. فذهبت إلى حجرتها الصغيرة، وقعدت على «الشلتة الكرنبي» ساهمة، تطيل النظر في أوراق «الكوتشينة» التي صفتها أمامها فوق الكليم، الأحمر الباهت.

مر الوقت، وأذن العصر، و«زنوبة» غارقة في أحلامها، لا ترى إلا الولد الأشقر، بجانب البنت السوداء، وأن الفرح نازل عليهما، وأن أحدهما في طريق سفر، وأن … وأن … إلى آخر ما في عالم الغيب والرموز.

وفتح فجأة باب الحجرة، وظهر «محسن» متأبطًا كتبه ومسطرته وبرجله، وصاح بها في لهجة صبيانية مرحة: «الشعب» لسه ما جاش؟

فلم تتحرك، ولم تُجِب في الحال، وظلت غارقة فيما هي فيه. وأخيرًا قالت دون أن تنظر إليه: جيت من المدرسة؟

– خرجنا من زمان، لكن كنت عند الخياط.

ثم شمر أطراف ثيابه بمنتهى العناية، وجلس بجانب «زنوبة» على حافة «الشلتة»، وصمت قليلًا، ثم تململ، ثم نظر إليها وتردد؛ كأنما يريد كلامًا، فيمنعه شيء كالخجل.

وكأنما تذكرت «زنوبة» شيئًا فجأة، فقالت دون أن ترفع رأسها عن الورق: أظن جعت يا «محسن»، قم خذ خياره اقرشها تصبَّر بها، من هنا للعشا وقت طويل.

ورفعت بصرها كي تدلَّه على سلة خلف باب الحجرة، تخفيها عن «مبروك»، لكنها ما كادت ترى «محسن» حتى صاحت دهشة: الله … ما شاء الله … إنت لابس بدلة جديدة؟

فأطرق الفتى، ولم يُجب.

واستمرت «زنوبة» في استغرابها: عجيبة ياختي، اللي يشوفك يقول مش انت، هم أهلك بعتوا لك فلوس؟ أمَّا عجيبة!

فسألها «محسن» في شيء من الخجل والتردد: عجيبة ليه؟

ولم تنقطع «زنوبة» عن تأمُّل ثيابه الجديدة بعين ملؤها الدهشة والإعجاب: علشان دي مش عادتك، عمرك ما ترضى تلبس بدلة جديدة غير في العيد الكبير، زي أعمامك، إيش عجب النهارده بقيت عايق وحلو كده؟ … والنبي من شافك يقول عليك ابن السلطان … اسم النبي حارسك، عيني عليك باردة … النهارده الخميس … النهارده الخميس.

فاحمرَّ وجه «محسن» قليلًا لهذا الإطراء، غير أن هذا المديح بدل أن يملأ قلبه ارتياحًا وغبطة، أحدث في قرارة نفسه وخزة غريبة، فغير في الحال مجرى الحديث: إيه العشا الليلة؟

فأجابت «زنوبة» بصوت اللاهي، وقد عادت إلى النظر في ورق الكوتشينة: زي الغدا.

فصاح «محسن» قليلًا: برده تاني ورك الوزة إياه؟

فرفعت رأسها في حدَّة، وقالت وهي تنظر إليه نظرة تقريع: ما له ورك الوزة؟ حتى انت يا «محسن» اللي بقول عليك عاقل؟ … طيب والست الطاهرة بكرة يشوفوا على البطر ده، هو ربنا يبارك لمن يبطر على لقمة عيش؟ دول بعيد عنك عمامك بقوا ماينطاقوش … يا حفيظ، إياك تعمل زيهم!

فقال الفتى برفق: لكن يا عمتي، ورك الوزة إياه بقى له ثلاثة أيام نشوفه ورانا في كل طقة، عمي «عبده» حلف على المصحف النهارده الضهر.

ولم يتم … لأن زنوبة أتت بحركة تدل على الغضب، وصاحت: «عبده»! ومن هو بسلامته سي «عبده»؟ سيد البيت حضرته! والا كبير البيت؟ یا سم علی سي «عبده»، يا سم، من إمتى كده يا ادلعدي كان البيت ده له سيد والا له كبير؟ واللي حتى الكبير بحق وحقيق عمك «حنفي» الله يحميه، اللي بيشتغل ويصرف ويوكلنا، عمره ما اتكلم ولا اتنفس، إلهي ما نعدمه، يبقى الولد «عبده» اللي ما حيلته من ضهر الدنيا إلا حلقه والزعيق والغارة.

– بكرة يجيب فلوس يا عمتي، آخر السنة دي راح ياخد الدبلوم ويبقى مهندس.

فلم تُجِب «زنوبة»، وظل وجهها مكفهرًّا، وقد عادت مرة أخرى إلى ورق الكوتشينة ترتبه وترصه وتصفُّه.

غير أنها بعد لحظة رفعت رأسها بغتة، وقالت: هو فاهم إني رايحة أخاف من طرطوره؟ الولد المفعوص ده، اسم إنه عامل عصبي وخلقه ضيق، … لأ، والست الباتعة، أنا ما اخاف من حد أبدًا.

فابتسم «محسن» ابتسامة سخرية، وقال: تقدري تقولي كده قدامه؟

فالتفتت إليه بقوة، وقالت: بتقول إيه؟

فلم يشأ «محسن» أن يجادلها، لا سيما في ذلك اليوم، وكأنه ندم على عبارته، فضحك أو تضاحك موهمًا إياها، أنه يمزح ولم يقصد إلا هزلًا، ثم اتخذ هيئة الجد، وقال: عايزة الحق يا عمتي؟ عمي عبده قلبه من جوا أبيض وطيب زي الباقيين كلهم.

فلم تُجِب «زنوبة»، وسكتت لحظة، ثم انحنت من جديد فوق ورق الكوتشينة، وشُغلت به واهتمت، ولم يمضِ قليل حتى غاصت في تأملاتها وأفكارها القديمة، وطفق «محسن» ينظر إليها ويتبع حركات يديها، وهي ترتفع وتنخفض بالورق، ويراقب ملامح وجهها؛ كأنما يريد أن يستكشف سرها، وفي عينيه سخرية صبيانية بريئة.

وأخيرًا اقترب منها في غير كلفة حتى لاصقها، وقال وهو يبتسم متخابثًا: بتفتحي الكوتشينة لمين؟ للعريس؟

فما كادت تسمع هذه الكلمة حتى اهتزت أهداب عينيها التي يصبغها الكحل صبغًا ثقيلًا، ورفعت يدها بحركة مرتبكة تصلح وضع الطرحة — وليست في حاجة إلى إصلاح — على رأسها المصبوغ بالحناء، ثم أجابت ناظرة إلى الأرض بصوت خجول: لا والنبي، فكري مش في كده.

فاستمر «محسن» في سخريته الخفية: أمال في إيه؟ أنا غريب تخبي عني؟ إنتي عارفة يا عمتي، والله العظيم ما حد طفش العرسان غير عمي «حنفي»، الغلطة كلها غلطة «حنفي»، هو اللي طفش العرسان.

– لأ والنبي، فكري مش في كده.

وظلت مرخية الطرف حياء كأنها فتاة في العشرين ربيعًا، وصمت «محسن» لحظة، وجعل يتأمل خلسة وجه تلك العذراء المسنة، وما به من دمامة وتجاعيد؛ كأنما يسائل نفسه عن معنى هذا الحياء منها، أهو تصنع أم حقيقة؟ ثم لم يلبث أن أطرق قليلًا، وقد داخل سخريته الصبيانية شيء من الرثاء.

•••

نشأت «زنوبة» في الريف جاهلة مهملة، تخدم امرأة أبيها، وتربي لها الدجاج، فلما قدم شقيقاها «حنفي» و«عبده» القاهرة في طلب العلم قدمت معهما هي و«مبروك» ابن «الخولي» زميلها في كُتَّاب القرية الذي لم يفلح؛ كي تدبِّر أمر المعاش وتدير دفة البيت، ولم يكن لمقامها الطويل في العاصمة أثر حقيقي في تكوينها، فهي ما زالت على حالتها الأولى، ولم تدرك من حياة البندر ومدنيته غير أشياء سطحية، لا تتعدى الملبس وطريقة الكلام، وقد ذهبت في ذلك إلى حد تقليد صويحباتها من أهل القاهرة، وجاراتها من النساء الحديثات، تقليدًا لا تفقه معناه. وروى «محسن» أنه سمعها ذات مرة تحيي زائراتها قائلة: «بونسوار يا ستات» … مع أن الوقت صباح. والشمس في الضحى، وزنوبة كأكثر القبيحات، قد يخطر لها كل شيء إلا قبحها، وتعجب كثيرًا إذ ترى غيرها من المعارف والجيران يخطب ويتزوج، وهي الجميلة المقتصدة، ست بيتها، كاملة الصفات؛ باقية لا يطلبها أحد، لكنها تعزو ذلك إلى سبب: البخت … البخت الأسود بعيد عنكم مفيش غيره أبدًا.

هذا ما كانت تردده لنفسها وللناس.

ومع ذلك فقد جاءتها الخاطبات يخطبنها غير مرة، ولكن الواحدة منهن ما كانت ترى «زنوبة» وهيئتها حتى تختصر الكلام وتنهض تلتف في إزارها، وتسرع بالخروج، و«زنوبة» لا تحسب إلا أن الخاطبة مسرورة، وذاهبة توًّا لإخبار العريس، فترافقها منزلقة حتى باب المسكن، وهي تهمس في أذنها: «ابقي اشكري له فيَّ»؟

فترتسم على فم الخاطبة ابتسامة يحجبها البرقع، وتجيب في خبث وتهكم خفي: «أمال ياختي، ولا يستحق الشكر إلا انتي.»

ثم تنصرف ولا تعود بعدها أبدًا، إلا أنه ذات يوم وقع حادث تاريخي في حياة «زنوبة» … يوم لا يحسب من عمرها، سنحت فيه فرصة نادرة لا رجعة لها، ولكن … ولكن وا أسفاه، أضاع «حنفي أفندي» تلك الفرصة الوحيدة بحمقه وعبطه وبساطته؛ ذلك أنه في ذات عصر شاء الحظ — وكأنه ضجِر أخيرًا من اتهامه ظلمًا، ومن إلصاق العيب به زورًا — فأرسل ﻟ «زنوبة» رجلًا أفنديًّا متعلمًا لا بأس به يطلب يدها دون وساطة خاطبة أو أم … أفندي طيب القلب، سليم النية على ما يظهر، أو تقي واضع ثقته العمياء في الله إلى غير حد.

جاء هذا الرجل وقابل «حنفي أفندي» مدرس الحساب بمدرسة «خليل أغا» بصفته رئيس الأسرة وأكبر أعضائها سنًّا ومقامًا، وحادثه في الأمر قائلًا أن لا لزوم لإيفاد أحد من قِبله يرى العروس وأنه يكتفي بالسؤال عما إذا كانت غير قبيحة، فما دامت غير قبيحة ولا دميمة فهو لا يطلب أكثر من ذلك.

وسأل رئيس الأسرة المزعوم عن رأيه فيها بنظرة مؤدبة متحفظة، فرفع «رئيس شرف الأسرة» — كما يدعونه — رأسه إلى محدثه، ونظر إليه بعينيه القصيرتَي البصر السقيمتين العمشاوين والتفت إليه بوجهه الدميم الأغبر، وقد حرقته الشمس والدمامل، فصيرته في لون الطوب الني الذي تبنى به بيوت القرى ومد يده إلى طربوشه فقعسه إلى الخلف، كاشفًا عن جبهة قبيحة بها أثر بطحة، ثم قال للخاطب في حرارة وحماسة: أبدًا … أبدًا، اطمئن مش وحشة أبدًا، اطمئن وحط في قلبك بطيخة صيفي، دي مضمونة زي الجنيه الدهب، أربعة وعشرين قيراط، وعلى إيه، شوف حضرتك، إنت واخد بالك مني؟ آهي هي العروسة شبهي تمام، بالحرف الواحد؛ لأنها شقيقتي ونازلة فوق راسي أنا مباشرة.

فبُغت الأفندي الخاطب، ووجم لحظة، ثم هدأ قليلًا، وجعل يختلس النظر إلى وجه «حنفي القبيح» محاولًا إخفاء غمه وقرفه واشمئزازه، ثم غمغم أخيرًا قائلًا كالهامس لنفسه: مش ممكن!

وسمعه «حنفي» فبادر يطمئنه قائلًا: مش ممكن ازاي؟ دا شيء مؤكد ومثبوت.

– مستحيل!

– بس اطمئن انت حضرتك من الجهة دي، إنت يا حضرة مالكش دعوة، تشبه لي تمام، وعلى عهدتي، ولا يكون عندك خوف أبدًا.

وما كاد «الأفندي» يفوز بالخروج من منزل «حنفي» حتى اختفى ولم يسمع بخبره قط.

•••

أعاد «محسن» عبارته بلهجة فيها ملق ومداهنة: صحيح الغلطة كلها غلطة عمي «حنفي».

فخفضت «زنوبة» رأسها ولم تُجِب، وقد ضغطت على نفسها حتى لا تتنهد … وسكت محسن لحظة، ثم فجأة اعتدل كأنما تذكَّر شيئًا، وظهرت على شفتيه ابتسامة حاول إخفاءها، وتكلَّف الظهور بمظهر الجد، وقال في الحال: عمتي … عندك خبر؟ «مصطفى بك» اللي ساكن تحتنا، عيان!

فرفعت «زنوبة» رأسها، وبدا احمرار خفيف على وجه تلك المرأة التي ناهزت الأربعين، غير أنها تصنَّعت الهدوء، وقالت في صوت أرادت أن يخرج طبيعيًّا: عيان؟ مين قال لك؟

فأجاب «محسن» وهو يدرك ما بها، ويتغافل: النهارده الصبح لقيت خدامه في «السلم» معاه شربة ملح إنجليزي.

فشخصت ببصرها إليه؛ كأنما تريد أن تسأله وتستفسر وتستزيد، ولكنها ملكت نفسها في الحال وخفضت نظرها خجلًا، وصمتت صمتة طويلة، وطفق «محسن» يراقبها خلسة، وعلى شفتيه دائمة هذه الابتسامة الصبيانية الهازلة.

وأخيرًا قال مشيرًا إلى الورق في شيء من التخابث: مش قالت لك الكوتشينة؟

فاضطربت قليلًا، ولم تُجِب. ونظر إليها محسن، لحظة، ثم قال فجأة: فكرك مشغول بإيه؟

فارتعدت المرأة رعدة خفيفة، وأجابت في عجلة وتعثُّر وحيرة: أنا … فكري مشغول بحاجة تانية.

فلم يمهلها «محسن»: حاجة تانية! زي إيه مثلًا؟

وأخجلتها لهجة «محسن» ذات المغزى، ولكنها تماسكت، وحضر ذهنها في تلك اللحظة، وأسعفتها ذاكرتها، فأجابت في صوت مطمئن بعض الشيء: قاعدة من الصبح افتكر في منديل الجيران اللي ضاع أول امبارح، فوق سطوحنا.

ما كادت «زنوبة» تلفظ هذه العبارة، حتى تغير وجه «محسن» وعلَته صفرة ثم حمرة، وأطرق من فوره.

ولم تفطن «زنوبة» إلى ما وقع بغتةً في نفس «محسن» وكأنما قد وجدت موضوعًا تنقذ به موقفها، فاستطردت تقول: منديل «سنية» الحرير، فكرك يا «محسن» يكون صحيح طيره الهوا؟

فلم يُجِب «محسن» ولم يستطع أن يرفع رأسه.

فاستمرت «زنوبة»: والست الطاهرة ما يدخل عقلي الكلام ده، طيره الهوا؟! هو فيه هوا يطير مناديل؟

فقال «محسن» متلعثمًا: أمال إيه؟

فأجابت للفور: أبدًا … أنا عبيطة؟! وحياتك مسروق.

فنظر إليها الفتى نظرة خوف، ولم يلفظ كلمة.

فاستمرت تقول: والنبي الغالي مسروق، تعرف مين اللي سرقه؟

فلم يحر «محسن» جوابًا.

فاستطردت: اللي سرقه «عبده».

فرفع «محسن» رأسه فجأة في شبه دهشة وفرح: عمي «عبده»؟!

فأجابت بلهجة تحامُل: ماعندناش قبيح غيره.

فأطرق «محسن» ولم ينبس بحرف.

فقالت بقوة: والنبي لافتح المندل بكرة وأشوف.

فرفع «محسن» رأسه، ودمدم في قلق وخوف: المندل؟!

فأجابت مستطردة: إن ماكانش هو الواد «عبده» أبقى أنا أستحق ضرب الشبشب.

وسكتت لحظة، ثم مر برأسها خاطر فقالت فجأة: يوه يا ندامة! … نسيت واحد.

فارتجف «محسن» قليلًا، وصمت منتظرًا كلمتها، والتفتت هي بغتة إليه، ثم قالت بلهجة المقتنع: بالك كان مين يكون سرق المنديل؟

فتململ الفتى مضطربًا، ولكنها لم تتنبه إليه، وقالت: «سليم».

فتنفس «محسن» الصُّعَداء، ورفع رأسه إليها، ودمدم: «سي سليم»؟

فقالت: راخر منجوس، كلمة الحق والتكال على الله، إنت ناسي حكاياته ونوادره مع النسوان؛ وفشره ومعره اللي قلب دماغنا به؟ النبي يا سم عليه راخر، لما يعوج طربوشه، ويبرم شنابه، ويقعد يضرب على السخامة المزيكة بتاعته أم منفاخ … قال إيه فاهم نفسه حلو؟ يا سخطة، النبي يا «محسن» تطلع عليه كمان غنوة من غناويك الحلوة، هو فاكرنا سهينا عنه وعن حكايته المشهورة، اللي كانت سبب وقف حاله من الحكومة؟ حادثة الست الشامية بتاعة «بورسعيد» … قطع بعيد عنك «سليم» ابن عمي، هو فيه حد قده في الخبص واللبص؟

فاطمأن «محسن» وانفرجت أساريره وابتسم ابتسامة ساذجة، ثم اقترب من «زنوبة» بلطف، وقال بصوت تعتوره رجفة طفيفة: إنتي شفتيها يا عمتي فوق السطوح النهارده؟

فقالت «زنوبة»: مين هي؟ «سنية»؟

فحرك الفتى رأسه علامة الإيجاب، وقال متوخيًا الهدوء الطبيعي في نبراته: قالت لك إيه؟

فأجابت «زنوبة» دون أن تلتفت إلى اهتمامه: مسألة المنديل؟ … ضحكت، وقالت إن كان صحيح مسروق يبقى الحرامي يستحق الشنق به.

فاحمر وجه «محسن» حتى صار بلون «الكليم»، ثم غض بصره، ونظر إلى الأرض.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤